-2-

196K 7.8K 1.4K
                                    


..

دخلت مبتسمة كونها سترى طفلها بعد أسبوع من الاشتياق تحمل في يدها كيسا صغيرا داخله علبة الكعك الذي حضّرته البارحة ، انحنت لدكتور الخاص بحالة ابنها ليردف هو

" سيدة بارك من الجيد انك اتيت "

" هل حدث شيء لجين وو "

تحدثت بهلع لينفي هو مطمأننا إياها ثم اردف

" أنه بخير حتى الأن ، لكن لا قلبه ولا جسده سيتحملان ، أن  لم نقم بالعملية الاسبوع القادم سيفقد حياته "

أمسكت هي بيده لتقول بترجي وصوت باكي

" ارجوك دكتور قم بالعملية وان اقسم لك سأدفع المبلغ بعدها ، أو على الأقل اخفض ثمنها "

ابعد يدها وقال بأسف

" انا اسف حقا لست وحدي من يقرر حتى لو وافقت الطاقم الطبي سيرفض ومدير المشفى سبق ورفض "

وضعت يدها على فمها لتنهار ارضا باكية ، نفت برأسها عدة مرات غير مصدقة هي ستخسر فلذة كبدها الوحيدة ذلك المال الذي جمعته لا يكفي حتى ايجار المنزل وهي لا يمكنها توفير مال بتلك الضخامة بين ليلة وضحاها بقيت مدة طويلة تجلس أرض تذرف دموع الألم وكل من يمر ينظر إليها بشفقة ، مسحت دموعها ثم وقفت لتحمل بعدها الكيس وتتقدم نحو غرفة ابنها

فتحت الباب ورسمت على وجهها ابتسامة عانت لجعلها مبتهجة، صراخ حماسي تردد في المكان

" أمييي"

قفز من سريره بحماس  وبالمقابل استقبلته تضمه الى صدرها بقوة كبيرة

" اشتقت لكِ أمي "

لف ذراعيه حول عنقها يضع رأسه على كتفها لتقف هي ليحوط جذعها بقدميه

" وانا ايضا عزيزي اسفة لأني لم اتي لزيارتك "

تحدثت عندما وضعته على سرير المشفى ينظر إليها بعيون تلمع

" لا بأس أمي اعلم انك تعملين لتخرجيني من هنا ونعود إلى المنزل معا كما كنا "

أومات مبتسمة لترفع الكيس

" لقد أحضرت لك الكعك الذي تحبه وكتب التلوين"

ازدادت لمعت عيناه ليلتقطه من يدها بحماس ويشرع في فتحه ، أما هي راقبته بحسرة تمنع دموعها من مغادرة عينيها لوحت بيدها امامهما - عينيها - في غفلت منه ثم أردفت

" لنخرج قليلا الى حديقة المشفى عندما تنتهي "

أومأ لها غير منتبه على صوتها المهزوز من شدة حماسه

قضت باقي يومها برفقت جين وو  كونها اشتاقت له شاهدت معه الرسوم المتحركة وساعدته في التلوين اشترت له الحلوى وغزل البنات كما أنها علمته بعض حروف الأبجدية

وفي النهاية توجهت اين قررت أنه  يمكنها أن تجمع قدرا كافيا من المال لعملية ابنها الاسبوع القادم

دخلت بخطوات مترددة الى ذلك الملهى الذي اشتهر في الآونة الأخيرة بعدما سمعت أن أجور العاملين والنادلات اكبر من اجرهم في المقاهي والمطاعم ، اقتربت من البار ليرمقها الساقي باستغراب فمنظرها المحافظ لا يناسب المكان ، أردفت هي بعدما استجمعت قدرا كافيا من الشجاعة

" مرحبا...اين مدير المكان "

" هل يمكنك ارشادي لمكتب المدير "

تحدثت مجددا حين لم يستجب وبقي شاردا في ملامحها لينتفض

" اوو أجل تفضلي من هنا آنستي "

تبعته بخطوات خفيفة نحو مكتب المدير , في الجهة الأخرى اتصل ذلك الذي كان يتبعها  بسيده ليرد بعد دقائق

" سيدي تلك الفتاة هي الأن في الملهى *** ابنها بحاجة لعملية مُكلِفة اظن انها ستعمل هنا "

" حسنا ابقى هناك ولا تتحرك ، لا تتدخل الا إذا تعرضت للأذى "

" حاضر سيدي"

اقفل الخط ليتقدم الى الداخل بغية حمايتها اذا تعرض لها أحدهم

_________

" كم مرة علي ان اعيد لدينا بما يكفي من النادلات"

تحدث المسن الجالس خلف مكتبه

" أرجوك سيدي انا حقا بحاجة للمال "

" إذا كنت بحاجة للمال فالتكوني بائعة هوى أنا متأكد انكِ ستَجنِين في شهر ما يجّنينَ الأخريات في سنة بهذا القوام "

" سيدي ..."

قاطعها بضرب مكتبه بغضب

" اللعنة فالتخرجي من هنا حالا "

تنهدت فاقدة الأمل لتركض للخارج ، جلست على حافة الرصيف تخفي وجهها بين قدميها تبكي بحرقة أملها الوحيد اندثر 

لمحت اقدام شخصين أمامها لتردف

" هذا مكان ينقصني مجموعة منحرفين "

رفعت رأسها لتنظر نحوهما بعيون  محمرة وجه باكي


+++++++++++++++

انتهى البارت

عقد زواج ✓Where stories live. Discover now