الجزء الثالث:

902 19 1
                                    

انتشر خبر وفاة فيصل والكل عرف
راحو لدمام عشان العزاء في بيت المرحوم
ومايبون شريفه تدري لان النفاس مفتوح قبرها أربعين ليله وممكن اي صدمه تؤدي لوفاتها حاولت أم مطلق ان توصل لها الخبر بدون تصدمها لانها طفشت من اسالتها وهي مصيرها تعرف

بعد اربع شهور من وفاة فيصل
راحت شريفه مع أهلها لديره بعد ماخلصت عدتها تبي تجلس عندهم فتره ترتاح وتبعد عن بيتها الي ادق التفاصيل فيه تذكرها بفيصل تتذكر كيف اختارو التصاميم وكيف نسقو الأثاث ووش كانو مخططين وسوالفهم وغرفتهم وكل شي له قصه وذكرى ماتنكر انها فاقده لأبعد حد وان لما سمعت خبر وفاته فقدة شي كبير بداخلها بس تحاول تقوي نفسها وتتظاهر بالنسيان عشان عيالها واهلها ماتبي احد يشيل همها ومسؤوليتها هي وعيالها وتثقل عليه مع انها في الفترة هذي تحتاج للمساعدة بقوه صارت تشوف الحياه بلون رمادي تساوى كل شي عندها المهم الحين في حياتها عيالها وتربيتهم ومسؤوليتهم ماتبي ينقصهم شي عشان ماتحسسهم بفقد ابوهم وان مكانه فاضي تحس انها لازم ترضي فيصل حتى وهو في قبره تبي اذا قالو عيال فيصل يقولون ما شاء الله ونعم التربيه تبي تشوفهم في اعلا المناصب وأفضل الوظائف مثل ماكانت تخطط هي وفيصل

فكر مهند بعد وفاة فيصل يتزوج شريفه زواج على ورق عشان يربي عيال خويه ويكونون قريبين منه ولا يحتاجون لاحد ويشوف اوضاعهم والي ناقصهم لانهم صغار ولازم لهم رجال يتحمل مسؤوليتهم ويوديهم ويجيبهم
بس ماقدر فيه شي داخله يمنعه حتى من التفكير يحس انه يخون فيصل اذا تزوج زوجته
فاصار كل فتره يروح لهم يسلم عليهم ويجيب لهم هدايا وأغراض ومئونه للبيت ويتطمن على اوضاعهم ووش ناقصهم كأنهم عياله مايبيهم يحسون باليتم أبدا لدرجة انه يوصلهم للمدرسة ويسال عن مستواهم

اما عند نوره ومحمد تأجل زواجهم شهرين وحلفت شريفه انهم معاد يأجلونه خلاص الحي أبقى من الميت وتأجيلهم ماراح يرد احد ومافيه احد مستفيد
فاختصروه عشاء عائلي في بيتهم فقط بدون طبول ولازفه ولا شي
تجهزت نوره وبعد ماتعشو وخلصو جو اخوانها وأبوها سلمو عليها وطلعوها لمحمد الي ينتظرها برى فالسيارة
أبو مطلق سلم عليها وقالها: لا اوصيتس يابنيتي في بيتتس ورجلتس وإذا احتجتي شي تراني موجود واخوانتس موجودين
نوره باست رأسه ويده وهي تحس انها بتبكي : أبشر يبه
فتح سالم باب السياره يبيها تركب ونوره وقفت تطالع فيها برجاء وعيونها فيها دموع كأنها تقول لا ما ابي سكر الباب
سالم ابتسم وفي نفس الوقت حس بضيق انها بتروح وتترجاه ومايقدر يسوي شي قال يبي يلطف الجو : شفيتس اركبي هذا محمد الي كل ماقلنا شي قلتي بروح معه واسحب عليكم
قربت منه نوره وضمته وبكت : مابي اروح سالم تكفى
سالم لف يديه على ظهرها وقال : كل ذا خوف شوفي محمد ترى لطيف مايعض "ضربته نوره وهي تبعد عنه بقبضة يدها على كتفه اليمين "
ضحك سالم ولف جهة ابوه الي واقف بعيد شوي مع عمه أبو محمد ومحمد قال وهو ياشر جهتهم لما شافهم خلصو كلامهم و تفرقو : ابوي لو يشوفتس كذا فشلتس قدامه
لفت نوره تشوف الي ياشر عليه شافت ابوها جاي ومعه محمد وعمها دخل المجلس لفت لسالم مسكت يده بسرعه جت بتتكلم سمعت ابوها يهاوش سالم يقول: سالم ليه ماخليت البنت تركب
سالم : نجهز مكانها يبه
لف لنوره وقال بصوت قصير وهو يدفها لسياره : بسرعه اركبي كله منتس
ركبت نوره مسيره ماهي مخيره وحست قلبها وقف لما حست بمحمد يركب جنبها وصوت ابوها يوصيه
محمد : بعيوني ياعمي ما احتاج وصاه هذي الغالية
أبو مطلق : ها الله يستر عليكم ويوفقكم
مشى محمد ولف لنوره : اخبارتس
نوره وهي تفرك يديها في بعض ردت بصوت ماتدري كيف طلع : الحمدلله
محمد ابتسم وقال وهو بيطير من الفرح انها صارت جنبه وملكه : مبروك علي أنتي
نوره كتمت حتى تنفسها تحس انه صار يسمعه من كثر ماهي مكتومه من الاحراج سكتت ماردت
مد محمد يده يمسك يديها : خلاص يديتس تطلب الرحمة قطعتيها
حولت تفلت يديها منه مسك يدها اليسار ورفعها وباسها وهو يحس برجفتها قال : تعرفين حنا وين بروح ذا الحين ؟
هزت رأسها بمعنى لا
قال : تبين تعرفين
هزت رأسها بمعنى ايه
محمد يبيها تتكلم طفش من حيائها الزايد معه حلو الحياء بس مو كذا عاد قال : متزوج هنديه انا بس تهز رأسها تكلمي حبيبتي لاتستحين خلاص انا زوجتس مثل اخوانتس خلي بينا ميانه تمام؟
نوره : طيب
محمد : بس عاد مو مثل اخوانتس بالضبط لا فيه ميانه زياده شوي
فهمت نوره قصده سحبت يدها منه بقوه لفت جهت الشباك تمنت الأرض تنشق وتبلعها
ضحك محمد بصوت طويل قال : فديت الي يستحون بس انا اعرف كيف اخفي الحيا ذا

تمر الأيام والسنين وتصبح مجرد ذكرى
والأحداث ما زالت مستمره في حياة ابطالنا فيها المفرحة والمحزنة
بعد مرور ١٦ عام من الان
————>
يتبع

" انت حبك كنه الحكم السعودي ثبته عبدالعزيز ولا تغير ".حيث تعيش القصص. اكتشف الآن