الپيسين | La Piscine

By tearsaftersex

145K 6.2K 1.7K

♢ ♢ ♢ هناك أشياءٌ كثيرة يمكنك فعلها في الريف الفرنسي. القراءة، الاسترخاء، التنزه، النوم، أكل المثلجات... وم... More

0. مَطلَع.
1
2
3
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14

4

10.3K 516 157
By tearsaftersex

"أنا وأنت.. معًا للأبد. أنا وأنت.. وحدنا للأبد."

⚘ ₯ ⚘

كنّا جالسين في حديقةٍ قريبة من الفندق، يتوسطها نافورةٌ وفي منتصفها وقف تمثالٌ إغريقي. الليلة كانت باردةً، مع نسماتٍ عليلة كل لحظةٍ وأخرى. كنت لازلت أبكي حتى الآن، ربما لسببان-لأنه كان ذلك الموعد من الشهر وتجاهل المواقف المحبطة كان صعبًا، أو لأن كارتر سينكلير أوحى لي أنني.. مميزة وقد صدقته كساذجة.

أردت منه أن يكون قد قصد كل ما قاله عني، لكنني فقدت كل ذرة ثقةٍ امتلكتها في نفسي تلك اللحظة.

منظري المزري، ومنظر نيكولو المثالي كانا متناقضين جدًا، حتى أن البعض توقف للحظات كي يرَ ما خطب تلك المشردة بجانب هذا النبيل. ولقد كان فعلًا هكذا... نبيلًا بما فعله لي.

ربت عليّ، أعارَني سترته، لم يسألني كثيرًا، ولم أشعر كمشاركة الأمر أصلًا. تبًا-حتى التفكير به مع نفسي آلمني.

مسحت أنفي بمنديل نيكولو الذي ناولني إياه من جيبه، ثم توقفت عن البكاء ونظرت إليه ثم المنديل المتسخ. "آسفة... سأغسله وأعيده لك..."

ابتسم وشعرت بدفءٍ مفاجئ. "لا بأس." تنهد بهدوء ثم نظر أرضًا للحظة. "هل حقًا لا تريدين العودة إلى حجرتك؟"

رفعت رأسي. "أريد أخذ حاجياتي من هناك والعودة إلى نورماندي بعد غد."

أومأ بتفهم.

"ماذا عنك... متى تعود إلى نورماندي؟"

"لا أعلم، لكن لا أستطيع التأخر كثيرًا، راشيل ستكون وحيدة."

انقبض صدري.

"آه... أنت وراشيل..." صمتُّ لوهلة. "هل ستتزوجان؟"

أومأ بهدوء.

"هل تحبها؟"

تبًا، ما شأنكِ ماتيلدا!

نظر لي بحاجبين مرفوعين للحظة. "لمَ قد أتزوج امرأة لا أحبها؟"

ها أنتِ ذا.

هل هذا ما أردتِ سماعه؟

بالتأكيد لا.

"لأنه زواجٌ مدبر؟"

احفظي لسانك!

ضحك. "لم أعرف أنكِ من محبي النميمة، ماتيلدا."

تورد وجهي، متلعثمةً: "أ-أنا.. لا..."

"أنا سعيدٌ أنكِ بخير الآن." قال بهدوء، حدقتاه الزمرديتان تلمعان كنجوم السماء البراقة. ليلي كانت محقة-راشيل سيدةٌ محظوظة. ما شعور أن تكون عيناه أول ما ترين صباحًا، وآخر ما ترين ليلًا.

"أشكرك، نيكولو... لقد احتجت هذا."

أمسك بخصلةٍ من شعري ووضعها خلف أذني. "بل شكرًا لكِ."

"لمَ؟" أردت أن أعلم.

"لأنكِ في باريس." بدأ بهدوء، وخفق قلبي. "لا أحب باريس. إنها براقة جدًا. وجودك لطيف، كقطعة متحركة من نورماندي."

ابتسمت. "لم أعلم أنك أحببت نورماندي هكذا."

"ولدت في الولايات المتحدة، أمي تطلقت من أبي وأخذتني معها عائدةً إلى نورماندي، حتى أصبحت في الثانية عشر، ثم توفت أمي... غادرت إلى الولايات المتحدة مجددًا، وعشت مع أبي." قال، ينظر للأمام، لأول مرةٍ يشارك شيء شخصي بشأنه معي.

العاطفة التي غطت وجهه وهو يتحدث عن أمه كانت مختلفةً عن تلك التي تحدث بها عن أبيه. وهو يتحدث عن أمه، وجهه كان ناعمًا، مُشتاقًا، يحن إلى ذكرياتٍ بدت دافئة-أما والده، كان وجهه فارغ فحسب. لا عاطفة معينة. ولم أعلم إن استطعت استنتاج أي شيء عن طبيعة علاقتهما.

"أنا آسفة. لابد أنك أحببتها كثيرًا."

"بالطبع." نظر إلي. "لكن هذا ليس بشأني أنا... تريدين إخباري بما ضايقكِ ماتيلدا؟ لقد قلقت عليكِ."

خجلت. لقد انتقى كلماته بطريقةٍ جعلته يبدو وكأنه يكترث بشأن من يخاطبه-لكنها كانت طريقته فحسب، ليس من الضروري أن يعني كلامه.

"لا أعلم." نظرت بعيدًا. "أظن أنني شعرت بأنني شخصٌ يستحق التقدير للحظة، ثم أدركت أنني لا شيء عدا وجهٌ وجسد، نيكولو."

أظلم وجهه. "لمَ تقولين هذا؟"

انتهى بي المطاف أخبره بما حدث، وشاهدت تعابيره تزداد غضبًا قبل أن يزفر بقوة.

"أعرف ذلك الوغد."

"حقًا؟!"

"نعم، سينكلير يمتلك أسهمًا في شركتنا." قال. "لكنه لن يفعل بعد الآن."

"ماذا-لا، نيكولو، لا تفعل هذا."

"هذا ليس لأجلك فحسب ماتيلدا. لا أدعم أفعالًا كهذه من مستثمرينا."

تنهدت. مشاعري نحو كارتر سينكلير تحولت في ثوانٍ من إعجابٍ وتقدير إلى كرهٍ وغضب. رغم ذلك لم أرِد الإضرار به، وإن أردت ذلك-فلم أرِد من نيكولو أن يكون مسؤولًا. "حسنًا، لكنني لن أشكرك نيكولو؛ فأنا لم أطلب هذا." قلت وابتسم لي بلطف، ولم يبدُ وكأنه يبالي حقًا.

نظر نيكولو في ساعته، قائلًا: "لقد تأخر الوقت، هيا لأعيدك للفندق."

مع الوقت كنت قد تصالحت مع غرفتي الفندقية، إن لم أنَم فيها الليلة، أين سأنام؟

أومأت أنهض على ساقاي، اللتان آلمتاني بسبب جلوسي المطول هنا والحديث مع نيكولو، رغم ذلك شعرت براحةٍ كبيرة. كان لطيفًا، مهذبٌ وذا حس دعابةٍ لطيف وكل ما أنتجه ذلك هو مشاعرٌ متأججة في معدتي نحوه.

كل ما حاولت إنكاره ورفضه مع هذا الرجل كان مستحيلًا وهو يعاملني هكذا.

الآن كان واقفًا أمام حجرتي مباشرةً، هذه المرة يقابلني وجهًا لوجه.

"شكرًا مجددًا نيكولو. كانت ليلةً لطيفة حولك." قلت أرفع رأسي لأنظر له-كان طويلًا لهذا الحد.

"أشعر بالمثل،" قال يقترب مني للحظة، قبل أن ينحني ويطبع قبلةً ناعمةً كالريشة على رأسي. حرارته التي غمرتني في نصف الثانية تلك أرسلت فراشاتٍ في جسدي كله. "عمتِ مساءً، ماتيلدا."

"نـ -- نعم." قلت عيناي مثبتةٌ في الأرض. "أنت أيضًا نيكولو." نظرت إلى وجهه وكان مبتسمًا.

هكذا غادر وحتى حين غادر بدون الالتفات نحوي، وقفت أشاهده.

ما شعرت به كان خاطئًا وخطيرًا.

* * *

مئتين.

ثلاثمئة.

خمسمئة.

ستمئة يورو.

وضعت المال في غلافٍ أبيض وبخطٍ عريض كتبت: "تبًا لك."

وخرجت من حجرتي أعيد المال إلى كارتر سينكلير الحقير. أولًا طلبت من سيدة الاستقبال أن تعطيني رقم حجرته وثاني شيء كنت هناك، أمام بابه. لسبب ما شعرت بالقلق، وطرقت بابه قلبي ينبض سريعًا.

فتح من توقعت الباب، عيناه تتسع لدى رؤيتي ثم تظلم.

"هل أنتِ هنا لتعتذري؟"

"ماذا؟"

"آنسة ماتيلدا لقد دفعت مالًا كثيرًا لأحضرك-"

"إذن خذه!" قلت أرمي حزمة المال في وجهه، ضربته في المنتصف تمامًا وحملت عيناه نظرة حقدٍ تام حين سقط المال أرضًا. "تبًا لك! أنت رجلٌ منحط! مجرد حثالة، ما مشاعرك يا أيها الوغد بعد التحرش بي! بعد ابتزازي؟! أنت تنتمي إلى السجن!" كنت أصرخ في الرواق، العاملات ينظرن لبعضهن، قبل أن ينظرن نحو سينكلير باشمئزاز مشابهٌ لي.

"اللعنة عليك." كررت أهز رأسي وغادرت أعود إلى حجرتي.

شعرت بشعورٍ أفضل كثيرًا. لا أعلم إن أخذ جزاءه حقًا، لكنني كنت أكثر راحة حين دخلت إلى غرفتي مجددًا، غرفتي الذي ابتعتها بنفسي.

* * *

"رجلٌ متبجح! كم فتاة فعل معها هذا؟!" صاحت ليلي على الهاتف، بينما كنت أنا منشغلةٌ في أكل فطوري.

"لا فكرة عندي، صدقيني." كل الحزن الذي امتلكته بالأمس، الآن؟ كان غضبًا عارمًا تجاه كل رجلٍ أعرفه-إلا رجل واحد. وكأن ليلي قرأت أفكاري، قالت:

"تقولين نيكولو موجود في نفس الفندق؟"

"نعم."

"تعلمين-تلك التي اسمها راشيل، زارت المقهى، تقول إنه لطيف لكن يحتاج لبعض التعديلات.. أقسم أردت ضربها بالصينية."

ضحكت. "اهدئي يا ليلي!"

استطعت الشعور بابتسامتها من الجهة الأخرى. "ماتيلدا؟"

"نعم؟"

"أتمنى أنكِ لا تظنين أنكِ لا تستحقين ما قد عرض عليك."

سقط وجهي ونظرت بفراغ للجدار.

"أنا... لا أشعر كذلك." كذبت.

"عودي سريعًا كي أثبت لكِ أنك فتاةٌ تستحق ونصف! ذلك البحث الذي كتبته، ارسليه لشخصٍ آخر. لن يفوت أحد فرصة إضافتكِ إلى طاقمه الطبي!"

أومأت. "سأفعل." ابتسمت وحاولت تغيير الموضوع، "وأنتِ؟ كيف هو حالك؟"

تحدثنا لمزيدٍ من الوقت، حتى ودعتها. نهضت أقرر تغيير ملابسي. وقفت أمام مرآتي، أشاهد نفسي للحظة. عيناي تنظر إلي حيث طبع نيكولو قبلةً رقيقة. أشعر بالحرارة سريعًا، وكأنه يقبلني مجددًا.

لمَ قبلني؟

صديقاتي في كنتيكت أخبرنني أن الرجال الفرنسيون والأوربيون عاطفيون جدًا، القبل شيءٌ طبيعي ومتكرر. لم يكنّ مخطئات حقًا، لكن قبلات نيكولو... إن كانت على يدي أو على رأسي، قد تركوا مشاعرًا كأنه قبلني على شفتاي-أو على عنقي. كأنه لامس كل إنشٍ في جسدي. لقد كانت فريدة، ووجدت نفسي أتدبر بهم كثيرًا.

أين كان الآن؟

هززت رأسي بقوة.

أن أسأل عن مكانه؟! كثيرٌ جدًا، يا ماتيلدا. تخطيتِ حدودكِ!

سمعت صوت طرقٍ على باب حجرتي وتوجهت لأفتحه، عيناي تتسعان للحظة.

"آه.. نيكولو؟ صباح الخير."

هذا الصباح، ذكرني بنيكولو نسخة نورماندي. ارتدى قميصًا صيفيًا، سماويّ اللون، يبرز عيناه الأخاذتان، وسروالًا قصيرًا.

"صباح النور." أجاب. "هل أنتِ متفرغة الآن؟"

"نعم،" أومأت. "لم نقف؟ تفضل رجاءً."

هز رأسه، ينظر إلى جسدي ثم يرفع عيناه. ابتلعت الغصة التي استوقفت ريقي بصعوبة. "أنا أيضًا، ما رأيكِ أن أريكِ المدينة بما أنك لن تغادري حتى الغد؟"

شعرت بدولمةٍ من النشوة تجري في عروقي.

يومٌ آخر مع نيكولو؟

في باريس؟

ألف نعم.

نظرت له بصمتٍ للحظة، حتى أومأت ورأيت عيناه تلمع. ابتسم لي بلطف. "إذن؟ سنذهب الآن."

ضحكت. "حسنًا... حسنًا."

ارتديت حذائي، وعدت للباب حيث وقف، أغلقه خلفي.

* * *

كان يومًا مثيرًا بكل ما حملته كلمة مثير من معنى.

المتعة التي شعرت بها.

الرجل الفاتن الذي كان مرشدي السياحي.

الجو الصيفي المنعش.

كان إحساسًا من قصةٍ خرافية.

أزقة باريس الحجرية الملساء، الدراجات الهوائية، العصافير والغيوم المتفرقة. حيث استلقينا على العشب، أو حيث أكلنا الغداء معًا. كيف كره نيكولو باريس؟ لم أعلم-كانت براقةً، هذا صحيح، لكن براقةً بطريقةٍ جعلتني أشعر كأنني أحلق.

ربما هذا هو الصيف الذي أردته منذ زمن. نورماندي-ورغم حبي لها-كانت ضجرة. مملة. أما هنا، حين حلَّ الليل وجلسنا أنا ونيكولو مجددًا، لم أمتلك عدا سعادةُ بالغة. كنت أسعد من لحظة حضوري المؤتمر، الذي عندما أفكر به-لا أندم عليه حقًا.

بسببه، أنا هنا... أجلس معه.

"هل تعلمين أنه من غير القانوني تداول صور برج إيفل ليلًا؟" بدأ نيكولو بلطف.

"ماذا؟ لمَ؟"

"إن الأنوار التي تضيء ليلًا أضيفت في عام ثمانية وخمسون، أي أن قانون حقوق الملكية في فرنسا لازالت تحميه، لأنه يعد عملًا فنيًا." قال، يده كانت تحت رأسه. كنا مستلقيين على العشب في منتزه بعيدٍ عن الفندق، لكن قريبٌ من إطلالة برجل إيفل الساطع.

"كيف تعرف كل هذا؟"

"أنا فقط أعرف." أجاب بضحكة.

نهضت عن العشب، أنظر له. "هل تريد خرق القانون؟"

قهقه. "كيف؟"

"انهض." قلت، أطول هاتفي من حقيبتي. "هيا، أرني وضعياتك."

أكمل نيكولو ضحكاته الجذابة، يقف على ركبتيه يميل برأسه لليمين قليلًا.

هكذا أخذت صورةً له، قلبي ينبض بعنف حين أبعدت الهاتف، أرى النسخة الحقيقة منه. ساحرٌ، مشرقٌ-مختلف. وهززت رأسي، أرسل أفكاري التي دارت حولي طوال اليوم لتغادر.

عاد نيكولو ليستلقي على ظهره. ينظر إلى السماء، وقبل أن أدلف في دوامةٍ من التفكير فيه، استلقيت بجانبه، أركز في النجوم. لكن حتى في لمعانها وسطوعها، فكرت به. بحرارته الدافئة المنبعثة نحوي. بيده الكبيرة التي فاجأتني حين وُضعت على وجنتي، تلفني لأقابل وجهه الذي نظر في عيناي مباشرة.

"أظن أن باريس جميلةٌ جدًا."

كيف قال كلماته. هل كان موجهًا لي؟

"أنا أيضًا. فاتنة للغاية." قلت، أعنيه هو وليست باريس.

حدث الأمر سريعًا، عيناي كانتا مغلقتان، يده خلف رأسي، وشفتينا متلاصقتين.

أردت من ذلك الشعور الاستمرار إلى الأبد. ازداد شغفًا في قبلته الرقيقة، حتى أصبحت أقل رقة، أكثر جوعًا، رغبةً لشيءٍ انتظرناه مطوّلًا. شفتيه كانتا ناعمتان، ممتلئتان، بنكهةٍ حلوة كالماكرون الذي أكلناه سابقًا.

ابتعدنا، أفتح عيناي، بقيت عيناه مغلقتان للحظة ثم شقشقت، كالقمر هذه الليلة.

نهض نيكولو سريعًا.

"لنعد." قال، لا ينظر خلفه نحوي، وطوال رحلة عودتنا لم يبادلني كلماتٍ كثيرة.

وأخيرًا حين وقف أمام حجرتي، بالكاد أخبرني ليلةً سعيدة.

* * *

اليوم التالي لم أرَه أبدًا. حتى حين سألت سيدة الاستقبال عنه، أخبرتني أنه غادر.

⚘ ₯ ⚘

Continue Reading

You'll Also Like

5.8M 167K 108
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
97.2K 2.7K 20
the original story.......الرواية الأصلية الجزء الثاني من رواية His passion is her love عرف عنها بنرجسيتها العالية دائما ما تقول " ابحث في العالم بأس...
16.2M 345K 57
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...
388K 11.3K 26
هي ليست بمجرد فتاة عادية...لقد كانت قادرة على ما لا يقدر عليه الرجال...لم تطلب مساعدة احد و صمدت حتى في اصعب الظروف...هي لا تحتاج رجلا لحمايتها..بل ا...