مرحبا 🖤
البـَارت متـأخر آسفـَة 🌟
* * * *
نـُوتات تعـزف بـهدوء ، هي محسُـوبة و دقيـقة لدرجة حُـلوة ، مُـخدرة و أحبتها أذنـَاي..
أستطيع أن أتخيل البيَـانو الذي يطلق تلك المعزوفات أنه يتوسـط تلك الصـَالة لا أعـلم كيف أصـف حجمها ، بما أن صداها عالي لا بُـد و انهـَا ضخمـَة بما أنني لـم أستطع أن أراها ..
بـَل أنني لـم أرى شـَيئا من هـذا البـيت و الذي أظن أنه أكثر من أن يكون مجرد بناية صغيرة ، بل أنه قصر ، و يـبقى هذا مجرد ظن مني ..
المعـزوفات التي تقـَع عـَلى آذاني ، و قطرات الميـاه التي تصـطدم بزجاج النافذة التي أزعـجتها بـقبوعي أمامـَها ، بغـض النـظر عن أنني مختـطف و قـلبي يضـرب أيسر صـدري بـعنفٍ خائِـفا ، إلا ان كل هـذه الأجواء مريحة .. لِـعقلي الذي بـات يهلوس ، عادت كئابته ؟
تـَصلني تلك الأصـوات مِـن هذه الغـرفة ، مـن قد يكون الذي يعزف ، هـل أسود الثياب ؟ لا أظن ذلك فـهذه أصوات هادئة لا يمـكن للوحوش أن يقوموا بعزفها ..
وحوش ؟ حـقا !!
أجـَل فـبما أنه علـى علاقة بذلك الأشقر ، حتى و لَو كانت كرها هو بالأخير قـَد .. قول ذلك مؤلم لكرامتي و لـكن هو قـد إشـتراني .. إذا فـهو وحش !
الأهم الآن ، هي هـَادئة ، أحبتهـَا مســامعي ، هي جعـَلت أفكاري تفـتح ، أتمـَنى أن لا تتوقف ، هي جعَلتني أجول فِـي مـ..
لا أعلـَم !
مـَاذا سـَتؤول إليه حيـاتي ، هل أطلـب منه أن يتركـني ؟ و إن كـَان سيـفعل ، لـمَ لـَم يقم بذلك منذ ساعات ؟ لم إحتجزني ؟ لـِم أقفل الغرفة علـي ؟ و الأهم لـِما عاملني كالعبد حينما إستـَلمني !
إشتـراني ، إستلمني ، مـضحك عن مـَاذا أتكلم الأن ، أهين نفسي ، بماذا ؟ بكلـماتي ..
لا أعـلم كيف أتمالك نفسي الآن ، لـربما لأنني بكيت حـَد الجنون و كلماته التي سقطت على مسامعي جعلـتني أفقد أمل نجاتي ؟ لمـَاذا قد يقسُـو علـَي إن كان أنقـذني !
* * * *
بذلك الرواق ذا السـَجة المخملـِية الحمراء ، كـَان قـد تمت قـيادته بنـَفس طريقة دخُـوله، و هذه المرة خارجا بدل الدخول ، مختفـِي أسفـَل الغطاء الأحـمر بنفس لون السجادة ، لا يظهـَر منـه إلا أقدامه السـمراء الحـَافية ..
إلـَى أين نـحن ذاهبين ، و كـَان هذا سؤال أقدامه ، أو الأصح صوت عقله الذي يتـردد بداخله ، بينـَما تلك الأقدام كانت تسير مرتجفة ، هو يـخطو ناحية ، المجهول ، لربما يكون الجحيم ،أو النعـيم ، لا احد يعلم و فقـط جونغـكوك من يعـلم !
تـوقف ، مـَا إن أمسكت به يد تحثه على الانتـظار ، ثانية و فتح باب المصعد ..
تلك اليد سحبتني لأصعد و بالفعل قمت بذلك و لكنها إختفت و إختفوا أقدامه ، لا أشعر بوجوده ..
هل أنا وحيد على هذا المصعد ؟
لا ، لـَست كـذلك ..
أنا أشعر بشخص يتنفس خلفي ، بوتيرة بطيئة و ثابتة ، حتى أن عبقه ملأ هذه المربعة الحديدية ، شددت على قبضتي ما إن طرق حذاءه مرتان دال على إقترابه ، و هـَمسة حـَاذت أذني ..
" إشـتريتك !"
مـ..مـاذا ؟؟ إنـَه هو ! ماذا أفـعل ، أو الأصـح ماذا سيـفعل ؟
لا كـلام آخر ، غيـر رجفة جعلت من قـدماي تشل ما إن حـطت أنامله على بطنِـي و جسـده ذاك الذي إعتـدت رؤيته من الزاوية المظلمة يلتصق بجسدي الهزيل من الخلف ، أركز مع أنامله التي تتحرك ببطئ يستفزني ، القماش الشفاف الذي يجعل بشرتي تقشعر لملمسه و تلك الأصابع يجعلها تنزلق و تنساب بأريحية ، هـذه أول لـمسه و كانت في المـصعد ، إذا ماذا سيكون ما إن يخـتلي بي ، لن أضمن الآتي ، لن أستطيع !
دفعني بروية للخارج ،َ لـَم تبـتعد يده من عـلى جسدي ، بل أكـملنا الخطوات للأمام ، ما إن فتحت أبواب المصعد ،توازينا الخطـوات تكاد تقال عنها أنها مُـدققة ، كيف أنني أشعر بأقدامه تمشي خلف خاصتي ، أنا مشوش العقل من كثرت تركيزي به ، بكل شيء به لدرجة أرعبت قلبي الذي أقسم أن لا يدق من أجله حتى و لو إعجابا ، أحاول أن أجعله يوقن أنه وحش !
حديد السيارة السوداء أراه أسفل الغطاء الذي يحجبني ، دفعني مرة أخرى برفق كي أصعد بدل الكلام هو تحرك ، خضعت للأمر و أخذت مقعدا ، قابلني بجلوسه ، و أنا حقا أريد أن أتحقق من أنه أسود الثياب الذي دق قلبي له من قبل ، أريد رؤيته رغم أنني علقت أنظاري به عندما أعلن أنه مالـكي ..
غريب كيـف أنني كنت حرا و مالك نفسي قبل دقائق و الآن تم بيعي و شرائي ، كسلعة رخيصة رغم غلو السعر !
يدي لا تريد أن تهدئ من إرتجافها ، بل جسدي بأكمله و لن أهتم ليس الآن ، فأنا رفعت يداي المرتعشتان لأرفع الغطاء عني ، لعلي أراء و لـكن ... هـُو فقط منـَعني عـَن ذلك ، أمسك بيدي و أزاحها عن الغطاء ، أطلقت سراح شفاهي من بيني أسناني ، لـن أكتم صوتي ، سأسأل !
" لـِماذا ؟ "
و أنا الأن طرحت سؤالا و لا أعلم كيف سيجيبني ، لأنني لا اعلم لماذا صغته بهذه الطريقة الغريبة !
" لا أريـد رؤيتـَك ! "
سـحبت يـدي بسرعة من بين أنامله التي لكانت لا تزال تمسح على واجهة يدي ، عقدت حاجبي ، لماذا إشتراني إن كان. لا يريد رؤيتي !!!!
عـارضت إرادته و سحبت ذلك الوشاح الأحمر الذي كان يحجبني للأسفل ..
* * *
تـَبعثرت خصلاته لتلك الـَحركة ، و عيناه تشتت لأول وهلة باحثـة عن محيا الآخر ، ظهر تايهيومغ بتعابيرة جاهلة و خائفة ، كانت عيناه تبحث عن شيء لم يكن يتواجد على تلك السيارة ..
* * *
مـا كان هذا الذي أنا أراه ، هو حـَقيقي ، أنـَا مُـتَـمَـلّك من ظِـلي الأسـود ، وَقـعت عـيناي علـَى ما هُـو أشـَد سواد ، هـَل كان أسمهما مغنـاطيس ؟ أم كانت الثُـقب الأسود ! لأنني لا استطيع أن أرتب أفكاري المتمردة ، ما هي هذه النظرة ؟ غـَاضبة ..
" لِـماذا لا تـريد رؤيتـِي ! هـَا أنا ذا ، بسيـط أمري .."
لـم أتحكـَم لا فـِي لسـاني و لا فِـي هذه الإبتسامة التي رسـِمت بجـَانب وجهي ، هـَل انا الآن أستفزه ؟ يبدو أنني كـَذلك .. سـأكـ..
لـَم أتدارك أمـري حتـى ضاق نفسي و أناملي حـَاوطت يداه التي تقـطع على دواخلي الهواء لشدة ضغطه علـى عنقـي ، قـدماي تتخـبطان ، أنا أقـَاوم ، احاول سحب أنفاسي و لـكن الأمر لا يعمـَل معي !
و حتـَى بنـظراته تلك لـن ٱجابِـه أكثـر .. فُـتحت آذاني و رُكِـزت مسـَامعي عـَلى صوته ،إنعـزلت عـن كل شيء حـولي و كل ما أصـبح أمامي ، هو انامله التي تضـغط على حـَلقي و صـوته الذي ينزلق على مسامعي ، قدمه التي بين أفخادي التي تحتك بها بخفة و يده التي تعيد خصلاتي للخلف بهدوء مرعب ..
" قـلت لـَك لا أريد رؤيـتك ، جعـَلتني أكرر كلامِـي ، و هـَذا لا أطيقـه ! "
أوقـف كلمـَاته مميلا رأسه بهـدوء ، هُـو يتلاعـب بأعصـَابي و هـَذا مرعب بإستفزاز ..
عـَلي أن أجعـَله يـبعد يداه من حولِـي و إلا ستـَخرج روحي الآن !
* * * *
أدار تـَايهيونغ بمـقلتاه لـيجعلهـَا تقـَع عـلى ذلك الوشاح المرمي جانبـَا ، مد يده لـيلتقطه تحت أنظار الآخر التي تتبع كل حرَكاته ..
أشهر الوشاح أمام مقلتــا جونغـكوك هامسا بكلام متقطع إستطاع الآخر ترتيبه ..
" َ سـأ..سـَأعيده ، أتـ..ـرك ! "
" لا تُـحاول التـمرد "
كلِـماته القليلة تلك إختتـمها بقـبله جانبت شفتا الأصغر ، راسما قشعريرة الأطراف و إنعقـَاد أسفـَل بطنه ..
أبـَعد يداه تاركا الأنفـَاس الباردة تدخل مدفئة نفسها بداخله ، لتخرج ساخنة من بين شفتاه ، بكميات كبيرة يُـدخل الهواء و يخرجه لعله ينظم ما إختل ...
شَتـت أنظاره في الـ مكان ، بينـَما الآخر جلَـس مكانه و كأنه لم يقُـم بأي شـَيء ، هـادئ ، ثـَابت و واثِـق ، ذو هيبـَة و مـرعب ..
أخـَذ تايـهيونغ مـَكانه بجانب النـَافذة ، بينـَما أنامله الـرقيقة تلـك تشد الحكـم علـَى ذلك الوشاح الذي أخذ مكانا بينـها و لثـواني قبل أن يسحبها الغـرابي بكل هدوء معيدا وضعه علـى الأصَغر حاجبا إياه عن الرؤيـة ..
" لا أريــد ُ رؤيـتك ! "
* * * *
خـَرجت من أفـكاري و الذي كل تلك الصور التي كانت تعاد بداخل مخيلتي ، مع تـَوقف ذلك الصـَوت المريـح ، لـماذا تـَوقف !!
لـَم أتحرك ، و أبقـَيت أنظاري في مكــان ما بـِداخل هذه الغـَابة التي أختلفَـت الألـوان بهـَا ، لها معنَى بـل هِـي معـنى الـحـرية ..
أصـوات المفـَاتيح التي تدور خلف الباب هي ما ملأ المـَكان ، هي مجرد مفاتيح لـماذا أرتعِـش ؟
أيـن كل الكـَلمات التي جهزتها ، أردت الحـَديث عـنـ.. عـني ؟ عن حـريتي ، و كل شيء تبخر ..
دفـَع الباب ، و حَـركت رأسـي مـَع دخوله ، بيـن يداه طـَبق ، لابـد أنه أكل لـِي ، إبتـَسم و لـم أبـادله ، يبدو أنني بدأت أنسى كيف أفعل ذلك و هذا أول يوم لي ..
وضـَعه أمامي عـَلى هذه الأريـكة القـَاتمة حـَالها كـحال كُـل شيء بهـذه الغـرفة ..
جلـس أمامي ، شـَعرت به و رأيت أفخاده ، لم ارفع مقلتاي ، أنا غـَاضب و خـَائف !
* * * *
ألـصق تاي ظهـره بالأريكة من خـلفه ما إن مـَد يده أمـام وجـه الأصـغر ، تلك الحــركة لم تجعله يعيدها للوراء بـَل رفـع بهـا ذقنه ، ليضع السـوداء بتلك البنية ، بادله النظرات ، الخائفة و الجامحة ألتـَقتـا ..
" مـاذا سـَتفعل بِـي ، هل ستبقيني هنا ؟"
ســأل تـَايهيونغ و لـم يـتلقـَى الإجابة ..
" أجبـنِـي !"
نبرته بآخر كلمته خرجت آمرة ، لم ترق للآخر الذي ضـَغط أكثر أنامله حول ذقنه ، و ملامحه لم تعبر عن أي شيء من غضبه او إنزعاجه ، بل كانت هادئة ..
" سـَأفـعل كـل شَـيء ، كُـل ما أريـد ! "
* * * *
هُـو يفـعل ذلك عـمدا ..
يـَفعل مـَاذا ؟
يُـرعبُـني !
* * * *
طَـرق عـَالي جعل الخـَادمة تهرول نـَاحيته ، فتحته و تراجعت للخلف ما إن دفع بقوة ، و هم يونغي راكضا بعدما سأل و أجابتـه بصوت متوتر ...
" أين السـَيد ؟ "
" بـغرفة المـَكتب ، سيدي "
دقـَة و إثنان ، دفع الباب و لم يطول بحث عيناه لتقع على جسد الجابس خلف مكتبه ، ما إن سمـح له بالدخول ،بدى و كأنه يعلم بتواجد يونغي ..
" إشتـريته !! "
سـَأل مباشرة بين يخطو للداخل و ما تلقـاه كان نـَظرة بحاجب مرفوع و إبتسامة أرفقـَها بهمهمة ..
" لـن أسأل من أخبـرك "
" لـماذا لـن تـسأل ؟ "
إستفهم يونغي ، بينما الآخر أعاد عيناه على الأوراق أمامه ..
" لـربما لأنني أعرف ! "
كلمـَات مختَـصرة ، كان الأبر قد إعتاد عليها ..
" إذًا متى ستـطلـِق سـَراحه صديقه يكاد يجن ، لم أخبر أحدا أنك المشتري ، جونـغكوك أنـت الأفضـل كيف فـكرت في شراءه ؟"
كلمات يومغي ابسريعة و المتحمسة لم تغير من ثبات الغرابي ، بل أجابه بنفس الـهدوء ..
" لـَن أتـرك سـراحه "
فـتح يونغي على وسع عيناه ..
" كـ..يف هـذا ؟ و جِـيمين صديقه ، عمله ، دراسته ، للفـَتى حياته ؟ لا تتصـرف بجنون جونغكوك ! "
" سـأتملكه ، حتـى أنني تمـَلكته و إنتهـى الأمــر ، هُـو من ممتـلكات جيون جونغـكوك "
_________________
إنتـَهى البـارت 🖤
أي شـي ؟