MY LOVE

By Merlin_arx

100K 4.5K 3.5K

هالة الهدوء المحيطة به هي ما تدفع الكثير للتنمر عليه و إبداء سوء الظن بكونه ضعيف، لكنه فقط قرر التجاهل -تجاهل... More

مقدمة
Part one
Part Two
Part Three
Part Four
Part Five
-Part Six-
Part Seven
Part Eight
Part Nine
Part Ten
Eleven
Twelve
Thirteen
Fourteen
Sixteen
Seventeen
-Eighteen-
THE END

-Fifteen-

4.1K 216 184
By Merlin_arx

2020/9/4

لكل شيء مرة أولى، سواء كانت مشاعرا أم فعلا، هناك مرة أولى لكل شيء

________________________________


"جين هيونغي هل نذهب إلى هذا المقهى؟"

قال نامجون سائلا الغرابي مشيرا نحو مبنى صغير سكري اللون ذا لافتة بنية غامقة معلقة أعلاه مكتوب عليها قهوة باللغة الفرنسية، و أخرى مسنودة على الأرض أمامه يبعد حوالي عشرة أمتار عنهما

"حسنا، لكن أود إحضار شيء ما هل تستطيع أنتظاري؟"

"و هو؟"

سأل نامجون بفضول بان في نبرة صوته، متسائلا ما هو الشيء الذي يريد الغرابي إحضاره؛ فكلاهما الآن واقفين على الرصيف و يحيط بهما أبنية من كلا الجانبين

"إن بقيت أتحدث معك هنا لن أحضره أبدا!"

تمتم جين كلماته هذه و مد يده يسحب الأشقر خلفه من كم الكنزة التي يرتديها، و الأشقر بالتالي حرك اقدامه خلف جين مطاوعا إياه، حتى توقفا أمام متجر للملابس؟


مجرد متجر متوسط الحجم ذا واجهة زجاجية حيث كل شيئ داخله مكشوف للعيان

دخل جين بعد أن افلت كم نامجون من الباب الزجاجي المفتوح ليدخل الآخر خلفه، توقف جين أمام طاولة للمحاسبة من الخشب المصقول و خلفه تقف سيدة في متوسط العمر ترتدي ثيابا رسمية

"كيف يمكنني مساعدتكما؟"

-"أود أن أسأل عن سعر هذا الهودي من فضلك؟"

أشار جين نحو هودي أزرق قاتم معلق بعلاقة ملابس يقبع خلف الموظفة

"هذا الهودي بألفي وون تأتي معه قطعة أخرى من ذات النوع، و لربما من حسن حظنك أنه يباع مع خصم ثلاثين بالمئة اليوم"
اردفت الموظفة مع ابتسامة

"هل تعتقدين أنه ينساب شخصا بمثل حجم هذا"

قال جين و أشار بسبابته نحو نامجون الذي نظر نحو بإستغراب
"ماذا؟ لماذا!"

"لا شأن لك قف ساكنا فحسب"

تكتف نامجون بصمت ملبيا أمره ليبتسم جين نحو الموظفة التي إجابته
"لربما هو واسع قليلا هل أحضر لك قياسا أصغر؟"

نفى جين بيديه"كلا شكرا لك هذا مناسب، أود هذا مع ذلك الوردي و أيضا هل تستطيعين وضع كلا منهما في كيسين منفصلين؟" أشار بنهاية كلامه على هودي وردي فاتح اللون معلق بجانب الهودي الأزرق و أراد أن يخرج محفظة نقوده من جيبه، إلا أن نامجون استوقفه مخرجا بطاقة بنكية سوداء من محفظته الجلدية


-"انا سأدفع"

استدار جين و واجهه مع رمقه للأشقر بحدة و إبتسامة مهددة
"إن لم تعد بطاقتك اللعينة إلى جيبك أقسم لك أنني سأحرقها"

زفر نامجون و أعاد محفظته إلى جيبه بنطاله الجينز، استدار جين مجددا و دفع ثمن ما اشتراه، ليأخذ الكيسين من الموظفة بعدها

"أنتما تبدوان ثنائيا لطيفا، حقا مناسبين لبعضكما"

اردفت الموظفة مبتسمة بلطف، مما جعل جين يتجمد في مكانه، على عكس نامجون الذي أبتسم بوسع ليردف الإثنين معا احدهما و كأنه يؤكد أما الآخر ينفي

"أوه حقا؟ شكرا لك"

"ماذا؟ كلا نحن لسنا ثنائي"

انحنت الموظفة و نبست معتذرة
"أعتذر حقا إن لم تكونا كذلك، كان هذا متسرعا و سوء ظن مني"

"لا داعي للأعتذار نحن كذلك بالفعل، أليس هذا صحيحا عزيزي؟"

قال نامجون و كاد جين يعترض؛ إلا أن نامجون مد يده بحركة مفاجئة نحو خصر جين و جذبه مقربا إياه منه حتى التصقا ببعضهما بشدة

جين نظر نحو نامجون متفاجئا من حركته هذه و التي جعلت من نواقيس الخطر تدق داخله، و نامجون بادله مبتسما و كأن ما فعله عادي جدا

أبتسم جين نحو الموظفة بإمتنان و سارع بالخروج من المتجر محرجا، و مازالا على وضعيتهما تلك

توقف الغرابي ما إن أبتعدا عن المتجر و صرخ قائلا
"يا كيف تخبرها أننا ثنائي!"

رفع نامجون كتفيه"انا فقط لم أرد أحراجها"، بعدها اقترب من جين أكثر حتى توقف امامه و ما يفصلهما بضعة أنشات، دنى الاشقر برأسه امام وجه الغرابي الذي يرمش بغرابة لفعلة نامجون و كاد ينطق؛ إلا أن نامجون دنى أكثر حتى إن وجنته لامست وجنة جين لينطق بهمس أمام أذنه

"هي رأت أننا مناسبين معا و أنا وافقتها الرأي فقط، ألا تظن أننا كذلك هيونغي؟"

شعر جين برجفة مرت من أعلى عموده الفقري و حتى سائر بدنه معدته أنعقدت كذلك؛ من أنفاس نامجون الدافئة أمام أذنه و جزء من رقبته، و صوته العميق، و من قربه الشديد هذا منه الذي جعله بالكاد يلتقط أنفاسه، شد جين بقوة على الكيسين اللذين يحملهما بيده اليمنى

نامجون لم يرد أن يبتعد لقد أعجبه وضعهما و بشدة، رائحة جين تخدره حتى نسي أنهما يقفون في قارعة الطريق

أعجبه أن جين لم يقم بدفعه، أبتعد عنه حتى عاد واقفا بإبتسامة ينظر لجين الذي يبادله تلك النظرات بأخرى غير مفهومة، و بالأحرى مشتتة

أبعد جين حدقيته أولا عن حدقتي نامجون يشعر بمشاعر غريبة تداخلت عليه و كأنما غرق بتلك العينان العسليتان

تحمحم جين بخفة يجذب انتباه نامجون -و كأن نامجون منتبه ل شيء آخر سواه- و لعق شفته السفلية ليتحدث بعدها "ه-هذا لك خذه" مد يده بأحد الكيسين، و عندما لم يجد استجابة من نامجون الواقف أمامه هو أردف مجددا "هيا خذه يدي تؤلمني"

-"هل هذا لي؟"

أشار نامجون على نفسه متعجبا

"بالطبع لك و إلا لم أكن لأعطيك إياه، ا-أنه هدية لك لأنك أخذتني إلى مدينة الملاهي و حصلت بسببك على دمية لطيفة، و لأنك اصطحبتني إلى معرض الأسماك"
نبس جين بتردد محمر الوجنتين هو أيضا لا يصدق ما يفعله،لكنه أراد هذا، إهداء نامجون شيء كما الآخر فعل و جعله سعيدا خلال اليومين السابقين

تأثر نامجون بما قاله جين لم يكن يعلم إن ما فعله سيؤثر به إلى هذا الحد

"أنت لا تحتاج لشكري انا فعلت هذا لأنني أردت فعله معك"

"كيم نامجون؟"

استدار كلا من جين و نامجون نحو مصدر الصوت الذي قاطع حديثهما، كان لفتاة جميلة المظهر و الملامح، متوسطة الطول، ترتدي تنورة سوداء حتى أسفل ركبتيها مع قميص بذات اللون و معطف بني فاتح

"ميلين؟"
قال نامجون بتفاجئ

تقدمت الفتاة و عانقت نامجون ليبادلها الآخر تحت نظرات أستفهام يلقيها جين عليهما، فصلا العناق ليردف نامجون

"لقد ظننت أنك مازلتي في باريس؟"

ابتسمت ميلين و قالت:
"لقد عدت قبل أسبوع، و كنت أخطط لرؤيتك لم أتوقع أن أراك هنا، هل هذا صديقك؟"

أشارت نحو جين، ليبتسم نامجون و يومئ
"نعم هذا كيم سوكجين، جين هيونغ هذه صديقتي بارك ميلين"

عرفهما نامجون ليتبادل كلا من ميلين و جين النظرات

"أهلا تشرفت بمعرفتك سوكجين شي"

-"و انا كذلك"

- - - - - - - - - - - - - - -

يحدق جين بأرجاء مقهى بجانبه يجلس نامجون، و أمام نامجون تجلس ميلين

كان من المفترض أن يكونا فقط جين و نامجون؛ لكن نامجون و من دواعي الأدب دعى ميلين معهما التي قبلت بكل سرور، نامجون و منذ أن رأى ميلين و هو يتبادل الحديث معها، لقد علم جين من حديثهم أن ميلين كانت في باريس برفقة والدتها تدرس تصميم الأزياء، فوالدتها مصممة كذلك لذلك قررت الأخرى أتباع خطوات والدتها، أغلب حديثها مع نامجون كان عن الشركات و أشياء تافهة لا معنى لها بالنسبة لجين

الذي و بالمناسبة يشعر بالإنزعاج الشديد، و الأسوء أنه لا يعرف لماذا لم يستلطف تلك الميلين و لم يطقها رغم أنهما التقيا قبل نصف ساعة فحسب، هو ليس جيدا بالحديث مع الغرباء لذلك لم يشاركهما الحديث، لكنه مع ذلك حاول أن يشاركهما و لو قليلا؛ لكنه ما إن يفعل حتى تفتح تلك الميلين فمها بشيء ما و هذا زاده إنزعاجا و كأنها تتقصد ذلك

كما يشعر بضعف هذا الإنزعاج نحو نامجون؛ فالأشقر لم يبالي بوجوده او حتى يحاول أن يجعله يشاركهما بشيء و كأن ميلين سرقت انتباهه بالكامل، كما مقت تلك الملامسات العفوية التي تحدث بين ميلين و نامجون

أنتابه شعور لا يعلم ما هو، كأن نامجون نسي و وجوده و فقد الأهتمام به، شعور غريب جدا عليه و كأن ميلين سحبت كل هذا منه

كأنه لا شيء بينهما!

لم يشعر بنامجون الذي يلقي نظرات عليه بخفية من طرف عينه بين الحين و الآخر، الغاربي يبدو و كأنه غير مرتاح من تحركاته الكثيرة

جين حاول جاهدا أن لا يبدي أي رد فعل و أن يحافظ على تعابيره هادئة، و بالكاد منع أصابعه من أن لا تطرق على الطاولة لأنزعاجه

دفع جين كرسيه للخلف قليلا و استقام من عليه؛ للتوجه أنظار كلا من نامجون و ميلين عليه بعد أن كانا منسجمين بالحديث

"سأذهب إلى دورة المياه"

بنبرة هادئة اردف ليذهب نحو دورات المياه الموجودة في المقهى، وقف أمام المرآة ينظر لأنعكاسه بهدوء، زفر أنفاسه بعمق و غسل وجهه بالماء وضع يديه على جانبي المغسلة مراقب لأنعكاسه، اتجهت يده للمسح على قلبه الذي بات يمده بشعور مؤلم

"اهدأ سوكجين ما بالك؟"

همس بخفوت ليأخذ نفسا عميقا و يتجه للخارج مجددا

في طريقه نحو الطاولة التي كان جالس فيها، قابلته ميلين واقفة أمام دورة المياه بمسافة قصيرة

"عذرا سوكجين شي هل يمكنني أن اطلب منك طلبا صغيرا؟"

عقد جين حاجبيه مستغربا فما الذي ستريده منه؟

-"تفضلي؟"

"في الحقيقة انا لم ار نامجون منذ فترة طويلة، و أنا مشتاقة له جدا لذلك إن كنت لا تمانع أن يبقى معي؟ بمفردنا؟"

'حسنا كلامها هذا بمعنى أنت يجب أن تغرب، و تتركنا فوجودك أزعاج لنا'

هكذا فكر جين

"لا يهم كنت مغادرا على أية حال"

سار جين نحو الطاولة و أخذ كيس الهودي من عليها، تحت نظرات نامجون الذي سأله عن سبب تأخره كهذا، بعدها سار نحو باب المقهى و دفعه ليخرج شاعرا بغضب طفيف متجاهلا نداء نامجون له

"لقد أخبرني أن لديه شيئا طارئا لفعله"
اردفت ميلين ليلتفت نامجون لها

"عذرا ميلين لا أستطيع البقاء أكثر، دفعت الفاتورة مسبقا أراك في وقت لاحق"
نبس نامجون و حمل كيسه ليتحرك مسرعا خلف جين قبل أن يبتعد أكثر

"ل-لكن"

"إلى اللقاء"
لوح لها نامجون و غادر المقهى، للتتنهد الأخرى بعد أن فشلت خطتها بالإنفراد مع الأشقر

وجده نامجون واقفا على الرصيف منتظرا سيارة أجرة تقله الى شقته

"جين أنتظر!"
صرخ بصوت عالي كي يسمعه جين؛ فالآخر فتح باب سيارة الأجرة و كاد يركبها، جين توقف لوهلة و نظر نحو نامجون أخذ شهيقا و زفيرا يهدئ من ذاته، شد على يده قابضا إياها و ركب السيارة

نامجون ركض مسرعا يلحق جين قبل أن تتحرك السيارة و ركب بجانب جين

"لماذا خرجت هكذا؟"
نبس نامجون ملتقطا أنفاسه

"أردت العودة إلى شقتي، كما أنك و ميلين شي كنتما منسجمين معا فلم أرد التطفل"

-"كان بإمكانك إخباري فأنت لم و لن تزعجني!"

"سيدي يمكنك أن تتحرك الآن"
قال جين موجها حديثه للسائق و متجاهلا لكلام نامجون

توقفت سيارة الأجرة أمام مبنى شقته ليخرج جين بعد أن دفع النقود للسائق، لحق به نامجون و حاول التحدث معه إلا أن الآخر تجاهله مجددا؛ فلم يكن بوسع نامجون فعل شيء إلا سحبه من رسغه و إيقافه

"جين لا تتجاهلني من فضلك، و أخبرني ما بك انت كنت بخير سابقا فما بالك الآن؟ هل أزعم و وجود ميلين؟ حقا آسف إن أزعجك هذا، لكن من فضلك لا تذهب هكذا"

أبعد جين يد نامجون عن معصمه و اردف بهدوء كهدوء فعلته

"لا شيء ليست هي السبب و لا أنت، نامجون فقط أود أن اذهب إلى النوم، أنت أيضا أذهب إلى منزلك"

"هل أنت متأكد من أنك بخير هل تود مني البقاء معك؟"

نفى جين و أبتسم مستشعرا نبرة نامجون القلقة عليه

"سأكون بخير لا تقلق و الآن يمكنك الذهاب" لم يتحرك نامجون ليدفعه جين بخفة من صدره "اذهب هيا"

تنهد نامجون و سار قليلا حتى توقف و أستدار يلقي نظرة أخيرة نحو جين، ليجد الغرابي مازال واقفا مكانه، أبتسم جين حتى اختفت عينيه قليلا و لوح له ليغادر هو الآخر نحو شقته

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

في تلك الليلة خلد الغرابي و الأشقر إلى النوم مع إختلاف صغير؛ فأحدهما نام مشتتا بأفكاره و المشاعر الغريبة التي راودته خلال هذا اليوم

و الآخر نام بينما يرتدي القميص الذي أهداه له محبوبه، طبعا بعد أن بقي لساعة يحدق به بإبتسامة كالأبله

《خطوة أخرى نحو الغرابي قد تمت دون أن يخطط لها نامجون》

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

في اليوم التالي عاد جين للعمل في المتجر بعد أن إنتهت التجديدات فيه، كان يبدو ألطف من قبل؛ لكن جين لم يكن في مزاج مناسب لينتبه لهذا و نامجون لاحظ ذلك

فجين بالكاد يضع إبتسامة او يرحب بالأشخاص عند دخولهم للمتجر كما عادته، ايضا كان هادئا أكثر من المعتاد، و نامجون علم السبب

الخبر أصبح مطبوعا على كل الجرائد: محافظ سيول الجديد قرر أعادة إعمار المناطق المهجورة و من ضمنها مكان جين المفضل -تلك الحديقة- و هذا ما جعل حالة جين تزداد سوءا

نامجون يستشعر الهالة الكئيبة حوله و هذا قطعا لم يرضيه؛ ليس و بعد أن استطاع جعل جين سعيدا لثلاثة أيام متتالية، و ليس بعد أن رأى إبتسامة حقيقة منه

لذلك فكر في فعل شيء صغير لإعادة تلك الهالة السعيدة للغرابي

قبل حلول الغروب بساعتين، و كما العادة جين يغلق المتجر لكن مع عدم وجود نامجون بجانبه ككل مرة، فنامجون غادر قبل حوالي ساعتين تاركا الغرابي بمفرده دون قول شيء

جين لم ينزعج او ما شابه لكنه اعتاد على أن يخبره الأشقر قبل أن يغادر لمثلا: عمل طارئ في شركة عم نامجون او ما شابه، جين لوهلة فكر أن نامجون قد بدأ يشعر بالملل منه و حسنا هو لا يلومه

تنهيدة خافتة هربت من ثغر الغرابي الذي بدأ بالسير نحو شقته فلا مكان آخر يذهب إليه، تمنى لو أن أحدا من أصدقائه موجود معه الآن، فهم دائما ما يزعجونه حتى و إن كان هادئا لا يتجاوب معهم دائما، إلا أن وجودهم يملئ جزءا من فراغه

رغم ذلك هو خائف من أن وجودهم مؤقت، كما حال لحظات حياته السعيدة مؤقتة لا تدوم

أضافة إلى الكوابيس التي أزدادت مؤخرا و تداهمه في كل مرة ينام فيها، حتى أصبح نومه مجرد شيء سيئ آخر في حياته؛ بعد أن كان ملجئ له من أفكاره

هذا ما فكر به طوال سيره حتى اقترب من الشارع حيث شقته متواجدة، لكنه توقف عن المشي و عكف حاجبيه حالما لفتت انتباهه هيئة مألوفة

و لم يكن سوا نامجون الذي يستند على سيارته متكتفا أمام مبنى شقته، نامجون ألتفت عندما سمع صوت خطوات تقترب منه، ابتسامة زينت ثغره عند رؤيته للغرابي الذي أصبح واقفا أمامه

لم يكد جين ينبس ببنت شفة حتى سحبه نامجون و أدخله سيارته بعدها أغلق الباب من مفتاحه، ليستدير و يجلس في مقعد السائق المجاور له

دون أن يترك فرصة للغرابي بتدارك ما يحدث انطلق نحو وجهته عبر طريق فرعي، آملا أن يغير من مزاج الغرابي و لو قليلا

"نامجون إلى أين تأخذني؟" سأل جين ينظر نحو نامجون بتعابير مبهمة

"ستعرف ما إن نصل"

"نامجون أنت حتما لا تستطيع جر شخص إلى سيارتك فجأة دون إخباره عن وجهتك، هذا أشبه بالاختطاف!"

إبتسامة ارتسمت على وجه نامجون و استدار ملقيا نظرة مبهمة على الغرابي "إذن أنت مخطوف الآن من قبلي فأجلس صامتا قبل أن أفعل ما يفعله كل خاطف"

تراجع جين حتى أصبح ملتصقا بباب السيارة، نبرة نامجون اللعوبة جعلته يجفل

"فقط جرب فعل شيء غير أخلاقي معي و أقسم أنني سأبرحك ضربا"

صرخ جين به ليتلقى قهقه من نامجون في المقابل

-"يا اللهي إن تفكيرك قذر جدا"

زم جين شفتيه و صمت محرجا، ربما نامجون لم يقصد ما فكر به

توقفت سيارة نامجون بعد بضع دقائق لينزل أولا يليه الغرابي، كانا في مكان شبه مفتوح و لا يوجد أية منازل قريبة منه

"أين نحن نامجون؟"

أمسك نامجون بيد جين مشابكا أصابعهما معا و قاد جين خلفه
"سترى آمل أن يعجبك المكان"

سارا معا حتى وصلا نحو تل صغير أحكم نامجون على كف جين
"تمسك بيدي جيدا كي لا تتعثر و تقع"

ليفعل جين كما قال نامجون، و أستمرا بالصعود حتى قمة التل الصغير المحاط بأشجار، لعشرة دقائق أو أكثر من الصعود -على الأغلب أكثر-

جين فضل قطع لسانه و ألا يسأله:
متى سنصل؟!

نامجون علم ما يدور في عقل الغرابي ملامحه تفضحه دائما، قال نامجون اخيرا:

"اوشكنا على الوصول"

و بالفعل بضعة خطوات أخرى حتى وصلا نحو القمة

وضع جين يده على فمه مندهشا من الذي يراه، بينما يده الأخرى مازالت ممسكة بكف الأشقر

"يا اللهي نامجون هذا مذهل!"

شعر جين بأن كل المسافة التي قطعها لا شيء أمام اللوحة الفنية أمامه

في الحقيقة لم تكن مجردة تلة عالية قليلا بل أعلاها يكون أفضل مكان مطل لمشاهدة المدينة بأكملها

جعلته يندهش جدا حشائش خضراء شبه طويلة تغرق اقدامه بها قليلا، عدة أشجار مبعثرة زهور صغيرة لطيفة، و منظر المدينة المصغرة أمامه، مع الغيوم البيضاء المنتشرة و الشمس التي تكاد تغرب، و الأجمل أنه يستطيع مشاهدتها حتى تنتقل للجهة الأخرى

منظر خلاب

أبتسم نامجون ابتسامة راضية ما إن رأى إبتسامة جين التي تكاد تشق وجهه من وسعها، ملامحه التي أشرقت و اخيرا جعلته يزفر انفاسه براحة، سحبه نامجون حتى جلس بجانبه على العشب، فك جين تشابك ايديهما ما إن جلس أرضا

"انا آتي إلى هنا في كل مرة أشعر بالأنزعاج او يشغلني شيء ما، يمكنك القول أنه مكاني السري و الغامض، و يمكنه أن يكون مكانك السري أيضا"

قهقه جين و هز رأسه نافيا
"نامجوناه اظن أنك فهمت مصطلح مكان سري خطأ فمعناه أنه المكان الذي تنفرد فيه وحدك"

"إذن لننفرد فيه معا"

توقف جين عن الضحك و نظر نحو نامجون بتلك الابتسامة اللطيفة التي سرقت قلبه، و كم يتمنى لو يستطيع نثر قبل على تلك الشفتين، لكن وعده لجين قفز لعقله ما؛ جعله يرمي فكرة تقبيله في مؤخرة عقله

سأله جين:

"كيف وجدت هذا المكان؟"

ليجيبه نامجون:
"رحلة في السيارة قبل عامين تقريبا كنت مع عمي و وجدت هذا المكان، تعلم هناك العديد من المزارع على بعد عدة هكتارات من هنا، لكن مع ذلك لم أجد أي أحد هنا؛ فقررت شراء هذه الأرض من الحكومة و هكذا يمكنك القول أنه ملكي رسميا"

همهم له جين ليعم الصمت بعدها

مسافة صغيرة تفصل بينهما و هدوء مريح حولهما، جين يتأمل السماء بإبتسامة و نامجون يحدق به و كأنه اهم ما في الكون، و حسنا هو كذلك له

كف يده بدأت تتحرك نحو كف الغرابي الموضوع على العشب يلمسه بأطراف أصابعه بلطف، شيئا فشيئا حتى تلامست أطراف أصابعه بأصابع الغرابي

جين شعر بلمسة نامجون الطفيفة تلك، و أبتسم مدعيا أنه لم يعلم عن فعلة نامجون التي جعلته يشعر بفراشات تداعب معدته

"هيونغ هل تتذكر ذلك اليوم في الحديقة سألتك عن الحب لكنك لم تجبني؟"

"أجل أتذكر"

"ايمكنك إخباري الآن، هل سبق و أحببت شخصا ما؟"

"كلا لم أفعل"

"جين لا تكذب و ماذا عن هيوري؟!"

"هيوري؟ اوه هذا ما تقصده، انا كنت معجبا بها حسب ما أظن، كونها كانت الشخص الوحيد الذي تقرب مني، تعلم فتى في ثانوية جديدة لا أصدقاء له و هو من النوع الغير إجتماعي و هي فتاة جميلة و لطيفة؛ حسب تفكيري الأحمق في ذلك الوقت" قهقه بسخرية مكملا كلامه بعدها

"طلبت مواعدتي و انا قبلت، و في اليوم التالي أكتشفت أن هذا تم نشره في الثانوية بأكملها و الأروع أنني سمعت صديقتيها تتحدثان عن رهان ما: أن توقع هيوري بي و تكسب الرهان، بعد ذلك بدأت بتجاهلها و هي علمت إنني عرفت لذلك لم تهتم او تعتذر حتى! بعدها بأسبوعين نشرت إشاعة عن إنني انفصلت عنها، بعدها اكتشتفت أنني لم أكن معجب بها فلم اتاثر بما فعلته و لا حتى قليلا"

"أتعلم ما هو الجيد في الأمر؟ أنني لم اقبلها و لا حتى مرة، أقسم لو فعلت لتقززت من نفسي"

"و ماذا عن جونغكوك؟"

عكف جين حاجبيه مستغربا فما دخل جونغكوك بهذا
"ما به؟"

"تعلم ما أقصد!"

"أنت تقصد أنني و جونغكوك نتواعد؟" نطق جين كلماته بتروي لينفجر ضاحكا بعدها عائدا بظهره الى الخلف متمتما: "يا اللهي لا أصدق أنك تظن أنني و كوك نتواعد! انا و ذلك الأرنب بجدية؟"

اعتدل بجلسته و اردف محاولا تخفيف قهقهته تلك "اعني جونغكوك فتى جيد، مثير و تفكيره يضاهي عمره، لكن انا اواعده؟! هذه شيء لا أستطيع وصفه" انكمشت ملامح بقرف"اتخيل أنني أقبل من أعتبره كأخي، فقط التخيل يجعلني أشعر بالأشمئزاز"

نظر نحو نامجون مجددا ليجد الآخر يبتسم و كأنه مهرج ما، لم يعلم أن سبب أبتسامته هو كونه كان يشعر بالغيرة من جونغكوك

بعد مدة وجيزة اردف جين:
"إذا ماذا عنك انت و ميلين"

تفاجئ نامجون من سؤال جين هذا
"انا و ميلين؟"

"أجل يبدو إنها تحمل مشاعر لك"

تحدث جين بإنزعاج حاول إخفائه، يحاول تناسي أن نامجون سبق و أعترف له

"لا أظن ذلك، و حتى إن كانت تحمل مشاعر لي فأنا لا أحبها" صمت قليلا و أردف محدقا بجين بنظرته الثاقبة تلك، ثم بهمس قال:
"انا أحب شخص آخر"

جين شعر بدقات قلبه تكاد تخترق اضلعه، فكلمات نامجون التي من الواضح انها موجهة له جعلته يشعر برعشة خفيفة و فراشات تفجرت بمعدته

لم يستطع منع نفسه من النظر نحو نامجون، مع أشعة الشمس التي انعكست على بشرته السمراء بدا و كأنه أحد الآلهة اليونانية الجذابة

"بماذا تفكر حتى شردت بوجهي هكذا"

قال نامجون ليجيبه جين بدون تفكير:

"فيك أنت"

-"و انا أفكر فيك أيضا"

همس نامجون لكن للهدوء المحيط بهما سمعه جين بوضوح، زينت الورود الحمراء وجنتيه بعد أن استوعب ما نطق به

لينقل بصره نحو الشمس التي بدأت بالغروب و الإنسحاب نحو الجهة الأخرى من العالم، و كما الشمس انسحبت شعر جين بأنها تزيل كل أفكاره السيئة معها ببطء

أما نامجون فأكتفى بمراقبته بهدوء، جين بالنسبة له أهم و أجمل منظر في العالم، مستعد لمراقبته حتى نهاية حياته دون كلل و ملل

بنظره هو ملاك و منظره سماوي.

_____________________________________

3100 كلمة

مساء الخير لكم جميعا 👋

عذرا على التأخير، كنت أتشاجر مع نفسي من أجل إكمال هذا الجزء بعد الفضيحة الجميلة التي فعلتها قبل عدة أيام حتى أنني فكرت في إلغاء نشر الرواية

أنتهى بي الأمر بإستخدام آخر خليتين لم تنهارا بعد و أكملته، أتمنى أنه ليس سيئا جدا
ثم من أين ستجدون كاتبة مغف- أعني لطيفة تقوم بنشر أحداث قد تحدث :)


سؤال اليوم ما هو رأيكم بهذا الجزء؟

LIFE IS BEUTEFUL

See You In The Next Chapter

/(●_●)\

Continue Reading

You'll Also Like

17.7K 611 27
عندما يقرر كيم تايهيونغ اختطاف ابن زوجته التي جعتله يوقع على أوراق الطلاق وهو في حالة الثمالة لتهرب مع حبيبها تاي: سأجعلك تموتين الف مرة.... و سأنتق...
26.2K 1.7K 21
تدور احداث الرواية عن يونغي الطفل الصغير الذي فقد والديه وهو في عمر الثلاثة سنوات في حادثة، وكان يعيش يونغي في بداية الأمر في بيت خالته وهي أم لفتات...
786K 15.6K 64
" إمَا أن يَحتوِيكَ حضنِي أوْ يحتوِيكَ القبر " - كَارلوُس. - مَاكس. _______
49.2K 1.2K 12
ماذا لو لم يستطع إياد دفع ايجار منزله وتم طرده ووجده مديره بالعمل يامن المهووس بالليتل سبيس.. تحذير : ١_موضوع القصة هو الليتل سبيس ٢_يوجد اجبار(ممكن)...