بـَارت جـَديد 🖤
قِـراءة ممتـعة 🌟
* * * *
نـَظرات لـَم يخفى بريِـقها ، حـَتى و لـَو حاولا ، لـَم يكن لِـيخفى ، كـَان أصـدق من أن يتم إخفاءه ، حـَتى و لـَو لم يـَكن لـَه مسـمى ، إلا انه تـَواجـَد بأعينـهما ..
" لِـماذا تقُـوم بهـَذا ؟ "
سـَأل تـَايهيونغ و مقلتـَاه تنقل بين تلك السوداء ، تقـفز من واحد لأخرى ، و انتهى الأمر به مسـندا جبينه على ذلك المعطف الرمادي الذي غطى صدر الغرابي ،مطلِـقاً تنهيدته بِـعمق ضائع ..
إنتَـقلت أنامل يده اليمنة من وجنتِـه لخصلاته البنية الملسـَاء ممسِـدا إياها بِـهدوء ، و تقـَطع ..
لـَحظات لـَم تَـكن طويلة و فـَصل الغرابي الحـضن ، مغـَيراً ملامِـحه ، نظراته و نبرته ، ببـَساطة هُـو قـَد إنفصـَم ..
" غـَير ملابِـسك "
أشـَار بعيـناه ناحية الخزانة التي ظَـنها الأصغر فارغة ..
لاحظ جونغكوك نظرات تايهيونغ المستغربة ، ليكمل ..
" بمـَا أنك لا تعـلم بوجودها ، أرى أنك لست طفيلي و الأمر أعجبني "
إبتسـَم بجانبية ، مربِـتاً على خصلاته ..
" فـَتى جيـِد "
رفـَع تايهيونغ حـَاجبه ، بشيء من السخرية و سحب جـَسده ناحية الحمام تاركا الآخر يرافقه بعيناه إلى حيث يختفي خلف الباب ..
مـَشى خلفه ، ليقف خلف الباب ، مردفـَا بصوت إستطاع الآخر سماعه بينما يتجرد من ملابِـسه ، جعله يتوقف لبرهة من الزمن ..
" لا تـرهق أفكارك "
" كـل شيء سيـتعقد أكثر تـَايهيونغ ، دع الماء الدافئ يلملم شتاتك ، و أخرج قويا من الحمام ، عليك ان تكون قـويا مثلي "
إستدار تـَايهيونغ ،و يده مدة للمقبض ، الذي تردد من تحريكه لثانية ،و فجأة سحبه ليفتحه متناسيا عري صدره الظاهر امام أعين الآخر التي سهت علي تلك البشرة و كم أراد تلمسه بهذه اللحظة ..
" أنـت لـَست قويـََا "
كلماته تلتهـَا خطوات مقتربة ..
" هممم ، ربـَما "
همهم جونغكوك و عيناه رفعت من على صدر الآخر الأسمر ، بطنه ، الثغرة التي توسطتها ، حملاته عنقه لأول مرة رآى توحظ اللون مع عريه ، و كم كان جميلا ، بل أنها كلمة لا تنصفه ..
" ربـَما لست قـويا "
أكمل كلماته ، جاعِـلا من تـَايهيونغ يبتسم بسخـرية ، مميلا عنقه للجانب ، جاعلا من خصلاته تتمرد متحركة مع حركته تلك ملامسة من ملامحه ..
" تـَسخر مِـني ؟ "
سؤالٌ قد طرحه تايهيونغ و قدماه توقفت على بعد خطوات من جسد الآخر الذي رفـَض ذلك البـعد مقتربا ، ليلتصق به و يداه أبت ان تبقى بجيوب بنطاله و تسللت متلمسة اذرع الأصغر طوليًـا ، راسِـما قشعريرة إعتاد عليها جسده ، و عيناه قلبت متخدرة من ذلك لثواني ، قبل أن يجمع جزءا من نفسه ..
" و هـَل انا قادر عـَلى ذلك ؟ "
سأل جونغكوك ، مقـَربا أنفـَه ناحية عنق تايهيونغ ، مهمـا هناك و كأنه ، يمتحِـن قدرة الآخر علـى التحمل ..
" لا يـَهمني إن كنـت قويـًا "
أكمل جونغكوك جملـَه الغامضة بصوت هادئ طابعـََا قبلة على عنق الأخر بسطحية ، جاعلا من نسيج شفتيه يلامس جلده ..
تـَايهيونغ فورا أبعد جسده بعدة خطوات للخلف ملتصقاً بالباب خلفه ..
" لا تـَقترب مِـني مرة أخرى "
رفـَع إصبـَعه لوجه الأخر تلذي حرك أنظـَاره ناحيته لجزء من اللحظة و أعادها لعيناه ..
" إيـَاك "
" إن كنـت تنـتظر خضوعي ، بمجـَرد لمسـَات و بعـض الكلمات ، لأخبرك من الأن محاولاتـك ستبوء بالفـَشل " رفـَع أنامله لخصلاته معيدا إياها للخلف ، قبل أن يكمل ..
" ستـَرى كيـف ســأخرج مِـن هنا "
هـَمهم جونغكوك بلا مبـَالاة و إستدار مغـَادرا الغـرفة بأكملها بعدما تـَرك بابها مفتوحا أمام الأخر ..
ماذا يـَفعل ، أيَـعقل أنه يتـَحدى الآخر أمره غـَير معقول ، الأمر مستَـفز ، بل هُـو لا يَـطاق ، حـَتى انه لا يـَستطيع ان يقف ، بوجهه ، لا يـَستطبع توقع ما قـَد يقـدم على فعِـله ..
جُـونعكوك يـَعلم بِـالفعل ، ما يـَقوم بِـه ، حركاته مدققـَة ، مـَنطقية تَـسير تحـت قواعِـد ، لا تردد ، لا خوف ، لا نقـَاط ضعـف ، لا يوجد هـَنا غير القوي .. متـردد ؟ خـَائف ؟ مُـت .
ضـَرب تـَايهيونغ الأرض بقدمه غاضبـا و إستدار لـِداخل الحـمام ، أكمل تجـرده بسرعـَة و على وجهه كان قـد رسِـم عبوسه الغـَاضب ، يُـقلب عيناه كلـَما تذكر حـركات الآخر المستـَفزة لأعصـَابه ، كيف أنـَه يبتـَسم بجانبية ، كيف أن أنـظاره هادئة ، كيف خطواته تثبت كلما رآى تبعثر الأصغر ، كيف يتلمسه ببطئ يقشعر له جسده ، كيف أنه ينفصم برمش البصر ، أسـود الثـياب ، الرجـل الغير متـوقع ..
يـَقف أسـفل تلك المياه الدافـِئة ، لـَم يغـمض عيناه ، بـَل تركهـَا تنظر للفراغ المشوش ، صـَوت إصطدام الميـَاه بالأرض ، البـخار الذي يلتصق بالزجاج يحجب الرؤية عن الخارج ، جسده المبلل ، أنامله التي تشكلت بها تجاعيد سطحية ، شفتاه التي إزدادت حمرة ، خصلاته التي أخذت أماكن من وجهه لتتبعثر عليه ، كل تلك تفاصيل مـبدعة ..
تـَحاوطه تلك القِـطعة البـَيضاء ، تخفِـي ما تمكنت منـه ، تاركة ما تبقـَى بقطرات شفافة تسقط أرضا ..
بِـخطوات بطيِـئة ، ناحية الخِـزانة ، بيـد فتحها و بالأخرى يجفف خصلاته ، تبعثرت أنظـَارخ بين كل تلك الملابـس المرتبة بعناية على الرفوف ، مد أنـَامله ، متلمسا كل ما وجد بالداخل مبتسِما لملسهم الناعم ، بنفس الإبتسامة إلتقط من الثياب ما يستر عري جسده الذي كان لهدة أبان بملابس قذرو شفافة و باردة ..
إرتـَدى من اللون البـني قميصـََا و العـَسلي بنطاله و جوارب سوداء ، مبتسما لمنظره في المرآة و فورا نقل أنظاره لتلك القطع الملقاة أرضا ، رطب شفتاه و رفع يداه معيدا خصلتته لخلف أذنه ، متوجها لكل درج بالغرفة ، بينما يبحث بسرعة بعيناه ..
تـَخصر بيداه ، بينما يدور حول نفسه ما لم يجظ ما يبحث عنه ، قلب عيناه و إستدار ناحية البـَاب ، بخطوات سريعة و لا تزال عيناه تبحث ..
فتـَح كل أبواب الغرف في الرواق و لم يجد أثر جونغكوك ، مشـَى ناحية الدرج لتتوقف عيناه على تلك الخادمة التي طانت تحمل مناشف ، تبدو نظيفة ، لابد أنها ستأخذها للحمامات ، هذا ما فكر به تايهيومغ بينما يهمهم بتوتر ، ماذا سيسألها ؟ كيف سينطق بإسم الآخر ..
" بِـماذا أساعدك سيدي ؟ "
بادرت هي و ذلك أعطى راحة لتايهيونغ مكملا ..
" أ..ه أجل ، أين يمكنني إيجاد .. أمم ،إيجاد..ه "
تأتأ بكلماته ما إن لم يستطع إخراج حروف إيسم الآخر من شفتاه ..
نظرات مستغربة أعطتها الخادمة ، قبل ان تبتسم بخفة و تتأوه بتفهم مع إيماءه بسيطة " لـَقد فهمت ، تقـصد السـيد جونـغكوك ، إنه في غـرفة المعيشة "
" سـيدك أنتِ "
أردف تايهيونغ بأبتسامة مصطنعـَة ، و قلب عيناه في المكان ، ليعيدها إليها فورا بعدما نزل بدرجتان ناحيتها ..
" بالـمناسبة ، بمـا أنك هنا لا داعٍ ، لأطلب منه ، ما رأيك أن تعيرينني مِـقص ، همم ؟ " سأل تايهيونغ ليتلقى نظرات مستغربة ..
" أفضل أن تطلبه من السيد جيون ، الغرفة تقابلك ما إن تنهي الدرج سيدي "
أكملت كلماتها و إختفت من أمامه بينما هو تبعها بعيناه و إستدار بجسده يتذمر و يرمي عليها شتائم كأنها تسمعه .. " اللعنة عليك و علـى سيـد..." أخر كلماته أعاد أنظاره للأمام ، حتى قطع الحرف الأخير ما إن قابله جسد جونغكوك و وجهه بملامح هادئة و حاجب مرفوع ..
إحمرت وجنتا تايهيونغ و أطلق ضحكة محرجة و قدماه تضرب الأرض بينما أنامله تعنف بعضها بتوتر ..
نزل تايهيونغ بدرجة أخرى ليفصله عن الأخر ، فقط درجة واحدة ، رفع يده المتعرقة ..
" أهــلاً "
أمال جونغكوك عنقه من غير جواب ، و أنامل تايهيونغ مشت تفرك مؤخرة عنقه ، و فورا نفض توتره ، لينبس بما يريد ، راسما ملامح غير مهتمة ..
" إسمع .."
رفـَع الغرابي كلتـَا حاجباه ، رطب تايهـيُـونغ شَـفتـَاه ، ليغير نبرته الوقِـحة لأخرى أكثر لينة ..
" أقـصد .. أنا .. لا تهتـَم "
نفض رأسه ..
" أريـد مقص و تلك اللعينة لم ترد أعطائي إياه .."
" راقِـب ألفـَاظك "
إختـَصر جونغكوك كلماته ، جاعلا تاي يشتت أنظاره في المكان ، و كما جعلها تهرب من عيناه ، أعادها واصلا إياها ..
" ماذا سـَتفعل بالمِـقص ؟ "
كـَور تايـهيونغ مقلَـتاه ، معِـيدا ألفاظـَه الوَقِـحـة لطـَرف لسـانه ..
" أمـر لا يخصـك "
كسـَر جونغـكوك الـَفراغ الذي كان بينهما ،بيده التي جذبت خصر الأصغر بشيء من القوة جاعلا منه يجفل ..
أنفه ألتـَقط عبق وجنتاه بعمق ، ممررا إياه عليها طولِـياً ..
" أذا لا مِـقص لـَك "
أكمل كلماته و إبتعد عن الذي بالكاد لملم شتات نفسِـه المخدّرة ..
" أ.."
ضرب تايهيونغ جبينه راكضا خلف الآخر " أنتظر ، أنا أحتاجه فعلا "
توقف جونغكوك ، جاعلا من الآخر يصطدم بظهره، لم يهتم الأكبر بكم التذمرات التي يطلقعا الآخر و فورا أرسل سؤاله " ماذا سـَ تـَ فـ عـ ل بِـه ؟" هجـَأ جونغكوك كلماته مركزا على كل حروفه ..
تخصـر تايهيونغ ، مقلبت عيناه..
" و أ نـَا بِـ رَ أ يي لا دَخل لـ ك "
" كما تريد إذا "
كاد جون أن يتحرك قبل ان يوقفه الآخر ، بسرعة ..
" حسـَنا ، حسـَنا "
" سـَأخبرك "
زفر هواءه ، ليتكلم بينما يشتت أنظاره في المكان ، متجنبا تلك السوداء التي تدقق بكل ما به ، من تـَفاصيل ..
" أحتاج للمقـص ، لأقطع تلك الملابس المقززة التي كنت أرتديها" تكـَلم تايهيونغ بينما يمثل بيداه المقص و يردف بكلماته مهسهسا ..
" و لـِماذا تقـطعها ؟"
سـَأل جونغكوك و أنامل يده اليسرى خرجت من جيب البنطال ، لتمر على شفته السفلى الثخينـَة ..
للمـرة التي لا تعـَد قلب الأصغـَر عيناه ..
" لِـنقل ضغينـة "
" و هـَل كـل مـَن تـمـتلِـك ضِـده ضــغينه ، تمـَزقه ؟ " إستفهـَم الأكبر مرة أخرى بصوت هادئ ، جاذبت أنظار الأصغر الحادة ناحية كلتا من شفتاه و عيناه التي لا تزال تدقق به ..
همهم تـَايهيونغ و قدماه تتقدم للأمام ، ليصبح على بعد نفـَسٍ من الآخر " أمـزقـه "
إمتدت يده ناحية خصلات الغرابي ، الليلية ، معيدا إياها لخـَلف أذناه ، مكملا بصوت هادئ
" قطـعة ، قطعـة"
" لـَم تبـدو هـَمجيا بهذه الطـَريقة ، في البدايـَة "
عـَلق جونغكوك محيطا خصر الآخر متلمسا إياه بهدوء ..
" و أنـت لـم تـبدو غيـر متـَزن في البِـداية "
أجاب تايهيونغ. معدلا ياقة جةنغكوك التي تقابل عيناه ..
قـهقه الغرابي " جيدة منك "
أفلت ما يمسكه و إستدار مكملا " إتبعني "
" آمِـر بغيـض "
* * * *
أعـلم أن الأمـر متـناقِـض كيف أكون غـَاضبـَت منه و إرادتي قتله ، بنفس اللحـظة أقترب بإرادتي أداعب خصلاته ملا ياقـَته ، و لـَكن كل هـَذا أنا أريده ، لا أستطيـِع الرضوخ له ، بنفس الثانية لا أستطيع أن أوقف تسارع دقاتي بِـجانبه ، إنعقاد بطني و خدر أطرافي ما إن يختلط نفسي بخاصته ، أنا أردت أن أكون لا مبالٍ مِـثله .
تـَبعته إلى حيث يقودني ، كانـت غرفـة كلها أسود و ما كسر سوادها كان تلك الأريكة الحمراء أمام زجاج الشـرفة ، و مكانها حقا رائع ، أحسن إختيار زاويتها ، حيث كانت تقابل أجمل مكان بسماء تختلف ألوانها على مدار اليوم و أسفلها مخضـر بأشجار الغابة ، أسود الثـِياب ذو تفكير مميز ..
" أنت وضعت الأريـكة هناك ؟ "
سألت و لم أتمالك فضولي ..
" همم ، أنـا "
همهم لي و يداه تبحث في الدرج ..
" وجدته "
أردف و أنا نظرت من منظر الشرفة إليه ، بينما يحمل بين أنامله المقص ..
إبتسمت ، أنا حقا فرح ، أشعر أنه سيلقى شيء من الالم ما إن أمزق تلك القطع ، لا أعلم ، ربما سأرتاح ، لا مانع بالتجربة ..
" أعطنِـي إياه "
قهقهــة من بين شفتــاه ، جميلـة بما انها أول مرة أسمعها منه ..
لا تـرضخ تـَايهيونغ .
حـسنـًا !
" تـَظن سأعـطيك هذا ؟"
أشر بعـَيناه للذي بين يداه ..
" أتعـلم هو حاد و يـعتبر سلاحـًا أبيض "
أكمل لي و انا الآن لا أفهم قصـده حقًـا ..
رفـعت كتِـفاي " إذاً ؟"
خـطوة ، إثنان ، أشعر بدقي بأذناي يضرب ، أنظـَاري أقسمت أن لا تغادر محياه ، سأستـسلم ! لا لـن أفـعل. .
" مـَاذا إن حـَاولت قـَتلي ؟"
سأل بصوت منخفض ..
" لـَن أحاول ، سـأقتلك بالـفعل "
* * * *
دخـل تــايهيونغ اَلغرفة و خـَلفه الغـرابي الذي أصـر أن يرى الغـَضب الذي سيحل على تلك القطع من الثِـياب ..
تـَنهد الأصغر بعـدما أخـذ مكــانه على الأرض مقـابلا إِيـاهـا ، و مـد يـدَه لجـونغـكـوك .. " إعـطني ! "
أومـَئ جونغكوك و سـَلمه المقص قبل أن يعود جالسًـا على تلك الأريكة مفرق القدمان يراقب تحركات الأخر ، كيف أمسك بالقطع بعنف و يداه تمزق القميص بغضب و شـَفتاه تطلِـق قهقهــات عالِـية ، نـَفى جونغكوك برأسه و إستقام ناحيته ، مزيحا الأداة من بين يداه ما إن أصبحت القطع لا شي " أظنك إرتحت الآن " أكمل كلامه و غادر الغرفة تحت تحديقات الأصغر ..
* * *
النـُوتات تُـعزف بـِهذه السـَاعة المـتأخرة ، قـطرات الـمَـطر تـَضرب زجاج نـَافـذَتـه ، متـلحف بهذا الغِـطاء الصـُوفي ، فوق الأريكـَة التي دفـَعها من جانب السريِـر لِـتكون مقابلة هذه الشرفـَة المُـظـلِـم خـَارجها ممـَاثلا لزاوية أريكة الغـرابي التي في غـرفته ، بيـن يداه كوبٌ دافِـئ من الشـَاي ، أفـكاره بين الخـَطر و الأمـَان ، قـَلبه بين الجَـماد و الذوبان ، عيناه بين الخـَيال و الواقِـع ، هو كلُـه بين جانِـبين مُـتناقِـضان ، لا مَـفر !
تـَوقـَف البيـَانو عن إطلاقِ مـَعزوفاته تلك ، و لم يـَتوقـَف هُـو عن التَـفكير ، لـَه أكثـَر من عـَشرات الأيام هـنا و الآخر لـَم يقم بِـأي شيء سيء لليـَوم ، غير ذلك اليـَوم الذي ارعبه بِـه ، كـُل شيء هـَادئ و الهـدوء هذا بالذات قـَد أرعـَبه ..
دُفِـع البــاب بُـهدوء و تـَايهيونغ لـَم يـَتحرك مِـن مكـَانه بِـما انه كان عـَالما من الذي دخـَل بِـالفِـعل ، ثـَواني لا يـَزال كـُل شـَيء هـَادئـًا ، يـَنتظر اي كـَلمة قد تخرج مِـن الآخر ، لـربـما كلمة أنت حُـر إذهب ، غـَادر ، عد لِـحياتك الطـَبيعية ، أو أي شيء قد يسـاعد قلبه ، يجعـَله حياً ..
و مـَا تـَلقاه كان أنـَامل سـَحبت ذِراعـه بذلك العـنف ، الذي جعل الكوب يسـقط مهـشماً عـَلى الأرض التي إستقبلته لتحطِـمه أشلاءً ، لـَم ينـبس بأي شـَيء و أبـقى أنظـَاره ثابِـته ، هـَادئة ، لـَم ترتخـَى أصابع جونـغكوك من على ذراع الآخر ، بـَل كانت قوية و مؤلِـمة رغـم خلو الألـَم من نظرات تـَايهيونغ ، الذي رفـَع رأسه للأعلى و كـأنـه يتحدى ..
يـَتحـدى جـُونغكوك ..
سـَحـبـه الغـرابي أقـرَب و شـدت يـَداه خـَلف عُـنق تايهيونغ الجـَامد ، يـَنتظر القـَادم ، لـربما الذي كان قـَد أجلـَه منذ أيـَام قـَد حـَان وقـته الآن !!
أفـلتت أنامله ذراع الأصغر و مـَشت ناحيـَة خـَصره ، و الأخرى لـم تتـَحرك من خلـف عنقِـه ، مداعِـبا خصلاته التي طـَالت أكثر ..
عـَيناه تـنقل من شـَفتاه إلى عـيناه ، يتناوب بالنظر بينـَهما ، حتـَى وضـَع مكـان عـيناه ، تلك الشِـفاه ، منـدفِـعا ، يُـقبلُـه من غـَير مبـَادلة ، دمـِية جامدة ، يأخذ سُـفليتها و علويتها ، يتذوق ما ظهر منـها ، تـَلذذه قُـطع بعـدما دَفـَعه الأصـغر ، ضـَاربـًا خده بكُـل قوة جمعـَها طوال العـشرون عـَاما ..
" أقـتلك !! "
هـسهس أمام وجه جـُونغـكوك الذي إقترب ممسِـكا بِـخصلاته الخلفية بعنف كردة فعل لتلك الكف التي تنـَاولها وجهه منذ ثانية ، جعل ملامح تايهيونغ تتجعد ، و نظراتهما لم تقـطع ، بل أضاف لها تايهيونغ إبتسامة ساخرة ، لـَم يجد ما ينـَاسب هذه اللحظة غير تلك الإبتسامة و هذه الكلمات ...
" سـَتغتصِـبني ؟ "
سـَأل بأكثر النبرات سـُخرية ..
صـَمت عـم في الأرجاء ، حـل مكانه صـوت الغـرابي الهـَادئ ، الكئيب و الثـَابت ..
" لـَن أفـعَـل "
" لـَن ألـمِـسك حـَتى تُـريد أنـت ذلك "
___________________
إنتـَـهى الـبَـارت 🖤