الصفعة الثانية

18 2 0
                                    

صراخ ، بكاء ، إرتجاف ، تحطيم ، ضرب
هكذا كانت حياتها لعدةِ أشهرٍ
لعبة الحياةُ لعبتها القذرة على تلك الطفلهِ المسكينة اغرقتها ببحر اليأس ، و جعلتها تتجرع الانكسار حتى شبعت ....
تلاشت ذرات الأمل وهدمت مدينة قلبها
.
.
( ارتعب قلبها ، تالمت معدتها ، ارتجفت يداها ) لقد تجاوزت حدك( صرخت بأعلى صوتها على أخيها الذي أراد صفع امها ، دفعته عنها وقالت) اخرج من هنا أيها اللعين

(نظر لها و شرار الغضب يتطاير من عيونه)
كيف تتجرأي ايتها الوقحه ( لم تشعر بنفسها الا وهي تحتضن الارض ، تدفق الدم بشده لوجهها وتلون بالاحمر بسبب شده الصفعه) يبدو ان ذلك لم يربيك جيدا ( وانهالت عليها الضربات ضربة تلوى الاخرى من اخيها الكبير الذي كانت تتوقع ان يكون سندا لها ، تتوقع أن يكون ابيها الثاني لكن ......

انتهى الامر بها بزاوية باردة في غرفتها المظلمة التي ينيرها ضوء القمر الخافت تتمنى أن تموت ) لما رحلت ، لما تركتني لهم ( شهقة ) لما فعلت ذلك ، انا اكرهك ابي اكرهك ( دفنت رأسها بوسادتها تسمع قطرات المطر تضرب زجاج غرفتها تزامناً مع نزول دموعها )
.
.
لم تكن هذه المره الاولى التي فعل ذلك بها ، ولن تكون الأخيرة
قيدت تسع اشهر في سجن اخيها الاكبر ، تستيقظ على شجاره وتنام على شجاره
حتى اخيها الاخر ، لم يكن أفضل بل كان اسوأ 
.
.
انتهى شجار اليوم كالعادة ، تلقت المزيد من الضرب لكنها لم تبدي اي ردة فعل
اعتادت على البأس
تنظر لنفسها بالمرآه بملامح تجردت من المشاعر ، لتمسح الدماء عن فمها بهدوء تام
وقفت امام نافذه غرفتها تنظر للسماء بعيون تتلألأ
"ساحرقكم يوماً وستندمون على ما تفعلون"

تحولت كتلة اللطافة الى عاصفه ثلجيه
طغت الملامح الشاحبة الخالية من المشاعر على وجهها البرئ اللطيف
خسرت وزنها ، تلون جسدها بالازرق والأحمر
ولم يعد قلبها يشعر باي شيء ، فقدت طعم السعادة
أصبح الصراخ أمرا طبيعيا ، والضرب شيء لا أهمية له
لكن هناك شيء واحد فقط لم تتغير به ، وهو ذكائها الحاد و تفوقها الدراسي
.
.
سننتقل ( بياس)
ماذا ، لماذا!!!!

نـصـفُ إِنـسان Where stories live. Discover now