الحياه منتهى الشيزوفرينبا 🍁

7

- الفصل السابع .
بعد مرورعام  ونصف رن جرس المنزل سارة فتحت والدتها
الباب فوجدت أن سلمى اتت لزيارة سارة استقبلتها والدة سارة
واجلستها في غرفة الصالون وجلست بجانبها لترحب بها لأنها لم
تراها منذ فترة طويلة لها :
- كويس أنك جيتي ياريت تقدري تتكلمي مع سارة و تعقليها أنا مش قادرة عليها كل لمه يتقدم لها حد ترفضه ده مش عارفة  ماله وده ماله البنت كبرت ومش عارفة هتتجوز أمتى
وتخلف بقي عندها دلوقتي 28 سنة يعني فرصتها قلت جداً
عن الأول من فضلك يا بنتي تكلميها يمكن تسمع كلامك 
وتبطل رفض العرسان يمكن ربنا يهديها.
وقفت سلمي ثم أخبرتها أنها ستتحدث معها في هذا الموضوع ثم
سألتها أين هي كي أتحدث معها أخبرتها الأم أنها في حجرتها
ثم توجهت سلمي  لغرفة سارة ودقت الباب  فتحت لها سارة
وسعدت كثيراً برويتها أدخلتها إلي الغرفة وظلو يتحدثون لساعة
كانت والدت سارة جالسة في الصالون تنظر إلي غرفة سارة
حتى خرجت سلمي وجلست بجانبها مرة أخري ثم أخبرتها :
- أنا أتكلمت معاها وهي بتقول ده قراري إني أختار شخص
مناسب ليا مش هتجوز أي شخص وخلاص علشان أتجوز
بس,  أنا رأيي هي محتاجة تغير جو وتفكركويس في جو
هادئ .
غمغمت سلمي  ثم صمتت لبرهة يبدو أنها تفكر:
إيه رأيك يا طنط  أنا طلعة رحلة أنا وجوزي معزومين أسبوع
في شرم الشيخ وأختي مش راضية تجي معانا خلي سارة  تجي
تغير جووتعيد تفكرها من تاني يمكن .

تنهدت والدة سارة وأومأت برأسها بالموافقة:
  ماشي يا بنتي خديها معاكى تغير جو ويمكن تعقل .
طلبت سلمى من سارة أن تأخذ أجازة لمدة أسبوع وتقوم بمرافقتها هي وزوجها لرحلة إلي شرم الشيخ لم تكن سارة تريد أن تسافر
ولكن بعد إلحاح من سلمى وافقت .
في اليوم التالي ذهبوا جميعًا إلي شرم الشيخ  بسيارة زوج سلمي .
في الفندق عند وصولها لبوابة الفندق أخذ على زوج سلمى يتصل بآسرفهو أحد أقرابه ولكن أسر لم يجيبه. 
ظل على يحاول الاتصال وينظر حوله حتي وجد آسر يشير له بيده أنه رأه فأرتسمت علي وجه علي الابتسامة :
  آسر أهو آسرهناك يا سلمي .
اتجه أسر إليهم وبدأ يرحب علي الجميع  :
أهلا يا علي منور الفندق .
أسر راجل في  بداية العقد الثلاث من العمر أبيض البشرة طويل
القامة ويبدو علي جسده التناسق فهو يمارس الرياضية بإنتظام  
يمتلك عيون زرقاء اللون عاش خامسة وعشرون عاماً
من حياته في أمريكا ولد لام أمريكية وأب مصري تعرفا خلال
احدي الرحلات سياحية والده  مرشد سياحي وقابل الأم الأمريكية في أحد الرحلات لها في مصر تعارفا  وتزوجا وعاشا خمس
سنوات في مصرانجبا خلالها آسر, وبعد ذلك سافرا إلي أمريكا
وعملا هناك في مجال  السياحة والفندقة وهم مستقرين الآن هناك   أما آسر فقد عاد الي  مصر منذ سنتين واشتري قرية 
سياحية في شرم الشيخ وأيضا شركة مستحضرات تجميل
لمنتجات أمريكية في القاهرة .
بعد السلام وتعارف أسر علي الجميع ابتسم وطلب منهم الصعود
إلي غرفهم وافراغ حقائبهم,  ثم النزول مرة أخري لتناول العشاء  صعدو جميعًا إلي الغرف وقالت سلمي لسارة أن غرفتها بجانب
غرفتهم تماماً وطلبت منها أن تسترح قليلاً وتغير ملابسها و
تنزل لتتناول العشاء .
- اوك .
بعد أن افرغت سارة حقيبتها وبدلت ملابسها  نزلت إلي الريسبشن وظلت تنظر حولها  هنا وهناك يبدو أنها كانت تبحث عن مكان
المطعم كانت علي وشك التوجه إلي مؤطف الاستقبال لتسأله عن
مكان المطعم و  في طريقها لمحها آسر واتجه إليها مبتسمًا ثم قال:
- أهلا أنتِ سارة صديقة سلمى وعلي صح ؟
ابتسمت بخجل
- اه صح أنا سارة صديقة سلمى وعلي .
غمغم  آسر ثم قال أنتِ  بدوري علي مكان  المطعم مظبوط؟
- اه أنت هتعشى معانا صح يلا بينا نروحلهم
أشار لها بيده لمكان المطعم بصي المطعم أخر
الطرقة  دي يمين  هصلي العشاء وأجاي أتفضلي أنتِ
نظرت له سارة بدهشة شديدة مغمغمة:
- ماشي عن أذنك .
ذهبت سارة إلي المطعم ووجدت سلمى وعلي وابنهم فجلست
بجانب سلمى .
نظرت إليها سلمي وسألتها عن سبب تأخيرها فأخبرتها أنها لم تكن تعرف مكان المطعم وظلت تبحث عنه حتي صدفة آسر وأشر لها
بمكان المطعم  فسألتها سلمى لما لم يأتي معاها هل هو مشغول أم ماذا حدث,  فأخبرتها سارة أنه ذهب ليصلي العشاء ثم سيأتي
لينضم إليهم كما أخبرها هو.
ثم تحدثت سارة بنبرة متعجبة عالية هو مش امريكي بردو بيصلي سبحان الله أنا مستغربة التزامه وهو متربي بره زي ما فهمت منك وهنا في ناس مسافرتش ابداً ومش ملتزمة خالص حاجة غريبة .
ضحكت سلمى  ونظرت لسارة:
عادي يا بنتي مهو مسلم يعني والتدين في القلب مش في البلد .
غمغمت سارة:
اه صح, ها هتأكلوني إيه؟
ابتسمت سلمى ثم قالت بنبرة مليئة بالحماس.
- سمك وجمبري ايه رأيك؟
ابتسمت سارة
-  حلو اوي
في تلك اللحظة كان آسر قد أتى أخيرًا وجلس بجانب سارة
ونظر إليهم متسألا عن ماذا سيتناولون على العشاء فهو ترك لهم
الإختيار. 
- ردت سارة بتلقائية ونبرة طفولية مرحة  سمك وجمبري,  ثم
ادركت أنها تبالغ فضحكت ونظرت للجهة الأخري من الخجل .
فهم أسر وابتسم:
-  جميل هنا السمك والجمبري حلوين جداً هتنبسطو أكيد .
بعد أن تناولو الطعام طلبو الشاي والعصير وظلو يتحدثون عن
مدى جمال .
قال آسر موجهًا حديثه لسلمي.
- ها بقي يا سلمى احكيلي اتعرفتي على سارة إزاي ؟
- رد علي   كانو مع بعض في جامعة و فضلو أصحاب رغم أن
سارة اشتعلت وسلمى قعدت في البيت.
أمسكت سلمي بيد علي  برقة ونظرت لعينه بعمق:
-  أنا اللي كنت حبه قعد في البيت , أهتم بعلي وأربي أبننا سيف و
أهتم بالبيت وبنفسي أكثر ما كنت حبه أشتغل , علي  بصراحة
مفرضش عليا شئ بالعكس سبني برحتي ودي حاجة مافرحني جداً بيه ومحسسني بالأمان معه كان بيشجعني ديما أكمل واشتغل بس
أنا اللي مرتاحة كدا .
ابتسم أسر:
-  الله عليكم أحسن حاجة في الجواز التفاهم, ثم أشارعلى  له
بإصبعه بالاتفاق مع كلامه
- أكيد طبعا التفاهم أهم شئ في الجواز والاحترام طبعًا والتكافؤ.
أجابت  سارة موجهة حديثها لأسر يعني ده رأيك أن الست لزم
تختارعايزة إيه؟
- رد آسر أكيد طبعا , قوليلي بقي أنتِ مهندسة إيه ؟
- ردت سارة بنبرة مليئة بالتفخر مهندسة ديكور
صمت أسر لبرهة يبدو أنه يفكر في أمراً ما و بنبرة مليئة
بالحماس
- جميل هحتاج مساعدتك ياسارة قريب أسم الشركة اللي بتشتغلي
في إيه ؟
ابتسمت سارة
-  تحت أمرك طبعا وفتحت حقيبة يدها  وأخرجت كارت أبيض
صغير وأكملت حديثها قائلة  الكارت ده فيه عنوان الشركة في
القاهرة تشرفنا أي وقت  .
- رد أسر أكيد أنا عندي شركة وشقة في القاهرة عايز اعملهم
ديكوات جديدة .

نظرت سارة  له نظرات جادة:
  - تمام .
نظر آسر إليهم جميعا:
بقولكم إيه ماتيجو نتمشى شوية وافرجكم على البلد .
تثآبت سارة:
لا أنا تعبانة هنام خليها بكرة  .
وردت  سلمي أنا كمان هطلع أنام وأنيم سيف مش قادرة خالص .
ورد علي أنا هقعد معاك شوية .
جلس علي مع آسر يتحدثون لمده ساعة  بعد صعود سارة وسلمي
بعد مرور تلك الساعة قال لأسر تصبح علي خير يا أسر نتقابل
بكرا علي الفطار أنا  كمان تعبت وهطلع أنام .

خلال تلك الأيام  ظلو يكلون سويا ويخرجون معا في السفاري و
رحلات بحرية وأيضا يذهبون إلي الشاطئ معًا فكانت أيام ممتعة
كثيراً لهم جميعًا .
في أحد تلك الأيام  بعد العشاء طلب منهم آسر أن يذهبو للسير علي الشاطئ ليلًا ويقوموا بتجربة قهوة الرمال وأخبرهم عن مدي
روعتها  ولكن أخبرته سلمى أنها ظلت علي الشاطئ كثير في هذا اليوم وأنها متعبة وغير قادرة على الذهاب معه كما أخبره علي بأنه أيضا متعب اليوم وسيصعد هوالأخر لينام 
تنهد آسر ونظر لسارة
وأنتِ يا سارة هتنامي ولا تحبي تجربي القهوة معايا و
نتمشي شوية   ؟
- أنا جاية معاك عايز أجرب قهوة الرمال دي .
صعد كل من علي وسلمي وسيف وذهب آسر مع سارة لتجربة قهوة الرمال ثم جلسو علي الشاطئ يتحدثون .
سألها آسر عن رأيها في القهوة فأجابته أنها عجبتها كثيراً فمذاقها
جميل ومختلف وأنها ستفتقد هذا المذاق المميز بعد ذهابها إلي
القاهرة.
ثم سألها آسر لماذا يبدو عليها بعض الضيق:
- أحكيلي مالك ليه شكلك مضيقة حتى مش بتنزيل معانا
البحر مابتحبيش البحر ولا إيه ؟
بدا علي وجه سارة التوتر ثم تنهدت:
ابدًا بحب البحر طبعًا بس عندي شوية ضغوط في حياتي مأثرة
علي نفسيتي .
رد أسر ضغوط إيه طيب أحكيلي يمكن اقدر أساعدك .
حكت له سارة علي مشكلتها مع والدتها وأنها حتي وهي في سفرها تتصل عليها كل يوم لتلومها علي ترك هيثم ومحمود وعدم
الارتباط بهم رغم مرور سنوات وعلي رفضها من يتقدم لها  لأنها ترى أنهم غير مناسبين لها  .
ظل آسر  يضحك كثيرًا وكان يبدو علي وجهه الاندهاش الشديد

- عادي يا سارة أنتِ مكبرة الموضوع أوي عادي يعني,
أسمعيها واعملي اللي يريحك من غير شعور بذنب ,  طيب
أنا هحكيلك عني شوية في أمريكا قابلت بنت وحبتها
وارتباطنا  فترة كبيرة واتجوزنا بعدها حصل مشاكل
وخلافات كتير لما لقينا أن بنا اختلافات ومش قادرين نتأقلم
سبنا بعض باحترام وبقينا أصحاب تاني ببساطة ولسه بحبها وهي كمان بس
مكنش ينفع نكمل لان الحب مش كل حاجة في الجواز
أكتشفت أن التناسب أهم شئ , أنتوا عندكم هنا
بتكبرو الموضوع ده جداً  يعني ناس مش مناسبة , وأنتِ قولتلهم
وخلاص وخلص الموضوع, وده حقك تختاري ومفيش حاجة
تزعل في كدا أصلا .
ابتسمت سارة
- دي حاجة بسيطة تعرف أن منهم واحد كان زميلي في شغل
لما قولته أني شايفة أننا مش مناسبين لبعض أضيق مني جداً
وخطب واتجوز بسرعة جداً واحدة من نفس الشركة علشان
يعاقبني ويغظني .
- معقول في شخص ممكن يتجوز لمجرد أنه يغيظ شخص تاني ده جنان وقلة عقل .
ضحكت سارة ثم قالت بس الحمدلله ربنا ردلي اعتباري زوجته خلعته وبعتتله اعلان الخلع على الشركة علشان تفضحه لأني
زهقت من تصرفاته المريضة .
فٌتح فم أسر من الدهشة فلم يكن مصدقاً لم يسمعه من تصرفات
غريبة بالنسبه له  ثم علق لا الناس دي أكيد مش طبيعية .
قالت سارة قولي صحيح أنت إزاي بتكلم عربي كويس كدا رغم إن طول عمرك عايش في أمريكا.
أخبرها بأن والده علم والدته العربية وكانوا يتحدثون بها وكان
يأخذه إلي المسجد ليعلمه الصلاة والإسلام وليختلط بالمسلمين
الموجودين في أمريكا .  
تنهدت سارة ثم شردت قليلًا تعرف إنك عندك وعي كويس مع
الناس أوي يا بخت اللى  هترتبط بيك .
ابتسم آسر
اه تمام يلا بقي اوصلك يا سارة أوضتك .
بعد مرور يومين عادو إلي القاهرة .
بعد وصول سارة ودخلوها حجرتها اسرعت والدتها خلفها
-  ها عقلتي يارب تكونى عقلتي .
ابتسمت سارة وحركت رأسها يمين ويساراً:
-  ماما ريحي دماغك بقي مني لما يتقدم شخص مناسب هوافق
علي طول أنا مش رافضة فكرة الجواز اطمني.