جلس كريس في حوض الأستحمام لتبدأ أمبر بسكب المياة المعطرة بالورود علي جسده
أغمض عينيه و اردف بهدوء:يبدو أنه قد تم تدريبك جيداً فلم تخجلي او تترددي
اجابته بوضوح:لقد تم تدريبي لخدمتك منذ الصغر و أعلم ما يتوجب عليه فعله
سأل بفضول:من قام بتدريبك؟
اردفت بثبات و هي تسكب المياة علي جسده بتمهل:ولي عهد قبيلة شينشي، قد يجده البعض أنه بعمر صغير علي أن يكون قادر علي تدريب حارس سيد السحر و لكنه أستطاع تعليمي جيداً
"كم عمره؟"
سأل بهدوء و هو مغمض العينان
قالت بلطف:خمسة و ثلاثون عاماً فهو يكبرني بخمسة عشر عاماً و تولى تدريبي عندما بلغت العاشرة
ابتسمت بخفه و هي تتذكر تلك الأيام الماضية و تحدثت بشرود:كان يعاقبني اذا أقترفت خطأ صغير و بعد انتهاء العقاب يقدم لي الحلوى و كأنه لم يحدث شئ، لم يتهاون في تدريبي و بنفس الوقت كان شخص حنون
خرجت ضحكة عفوية من فمها و قالت:كان يبتسم كلما كانت توبخه والدتي لأنه يعاقبني، لم يكن يعاملها كـ ولي عهد للقبيلة بل كان يتلقى توبيخها بصدر رحب
ضم كريس قبضة يده بقوة اسفل المياة التي تحركت فجأة بطريقة هوجاء
لم تكن تدرك أن حديثها قد فتح جرحه الذي لم يلتئم فلقد كانت تتم معاملته بقسوة طوال التدريب و كان معلمه يعاقبه دون رحمه بخلاف التوبيخ الذي كان يتلقاه من والدته اذا اخطأ
لاحظت أمبر حركة المياة و تشنج جسد كريس لتعلم أن هناك خطب ما، وضعت يدها علي كتفه و هي تقول:لتهدأ جلالة الملك و اعتذر علي ثرثرتي اذا ازعجتك
خرج ضوء خافت من يدها الموضوعه علي كتفه العارى ليتسلل الي جسده و لم تمر لحظات حتي عاد الي هدوئه
أبعدت يدها عنه و حينها قال ببرود بينما يفتح عينيه:تلك الطاقة غريبة لم اشعر بها من قبل
اجابته بوضوح:هذه الطاقة مهمتها أبعاد الافكار و الاحلام السيئة
استقام فجأة و عندها ساعدته علي ارتداء ثيابه الملكية ليتركها بعد ذلك و يعود الي غرفته كاتماً كالعادة ما يشعر به
جلس علي فراشه بينما يضم قبضة يده و كأنه بتلك الحركة يتحكم بمشاعر الغضب التي بداخله
تنهدت أمبر و هي تنظر الي كريس الجالس بهدوء و لا تعابير علي ملامحه و قالت في نفسها:ما الذي تفكر به؟ لما انت تبدو حزين؟
طرقات علي الباب كسرت ذلك الصمت ليصرح كريس لذلك الطارق بالدخول
دخل أحد الحراس و أنحنى بتهذيب قائلاً:سمو الأمير أن الملكة طلبت استدعائك الي قاعة الاجتماعات
استقام كريس دون التفوه بشئ و قام بالسير لتتبعه أمبر
دلف الي قاعة الاجتماعات ليجد بعض الملوك متواجدين، قدم احترامه لهم و الي والدته لتفعل أمبر المثل
جلس علي الكرسي المخصص له بجوار عرش والدته لتقف أمبر بجواره و هي تتفقد وجوه الحاضرين
اردفت بداخلها:يبدو و كأن هناك حرب علي وشك الحدوث
تحدثت الملكة بحزم:الأمير قد حضر كما رغبتم لهذا تحدثوا بما لديكم
نطق أحد الملوك بجدية:لدينا شكوك حول ان الامير هو سيد السحر فلم يحدث ان أتى ملكان من نفس السلالة يملكان قوى سيد السحر
أجابته الملكة بوضوح:لا يستطيع اي شخص ان يكون سيد السحر و أنتم تعلمون ذلك و لست بتلك السذاجة لأفعل امور ملتويه
نبس ملكاً اخر محاول التفسير:جلالة الملكة العظيمة ما يقصده ملك مملكة الثلج…..
قاطعته الملكة بحده:اعلم ما يقصده ملك مملكة الثلج جيداً و لكن جميعكم تعلموا أنه لابد من تواجد علامات لذلك الطفل الذي سيصبح سيد السحر، تتعامد الشمس و القمر فوق المنزل الذي يولد به و تظهر علي كتفه علامة السيف المقدس المضيئ، هل اكمل؟
تحدث أحد الملوك بخبث:اذا كان كذلك كيف نثق بأنه لن يفعل مثل والده و يدنس نفسه، لقد وضعنا الملك وو بمأزق عند موته
اردف اخر بتجريح:ربما يصادق عا*رة كما فعل والده و نحن من سيعم الفوضى علينا
"نعم اتفق مع ملك مملكة الجبال فنحن لا نثق بسلالة الملك وو فأن الابن سيصبح مثل أباه"
وقف كريس بنفاذ صبر فلقد سمع ما يكفي ثم قال بغضب:جميعكم تعلموا بأني لا أحتاج لكم بل أنتم من تحتاجون لي و الملك وو أفتعل خطأ و نال عقابه، ألم تكونوا من قبل تمدحونه و تسعوا للتقرب منه؟ ألم يقوم بحمايتكم و حماية عائلاتكم و شعوبكم؟ كان يعرض نفسه للخطر من أجل ان تنعموا بحياة هادئة و عندما اقترف خطأ لا تعلموا سببه أصبح منبوذ و سلالته تحولت الي وصمة عار
أصبح شعره ثلجي اللون و أزداد لمعان عينيه و تكون دخان أسود حول قبضتاي يديه ليشعر الجميع بالخوف
اذا تكون الدخان الأسود هذا يعني أن سيد السحر قد فقد السيطرة علي قواه
هلع الملوك و تركوا مقاعدهم و تراجعوا للخلف و عندها اردف احدهم بصوت مرتجف:أعفو عنا جلالتك فنحن فقط كنا نرغب أن نضمن حياة شعوبنا و الا يتكرر ما حدث
"نعم نحن لم نقصد شئ، أعفو عنا"
وقفت أمبر أمام كريس و لوحت بأصبعيها في الهواء لتتكون كلمات صينية مضيئة باللون الذهبي ثم دفعتها نحو صدره
وضعت يدها علي صدر كريس و أمسكت برأسه لينظر الي عينيها و لكنه كان ينظر الي هؤلاء الملوك بغضب
اردفت بهدوء و هي تدير رأسه نحوها:فقط انظر لي
نظر في عينيها لتتدفق تلك الطاقة التي تحيط بيدها الي جسده
بدأت قواه بالهدوء حتي عاد الي طبيعته و عندها فقد توازنه لتتمسك به أمبر
أحاطت جسده بذراعيها و قالت بصوت عالي:لقد زال الخطر، ثم همست لذلك الذي بين ذراعيها:لن أسمح لأحد بأيذاء جلالتك
كلماتها أشعرته بالسكينه فهو لم يسمعها من قبل فلقد كان الجميع يسعوا لأيذائه
"لنذهب"
اردفت بلطف ليومئ برأسه و يسير معها بينما تقوم بأسناده
دلف الاثنان الي الغرفة و حينها ساعدته علي الأستلقاء علي فراشه
جلست علي ركبتيها بجواره و عندها أغمض عينيه لينام دون وعي
حدثت أمبر نفسها قائلة:مهمتي لن تكون سهلة مطلقاً فأن الجميع ضده
فجأة سمعت أنين صادر منه و عينيه مغمضه بقوة و يداه تقبض علي الفراش و كأنه يقاوم شئ ما
تنفست بعمق و وضعت سيفها بجوارها و قالت بهمس:جسدي لن يحتمل اذا استمرت تلك الأفكار و الاحلام السيئة تطارده
أغمضت عينيها و لوحت بيديها في الهواء و كأنها ترسم دائرة لتتكون هالة مضيئة باللون الأبيض
دفعت بتلك الهالة نحو جسده ثم ألصقت يديها علي صدره لتصبح حركه عينيها المغمضة غير مستقرة و جسدها بدأ ينتفض و كأنها تقاوم شئ اقوى من قدرات قواها
شهقت بصوت مسموع فور ان فتحت عينيها لتبعد يديها عن جسد كريس و هي تلهث
أصبح نائماً بسكينه كالطفل الصغير بينما ملامح الذعر كانت ترتسم علي ملامح أمبر
اردفت بعدم تصديق:كيف ذلك؟ لا يعقل