بارت جديد 🖤
* * * *
" رأيتـُك لـلحـظـة و دخـَلت فـِي التـَفاصيل ، لـَم يـكن عـلي ذلـك ، لـَم يـَكن عـَلي دخُـول الكـَواليـس "
* * * *
أن تسـتَيقظ ، فـَِزعـًا من المـكان الذي كنت به فـي الكـابوس و تَـجد نـَفسك فـي مكـان أشـد رعـبا ، فـذلك الجـحيم بالنـسبة لِي ..
الأرضُ رَطـبـَة السـقف بأطراَف قديمـة مُـسودّة ، جدران رثة ، البـَاب الحـديدي صـَدأ أسفـَله و مـتأكد أنه يَـقبع خـلفه المـئات مـثلي ، لا أحَـد يـعـلم فـبالأخـير هـذا يـبقى ظَنـِي ..
أشـعر أن أطـرافـي محَـطَّمـة ، و مؤخرة عـنقي تؤلمني لا بد أنها مزرقة من تلك الضـَربة ، أنا تـعـِب و كأننـِي ركضت مسافـة ألف ميل ، و لا أخفـِي أمر أنني خـَائف ، بـَل انني أرتجِـف رعـباً ، أريـد ضـرب نـَفسي لـغبائها و كيف أنني ركضت لأجل شخـص رأيته لمدة دقائق ، أنا الأغبى ، مـاذا فـَعلت بـِذاتي ، كيف سأهرب مـِن هـنا و لماذا إختطفنـِي ، ماذا سـيفعلون بي ..
لـَم أستطع أن أطيل في أفكاري المتسـَائلة ، و البـَاب فـتح، هـذا الـذي أمامي الآن بأعينه النصـف مغمضة و أبتسامته الجـَانبية ، لا أعلم كَـيف أصفه بـَشع و مرعـِب ، هـ..هُـو أرعبـني ، أقصد شـَكله ، أريد الخـروج من هـنا ..
دخـَل و لـَم يزح عـَيناه من على جسدي ، لا أعـلـَم أي نقطة هو بها منّـي ، و لـَكن كأنه جـَردني من ملابـسي بمجرد نـَظرة ، خـطوة مغلقـًا البـاب خلفـَه بعد ان تمتـم بشيٍء لمـن يقبع خلف البـاب و إنسحبتُ للوراء بسرعة ، فطريقـَته بالإقتراب جعلت من عـدم الراحـَة تتسلل لـِقـَلبي ، فبـِعيناه مـِن الخبث مـَا يكفي ليُـرضخ الثـَعلب ، أكمـَل إقترابه و أكملت إنسـِحابي .. إنحـَصرت الآن و لا مفر آخر من إقترابه فـها أنا ذا ملتـَصق بالجدار الرطـب الذي تقززت منـه منـذ قـليل محـَاولا الإستنجاد بـِه الآن ..
" مـ..مـاذا تـريد ؟ "
لـَم أقدِر عـَلى أن أخفـي خـَوفي و حـَتى إن خـَرجت نبـرتي ثابتـَة ، فزلزال جـسدي يوضـِح كوارثـِي بالداخل ..
" بـِرأيك ؟ "
أردف هـُو ، جـَاعلا مـِن جسدي يتخبط مكـَانه و أظن أن لعـقه لـِشفتاه وضـَح مـَا غـايته ، مـ..مـاذا سأفعـل !
اللعـنة عـَلى الدقـِيقة التـي حـَطت عـَلى ظلّـه الأسود ..
ظـِلــه الأسود ..
ظـِلــه الأسـود ..
بـالحـديث عـَنه ، هُـو جُـرعـَة مُـخدر جربـت الأولـى و الثـَانية و الثـَالثة و كـانت تجعلنـِي أنتشي لـَم يدم ذلك كثيرا ، و هـَا أنـَا ذا فـِي الزاوية أتخـَبط لأنني أكثرت منها ، هـُو سُـم و عـَرفت ذلك من دون حـَتى أن أتعمق بِـه ، اللعـنة عـَليـ....
" تـوقـف "
صـرخ و يداه مـدت بغاية إيقافه ..
و للمرة الثانية لعـَق شفتاه الأرجوانية المتيبسـَة ، و أطلـق بينها قـَهقهة ، لـَن أقول عـَن خـبثها ، فـَكل ما بـِه خبيث مقـَزز ، غـَايته بث الرّعـب بـِه ..
و نـَجح بـذلك
قـَرفَـص و يده أمسكت بـِكلتا خاصة الأصغر بقوة ، لـفوق رأسه ، و الأخرى أطلق بأنـَامله متلمسا وجنته برقة ، بينما تاي يبعد وجهه و لكن ذلك لم يوقف الأخر بل قـَبض عـَلى فكه بِـقوه ..
" أنـظر ، أنـَا حـَقًـا عـندي خطط لفـعل الكثير بـِك ، عـَليك أن تـَعلم أنني حقـَا أريد تـَمزيقك "
آخر كـِلماتـِه كانت هـَمسة فـِي أذن تـَايهيـونغ ، جعـَلت زلـزاله يضرب بـعقله مدمرا أفكاره ..
أبعـَد رأسـَه و لا تـَزال إبتسامته ، بـَل إتسعـت ما إن تـبيت الأنقاض من دواخل تلك البـندقية المحـطمة ..
أبـعد يـده التـِي كانت تـعبث بـملامح الآخر ، و أدخلهـَا سَــاحبـًا تـلك الحـقـنة التـي جذبت أنظار تـَاي و فـورا زاد رعبـه ما إن حول مقلتاه لأنظار الآخر المجنونة ، نافيا برأسه عدة مرات ...
" مـ..مـا هذا ، مـاذا ستـفعل ، لـ..لا "
ظـل يـردد نـَافيا متحركـََا بعـنف ، رافض للرضوخ و ذلك لـم يؤثر بالآخـر بـل زاد من جنونه و ثـبته جيدا على الحـَائط ، غـارسا تلك الأبرة بفـَخده ، و هـَمس أمام أذناه ، بقـذارة ..
" أهــلاً بكـَـوابيسـك "
خـَرج تـاركا تـَايهيونغ مـرمى عــلى الأرض ، بجبين متَـعرق و أنفاس عير ثـَابتة ، زَم شفـتاه ، بـَالعـًا غُـصة بمنـتصف حلقِـه تموضعت ، أول دمـعة ، الثـَانية و لـَم يتحمل صـَارخا ، بـِعلو صـوته ، بكـَى ..
دَقيقَـة تـَلي الأخرى و بـكاءه لـَم يتـَوقف ، و مـِن طريقـَة فـتح البـَاب بدا و كأنهُ أزعـج من كان بالخارج فهو قد دخل كالثور الهائج ، من غـير أن يـكلف نفسه الحـديث ، ضـرب تايهيونغ بقبضة واحدة ، حـطته فاقـدا للوعي لـِقوتها ..
" نـم أيها الوغـد "
دفـَع الثاني البـَاب لاهـِثا ، و تـجمد ما إن رآى تايهيـونغ أرضا و الأخر ينظر نـَاحيته بغضـَب ..
" أيها الأحـمق ما الذي فـعلته !!! "
اردف راكضـًا ناحية الغائب عن وعيه ..
" جعـلته ينام و وضعت لـونا عـلى وجهه "
ببـساطة أردف ليجيبه الأخر بينما يداه تقلب في ملامح اللاواعي ..
" هُـو قـيّم ، الـرئيس يحتـاجه بعد يـومان ، أكتـب وَصيّـتك أيـها الوغـد "
آخر كلمـَاته ، كان قـَد إستدار رامـيا أياها عـَلى وجهه ..
عـدل من جـَسد تـَايهيونغ ليـصبح جالـسا و إستقام ساحبا جسد الآخر للخـَارج ، مكملا شتـمه و إخباره ان أمره إنتهـى ...
* * * *
عـَلى غـير العـَادة لـم يـغادر البـيت ، بـل دقـت السـَاعة الحََادية عـشر و هُـو جـَالس عـلى الأريـكة مـقابل الدّرج بأعـين ثـابتة لا تـرمش ..
أجزاء البـيت هـادئـة ، إلا من صـوت كـَعبها الـذي يـضرب الأرضـية، نـَازلة مـِن عـلى الدرج بهـدوء و يداها كالعادة عـَلى خصلاتها ، معدلـة إياها و لا تـزال لـَم تنتبـِه للجالس ..
" إمـيـ.. "
لـم تـكمل كلامها ، إلا و َصـرخت بخوف ...
" يـَــا إلـٰهي ! جونـغكوك أخفتـني "
عـبرت عـَن خوفها و أكملت بخطـواتها ناحيتهُ بينمـَا لا تزال تتحَدث ..
" أين كنت الليلـَة المـَاضية ؟"
" إتـَصـِلي بـوالدك "
إختـَصر الأمـر ، قـَاطعـًا كل كـلامها ...
" لـ..لـماذا ، ما الأمـر ؟ "
حركت عيناها من عليه لتبعثرها ما إن تأتأت بكلامها ..
" أليَتا ، أتصلـي بَه و الآن ."
أعاد ظهـره للخلـف ناظرا لإرتباكهـا ، بمتـعـة ..
" أخبـرني لـماذا جونغـكوك ، سألتك مجرد سؤال بسيط ، لماذا تفـعل هذا !! لا تـعاملنـي هـكذا ! أنــا حبـيبتك ، لا تـعاملـني كالـقمامة !! "
صـَرخت بـكل تـلك الكَلمات التي لـم تغير من تعابـيره شيء ، بـَل فرق بـين أقدامه معدلا جلسته ليصـبح أكثر راحة بَها ..
" مـَتى آخر مـرة مـَارسـنا الجنس ؟"
سـألها بكل هدوء و عيناه تمر على أنحاء جسدها ..
" لا أعـلم أربـَعة أشهر ! و أنت الذي تـَرفضني جونغـكوك أنـ.." و اليـوم إنفجرت الفتاة كالقنبَلة الموقوتـَة ..
هـمهم مومئا بتـَفهم ..
" إتـصلي بـليو ."
قـطع كلامها بهدوء مستفز غير لون جلدها للأحمر ..
رَنـَة و إثـنان ، لا يـرد ..
" لا يَرد ! "
هـمهم كُـوك مرة أخرى ، مـد يده مشيرا للهـَاتف الذي فـورا سلمته إياه و أسنانها تعض أطراف شفتاها ..
" جـونـغ.."
بصوت هادئ ، خائف همست ، تداركت أمرها و ما كانت ستحصده من طيش حركتها تلك ..
" أششش " أصمتها بذلك الصوت لتبتلع كل كلماتها التـَالية ..
إستقام بخطوة لتعـود هي بإثنان ، إلتصقت بالحائط و قابل هو جسدها ..
أغمض عيناه ساحبا من الهواء ما أمكـن ، و بحركـَة سـريعة رفع أنامـله حابسا فـكها بينهما بقوة تكاد تهشمه ..
" أخطـئتِ نـَفس الخـطـأ منذ عـام ، و أنا لا أحب التـكرار ! " بهدوء تحدث عكس بكائها الجنوني ، و أصوات تألمها ..
" جـ.." لـم تكمل حـتى حرفـٌا واحدا ..
" أظـنك تعـرفين مـا التـالي ؟ " بهدوء لمختل عقلي تحدث ، سفـَاحُ أنفسٍ هادئ ..
نـَفت عدة مرات متـَرجية إياه و أعينها بللت كل تلك الملامح الـتي كانت مزينة بالألوان الهادئة و الأن أصبحت عبارة عـن بعثرة ألوان و مساحيق تجميل ..
" لا أريد منك أن تتـواصـلي مع والـدك حتى أعطيـكي أمـرا ، أجمعـي أغراضك و إبقي حيث َيـأخذك الـرجال " أعـطى أمره و لـم ينتظر حتى الإجابـة التي لـم تكن إلا إيمائة موافقة .. أبتعد عنها و مد الهاتف لَمسـاعده الذي فـورا إلتقطه ..
مـشى بعيدا عـنها و إستدار ناظرا إليها ، بينما هي قـَد حملت الأرضية إنهيار جسدها ..
" إيـاكي و الخطـَأ "
أخـر أوامـِره خارج من المـكان ..
* * * *
" هل يكون يونغي قد وجد شيئا ؟ لماذا لم يتصل ؟ لنخبر الشرطة ، إيريك أنا غير مسؤول ، أنا رهنت حياة أعز شخص لي ، لنخبر الشرطة ، أجل لنخبرهم " كل تلك الكلمات جاءت خلف بعضها بسرعة بينما طريقه إنحصر في رواق ذهابا و إيابا عدة مرات قبل أن تخطفه قدماه مهرولة ناحية الهاتف و فجأة أوقفه إيريك بآخر ثانية ، مقفلا الخط ..
" توقف جيمين ! "
حاوط وجنتاه بعدما وضع الهاتف جانبا ، ليردف بشفافية و وضوح ..
" أنا حذرته في الكثير من المرات ، أليس كذلك !" أومئ جيمين بخفة و أنامله تحتك ببعضها عنيفا بالأسفل ..
" جيمين ! "
نادى على جيمين الذي بالداخل و ليس هذه الجثة المنتصبة أمامه ، ضرب على وجنتاه بخفة ، لينزل عليه أكبر الصدمات ..
" نحن نتعـامل مع المافيا ."
خارت قوى الآخر و لم يستطع ايريك تداركه و إمساكه حتى أصبح على ركبته ..
" تايهيونغ في خطر "
تمتم بها و عيناه سبق و رمت بماءها لتبلل وجنتاه القطنية التي أضحت غارقة ..
لم يسمـع في المكان إلا نحيب جيمين الذي زاد ما إن رن هاتفه حاملا إسم " أمي ! "
" سـتجن ، ماذا سأخبرها ، من المؤكد ستريد سماع صوته ، مـ..ماذا سأفعل ، إ..إيريك ساعدني ، " شهقاته قطعت منتصف كلمااته ..
"إهدأ "
إستقتم و سحبه لفوق الأريكة ، أشربه من الماء كوبا و جعله يعدل تنفسه المضطرب يهدوء ..
" أخبرها أنه يعمل "
تكلم ، ليكتفي الآخر بالإيماء ..
* * * *
" أهـلا إبنتِـي ، رأيت إتصالاتك ، أنت بخير ؟ لا أستطيع أن أتصل من هاتفي ، أجيبي على هذه الرسالة من دون إخبار ذلك الوغد أنني راسلتك ، يجب أن أكلمك "
قـرأ يونغي الرسـالة بصوت يستطيع الجالس بكل هدوء سماعه و على وجهه إبتسامة جانبية حصلت على مبتغاها ..
" لنجبـه "
أردف بهدوء ساخر ..
" أبي جونغكوك ، جن تماما ، هو يـَبحث عنك كالكلب المسعور ، أين ذهبت ؟ أخبرني ؟ هل أنت بخير ؟ "
كتب يونغي كل ذلك بالحرف الواحد ، مقهقها " أوه ، إليتا أنت قلقة على والدك ؟ "
إبتسم جونغكوك و تحدث بينما أنامله تقلب القلم بينها " يبدو أنني كذلك "
" هل غدر بنا في الحمولـة ؟ "
سأل يونغي بهدوء ، ليهمعم الآخر ، آخذا من الشرفة موقفا له ..
" أخـذ الفـتى "
أجاب جونغكوك بكل ثقة ..
" انت متأكد "
هذا لم يكن سؤالا بل كان إثباتا..
" كـَان قـَد أعطـَاني تلـميحا عند إلتقائنا في الحانة "
" لو أنك أرسلت رجالك لوجدناه بسرعة ، لماذا تتكفل أنت بالأمر ؟ "
" هـُـو مهـِمتي "
صوت رسالة قـاطعهما عن ذلك الحوار ، و فورا بدأ يونغي بإلقاء الكلمات المكتوبة على مسامع الآخر.
" أنـا خارج المديـنة ،و سأعود بعد أربعة أيام ، لا تقـولي لجيون أي شيء إياك ،سآخذك من عنده وقتها ، إعتني بنفسك "
" لماذا أربـعة أيام ؟ "
سأل يونغي ، و أكمل بسرعة ..
" هذا غريب، لماذا هو متأكـد من أنك ستبحث عنه و لماذا أخذه خارج المدينة و لماذا لم يتصل ليهددك " توقف عند تلك الكلمة زاما شفتاه ما إن نظر جونغكوك ناحيته بحدة و حاجب مرفوع ..
" أقصد ، لمَ لم يتصل بك ، ما الذي ينوي عليه ، لا أظنه يجرأ على إغتصابه "
" وقتها سأسلخ جلده من غير تخدير "
تغاضى جونغكوك عن كل الكلام و ثبت على آخر مقطع ..
الصـمت كل ما يدور في الأرجاء و لم يدم لتخرج الكلمات من فـم الغرابي بكل هدوء و ثبات ، يعلم بكل كلمة يخرجها لتقع على. مكانها الصحيح كالعادة ..
" المـَـزاد ، سـينطـَلق بـَعد يومـان "
قـَطـع الكـَلام لثواني ، مكـملا ..
" سـيبيـع جـَمال تـفاصـِيله بـعدما يـعرضه عََلى المـئات ، سيـكون سـِلعة "
__________________
إنتَــهى البــارت 🖤