....
استلقى جين وو بتعب على سرير غرفة الفندق بسبب الرحلة التي دامت ساعات ، اقتربت منه آيلا تتفقد حرارته
" هل أنت متعب "
أومأ بخمول قائلا
" انا نعس "
اقترب تايهيونغ منهما بعدما شكر العامل الذي أحضر حقائبهم واستفسر
" مابه ..هل هو مريض "
ابعدت يديها عن جين وو لتجيبه
" لا هو متعب فقط ويريد النوم "
أومأ لها ثم استلقى على الأريكة الموجودة بجانب نافذة الغرفة
" حسنا فالنرتاح الأن وبعدها لنذهب في جولة حول المكان "
تنهدت لتستلقي هي الأخرى بجانب طفلها الذي غفى بسرعة لشدة تعبه
استيقظ تايهيونغ على صوت همسات آيلا و جين وو و نبرة آيلا كانت توضح انها تكتم عصبيتها
" جين وو توقف أنت سوف تزعجه "
" لكن أمي انا حقا اريد الخروج "
" أخفض صوتك هل تريد أن يغضب منك وتوقف عن الحراك "
قطب حاجبيه ومسح على وجهه بيده بعدها رفع جزئه العلوي عن الأريكة وانزل قدميه لتستقرا على الأرض
جين وو كان يقف على السرير و آيلا تلبسه ملابسه من الواضح أنها حممته ، بعدما لاحظ أن تايهيونغ استيقظ جلس بسرعة وأخفض رأسه
" أنا أسف عم تايهيونغ "
تنهد ثم وقف ، راقبته آيلا يقترب من هما ثم بعثر شعر الصغير وهو يمر ليدخل الحمام
" لابأس كان علي أن استيقظ.... لنخرج"
ثم وجه باقي كلامه الى آيلا
" بما ان الوقت تأخر ...لنتناول العشاء في المطعم الخاص بالفندق وغدا نزور بعض المناطق سياحية"
"حسنا "
ابتسم جين وو باتساع وصرخ بحماس بعدما دخل تايهيونغ الحمام
" عم تايهيونغ انت رائع انا احبك "
ابتسمت آيلا لرأيتها جين وو سعيد ومبتهج عكس الايام الماضية حيث كان باهت منطفئ ، استفاقت من شرودها على هزه لها
" أمي اسرعي ارتدي ملابسك قبل أن يغير العم رأيه "
" حسنا ..حسنا اهدئ "
جعلته يرتدي ملابس الخروج بعدما كانت تلبسه بيجامته ثم ارتدت هي ملابسها مستغلة كون تايهيونغ في الحمام بعدما طلبت من ابنها عدم الالتفات إليها
_____________
جين وو الصغير اعجب بطعم الفواكه المقطعة قطع صغيرة وحين لاحظ أنها ستنتهي مد يده ليأخذ المتبقي قبل أن يأكله تايهيونغ أو والدته
الا ان ايلا نهرته عن فعلته قائلة إنها للعم ولا يجوز له تناولها وماكان منه ألا إن يبعد يده مطيعا لوالدته ثم نظر لتايهيونغ معتذرا بصوت منخفض
" اسف عمي "
ابتسامة صغيرة ضهرت على ثغر المقصود بالكاد ترى ليحمل الصحن ويضعه أمام الصغير الذي أنهى عشائه
" لابأس دعيه يأكلها بما انها أعجبته "
ابتسامة جين وو توسعت ماسحة العبوس الذي غزا وجهه قبلا ليردف بصوت مبتهج
" شكرا لك عم تايهيونغ "
انتظراه حتى انتهى من تناولها ثم غادرو المطعم عائدين إلى الفندق و بسبب اصارار جين وو نام تايهيونغ بجانب آيلا على السرير والصغير وسطهما
آيلا لم يعجبها إصراره كونها خائفة من أن ينزعج تايهيونغ منه ويغضب لاتعلم أنه بطبعه يحب الأطفال و برائتهم
اعجب ببرائة الصغير و عفويته ولاحظ أيضا أن الصغير لا يجيد الكثير من الأشياء كونه امضى معظم أيامه في المستشفى حتى أنه يتلعثم أحيانا حين يتحدث
_______________
يومهم الثاني في لندن
لم يستيقظوا باكرا كونهم ناموا في وقت متأخر الليلة الماضية لذا توجهوا اولا الى أحد المطاعم من أجل الأفطار
بعدها أخذهم تايهيونغ الى ساعة بيغ بن مستعيرا سيارة صديقه تجولوا في ساحتها مستمتعين بجمال معالم ساعة لندن ومحيطها التقطوا الكثير من الصور التذكارية لثلاثتهم وأخرى لآيلا وطفلها بعدما طلب جين وو ذلك من تايهيونغ بنبرة منخفضة خجولة ومتوترة وهو ابتسم موافقا كونه لم يجد سبب ليرفض الطلب
ثم توجهوا نحو حديقة هايد بارك لندن أكبر الحدائق الموجودة في المدينة بنية المشي والاسترخاء واستنشاق الهواء النقي المفيد خاصة للصغير ذو القلب المريض
لمعت عينا جين وو صاحب الخمس سنوات لرأيته الأطفال وبعض الكبار يركبون الدراجات الهوائية ويتجول في الحديقة ، سحب بنطال والدته بكفه الصغيرة ليلفت انتباهها
" أمي هل يمكن ان أجرب "
" لا يمكنك ذلك صغيري "
افلت بنطالها بخيبة تزامنا مع قوله
"لماذا "
قبل أن تقول اي شئ تحدث زوجها موجها كلامه اليها
" لِما لا دعيه يجرب "
" لكن..."
لم تكمل كلامها لأنه قرفص امام ابنها وامسك كلتا يديه يتحدث بنبرة لطيفة
" يمكنك أن تجرب وتركب الدراجة لكن ليس كثيرا ..لايجب أن تتعب اذا وجد الطبيب قلبك متعبا لن يستطيع جعله يتحسن "
رفع تايهيونغ كفه ووضعها على صدر الصغير جهة قلبه قائلا بابتسامة
" يجب عليك المحافظة على راحة قلبك وجسدك حتى موعد رأيت الطبيب بعدها يمكنك فعل اي شئ تريده "
" حقا ! "
تسائله البريء جعل ابتسامته تتسع ليومأ مأكدا ، راسما على ثغر جين وو ابتسامة سعيدة
" اذا انا موافق عندما يقول العم وأمي توقف جين وو سيتوقف دون تذمر "
ابعد تايهيونغ كفه عن قلب الصغير ومد إصبعه الخنصر قائلا
" عدني "
" هكذا يعِدون !"
أوما له ثم أجابه
" وعد الخنصر...أنه تأكيد على انك لن تتراجع"
أشبك جين وو خنصره الصغير بخاصة تايهيونغ الكبير
" وعد "
بعثر شعر الصغير ثم استقام ، أمسك بكفه واتجه به نحو مكان استأجار الدراجات وآيلا تمشي خلفهم
جلس على أحد المقاعد بعدما دفع الثمن لمدة ساعة وترك آيلا تعلم ابنها كيف يركب الدراجة ويقودها
قهقهات جين وو السعيدة وصرخاته الخائفة.. تعامل آيلا مع صغيرها وضحكاتها هي الأخرى حتى ملامحها الخائفة على طفلها .. وجد نفسه يصور فيديو لكل ذلك بهاتفه مبتسما
انتهى يومهم بعودتهم الى الفندق و جين وو لم يتوقف عن التحدث عن كون ركوب الدراجات شيء رائع
استغل تايهيونغ انشغال جين وو بالهاتف واقترب ليحتضن آيلا من الخلف حين كانت تحضر السرير جفلت لفعلته المفاجأة ، طبع عدة قبل على عنقها ثم على فكها ثم آدارها نحوه وقبل شفاهها
توقف فور شعوره بتحديقات الصغير ليبتعد عنها ويلتفت له ، جين وو كان ينظر لهما بوجنتين محمرتين
" هل يمكنني انا ايضا الحصول على قبلة "
ابتسم تايهيونغ لنبرة الصغير الخجولة المنخفضة ثم أومأ له ليترك الهاتف على الأرض حيث كان جالسا يشاهد الصور وركض نحو تايهيونغ الذي حمله فورا يقبله
لاحظت آيلا أن تايهيونغ كثير الابتسام عكس ماكان يبدو لها في الأول ظنت أنه تغير عن ايام الجامعة لكن لم يتغير فيه شيء سوى أنه احتفظ بابتساماته البشوشة والجميلة التي كان يوزعها على الجميع.. لعائلته والمقربين منه فقط
قبلت هي الأخرى وجنة جين وو ليردف بعد ان ابتعدت
" ماذا عن العم ! "
حولت نظرها الى تايهيونغ الذي بدوره نظر إليها بعض الحمرة كست وجنتيها لتقترب منه وترفع نفسها قليلا طابعة قبلة على وجنته مبتعدة بسرعة
ابتسم تايهيونغ واتجه نحو السرير قائلا
" هيا إلى النوم الأن "
+++++++
انتهى البارت