Ocean boy|| taegi

By Vemjy_

136K 6.5K 10.3K

"أُقسِم لك ياشقِي، شعرُك هذا سوف يفترِش وسادتِي قريباً..قريباً جِدَّاً." مُحتوى لايُناسِب البعض يحتوِي على عل... More

1
2
3
4
5
7
8
9
10
11
12 والأخير

6

8.8K 503 697
By Vemjy_



مرحباً
جُزء آخر، الجُزء القادِم جاهز أيضاً لِذا..

انيرو النّجمة
وضعو التّعليقات بين الفقرات

قِراءة مُمتِعه











إمّا يغلُبنَّك الكلام فتفِيض
أو يغلِبك الشُّعور فتخرَس

















( صبَاح الخير، هل تشعُر بالنّشاط؟ لِما لاتقضِي اللّيله معِي؟
خُذ إجازة وأنا بدورِي سأُفلِت من جدوَل أعمالِي..ها؟ ماذا قُلت؟.)












مزّق يونقي البِطاقة المُصاحِبة للورد الأحمر ورمى الباقة بعُنف في سلّة المُهملات الصّغيرة بجانِب مكتبِه تحت أنظار زُملائِه الّذين لم يجرؤو على سؤالِه، لقد كان يونقي غاضِباً من نفسِه أيضاً لأنّه يقرأ البِطاقة قبل أن يُمزِّقها، لِما لايُمزِّقها ببساطة دون أن يقرأها؟!، لِما لايستطِيع التوقُّف عن قِراءة مايكتبُه الوقِح له في كُل مرّة!











كيم تايهيونق، مُنذ آخر مرّة رآه فيها وهو يُرسِل ليونقي يومياً باقة من الزُّهور الحمراء! يجُدها يونقي كُل صباح على مكتبِه، لقَد تشاجر مع أربعة محلَات لبيع الزّهور ليمنعهُم من إرسالِها له، لكِنّ تايهيونق يجِد محلّاً بديلاً،











في المرّة الأولى كتَب تايهيونق له (صباح الخير، أُحِب أن اتخيّل ردّك وأنت تقول 'صباح الخير' بصوتِك ذو النّبرة المميّزة، وددتُ أن أقول المُثيرة لكِن لا أريد أن نعود للعرُوض المُبتذله)










وفي مرّة أُخرى كتَب (أشعُر بالجوع الآن، مارأيُك أن نتناوَل الغداء سويّاً؟)، وغيرها من الرّسائِل، كأنّه يُحاوِر يونقي يومياً ليضع قدمه في حياتِه!، والأسوأ كانت الباقه ليوم الجُمعة الماضِي، لقد حرِص تايهيونق أن يُوصِلها حتّى منزِل يونقي الّذي إنزعج بشِدّة












جلَس يونقي على كُرسيّه وهو يدّعي الهدُوء أمام زُملائِه في العمل، وأخذ يُرتِّب أوراقه ليبدأ عملَه، لكِنّه سرَح ليستعيد ماحدَث يوم الجُمعه والحِوار الذين دار بينه وبين والدِه














-عودة بالوقت-











في يوم الجُمعة ذاك، إستيقَظ يونقي في الثّامنة صباحاً، سمِع صوت الجرس فقفز من سريرِه وهرع ليفتح الباب بملابِس نومه ومظهرِه المُبعثر، لم يكُن يُريد أن يرن الجرس مُجدداً حتّى لايُوقِظ والِده النّائِم، لكِن عِندما فتح الباب لم يجِد أحداً، بل وجَد بدلاً من ذلِك باقة ورد كبيرة باللّون الأحمر نفسِه











ظلّ يونقي للحظات طويلة ينظُر للباقة بعداوة وكأنّه يرى إبتِسامة تايهيونق المُستفزّة فيها، وأوشَك أن يركُلها بقدمِه ويُغلِق الباب لولا أن تغلّب عليه فضُوله كالعادة فحمل الباقة ودخَل بها للمزِل، ثُم أغلق الباب بقدمِه بينما إنشغلَت يدُه بالبحث عن البِطاقة، وما إن وجدها حتّى لمعت عينيه ففتحها بعجَل











(صبَاح الخير لوجنتيك الّلتان حلُمت بهما ليلة الأمس وهُما يشتعِلان بلون هذا الورد، هل أُجيد لعبة الرومنسيّة؟ لاتغضَب! فلم أكذِب فيما يخُص الحُلم، ألَن تسبَح اليوم أيضاً؟)
-تايهيونق











كان يونقي يشعُر بخليطٍ غريب، إنّه يستفِز مشاعِره بشكلٍ غير عادي، ماذا ينوِي أن يفعَل بعد؟! هل يتصوّر أنّه بإثارة إهتِمامه ببطاقة وباقة ورد سيجعلُه يميل إليه عاطفيَّاً؟!،











أجفله صوت والدِه وهو يقُول بمرَح "كم أنا سعيد لأنّه فكّر في إرسال الورود حتّى منزِلنا، أتمنّى أن يُعاوِد ذلِك حتّى أراه بنفسي بدلاً من تخيُّلِه"











عقَد يونقي حاجبيه
"أنت مُستمتِع هاه؟!"













حرّك والِدُه حاجبيه صعوداً ونزولاً وهو يبتسِم
"ألم أقُل لك أنّه رجُل مُمتِع؟"












عبَس يونقي بشدّة، وقال بلهجة مؤنِّبة
"أبي لا أُصدِّق أنّك تُشجِّع مايفعل! ألا تهِمُّك نواياه الدّنيئه نحوي؟!"












رفَع والدُه حاجبيه بدهشة
"من قال أن نواياه دنيئة!، أنا أراه يسعى لقلبِك"











هز يونقي رأسه وقال بجديّة
"بغض النّظر عن كلامِك عن قلبي ف كيم تايهيونق لا يسعى إليه!، بل يسعى لي بطريقة أُخرى ولا أعلم لماذا لايُزعِجك هذا!"










رد والِدُه بهدوء
"أنت مُخطِئ بني، لو كان يسعى إليك بتِلك الطّريقة لما أرسل الزّهور لبيتِك، إنّه يُريد الإقتِراب لقلبِك لأنّك أعجبته، وحتّى لو أن نيّته دنيئة كما تقُول فأنا أثِق بأنّك لن تدعه يصِل إليك من هذا الجانِب"










قال يونقي بحِنق
"إنّه لن يستطِيع الوصول إلي من أي جانِب، لا قلبي ولا أي جانِب آخر"










رد والِده بالهدوء نفسه
"حقاً؟ إذاً لِما لم تركُل باقة الورد هذِه كما أوشكت أن تفعل قبل قليل؟ أنت لم ترى كيف لمعت عيناك يونقي.."










لوّح يونقي بيديه مُعترِضاً
"أبي، إن ماتُحاول فعله غير مُجدٍ"










سأل والدُه بلطف وهو يبتسِم
"مالّذي أُحاوِل فعله؟"










نظَر يونقي إليه، وإقترب خطوتين من كُرسيّه المُتحرِّك بوجه عابِس "أن تُثير إهتمامي بذلِك الوقِح لأرتبِط به"












هزّ والدُه كتفيه وهو يُقلِّب شفتيه
"أنا لا أُحاوِل فعل شيء، بل هو من يُحاوِل وأنت بدأت تستجِيب"












وضع يونقي يديه على جانبي كُرسي والدِه وهو يضغط بتركيز على مخارِج كلماتِه، "كم مرّه قُلت لك لن يكُون هُناك شخص آخر في حياتي غير هوسوك"










نظَر الأب اليه مُباشرة و رد بتحدٍ
"إذاً أنت ستقضِي حياتك مع ذِكراه حتّى تكبُر وتموت؟، هذا إذا لم تقتُلك الوحدة قبل سن الثلاثين!"










رفَع يونقي نفسه مُعتدِلاً وقال بمرح زائِف
"لاتقلَق لن أشعُر بالوِحدة لأنّك ستكُون معي"











تنهّد والِدُه بغيظ
"يونقي، قُلت لك سابِقـ-












مال يونقي ليُقاطِع كلامه وهو يُقبِّل وجنته
"على أيّة حال ابي، صباح الخير، سأذهب لرمي القُمامة الّتي وجدتُها أمام باب منزِلنا" وهكذا إستدار ليهرُب وتنهُّدات والدِه تُلاحِق سمعه





















***






















ضجّة خفيفه وصلَت لمسامِع تايهيونق، لكنّه كان مُستغرِقاً جداً في قِراءة أوراق مُهمّة تخُص العمل، لذلِك لم يُحاوِل أن يُلهي نفسه بالتّساؤل لذا ترك الأمر لسكرتيرتِه جويو، بِضع لحظات وسمِع طرقاً على الباب، عبِس قليلاً لإنقِطاع سلسلة أفكارِه "تفضّل"












دخلت جويو بكعبِها العالي وتنّورتِها القصيرة، وقالت بإبتِسامة
"عفواً سيِّد تايهيونق، هُناك شاب يُريد الدُّخول والتحدُّث إليك، لقد حاولت إفهامه أنّه يجِب أن يأخُذ موعِداً أولاً لأنك مشغُول جِداً، لكِنّه أبى الإنصِراف وأصر على مُقابلتِك الآن، لم أُرد إستدعاء الأمن قبل إستشارتِك لأنّه يبدو من النّوع الّذي يُثير فضائِح! فهو عصبي المزاج جداً"













هل هو الشِّعور بالإنتِصار، أم الإثارة، أم الإثنين معاً؟!، كانت جويو تراقِبُه وقد بدأت تشعُر بالقلق، كان واضِحاً أن سيطرة تايهيونق المعتادة على نفسِه خانته وأظهر سعادته بحضُور الفتى، لقد عرف أنّه يونقي حتّى قبل أن يراه! شعرت جويو بالغيرة، هل يُعقل أن ذلِك الفتى ذو التّعابير الجامِدة يُثير اهتمام تايهيونق؟!













"دعيه يدخُل"












"لكِن سيِّد تايهيونق.."












نظَر تايهيونق إليها ببرُود وببعضٍ من الحِدّة
"تعرِفين أنني لا أُحِب تكرار كلامي جويو"











إحمرّت قليلاً للتأنيب في صوتِه، لقد أصبحت علاقتها به جيِّده في فترة ما، حتّى أنّها قضت بِضع ليالٍ معه، ولم يعُد يعامِلها كموظّفة عاديّة مِمَّا أكسبها سُلطة معيّنة لدى باقي موظّفي الشرِكة وهي ليسَت مُستعِدّة لتخسر منصِبها لأجل فتى ذو ثيابٍ رثّة، رسمت إبتِسامة ضئيلة بعد أن إنحنت، وإستدارت لتسمح للشاب ذو الملامِح الجامِدة بالدُّخول











أبعد تايهيونق الأوراق عنه وأخذ يُلاعِب قلمه على حافّة مكتبِه وهو يُحاوِل ترتيب ذِهنه لمُقابلة الإعصار القادِم، دخل يونقي بوجهٍ يدّعي البرُود ولكنّه سينفجِر بأي لحظة، قاوم تايهيونق رغبته بالوقوف من أجلِه وهو يُشير لسكرتيرتِه بالخرُوج وإغلاق الباب خلفها










إبتسم ليونقي إحدى إبتِساماته المُستفزّة ورفع حاجبيه بمرح "لا أُصدِّق أنّك تشعُر بالجوع أخيراً لترضى أن تُشارِكني الغداء"










لم يُجِبه يونقي، فنظر تايهيونق إليه ورآه كيف يضغط على فكّيه بغضب، إنحدرت نظراتُه على ملابسِه البسيطة الّتي رآه بِها سابِقاً، مُجرّد قميص أبيض وبِنطال أسود، لكِن لاتُهِم الملابس بل المهم من يرتديها، عاد إلى تايهيونق هذا الشُّعور برغبتِه في تملُّكِه، شعَر بالحراره تغزوه رغماً عنه ولكنّه أسبل جفونه ليُخفِي إحساسه عن يونقي،












مازال الوقت مُبكِّراً ليقترِب منه هكذا، الصبر، عليه الصبر فقط، عليه الإعتِراف أن يونقي فيه الكثير، ليس مُجرّد فتى، إنّه إعصار! يُريد أن يتوه فيه ويستمتِع بكُل لحظة يعيشُها بغضبِ هذا الإعصار،










حتّى الآن، لايُبدي يونقي أي مُحاولة للكلام، فعاد تايهيونق ليرفع عينه له، وقال بسُخريه "من ملامِح وجهِك يبدو أنّه لاغداء معك اليوم أيضاً!"











تقدّم يونقي مِنه ووضع كلتا يديه على حافّة مكتبِه، ثُم مال بجسدِه نحوه وهو ينظُر إليه بشراستِه المُعتادة، فأخرج تايهيونق نفساً حاراً رغماً عنه وهو يُراقِب رقبته الشّاحِبه، قال يونقي أخيراً بنبرة حادّة "مالّذي سيجعلُك تكُف عن إرسال الزُّهور الّلعينة لي؟"











رد تايهيونق وهو يميلُ بجسدِه نحوه أيضاً، وقال بعينين مُشتعلتين "أن تتناوَل معي الغداء"











زمّ يونقي شفتيه بقوّة
"أنا لن أتناوَل معَك الغداء، أبداً"












إبتسم تايهيونق وهو يقُول
"مارأيُك بالإفطار إذاً؟"











أغمض يونقي عينيه وأطلق نفساً ليتحكّم بغضبِه، فعاود تايهيونق حديثه برقّه مُصطنعه "إذاً، عشاء خفيف؟"












فتَح يونقي عينيه الصّغيرتين، وقال بصوت هادِئ "أنا لستُ النّوع الذين تُريده، صدِّقني أنا تحدٍ خاسر لك"











إشتعلت عيني تايهيونق "أنا لستُ رجُل التحدِّيات كما تعتقِد، أنا رجُل إن إستهوتني أُمور سأطمح خلفها ببساطة"












عقَد يونقي حاجبيه، وقال ببساطة
"رجُل نزوات!!"












هزّ تايهيونق كتفيه وهو يعتدِل في جلستِه "رُبّما.." ثُم رفع عينيه وقال بإبتِسامة غريبة "إذاً؟! هل ستخرُج معي"














نظَر يونقي إليه بتمعُّن بِضعة ثوانٍ، "حسناً، سأقُولها لك بطريقة أُخرى" إعتدل في وقفتِه هو الآخر وكتَّف ذراعيه، ثُم قال بصِدق واضِح "أنا ملك لشخصٍ آخر، ولذلِك لا أمل لك معي..هل فهِمت الآن؟"












للحظة شوّش كلام يونقي ذِهنه، فرفع إحدى حاجبيه بعجَب
"أنت تُثير الدّهشه بشكلٍ كبير!"












شاهد ان يونقي يزم شفتيه ولم يُجِب، و واصل "كُنت أتصوّر أنكِ احببت زوجك المُحامي جونغ هوسوك لأنّك عانيت من إنهيار عصبي بعده ولم تتخطّى ذلِك، وذهابك للسِّباحه في البحر أوحى لي أنّك مازِلت تتذكّرُه! فهل كُل هذا بسبب إحساسِك بالذّنب إتِّجاهه لأنّك تُحِب رجُلاً غيره؟!"












أيضاً لم يرُد بشيء، فعقد تايهيونق حاجبيه بقسوة
"من أنت حقا؟!"











نظَر في عينيه مُباشرة، وقال بثبَات "أنا الّذي لن أكون إلّا لرجُلٍ واحِد..هو جونغ هوسوك..قد ترونه جميعاً أنّه ميِّت، لكِنّه يعيش هُنا" وأشار لمكان قلبِه، ثُم قال مؤكِّداً لكلامِه "هُنا..ولا أُبالي من يقُول عنِّي أنني مجنُون..أنا مِلكُه، هو فقَط!"











أوشَك تايهيونق أن يكسِر قلمه من الإنفِعال، لم يرى في حياتِه شخصاً كيونقي! أغاظته كلِماتُه جداً فوجد نفسه يقُول بحِدّة "أنت حقاً مجنون! تكبُت نفسك وأنت بهذا العُمر الصّغير لأجلِ شخص ميِّت!؟؟" لأوّل مرّة ينفلِت الأمر من تايهيونق، فوقف على قدميه وكرّر "أفِق! إنه ميِّت..ميِّت!!"












لكِن وجهُه ظلّ جامِداً بلا تأثُّر، وقال أخيراً
"سيِّد تايهيونق، أنا سعيدٌ هكذا، لماذا تهتم بجنوني؟ إذهب وجِد لك (نزوه) أُخرى لتُريِّحك من عناء العمل"  وإستدار يونقي ليولِّيه ظهره












"سنرى ذلِك، يونقي"












لكِنّه لم يرُد بشيء ولم يتوقّف حتّى وصل للباب وفتحه، ليخرُج أخيراً ويُطلِق أنفاسه المحبوسه











بعد ساعة، كان تايهيونق عاقِد الجبين، سيطر على إحساسِه الغريب بالغضَب لكِنّه لم يستطِع أن يُسيطِر على إحساسِه الغريب بالإنجِذاب نحوه، حتّى عِشقُه الغريب للمُحامي المُتوفِّي هوسوك يجذِبُه!!، لم يكُن يتصوّر أن مشاعِر يونقي قويّة لهذِه الدّرجة!،












لقد تصوّر انه ربّما مازال مُتعلِّقاً به لأنّه لم يجِد شخصاً يُنسيه إياه، لكِن الوضع مُختلِف ويزداد تفسيره صعُوبه!، إنّ يونقي يغمُر نفسه بعشقِ رجُل ميِّت!!، إنّه يمنع أي شيء يُحاوِل المساس بقُدسيّة هذا العِشق ولو من بعيد، رنّ هاتفُه النّقال، وما إن رأى إسم المُتّصِل حتّى عقد حاجبيه قليلاً ثُم فتَح الخط "نعم؟.."




























***




























واجه البحر، ورغم أن الأمواج ثائِرة وهادِرة إلّا أن ذلِك لن يثنيه!، إنّه يحتاجُه..يحتاجُه أكثر من المُعتاد، قلبُه يؤلِمه ولا يعرِف لماذا!!، مالّذي جعله يتذكّر لقاءه الأوّل بِه؟! مضى زمن لم يفكِّر بهوسوك كصيغة الماضي!، كان دائِماً مايُحادِثه ويعامِلُه كما لو كان مايزال برفقتِه،











همَس بإسمِه "هوسوك"، وهذِه المرّة دموعه أثبتت وجودها بسخاء وكأنّها تُطالبه بالإعتِراف بها! مدّ يده ليمسح هذِه الدُّموع بقسوة آلمت بشرته، وتركت فوق وجنتِه إحمِراراً، ثُم أطرق رأسه لينظُر إلى الرِّمال عند قدميه، هذِه الرِّمال الّتي شاركته فجيعته












وقَف للحظاتٍ أُخرى والهواء يُبعثِر شعره كما يُبعثِر مشاعِره، ثُم إنحنى بجسدِه على رُكبتيه ومال ليصِل بوجهِه إلى الرِّمال الرّطبه، أغمض عينيه وأخذ يهمِس "هوسوك..إشتقت إليك، أفتقِد إبتِسامتك كثيراً، أفتقِد إسمي من شفتيك، أفتقِدُه بصوتِك"













أجفله صوتٌ من خلفِه، وهو يقُول بهدوء
"لاتسبَح اليوم فالأمواجُ عالية"













انتفَض يونقي بقوّة ثُم وقف على قدميه بإضطِراب وهو يمسَح دموعاً قد تكُون إنحدرت رغماً عنه وقال بصدمة "لقد أفزعتنِي!!"













كان يضَع إحدى يديه في جيبِ بنطالِ سُترتِه، بينما يدُه الأُخرى تحمِل سيجارة مُشتعِلة، الهواء يتلاعب بقميصِه الأبيض خصوصاً انّه فتح أزراره العُليا بعد أن خلع مِعطف السُّترة، نظراته لاتُعبِّر عن شيء غير الهدُوء وهو يُحدِّق فيه!!












عقَد يونقي حاجبيه وهو يُحاوِل أن يستعيد رباطة جأشِه، وقال بحِدّة
"وما شأنُك أنت؟! أسبح أو لا اسبح..ألا تترُكنِي أبدا!!"












إحتدّت نظراتُه وإمتلأت بالقساوة، لكِنّه قال بنفس الهدُوء وهو يرمي سيجارته "أنت أناني"












لم يستطِع يونقي إخفاء مفاجأتِه بِما قال!، لم يتوقّع أن تايهيونق سيرُد هكذا على هجُومِه ومطالبته بأن يترُكه، فقال بصوت مُضطرِب
"أنا أناني؟!!"












رد بقساوةٍ هذه المرّة، قساوة تُحاكي نظراته
"نعم، أنت أناني..لاتُفكِّر إلّا في نفسِك وحُزنك على محبُوبِك الرّاحِل، أنا بطبيعتي لستُ أتعاطف مع النّاس ولكنّني حقاً مُتعاطِف مع والدِك!! اتخيّل الكم الهائِل من الضُّغوط الّتي يحتمِلُها بسببِك، ألا تُفكِّر انه رجلٌ مريض مُقعد ليحتمِل كل هذا مِنك؟!!"












كان يونقي مصدوماً بِما يقُوله تايهيونق ولايعرِف كيف تحوّل مسار حديثِهُما إلى والدِه!!، كان يُحاوِل استيعاب الكلِمات وهو يقُول "أنا أُحمِّل والدي الضُّغوط؟!!"












إزدادت لهجة تايهيونق قسوة "مؤكّد!، تعيش بأوهامِك حول شخصِ فقدته وكأنّك الوحيد الذين فقد شخصاً!!، أفِق يونقي، هُناك مآسٍ أكبر من ذلِك بكثير، بل إن مآساة والدِك خير دليل"












اطرق يونقي رأسه وهو يعتصِر قبضته من شِدّة الغضَب، ثُم همَس بصوتٍ غريب "هل تعتقِد لأنّك استعلَمت عن حياتي بطريقتِك الحقيرة فإنّه يحِق لك التدخُّل بِها هكذا؟!!" ثُم رفع له عينيه بنظرات حادّة جليديّة "ايّاك ان تنطِق بالمزيد أيُّها المُتبجِّح التّافِه وارحل من هُنا!"














لكِنّ تايهيونق لم تهزُّه إهانته بل أمعن بإيلامِه
"هل تتعمّد السِّباحه والأمواج عاليه؟ هل تُريد الّلحاق بعشيقِك؟! هل بهذِه الطّريقة تُريد إستِرجاعه؟؟"











إقترَب يونقي مِنه بوحشيّة ورفع يده بغاية صفعِه وهو يصرُخ
"أيُّها الحقير..السّافِل! ارحل من هُنا"











لكِنّ تايهيونق أمسَك يدَه المرفُوعه قبل أن تصِل وجهه، ودون أن يمنح يونقي الفُرصه سارَع لإمساك ذِراعه الأُخرى بيدِه الحُرّه وإحجزهُما بقسوه خلف ظهرِه بينما جسديهِما مُلتصِقان، ولم يكتفِ بذلِك ليُكمِل كلِماته القاسية المُعنِّفة "ألا تُفكِّر بوالدِك وأنت تسبح في البحر؟ ألا تُفكِّر بحجم القلَق الذين يشعُر به؟!!، لقد علِمت أنّ هوسوك كان سبّاحاً ماهِراً ومع ذلِك غرق..، ألا تُفكِّر أن والدَك يُعانِي وهو يُفكِّر أنّه في يومٍ ما سيُخبرونه أنّ إبنه الوحيد مات غرقاً كزوجِه؟؟"












كان يونقي يتلوّى بين ذراعيه القويّتين وهو يصرُخ بشِبه هستيريّة
"إرحل من هُنا..لماذا أتيت لماذا؟!!"













كان تايهيونق يُمسِك به بسهُوله، يسجُنه بين ذراعيه كما يسجِن عقله بكلماتِه، خفّت حدّة صوتِه وهو يُقرِّب رأسِه نحوه "لن أرحل..لن أترُكك بمُفردِك، قد تغرق دون أن يوجَد من يُنقِذك!"











بقي يونقي يتلوّى محاوِلاً الإفلات وأخذت دموعُه تسيل دون توقُّف، ودون أن يُخفِّف من حِدّة غضبِه صرخ فيه "أُفضِّل الموت على إنقاذِك لي!! أنا أكرهُك..أكرهك"










ثُم أخذ يونقي يشهق بإختِناق وهو يُقاوِم البُكاء كما يُقاوِم تايهيونق، لكِن بعد فترة..مُقاومته الضّاريه أخذت تضعُف، ورغم ذلِك تايهيونق لم يُفلِته، حتّى إستكان يونقي أخيراً بين ذراعيه ليسنِد جبينه على صدرِه وينهار بالبُكاء، حرّر تايهيونق ذراعيه، وحوّط جسده المُتشنِّج بذراعيه











كان يُمسِكه بخِفّه دون ضغط يُذكر، بينما لايزال يونقي يُردِّد همسات مُتردِّدة ضعيفة "أكرهُك.."..لم تُغضِبه كلِمات الكراهية الّتي أمطرها يونقي عليه، بل الغريب أنّه كان يشعُر بالغضب من شيء آخر، حتّى أنه كان يُقاوِم بشِدَّة رغبته في صفعِه!! لِما يُمزِّق هذا الفتى روحه هكذا!













فجأه دفعه يونقي عنه دون أنّ ينظُر إليه، ثُم إستدار بصمت وإنحنى ليلتقِط أغراضه وسار مُبتعِداً، فأدرك تايهيونق أنّه لن يسبح اليوم

























***























دخل يونقي لمنزلِه دون أن يقُول كلِمه، ذِهنُه كان في حالة إضطِراب شديد..مالّذي حصل قبل قليل عِند البحر!؟ أجفله صوت والدِه يُناديه، لكِنّه لم يستطِع الرّد وهو شارِد بالتّفكير، صوت تحرُّك كُرسي والدِه أفاق ذِهنه، نظَر بإتِّجاه باب المطبَخ حيثُ يكون والدُه هُناك عادة يُحضِّر الغداء،












عبس والدُه وهو يقترِب مِنه "يونقي..لِما لا تُجيب؟!" لكِن يونقي بقي يُحدِّق بِه بعينين فارغتين، فعاوَد والدُه السُّؤال بقلق "يونقِي مابِك؟" نظَر إليه صعوداً ونزولاً فأضاف بقلق تُصاحِبه حيرةً هذِه المرّة "ألم تسبح اليوم؟ هل كل شيء على مايُرام بُني؟!"











همَس يونقي بصوتٍ مُتحشرِج
"أبي هل أنا أُسبِّب لك القلق بذهابي للبحر؟"











رفع والدُه حاجبيه عالياً وظلّ يُحدِّق نحوه بتعجُّب، هذِه المرّة الأولى الّتي يتحدّث فيها عن قلقِه من سباحتِه بجديّة! لكِنّه لايبدو بخير..مالّذي حدَث ليبدو إبنه بهذا التشتُّت!!، قال أخيراً "من قال لك هذا؟"











رآى شيئاً من الغضَب يلوح على وجه إبنه، ولكِن يونقي قضم شفتيه وقال بتوسُّل غريب "أخبِرني أبي، قُل لي..هل أُسبِّب لك القلَق؟"











أراد الأب أن ينفي الأمر ليُريح إبنه، لكِنّه لايعرِف لماذا قال بهدُوء
"أجل.."











إختنق صوت يونقي
"لِماذا لم تُخبِرني سابِقاً؟"











"لأنّي أراك تهدأ كُلّما ذهبت إلى هُناك..كُلّما شعرت بألم الفراق تذهَب، وأنا أكثر النّاس معرِفه بهذا الألم"











تحشرج صوتُه أكثر وهو يتقدّم مِنه ويهمِس "ابي.." ثُم هبط أرضاً ليركع على رُكبتِه أمامه، ووضع رأسه على حُجرِ والدِه، أغمض عينيه وإسترخى تدريجياً حينما شعر بيد والدِه تُمسِّد خُصلاته السّوداء











"بُني..لاتجعل عِشقك لهوسوك يُدمِّرك! لقد كان مُحبّاً للحياة مُتسامِحاً مع الجميع بلا إستِثناء وأوّلهُم نفسه، كان مؤمِناً دوماً بالأفضل، مُتقبِّلاً للقدر ولِما يكتبُه الرّب، فلِماذا لاتتعلّم مِنه كُل هذا لتتجاوز فُقدانه؟ أنا أُفضِّل أن أراك سعيداً وحولك عائِلتُك على أن تعيش هكذا..وحيداً تبكي على هوسوك!!"













زمّ يونقي شفتيه والألم يعصِف به، لم يستطِع يونقي أن يتقبّل مايقُول..بل إنّه لايُريد تقبُّله!!، همَس بإختِناق "أرجُوك لاتقُل ذلِك، أنا أتألّم أبي..أتألّم بشِدّة، وأشتاق إليه بحِرقه، أشتاق لرائِحتِه، وصوتِه، وإبتِسامته عندما ينظُر لوجهي وكأنّني المخلُوق الوحيد في الكون"












حاول والدُه أن لايضعَف أمام دموع ابنِه، فقال بجديّة
"ولكِنّه ليس الشّخص الوحيد في الكون يونقي، أنت فتى مليئ بالعواطِف، يجِب أن تُدرِك أنك لم تًُخلق لتعيش وحيداً طِوال حياتِك! لقد أضعتَ وقتاً من عُمرِك وأنت تُناجي طيفه..أفِق يونقي..أفِق!!"












إتّسعت أعيُن يونقي وهو يستعيد ذكرى قريبة لسماعِه نفس الكلِمات
'أفِق يونقي..' ،ذِكرى ملأته عُنفاً فإستقام واقِفاً بغضب













"مابِك؟"
قال الأب بقلق













"لِماذا الجميع يقُول لي هذِه الكلِمه.. 'افِق' لِماذا؟!!"













لفترة ظل والِدُه ينظُر إليه ببعض الدّهشة، ثُم سأله
"مِن قالها لك؟"











أبعد يونقي نظراته عن والدِه، وزم شفتيه بعِناد، ليسأله والدُه مُجدداً، لكِن بحزم هذي المرّة "من يونقي؟!"، لم يُِجبه هذه المرّة أيضاً، فعاد والدُه للحديث، وأضاف "إنّه تايهيونق إليس كذلِك؟"












حوّل يونقي عينيه نحوه، وقال ببعض العُنف والضّعف الواضِح
"لا تدفعنِي لأبعد مِمّا أُطيق أبي"













"ولكِن يونقي.."












إستدار يونقي وهو يولّيه ظهره، وقال بصوتٍ لاروح فيه "سأذهَب لأنام قليلاً..لاتقلَق علي، لن أذهب للسِّباحة مرّة أُخرى حتّى يكُون البحر هادِئاً تماماً"












ثُم سار بخُطى مُرهقه
وعينا والدِه تُرافِقانه بقلق، كما دائِماً

















~~~


لا أعلم ؛(
ليس لدي شيء أتحدّث به، ولكن..

يارِفاق أشعُر بشعور رائِع بسبب العودة
هل نِمتُم؟، لم أستطِع النّوم حتّى الآن لذا ظننت أن جُزءاً آخر سيكُون مُفرِحاً

أراكم في الأجزاء القادمه
احبكم
































.

Continue Reading

You'll Also Like

71.8K 2.3K 13
روايتي الاولى " مستمره " كُتبت بواسطه : صِـبا العتيبي 🤎
23.7M 1.2M 56
صغيرةٌ فاتنة تخرج من قاع و تدخل آخر تَلف بها الدُنيا تقع بغرام تاجر أسلحة برَقبته ثأر مُخيف
13.7M 394K 181
فتاة في مقتبل عمرها ذو صفات كثيرة سيئة، أولها الأنانية والغرور، تعيش بحرية أعطاها إياها والدها، وثقة جعلتها تفعل خطأ من خلفه، حين أدرك خطئها وأنه تك...