3

70 10 0
                                    

- الفصل الثالث .

استقلت سارة تاكسي اوصلها إلي الكافية الذي اعتادوا علي مقابلة
بعضهم به وصلت سارة الكافية ودلفت للداخل وأخذت ترمق
الجميع بعينها  وتبحث عن سلمي.
  كان كافية بسيط التصميم كانت حوائطه مدهونه باللون البيج
الفاتح معلق عليه بعض صور لفنانين  أفلام الأبيض والأسود مثل
أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وصباح وشادية مقعدة مكونه من طاولة
متوسطة الحجم مربعة الشكل خشبية مصبوغة باللون البني اللمع مغطاة بقماش أبيض اللون  وكذلك الكراسي حول الطاولة كانت
خشبية مصبوغة بنفس لون الطاولة.        
بعد قليل وجدت  سلمى جالسة علي احدي الطاولات ومعها صفاء,
اتجهت إليهم ووجدتهم  يحتسون عصير البرتقال .
نظرت صفاء لها  وضحكت بصوت عالي وقالت بنبرة تهكمية
- أهلا يا سارة خلصتي جلسة العلاج النفسي , بردو روحتي أنا لمة سلمي حكتلي مصدقتش أنك عملتي كده  إية يا بنتي شغل
الأفلام ده أنتِ بتصدقي في جو ده ؟
نظرت سارة بإستياء شديد إلي سلمى وذلك لأنها أخبرت صفاء تلك الفتاة الساخرة الساخطة  علي كل شئ لا يعتبر منطقي بالنسبة إليها
والتي كثيراً ما اتهمت سارة بالحساسية المفرطة وكان ذلك يزعج
سارة كثيراً, ثم أشاحت ببصرها إلي صفاء و بنبرة
مليئة بالغضب:
-  اه روحت  حضرت جلسة علاج نفسي إيه المشكلة في كده
وشغل أفلام إيه بس أنا تعبت من الحلم اللي بشوفه بقالي سنين
ومحدش   حاسس بيا لزم أخلص من الحوار ده .
نظرت سارة لسلمى نظرات مليئة بالحزن والعتاب 
- كان لزم تقولي لسخيفة دي.
- أسفه والله هي جات وأنا هنا وسألتني عليكي فقولتلها  ماكنتش
أعرف أنها سخيفة كده حقك عليا ماتزعليش بقي . 
تنهدت سلمى وربتت بلطف علي كتف سارة وقالت بهدوء :
يا بنتي عادي والله ما كلنا بنحلم أحلام غريبة بس بنكبر دماغنا     أنتِ بس اللي بقيتي حساسة أوي الفترة دي أو يمكن لأنك رافضة    شخصية محمود أو خايفة منها .
تأفأفت صفاء عندما سمعت أسم محمود  و بنبرتها التهكمية    
المعتادة
- بصراحة عندها حق ترفض شخصيته يا شيخة ده أحباط
و ماشي علي الأرض أفتكرلنا حاجة عدله أحسن . 
لمحت  سارة  بطرف عينها هيثم قادم  و بنبرة مليئة بالتوتر
- خلاص قفلوا على الحوار دلوقتي هيثم جاي .
- أجابت "سلمى " حاضر يا سوسو.
أتى هيثم  إلي الطاولة التي يجلسون عليها وقال بنبرة مليئة
بالحماس ويبدو علي وجهه الابتسامة و المرح :
- أهلا ازيك يا سارة وحشتني .
ارتسمت علي وجه  سارة  ابتسامة عفوية 
- وأنت كمان وحشتني يا هيثم.
ابتسمت صفاء  ابتسامة خبيثة ونظرت إلي هيثم بشغف .
جلس هيثم علي الكرسي الذي يوجد بالقرب من سارة  ثم نظر      لسلمي وصفاء 
- ازيك يا سلمى ازيك يا صفاء  .
- أجابته سلمي تمام .
أما صفاء فقالت بدلال
- كويسة طول ما أنت كويس
ابتسم هيثم ولم يعلق
  ها بقي  تشربو إيه ؟
أجابته سلمى .
-  لاأنا  شربت أنا وصفاء ثم نظرت لصفاء نظرات ذات معني.
- يلا يا صفاء عن أذنك سبقناكم بقى صفاء وراها مشوار مهم
وأنا ورايا تدريب في جيم .
أمسكت بإيد صفاء وجذبتها .
- سلام إحنا .
غادرت سلمى وصفاء الكافية .
  "هيثم "إيه يا سارة مالك شكلك مش تمام  في حاجة حصلت ؟
أخذت  سارة شهيقا عميقا وصمتت لبرهة يبدو أنها تفكر
- ابداً عادي مفيش .
غمغم هيثم يبدو أنه لم يهتم كثيراً بما يحدث لسارة 
مش هتخليني أجاي أنا وأهلي نتقدم رسمي  ونتخطب بقي تعارفنا طول  .
- تحب تأكل إيه ؟
نظر إليها هيثم نظرة مليئة بالدهشة
- أنتِ بتغير الموضوع ليه  أنتِ بتحبني وله لا ؟
عايزني وله لا ؟ وجوبي عادى بس ريحيني وقولي عايزاني وله لا ؟
بدا علي وجه سارة  التوتروالقلق 
- نتكلم في الموضوع ده  في وقت تاني أنا لسه مأخدتش قراري, ثم وقفت سارة يبدو انها تريد الرحيل
-  أنا عايز اروح البيت دلوقتي  .
نظر إليها هيثم يبدو أنه لا يفهم ما يحدث ثم تنهد 
- تعالى اوصلك .
صعدت  سارة  السيارة مع هيثم وانطلاق بالسيارة وظلوا صامتين طوال الطريق حتي وصلا أمام منزلها، تسكن في الطابق الثالث  في شقة في  إحدي عمارات منطقة  في مدينة نصر .
وقف هيثم بسيارته كانت سارة علي وشك أن تنزل من السيارة
أمسك هيثم بيدها متسألا :
- قادرة تتكلمي دلوقتي أنا عايز اعرف قرارك في علاقتنا.
نظرت إليه سارة نظرات بلا معني ثم سحبت يدها من يده و
نزلت  من  السيارة , نزل هيثم خلفها
- سارة أنتِ مضيقه مني في حاجة , أنا عملت شئ زعلك مني
أرجوكي فهمني لأني مش فاهم حاجة ومش بحب أبقي مش
فاهم .
   استدرت  سارة بجسدها وأعطته ظهرها ثم أجابته بنبرة مليئة
بالتحفظ الشديد:
-  أنا طلعه يا هيثم  سلام .
- سارة أنا مسافر في شغل بره مصر شهرين لمه ارجع
ياريت تكوني أخدتي قرارك  لأني مش هستني أكثر من كده .
لم تعيره سارة أي أهتمام وصعدت سارة إلي شقتها وجدت  والدها  ووالدتها وأخوها عمر يتناولون الغداء .
الشقة مكونة من ثلاث غرف وريسبشن كبير غرفة للأم والأب
وحجرة لعمر وحجرة لسارة وكان الريسبشن  يحتوي علي
صالون مدهب وسفرة متوسطة الحجم .
نظرت لها والدتها
- سارة تعالى كلي معانا وماتنسيش تستعدي في حفلة عملها
خالتك لابنها علشان اتخرج من الجامعة.
نظرت لها سارة غير مبالية 
- مش جعانة الف هنا أنتوا و مش هقدر أروح الحفلة خدي عمرأنا مرهقة من الشغل  .
بدت والدة سارة سيدة في الخمسين من العمر مازالت جميلةرغم
التجاعيد التي ظهرت علي وجهها الخمري تملتك عيون بنية واسعة ورثتها سارة وشعرها يتلون بين الأبيض والأسود وجسد ممتلئ
قليلا كما كانت متوسطة الطول  .
أما والد سارة يبدو رجل في الخامسة والخمسون من العمر اصلع
الرأس متوسط الطول نحيف الجسد أسمر البشرة يمتلك عيون بنية اللون  .
أما عمرو الأخ الأصغر لسارة فكان شاب في الثامنة عشر من
العمر متوسط   الطول أسمر البشرة مثل والده  يمتلك عيون بنية 
ممتلئ الجسد كوالدته .
في اليوم التالي ذهبت سارة إلي عملها و بعد أن عادت بقليل
رن جرس الباب فتحت سارة وجدت عمها وزوجته وابنته خديجة .
سأل أحمد والد سارة
- مين يا سارة ؟
- ده عمي أيمن ومراته و خديجة يا بابا .
بدا أيمن رجل ملتحي يشبه أخيه أحمد كثيراً فقد كان أسمر البشرة وله عيون بنية اللون الإ أنه  طويل القامة, كانت  زوجته وأبنته
منتقبات .
بعد السلام  طلب منهم أحمد أن يتشاركوهم الغداء  .
جلسوا جميعا  لتناول الطعام عدا سارة , رحبت بهم سارة ثم
اخبرتهم
- أنا دخله اوضتي عن أذنكم .
نظرت لها خديجة
هاجى معاكى عايزة اتكلم معاكي شوية .
- تمام اتفضلي .
جلست خديجة بعد أن رفعت النقاب بجانب سارة علي السرير
الأسود الكبير في غرفة سارة المطليه حوائطها باللون البينك الفاتح
- أنا سمعت أن في زميل ليكي في شغل محترم وملتحي أتقدملك وأنتِ لسه مردتش عليه لحد دلوقتي في حد يضيع الفرصة
دي من إيده.
تأفأفت سارة
- هو بابا ميعرفش يخبي حاجة لسه محصلتش ابداً.
- عمي عايز يفرح بيكي يا سارة.
وقفت سارة ونظرت لخديجة وبنبرة مليئة بالأستياء
والتزمر:
- سبوني أخد وقتي في التفكير هو أنا اللي هتجوز وله أنتوا.
رمقتها خديجة وحركت شفتيها يميناً بأستنكار
- وماله فكري برحتك, ثم تنهدت وأكملت قوليلي صحيح
إيه يا سارة مش بتيجي دروس المسجد ليه بقالك فترة ؟
نظرت لها سارة وقد أشتد غضبها  فأخذت نفس عميق كي تهدا
قليلاً:
- مش بيعجبني أسلوب الشيخ منفر يا ستي وكل حاجة حرام
حرام  ما نموت أحسن أنا ماليش في وجع الدماغ ده.
أجابتها خديجة بنبرة مليئة بالغضب والإستياء
- يا شيخة أمك دي علي رأي أبوي هتوديكي في داهية إحنا
عايزينك زينا مش كفاية لبسه لبس عادي ومش منتقبه لحد
دلوقتي , أنا أصغر منك بتلات سنين ومنتقبه من زمان وكمان حجابك عادي وله عميلك إللى بتعملها شغل بنات مش كويسة .
بدا علي وجه سارة ملامح الأستياء الشديد  وعدم المقدرة علي       الصبر أكثر من ذلك وقالت بنبرة مليئة بالغيظ :
- أف بقي الحوار ده تاني طيب أنا وحشة وعايزة أنام  دلوقتي
ممكن تسبيني لوحدي وتتفضلي دلوقتي .
تنهدت خديجة وحركت شفتيها يمناً ويساراً بأستكار
- نامي برحتك مع نفسك أنا خرجه قعد معاهم أحسن .
- أحسن بردو
وقفت خديجة واتجهت للباب ثم  رمقت سارة بعينها
- ربنا يهديكي يا بنت عمي .

الحياه منتهى الشيزوفرينبا 🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن