.1.

1.7K 118 136
                                    

.
.
.

أُفكرُ فقط كيف أنني لا أستطيعُ تقبُل مَا أنا عَليه؟
لستُ جيداً في شيء، أو رُبما أنا لا أريدُ هذا.

**************

ماذا لَو كُنتُ صغيراً بحجمِ كلمة، كانَ سيكونُ مِن السهلِ التنقُل وقراءةَ الكُتب، مِنَ السهلِ أن اختفي، ولا يشعرُ باختِفَائي أحد.

سيكونُ رائعاً لَو عِشتُ بينَ الأَرفُف، وأن أنامَ على سطحِ كتاب.

"رِيّو، كُنتُ وَاثقاً بأَني سأجِدُكَ هُنا."

لم أَرُد، الذنبُ ذَنبهُ لأنهُ قطعَ تفكيري، قامَ بِسحبِ الكتاب الذي يُغطي وجهي، ابتسمَ واردف :

"أَلا زِلتَ لم تنتهي من هذا الكتاب؟"

"إنهُ يتكون من خمسمائة صفحة يا هذا، هل تظُنني آلة؟"

قرأ اسمَ الكتابِ بتمعُن :

"كلاسِيكات الأدب القديم."

هززتُ رأسي، ليُردف :

"يبدو مُملاً."

جلَسَ بِجواري، استندَ على جذعِ شجرةِ الكرز، ولَم يتحدث، بقيّ ينظرُ للسماء بزرقاويّتيه، بينما تظاهرتُ بالقراءة، لَكني في الحقيقة لا أستطيعُ القراءة بينما أحدُهم بجانبي، أشعُر كَما لَو أنهُ يسلُبُني تَركِيزي.

أغلقتُ الكتاب وقطعتُ صمتَنا هامِساً :

"أران، هل ترانِي شخصاً مُملاً؟"

نظَرَ لعيناي مباشرة، بينما تجنبتُ النظَرْ إليه :

"أراكَ مُملاً للحد الذي يجعلُني أريدُ البقاءَ معكَ دائماً."

زَفَرتُ نَفَسي وقُلتْ :

"هَل تسخرُ مِني؟"

أكملَ ناظِراً لعيناي :

"أبداً، تعلمُ أني أَعني دَائماً مَا أقولُه."

وقفت، نفضتُ ملابسي، التقطتُ كِتابي، وقُلتْ :

"هيّا لنذهب، سنتَأخر عن الحصة."

"أيُ مادةٍ لديّنا الآن؟"

"التاريخ."

أَصدَرَ صوتاً ضاحِكاً، واردف :

"كانَ يجب عليّ معرفةَ هذا قبلَ أن أسأل."
لأني أُحبُ مادة التاريخ.

بِلَا أَلوَانْ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن