…
تاي وضع اصابعه الباردة فوق جبهة لونا الدافئة قائلاً:
"هذا سيجعلكِ تتذكرين!! "
لونا تلقائياً اغلقت عيناها بمجرد ان لمس بشرتها.
وبدلاً من رؤية الظلام...رأت كل شيء!!!!
-عام 995-
لونا ذات العشر اعوام جلست بالأرضية فوق العشب الذابل.
كان غروب الشمس والطقس شديد البرودة.
المكان من حولها عبارة عن خراب.
كل شيء مدمر وبالكاد يوجد اشخاص غيرها.
لقد مرت سنوات على نهاية الحرب، وهي لازالت وحيدة بعد ان فقدت والداها بالحرب.
كانت تجلس ارضاً بِفستان ممزق ومتسخ للغاية، لونه ابيض لكن لم يتبقى به بقعة من البياض.
شعرها مبعثر ومتسخ ووجها ايضاً مليء الطين كقدماها العارية.
امسكت بِدلو الماء خاصتها البارد.
هي لا تريد الاستحمام الماء ايضاً متسخ...
"مرحباً...!"
رفعت عيناها لطفل لا يختلف عنها كثيرا لكنه كان نظيف للغاية وبصحة جيدة عكسها.
رمقها بقلق وقال:
"الا تشعرين بالبرد؟ اطرافكِ متجمدة! "
لونا نظرت لأطرافها وكانت زرقاء.
تايهيونغ عانقها فوراً وقال:
"اعتذر، لا املك معطف، العناق سيشعركِ بالدفء..."
عِناق....؟
هي لا تتذكر متى آخر مرة عانقها بها احدهم.
او حادثها احدهم...
لونا قالت:
"لا اشعر بالبرد..."
تاي قال:
"ادعى كيم تايهيونغ، لقد انتقلتُ لهنا حديثاً! "
لونا قالت بتردد:
"ادعى لونا.."
تاي ابتسم بخفة ثم فصل العناق.
حمل دلو الماء وقال بحماس:
"لِما لا تأتي لمنزلي؟ يوجد بهِ طعام وماء دافيء! والداي سيحباكِ!!"
لونا لم تجيبه.
هي خائفة منه.
لكنه يبدو لطيفاً للغاية، لذا ستذهب معه!
لونا دخلت المنزل خلف تاي.
استقبلها والدهُ بِإبتسامة عريضة.
بمجرد ان دخلت لونا حتى رأت والدة تاي ممددة بالسرير ونحيلة للغايّة.
تايهيونغ ركض نحو والدته وقال بحماس وسعادة:
"لقد احضرت ضيفة يا امي!!! تدعى لونا!! "
الوالدة لم تجيبه ليعود نحو لونا بنفس الابتسامة ويقول:
"والدتي مريضة، لذا لا تتحدث!! سترحب بكِ عندما تشفى!! "
والده قهقه وربت على كتف تاي قائلاً:
"هيا اذهب واغسل يداك، الغذاء جاهز!! "
تاي سحب لونا بحماس وسعادة خلفه ليجعلها تغسل يدها بالمياه الدافئة.
تاي رمى بالمياه على لونا ممازحاً وقال:
"انها دافئة!!! "
لونا حدقت بالماء في يداها.
لا يوجد فارق بينه وبين المياه في الدلو خاصتها....
لونا قالت بهدوء:
"لا يوجد فارق.."
تاي رمقها بتعجب لتقول:
"ما الفارق بين المياه الدافئة والباردة..؟ "نظرت له بنهاية حديثها.
تاي سأل:
"الا تشعرين بها؟ "
لونا اومأت نفياً:
"الامر مشابه للطقس البارد والحار، لا اشعر به! "
تاي ابتسم ابتسامة عريضة:
"هذا رائع!! انتِ بطلة خارقة!!! "
تاي قهقه بلطافة.
وفي تلك اللّحظة، بعد الوقت لونا تمكنت من الإبتسام.
يالهُ من صديق لطيف...
مرت الأيام وكلاهما اصدقاء، يلعبان معاً كل يوم طوال اليوم لساعات ويذهبوا في مغامرات لإستكشاف المنطقة واحضار طعام ومياه وحطب.
لكن كل شيء تغير منذ هذا اليوم...
اليوم الذي باع به والد تاي والدته لتجار الاعضاء.
في هذا اليوم، لونا شهدت تايهيونغ مختلف تماماً.
تايهيونغ دون إبتسامة، فاقد للأمل والحماس واللطافة.
اصبح كئيباً للغايّة ايضاً.
ولم يمر الكثير حتّى جاء دور تايهيونغ ايضاً حيثُ تم بيعهُ.
لونا صرخت بين بكاءها:
"اتركوه!! اتوسل لكم!! هو عائلتي الوحيدة!!! "
لكن الرجل الاصلع ذو السنة الذهبية قهقه عليها ساخراً:
"يالكِ من طفلة!! "
ثم دفعها بِساقه بعيداً.
تاي توقف عن البكاء ورمق لونا بحزن.
هو سيتوقف عن المقاومة، طالما يقاوم اكثر كلما تعرضت لونا للأذى.
قد تموت بسبب عدم شعورها بالألم!!!
الرجل كاد يخرج لتمسك لونا بساقه وتقول بحدة:
"انا لستُ طفلة!! انا قاتلة وسأقتل أي شخص يؤذي اصدقائي!! "صاحت بنهاية حديثها.
في تلك اللحظة تايهيونغ اراد اخبارها بشيء واحد.
-انتِ لستِ قاتلة لونا...انتِ بطلة!!-
بعد مرور سنوات.
في عام -1003-
لونا كانت قد ذهبت من قريتها بالجبال بالفعل نحو المدينة.
لقد كانت خائفة من عودة التجار لها.
اصبحت تجول شوارع المدينة كل ليلة، بحثاً عن الطعام.
تغرق في دوامة من الكآبة بعد رحيل تايهيونغ.
لقد مات...
صديقها الأول والوحيد قد مات!!
تلك الضحكة البريئة لن تسمعها مجدداً.
هذه الابتسامة العريضة لن تراها.
يداه الدافئة...
لم يعد يوجد من يبرد لها الطعام والشراب، ويشعرها بالدفء في البرودة..
لم يعد يوجد شخص يحملها عندما تلوي كاحلها باللعب..
لونا جلست بالرصيف في منتصف الليل تحت الثلوح المتساقطة.
لقد كبرت وزاد طولها وشعرها، لكن روحها لازالت عالقة بأيامها مع تاي...
"المعذرة؟ "
لونا رفعت عيناها الباردة نحو العجوزة التي تبتسم لها قائلة:
"لقد رأيتكِ هنا لأيام ماضية، هل يمكننا التحدث؟ "
لونا قبضت حاجبيها.
اصبحت لونا تسير قرب تلك العجوز للامكان.
بالكاد يمكنها السير..
العجوز قالت:
"لا اعرف ماذا حدث لكِ،لكني واثقة انكِ تحتاجين المساعدة!! "
لونا تنهدت بإرهاق.
كل ما تريده هو عودة تاي...
او فليذهب من قتلوه ايضاً!
السيدة العجوز اكملت:
"أيُمكنكِ إخباري...بما واجهتيه؟ "
لونا اجاب بإختصار:
"لقد فقدت صديق، احدهم قتله.."
السيدة العجوز ابتسمت بخفّة:
"يالهُ من أمر حزن، لكن يمكنني مساعدتكِ!"
لونا رمقتها بطرف عينها بتساؤل.
السيدة وقفت امام بئر وقالت:
"اطلبي من البئر ثلاثة امنيات، وستتحقق، لكن بِـشرط واحد! يجب أن تملكي هدف من امنيتكِ!"
هدف؟
امنية؟
هل تلك هي فرصتها لإعادة تاي؟
السيدة قالت:
"لا يمكن للبئر إعادة احدهم للحياة مجدداً، فكري بالإنتقام مثلاً!"
لونا قبضت حاجبيها.
إن كان هذا لأجل تايهيونغ، فهي بالتأكيد لن تترد.
السيدة وضعت قطعة نقدية امام لونا وقالت:
"فكري بحكمة! "
لونا فوراً امسكت بالعملة النقدية ورمتها بالئر قائلة:
"اتمنى أن املك القوة المطلقة لقيادة بشر اقوياء للإنتقام!!! "
السيدة العجوز ابتسمت بخفة:
"ستحصلين على إنتقامكِ،لونا! "
لونا اومأت.
في ليلة ما بينما لونا تسير بالغابة تحت ضوء قمر مكتمل.
هي تكاد تموت جوعاً..
معدتها تصدر اصواتاً.
تكاد تموت..
لونا فجأة إشتمت رائحة بشري يسير بعيدا.
تلك الرائحة افقدتها صوابها.
حيث دون أن تلاحظ كانت عيناها حمراء ومخالبها وانيابها بارزة.
اصبحت تركض على الاربع بسرعة جنونية نحو الرائحة.
قفزت على هذا البشري وغرزت انيابها بِكتفه لتقطع جزء من لحمه وتتناوله.
الشاب صاح:
"ابتعدي!!! فلينقذني احدهم!!! "
لونا فجأة ادركت ما يحدث.
كيف وصلت لهنا؟
لونا ابتعدت من فوقه ليرمقها بذعر بينما يمسك بكتفه النازف.
الشاب قال:
"مَا انتِ..؟"
لونا نظرت لمخالب يداها وقدماها.
هل اصبحت...
وحش؟!!!!
هل للأمر علاقة بهذا البئر؟!!!
الشاب فجأة صرخ بأعلى صوته.
عروقه تحولت للون الاسود بينما جسده يتضخم ومخالبه تبرز مثلها.
اغمض عيناه ليقاوم الألم وبمجرد أن فتحها حتى اصبحت صفراء!
لونا راقبت بِـخوف وذعر.
الشاب حدق بمخالبه بذعر وقال:
"ما اللعنة!!! ماذا فعلتي لي؟!!! ما هذا اجيبي!! "
لكن لونا لم تعرف الإجابة.
او ربما هي تعرفها الآن...
لونا وقفت وقالت:
"انت...بشري قوي!! "
الشاب قبض حاجبيه بعدم فهم.
لونا شرحت:
"لقد تمنيتُ من البئر اعطائي قوة مطلقة لقيادة بشر اقوياء، وانت بشري قوي!! "
الشاب رمقها بصدمة:
"عما تتحدثين؟ "
لونا اخذته للبئر وشرحت لهُ كل شيء عن امنيتها.
الشاب حدق بمخالبه قائلاً:
"لكني لستُ بشري قوي! انا وحش!!! "
لونا اومأت نفياً:
"انت بطل"نظرت له واكملت"لقد حصلت على تلك القوى لتنتقم للأشخاص الذين لم يتمكنوا من الحصول على إنتقامهم، انت بطل! "
الشاب حدق بيداه لثانية.
نظر لها وسأل:
"ما اسمكِ؟"
اجابت ببساطة:
"لونا وانت؟ "
الشاب اجاب:
"جون جونغ كوك! "
-يتبع....
عارفة ان كل حاجة لسا مش مفهومة لكن لو كتبت اكثر البارت بيكون طويل بزياة.
البارت الجاي بتعرفوا اكثر ان شاء الله.
اتمنى عجبكم وشكرا لدعمكم الحلو وتعليقاتكم الجميلة 💕💕💕