الذ قبلة شغف / الكاتبة منال م...

By ManelManoula065

20K 629 28

كان يحب ابنة الحي الجميلة ... وكان سيفعل اي شيء كي تكون من نصيبه ولانه رجل ذكي كان يعلم بانها تملك حبيبا وش... More

الخطة الجهنمية
الخطة الاولى :قللي من احترام عائلته
الخطة الثانية :احرجيه قدر المستطاع
هدنة و ظهور بعض الود
الخطة الثالثة :عذر شرعي
الخطة الرابعة : المس العاشق
مشاعر جديدة
الخطة الخامسة الجن العاشق
هل تريدين الانفصال حقا
انا نبيل هل صفاء موجودة
ووقع الاسد في حب الحمل
انت هدية من الله يا صفاء

ستتزوجين ببائع السمك

4.7K 63 1
By ManelManoula065



        منذ نعومة اظافرها وكل ما سألها احد الكبار ٬ عن حلمها أو ماذا تريد أن تصير مستقبلا ٬كانت ترد بدون تردد وتقول مترجمة أو صحفية ، كانت تلك الصغيرة تملك ثقة كبيرة في قدراتها ،وفي نفسها لا أحد كان يعلم من أين قد أتت بها ٬ قد تقولون والديها ولكن هذا غير صحيح فهما قد انفصلا بعد ولادتها بسنتين لتعيش تلك الصغيرة في كنف والدتها ٬ ولكن هذا لا يعني ان والدها قد تخلى عنها ٬ بالعكس كان يحاول تعويضها بكل الطرق عدم تواجده دائما في حياتها .

كانت انسانة فضولية للغاية ، ولنقل بأن فضولها كان سبب تفوقها المستمر ، وها هي بعد كل هذه سنوات من الجهد والكد أصبحت مترجمة كما حلمت دائما .

العاشر من أكتوبر الساعة التاسعة صباحا بتوقيت المواجهات.

تدور احداث حكايتنا في الجزائر ٬في حي شعبي في مدينة مستغانم لؤلؤة الغرب أو كما كانت تسمى سابقا مسك الغنائم ، وهي ولاية ساحلية مشهورة بطبق بالكبدة البيضاء و الشدة .و القوارط ٬ مرورا بشوارع المدينة المكتظة شتاء وصيفا ، ذهابا إلى حي الخامس جويلية ، في بيت مكون من طابقين تم بناءه حديثا ، في تلك الاثناء كانت ربة المنزل تجهز طاولة الافطار و تردد بتذمر

_اه يا دنيا ، ابلغ من العمر تسعة و اربعين سنة في عوض ان تحضر لي ابنتي طعام الافطار مثل باقي الأمهات ٬ ها أنا بعد كل التضحيات التي قمت بها من اجلها لا ازال اخدمها ، صفاء

نزلت صفاء الدرج بينما في يدها اليمنى حقيبتها وفي يدها اليسرى هرها الصغير ، وبينما كانت تداعبه كعادتها اوقفها وابل الشتائم التي كانت تقذفهما مريم بها

_اتركي ذلك اللعين من يدك وتعال لتناول السم

عقدت صفاء حاجبيها ثم وضعت الهر على الأرض ، لا بد من ان مريم بعد لحظات ستبدأ في وصلتها المعتادة ٬"متى ستتزوجين ٫ سيفوتك القطار والسفينة والطائرة الخ" ٬ولكن والدة صفاء لم تنبس بكلمة لتسألها هذه الأخيرة باستغراب بينما تضيق مقلتيها البنيتين

_اين موشح كل يوم أم انك نسيته !

و تتواقح فوق هذا ، اخ من جيل هذه الأيام لا يملك ذرة احترام اتجاه الكبار ٬ الله يرحم والدها الذي لم يبتسم في وجهها الا مرة واحدة ومع ذلك كانت تحبه حبا جما ٬ تناولت مريم فنجان القهوة بيدها وبعدما ارتشفت رشفة صغيرة منه ٬ رفعت مقلتيها وطالعت تلك المتبجحة للحظات ثم القت تلك القنبلة في الأجواء

_أتصل والدك البارحة بي واخبرني أن هناك خاطبا قد تقدم لك ، وطبعا لو كان الامر بيدي لكنت زوجتك منذ زمن طويل ٬طبعا لم اخبره بقصتك مع السيد نبيل لذلك إن لم يحضر رفقة عائلته ليطلب يدك هذا الأسبوع سأخبر والدك بانك موافقة

لم تنزعج صفاء ولم تبدأ في العويل ككلب صغير كعادتها ٬بل ابتسمت بغرور ثم اجابت والدتها بسؤال اخر

_هل انهيت كلامك؟

هزت مريم راسها بالإيجاب ، فهي لن تضيف حرفا اخرا بعد اليوم فلو كانت ابنتها جدارا لكانت فهمت الدرس ٬ حينها استدارت صفاء ناحية المرآة وصارت تقوم بتعديل شعرها الطويل ، بعد ذلك اضافت بثقة

_انا اعلم بأنه لا يوجد لا خاطب ولا غيره ومع ذلك اليوم بإذن الله سيحصل ما كنت تدعين به طوال حياتك !

_ان شاء الله

رفعت مريم يديها الى السماء ٬ راجية من الله ان يحقق لها امنيتها الوحيدة ، حينها رفعت صفاء يدها ولوحت لوالدتها ثم انسحبت من المكان بمجرد أن استقلت سيارتها ، وانطلقت متوغلة وسط الطرق تذكرت نبيل وهو يقف في أحد محلات الخواتم وطبعا ٬كان ذلك كي يبتاع لها خاتما وكي يطلب يدها بطريقة رومنسية كما التي كانت في خيالها تماما .


الحادي عشر بتوقيت الخيبات الجامعة .

دلفت صفاء قسم الترجمة ، تحت انظار الطلبة اللذين لطالما اعجبوا بأستاذة الترجمة فطريقتها في الشرح والتعامل كانت أكثر من جيدة٬ صحيح انها كانت حازمة وجدية ٬ ولكنها أيضا كانت متفهمة وتساعد جميع من يطرق بابها .

كانت أصوات الزغاريد تملئ المكان وكأن قسم الترجمة ٬قد تحول الى صالة حفلات ، وبالرغم من ان برتوكول الجامعة كان يمنع الاحتفالات بالتخرج إلا ان بعض الامهات لا يسعهن كبح فرحتهن وحماسهن وقد اعتبرت صفاء ان هذا ﻓﺄل خير عليها

لحظات فقط حتى وصلت صفاء الى قاعة المحاضرات ، كان زملائها قد سبقوها إلى الداخل ، حينها صارت تبحث بمقلتيها العسليتين عنه ، وبينما كانت كذلك اعادها إلى الواقع ٬ سؤال صديقتها مونيا التي كانت تتساءل بخبث عما تبحث صديقتها بالرغم من انها تعرف الإجابة جيدا

_ انت تبحثين عنه اليس كذلك!

هزت صفاء راسها بالإيجاب ، طبعا كانت تبحث عنه لتضيف مونيا بينما تبتسم مثل البلهاء

_ لقد سمعته هذا الصباح وقد كان يتحدث مع أحد الاستاذة بأن لديه اعلانا مهما سيقوم به قبل افتتاح السنة الدراسية الجديدة

اجل لابد من أنه سيطلب يدها ، في حضور الجميع الأساتذة والباحثين بالأخص أولئك اللذين يغارون منها ومن نجاحها ٬ حينها شعرت صفاء بحماس شديد للغاية ، في ذلك الوقت قامت بلفة امام مونيا تسألها إن كان مظهرها جيدا

_كيف ابدو!

_جميلة كعادتك

اردفت مونيا بينما تشق طريقها ناحية أحد المقاعد ، وصفاء بجانبها ثواني حتى دلف نبيل القاعة حينها لوحت صفاء له بحماس ، ليرد عليها بابتسامة صغيرة ، وبما أنه الشخص الذي سيفتتح السنة الدراسية تقدم ناحية الميكروفون ثم حيا الجميع بتلك الابتسامة الخاطفة للأنفاس

_ صباح الخير جميعا ، اتمنى أن تكون بخير يا رب وقد كانت عطلتكم جميلة ، بعد تفكير طويل بيني وبين نفسي أردت افتتاح هذه السنة بطريقة خاصة على غير العادة

كانت صفاء تحترق من شدة الحماس وهي تسمع تلك الكلمات ٬ وكانت تبتسم لدرجة أن عضلات وجهها قد تشنجت ، ليكمل نبيل حديثه بينما ينظر بين مقاعد الطلبة

_ العام الماضي كما يعلم الجميع تعرضت لحادث سير ، الحمد لله سخر الله لي عباده الطيبين ولكن هناك شخص دعمني اكثر من الباقي ، وبعدما مرت هذه المحنة اكتشفت بانه نصفي الثاني ٬الذي لا يمكنني العيش بدونه ولأنها ضحت بوقتها ومالها من اجلي ٬قررت اليوم تكريمها كما يليق بمقامها وفي نفس الوقت أن اطلب منها أن تكون شريكة حياتي

بلعت صفاء ريقها وكانت تتأهب للنهوض ، فنبيل سينطق اسمها يعد لحظات وعليها ان لا تتركه ينتظر كثيرا ، وفعلا اتجهت انظار نبيل ناحية ذلك الصف ليعلن عن اسم زوجته المستقبلية

_ صونيا لعريوات ، هل تقبلين أن تكوني زوجتي

في ذلك الوقت وقفت تلك الطالبة من مكانها ٬ثم هزت راسها بالإيجاب بينما الدموع تملئ مقلتيها ثم اردفت بصوت مخنوق

_اجل أقبل

انطلقت التصفيقات الحماسية من كل صوب ، حينها تجمد صفاء من مكانها وكأنها تصنمت في مكانها او غادرتها الروح ٬ بصراحة اعلان نبيل قد صدمها بل دمرها ٬ حينها صارت مونيا تحاول إيقاظها

_صفاء !هل انت بخير تحدثي صديقتي لو سمحت

كانت مونيا تعلم جيدا كم تحب صديقتها ذلك الوقح المدعو نبيل ٬ وكم كانت تتمنى ان يشعر بحبها وان يتقدم لخطبتها في يوم من الأيام ٬ قد يكون تفكيرا احمقا من باحثة كصفاء ولكنها بشر من لحم ودم ٬ ونبيل كان اول شخص احبته المترجمة لذلك كانت مونيا تتفهم صدمتها تلك ٬ بدون سابق انذار وقفت صفاء من مكانها وشقت طريقها ناحية الباب .

كانت كالسكران تماما ، بل مثل رجل الي ملامحها مبهمة ومقلتيها مفتوحتان على وسعهما شعرها قد تجعد وتبلل بالعرق وفي لمح البصر مر شريط ذكرياتها مع نبيل امامها بدا بيوم الحادث ، اليوم الذي سمعت بانه يحتاج لنقل دم وقامت بإعلان في الإذاعة كي تعثر على متبرع له ٬الايام التي كانت تساعده فيها لكتابة بحثه العلمي ، وبينما كانت كذلك لحقت بها مونيا التي حضنتها من الخلف وعندما حصل ذلك انفجرت صفاء

_الحقيرررررررررر .

في تلك اللحظة وقعت صفاء على ركبتيها واغمي عليها بعد ذلك ٬ حينها ركض الجميع ناحيتها ليسعفوها ٬ ظنا منهم انه قد اغمي عليها بسبب التعب ٬ لكن الحقيقة كانت ان صدمتها من نبيل هي من اضعفتها بتلك الطريقة .


جمعت الشمس ذيولها الذهبية ، واختفت وراء الجبال ثم أسدل الليل ردائه الانيق ، كانت الثامنة إلا ربع مساءا ومع ذلك صفاء لم تعد لغاية الآن إلى المنزل وهذا ليس من شيمها ، حينها كانت مريم تحمل النقال وتمشط الأرض جيئة وذهابا وبين الحين والآخر تطالع الساعة ، من شدة قلقها كانت تتفقدها ألف مرة في الثانية وتهمهم في نفس الوقت

_ ترى أين هي تلك المصيبة لغاية الان ، ترى هل هربت من المنزل لأنني قلت لها بأن هناك خاطبا قد تقدم لها

صمتت مريم برهة ٫ ثم رفعت حقيبتها ومفاتيح البيت واندفعت ناحية الباب لتردف بقلة حيلة

_ علي ابلاغ الشرطة باختفاء الفتاة فالأمر جدي ولا يسكت عليه ٬ فهي لم تتأخر قط في حياتها حتى هذا الوقت وعندما كان يحصل ذلك كانت تتصل بي وتخبرني بذلك

عندما فتحت مريم الباب ، تفاجئت بصفاء تقف امامها وقد كانت حالتها في الويل ، كان وجهها منتفخا من البكاء ومقلتيها ملطختان بالكحل ، حينها حضنتها مريم بقوة ورددت مرتين

_الحمد لله على سلامتك ، الحمد لله على سلامتك

في ذلك الوقت لاحظت مريم ٬حالة صفاء و ان يديها مثلجتين حينها جذبتها إلى الداخل ٬ ثم اغلقت الباب وبينما كانت تفعل ذلك سالتها بانفعال واضح

_اين كنت ولماذا حالتك في الويل ، هل تعرض لك أحد!تكلمي يا مصيبة _

_بعد كل التضحيات التي قمت بها من اجله ، ذهب وخطب فتاة أخرى ٬طالبة غبية تخشى انكسار شاشة هاتفها اكثر من فقدان عذريتها

نفثت صفاء اجابتها بين دموعها ٬التي انهمرت بغزارة على وجنتيها المكتنزتين ، حينها استطاعت مريم معرفة السبب وراء كل ذلك الحزن لتسالها بتهكم غير آبهة لحالة المترجمة النفسية السيئة التي كانت فيها

_لقد كنت اعلم بأن هذا اليوم قادم لا محالة ، ولقد نصحتك كثيرا ولكنك عنيدة عنزة عنيدة ولهذا تركتك حتى تشبعي من السيد نبيل ٬هل شبعت الان

لم تكن صفاء تصدق ما الذي كانت تسمعه أذنيها ، هل والدتها تشمت بها ٬ وهي التي كانت تظن بانها ستدعهما وستدثرها بين ذراعيها حتى الصباح ولكنها كانت مخطئة ٬حينها مسحت دموعها ثم اردفت بانفعال بينما تشق طريقها ناحية الدرج

_امي التي من المفترض أنها سندي في هذه الدنيا تشمت بي ، سجل يا تاريخ لعلمك كل ما حصل لي بسببك!

رفعت مريم المزهرية ولحقت بصفاء إلى الطابق الثاني ، وقبل أن تدخل المترجمة غرفتها وتقفل الباب قذفتها الام بها ، لتنكسر تلك الأخيرة الى مئة قطعة صغيرة بعد ذلك صرخت مريم

_ لماذا إن شاء الله هل أنا من كنت أرسلك كي تجالسيه ٬بينما هو معلق في المسشتفى

رفعت صفاء مزهرية أخرى ثم قذفتها على الأرض بقوة ، بعد ذلك اجابت بينما تبكي بهستيرية

_ بسبب حاجتي إلى الحب والحنان ٬ القيت بنفسي بين احضان ذلك الحقير لو كنت مارست دورك كأم لما حصل لي كل هذا

_لقد كنت اعمل ليل نهار كي اطعمك وكي ادخلك إلى أحسن مدرسة ، وكي ترتدي أحسن ثياب في السوق وكي تظهري بأحسن مظهر !

اضافت مريم بانفعال شديد ، فهي لم تكن لتقف مكتوفة الايدي بينما ابنتها تلومها ٬ ولكنها لم تتوقف عند ذلك الحد بل اردفت _

_ ولو كان والدك قام بدوره على اكمل وجه لكنت مارست دوري والذي هو غدقك بالحب والحنان

_ لا تغيري الموضوع

رفعت صفاء اصبعها ثم نفثت اعتراضها من بين شفتيها المبللتين بالدموع ٬ اما من جهة أخرى كان قد طفح الكيل بمريم ، فصفاء افسدها الدلال وهي لك تعد قادرة على تحمل تصرفاتها ، لتقول بينما تبحث عن شيء ما كي تقذف به المترجمة العنيدة

_انت من يغير الموضوع ، ولكنك لن تنجحي في خداعي بعد الآن

مسحت صفاء دموعها بسرعة ثم لحقت بمريم وهي تشق طريقها ناحية غرفتها لتسالها باستغراب عن ما الذي تقصده بتلك الجملة

ما الذي تقصدينه ها !

_ستتزوجين توفيق ، الخاطب الذي تقدم لك

قالت مريم بحدة ٬بينما تبحث عن نقالها والذي بالمناسبة كان بيديها والتي من شدة الغضب لم تدرك ذلك بعد ٬ لتجيبها صفاء بينما تصرخ بطفولية !

_سأقتل نفسي ، انا صفاء اتزوج بشخص يدعى توفيق

امسكت مريم مبرد الاظافر الحاد ثم تقدمت من صفاء ووضعته بين يديها وقالت بينما تبتسم _

_ هيا افعلي ذلك اقتلي نفسك٬ اقتلي نفسك كي استريح منك ايتها العنزة العنيدة

لقد توقعت ردة فعل أخرى ولكن مريم صدمتها ٬ لابد من الام لم تعد تنطلي عليها هذه الحيل ٬ حينها القت صفاء المبرد وتوجهت ناحية غرفتها ثم لطمت الباب بقوة ، عندئذ جلست مريم على السرير وصارت تكتب رسالة نصية لطليقها "محمد" ٬تخبره من خلالها أن يتصل بالخاطب وبان يخبره انهم موافقون عليه !

قيل ان الرياح تجري بما لا تشتهي السفن ٬ و اننا سنفارق احبتنا مهما تعلقنا بهم وان الأيام تشفي الجروح حتى العميقة منها ٬ بالأخص جروح القلب ولكن هذا غير صحيح ٬ قد ننسى قد نتغافل ولكننا مؤكدا لن ننسى ولن نعود كما كنا .

في الأسبوع الفارط أمضت صفاء جميع وقتها في البكاء ٬ فالأمر لم يكن بيدها فهي قد احبت نبيل بكل خلية من خلايا جسدها ٬ ضحت من اجله بمالها ووقتها ٬ ولكنه في الأخير اختار التحليق بعيدا عنها وقرر بناء عش مع انثى أخرى ٬ تساءلت صفاء كثيرا بينها وبين نفسها لماذا لا يسعها الارتباط بالشخص الذي يعشقه قلبها ٬ والذي تكتبه كل ليلة قبل ان تنام الا يقولون ما للمحبين الا الزواج فلماذا لم تتوج قصتها بالنهاية السعيدة .

الكثير من الأسئلة والكثير من الفرضيات ارهقت المترجمة ٬ وادخلتها في حالة اكتئاب حاد ٬ مع ذلك مريم لم تابه لها او لحالتها تلك وقررت استقبال الخاطب وعائلته ٬ بالرغم عن انف صفاء التي استسلمت للواقع بعدما اتى والدها بنفسه وطلب منها ان تعطي الموضوع فرصة من يدري ٬ قد يتوافقان .

الثانية بعد الزوال بتوقيت اللقاءات الأولى منزل صفاء .

يوم جديد حلق في الأفق ٬ ميزته تلك النسمات الباردة في الصباح ولكنها لم تدم طويلا للأسف الشديد ٬بمجرد ان دقت الثانية زوالا صارت الحرارة في اوجها وكأن فصل الصيف ٬ حينها قامت مريم بتشغيل المكيف كي تجلس مع ضيوفها بأريحية.

ولان مريم كانت تعرف عائلة الخاطب ٬لم يكن هناك داعي لتضييع المزيد من الوقت في الأسئلة التي لن تسمن او تغني من جوع ٬لذلك استأذنت الجميع ثم وقفت من مكانها وصارت تنادي صفاء

_صفاء يا ابنتي تعال وسلمي على الضيوف

في تلك اللحظة خرجت صفاء من المطبخ ٬ كانت ترتدي قفطانا بسيطا لونه ابيض وتتخلله بعض التفاصيل الفضية وكانت قد تركت شعرها الطويل حرا على كتفيها ٬ وقد كانت تحمل بين يديها صينية الضيافة ٬ بعد ذلك تقدمت بهدوء ناحية قاعة المعيشة عندما دلفت همست لوالدتها

_لوهلة من اعرفك ٬من انت وأين امي ما الذي فعلته بها

_سلمي على الضيوف هيا

اردفت مريم بينما ترسم على ثغرها ابتسامة صفراء صغيرة ٬ حينها وضعت صفاء الصينية فوق الطاولة ٬بعد ذلك سلمت عليهم بمن فيهم الخاطب توفيق ٬ الذي لم يستطع إخفاء ابتسامته وحماسه لهذا اللقاء بعد ذلك جلست امامهم لتسالها زينب

_كيف حالك يا ابنتي وكيف حال الجامعة لقد اخبرتني والدتك بانك قد ترقيت وصرت أستاذة رتبة الف مبارك لك

_شكرا لك

اجابت صفاء ببرود ٬حتى انها لم تسال السيدة زينب عن حالها هي الأخرى ٬ في تلك اللحظة لاحظت مريم ان المترجمة تحاول افساد اللقاء وذلك من خلال اظهار اسوء ما فيها حينها تدخلت وقالت بينما تشير على كؤوس سلطة الفواكه الموضوع بطريقة انيقة في الصينية

_تفضلوا هيا

في تلك اللحظة امسك توفيق فنجان القهوة واخذ رشفة منه ٬ حينها اختنق وصار يسعل وهذا ما افزع السيدة زينب والباقي ٬ لتقدم مريم كاس ماء بارد له

_هل انت بخير يا بني

_كح كح اجل ولكن اظن ان القهوة مالحة

علل توفيق بعدما استرجع أنفاسه التي ضاعت منه ٬ وباعترافه ذاك اتجهت الأنظار ناحية صفاء ٬ التي ابتسمت ببلاهة ثم أعربت عن اسفها مع انها قد قامت بذلك عن عمد

_انا اسفة لقد خلطت بين الملح والسكر اعطني فنجانك سأحضرك لك أخرى

_لا داعي لذلك شكرا لك

قال توفيق الذي لم يكن مستعدا ان يفارق الحياة ٬ وهو في مقتبل العمر ٬ اما زينب فقد تغيرت ملامح وجهها و اكفهرت فتاة في سنها لا تستطيع التفريق بين الملح والسكر ٬ حينها شعرت مريم برغبة في خنق صفاء الوقحة التي كادت تتسبب في مقتل الخاطب لتغير الموضوع عندئذ التفت الى توفيق الذي كان وجهه احمر ثم بادرت بسؤاله

_اخبرني بني هل صحيح انك تملك مطعما

_ اجل لقد كنت ابيع السمك بعد ذلك فتح الله علي وفتحت مسمكة صغيرة بجانب الساحل ٬ صحيح انها متواضعة ولكن الحمد لله على كل شيء

أجاب توفيق بينما مقلتيه معلقتين على صفاء ٬ التي تغير لون وجهها وكادت يغمى عليها ٬ حينها وقفت من مكانها تحت انظار الجميع ثم انفجرت ضحكا وكأنها مجنونة بعد ذلك اغمي عليها من هول الصدمة .


الساعة العاشرة صباحا بتوقيت الصدمات ٬ منزل صفاء

اصبحنا واصبح الملك لله يوم جديد حلق في الأفق ٬ كان يوما هادئا على غرار باقي الأيام الفارطة ٬ مازلنا في منزل المترجمة في تلك الاثناء كانت صفاء لا تزال نائمة وهذا لأنها تعرضت لانهيار عصبي ٬ نقلت على اثره الى المستشفى حيث قاموا بإعطائها ابرة مهدئة جعلتها تنام طوال الليل .

الانهيار العصبي لم يكن بسبب عمل توفيق المتواضع ٬ بل بسبب التراكمات بدءا من خطبة نبيل لأنثى أخرى ٬ هذا الموضوع اثر في صفاء كثيرا وجعلها هشة للغاية أي صدمة صغيرة يمكنها اسقاط المترجمة ارضا .

ولان مريم كانت تشعر بالقلق على ابنتها ٬ اتصلت بمونيا كي تكون بجانب صفاء في هذا الوقت بالتحديد ٬ لم يكن هذا كل شيء فمريم كانت تريد ان تقنع مونيا صديقتها بنسيان نبيل وبالتخطيط لحياة جديدة مع توفيق ٬ ذلك الشاب الطموح والخلوق .

وفعلا أتت مونيا بمجرد ان اتصلت بها مريم ٬ فهي أمضت الليلة معها في غرفتها وبمجرد ان فتحت عينيها قررت ايقاظ صديقتها فالنوم الكثير والهروب ٬ لم يكن ليغير أي شيء

_صفاء عزيزتي هل أنت بخير ، لقد اتصلت بي والدتك و اخبرتني انه قد اغمي عليك

فتحت صفاء مقلتيها العسليتين ونظرت يمينا وشمالا ، بعد ذلك وضعت يدها على رأسها ترى هل كان ذلك مجرد كابوس مرعب وها هي تستيقظ منه ٬ بقيت المترجمة صامتة وتحدق في الفارغ ما دفع مونيا للتساؤل

_ هل كان الخاطب بهذا السوء ليغما عليك

اضافت مونيا بقلق ، مؤكدة لصفاء انها لم تكن تحلم بل كل شيء حقيقي ٬حينها رفعت المترجمة نفسها من فوق السرير ثم وضعت رأسها بين يديها وخرجت كلماتها من بين دموعها

_ أنا صفاء اتزوج ببائع سمك هل تصدقين هذا

جلست مونيا بجانب صفاء بعد ذلك جذبتها إلى حضنها ، لتضيف المترجمة بمرارة

_وكل هذا بسبب السيد نبيل ، اخبريني أين قصرت معه ها لماذا فعل بي هذا لماذا

_ لقد كنت أظن بانه طيب ولكنه في الأخير ظهر أنه وغد و حقير شأنه شأن باقي الشباب ، لعنة الله عليهم

صحيح لقد كانت صفاء تظن أن نبيل غير الباقي ٬ولكنه بمجرد أن وقف على رجليه ركض ناحية انثى أخرى وخطبها ٬متناسيا حب صفاء ومؤازرتها له في الفرح والمرض ، في ذلك الوقت ازاحت المترجمة الاغطية على جنب ثم وقفت من مكانها لتخرج كلماتها بينما تمشط الأرض جيئة و ذهابا

_علي أن افعل شيئا ما ، علي أن اخلص نفسي من هذه الورطة اللعينة

صمتت مونيا مفكرة في حل لمشكلة صديقتها المقربة ، بعد لحظات صفقت بيديها

_ما رأيك أن نستأجر شخصا ما ، ونرسله كي يخيف هذا المدعو توفيق

_لا ذاك المدعو توفيق شخص ذكي سيفهم بانني وراء ذلك قد يحسبه حبيبي وقد يسبب ذلك لي مشكلة مع ابي

اردفت صفاء مستطردة تلك الفكرة ٬ بينما تبحث في هاتفها الذكي ، وقد كانت تبحث عن عنوان مطعم توفيق ٬ بعد لحظات رفعت مفاتيح سيارتها ثم نظرت الى مونيا وقالت

_سنذهب في مشوار هيا بنا

قالت صفاء تلك الكلمات ثم انطلقت خارج الغرفة ٬لتلحق بها مونيا التي لم تكن تملك ادنى فكرة عن المشوار الذي تحدثت عنه صديقتها٬ ترى هل ستحاول الهرب ام ما الذي ستفعله بالتحديد .

****

يتبع 

Continue Reading

You'll Also Like

8.2K 157 10
بعد مرور اسبوع و لأول مرة، تجرأ،واتصل على هاتفها، رأت الهاتف و رأت انه المتصل لكنها لم تعد تبالي بما سيقول ولم تجب. في اليوم التالي عند عودتها وجدته...
128K 4.4K 61
📣📣📣📣📣📣📣📣 حصريا 💯💯 في جروب الكونتيسات الدمويات 😈 Dark angles 💀 ⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕⭕ قصة مديراش.... تحمل فطياتها⏬ الحزن😢..و الغضب 😤... اليتم 👭...
770K 17.6K 24
كانت تلك فتاة تحت مطر وهي تبكي لقد تركتني لن اسامحك ابدا ابدا اكرهك ماهو شعوركم عندما يذهب حبيبك او حبيبتك يوم زفاف تتحطم ينكسر قلبك هذا ماحدث مع بط...
1.2M 92.4K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...