الهدوء طغى على المكان بينما الجميع متسمرين مكانهم بعضهم يحدق بكازوهيرو والأخرون بكازوهيكو
تحرك أحد الجنود أخيراً نحو كادو و أمسك بمعصم كازوهيرو يفحص نبضه ثم تحدث قائلاً :
" علينا أن نعثر على طبيب أو خبير سم بسرعة "
تحدث كادو بقلق :
" ولكننا في غابة الأن فمن أين نعثر على واحد ؟ "
عقد الجندي جبينه ونطق بإستياء :
" أنتركه يموت إذاً ؟ "
أخفض كادو نظره ولم يرد فنظر الجندي لزميله وقال :
" أحضروا الأحصنة علينا أن نغادر بسرعة "
إنتبه كادو لعدم إقتراب آسا من كازوهيرو فنظر إليها فوجدها تحدق به بعينان دامعتان
قطب حاجبيه مستنكراً وقوفها جانباً ولكنه قرر تركها وشأنها
وفي هذه الأثناء كانت يوري تحاول إيقاظ كازوهيكو بينما تبكي ولكن دون جدوى
فتقدم منها أحد الحراس وأنتشل كازوهيكو من بين يديها وقال :
" علينا إسعافه فوراً أيتها الأميرة "
أومأت له يوري ليسير نحو أحد الأحصنة التي أحضروها معهم وأنطلق نحو الميناء بأقصى سرعة
وقفت يوري لتغارد لكن صوت آسا أوقفها حيث قالت :
" أأنتِ راضية الأن يا سمو الأميرة ؟ "
إلتفت يوري لتكمل آسا كلامها قائلة :
" لما كل هذا الحقد ؟ كون والدك على قيد الحياة و تم إخفاء هذا عنك ليس سبباً مقنعاً ولا مبرر لتحقدي على كازوهيرو و تتعاونين مع أخيه لقتله "
قطبت يوري حاجبيها وهتفت بحقد وإستهزاء :
" هذا لا يعنيكِ يا إبنة الخادمة "
رفعت آسا نظرها وحدقت بيوري بصدمة لتبتسم الأخرى بغرور ثم قالت :
" أتظنين أنني لم أتعرف عليكِ ؟ لقد عرفت أنكِ تلك الفتاة الجبانة منذ أن رأيتكِ أول مرة في ذلك المطعم "
صمتت قليلاً ثم قالت :
" عليكِ أن تعرفي مكانتكِ جيداً "
إستدارت مجدداً وسارت مبتعدة بينما أذناها تلتقط كلمات آسا :
" أتعلمين ؟ أنا فخورة لأني ولدت كإبنة خادمة ، على الأقل أنا أعرف معنى الوفاء ، أفضل من أن أكون أميرة و خائنة حقودة "
غادرت يوري مع تبقى من جنود كازوهيكو بينما آسا بقيت مكانها تبكي بصمت لكنها مسحت دموعها وألتفتت حين ناداها كادو ليغادروا المكان فأومأت له و توجهت نحوه
.......................
- مملكة أكينيا القلعة الملكية -
دخل أحد الحراس لقاعة العرش حيث هي الملكة و ريدن فسألته الملكة عن سبب قدومه فأجابها بينما يظهر لفيفة تحمل ختم إمبراطورية جو :
" لقد وصلت هذه الرسالة من إمبراطورية جو "
تنهدت الملكة بضجر بينما بعثر ريدن شعره بإستياء بينما يحدقان باللفيفة بيد الحارس
نظرت الملكة ريدن الذي نظر لها بدوره ثم أعادا نظرهما للحارس وقال ريدن بنبرة مستاءة :
" أتعلم ؟ خذها وأرميها في مكان ما ، لم يكن ينقصنا سوى أولئك المختلين "
نظر الحارس للملكة فقالت بملل :
" إفعل كما قال ريدن ، لسنا بمزاج يسمح لنا بقراءة تفاهاتهم "
إنحنى الحارس وقال بإحترام :
" كما تأمرين "
ثم غادر ليتنهد ريدن ويكمل حديثه مع روز محاولان بذلك تناسي قلقهما
.......................
وفي مملكة سورا
خرج وزير العدل من منزله متجهاً لعربة الحصان الخاصة به ولكنه توقف حين رأى أحد حراس البوابة يتجه نحوه ثم إنحنى له وقال :
" هذه الرسالة أرسلت لك من إمبراطورية جو "
أنهى كلامه بينما يمد يده بلفيفة تحمل ختم إمبراطورية جو فقطب وزير العدل حاجبيه وتحدث بإستنكار :
" لي ؟ "
أجابه الحارس مؤكداً :
" أجل سيدي "
زاد إستنكار الوزير فنطق مستفسراً :
" من أحضرها ؟ "
: " شخص ملثم أعطاني إياها عند البوابة و طلب مني إيصالها لك "
قالها الحارس ليتنهد الوزير و هتف بإستياء :
" قم برميها ، أولئك الحقراء قتلوا ملكنا و الكثير من جنودنا ، لا يشرفني التواصل معهم بأي شكل كان ومهما كان السبب "
أنهى كلامه وسار مبتعداً ، نظر الحارس لعربة الوزير التي بدأت بالإبتعاد ثم للرسالة لبعض الوقت ثم تنهد و رماها في صندوق مخصص للنفايات موضوع بالقرب منه و قال بنبرة مستاءة متذمرة :
: " كان بإمكانك الإطلاع عليها على الأقل ، سحقاً وأنا تركت موقعي و جئت لأسلمه إياها ، كان علي رميها وحسب "
تحرك من مكانه عائداً لموقعه بينما يتذمر من هذا الموقف الذي يتكرر بكثرة ، ولكنها المرة الأولى التي تصل بها رسالة مستعجلة من إمبراطورية جو ، ولكن بما أنها مستعجلة فلما لم يرسلوها عن طريق الحمام الزاجل ؟ إنه أسرع و أضمن ! ثم لما يرسلونها لوزير العدل بالذات ؟ ولكن الوزير محق أيضاً فالجميع يعلم أن أوغاد جو لا خير يأتي منهم ابداً بالإضافة لموت الملك الراحل أوسامو على يد ولي عهد جو ، حتماً يوجد أمر غريب و غامض في الموضوع ولكن ما هو ؟
كان هذا ما يفكر به الحارس حتى وصل لموقعه ليتابع عمله
...........................
- مملكة أكينيا ، الميناء -
سار أحد الجنود بخطى متسارعة إلى حيث هي يوري والبقية بالإضافة لكازوهيكو الفاقد لوعيه ويتنفس بصعوبة
وصل إليهم وتحدث بسرعة قائلاً :
" هناك مقر طبي بالقرب من هنا "
تنهدت يوري براحة و قالت على عجل :
" هيا بسرعة ، لقد فقد الكثير من الدم "
توجهوا ناحية المقر الطبي و بعد دقائق كانوا يقفون أمام بابه
سمح لهم حراس المقر بالدخول بعد أن تعرفوا على يوري فهذا المقر عسكري أي أنه لإسعاف الجنود المصابين وليس أي شخص كان وبطبيعة الحال لا أحد يعيش في هذه المنطقة
وبعد مرور ما يقارب الساعتين كان الطبيب قد أنتهى من علاج جرح كازوهيكو
وخلال الساعتين الماضيتين كانت يوري تجوب الغرفة ذهاباً و إياباً و تسأل الطبيب كل خمس دقائق عن حال كازوهيكو
نهض الطبيب أخيراً و إنحنى كإحترام ليوري ونطق مطمئناً :
" سموكِ ، الشاب بخير و سيستيقظ بعد ثلاث ساعات ، لكن عليه بالراحة "
شكرته يوري فخرج لمتابعة عمله بينما جلست هي قرب كازوهيكو بإنتظار إستيقاظه و للحظة ظهر كازوهيرو في عقلها و شعرت بالقلق عليه ولكنها كذبت هذا الشعور وأقنعت نفسها بأن ما شعرت به هو القلق من أن يكون قد نجى
..........................
و في قرية قريبة من غابة غليني كان كادو و من معه يحاولون إيجاد طبيب و لكن دون جدوى ، حتى أنهم قد أوقفوا العديد من القرويين بغية سؤالهم عن طبيب ولكن إتفق الجميع على إجابة واحدة وهي
" لا يوجد أي طبيب في هذه القرية "
تنهد كادو بيأس و صاح بغضب :
" اللعنة ، ألا يوجد أي طبيب هنا حقاً ؟! "
تقدمت منه سيدة عجوز و قالت :
" يا بني لا يوجد لدينا طبيب في هذه القرية ، لكن هناك أطباء في القرية المجاورة ، إذهبوا إليها و إسألوا الناس هناك لتعرفوا مكان الأطباء "
تنهد كادو و رد عليها قائلاً :
" أيتها الجدة ليس لدينا وقت نضيعه بالذهاب لقرية أخرى ، فمعنا شخص جريح و مسموم بنفس الوقت ، السم سيقتله إن تأخرنا أكثر "
همهمت العجوز بتفهم ثم أردفت :
" لما لم تقل هذا منذ البداية ؟ ليس لدينا طبيب ولكن لدينا خبيرة سم ، تعالوا معي لأرشدكم لمنزلها "
أدمعت عينا كادو من فرط سعادته بما سمعه ، صحيح أنه يعرف كازوهيرو منذ مدة قصيرة فقط إلا أنه بات شخص مهم بالنسبة لكادو و بات يخشى فقدانه أكثر من أي شيء أخر
هرع كادو نحو العربة التي يستلقي فيها كازوهيرو وتجلس بقربه آسا بقلق ، أزاح كادو ستارة نافذة العربة وأخبر آسا بما قالته العجوز لتدمع عيناها هي الأخرى و يتجدد أملها بنجاة كازوهيرو بعد أن تلاشى حين رأت شحوب وجهه يزداد و تنفسه يصعب أكثر و أكثر
سارت تلك العجوز و يتبعها كادو و الأخرون نحو منزل تلك الخبيرة بلهفة فهي أملهم الوحيد الأن لإنقاذ كازوهيرو
.............................
يتبع....
رأيكم ؟
لقد تم إنقاذ كازوهيكو ولكن حياة كازوهيرو في خطر ، فهل سينجو ؟
إذاً ليان هل أعجبكِ ما حدث ؟ ☺ ثقي أن هذه المماطلة إنتقاماً منكِ على ما فعلتيه بإيروين
- تبتسم وتقول : إيروين لن أدع حقك يضيع - 😂😂😂
إلى اللقاء