لـَوحَة فُـنيّة عـَاريَـة ( م...

By Yam2ii_VK

385K 25K 16.7K

" أنتَ هادئ " " داخلي أشياء لا تهدئ .... أنت كسرتني و صدى الكسر عالٍ بداخلي . " " ...او ماذا لو سمعت يوما خبر... More

INTRO
[ 1 ]
[ 2 ]
[ 3 ]
[ 4 ]
[ 5 ]
[ 6 ]
[ 7 ]
[ 8 ]
[ 9 ]
[ 10 ]
[ 11 ]
[ 12 ]
[ 13 ]
[ 14 ]
[ 15 ]
[ 16 ]
[ 17 ]
[ 19 ]
[ 20 ]
[ 21 ]
[ 22 ]
[ 23 ]
[ 24 ]
[ 25 ]
[ 26 ]
[ 27 ]
[ 28 ]
[ 29 ]
[ النـهاية ]
[ سـبيشل بـارت ]

[ 18 ]

11K 718 518
By Yam2ii_VK





بـَارت جـَديد 🖤

قِـراءة ممتـعة 🌟




* * * *


نـَظرات لـَم يخفى بريِـقها ، حـَتى و لـَو حاولا ، لـَم يكن لِـيخفى ، كـَان أصـدق من أن يتم إخفاءه ، حـَتى و لـَو لم يـَكن لـَه مسـمى ، إلا انه تـَواجـَد بأعينـهما ..

" لِـماذا تقُـوم بهـَذا ؟ "
سـَأل تـَايهيونغ و مقلتـَاه تنقل بين تلك السوداء ، تقـفز من واحد لأخرى ، و انتهى الأمر به مسـندا جبينه على ذلك المعطف الرمادي الذي غطى صدر الغرابي ،مطلِـقاً تنهيدته بِـعمق ضائع ..

إنتَـقلت أنامل يده اليمنة من وجنتِـه لخصلاته البنية الملسـَاء ممسِـدا إياها بِـهدوء ، و تقـَطع ..

لـَحظات لـَم تَـكن طويلة و فـَصل الغرابي الحـضن ، مغـَيراً ملامِـحه ، نظراته و نبرته ، ببـَساطة هُـو قـَد إنفصـَم ..

" غـَير ملابِـسك "
أشـَار بعيـناه ناحية الخزانة التي ظَـنها الأصغر فارغة ..

لاحظ جونغكوك نظرات تايهيونغ المستغربة ، ليكمل ..
" بمـَا أنك لا تعـلم بوجودها ، أرى أنك لست طفيلي و الأمر أعجبني "
إبتسـَم بجانبية ، مربِـتاً على خصلاته ..
" فـَتى جيـِد "

رفـَع تايهيونغ حـَاجبه ، بشيء من السخرية و سحب جـَسده ناحية الحمام تاركا الآخر يرافقه بعيناه إلى حيث يختفي خلف الباب ..

مـَشى خلفه ، ليقف خلف الباب ، مردفـَا بصوت إستطاع الآخر سماعه بينما يتجرد من ملابِـسه ، جعله يتوقف لبرهة من الزمن ..

" لا تـرهق أفكارك "
" كـل شيء سيـتعقد أكثر تـَايهيونغ ، دع الماء الدافئ يلملم شتاتك ، و أخرج قويا من الحمام ، عليك ان تكون قـويا مثلي "

إستدار تـَايهيونغ ،و يده مدة للمقبض ، الذي تردد من تحريكه لثانية ،و فجأة سحبه ليفتحه متناسيا عري صدره الظاهر امام أعين الآخر التي سهت علي تلك البشرة و كم أراد تلمسه بهذه اللحظة ..

" أنـت لـَست قويـََا "
كلماته تلتهـَا خطوات مقتربة ..

" هممم ، ربـَما "
همهم جونغكوك و عيناه رفعت من على صدر الآخر الأسمر ، بطنه ، الثغرة التي توسطتها ، حملاته عنقه لأول مرة رآى توحظ اللون مع عريه ، و كم كان جميلا ، بل أنها كلمة لا تنصفه ..
" ربـَما لست قـويا "
أكمل كلماته ، جاعِـلا من تـَايهيونغ يبتسم بسخـرية ، مميلا عنقه للجانب ، جاعلا من خصلاته تتمرد متحركة مع حركته تلك ملامسة من ملامحه ..

" تـَسخر مِـني ؟ "
سؤالٌ قد طرحه تايهيونغ و قدماه توقفت على بعد خطوات من جسد الآخر الذي رفـَض ذلك البـعد مقتربا ، ليلتصق به و يداه أبت ان تبقى بجيوب بنطاله و تسللت متلمسة اذرع الأصغر طوليًـا ، راسِـما قشعريرة إعتاد عليها جسده ، و عيناه قلبت متخدرة من ذلك لثواني ، قبل أن يجمع جزءا من نفسه ..

" و هـَل انا قادر عـَلى ذلك ؟ "
سأل جونغكوك ، مقـَربا أنفـَه ناحية عنق تايهيونغ ، مهمـا هناك و كأنه ، يمتحِـن قدرة الآخر علـى التحمل ..

" لا يـَهمني إن كنـت قويـًا "
أكمل جونغكوك جملـَه الغامضة بصوت هادئ طابعـََا قبلة على عنق الأخر بسطحية ، جاعلا من نسيج شفتيه يلامس جلده ..

تـَايهيونغ فورا أبعد جسده بعدة خطوات للخلف ملتصقاً بالباب خلفه ..

" لا تـَقترب مِـني مرة أخرى "
رفـَع إصبـَعه لوجه الأخر تلذي حرك أنظـَاره ناحيته لجزء من اللحظة و أعادها لعيناه ..
" إيـَاك "

" إن كنـت تنـتظر خضوعي ، بمجـَرد لمسـَات و بعـض الكلمات ، لأخبرك من الأن محاولاتـك ستبوء بالفـَشل " رفـَع أنامله لخصلاته معيدا إياها للخلف ، قبل أن يكمل ..

" ستـَرى كيـف ســأخرج مِـن هنا "

هـَمهم جونغكوك بلا مبـَالاة و إستدار مغـَادرا الغـرفة بأكملها بعدما تـَرك بابها مفتوحا أمام الأخر ..

ماذا يـَفعل ، أيَـعقل أنه يتـَحدى الآخر أمره غـَير معقول ، الأمر مستَـفز ، بل هُـو لا يَـطاق ، حـَتى انه لا يـَستطيع ان يقف ، بوجهه ، لا يـَستطبع توقع ما قـَد يقـدم على فعِـله ..

جُـونعكوك يـَعلم بِـالفعل ، ما يـَقوم بِـه ، حركاته مدققـَة ، مـَنطقية تَـسير تحـت قواعِـد ، لا تردد ، لا خوف ، لا نقـَاط ضعـف ، لا يوجد هـَنا غير القوي .. متـردد ؟ خـَائف ؟ مُـت .

ضـَرب تـَايهيونغ الأرض بقدمه غاضبـا و إستدار لـِداخل الحـمام ، أكمل تجـرده بسرعـَة و على وجهه كان قـد رسِـم عبوسه الغـَاضب ، يُـقلب عيناه كلـَما تذكر حـركات الآخر المستـَفزة لأعصـَابه ، كيف أنـَه يبتـَسم بجانبية ، كيف أن أنـظاره هادئة ، كيف خطواته تثبت كلما رآى تبعثر الأصغر ، كيف يتلمسه ببطئ يقشعر له جسده ، كيف أنه ينفصم برمش البصر ، أسـود الثـياب ، الرجـل الغير متـوقع ..

يـَقف أسـفل تلك المياه الدافـِئة ، لـَم يغـمض عيناه ، بـَل تركهـَا تنظر للفراغ المشوش ، صـَوت إصطدام الميـَاه بالأرض ، البـخار الذي يلتصق بالزجاج يحجب الرؤية عن الخارج ، جسده المبلل ، أنامله التي تشكلت بها تجاعيد سطحية ، شفتاه التي إزدادت حمرة ، خصلاته التي أخذت أماكن من وجهه لتتبعثر عليه ، كل تلك تفاصيل مـبدعة ..

تـَحاوطه تلك القِـطعة البـَيضاء ، تخفِـي ما تمكنت منـه ، تاركة ما تبقـَى بقطرات شفافة تسقط أرضا ..

بِـخطوات بطيِـئة ، ناحية الخِـزانة ، بيـد فتحها و بالأخرى يجفف خصلاته ، تبعثرت أنظـَارخ بين كل تلك الملابـس المرتبة بعناية على الرفوف ، مد أنـَامله ، متلمسا كل ما وجد بالداخل مبتسِما لملسهم الناعم ، بنفس الإبتسامة إلتقط من الثياب ما يستر عري جسده الذي كان لهدة أبان بملابس قذرو شفافة و باردة ..

إرتـَدى من اللون البـني قميصـََا و العـَسلي بنطاله و جوارب سوداء ، مبتسما لمنظره في المرآة و فورا نقل أنظاره لتلك القطع الملقاة أرضا ، رطب شفتاه و رفع يداه معيدا خصلتته لخلف أذنه ، متوجها لكل درج بالغرفة ، بينما يبحث بسرعة بعيناه ..

تـَخصر بيداه ، بينما يدور حول نفسه ما لم يجظ ما يبحث عنه ، قلب عيناه و إستدار ناحية البـَاب ، بخطوات سريعة و لا تزال عيناه تبحث ..

فتـَح كل أبواب الغرف في الرواق و لم يجد أثر جونغكوك ، مشـَى ناحية الدرج لتتوقف عيناه على تلك الخادمة التي طانت تحمل مناشف ، تبدو نظيفة ، لابد أنها ستأخذها للحمامات ، هذا ما فكر به تايهيومغ بينما يهمهم بتوتر ، ماذا سيسألها ؟ كيف سينطق بإسم الآخر ..

" بِـماذا أساعدك سيدي ؟ "
بادرت هي و ذلك أعطى راحة لتايهيونغ مكملا ..

" أ..ه أجل ، أين يمكنني إيجاد .. أمم ،إيجاد..ه "
تأتأ بكلماته ما إن لم يستطع إخراج حروف إيسم الآخر من شفتاه ..

نظرات مستغربة أعطتها الخادمة ، قبل ان تبتسم بخفة و تتأوه بتفهم مع إيماءه بسيطة " لـَقد فهمت ، تقـصد السـيد جونـغكوك ، إنه في غـرفة المعيشة "

" سـيدك أنتِ "
أردف تايهيونغ بأبتسامة مصطنعـَة ، و قلب عيناه في المكان ، ليعيدها إليها فورا بعدما نزل بدرجتان ناحيتها ..

" بالـمناسبة ، بمـا أنك هنا لا داعٍ ، لأطلب منه ، ما رأيك أن تعيرينني مِـقص ، همم ؟ " سأل تايهيونغ ليتلقى نظرات مستغربة ..

" أفضل أن تطلبه من السيد جيون ، الغرفة تقابلك ما إن تنهي الدرج سيدي "
أكملت كلماتها و إختفت من أمامه بينما هو تبعها بعيناه و إستدار بجسده يتذمر و يرمي عليها شتائم كأنها تسمعه .. " اللعنة عليك و علـى سيـد..." أخر كلماته أعاد أنظاره للأمام ، حتى قطع الحرف الأخير ما إن قابله جسد جونغكوك و وجهه بملامح هادئة و حاجب مرفوع ..


إحمرت وجنتا تايهيونغ و أطلق ضحكة محرجة و قدماه تضرب الأرض بينما أنامله تعنف بعضها بتوتر ..

نزل تايهيونغ بدرجة أخرى ليفصله عن الأخر ، فقط درجة واحدة ، رفع يده المتعرقة ..
" أهــلاً "

أمال جونغكوك عنقه من غير جواب ، و أنامل تايهيونغ مشت تفرك مؤخرة عنقه ، و فورا نفض توتره ، لينبس بما يريد ، راسما ملامح غير مهتمة ..

" إسمع .."

رفـَع الغرابي كلتـَا حاجباه ، رطب تايهـيُـونغ شَـفتـَاه ، ليغير نبرته الوقِـحة لأخرى أكثر لينة ..

" أقـصد .. أنا .. لا تهتـَم "
نفض رأسه ..
" أريـد مقص و تلك اللعينة لم ترد أعطائي إياه .."

" راقِـب ألفـَاظك "
إختـَصر جونغكوك كلماته ، جاعلا تاي يشتت أنظاره في المكان ، و كما جعلها تهرب من عيناه ، أعادها واصلا إياها ..
" ماذا سـَتفعل بالمِـقص ؟ "

كـَور تايـهيونغ مقلَـتاه ، معِـيدا ألفاظـَه الوَقِـحـة لطـَرف لسـانه ..
" أمـر لا يخصـك "

كسـَر جونغـكوك الـَفراغ الذي كان بينهما ،بيده التي جذبت خصر الأصغر بشيء من القوة جاعلا منه يجفل ..

أنفه ألتـَقط عبق وجنتاه بعمق ، ممررا إياه عليها طولِـياً ..
" أذا لا مِـقص لـَك "

أكمل كلماته و إبتعد عن الذي بالكاد لملم شتات نفسِـه المخدّرة ..

" أ.."
ضرب تايهيونغ جبينه راكضا خلف الآخر " أنتظر ، أنا أحتاجه فعلا "

توقف جونغكوك ، جاعلا من الآخر يصطدم بظهره، لم يهتم الأكبر بكم التذمرات التي يطلقعا الآخر و فورا أرسل سؤاله " ماذا سـَ تـَ فـ عـ ل بِـه ؟" هجـَأ جونغكوك كلماته مركزا على كل حروفه ..

تخصـر تايهيونغ ، مقلبت عيناه..
" و أ نـَا بِـ رَ أ يي لا دَخل لـ ك "

" كما تريد إذا "
كاد جون أن يتحرك قبل ان يوقفه الآخر ، بسرعة ..

" حسـَنا ، حسـَنا "
" سـَأخبرك "
زفر هواءه ، ليتكلم بينما يشتت أنظاره في المكان ، متجنبا تلك السوداء التي تدقق بكل ما به ، من تـَفاصيل ..

" أحتاج للمقـص ، لأقطع تلك الملابس المقززة التي كنت أرتديها" تكـَلم تايهيونغ بينما يمثل بيداه المقص و يردف بكلماته مهسهسا ..

" و لـِماذا تقـطعها ؟"
سـَأل جونغكوك و أنامل يده اليسرى خرجت من جيب البنطال ، لتمر على شفته السفلى الثخينـَة ..

للمـرة التي لا تعـَد قلب الأصغـَر عيناه ..
" لِـنقل ضغينـة "

" و هـَل كـل مـَن تـمـتلِـك ضِـده ضــغينه ، تمـَزقه ؟ " إستفهـَم الأكبر مرة أخرى بصوت هادئ ، جاذبت أنظار الأصغر الحادة ناحية كلتا من شفتاه و عيناه التي لا تزال تدقق به ..

همهم تـَايهيونغ و قدماه تتقدم للأمام ، ليصبح على بعد نفـَسٍ من الآخر " أمـزقـه "
إمتدت يده ناحية خصلات الغرابي ، الليلية ، معيدا إياها لخـَلف أذناه ، مكملا بصوت هادئ
" قطـعة ، قطعـة"

" لـَم تبـدو هـَمجيا بهذه الطـَريقة ، في البدايـَة "
عـَلق جونغكوك محيطا خصر الآخر متلمسا إياه بهدوء ..


" و أنـت لـم تـبدو غيـر متـَزن في البِـداية "
أجاب تايهيونغ. معدلا ياقة جةنغكوك التي تقابل عيناه ..

قـهقه الغرابي " جيدة منك "
أفلت ما يمسكه و إستدار مكملا " إتبعني "

" آمِـر بغيـض "

* * * *

أعـلم أن الأمـر متـناقِـض كيف أكون غـَاضبـَت منه و إرادتي قتله ، بنفس اللحـظة أقترب بإرادتي أداعب خصلاته ملا ياقـَته ، و لـَكن كل هـَذا أنا أريده ، لا أستطيـِع الرضوخ له ، بنفس الثانية لا أستطيع أن أوقف تسارع دقاتي بِـجانبه ، إنعقاد بطني و خدر أطرافي ما إن يختلط نفسي بخاصته ، أنا أردت أن أكون لا مبالٍ مِـثله .

تـَبعته إلى حيث يقودني ، كانـت غرفـة كلها أسود و ما كسر سوادها كان تلك الأريكة الحمراء أمام زجاج الشـرفة ، و مكانها حقا رائع ، أحسن إختيار زاويتها ، حيث كانت تقابل أجمل مكان بسماء تختلف ألوانها على مدار اليوم و أسفلها مخضـر بأشجار الغابة ، أسود الثـِياب ذو تفكير مميز ..


" أنت وضعت الأريـكة هناك ؟ "
سألت و لم أتمالك فضولي ..

" همم ، أنـا "
همهم لي و يداه تبحث في الدرج ..

" وجدته "
أردف و أنا نظرت من منظر الشرفة إليه ، بينما يحمل بين أنامله المقص ..

إبتسمت ، أنا حقا فرح ، أشعر أنه سيلقى شيء من الالم ما إن أمزق تلك القطع ، لا أعلم ، ربما سأرتاح ، لا مانع بالتجربة ..
" أعطنِـي إياه "

قهقهــة من بين شفتــاه ، جميلـة بما انها أول مرة أسمعها منه ..

لا تـرضخ تـَايهيونغ .
حـسنـًا !


" تـَظن سأعـطيك هذا ؟"
أشر بعـَيناه للذي بين يداه ..
" أتعـلم هو حاد و يـعتبر سلاحـًا أبيض "
أكمل لي و انا الآن لا أفهم قصـده حقًـا ..

رفـعت كتِـفاي " إذاً ؟"

خـطوة ، إثنان ، أشعر بدقي بأذناي يضرب ، أنظـَاري أقسمت أن لا تغادر محياه ، سأستـسلم ! لا لـن أفـعل. .

" مـَاذا إن حـَاولت قـَتلي ؟"
سأل بصوت منخفض ..

" لـَن أحاول ، سـأقتلك بالـفعل "


* * * *

دخـل تــايهيونغ اَلغرفة و خـَلفه الغـرابي الذي أصـر أن يرى الغـَضب الذي سيحل على تلك القطع من الثِـياب ..


تـَنهد الأصغر بعـدما أخـذ مكــانه على الأرض مقـابلا إِيـاهـا ، و مـد يـدَه لجـونغـكـوك .. " إعـطني ! "

أومـَئ جونغكوك و سـَلمه المقص قبل أن يعود جالسًـا على تلك الأريكة مفرق القدمان يراقب تحركات الأخر ، كيف أمسك بالقطع بعنف و يداه تمزق القميص بغضب و شـَفتاه تطلِـق قهقهــات عالِـية ، نـَفى جونغكوك برأسه و إستقام ناحيته ، مزيحا الأداة من بين يداه ما إن أصبحت القطع لا شي " أظنك إرتحت الآن " أكمل كلامه و غادر الغرفة تحت تحديقات الأصغر ..




* * *




النـُوتات تُـعزف بـِهذه السـَاعة المـتأخرة ، قـطرات الـمَـطر تـَضرب زجاج نـَافـذَتـه ، متـلحف بهذا الغِـطاء الصـُوفي ، فوق الأريكـَة التي دفـَعها من جانب السريِـر لِـتكون مقابلة هذه الشرفـَة المُـظـلِـم خـَارجها ممـَاثلا لزاوية أريكة الغـرابي التي في غـرفته ، بيـن يداه كوبٌ دافِـئ من الشـَاي ، أفـكاره بين الخـَطر و الأمـَان ، قـَلبه بين الجَـماد و الذوبان ، عيناه بين الخـَيال و الواقِـع ، هو كلُـه بين جانِـبين مُـتناقِـضان ، لا مَـفر !


تـَوقـَف البيـَانو عن إطلاقِ مـَعزوفاته تلك ، و لم يـَتوقـَف هُـو عن التَـفكير ، لـَه أكثـَر من عـَشرات الأيام هـنا و الآخر لـَم يقم بِـأي شيء سيء لليـَوم ، غير ذلك اليـَوم الذي ارعبه بِـه ، كـُل شيء هـَادئ و الهـدوء هذا بالذات قـَد أرعـَبه ..

دُفِـع البــاب بُـهدوء و تـَايهيونغ لـَم يـَتحرك مِـن مكـَانه بِـما انه كان عـَالما من الذي دخـَل بِـالفِـعل ، ثـَواني لا يـَزال كـُل شـَيء هـَادئـًا ، يـَنتظر اي كـَلمة قد تخرج مِـن الآخر ، لـربـما كلمة أنت حُـر إذهب ، غـَادر ، عد لِـحياتك الطـَبيعية ، أو أي شيء قد يسـاعد قلبه ، يجعـَله حياً ..

و مـَا تـَلقاه كان أنـَامل سـَحبت ذِراعـه بذلك العـنف ، الذي جعل الكوب يسـقط مهـشماً عـَلى الأرض التي إستقبلته لتحطِـمه أشلاءً ، لـَم ينـبس بأي شـَيء و أبـقى أنظـَاره ثابِـته ، هـَادئة ، لـَم ترتخـَى أصابع جونـغكوك من على ذراع الآخر ، بـَل كانت قوية و مؤلِـمة رغـم خلو الألـَم من نظرات تـَايهيونغ ، الذي رفـَع رأسه للأعلى و كـأنـه يتحدى ..

يـَتحـدى جـُونغكوك ..

سـَحـبـه الغـرابي أقـرَب و شـدت يـَداه خـَلف عُـنق تايهيونغ الجـَامد ، يـَنتظر القـَادم ، لـربما الذي كان قـَد أجلـَه منذ أيـَام قـَد حـَان وقـته الآن !!

أفـلتت أنامله ذراع الأصغر و مـَشت ناحيـَة خـَصره ، و الأخرى لـم تتـَحرك من خلـف عنقِـه ، مداعِـبا خصلاته التي طـَالت أكثر ..

عـَيناه تـنقل من شـَفتاه إلى عـيناه ، يتناوب بالنظر بينـَهما ، حتـَى وضـَع مكـان عـيناه ، تلك الشِـفاه ، منـدفِـعا ، يُـقبلُـه من غـَير مبـَادلة ، دمـِية جامدة ، يأخذ سُـفليتها و علويتها ، يتذوق ما ظهر منـها ، تـَلذذه قُـطع بعـدما دَفـَعه الأصـغر ، ضـَاربـًا خده بكُـل قوة جمعـَها طوال العـشرون عـَاما ..

" أقـتلك !! "
هـسهس أمام وجه جـُونغـكوك الذي إقترب ممسِـكا بِـخصلاته الخلفية بعنف كردة فعل لتلك الكف التي تنـَاولها وجهه منذ ثانية ، جعل ملامح تايهيونغ تتجعد ، و نظراتهما لم تقـطع ، بل أضاف لها تايهيونغ إبتسامة ساخرة ، لـَم يجد ما ينـَاسب هذه اللحظة غير تلك الإبتسامة و هذه الكلمات ...
" سـَتغتصِـبني ؟ "
سـَأل بأكثر النبرات سـُخرية ..

صـَمت عـم في الأرجاء ، حـل مكانه صـوت الغـرابي الهـَادئ ، الكئيب و الثـَابت ..


" لـَن أفـعَـل "
" لـَن ألـمِـسك حـَتى تُـريد أنـت ذلك "




___________________


إنتـَـهى الـبَـارت 🖤

Continue Reading

You'll Also Like

64.6K 3.7K 41
إن ناولتُك عمراً فوق عمرك، إن رميتُ الدهر في خطوط يدك ، هل ستعاود حَملي في عيناك؟ هناك سَقم يتجرع بقائي ، حياة كاملة تقتص من وجودي دونك ، فهل ستغفر؟...
11.4K 679 12
جمهورية كوريا 1945 فتحتُ عيناي بأعجوبه...مهلا لحظه..ألم يتم إعدامي توًا؟ ماذا يحصل..ماهو تاريخ اليوم؟ احقًّا تم اعطائي فرصةً أخرى ام هذا حلم؟ أو...
34.2K 1.7K 17
لا توجد نبذة سوى جملة وحدة ( أنت الجنوب و أنا الشمال )