العِبءْ

By MinJinju

106K 5.6K 3K

[مُتوقفة]. جميعُ الأعضاءِ يعلمونَ أنّ هناكَ خطبًا ما في العضوِ الأكبر سوكجين، لكنّهم لم يعلموا ما هو. بظنّهم... More

Burden
Ch. 1
Ch. 2
Ch. 3
Ch. 4
Ch. 5
Ch. 6
Ch. 7
Ch. 8
Ch. 9
Ch. 10
Ch. 11
Ch. 12
Ch. 13
Ch. 14
Ch. 15
Ch. 16
Ch. 17
Ch. 18
Ch. 19
Ch. 20
Note 1
Ch. 21
Ch. 22
Ch. 23
مرحبًا!

Ch. 24

2.1K 75 70
By MinJinju

مرحبًا جميعًا.

بدايةً أعتذر للغيابِ الطويل و أشكرُ انتظاركم و دعمكم لي و لهذا العَمل لحدّ الآن.

تبقّى فقط ثلاثة فصول حتى نهاية هذه الرواية و مهما تأخرتُ في الترجمة و التحديث؛ تأكدوا أنني أنوي إنهاء هذا العمل إن شاء الله.

و قبل البدءِ صلّوا على النبيِّ

قراءة ممتعة

-
-

لم يكُن هناك أي أصواتٍ تُسمَع داخل غرفةِ الرئيس عدا دقّاتِ الساعةِ الموضوعةِ على الطاولةِ أمامه، حيث جلسَ أعضاءُ الفرقةِ السبعة مع مدراءِ أعمالهم الاثنين حولها، يُواجهونَ الرئيسَ في صمتٍ غير مُتجرّأينَ على النظرِ نحوه.

أمرَ الرئيسُ بإحضارِ حليبِ الشوكولاته لأعضاءِ فرقتهِ و مدراءِ أعمالهم لتخفيفِ التوتّرِ الظاهرِ عليهم و منحهم بعض الطاقة.

جلسَ سوكجين في الوسط، رأسهُ مُطأطأٌ حيث كان يُحدّقُ لأسفل. بقيةُ الأعضاءِ تبادلوا نظراتٍ قلقة بينهم لكنهم لم يجرؤوا على النظرِ نحو رئيسهم.

أصابعُ سوكجين لم تكفّ عن الحركة في قلقٍ لكنّ يدَ تايهيونغ الهادئة أوقفتها. نظرَ إلى يدِ تايهيونغ التي تغطّي يدهُ قبل أن يُطلِقَ تنهيدةً صغيرة.

"سوكجيناه"

انقبضَ جسدُ سوكجين إثرَ سماعِ صوتِ رئيسهِ يناديه. ضغطَ تايهيونغ برفقٍ على يدِ هيونغهِ، و التوتّر يجتاحهُ هو الآخر.

هل سيطردهُ الرئيس؟ هل سيُخبره أنّه ليس جيدًا كفايةً؟ هل سيُخبره كم يبدو مثيرًا للشفقة و أنّ وكالته لا ترغب في التعامل مع ايدول محطّم بعد الآن؟ هل سيُخبره أن يترك الفرقة و يعود لحياتهِ العادية؟

لم يُدرِك سوكجين أنّه كان يرتعش حتى قام الشخصُ المجاور له بوضعِ ذراعهِ على كتفيهِ موقفًا إياه. ارتخى جسدهُ قليلًا إثرَ هذا، و التقط أنفهُ رائحةَ جونغكوك.

"سوكجيناه" ناداه الرئيس مجددًا. رفع سوكجين نظرهُ بترددٍ و تحطّمت قلوبُ البقيةِ على منظرِ العضو الأكبر. عيناهُ كانتا تلمعانِ بدموعٍ لم تسقط بعد، هبطت كتفاهُ و ارتعشت شفته السفلى بينما كان وجههُ لا يزال مُحمرًّا من النوبةِ الأخيرة و من القلقِ الذي هاجمهُ مجددًا.

"سوكجيناه" نظر الرئيس إليه، مُستندًا بذراعيه على الطاولة أمامه، شابكًا أصابعه. دعنا نساعدك، حسنًا؟"

بدتِ الحيرةُ واضحةً على وجهِ سوكجين و هو ينظرُ إلى رئيسه. أكانت تلك طريقةُ الرئيسِ في إخبارهِ برغبتهِ في طردهِ من الفرقة، مُستخدمًا عُذرًا كهذا؟

"أنتَ تحتاج للمساعدة، من مُختصّين" قال الرئيس مجددًا.

لمعت عيونُ سوكجين في خوفٍ و لم يَخفَ ذلك على الرئيس الذي تحدّث مجددًا. "أنا لا أنوي طردك من الفرقة، أنا فقط أريد مساعدتك".

تنهّد سوكجين بعد سماعِ ذلك ثمّ أخفضَ رأسه. أومأ و هو يحكّ أنفه بكمِّ قميصه.

"لديك طريقٌ طويل، و لا تزال تملك العديد من الفرصِ في مجال صناعة الموسيقى. لديك مستقبلٌ مُشرق و لا أريدك أن تمضي قُدمًا وأنت بهذه الحالة" أضاف الرئيس.

بقيَ سوكجين صامتًا، و انقبضت ذراعُ جونغكوك الملتفّة حول كتفه.

"أريد مساعدتك و سأعتني بالأمر. و كل ما أحتاجه هو موافقتك، كيف يبدو ذلك؟" سأل الرئيس مجددًا.

تنهّد سوكجين مجددًا. لسببٍ ما شعرَ كأنّ الغرفةَ ضاقت عليهِ و حاصرته. شعرَ كأنّ جميع العيونِ كانت عليه و تنتظر إجابته.

لم يكن ذلك غير مألوفٍ بالنسبة له. كونُ يونغي زميله في الغرفةِ حتى قبل ترسيمهم و كونهُ صديقٌ لشخصٍ مُتفهّمٍ كـنامجون كان له إيجابيّاته. لقد علمَ ما الذي يحدثُ له، علمَ ذلك في قلبه و هذا ما جعله خائفًا.

"ما رأيك سوكجين؟" سأل الرئيس.

أحكمَ سوكجين إغلاقَ عينيهِ و هزّ رأسه عدةَ مرات.

"لماذا؟" تساءل الرئيسُ مجددًا. "ليس عليك القلقُ حول أي شيء، سأعتني بالأمر. أنت فقط تحتاجُ للقاءِ المختصّين و السماحِ لهم بمساعدتك".

هزّ سوكجين رأسه مجددًا. "لديّ أعضاء فرقتي، و سأكون بخير أيها الرئيس. سأتأكد من عدم حدوثِ أي شيءٍ مجددًا"

"سوكجين هيونغ" تحدّث يونغي لافتًا انتباه سوكجين، "نحن نعلم أنّ ذلك ليس صحيحًا".

نظرَ سوكجين إلى يونغي في حيرةٍ تامّة. تنهّد يونغي و تململتْ كفّاهُ في حضنه.

"نحنُ نعلم أن 'كلّ شيءٍ سيكون بخير' ليست صحيحة في هذا النوع من المواقف"

أخفضَ سوكجين نظرتهُ قبل أن يُخفضَ رأسهُ بشكلٍ كامل.

"هيونغ" قال يونغي مجددًا، يُحاولُ أن يجعل سوكجين ينظر إليه، "هيونغ أرجوك. أنت تحتاج للمساعدة"

هزّ سوكجين رأسه مجددًا. "سأكونُ بخير، يونغي-اه. لا تقلق كانت تلك مرّتي الأولى للمرورِ بنوبةِ ذعرٍ بعد أكثر من شهر".

"لكن هيونغ، أنا لا أتكلم فقط عن نوبةِ الذعر الأخيرة" اقتربَ يونغي من هيونغهِ. "كنتُ أتحدثُ عن حالتكَ منذ الأمسِ و هذا الصباح" تنهّد يونغي قبل أن تتلاقى عينيهِ مع عينيّ الأكبر. "كلانا يعلم، لا، السبعةُ جميعنا نعلم ماذا يعني ذلك".

"ما الذي حدث بالأمسِ و هذا الصباح" سأل الرئيس مُقاطِعًا، ينقلُ نظرهُ بين يونغي و سوكجين.

كان يونغي على وشكِ الإجابةِ لكنّ سوكجين سبقهُ إليها.

"مع كاملِ الاحترام" تنهّد سوكجين، رافعًا نظرهُ نحو الرئيس، "هل يمكننا التوقفُ عن الحديث عن هذا الآن؟ أنا حقًا مُرهقٌ من النوبةِ الأخيرة"

تنهّد الرئيس، و خلعَ نظارتهُ قبلَ دفعِ شعرهِ للخلف. "حسنًا. لكن أرجوك فكّر بالأمر، اوكيه؟"

أخفضَ سوكجين رأسهُ و أومأ بتردّد.

"حسنًا. بإمكانكم الذهاب الآن" أخبرهم الرئيس، مُستندًا للخلفِ على كرسيّهِ قبلَ أن يضعَ نظارتهُ مجددًا. أومأ عندما انحنوا احترامًا له، مُتجاهلًا حقيقةَ أنّ مشروباتهم لم تُلمَس حتى.

أرشدهم مُدراء الأعمالِ إلى غرفةِ التدريبِ لإحضارِ حقائبهم قبل أن يتبادلوا التحياتِ و يذهبَ كلٌّ في طريقه.

مشى سوكجين وحيدًا في الخلف، مُطأطأ الرأسِ يدسُّ إحدى كفّيهِ في جيبهِ بينما أمسكت الأخرى بحزامِ الحقيبةِ المعلّقة على ظهره.

نظرَ بقيةُ الأعضاءِ إليه عدةَ مراتٍ، يتأكدون أنّه هناك معهم و أنّه بخير. لقد علموا أنّ سوكجين يحتاجُ لبعضِ الوقتِ وحده.

وصلوا جميعًا إلى الشاحنة الخاصة بهم و دخلوها. جلس جونغكوك بجانبِ السائق، كمحاولةٍ لتجنّب سوكجين قبل أن تسنحَ له الفرصة بقولِ ما في خاطره له.

نامجون جلسَ بجانبِ سوكجين في المقعدِ الخلفيّ و جلسَ جيمين على جانبهِ الأيسر. شاهدَ الأخيرُ سوكجين و هو يغلقُ عينيهِ وجسدهُ يرتفعُ و يهبطُ بخفةٍ نتيجة حركة الشاحنة. أسندَ جيمين رأسهُ على النافذةِ بجانبهِ و حاول النوم أيضًا. أما نامجون فأطلقَ تنهيدةً خفيفةً و دفعَ شعرهُ للخلف بينما عقلهُ أعادَ ذكريات النوبةِ التي حصلت في غرفة التدريب.

لو كانت والدةُ سوكجين مُحقّة و كان سوكجين صادقًا حولَ عدم مرورهِ بنوبةِ ذعرٍ لأكثرَ من شهر، ربما لكانَت النوبةُ الأخيرةُ أقلّ ألمًا. لم يستطع نامجون أن ينسى حالةَ هيونغهِ في ذلك اليوم، عندما وجدوه يبدو كالميت.

تنهّد نامجون مجددًا. لقد كان ذلك أبشعَ شيءٍ حدث في حياته و أكبر كوابيسه.

"ما الخطب، نامجون-اه؟"

استدارَ نامجون بتفاجؤٍ نحو العضو الأكبر. كان سوكجين لا يزال مُغلق العينين و يستندُ على رأسيَةِ المقعد خلفه، لكنه كان مستيقظًا و نامجون اعتقد أنّه نائم.

"باستطاعتي سماعُ مُحرّك عقلك يعملُ بجهدٍ من هنا" قال الأكبرُ مجددًا. تنهّد نامجون و استندَ للخلف مُدلّكًا وجههُ بيديه.

"هل الأمر له علاقة بالرئيس؟" فتحَ سوكجين عينيهِ و نظر للقائدِ دون رفعِ رأسه، و أجابهُ نامجون بتنهيدةٍ طويلة.

"ياه! توقف عن التنهّد فرائحةُ أنفاسك نتنة" صفقَ سوكجين صدرَ الآخر بكفّهِ مُمازحًا، مما جعلَ الأصغرَ يُقهقهُ أيضًا.

"أجل، الأمر يتعلّقُ بما قاله الرئيس" اعترفَ نامجون، مُلتفتًا دون رفعِ رأسهِ نحو سوكجين و استدارَ الأخيرُ نحوه.

"ما الخطب بما قاله؟" سأل سوكجين. أجسادهما وثبت بخفّةٍ عندما مرّت الشاحنة فوق طريق سيئة.

هزّ نامجون رأسهُ نافيًا، "لا خطأ في ما قاله. لقد كان مُحقًّا بشأن-"

"بشأنِ حاجتي للمساعدة، أنا أعلم، جون-اه" قاطعه سوكجين، مُخفِضًا رأسه و مُغمضًا عينيه قبل أن يُطلق تنهيدةً خفيفة. "لكنك تعلم أنّ الأمر صعب".

"يونغي هيونغ لا زال يذهبُ إلى مُعالجهِ النفسيّ حتى الآن" أخبره نامجون و كان مُحقًّا، رغم أنّ يونغي لا يحتاجُ لزيارةِ مُعالجهِ النفسيّ بكثرةٍ كما في السابق. "ما الذي يجعلك لا ترغبُ في الذهاب، هيونغ؟"

فركَ سوكجين وجههُ و تنهّد. "فقط.. لا أعلم"

ربّتَ نامجون على كتفِ الأكبرِ بلُطفٍ مما جعلَ الأخيرَ يلتفتُ له.

"أنت لن تُتركَ وحيدًا. سأطلبُ من الرئيسِ أن يسمحَ لنا بمرافقتكَ في كل زيارة" شجّعهُ نامجون. تنهّدَ سوكجين مجددًا و هزّ رأسه.

"سأكونُ بخير، جون-اه" تلاقت عيناهما معًا. "أنا أملكُ ستةَ أصدقاءٍ بجانبي، صحيح؟ و لديّ العديدُ من المعجبين الرائعين، سأكون بخير. هذا الوقت سيمرّ، أنا متأكد من هذا. أنا فقط أحتاجُ بعض الوقت. ألم أكن بخير طوال الشهر الماضي؟"

أكاذيب. علِم سوكجين أن كلّ ما قاله محض أكاذيب لكنه كان يحاول إقناع الأصغر

"لكن هيونغ، أجل نستطيع مساعدتك و أجل سنكون بجانبك دائمًا، لكن هيونغ.." سحبَ نامجون يدَ هيونغهِ و ضمّها بينَ كفّيه. "هناك بعض الأشياء التي وحدهم المُعالِجون من يُجيدون التعامل معها."

"نامجون-اه"

"سوكجين هيونغ، أرجوك؟"ضغطَ نامجون على كفِّ الأكبرِ التي يحتضنها. "أعلم أن الأمر سيكون صعبًا، لقد رأيتُ كم كان صعبًا على يونغي هيونغ. لكننا هنا الآن، هيونغ، و سندعمك دائمًا"

استدارَ سوكجين ليستندَ على ظهرهِ، مُغلقًا عينيهِ عندما استندَ للخلفِ على رأسيّةِ المقعد.

"سوكجين هيونغ" اعتصرَ نامجون كفَّ الأكبرِ بلطفٍ مجددًا. "سنكونُ دائمًا في انتظارك".

نظرَ سوكجين نحوهُ لثوانٍ، قبلَ أن ترتسمَ ابتسامةٌ صغيرةٌ على شفتيه.

"نحنُ نريدُ من هيونغنا أن يعتنيَ بنفسهِ أيضًا". أخبرهُ نامجون و هو ينظرُ نحوه بعينينِ صادقتينِ جعلتا قلبَ سوكجين يتضخّمُ بدفء.

حدّقَ سوكجين بعينيْ القائدِ الذي كان دائمًا الأولَ في عرضِ المساعدة عندما يمرّ أحد الأعضاء بوقتٍ صعب. القائد الذي دائمًا ما كان هناكَ لو احتاجهُ أحدهم ليمنحهُ يدًا ليُمسك بها ثم يسحبهُ نحو الضوء مجددًا. القائد الذي كان للأسفِ معروفًا بكونهِ "ملك التحطيم" لدى المعجبين لكنه كان موهوبًا، مُراعيًا، مُنتبهًا للآخرين و مُتفهّمًا لهم أكثر من كونه مجردَ ملكٍ للتحطيم. القائد الذي يحضر اجتماعات الصباح و المساءِ وحدهُ مع الرئيسِ ليتناقشوا حول الفرقة. القائد الذي كتبَ كلماتِ أغلبِ أغانيهم و أنتجها، و يبقى أحيانًا في الاستوديو الخاص بهِ لأيامٍ فقط ليحرصَ على إخراجِ الأعمالِ بمثاليّة. القائد الذي رغمَ جدولهِ المزدحم يحرصُ على توفيرِ بعض الوقت لمُعجبيه. القائدِ الذي توجّبَ عليهِ العملُ عشرَ مراتٍ أكثر من البقيةِ لإتقانِ الرقصاتِ لدرجةِ أنه اضطرَّ لحضورِ حصصِ رقصٍ إضافية.

القائدِ الذي يؤمنُ بهم دائمًا. القائد الذي حملَ مشاكلَ الأعضاءِ جميعًا فوقَ كتفيهِ دون تذمّرٍ أو شكوى.

القائدِ الذي كان السبب وراء وجودِ فرقةٍ تُدعى بانقتان.

"يجبُ عليّ بدايةً التفكير بالأمر، حسنًا؟" أخبرهُ سوكجين، مُبتسمًا بدفءٍ نحوه. حافظَ نامجون على التقاءِ نظراتهما لدقائقَ قبل أن يُومئَ برأسه. ضغط الأكبرُ على كفِّ الأصغرِ بلطفٍ و مالَ الأخيرُ للخلفِ على مقعدهِ و أغلق عينيه. اشتبكتْ أصابعهما و سمحَا لأصواتِ الأعضاءِ الآخرين بالتسلّلِ إلى مسامعهم.

لكنهما لم يعلمانِ أنّ جيمين كان مُستيقظًا في الواقعِ و سمعَ محادثتهما كاملة. هو حقًا أرادَ أن يفتح عينيه و يسأل الأكبرَ ليقبلَ مساعدته، لكنه علِمَ أن الأمر لم يكن بتلك السهولة بالنسبةِ لسوكجين.

أطلقَ نفخةً بسيطةً من الهواءِ من فمهِ في تبادلٍ مع تنهيدة، مُحاولًا التمثيلَ أنّه لا زال نائمًا. سحبَ سوكجين رأسَ الأصغرِ المُتّكئِ على النافذةِ و أسندهُ على صدره و لفّهُ بذراعٍ بينما أعادَ الأخرى لتستقرّ على رأسِ نامجون. استطاعَ جيمين النومَ أخيرًا بعدَ أن التقطت أُذناهُ إيقاعَ دقاتِ قلبِ هيونغه.

_ _ _

هزّةُ خفيفةٌ على سريرهِ أيقظته. فتحَ عينيهِ محاولًا التأقلمَ على الضوءِ المُحيطِ به قبل أن يشعرَ بتلك الهزّةِ مرةً أخرى. أدارَ رأسه للجنبِ و رأى شخصًا يحاولُ الاستلقاءَ بجانبهِ بحذرٍ دون إيقاظه.و بغضّ النظر عن هويةِ هذا الشخصِ، فإنه نسيَ كم كان نومُ سوكجين خفيفًا.

و من التنهيدةِ التي خرجت من فمِ الشخصِ فقد كان سوكجين قادرًا على تمييزه.

"تاي؟"

انتفضَ تايهيونغ في مفاجأةٍ ليستديرَ بعدها نحو الأكبر.

"هـ-هيونغ، كـ-كنتُ أظن أنك نائم" و ضحكَ سوكجين الناعِسُ على صدمتهِ ليجذبَ الأصغر نحوه ليستلقيَ بشكلٍ صحيح إلى جانبه. تنهّدَ تايهيونغ في ارتياحٍ و ابتسمَ عندما غطّاهُ سوكجين بغطائِه.

"ليلة سعيدة، تايهيونغي" همسَ له الأكبر و هو يستديرُ ليواجههُ قبل أن يُغلقَ عينيه.

لقد كان ذلك روتينًا مُعتادًا بالنسبةِ لهم. تايهيونغ - أو أحدُ الاثنينِ الآخريْنِ في خطِّ الماكني - يأتي للهيونغِ الأكبرِ في كل مرةٍ يرى فيها كابوسًا و يسمحُ له الأخير بالنومِ إلى جانبهِ، مُدفِّئًا إياه تحت بطانيّتهِ قبل أن يغفوَ كلاهما.

و لكنّ تلك الليلة كانت مختلفة. استدارَ تايهيونغ لمُقابلةِ هيونغهِ بيدَ أنه لم يستطع النوم. الكابوسُ السابقُ لم ينفكّ يتكرّر داخلَ عقلهِ.

نظرتهُ كانت مثبتةً على الأكبرِ، يتأمّلُ تقاسيمَ وجههِ الذي كان باستطاعتهِ رؤيتها خلال ضوءِ الغرفةِ الخافت. وقعتْ عيناهُ على شفتيْ الآخرِ اللتانِ أطلقتا نفخةً من زفير، و رموشهُ التي استقرّت بارتياحٍ على خدّيهِ و حاجباهُ المُنبسِطان. لقد بدا مُسالِمًا و وديعًا. بدا كالموطنِ بالنسبةِ لتايهيونغ و للبقية.

لم يستطعْ التوقفَ عن التفكيرِ في كيف ستكونُ حياتهُ مُزرية لو رحلَ سوكجين; لو نجحت مُحاولتهُ للانتحار. ربما دورُه في مسيرتهم الفنّية لم يكن كبيرًا كدورِ خطِّ الراب، و ربما دورهُ في أداءاتهم المسرحيّة لم يكن صعبًا كدورِ خطّ الماكني; لكنّ دورهُ في حياتهم كان عظيمًا.

لقد أبقاهُم تحت السيطرة. ذكّرهُم بأن يكونوا مُتواضعين بغضِّ النظر عن عُلوِّ مكانتهم في مجال صناعةِ الموسيقى. لقد علّمهم كيف يكونوا مشاهيرَ بأخلاقٍ حسنة. لقد اعتنى بهم جيدًا; يزورُ فتيانَ الراب في كلّ مرةٍ يقضونُ ليلهُم في الاستوديو يعملون، يُساعدُ جيمين في كلّ مرةٍ يتّبعُ فيها حميةً غذائية، يُساعد جونغكوك للتعاملِ مع شوقهِ العارمِ لدياره و يكونُ دائمًا هناك ليعبثَ مع تايهيونغ.

لقد كان دائمًا ما يعتني بهم عندما ينسونَ الاعتناء بأنفسهم. يتأكّدُ أنهم يأكلون ثلاث وجباتٍ في اليوم، يُذكّرهم بالنومِ باكرًا و بأخذِ غفوةٍ حين تحينُ لهم الفرصة خلال جدولهم المُزدحم. و بكونهِ أيضًا العضوَ الأكبرَ الحكيمَ و الدافئ و في نفسِ الوقت ذلك الطفوليّ و اللعوب.

أدركَ تايهيونغ أنّ سوكجين كان كلّ شيءٍ بالنسبة له - بالنسبةِ لهم. لقد كان من المُخجِل أنّهم أدركوا هذا فقط بعد الأحداثِ التي حصلت منذُ محاولتهِ الأخيرة للانتحار. كم كانت طريقةً سيئة لإدراكِ أنك تحتاجُ شخصًا في حياتك و لا تُريد خسارته.

"ما الخطب، تايهيونغ-اه؟" قال سوكجين بعد فتحِ عينيه. رغم حُلكةِ المكانِ، استطاع سوكجين مُلاحظةَ عينيْ تايهيونغ اللامِعة بفِعل الدموع و هو يُحدّقُ به.

هزّ تايهيونغ رأسهُ يمنةً و يسرةً و منحَ الآخر ابتسامةً صغيرة. "لا شيء، هيونغ"

"إذًا لمَ لا تزالُ مُستيقظًا؟" سألَه سوكجين و هو يسحبُ البطانيةَ لتُغطّي الآخر حتى عُنقهِ.

بدا تايهيونغ مُترددًا و تجنّبَ نظرةَ الآخر مما جعل سوكجين يتنهّد.

"حسنًا، إن لم تكن راغبًا في الحديثِ عما يدورُ في عقلك فلا بأس" أزاحَ سوكجين بضعَ خصلاتٍ كانت تُغطّي عينيْ الأصغر، "لكن حاول النوم، اتفقنا؟ لدينا تدريب في الغد".

حدّقَ تايهيونغ بهِ في صمتٍ قبل أن يدعَ تنهيدةً ثقيلةً تُغادرُ صدره. "ستبقى دائمًا هنا، أليس كذلك، هيونغ؟" لاحظَ سوكجين دمعةً هاربةً من عينيه.

ابتسمَ سوكجين بدفءٍ نحوه. "بالطبعِ سأبقى".

"جيد" تنهّد تايهيونغ و أغلق عينيه. "هذا جيد".

قطّبَ سوكجين حاجبيهِ مُستغربًا من سلوكِ الأصغرِ غير المُعتاد.

"ما الخطب، تايهيونغ-اه؟"

هزّ تايهيونغ رأسهُ و تنشّقَ، غارقًا أكثر في وسادته.

"تايهيونغ-اه"

هزّ تايهيونغ رأسهُ مجددًا و دفنَ رأسهُ في وسادته مُحاولًا ركلَ كابوسهِ السابقِ خارجَ رأسه.

"أرجوك" حاول سوكجين مجددًا. القلقُ قد أخذَ منه كلّ مأخذٍ. لم يسبق لتايهيونغ أن يتصرّف هكذا; كان دائمًا ما يغفو فورَ استلقائهِ إلى جانبه.

لكنّ تايهيونغ لم يُجيب.

"أرجوك، تايهيونغ-اه" أمسكَ سوكجين يدهُ تحت البطانية. "أخبرني ما الخطب؟ أرجوك"

و الجملةُ الأخيرة حطّمت دفاعَ تايهيونغ تمامًا فأخذَ بالنّحيب. "أنا لا أريدُ خسارتك، هيونغ".

رفعَ سوكجين حاجبهُ في حَيرة. "ما الذي تعنيه؟"

"في حُلمي.. أعني.. رأيتُ في حُلمي أنكَ قد رحلت"

لاحظَ سوكجين كيف كان جسدُ تايهيونغ يرتعش و مباشرةً جذبَ الفتى الباكِي ليضمَهُ بين ذراعيهِ.

"فـ-في حُلمي" أكملَ تايهيونغ، دافنًا وجههُ في عُنقِ الآخر، "فـ-في حُلمي، أنتَ.. أنتَ رفضتَ تلقّي المُساعدة و.. و حالتُكَ ازدادت.. سوءًا.. ثمّ.. أنتَ.. لقد رحلت.. كـ-كنتَ ميتًا.."

أغلقَ سوكجين عينيهِ و تنهّدَ بعُمق.

لم يكن سرًّا بالنسبةِ لهم، و لا حتى لمُعجبيهم، أنّ تايهيونغ يُكِنُّ حبًا عظيمًا لأعضاءِ فرقتهِ، و لكنّ سوكجين لم يعلم أنّ ذلك سيمنحُ الفتى كوابيسًا.

"أنا خائف" أمسكَ تايهيونغ بقميصِ الآخر، "أ-أنتَ لن تترُكنا، صـ-صحيح؟"

كان سوكجين عاجزًا عن التعبير. لم يقدِر على قولِ أيّ شيءٍ و اكتفى بشدِّ العِناقِ حولَ جسدِ الفتى. اقتربَ تايهيونغ نحوه مُقدّرًا هذهِ اللحظاتِ أشدّ تقدير.

"هـ-هيونغ.. أنا أعلمُ أنني أنانيّ.. و لكن.. دعنا نُساعدك"

التزمَ سوكجين الصمت، مُغلقًا عينيهِ بإحكام. رفعَ تايهيونغ رأسهُ و نظرَ إليه مما جعلَ الأكبرَ يفتحُ عينيهِ و يُبادلهُ النظرة.

أخذَ تايهيونغ نفسًا عميقًا ليمنعَ نفسهُ من التلعثمِ قبل أن يمسحَ الدموعَ عن خدّيه. "ستلتقي بمُعالجك النفسيّ لبضعِ ساعات، لكننا سنكونُ بجانبك لبقية اليوم، و أنا متأكدٌ أن الرئيسَ لن يجعلكَ تزور الطبيب كل يوم و وحدك أيضًا"

حدّقَ سوكجين بهِ، في عينيّ الفتى الصادقة.

"هيونغ" ناداهُ بصوتٍ هادئ. جذبهُ سوكجين مجددًا نحوهُ و تركَ قبلةً لطيفةً على رأسِ الفتى.

"دعنا ننام الآن، حسنًا؟" أخبره. "و أنا لن أترُككَ، أعدُك"

تنهّد تايهيونغ و استسلمَ لرغبةِ هيونغهِ. بادلهُ العناقَ و دفنَ وجههُ في عُنقِ الأكبر.

"ليلة سعيدة، تايهيونغي" همسَ له سوكجين. تنهّدَ تايهيونغ في رضًى و تمنّى لهيونغهِ ليلة سعيدة في المُقابل.

Continue Reading

You'll Also Like

1.1M 15.4K 35
ان الحب هو افضل احساس من الممكن ان يشعر به بشر..ولكن هل هناك سبب لضياع ذلك الحب وتحوله الى كره وحقد..حكاية عن الحب والظلم والانتقام..ترى هل سينتصر ال...
74K 5.4K 46
حياة عائلة يحب أفرادها بعضهم البعض بشدة . Minsung=minho=top Changlix=changbin=top Woochan=woojin=top Limin (seungmin X leewan)liwan=top Hyunin=hyunji...
44.1K 6.2K 71
كل ما اردته هو حياة هادئة و سلمية لكني مت و الان انا في مكان بطل مانغا طوكيو ريفنجرز!!! أنا هاناغاكي تاكيمي سأعيش حياتي هذه المرة بطريقة سلمية بعيد...
149K 6.1K 22
_ فتاة لها أحلامها هي وريثة شركة كبيرة من كبرى شركات كوريا تزوجت دون إرادتها من زعيم ورئيس أكبر شركة وعصابة مافيا في البلاد وهذا ما أدى بهما إلى الو...