"لا سلاما على من اهلكونا حتى استهلكونا لا دمتم بخير ولا سامحكم الله"
الشخصيات :
سكايلر :طالبة جامعية في العشرين من العمر معجبة بالاسلوب الكلاسيكي من فن الى ملابس و أسلوب حياة تحب رائحة المطر و القهوة و الروائح الهادئة
تعيش حياة بسيطة رغم الصخب الذي يتخللها من وقت لآخر لطيفة خجولة لكن تتحلى بالشجاعة ذات شخصية إنطوائية و هادئة لكن لديها جانب آخر من الأشخاص الذين تحبهم
ويندي : اخت سكايلر تصغرها باربع سنوات درامية حساسة جدا و سريعة الغضب و الرضا طفولية و مدللة بعض الشئ
راين : شقيق سكايلر و الأصغر في العائلة مغفل بعض الشئ يحب المزاح وازعاج عائلته يحب اللهو و اللعب و لا يأبه لشئ لذا يعاقب دوما
اليسيا :والدة سكايلر تدرس سريعة الانفعال سلاحها ضد أولادها حذائها المنزلي لكنها تحبهم كثيرا و مستعدة للتضحية من أجلهم
كايدن :والد سكايلر متوفي منذ أن كانت صغيرة جدا
جاكلين : صديقة سكايلر في نفس سنها تحب التسوق مغرمة بمستحضرات التجميل هاتفها لا يفارقها لكنها شخص مخلص شخصية اجتماعية و صاخبة تقع في حب اي شخص وسيم امامها
Skyler POV:
نهاية الأسبوع المأساوية التي اعيشها لا يمكن أن تسوء اكثر ففضلا عن كوني اقوم بتنضيف المنزل و الذي يبدو في حال يرثى لها بالمعنى الحرفي
علي الدراسة للامتحانات القريبة و هذا أسوأ بكثير أن سالتموني عن رأيي
والدتي في العمل طوال الوقت تمتهن التعليم في مدرسة إبتدائية و في الوقت المتبقي تعمل كموظفة إستقبال في إحدى العيادات
ليس لديها الكثير من وقت الفراغ لذا فالاعمال المنزلية البسيطة مسؤوليتنا
هي تعمل بتفاني من أجلنا كي لا نحتاج اي شئ من اي طرف حتى اقاربنا الذين لا يهتمون بوجودنا أصلا دون أن تتذمر او تفكر بنفسها وهذا يجعل مكانتها عظيمة في نظري لكن من جهة أخرى تعاملها البارد منذ وفاة أبي خلق فجوة كبيرة بيننا فلا احد منا حصل على أي إهتمام يذكر حتى راين الصغير و هذا جعلنا نشعر بالنقص حتى و إن لم نرغب بالاعتراف بذلك
استيقظت من شرودي على صوت بت امقته كثيرا
في أوقات كهذه من غيرها أختي الصغيرة
ويندي لا أعرف ما خطبها بالتحديد لكنها لا تجيد الحديث بصوت منخفض على الاطلاق
على صوتها دوما أن يرتفع دون إدراك عندما تندمج في الحديث و اتذكر كم سبب لها هذا المشاكل
فببساطة عندما تدخل نقاشا بنبرة صوتها هذه يعتقد المتلقي أنها تحاول التشاجر معه او تقلل من إحترامه لذا هي لا تحصل على الكثير من الصداقات و هذا سبب آخر لشخصيتها الغير متزنة
نظرت لها بطرف عيني لاجدها تصرخ على راين الصغير المسكين ضحية كل شخص غاضب في هذا البيت
حملته بين يدي متجاهلة تذمراتها لاضعه أمام التلفاز بعد أن غيرت القناة لاخرى خاصة بالاطفال
و عدت إليها أعيرها سماعاتي كي تكمل عملها و تعتق العالم من صوتها المزعج
إنه حتما العذاب الحقيقي أن أعيش حياة كهذه
هززت رأسي للجانبين بأسى انا شخص رائع لما علي أن أعيش وسط المرضى النفسيين
مططت جسدي بألم بعد انتهائنا و قد وقع نظري على الساعة المعلقة على الحائط مرت بضع ساعات بالفعل و لا عجب ان كل عضلة في جسدي تؤلمني من رأسي حتى قدمي حتى مفاصلي متصلبة من كثرة الانحناء و الوقوف باستمرار
لكن بالنظر للجانب المشرق فقد أكملت كل الأعمال الموجهة إلي هذا الأسبوع و قد أبليت حسنا فيها جميعا هذا شئ يدعو للفخر أحتاج أن اكافئ نفسي على هذا لاحقا
رأيت ويندي تمد السماعات نحوي أخذتها بصمت ارجو فقط أن لا تكون افسدتها قأفضل جزء في أختي العزيزة أنها تكسر الاشياء دون إدراك او بالاصح الاشياء تكسر وحدها ما إن تقع في يدها أنه أمر صعب التصديق لكنه حقيقي
وصلني صوتها المتذمر لاقلب عيناي بملل
"اشعر اني سقطت من سطح عمارة كاملة "
قالت بينما تحاول صنع تعبير لطيف لكنها بدت
كانها تشمئز من شئ ما
أنها النوع من الاشخاص الذين يبقون طوال الوقت في مشاهدة الأفلام و تصفح الهاتف و ما إن يطلب منهم شئ يتصرفون كأنهم يحملون عبئ العالم على أكتافهم
" أخرجي من غرفتي لم تعد لدي طاقة لتحمل ازعاجك "
قلت لها بملل بينما ألوح بيدي في الهواء كعلامة على إنزعاجي
شاهدتها تنظر لي بغيض لترمي الكتب الموضوعة على
المكتب
" هااي"
صرخت فيها بغضب لاراها تخرج هاربة دون أن تغلق الباب
تنهدت بقلة حيلة هذه طريقتها في الرد علي لانها تعرف ان تجرأت و فتحت فمها و تخطت
الحدود ستجعلها أمي تتقيأ احشاءها
مع ذلك هي محظوظة جدا لو لم أكن متعبة لاريتها
في مكان آخر
يجلس ذلك الكهل على كرسيه الهزاز يدفعه تارة للخلف و تارة للأمام
لا يضئ غرفته سوى السراج المشع فوق الطاولة
الصغيرة يعطي لمعة صغيرة لشعره الاسود المختلط بخصلاته البيضاء
أغمض عيناه المحاطة بالتجاعيد تحكي كم أثقلت الحياة كاهله
إبتسامة حزينة زينة ثغره ما إن لاحت صورة تلك المرأة في ذهنه
بشعرها البني القصير و ضحكتها الدافئة كانت كفيلة ببعث الامان في قلبه
تمنى لو يستطيع العودة بالزمن ليحتضنها مرة أخيرة يخبرها أنها حبه الاول و الاخير و أنه يفتقد قطعة من قلبه
لتنزل دمعة ساخنة من عينه المغلقة و إبتسامته لا تفارق وجهه الشاحب لينام بنفس وضعيته كما يفعل كل يوم
قطرات المطر الصغيرة تضرب زجاج النافذة بعنف كأنها تستغيث لنسمح لها بالدخول لعلها تهرب من
الشارع البارد
رغم هذا الجو القاسي الا اني لا ابرح مكاني مقابل
النافذة الكبيرة لمشاهدة جوي المفضل بينما امسك بكوب الشاي الساخن الذي تتصاعد منه دفعات صغيرة من البخار لتتلاشى لاحقا كأنها لم
تكن
استمع الى نغمات الموسيقى الهادئة و أردد الكلمات بسرحان
المكان يبعث على الاسترخاء حقا
لكني لا أفعل
يراودني شعور غريب شعور لا أفهمه كأن شيئا ما على وشك الحصول و لا أعرف ما هو و حقيقة هذا الشعور المقلق يزاورني منذ فترة و كل محاولاتي في طمسه تبوء بالفشل لذا قررت أن
اتجاهله فحسب
احداث الرواية تبدأ من البارت القادم 💙