العنوان هو العتبة الأولى للنص وله مدلول واسع. خاصة أن البطل كان سكيرا معربدا لا يهتم إلا بنزواته ولا يتوانى عن زيارة بيوت الدعارة، ضاربا بثورة مصر ضد الإنجليز عرض الحائط، فهي لا تعنيه في شيء، فجل همه هو تنهد الغواني في بيوت البادرونات. حتى تنقلب الأمور رأسا على عقب فيقوم مسطول بقتل مسطول آخر؛ ليجد "ناجي" نفسه متهما في قضية قتل. يتم اقتياده إلى غرفة الحبس مع الثوار الذين لا يكفون عن الهتاف "يحيا سعد يحيا سعد" فيتنحى عنهم ويتحدث إلى "سعيد" الشاب البدين الذي اتهم بحرق القطار، رغم أنه لا يقدر على حرق بعوضة، يخرج السجناء للعرض على النيابة فيستطيع الثوار أن يفلتوهم من قبضة الشرطة، يهرب "ناجي" و"سعيد" إلى الإسكندرية ومنها إلى مطروح، حيث منطقة بير سكران فيلتقي هناك الشيخ المجاهد وابنته، فيتحول ناجى من شخص يكره هتاف "الاستقلال التام أو الموت الزؤام.. سعد سعد يحيا سعد" إلى رجل وطنى مجاهد، ينال من الإنجليز أينما وجدوا، وهنا نستطيع أن نقول أن الكاتب استطاع بحرفية عالية أن يملك أدواته ويحرك شخوصه كأنها عرائس ماريونيت، بطريقة سلسة وبسيطة، وتذكرني روايته بثلاثية نجيب محفوظ؛ ذلك لأنها تتحدث عن الحقبة الزمنية نفسها، في بيئة مماثلة وأجواء مماثلة، حتى أن الكاتب أفرط في مساحة الغواني وحكاياتهن مثلما فعل نجيب