أهــلاً 🖤
كنت وعدت أنزلوا من قَبــل بـَس ما كان عندي وقــت آسفة . .
فـوت و كُـومنت إن أمكن 🌟
* * * *
نـَظراته ، خطواتُـه الثقيلة ، مشـيتُـه الثـَابتة حَـول الـسـَرير ذهَـابـًا و إيـَابًـا ، إبـتِـسـامتِـه الـتِـي وضَـعـها بطَـرف وجـهـه ، لِـسـانه الِـذي يُـمـرر ببـطـئ علـى شفتَـاه الِـتي ظهَـر عليـَهـا الجَـفـاف كـأنه عـطِـش ؟
أنــامِـله التـِي تـمـرر علـَى خُـصلَاتـه الـتِـي كـانـت المـصفـفَـة قَـبـل أن يبَـعثِـرها بـأصـَابِـعه تِـلـك ، كُـل مـا بِـه ثــابِـت يُـبعـثرني بِـطريقـَة سـَيئة ..
كل خُطوة تقترب و تزيـد مـن عُـلو صوتـي المـرتجِـف ، لـَا أرجوك لا أريِـد ، اَلمفتـَرض أن تـَكون هـذه الكلمة التِـي من المفـتَـرض أن أقُـولها الآن !!
لـمـَاذا لا تَـخـرج مـنِـي غَـيـر كَـلـمـة تَـوقـف !!!
حـَاولـت أنـا أن أتَـحـرك و أبـعثـر حَـركـتـي كـبَـعثَـرت دواخِـلي و لـَكنه أحكم تقييدي و شـل حركتِـي ما إن تموضـعَـت بيـن فخِـداه ..
أشعر بِـها ، يـداه هذه التي تمـردت عـَلى كل مع منـَاطق جسـدي ، لـَم يعد هـنالك صوت لِـي لأصرخ بنـَجدتي أدركـت الآن أن كل مـَا يحيط بِـي ملك لـَه و تحـت أمره ، حـَتى أنـَـا ، أنـفَـاسه بجانب أذنِـي ، هـواءه الذي أخـذه مِـن تجـويِـف عُـنقِـي ، ضَـربـَات الرجـفة الـتي حـلت بِخط ظهري ، الشَـهقات الـتي هربَـت مِـن جَـوفي ، أنـَا مُـركِـز بها كـلها ، هُـو لم يُـجـردني من ثيَـابي حَـتى الآن ، إكتَـفى بـإرعـابِـي و أنـَا مـرتدٍ إيـاهـا ..
تَـوقّـف عـن تلـمسي بتلـك الحـَميميّـة ، و قَـرب شَـفتـَاه لأذنِـي جَـاعِـلا منِـي أفقد التركِـيز عَـن كل التفـَاصيِـل الأخـرى و أخـتطـف مِـن قِـبـلِ كلمـَاتِـه ..
" لـَن أفـعل ذلك ، ما بِـك ؟"
همسـَته هذه جعـَلتني أشهق كطفـل صَـغير و أنفجر باكيا ، لماذا يفعل ذلك بي ، ما ذنبي !! هذه الأسئلة التي يطرحها عقلي الآن بينما عيناي تقوم بعمل آخر ، كذرف الدموع مثلاً ..
* * * *
" كـِيف سـنخرج تـَايهيونغ من هـناك ، لـَو أننا أخرجناه من عمق المزاد و لا من أمام باب جونغكوك الأمر أشبه بالمستحيل ، أما من حل آخر !! " أردف أريك للمرة المئة بينما يخطو ذهابا و إيابا بمكتب يونغي الذي سبق و أغمض عيناه ساندا جبينه على الطاولة أمامه ..
" لـَن نحاول حتى إيريك ، إن أخرجناه فيعـني التمرد و حينها جونغكوك سيصنفنا مع أعداءه و نعتبر من الأموات " أوضح يونغي و لا يزال رأسه مستندا ، ليهمهم الآخر متفهما مع سؤال آخر .. " و الحـَل ؟ ماذا سـَنفعل ! ماذا إن إقترب منه !! "
" إن لـَم يكن قد قام بها من الأساس "
تمتم يونغي بين أنفاسه ، قبل أن يأخذه شروده لمدة من الثواني.. " إيريك ؟ " بنبرة متسائلة همس " ما الأمر ؟ " أجاب إيريك و أخيرا اخذ مقعده مقابلا الآخر الذي أوصل عيناه معه و نبرته أصبحت أكثر جدية .. " لِـم كل هذا القـَلق ، رغـم أن مثل هذه الأمور حدثت معنا من القبل إلا أن هذه جذبت إنتباهك أكثر منهم كلهم .. ما الأمر معك ؟ " بآخر كلماته أعاد ظهره على الكرسي خلفه و عيناه على ذلك الذي فورا شتت أنظاره في المكان ، مبتعدا عن النظرات التي غرضها أن توتره و تأخذ الكلام منه ..
" لا تـُفكر بذلك حـَتى "
أكمل يونغي بعد دقائق من الصمت الذي إن لم يكسره لم يكن ليكسر ..
" لِـماذا لن أفكر ؟ "
فورا سأل إيريك بإبتسامة ساخرة ..
" إيـريك ، لا تـتحـدى جـونغكوك "
إكتفـَى يونغي بهذه الكلمات خاتما الحديث بإستقامته ، مغادرا المكان بأكمله ..
أطـلق إيريك أنفاسه ، مقـلبا عيناه ، قبل أن يسخر " لا تتـحدا جونغكوك " صـَمت قليلا ، و عيناه على ذلك الدفتر المحدد بقلم أسود كتاباته التي بالداخل جعلته يبتسم بجانبية هامسا " تـَحديته و إنتـَهى الأمر "
مـَد يده ناحيته و شفتاه أوسعت الإبتسامة أكثر ، ما إن وقعت على ما رسم برأسه عدة أفكار ، ستساعده لـتــحَـدي جـونغكوك ..
* * * *
" كـَيف حالـك ؟ "
أردف أول كلماته و عـَيناه تـطل على الأبنية الشـَاهقة المـقابلة لِـ عيناه التي كان بها كمّـا من الخـبث و التـَحدي ..
" بِـخير ، من مـَعي ؟ "
أجاب و مبـَاشرة أوضح غايته من الإتصـَال ..
" إيريك ، أريــد لقـَاءك "
" لا أسـتطيع ، تعلـم جونغكوك يحِـيط المـَكـان و الخروج مستحيل .. "
" سـَتجدين طريـقة ، متـَأكد من ذلك "
آ
خر الكلـِمات أقفل بعدهـَا الهاتف و لـَم تخفى إبتسامته على إنعكاسه بزجاج النـَافذة ..
* * * *
أخذ السـَاعات الطويلة من الليل يُـفكر كـيف أنه تلمسه و بدا كالذئب يداعِـبه بمخـَالب بدل أصـابع يخدشه بدل أن يدغدغ جلده ، يلتـَهمه بينما يناظره بعيناه ، كـَان فـَاقد للـسّـيطَـرة و ذلك بـَاد عليـه لـَكن لـم يَـقم بأي شـيء ، هـل كَـان ذاك هدفه منذ البداية ؟
إرعـَابـه ..
تنهد و ألقى بنفسه متقلبا للجهة الأخرى ناظرا لسقف الغرفة ثم الباب ، فتحة التهوية الخطوط الذهبية المزينة لأطراف الجدران البيضاء ، البـَاب أسود ، كسر نقاء الغرفـة ، ميـَزها ..
و ها قد ، أديـر المفتاح و أغمض تاي عيناه فوراً متجنبا النظر للذي دخل منه الآن ..
* * *
أستطيع جيدا أن أميز إقتراب خطواته ناحيتي ، كيف تستطيع أن تكون بنفس الإيقاع ؟ بنفس الثـُبوت ، لدرجة مميزة ، كُـل شيء يخُـصه مختـلف ، مميـز و يـلائمه ..
تـوقـَف ، و أنـَا الآن لا أفكر حـَتى ما قـد تكـُون حركـَته التالية ، ببَـساطة أنا لا أفكر ، لأنني لم أعد قادرا علــى ذلك ، لا أستطيع أن أتنبأ به ، ببـساطة سأجعـَل له من الألقـَاب الــرجُـل الغـَير مـتوقع ..
أنـَا الآن أمـَثل دور الجمـَاد المُـرتجف ، أيعقَـل ذلك ؟ بهـَذه اللحـظة ، مع شعُـوري بأنفاسه عـَلى وجنتِـي و يده التِـي تموضعت على بطنِـي يمكـِن القـَول أنني ميـت ، تـ..ـتوقفت عن تـنفسِـي المختل كلِـيا ما إن دخـَل صوته آذاني ، بكل رويـَة ليبـَعثر ما كنت احاول ضبـطه ، دقـَات قلبِـي ...
" هـَل لِـي أن أطـلب مِـنك الكَـشف عَـن خـَمر شفـَاف ملأ عـَيناك .."
لـَم أتحكم في رمُـوش عَـيناي و أفرجت عـن عـَيناي ، قررت أن أعطيه من كأس شرابي، لا أعلم لِـم خضعت ، هل لنبـرة صوته الطالبـَة ، أم لأنني أردت الـتأكد من الذي سـَمعته بحركتي هذه ربـَما ، لا أعـلم ما كان ذلك ...
" جَـميـل الأعيـن "
هـَمسة أخرى ، جعلـتني أهرب بأعيني التي مدحها و أخفيـتها ، بعدما مـُلأت دمـعا ، لربما أدمعت لشِـدة خوفي ، أجـَل أنـَا خائف ، فمـنذ ساعــات كاد أن يغتـَصبني ، هـُو غير متـزن العـَقل و كنت قد قـلت سابقـًا هُـو الرجل الغـَير متـَوقع ..
" خـُـذني مـَعك ! "
هـَمسـَة أخرى ، بجانب مسامعي ..
" إلـى أيـن ؟ "
سألت و أجابني فوراً ، كأنـه كان يـعلم بأنني سأسأل ..
" إلـَى ما يَـقبع خلـف عيـناك ، إلى حـَيث تـَهرب خلـف رموشِـك "
أنـَامله داعبت رموشي التِـي أخفت مقلتـَاي ، تلمسهـَا ، تاركا كل ما بي ينبِـض ، قلبي يجُـن ، نفسِـي إختل ، بطنِـي تنـعقد ، أنـَا الآن غـَائب عن واقعِـي ، محـدد الإستيعاب ، هُـو جعَـلني ، مشتت ، غـَارق بين واقِـع إمتلأ بِـه ..
* * *
لا كـَلام غير مرور الأصـَابع على تلك المـَلامح التي كانت هادئة كـغروب شمس عـَلى الصحراء ، جافة ، سـَاحرة ، بطعـم مغاير عـَن العـادة ، تـَايهيونغ إستثنائي ..
سـَحب أنفاسـَه ، و أطلقـَها بهدوء ، إهتزت و لـَكن هو قد حـَاول تجميع ما تـَشتت منه ليـنطق بسؤالِـه ..
" أ..أنـت ثـمِـل ؟ "
هـَمهم جونغكـُوك ، بعدما يداه أخذت مكانها تحت أفخاده حاملا إياه للطرف الآخر من السرير ، فتـح تايهيونغ نصـف أعينه ، ما إن لـَم يشعر بـأنفاس الآخر التي غابت من عليه ، حيـث وجـده مـنحني ، عند حذاءه ، يزيح إياه من على أقدامِـه ، و أعاد فورا إغلاق الستـائر على مقـلتاه ، مـَا إن إستدار الغـرابي متمددا بجـَانبه ..
ثوانـِي من اللاشـَيء ، واحِـد مغـمض العـَينان فاتِـحٌ على كل حـَواسه و الآخـَر غـَير معلـُوم حـَاله ، شـَارد ، يدقق بكل تـَفصيلة تمر عـَليها أنامله ، بينهـَا تنهيدَات خرجت بِـعـمق مِـن جَـوفِـه ..
همسـَة بعد دقائِـق صـَامتة ..
" أجـَل ، أنـَا ثـمل "
أبقى تايهيونغ مغمض العينان و إقتـَرب بخفة ، مشتمـًا رائحة الآخر ، الذي كان كل ما به يعبِـق عِطرا إختلط بالسـَجائر ، و لا مـَكان لرائحة الكحول بِـه ..
كشـف عـَلى عيـناه ، فورا ، بعقدة تمثلت أوسط حاجباه " لـَستَ كـَذلك !! " أردف بعبوس عفوي منه ..
" تـكـَذبني ؟؟"
سـَأل جونغكوك بذلك الهـُدوء ، و نبرة متسائلة ، إنخفضت لتكون بهمس تخلله عمق ، أنـَامله تمـَر على كل خط رسِـم على وجه تـَايهيونغ الذي أبت عيـناه ان تغمض و تنفـَصل على تلك السوداء التي جذبتـه كما وصـَفها سابقـَا ، تمــاما كالــثقب الأسود ممغـنطة ..
" لـ..لا لـسـ.."
أصابع توقفت فوق شفتاه اوقفته عن الكـَلام " أشششش ، لا داعِـي لأن تبرر " أنـَا حقـَا ثـَمل ، فـَمن ذا الـِذي يجـَابه أمـَام عينـَاك ؟ " أكان ذلك سؤالا ، إن كان كذلك ، فلا جواب لك سيدي ..
بعثـَر تـَايهيونغ عيناه فِـي كل مكان ما عدا تلك الأعين التي أقسمت أن تحفظ كل تـَفصيلة من ملامِـح هذا الأصغر أمامه ..
" لـِماذا تـَحبسني عـندك ؟ "
أخذ تايهيونغ شجاعته بعد تلك الكلمات بعِـيدا عن بعثرته الداخلية ناطِـقا بتلك الكلِـمات ..
وَ مـَا تلقـَاه كان فـَقط نـظرات مكثـَفة على انحاء محياه الهـَادئ ، تدقق رافضة الإنسحاب و الرمش ..
" أرى بِـعينـَاك براءة فـَقدتها منـَذ سـَبعة عـَشر عـَاما ، بـِعينـَاك الحنِـين .. "
كَـلمات نـَطقها جونغـكوك كـَما رتـَبها عـَقله نطق و تـَرك تايهيونغ غارقا بدقات هائجة ..
" تـَايهـيونغ ! "
ثـَبت أصابعه تلك على وجنـَة المتجمد مداعبا إياها بهدوء خـَدر تلك اللوزتان النـَائمتان ، ليـكتفي الأصغر بالهمهمـة كجـواب ..
" َ عـانقــني "
__________________
إنتَـهـــى البـَارت 🖤