اِستمتعوا ~
~
بيكهيون كان مُحتارًا حول هالة السيدة آنا التي كانت مُنطفِئة قليلًا ،
لذا هو سألها مباشرةً عما في ذِهنها.
" سيدة آنا ، ما الأمر؟ لما تبدين ذو فِكرٍ مشغولٍ اليوم؟ "
بلطافه هو أمال رأسه بِخفة.
" إنه لا شيء عزيزي هيون ، السيد باولو صاحِب العربة مريضٌ اليوم ولا يوجد أحد يستطيع الذهاب للمدينة للتبضع جميع الخدم مشغولون بتجهيز القصر والأمير ألفريد سيعود قريبًا ،
أشعر بأني سأفقِدُ عقلي "
مُمسِكةً برأسها نهاية الحديث ، مُتعبة إثر حِمل المسؤولية الكبير.
" أستطيع الذهاب أنا للسوق إن أردتي "
الصبيّ عرض المساعدة على السيدة الكبيرة ، بنية التخفيف عليها من أتعابِها.
" لن تستطيع شراء كُل شيء لِوحدِك بيكهيون "
تنظر له بأسىً أصابها.
و الصبيّ فورًا فكّر برجُلٍ ما سيكون حتمًا ممتازًا لِمهمةٍ كهذه ،
و من غير الحارِس بارك ~
" الحارس بارك يستطيع أن يأتي معي! "
بلا تفكير هو نطق للمرأه أمامه.
" حقًا؟ ذِلك سيكون عونًا كبيرًا مِنك "
و كأن بيكهيون كان مُنقِذُها هي تنهدت بِراحة ، مُخبِرةً إياه بالقدوم معها لإعطاءه قائِمة المشتريات ومبلغًا مِن المال.
بيكهيون لم يُفكِر بأن بارك قد يكون منشغلًا ولن يستطيع الذهاب معه ،
لذا هو بِبُطء وخجلٍ مِن تسرعه تقدّم للبوابة الخلفية بِقُبعةِ القش وقميصه ذو الأكمام الطويلة ، يتفادى شمس اليوم.
أراد البقاء هادِئًا بينما يسير لكن رنين السِلسِلة قد فضح تواجده وجذب إنتباه الحارس إليه ، يبتسِم بِخفة.
يتقدم مِن الحارس بحرج ، " مرحبًا بارك ~ "
بيديه المعقودة خلف ظهرِه و ونظره المُلتصِق أرضًا هو حيّاه.
" مرحبًا بيون "
باِبتسامةٍ دافِئة هو رد التحية ، فضولي حول تصرف الصبي الخجول.
يلعب بِقدمِه على الأرضية ، يُفكِر بطريقةٍ ليُخبِر بها الرجُل أمامه بما فعل.
" حسنًا... لقد رأيت السيدة آنا حزينة اليوم و-و سألتُها عمّا بِها ،
تعرِف السيد باولو؟ صاحِب العربة ~
هو مريضٌ اليوم لكنها تحتاج التبضع مِن سوق المدينة والخادِمات مُنشغِلات بتحضير القصر لعودة الأمير وحسنًا لقد عرضت عليها مساعدتي "
يحرك يديه بتوتر بالجو ، يتأتأ بكلِماته ، يخشى بأن يغضب الرجل عليه لإتِخاذه القرار بدون سؤالِه.
تشانيول أمال رأسه على توتر الصبي الواضح ،
أيًا ماكان سيقوله هو حتمًا صعبٌ عليه.
" و..و لقد أخبرتُها بأنك ستُساعدني ، أنا حقًا أسف لأني فعلت ذلِك بلا سؤالِك ،
لكن أنت فقط أتيت بذهني ولساني تحرّك مِن تِلقاء نفسه! "
هاتِفًا بكلامِه بِسُرعه ، مُغلِقًا عينيه و مُفزِعًا الحارس بصوته العالي.
و قهقهة تشانيول جعلته يفتح عينيه بتفاجُئ ، هو توقع بأن يزفر بضيقٍ مِنه أو يصرخ عليه.
" لِما أنت متوتر جدًا هكذا؟ سأُحِب الخروج معك للمدينة ومُساعدتُك بالتبضع بيكهيون ، علي فقط أخذ الإذن بالخروج "
يبتسِم ناحيته ، بيكهيون بدو كطِفلٍ في هذه اللحظة.
و فِكرة أنه تواجد بِذهن الصبي جعلت الدفئ يتسرب لِجسدِه بِبُطء.
" إنتظرني هُنا "
قاصِدًا مكتب رئيسه لأخذ إذن الخروج.
و بيكهيون الذي إستند على جانِب البوابة بِهدوء ، يُقابِل سيهون ذو الهالة المُظلِمة و السُحُب السوداء فوق رأسِه.
عاضًا شفتيه على التشابه بينه وبين لوهان صباح اليوم ، كِلاهُما حزين و كِلاهُما غاضِب ،
يتذكر بأن لوهان لَم يُحييه صباحًا كالعادة.
هو عليه جعلهُما يلتقيان و يتحدثان ،
و فِكرةٌ ما لمَعت برأسِه.
" سيهون؟ "
نادى الرجُل أمامه.
" ما الأمر ؟ بيكهيون؟ "
مُتعجِبًا مِن تحدُث الأخر الذي كان هادِئًا لوقتٍ قصير.
" تعرِف ؟ أنا قلِق قليلاً ، إذ أني رأيت فرانك يسحب لوهان لداخِل الحظيرة في الجناح الغربي ، لا أعلم لكن يُراودني شعورٌ سيء حيال الأمر "
يعض على طرف أصابعه ، يتصنع القلق بعينيه بينما يثني حاجبيه.
سيهون توسعت عينيه على ماسمِع ، نادِرًا مايكون هُناك أحد بالجناح الغربي ،
لا يُعقل أن.......
" أخبِر تشانيول بأني مُنشغل فليجد غيري ليحرُس البوابة "
تارِكًا موقِع حِراستِه هو طلب من الصبي.
بيكهيون هز رأسه موافِقاً ، ينظرُ للأخر يبتعِد ،
وحينما أختفى هو ركض بأقصى سُرعتِه.
يتخذ الطريق المؤدي للمطبخ الملكي القريب من الجناح الغربي.
" لوهان! "
يصرخ على صديقه و يعتذر من الخدم المتواجد ، يهمس بأن السيدة آنا تبحث عنه وعليه الذهاب الأن.
يسحب صديقه معه بإتجاه الحظيرة.
" ما الأمر بيك؟ مالذي يحدث؟ "
بقلق هو سأل صديقه مُتسارِع الخُطى.
" أنجيلا ستُقابل سيهون بداخِل الحظيرة ، عليك منعها مِن الإعتراف له! أنت تُحِبُه أولست؟ "
يتوقف لوهان ويسحب يده مِن قبضة الأخر ،
مُخفِضًا رأسه.
" وما شأني أنا؟ فلـيتواعدا لا أهتم "
" ألست تُحِبِه! لايجب عليك تركه ينزلِق مِن بين يديك لوهان! "
" أجل صحيح بأني أُحِبه ، لكن ماذا عنه؟ ماذا لو كان يُبادِلُها المشاعِر؟ سأباتُ مُحطمًا وقتها ، أنا لا أستطيع تحمُّل الرفض بيكهيون فلا تدفعني لهذا الأمر! "
بيكهيون القلق مِن أن يكتشف سيهون خلوِ الحظيرة ويعود لِموقِعه ،
يتلفت برأسِه.
هو عليه إقناع لوهان هُنا و الأن!
" و لكنك تُحِبُه لوهان! ألا تظُن بأن لمشاعِرك حقٌ عليك ؟
ما الذي ستفعلُه حينما تدفِنُها بداخِلك حتى تتحول لأشواكٍ تؤذيك؟
عليك القِتال لأجل من تُحِب ، لا تكُن مُثيرًا للشفقة! "
يصرُخ بوجه الأخر.
" عليك الذهاب والصُراخ مِلئ قلبِك بِحُبِك !
إن لَم تفعل ، لَن تغفِر لك نفسُك على تضييع فُرصِها "
يلهث بعد صُراخه العالي ، ينظُر لِـلوهان المُتجمِد بمكانِه.
يمد يده ليسحبه بإتجاه الحظيرة ،
حيث سيهون الذين وطئت أقدامه بداخِلها توًا.
يجعل قدمي لوهان تركض بِلا وعي ،
تتردد بِذهنه كلمات بيكهيون ، تُزوِدُه بالقوة للتصريح بمشاعِره الغامِرة.
و حينما دخل لوهان الحظيرة كان سيهون مواجِهًا له ، عازِمًا على الخروج حينما رأى خلوّها.
تجمد كِلاهُما حينما لم يكُن فرانك أو أنجيلا موجودين ،
وصرير الباب الذي أُغلِق وأُقفِل جعلهُما يقطعان التواصل البصري ناظرين للباب المُغلق.
بيكهيون بالجهه الأُخرى أقفل الباب ،
يعود راكِضًا للبوابة الخلفية.
قهقهته المُستمتِعه صاحبت صوت الرنين العذب إثر ركضه ، يُمسِك بالقُبعة حتى لا تطير ، ينظُر لبارك الواقف بتسائُل مِن إختفاء الصبي و صديقه.
حتى وصلت لمسامِعه الأصوات العذبه للصبي الراكِض.
" بارك ~ أمسِك بي! "
صارِخًا بسعادة على الأخر ، يقفِز عليه حينما أقترب منه.
يُفاجئ الأطول الذي سُرعان ما أمسك بخصر الصبي النحيل مُلتقِطًا إياه و مُلتفًا بِه إثر سُرعتِه.
تمسّك بيكهيون بكتفي الأخر العريضه بينما يضحك بسعادة و إنتصار.
تشانيول ضحك لِضحكات الأخر السعيدة ، غير عالِم بما حصل ،
يُنزِله بِبُطء لِـألّا يتأذى.
" ماذا حدث ؟ "
بِبقايا ضِحكاتٍ هو سأل.
" لقد حبست سيهون ولوهان بالحظيرة ~ "
يُخفي فمه بينما يهمِس لتشانيول الذي توسعت عينيه و يعود للضحك.
" كيف! "
مُتفاجِئٌ هو مِن أفعال الصبي المُشاكِسة.
" سأحكي لك بطريقنا للسوق ، هل حصلت على إذنٍ بالخروج؟ "
بنشاطٍ مو تمشى ، يقفِز بين خطواتِه.
" أجل لقد حصلت عليه "
يُقهقه على الجميل النشيط ، يلحق به بينما بيكهيون بدأ بِسرد ماحصل على مسامِعه.
تاركين الإثنان المحبوسين بلا أي قلق.
~
يدفع الباب العريض بلا أي فائِدة ، فهو مُغلقٌ مِن الخارج ،
و لن يأتي أي أحد لهذا القسم لذا فرصة خروجهم قريبًا معدومة.
يتنهد بخفة قبل أن يجلس على كومة القش بجانب الفتى الصامِت ،
" لِما فرانك ليس بِرفقتِك؟ "
بعد صمتٍ طويل ، أفصح الأطول عن تسائُلِه الذي أشغله.
" و لِما سيكون فرانك بِرفقتي ؟ "
بإستِغراب هو أيضًا تسائل.
" لكن بيكهيون أخبرني بأنكما معًا هُنا "
" ألم تكُن أنجيلا من دعتك الى هُنا؟ "
" لِما ستدعوني أنجيلا لحظيرة الجناح الغربي حتى! بيكهيون أخبرني بأن فرانك قد أخذك لِهُنا لذا أنا أتيت "
مُصرِحًا بِما حدث ، يُدرِك بعد فوات الأوان بأنه فضح أمره تقريبًا.
" لكن لِما سيقول بيكهيون لك ذل- "
وفي تِلك اللحظة ، لوهان أدرك الأمر جيدًا.
بيكهيون يُعطيه فرصةً ليعترِف بِحُبِه ،
إعجاب أنجيلا بِـسيهون كانت إحدى كِذباتِه.
و ما قِصة فرانك؟ لِما سيهون قد يأتي فقط لأنه و فر-
و كما لو أن الفكرة لمعت برأسه هو وسّع عينيه ،
ينظر لِلأخر بِجانِبه.
الدِفئ تسلل لِقلبِه بِبُطء إثر الفكرة التي اِستحلت عقله ،
يُسنِد رأسه على كتف سيهون ، بينما يُتمتِم بِخفة.
" أنت رُبما لا تذكر لكنك أنقذتني مرة ،
عِندما كُنت ضعيفًا وعاجِزًا أمام الرِجال السُكارى بِمُنتصف الليل
و مُنذ ذلِك اليوم أنت أصبحت بطلي ،
لم أعرف ماكان أسمك حتى وفقط أتذكر وجهك و المعطف الثقيل خاصتُك الذي وقع على كتفيّ
لم أكُن أتوقع بأني سأراك مُجددًا و كُنت حزينًا لأني لم أستطِع شُكرك كما ينبغي ،
لكن بالصباح التالي أنت كُنت أمامي ، حارِسًا للبوابة و لم أمتلِك الشجاعة اللازمة للتحدُث إليك حيث أن الجميع كان مُعجب بك ويتحدث معك ،
و يومًا بعد يوم وجدتني أقع بِحُبك أكثر و أكثر ،
لقد كُنت خائِفًا مِن تلقي الرفض بعد الإعتراف لك لذا بقيت أُحِبُك مِن بعيد ،
أنا حقًا حقًا بأعماق الحُب معك سيهون "
يرفع رأسه بِخفة لينظُر لعينيّ الأخر التي تنظُر له.
و سيهون ختم حديث الصبي بِجانبه بِقُبلةٍ على شِفاهِه الناعِمة ،
مُباغِةً إياه ، يُمسِك خصره بيد وخدِّه بالأُخرى.
يتعمق بِقُبلتِه المُتبادلة أكثر ،
دقات قلبيهِما المُتسارِعة صاحبت صوت القِبلات الرطبة.
فصلا القُبلة لِحاجتِهما للهواء ،
مُتفاجِئًا ، لوهان غطى شفتيه بظهر كفِه ، ينظر لسيهون الذي يسترِد أنفاسه بتشوش ،
حيث أنه أسند جبينه على كتف لوهان ، يُحيط خصره بذراعيه ويُقرِبُه.
" أنا أيضًا ، مُنذ تِلك الليلة حينما رأيت عينيك الباكية ،
شعرت بالعجز بساقيّ ، أردتُ حمايتك و إبعاد كُلِ أذىً عنك ،
و بالرُغم مِن أنك كُنت لطيفًا بِبُكائِك إلًا أنني أجزمتُ بأنك أجمل باِبتسامةٍ تُزينُ ثغرة ، أحببتُك و أردتُت القُرب مِنك ،
و كُنت أُصلي للرّب لِأتلقى اِبتسامةٍ وحيدة مِنك
أنا أُحِبُك أضعاف الحُب الذي تُكِنُه لي "
يُفصِح أخيرًا عن ما أرقه طوال أعوامٍ مِن الحُب العذري ،
يشعر بالخِفة على كتفيه وبقلبِه.
كالطير المُغني فجرًا ،
و كدموع الصبي السعيدة على كتفِه.
ينزاح سيهون مِن مكانه ليأخذ رقيقته بجولةِ قُبلٍ أُخرى.
~
" أنا لا أُصدِق بأنك فعلت ذلك "
ضحكات تشانيول العالية لم تتوقف مُنذ أن سمِع بِفعلة الأخر.
" هُم أحتاجوا لِدفعة بسيطة "
رافِعًا كتفيه ، بيكهيون أجاب.
" و حبسهم بالحظيرة تُسمى دفعة بسيطة؟ "
يوسع عينيه على بيكهيون اللامُبالي.
" أجل ~ حينما نعود سيكونان معًا أخيرًا ! سترى "
يُسرع بِخُطاه على يصِل للِمُنحدر أولًا ويلتفت للخلف.
" أسرع بارك ~ لِما أنت بطيء؟ هل أنت عجوز؟ "
باِبتسامة لعوبة هو هتف للأخر المُتأخر ،
قلبُه يمتلئ بالدفئ والشرارات السعيدة ، و لا يجد سببًا وجيهًا لها.
تشانيول على الطرف الأخر ، روحه قد وصلت للسماء السابِعه إثر فرط الحُب الذي يُكِنه للصبي اللؤلؤي أمامه.
بالرُغم مِن أن السماء غائِمة جُزئيًا إلا أن الشمس مازالت تسطُع عليه ، تجعله براقًا للأعيُن ، كاللؤلؤ والألماس.
قابِلًا تحدي السباق على المُنحدر الأمِن ، و كأن لا أحدٌ سِواهُما في هذا العالم.
حيث الأشجار الخضراء مِن حولِهم وأصوات الطيور المُغرِدة المُصاحِبة لِضحكات صبيّ الجنة ،
و رنين السِلسِلة العذب الذي لطالما استحوذ على قلب الرجُل الضعيف.
يؤمِن أشدّ الإيمان أن بيكهيون مُرسلٌ مِن السماء ،
بِصفاتِه النادِرة و شعرِه الأبيض البرّاق وعينيه العسلية خفيفة اللون كالنور حين الإشراق.
كـصِفات الملائِكة و رُبما أفضل ،
ينظُر له يُمسِك بقُبعتِه لِـألّا تطير ، يبتسِم بينما يركض وتتطاير خُصلات شعره الأمامية.
و حتى وصلا للمدينة المُزدحِمة ، بيكهيون واصل على نشاطه ومزاجه العالي ، يُلقي التحية على مَن يعرِف ، مُتجِهان لوسط المدينة لأجل التبضع.
" أوه ! صبيّ القصر هُنا ~ "
كان ذلِك إحدى الرِجال المُسنين صاحِبٌ لِدُكانٍ بسيط.
" مرحبًا عمي ~
كيف هو يومك؟ "
بيديه خلف رأسه واِبتسامةٍ عارِمة ، بيكهيون حيّاه.
" أنا بخير طالما رأيتك أيُها الشقي ،
كيف لك أن لا تأتي لإلقاء التحية عليّ! "
مؤنِبًا إياه بِشدة ، لِإفتِقاده للصبيّ المرِح.
تشانيول ضلّ مبهورًا ، فـعلى مايبدو أن الجميع يعرِف صبيّه الجميل مُلقِبينه بصبيّ القصر ~
لكن بيكهيون لا يعيش بالقصر؟
هكذا فكّر الحارِس.
" عليك المجيء الى هُنا أكثر ، حينما كانت إيزابيل حية كُنت دومًا ماتختبئ مِنها عِندي والأن أنت لا تأتي لتُلقي التحيّة علي!
لقد ظننت بأني شخصٌ مُهِم لديك "
يتصنع الغضب والحُزن لـيُلاقي عاطفة الصبيّ اللؤلؤي.
" عمي ~ أنا اسف حقًا ، أعِدُك بأني سأتي كُل يوم حسنًا ؟
لاتغضب مني ~ "
بعبوسٍ على وجهه هو ترجى الرجُل المُسِن ، يهز يده ليرضى عنه.
بضِحكات الرجُل العجوز وتربيته على رأسه هو أكمل تبضُعه مع تشانيول بنفسٍ سعيدة لِرضى الرجُل المُسِن عليه.
" يَسُر الناظرين ، ويسرِق القلوب ،
لا لومٌ عليها لمحبتِها الشديدة لك
فليرحم الرّب روحك يا مولاتي "
ينظر للصبيّ المُشِع مِن بعيد ، يُتمتِم بكلِماتِ يتلبسها حُزنٌ قديم.
نُزهتُهُما كما سماها بيكهيون لَم تخلو مِن اللهو هُنا و هُناك وعينا الحارِس وقعت على دُكانٍ مُمتلئ بالورود و الأزهار ، وما جذب عينيه كانت زهور الجنّة الزرقاء الموجودة على جانِب الدُكان.
و فِكرة أن تتبارك إحداها بِوضعِها خلف إذن صبيّ الجنة كانت الدافِع القوي له ليقطِف إحداها بِلا إنتباه البائِع ، لاحِقًا بِـبيكهيون و ساحِبًا إياه ليُواجِهه.
" أنظر "
يُريه الزهرة الوحيدة الجميلة ، كما صبيّه.
" أليست هذه زهرةُ الجنّة ؟ "
بتفاجُئ بيكهيون سأل ، يتلمسُها بأطراف أصابِعه.
" أجل هي كذلِك "
ينظر لِعينيّ الأخر المُنبهِرة بجمال الزهرة.
" أعتقد أن علينا إعادتُها لوصيّها؟ "
باِبتسامة هو سأل اللؤلؤي أمامه.
" وصيّها؟ أليس هو البائِع صاحِب ذلك الدُكان؟ "
يُميل رأسه ليرى دُكان الورود أخر الشارِع.
بينما الرجُل دنى مِن صبيّه ، يضع الزهرة الزرقاء خلف إذنه ،
يجعلُها تتخلل بين خُصلاته البيضاء الطويلة نسبيًا.
" علينا إعادتُها لصبيّ الجنة ~
الوصيّ المُنزّل مِن السماء "
ومظهر الصبيّ الأبيض المُشِع مع إزرِقاق الزهرة القوي ،
كان مظهرًا قد يُحرّم على أعيُنٍ كأعيُن الرجل المُحبة والثمِلة بملامح الأخر القريبه مِنه.
وهذه المرة ،
الرجُل دنى ليترُك قُبلة عفيفة على مُلتقى حاجبيّ الصبيّ الضيق.
يُدهش الفتى المُتورِد خجلًا مِن تصرُفاتِه ،
يُبعد القُبعة عن رأسِه بيديه الخشنة هامِسًا له بـ" السماء غائِمة ، الشمس لن تؤذيك اليوم "
يُكمِل سيره أخِذًا سِلال البضائِع مِن الأرض بِجانِبهُم.
بينما قلبُه الموشِك على الإنفجار بأي لحظة ، يود إقتلاع نفسه وإهدائه للصبيّ الذي لحِق بالرجُل برنين ساقِه الناعِم. الذي تسلل لِمسامِع أهل المدينة ، يُبهِجُهم بِوجود الصبيّ المعروف.
و مضت النُزهة بِصمتٍ مُحبب لكليهِما.
~
بعد تِلك القُبل العذبة ، اجتاحهُما خجلٌ مُفرِط ، فقد أخذتهم اللحظة و تأججت مشاعِرُهم ، وحينما هدأ المكان وهدأ حماسهُما أدركهُما الخجل الفضيع.
ولازالت قلوبُهم تنبض بقوة على ماحدث سابِقًا ،
يبتسِمان بِخفة.
وجه لوهان قد اكتسب أشد درجات الأحمر لونًا له ،
و كذلِك شاركه عُنق سيهون وأُذُنيه.
قد مرّ ما يُقارب الساعتين على بقائِهِم بداخل الحظيرة ،
حتى أصدر الباب صريرًا عاليًا ، ثُم بالنور ينبعث للِداخِل ووجه تشانيول يُطِل عليهم.
" أنتُما بخير؟ "
يفتح الباب أوسع ليخرُجا.
" أجل نحن بخير ، لقد تأخرتُم "
يحك مؤخِرة رأسه ويتسائل عن سبب تأخُرِهم بالرغم من أن بيكهيون من أوصد الباب عليهما.
و بِذكر بيكهيون ، هاهو يختبِئ وراء ظهر الرجل الواسِع ،
خائِفًا من صُراخ لوهان عليه أو ضربِه.
لا يُرى سِوا خُصل شعره البيضاء.
" أنا أسف ، لقد ذهبنا للمدينة للتبضُع "
يرفع كتفيه بِلا مُبالاة.
حتى أمسك سيهون بكتفيه بِشدة وظن بأنه سيتلقى ضربةً ما ،
لكن ماشعر به هو قُبلةٌ على خده ودفعٌ بسيط ليتحرك مِن أمام بيكهيون.
ثم رأى سيهون الذي احتضن بيكهيون بشدة وقبلة على خدِّه أيضًا ،
يجعل أعيُن الأطول تتسِع عليه.
" أنا أحبك بيكهيون! أنت ملاكي الحارس ~ "
يهمِس ، كانت مشاعِر السعادة تتجلى على وجهِه ، غافِلًا عن الأعيُن الغيورة والغاضِبة.
يُمسك يديه ويُبعِدُها بِبُطء عن بيكهيون المُتفاجئ مِن الأطول الشاحِب ،
يتقدم ليُخفيه خلف ظهرِه كالسابق.
و لِفضول بيكهيون هو أمال رأسه ينظر للثنائي الجديد مِن فوق كتف تشانيول ، لا تظهر سِوا عينيه وخُصلات شعره الأمامية.
سيهون أمسك بِيد محبوبه الأصغر باِبتسامة واسِعة ،
" نحن معًا الأن ~ "
و الراحة تجلّت على وجه بيكهيون ، بدموعٍ في عينيه هو ركض ليُحتضِن صديقه الذي لَم ينبس بحرف مُنذ خروجه ،
" أنا سعيد لأجلك لوها- "
وصرخةٌ مِن الصبيّ أرعبت الحارِسان حيث أن لوهان قرصه على فِعلته تِلك.
يُخفي وجهه بعدها بكتفِه إثر خجلِه مِما حدث.
" هذا يؤلِم لوهان ~
مِن المفترض بأن تُقبلني! "
بعبوسٍ على وجهه هو تذمر يفرك مكان القرصة المؤلِمة.
" أخرس ، لدينا عمل لِنُكملِه هيا "
يسحب بيكهيون معه بِلا أن ينظر للأخرين بجانِبِهم.
وبين الممرات الواسِعة ، أطلق لوهان ضِحكتِه ، سعيدٌ هو ،
فرجُلُه له ، وهو لِرجُلِه أخيرًا.
تتفرق السُحب الكثيفة بِالسماء ، سامِحةً لأشِعة الشمس بالتخلل بين الأروقة وتسطع فوق القلوب المغمورة بشتى المشاعِر الحُلوة.
~
البارت؟
جزء الهونهان؟
نزهة السوق الحُلوة ؟
ــــــــــــــ
زهرة الجّنة واللي هي زهرة العائق ( Delphinium )
وتعني الجنّة ، لها عدة ألوان منها : الأزرق ، الوردي ، البنفسجي.
صورة لزهرة العائِق :
أراكم لاحِقًا ~