رقصة مع الجن

في السوق

season one:

أنا همس، أبلغ من العمر 18 عامًا ، أنا أكبر اشقائي بعد وفاة شقيقتي من والدتي وهي تضع رضيعها، من قرية في شمال  لبنان.

بخلاف جميع المفاهيم عن معاملة أهل القرى للنساء كالبيدق، كانت قبيلتي بخلافهم.
فالرجال والنساء سواء إلا بما فرق الله فيه بينهم.

فكان للبنات حق التعلم، والعمل بإذن والدها أو زوجها أو أخيها إن كانت يتيمة، وبإذن حماها إن كانت أرملة، لكن ليس مئة بالمئة.

فكان حوالي أربعون بالمئة، أو سبعة و أربعون فقط من كانوا كذلك، من لا يهتمون بأفعال و أرآء من حولهم فقط.

لكن الجميع في قريتنا متفق على شيئين لا يختلفون فيه مهما كثرت تناقضاتهم في التفكير و الإعتقادات الخاصة...

" المطلقة امرأة سيئة فعلت شيئًا بغيض لذا طلقها زوجها "، " الفتاة ليس لها الحق في أن تُحب، أو تُعجب بأحدهم، ولا يحق لها رفض الزوج الذي إختارهُ لها كبار القبيلة.. أو العائلة.. ".

لكن و بشكلٍ ما، كان أبي ضد جميع مفاهيمهم، فقد كانت أمي مُطلقة و تزوجها بسخطٍ من أهله لأنه أحبها.

ولا أخفيكم أمرًا؛ كانت جدتي تكره والدتي إلى حين أنجبت أخي " يزيد"، لكن بعدها تزوجت أختي من إبن أحد كبار ونبلاء قريتنا رغمًا عنها، بسبب المصالح المُشتركة بين عائلتي و عائلته.. فنحن ايضًا من كبار و أهم أعمدة تلك القرية الهادئة ليلًا و ضَجرة صباحًا.

لم يعترض أبي وقتها لأن جدتي أقنعته بأن أختي راضية تمام الرضى، لكنها لم تكن!! لقد سمعتها بأذني تبكي وترفض.. حتى صفعتها جدتي و هددتها أن لا تخبر والدي بذلك.. فلا يعلم والدي برفضها إلا بعد مجيئها الأول لنا و هى تشعر بالضيق.

عندما سألها أبي انفجرت بكل ما بداخلها.. فهذا الشاب سئ!! لقد أخفى أهله ذلك!! إنه يضربها و يتعاطى المخدرات دون علم أحد.

وفوق كل هذا.. إنه يحبها بتملك! وقد وعدها أنه سيغير من نفسه من أجلها.. مر عام ولم يفعل.

لذا غضب أبي عند سماعه لتلك الكلمات وقال وهو يشطاط غضب "سأطلقكِ من ذاك الكلب"، لكن وبغرابة رفضت شقيقتي الطلاق.. و عند سؤال أبي لها لما، قالت بأنها حاملٌ في شهرها الثالث و هي تحبه.

هذا أثار تعجبي! تحبه! حامل! ألم تقل بأنها لن تدعه يقترب منها أو يتحدث معها؟ الأعجب أن ردة فعل أبي تلك كانت عند اخبارها له بأنه رفع يده عليها في أول ليلة زواجٍ منها، عندما حاول التقرب منها فصفعته و أبعدته عنها لأنه كان يحاول لمسها غصبًا.