أتعلمون ما هو أكثر ألم مرير يمكن رؤيته ؟ ألم يعجز أي شخص عن كتمانه ، إنه ألم الفقدان و يتجسد.... بدموع الثكالى
...................
: " هجوم "
نطق بها كازوهيرو و كازوهيكو بنفس الوقت و بصوت عالي و نبرةٍ آمرة فأندفع جنودهما ناحية جنود رين و سرعان ما إشتبكوا معهم بينما وقفت أسوكا تراقبهم بقلق
صهيل الخيول إختلط بصراخ الجنود لكنها لم تطغى على أصوات تلاحم السيوف ، و رغم أن الغبار الضبابي قد غطى المكان تقريباً إلا أنه لم يحجب رؤية السهام المشتعلة و هي تتطاير بكل الإتجاهات و لم يحجب رؤية الجثث التي بدأت تتراصف مضرجةً بدمائها ، مع أنها تعلم مسبقاً أن هذا ما يحصل في المعارك لكنها كانت مذعورةً جداً
جثت على ركبتيها بعدما لم تعد تقوى على الوقوف بسبب ما تراه أمامها ، أغمضت عيناها و غطت أذنيها بيديها بمحاولة يائسة لإيقاف أصواتهم لكن دون جدوى
أغرورقت عيناها بالدموع بينما قلبها قد نال منه الرعب ما ناله فهي لم تشهد مثل هذه الفظاعة قبلاً
تهادى لسمعها صوت يوري تصرخ بإسم كازوهيكو بفزع ففتحت عيناها بذعر و بحثت بنظرها عنه فوجدته..
كان على بعد مسافة قصيرة منها ، جاثياً على ركبتيه بعدما إخترق ظهره ذلك الرمح الذي رماه رين غدراً
قهقه رين و تحدث بسخرية :
" يالك من ضعيف ! "
رفع كازوهيكو نظره لرين و إبتسم بسخط ثم أجابه قائلاً :
" لستُ ضعيفاً بل.....أنت غدار "
إبتسم رين و قال :
" لا يهمني "
عينا أسوكا الغائرة بدموعها لم تفارق كازوهيكو ابداً و لم تنتبه لإقتراب أحد أتباع رين منها بهدف قتلها...
رفع سيفه و هوى به لكن..
السيف سقط أرضاً يتبعه صاحبه فأنتبهت أسوكا له حيث سقط أمامها غريقاً بدمائه فأتسعت عيناها بذعر لكن ذلك الصوت الهادئ الذي تهادى لسمعها جعلها تهدأ و تبتسم رغماً عنها حيث قال :
" لا داعي للخوف ، خالتي "
رفعت نظرها لمحدثها فألتقت عيناها الزرقاء بخاصته الخضراء..
حدقت به لبعض الوقت ثم نهضت لكنها جثت مجدداً فما رأته منذ بداية المعركة جعلها تنهار بحق
جثى كازوهيرو أمامها قائلاً :
" أأنتِ بخ.. ؟ "
بتر جملته حين عانقته أسوكا بكل شوق فبادلها هو ، رغم أنه ليس إبنها لكنها كانت تشتاق إليه و تتوق لرؤيته كل يوم و ها هو الأن بين ذراعيها..
إنتبه رين لهما فأبتسم بخبث و توجه نحوهما بهدوء مما أقلق كازوهيكو و كاد يصرخ محذراً إياهما لكنه لم يستطع الصراخ فبدأ يحاول النهوض..
كان كازوهيرو معطياً ظهره لرين لذا لم ينتبه لإقترابه منهما و أسوكا كانت مغمضةً عيناها و لم تنتبه هي الأخرى..
إبتسم رين بشر و رفع سيفه ليطعن كازوهيرو و بعد لحظة تطايرت الدماء على الأرض و على وجه أسوكا حين إخترق السيف ذلك الجسد...
إتسعت عينا أسوكا بينما إلتفت كازوهيرو لتتسع عيناه كما هي حال كازوهيكو حتى أن رين كان مصدوماً
: " ا.. الأميرة يوري ؟! "
قالها رين بصدمة و عيناه تحدق بجسد يوري الذي أُخترق بواسطة سيفه...
نظرت له يوري بوهن و قالت بتقطع :
" لن....أسمح لك...بقتله..."
و قبل أن يرد عليها كان سيف كازوهيرو قد أخترق صدره مما جعله يسحب سيفه المغروس بجسد يوري و يسقط أرضاً
تهاوى جسد يوري ليسقط بين يدي كازوهيرو تحت أنظار كلاً من أسوكا المرعوبة و كازوهيكو المصدوم
ناداها كازوهيرو بقلق حين رآها مغمضة العينين قائلاً :
" يوري ؟ "
فتحت عيناها و نظرت له بضعف و قد إعتلت ثغرها إبتسامةٍ يائسة
بعد لحظات تحدثت بصوتها الواهن قائلة :
" أنا....أسفة "
صمتت لبرهة ثم أكملت و قد سالت دموعها على وجنتيها :
" أنا.....لم أكرهك ابـ...ابداً ، حين قلت لك ذلك الكلام في ذلك اليوم.... كُنتُ غاضبةً جداً و مُستاءة و ألقيتُ عليك اللوم رغم أنه...... ليس ذنبك و أيضاً... "
قاطعها كازوهيرو قائلاً :
" توقفي عن الكلام ، سأنقذكِ "
هزت رأسها بالنفي و قالت :
" لا فائدة ، إنها النهاية "
: " لا تقولي ذلك "
قالها كازوهيرو فردت عليه يوري قائلة :
" أنا أعلم أنها نهايتي لذا....أرجوك إستمع لما أريد قوله "
أومأ لها فأردفت بينما ذاكرتها تعرض عليها ذكرياتها معه :
" ذلك اليوم في غابة غليني....الغضب أعماني لدرجة أنني خططت....لا بل....شاركت بمحاولة قتلك.....لكنني بعدها ندمتُ على.....ذلك حقاً....لإنني أدركت أني مخطئة... لقد أخطأتُ حين ألقيتُ باللوم عليك....و حين قمتُ بخيانتك و حين فكرت بقتلك و حين....أقنعتُ نفسي بأني أكرهك...و بأنك السبب في...إخفاء أمر أبي عني ، أنا مُستاءة من نفسي.... مُستاءة حقاً و جداً.... لطالما كنت أنت سندي ، كنت معي حين ضحكتُ و حين بكيتُ....كنت وجهتي الدائمة حين أفرح....و حين أحزن...و عند الغضب و عند الإستياء..... و مع ذلك أنا.... لسبب تافه خذلتك و خنتك.... "
رفعت يدها لتتحسس وجنته و أكملت كلامها من بين دموعها :
" سامحني.... لقد كنتُ غبيةً حقاً..... أرجوك سامحني "
وضع يده فوق يدها المستقرة على خده و قال :
" ليس هناك ما يستحق أن تعتذري لأجله "
إبتسمت بوهن و قالت :
" شكراً....و أيمكنني أن أطلب منك خدمة ؟ "
أومأ لها فأكملت :
" أخبر أمي و أبي..... أنني أسفة على كل ما بدر مني.... و أيضاً أريد منهما أن يتزوجا.... جديد "
: " لا تقلقي ، سأخبرهما بذلك "
إبتسمت له بإمتنان ثم قالت بينما تجاهد لإبقاء عينيها مفتوحة :
" أتمنى.... أن تبقيا... أنت و... كازوهيكو على... وفاق دائم.... "
أغلقت عيناها و سقطت يدها بجانبها معلنةً مفارقتها للحياة...
أخفض كازوهيرو رأسه فغطت خصلات شعره عيناه التي فاضت بالدموع و أحتضن يوري بقوة..
صحيح أنه لم يصرخ و لم يبكي بصوت عالي لكن دموعه الصامتة تلك قد فاضت من قلبه قبل عيناه... قلبه الذي يعتصر ألماً و حزناً كيف لا و يوري كانت أقرب شخص إليه ؟! كانت أخته لا بل أغلى من الأخت حتى ! و لكنها الأن رحلت ، ضحت بحياتها لأجله و هذا يجعل من ألم فراقها و فقدانها أضعافاً مضاعفة...
أما كازوهيكو فقد كانت عيناه الفائضة بالدموع تحدق بجثة يوري بين يدي كازوهيرو
كان يهز رأسه بالنفي رافضاً تصديق ما يراه ، لا يريد أن يصدق أن الفتاة التي أحبها قد ماتت ، الفتاة التي سرقت قلبه من أول نظرة أضحت الأن جثةً هامدة لا حياة فيها...
كازوهيكو على عكس أخيه لم يستطع إبقاء ألمه بداخله فرفع رأسه ينظر للسماء و بدأ بالصراخ بكل جوارحه كما لو أن ذلك سيخفف عنه ألم الفراق و لكن من يفقد شخصاً عزيزاً كان معه قبل ساعات فقط... ذلك يؤلم كما لو أن قلبك يتم إنتزاعه....
توقف عن الصراخ و سقط أرضاً و كانت جثة يوري هي أخر ما رأه قبل أن يفقد وعيه...
كان رين يبادل نظراته بين الأخوين مبتسماً بإنتصار فعلى ما يبدو هو قد حطمهما تماماً بينما أسوكا كانت قد هرعت إلى كازوهيكو تحاول إيقاظه لكن لا رد..
ضحك رين بهيستيرية ثم قال بسخرية بعد أن توقف عن الضحك :
" مسكينة هذه الأميرة ، لكنها غبيةً أيضاً بل يبدو أنها لا تملك عقلاً أساساً ، لو كانت تملكه لما جاءت إلى هنا و ما كانت قد لقيت حتفها على يدي "
كلامه قد إستفز كازوهيرو لأبعد حد ، إلتقط كازوهيرو سيفه المرمي بجانبه بإهمال و رماه بقوة ليخترق صدر رين و يرديه قتيلاً بينما صاح كازوهيرو بصوت عالي قائلاً :
" أوقفوا هذه المهزلة "
توقف الجنود عن القتال و كانت الغلبة لجنود الأخوين مما جعل جنود رين يعلنون إستسلامهم لأنهم يدركون أنهم لو تابعوا فستكون الهزيمة النكراء من نصيبهم أولاً و لأن قائدهم مات ثانياً..
نظر كازوهيرو لأخيه فوجد أسوكا تحاول إيقاظه دون جدوى فعض على شفته السفلى بقهر ثم أعاد نظره للجنود و قال :
" إعتقلوا من تبقى من جنود العدو و عالجوا جميع الجرحى و أجمعوا الجثث لنقوم بدفنها لاحقاً "
نظر جيرو لكازوهيرو و قال :
" هل نعالج جنود رين أيضاً ؟ "
رد عليه كازوهيرو بينما يحمل يوري و ينهض و عينيه تخفيها خصلات شعره :
" لقد قلت جميع الجرحى و هذا يعني الجميع "
: " أمرك "
قالها جيرو فبدأ الجنود السالمين بتنفيذ الأوامر بينما نظر كازوهيرو لجيرو و قال :
" سنأخذ أخي معنا "
أومأ له جيرو فتابع كازوهيرو سيره حاملاً جثة يوري بينما توجه جيرو لكازوهيكو ليفعل ما أُمر بفعله...
......................
يتبع....
رأيكم ؟
وأخيراً مات رين ☺ هل أنتم سعداء بموته ؟
هل تأثرتم بموت يوري ؟ حتى أنا بكيت حين كنت أكتب المشهد 💔
بالنسبة لكِ يا ليان فأنا أعلم أنكِ كدتِ تطيرين من الفرح 😂😂
و ما رأيكم بردة فعل الأخوين لحظة وفاة يوري ؟
هذه أقرب صورة ليوري بالشكل و ليس بالعمر
و هذه أقرب صورة لآسا
و هذه أقرب صورة لكادو
و هذه أقرب صورة لكازوهيكو لكن عيناه زرقاء
و هذه الصورة تمثل كازوهيرو تماماً
إلى اللقاء