جميع الأنظار موجهة لأولئك الأربعة ، الفاقد للوعي والفتاة التي تحتضنه بينما تبكي بمرارة والأخرى الجاثية على ركبتيها بينما يداها تنزفان والواقف يحدق بها بغضب
: " إبتعدي فوراً وإلا سأقتلكِ أنتِ أيضاً "
رفعت عيناها الدامعتين لتقابل عيناه اللتان تقدحان
شرراً وصرخت بغضب :
" هيا ما الذي تنتظره ؟ ، هيا إقتلني ! "
زاد غضبه ليطلب منها الإبتعاد مجدداً ولكنها عاندته أكثر وصرخت بنبرة أكثر حدة :
" أنت مجرد وغد جشع ، أنا لست خائفة منك ولا أخاف من أمثالك أتفهم ؟ "
إرتفع منسوب غضبه ورفع سيفه بنية قتلها ولكن تم صد سيفه للمرة الثانية ولكن هذه المرة بواسطة سيف أخر
نظر كازوهيكو نظره لمن إعترض طريقه ولم يكن سوى كادو فنطق بغير تصديق :
" كادو ؟! "
تحدث كادو بحدة : " أجل كادو "
صمت ثم أردف بذات النبرة :
" الرجل الحقيقي لا يرفع يده على فتاة وأنت ترفع السيف ! ، دعني أخبرك أنني لا أخاف منك ومن سلطتك ، لقد إحترمتك دوماً ولكن الأن إتضح أنك لست أهلاً للإحترام ابداً لذا...."
بنظرات حادة ونبرة أكثر حدة نطق كادو :
" أنا أعلن تمردي ، منذ اليوم ولائي لم يعد لك "
إحتدت عينا كازوهيكو وزمجر بغضب :
" أتجرؤ على خيانتي ؟! "
وبنفس النبرة رد عليه كادو :
" ولما لا ؟! "
أراد كازوهيكو أن يهاجم كادو ولكن صوت يوري المهزوز أوقفه حيث نطقت بينما تحتضن كازوهيرو وشعرها قد حجب عيناها :
" أرجوك غادر ، أتوسل إليك "
لا يعلم لما لكنه إنصاع لها وأعاد سيفه لغمده وهم بالمغادرة ولكن قبل أن يخرج ألقى نظرة على الأربعة خلفه ثم غادر وفي قلبه قد زاد كرهه لأخيه أضعافاً إذ إتضح أنه مقرب من يوري
أما داخل المطعم إنتبه كادو لتحديق الناس بهم فنطق بإنزعاج بصوت شبه مرتفع :
" حسناً ، لقد إنتهى العرض المسرحي كما ترون لم يعد هناك شيء لمشاهدته "
فعاد الناس لفعل ما كانوا يفعلوه قبل بداية العرض المسرحي بالنسبة لهم
إقترب كادو وآسا من يوري وتحدث الأول قائلاً :
" هذا سيء ، يجب أن نذهب لطبيب "
فسألته آسا : " وهل تعرف أين نجد طبيباً ؟ "
هز رأسه نفياً وأردف :
" هذه أول مرة آتي بها إلى هذه المنطقة "
فنطقت آسا بخفوت : " وأنا أيضاً "
نظر كلاهما ليوري لتهز رأسها نفياً بمعنى أنها لا تعرف أيضاً
" هناك طبيب يعيش في الجوار "
نطق بها صاحب المطعم بينما يقترب منهم
سألته آسا بلهفة : " أين بالضبط ؟ "
فأخبرهم بمكان الطبيب ليقوم كادو بحمل كازوهيرو على ظهره ويتوجهوا بسرعة عليه فلم يكن يفصل بين منزل الطبيب و المطعم سوى خمس أو ست منازل
بمجرد وصولهم قامت يوري بطرق الباب عدة طرقات قوية ليسمعوا صوت أحدهم يتذمر ثم يفتح الباب ليطل منه رجل أربعيني
تحدث الرجل بإستياء : " ما بالكم تطرقون الباب هكذا ؟ "
ردت آسا على عجل : " نعتذر عن ذلك سيدي ولكن معنا مصاب وقد نزف الكثير من الدم "
همهم الرجل بتفهم ثم سمح لهم بالدخول
تحدثت يوري متسائلة : " سيدي هل أنت هو الطبيب ؟ "
أومأ برأسه ثم أشار لإحدى الغرف وقال موجهاً كلامه لكادو :
" أدخل هناك و ضعه على السرير ، سأحضر ما يلزم لعلاجه وأعود "
نفذ كادو ما طلبه الطبيب وسرعان ما عاد الطبيب وبدأ بعلاج كازوهيرو بينما تكفل كادو بتضميد يدى آسا وبعد ذلك شكروا الطبيب ودفعوا له أجرته وإشتروا عربة حصان و وضعوا كازوهيرو داخلها ليتولى كادو قيادتها بينما يوري إمتطت حصانها وآسا إمتطت حصان كادو و توجهوا إلى القلعة الملكية
........................
بحلول المساء كانوا قد وصلوا إلى القلعة ليستقبلهم الخدم مرحبين بعودة أميرتهم ولكن رؤيتهم لحال كازوهيرو قد أثارت القلق داخلهم
خرجت الملكة مهرولة يتبعها ريدن وما إن رأت يوري حتى عانقتها بشوق كما لو أنها مفقودة منذ سنوات وليس أيام
فصل ريدن العناق بين الأم وإبنتها ليعانقها هو بينما يلقي على مسامعها محاضرة كي لا تكرر تصرفها المتهور مرة أخرى
إبتعد عنها بعد مدة ليقول متسائلاً :
" أين كازوهيرو ؟! "
خرج تاكشي في تلك اللحظة ليسمعها تقول بنبرة يطغى عليها الخوف :
" لقد إلتقى بأخيه و أخيه حاول قتله "
لتتسع أعين الثلاثة مما سمعوه ولكن سرعان ما أردف تاكشي بقلق :
" أين هو الأن ؟ ، هل هو بخير ؟ "
: " أجل بخير يا حضرة الوزير ، وقد أرشدوني لغرفته فأخذته إليها "
نظروا للمتحدث الذي لم يكن سوى كادو بحيرة ، الملكة وريدن يتسائلان عمن يكون أما تاكشي فهو يتساءل عن سبب وجوده هنا
أطلت عليهم الشقراء لتشرح كل ما حدث في المطعم بهدوء مجيبة بذلك عن معظم تسائلاتهم
هرع الجميع لغرفة كازوهيرو بعد أن أنهت آسا شرح ما حدث لهم وقد كان مستيقظ
جال ببصره المكان ثم نطق بصوته الهادئ ونبرته الباردة المعتادة :
" هلا خرجتم جميعكم ؟ "
لم يناقشه أحد في الأمر بل هموا بالمغادرة لينطق هو مرة أخرى بينما عيناه تحدقان بيوري الواقفة قرب سريره :
" أنتِ إبقي "
توترت هي فهذا ما كانت تخشاه ، أن يطلب الحديث معها على إنفراد ، إبتلعت رمقها عندما رأت الجميع يخرجون حتى لم يبقى سواها معه في الغرفة
سحبها من يدها لتجلس على حافة السرير حيث كانت تجلس عندما إستيقظ هو
نظر إليها بهدوء بينما هي كانت تشيح بنظرها عنه وبعد أن طال الصمت بينهما قطعه كازوهيرو قائلاً : " إذا ؟ "
توترت هي أكثر فماذا ستقول له الأن ؟ يستحيل أن تخبره بحقيقة أنها ذهبت للقاء والدته ، وشيء واحد كان يجول ببالها وهو
" ما الذي أوقعت نفسي به ؟ "
بعد أن طال صمتها تحدث كازوهيرو مجدداً وبنفس هدوئه :
" كيف إلتقيتِ به ؟ "
لم تجبه هذه المرة أيضاً ليتنهد هو ويقول :
" أنا لا أريد العرش ولا أريد أي شيء يتعلق بتلك العائلة ولا أريد قتاله ولا إيذائه ابداً "
رفعت نظرها له وتحدثت متسائلة :
" ولما تخبرني بذلك ؟! "
نظر إليها وقال بجدية : " يمكنكِ الكذب بلسانكِ ولكن
عيناكِ لا تكذبان "
صمت قليلاً ثم أردف : " وبالنسبة لشخص نشأ معكِ كذباتكِ مكشوفة أي كانت "
إتسعت عيناها وقالت بتردد : " إذاً .... أنت تعرف ؟! "
أومأ كازوهيرو بالإيجاب وقال : " إنها فكرة غبية جداً ، التسلل لمملكة أخرى لإقناع ملكتها بالقدوم لمملكتكِ ، حقاً هذا سخيف للغاية "
أخفضت بصرها مستاءة فهذا المزعج يعرفها أكثر من نفسها حتى
قهقه على شكلها وتحدث بينما يستلقي : " أخرجِ وأغلقي الباب خلفكِ ، أريد أن أنام "
عبست هي وسحبت الوسادة من تحت رأسه و رمتها في وجهه قائلة بعبوس :
" ظننتك غاضباً مني و ستوبخني ولكن كل ما فعلته هو قول هذه الكلمات أيها الثلجي ، لقد خفتُ عبثاً "
أغمض كازوهيرو عينيه وقال بضجر : " هيا غادري "
خرجت يوري من الغرفة وأغلقت الباب خلفها بهدوء ثم تنهدت براحة كون كازوهيرو لم يغضب ولم يقم بلومها
توجهت لقاعة العرش فتهادى لمسمعها صوت ضحكات والدتها الملكة و ريدن فأنتابها الفضول لمعرفة سبب ضحكهم الهيستري
فأقتحمت القاعة دون إذن وسألت بفضول طفولي : " لما تضحكان هكذا ؟! "
مسحت الملكة دموع الضحك العالقة في عينيها ومدت يدها بالرسالة التي أرسلت من قبل إمبراطورية جو مسبقاً فأخذتها يوري وفتحتها لتتسع عيناها بصدمة وتهتف بإنفعال تطغى عليه الصدمة :
" ت....تحالف زواج ؟! "
...........................
يتبع....
رأيكم ؟
توقعاتكم ؟
إلى اللقاء