Desperate

By dianora88

25.9K 1.3K 3.2K

رجلٌ مُذنب عاشَ بين جُسورِ النّقمةِ و الحُب KaiHun_SeKai Cover by IG : @vinomeix More

I
II
IV
V
VI
VII
VIII

III

3.1K 166 537
By dianora88

صباحَ اليومَ التالي بالنسبة لسيهون سيعتبره يوم مولدهِ الجديد كحياةِ طفلٍ حديث بعد الأرق الذي أصابه بسبب تفكيره العميق بذكرياته مع جونغ إن اراد محوَ كل شيء و الإبتعاد عنه و اول خطوة فكر بها هي تغيير لون شعر الأبيض إلى الأسود ،

عندما إستيقظَ كان الخمولُ يثقله فرفع عيناه للساعة الحائطية بغرفته فوجدها بالسابعة و النصف أي نصفَ ساعة للترتيب من اجل الجامعة

تجاهل فتحَ هاتفه كي لا يضعف محاولاً دهسَ لهفته من اجل إيجاد رسالة نصية أو إتصالاً فائت من البروفيسور

مارسَ طقوسه الصّباحية من تنظيفٍ  و هِندام نفسه ، يقفُ امام المرآة الطويلة المركونة في زاوية بجانب الخزانة يرى مظهره كان بسيط و لكنه دافء

يرتدي قميصًا قطني باللون الكحلي و فوقه سترة جلدية سوداء و بنطال جينز و حذاء من نوع كونفيرس ثم اسدل شعره الابيض مصرا على صبغه الى الاسود في اقرب وقتٍ لانه يحمل ذكريات لا يجدر به التفكير بها ، و كختامٍ رشة عطرٍ نثرت على عنقه

جذب  حقيبته و وضعها على جهةَ كتفيه و أخذ يقود خارج غرفتهِ و لكنه توقفَ في المنتصف يُدير رأسه ناحية نافذتهِ التي لازالت منسدلة بستائرها ،

ضمّ شفتيهِ و عاد أدراجه اليها و كان يحرص بشدة على ألا يظهر ظلهُ و وقفَ بجانب النافذة بينما يبعد القليل من الستارة لتُظهر له الرؤية حتى وقعت عيناه من خلال الثقب الصغير على جسد محبوبهِ الذي يقفُ مستندا على مقدمة سيارتهِ بينما ينتظر سونمي بحلّته البهية كما إعتاد رؤيته بهِ

أفلت طرف الستارة و أغلق عيناه مستندا بجبينه على الحائط ليتنفس الصعداء و يُعيد سيره الى الخارج ،

هو لا يريد ان يسبق سونمي بالخروج لأنه سيضطر
للذهاب معهم بإصرارٍ من جونغ ان  و هذا آخر شيء يريده ،

حال ان دخل الى المطبخ رأى الجميع يجتمعون على سفرة الإفطار فأُرغم على إظهار ابتسامة زائفة و لكن رغم ذلك فالإرهاق  كان ظاهرا عليه بالنهاية هو لم يستطيع النوم و ممارسة نشاطاته اليومية بسهولة

و اكثرها التركيز في المحاضرة

"صباح الخير "

" صباح الخير لك أيضا ، هيا اجلس معنا "

فاهت والدته مبتسمةٍ في حين سيهون قد اكتفى بأخذ قطعة بسكويت

" سأكتفي بهذه و سأتناول في الجامعة عندما اشعر بالجوع "

انحنى يضع قبلة على وجنتي كل منهم بالإضافة الى تقبيل سونمي التي ابتسمت اليه و بعثرت شعره

" هيا عزيزي دعنا نذهب  "

اِستقامت بينما تسحب حقيبتها و اغراض الدراسة من على الكرسي المجاور و هنا الذعر و الإرتباك قد تملكَ سيهون

" آه ..اريد الذهاب على دراجتي الهوائية اليوم "

ابتسم لها و لم ينتظر معارضتها و استدار بسرعة ليسير خارجا قبل ان تلحقه سونمي و تجبره على الصعود في سيارة جونغ ان

كل ما خطط اليه الطالب قد تبخر ما خشي لأجله قد وقع فيه ، هاهو الآن يواجه اسمره حال ان خرج من المنزل لتتلاقى ابصارهم لوهلة من الوقت قبل أن يشيح سيهون نظره بعيدا و يواصل السيرة بهدوء و ثقة

و عندما اقترب من سيارة جونغ و التي كانت امام بوابة منزله تحديدا ألقى عليهِ تحية الصباح بقولهِ

" صباح الخير "

" اهلا بكَ "

إرتعش قلبه على عمق صوته و يحاول جاهدا الهروب من عينِ جونغ الذي لم يشيحها عن حسن منظره ، إستعد انفاسه و اوشك على مواصلة سيره لولا كلمات أسمره التي اوقفته

" تبدو انيق و رائحة عطرك لا تُساعد "

ارتفع صدره بتنهيدة عميقة ليدير رأسه اليه حتى تلاقت ابصارهم مجددا و سيهون عزمَ على ابراز قوته و عدم التشتت من تلك الأعين

" أنت تُهدم حياتي و حياتكَ فلنكُن متعقلين متمدنين و نمضيَ قدما "

" أنتظرك الليلة بشقتنا "

كانت همسةً ذا صوتٌ أجشّ مع زاوية شفتيه التي ارتفعت سيهون حتما سيفقد عقله  رغم ظهور سونمي الضاحكة  الا ان عيناه لم تسقط من عنده و عندما ترصد اقتراب سونمي نحو جونغ لتقبيله ادار نفسه و سار بعيدا  يتجهَ حيث دراجته الهوائية راميا اي فكرة للرضوخِ اليه و ابعاد اي صورة حميمية تحدث بين الخطيبين  قد تفسد مزاجه في هذا اليوم ...

فهو قد عزم على التغيير و سيهون سيفعل .

" لقد رفضَ المجيء معنا !"

تساءلت سونمي بينما تستقل سيارة جونغ بالمقعد المُجاور له ليهمهم إليها كردٍّ و عيناه لا تفارق جسده الطالب يراهُ كيف يفنح اقفال دراجته و يهم بالمغادرة .

عند وصوله الى الجامعة سيهون بحث بعيناه عن  صديقه لوكاس بين الجموع و لكن لا أثر له ، زفرَ عميقا و سار ناحية خزانتهِ الخاصة فتح القفل لأخذ كم من الغرض يحتاجه حتى لاحظ شيئا اضافيًّا ،

وجدَ رسالةً موضوعة بفوضوية و على أثر ذلك تقطيبة حاجبيه قد ظهرت بإستغراب و رمش ببطء ثمّ حملها بين يديه و بقي يقلبها كإيجاد لإسم المرسل او غيره و لكن لاشيء بتاتا قد ظهر ،

لعق شفتيهِ و اعاد إغلاق الخزانة ثم اخذ يقود خطواته جهة قاعة محاضرته الأولى  و تلك الرسالة مازالت بين يديهِ

و في اثناء سيره اندفع جسده الى الأمام بسبب لكمة وضعت على كتفيهِ و ماكان الفاعل الا صديقه لوكاس الذي يبتسم بوسعٍ كالأخرق

" لعين "

شتمه و كان بصدد إسترجاع الضربة  لكنه توقفَ حين احتضن الآخر منكبيه يسيرون معا الى وجهتهم

" هل نمتَ جيدا !"

برز شفتيه السفلية كنفيٍ حتى شعر بتربيتةٍ على كتفيه من ايدي دافئة

" لا بأس "

لوكاس عاجز عن التكلم و لا يرغب إفتتاح موضوعٍ  عن ما حدث لصديقة في الليلة الماضية قد لا يشعره بالراحة

تملكا الصمت حتى وصلو الى القاعة جلسا بجوار بعضهما حتى لاحظ لوكاس ذاك الظرف بين يدي سيهون

" ماهذا !"

" لا اعلم حقا و لكني وجدتها بخزانتي "

اجابه بينما يمسح بإبهامه عليها و عندما تذكر شيئا قال بحماسٍ

" صحيح لوكاس بعد الدوام سترافقني لإحدى صالونات التجميل "

" هل ستقوم بتغيير لون شعرك !"

" اجل "

" حسنا اذا "

سحبَ قطعة حلوى بطعمِ ورقَ النعنعِ و القاها بفمهِ ليهمّ بتركيزه على محاضرتهِ الأولى ، و بالتذكير في ذلك فاليوم لا يملك محاضرة تخص البروفيسور جونغ إن و هذا  شيء أشعره بالراحة .



و كعادتها اليومية  سونمي ستجلبُ القهوة في  دقائق الإستراحة لتقضي وقتها مع خطيبها ، طرقت الباب و قامت بفتحه لتجدَ جونغ إن منغمس في اوراقٍ ملفاتٍ

" فلنأخذ إستراحة انت تنهك نفسك "

رفع رأسه إليها يحدق بها من خلف نظارته الطبية دائما ما كانت جميلة في نظرها  ليبتسمَ لها مستجيبا لدعوتها ثم اخذ منها كوب القهوة الساخنة و سار معها خارجا متوجهينَ الى الباحة الكبرى.

الطلاب يتوزعون في كل زاوية بالساحة الجامعية و منهم ثنائي تجمعهم قصة حبّ او مواعدات عابرة للشعور بمتعة التجربة

الثنائي إختارا زاوية بعيدة و مرتفعة قليلاً تسمح لهم بالنظر لكل زوايا الساحة  

أسند جونغ ذراعيهِ على السور الحديدي بينما سونمي كانت تريح ظهرها عليه و تتأمل خطيبها بنظراتٍ ملهفة و مفتونة

" جونغ معرض اللوحات الفنية سيُفتح قريبا و قد تلقيت دعوة من صديقتي فهي مشتركة بهذا العرض "

تحدثت بهدوء بينما تمدّ اليه الدعوة و تأمل ان لا يرفض طلبها

ادار رأسه اليها يحدق في تلك البطاقة الذهبية الملفوفة بخيطٍ احمر رفيعة ثم أقامَ جذعه ليتسقيمَ بوقفته يأخذها منها كإشارة للقبوله

" انا احب فن الرسم و لكن  اتساءل حول لوحة ما "

رسمت على وجهها تعابير التساؤل ليستمر الاسمر بالتحدث بينما يبحثُ بعيناه عن هيئة في ساحة الجامعة

"هل سأجد حوريّ بين لوحاتها !"

بصوتٍ ثقيل فاهَ عندما وجد ما يبحثُ عنه لتتمركزَ دكنتهِ عليهِ و يحدق بهِ كيف يتناول وجبته الخفيفهِ برفقة لوكاس ،

في عالم الأخلاق الاجتماعية الحياتية من المُعيب جدا أن تنظر لغير خطيبتك بنظرات فتون و لهفة و لكن جونغ إن كان يفعل ،عدساته تأبى التحرك عن رؤية غيره حتى سونمي لم تكن مُشبعة

هو ضائع يشعر بنفسهِ يعيش على هامش عواطفهِ ،كان يسلط على حواسهِ و يفكر فقط كيفَ يستطيع تحويله  في هذه اللحظة بين ضيقِ  ذراعيهِ

يعيش بجوعِ بين فاههِ و لهفة لتذوقٍ كل إنش يحمله

فأما سونمي  ظلت على سكونه و هي تتبع عين خطيبها الشارد و لم ترى بهِ شيء غير النظر في الفراغ

" جونغ هل أنت بخير !"

سونمي قد شعرت بغرابة سؤاله و يبظو ان البروفيسور لم يكنْ بعقلهِ حينئذٍ و خرجَ من شروده كأنه لم يكن ليدير رأسه اليها

" سأفكر بأمرِ عرضك ، فكما تعلمين انا لا أحب الجموع "

أومأت ليخيمَ الصمت بينهما مجددا ، سونمي عادت ترتشف من مشروبها الساخن بينما تفكر في غرابة خطيبها الذي كان باردا و مزال

في حينِ جونغ إن عاد يحدق في حوريتهِ بسكون قبل أن يتجمد بصدمة عند رؤيتهِ....

في الطرف الآخر من الساحة استقامَ سيهون بفقدانِ صبر من افعالِ أسمرهِ

" دعنا نذهب "

" لمَ ؟ الأمر ممتع و هو يحدق بكَ بعمق "

سحبه لوكاس معارضا ويعيده للجلوس على الطاولة

" لوكاس كفّ عن لعنتك "

" انا لا اكذب يا رجل ! و لم اختلق شيء من رأسي واللعنة انظر اليه كيف يحدق بكَ و بجانب من ! خطيبته يالا السخرية "

أغلق عيناه بإرهاق محاولا منع اي التقاء بصري يحدث بينهما و في اثناء ذلك سحب الرسالة من جيبه

" اوه لقد نسيت امرها كليا "

اقترب لوكاس نحوها اكثر ليرى ماهي حتى تفاجئا الإثنان حين علموا انها رسالة إعترافٍ

' هيونغنيم آمل ان لا تزعجك رسالتي هذه و لكن كن متأكد انني كتبها بحب و ثقة كبيرة  ، انا لا اعطي اهمية  قبولك لكلامي  اكثر من كونه إفراغًا لمشاعري ،
انا أحبك منذ سنتين سيهون و كنت انت الرجل الذي اراه في عالمي ، كنت انت الذي ارى الجميع به رغم ان ما بيننا الا تحيات و سلامٍ و لكن مافي قلبي لك اكبر من ذلك ، اتمنى ألا تسخر من طريقتي التقليدية لانني و كما ارى لا شيء يضاهي الكتابة للتعبير عن كل ما بداخلك ، انا احبك جدا ارجوك تعامل مع امر مشاعري بلطفٍ ، انا اعرف انك شاب جيد جدا و لديك اخلاق حلوة حتى لو رُفضت من قِبلك بإبتسامةٍ و حضن صغير سأسعد كثيرا لأنني احببت الشخص الصائب ، عزيزي سيهون إسمح لي بمناداتكَ هذه المرة فقط احب ان اتذوق الشعور كيف يكون ، آمل ان تكون مشاعري لا تزعجك هيونغنيم انا احبك كثيرا و سأنتظر ردا منك و لكن عدني أن في كلتا الحالتينِ  ستعطيني ابتسامة حلوة و التي اوقعتني في حبك...ميناري '

لقد كان كل شي بخير حتى تجمدا الإثنان بصدمة عند قرائتهم لإسم ميناري المرسلة و الفتاة المغرمة بالشاحب ،

سيهون لم يستطيع السيطرة على تعابير وجهه حين رأى إسمها بين سطور إعترافاتها

" ميناري !!! هل هي ميناري ميناري التي نعرفها انا و انت ؟"

لوكاس لم يمسك نفسه من إنفعاله و التعبير عن ذهوله في ما يحدث

ميناري فتاة جونغ إن !!!

ذو الشعر الأبيض بقي جاحظا يتأمل كلماتها و يحاول إقناع ذاته ان المرسلة ميناري هي الفتاة الواقعة في حبه

و لكن الشعور الأوضح الذي راوحه هو شعور السخرية و الهزء من القدر و ما يفعله

ببطء شديد رفع عيناه لتلك الزاوية التي تحمل جسد محبوبه و الذي مازال يحدق به بعمق كما هو الحال و كأن العالمَ قدْ سكنَ و لا شيء يُسمع غير غير خفقانَ ايسره

و ما كافح للهروب منه هاهو يغرق به ذاته في تلك الأعين العميقة و الباردة .

هربَ بعيناه منه و يجول بين الطلاب بحثا عنها الى ان وجدها تجلس مع مجموعة فتياتٍ   رمشَ ببطء و لوى شدقهِ و اذ نرى الأمر من منظور الشاحب فهو مقيد العقل و لا يعلم مالذي سيقوله

خاصة و انه مراقب من قبل جونغ إن

إستقامَ بهدوء و توتر يلازمه ، لا يعرف كيفَ يرد على رسالتها و لكن هو سيحقق رغبتها حتى لو كانت نقطة إنفجار و حرب قلوبٍ ستُحدث ...سيهون يفكر بلا بأس .

لم يصرخ لمناداتها هو فقط وقف بمسافة خطوات صغيرة عن المجموعة و بقيَ يحدق بها الى أن لاحظت وجوده

الرّبكة و الإرتجاف كان بادٍ عليها ، تصارع ان تحجب ذلك الإرتباك من خلال نعومة إبتسامتها

وقفت امامهُ و ترفع عيناها اليهِ تصنع تواصل بصري عميق ، الراحة تغلغلت الى بواطن الفتاة ميناري بسبب التعابير المريخة التي يظهرها لها سيهون ، لقد كان لطيف و حنون كما عاهدته

ظلت على سكونها بينما تحدق بهِ كيف يكافح لإبراز ابتسامة حلوة محاولا السيطرة على هذا الجو المربك و المتوتر

" هل أنتِ بخير ؟"

تساءل بلطف لتهز الفتاة رأسها بإيجابِية و قلبها أخذ يقرع بعنف ضد ضلوعها

" أقصد مشاعرك لم تكن ثقيلة صحيح !" 

هافرجت شفتيها بصدد التكلم و لكن سيهون قد سبقها بقوله

" ميناري لا اريد ان اكون سببا بتعاسة أحدهم أو اي شخص يمحور كل حياته و سعادته حولي "

النظرات اللينة و الحلوة هي ما جعلت ميناري تقع في قاعِ الحب معه طالما عُرف بلطفهِ و خجلهِ و ذلك ما تراه الآن فيه و هذا الجزء قد اشعرها بالراحة بأنها صنعت محادثة تعتبر أطول من سابقها

" لا بأس سيهون لا تشعر بالذنب ارجوك "

فاهت  بصدق بإبتسامتها الحلوة

" لا أستطيع تبرير رفضي آه لا احب هذه الكلمة ..."

ضمّ شفتيهِ بإستساء و هو يحاول إيجاد و اختيار كلمات رقيقة لا تجرحها كرفضٍ و بدلا من ذلك هو سحبها من ذراعيها يصنعون عناقًا لطيف و شبهَ ضيق

ضؤل جسدها حُجب بين ذراعيه و أخذت إحدى يداه تربتُ على شعرها بنعومةٍ

" في رسالتكَ اخبرتِني انك تحتاجين الى هذا العناق في كلتا الحالتين صحيح  "

قهقهة ناعمة صدرت منها كانت ممزوجة باليأس و الفرح لهذا سمحت لنفسها بالتنعم بهذه اللحظة و رفعت ذراعيها و احاطت بها عرض كتفيه تبادله العناق الضيق و الذي كانت كالجرعة بالنسبة لميناري حتى و إن رُفضت هي سعيدة بطريقة رفضه المحترمة و الذي الذي اخذ النصيب الأكبر من السعادة انّ نظرة الشاحب لم تتغير ناحيتها و تعامل مع الأمر بلطفٍ.

ابتعدَ قليلاً فاصلا العناق الحلو برأيها و تنيرُ الإبتسامة وجهها الطفوليّ

" سأحتفظ بها "

ميناري  فقدت سيطرتها و لم تتردد للحظة ولترفع من نفسها و تضع قبلة على وجنتيهِ

" توقف عن كونكَ نبيل و لطيف هذا لايساعدني "

سيهون اصيب بالدوارِ و يحاول التماسك كي لا يرفع مقلتيهِ نحو الأعلى

" دائما ما بغيتُ لكِ الخير ميناري "

ربتَ على كتفيها و سار بعيدا يتركها تتأمله حتى غاب عن انظارها .

رنة هاتفها قد قاطع عنها تأملاتهَا إليهِ و عندئذٍ ظلت تحدق بإسم جونغ ان على شاشتها برسالة نصية

' تعالِ الى مكتبي '

ميناري كانت على ثقة تامة ان جونغ قد شاهدها و الآن هي جاهلة عن ردة فعلهِ و تأمل ان لاتكون سلبية .

لم يطيل الوقت حتى وجدت نفسها تقف امام باب مكتبهِ ، إستجمعت رباطة جأشها و طرقتْ بأصابعها بهدوء و لم تنتنظر ردا لتفتحَ الباب و ولجتْ الى الداخل

المشاعر التي تقودها كانت مضطربة خاصة ان كان هذا الموضوع يتعلق بمشاعرها تجاه سيهون و هو قريب جونغ إن

اول ما إلتقطتهُ عيناه جسده المتكئ على حاشية مكتبه بينما يعقد ذراعيهِ كان بمظهرٍ يشير الى انتظارها بالفعل
و التقطيبة التي توسطت حاحبيهِ لم تشعر الفتاة بالراحة

" هيونغنيم ..."

" اريد تفسيرا لما رأيته بالساحة "

النبرة الباردة و العميقة لم تشعرها بالراحة و بدلا من التوتر لوت شدقها و ترفع عيناها لتصنع تواصلاً بصري عميقا بينهما

" لقد إعترفت له "

كانت همسة بسيطة و التلعثم سيطر على صوتها

" هل جننتِ ؟ "

الهدوء الذي يلبسه يخلف وراءه إنفجارًا عظيم و جونغ ان كان صبورا بل يكافح للتماسك و السيطرة

" لماذا ؟ أنا احب سيهون منذ سنوات و قد أعترفت اليه و كان لمصلحتي أكثر مما كان جشعا لصنع علاقة معه "

" و ماذا إستفدتِ ها ؟ أخبريني هل سيحبك !"

فقد صوابه و فشل عن سيطرة نفسه وجد نبرته قد ارتفعت في آخر كلماته بينما يتقدم بخطاه اليها و هذا أثار الرعب في قلبها ، جونغ إن لم يعاملها قط بهذه الطريقة ...ما تراه الآن ليس الا شخصا مختلف

" لا افهم لم انت غاضب "

" لأن ما يحدث خاطئ ! "

هسهسَ من بين أسنانه  بفقدان صبر  فهو لا يجيد الصراخ بل كامل غضبه يعبر عنه من خلالِ هدوءه المخيف ليخترق تلك المساحة التي تفصلهم يقبضُ على ذقنها و يجبرها على رفع رأسها حتى ترى عيناه المشعة بالسواد و الغضب

" مشاعرك اليهِ ستحرقينها قبل ان تَحرقك ميناري "

" هو_هو حتى رفض مشاعري لمَ انت متهكم الى هذا الحد "

الدموع تجمعت في مقلتيها بينما ترى الشخص الذي من المفترض عليه ان يكون الأقرب لديها بينما يعاملها بإجحافٍ في حقها

" ماذا ! هل إعتبرتها تهكما اكثر من كونه  خوف عليك "
بدهشةٍ قال

" اتخاف عليّ بسبب وقوعِي في الحب لشخص يستحق !!"

ارتفعت نبرتها بقليل من القوة و الشهقات استولت على ضعف صوتها

" لكنه رفضكِ "

حاول إقناعها مجددا بصوتٍ منذهلاً على ما يراه من ضعفٍ

" سيبقى لطيف !!!  حتى عند رفضه كان لطيف و حسب "

ابتعلت غصتها و بقيت الدموع تنهمر على وجنتيها بأسى لتبعد رأسها على قبضة يديهِ

" لا افهم سبب إنفعالك على اللاشيء ! انه سيهون ابن عمك و انت تعلم كم هو شخص رائع هيونغنيم "

مسحتْ وجهها لكفّ يدها بعنفٍ لتخرج حروفها المختنقة و التي كانت واصحة لدى مسامع الأسمر

" قد يحبني يوما "

شخرة ساخرة صدرت منه

" لن يفعل "

" لمَ انت حذق في كلامك!"

تلعثمت شفاهها و الإحمرار طغى على شحوب وجهها بسبب غضبها المُتراكم

"حقاً هيونغنيم؟ هل هذا أفضلُ ما لديك؟"

الإحباط و الغضب إعتليا تعابيرها و باتَ مِن الصعب إخفائهما عن وجهها

"كُنت أتوقعُ منكَ أن تواسيني بدلَ من أن تزيد الوضع سوءًا و تسخر منْ مشَاعري !"

ألجمَ جونغ عن التحدث و بقيَ منذهلاً على ما حدثْ به و ما ألقته عليهِ من تفكيرٍ خاطئ بشأنه هو بتا لم يكن يسخر من مشاعرها و ليس هذا ما اراده

  ظل على جموده و لم يتيقظْ إلا على صوتَ إغلاق الباب الدّال على رحيلهَا

يلذعُ بلسانه كلمَاتٍ يقلبُ بها موازينَ المنطقية و العلاقة الوديّة التي تجمعه مع ميناري الفتاة التي تربتْ على يدهِ

  لو كان شخصا آخر لكان الأسمرِ أول الداعمينَ لها و لكنْ جونغ قد أصاب بالجنون و الغضب إعترى عقله و  أنفاسه قد إهتاجت و لم يستطِع التفكير لحظتها  ، لقد  كان مشوشًا و بل و ما يزيد الوضع سوءًا هو تهجمه الشرسْ ناحية مشاعرها هو غاضب من نفسه!

و يعلم جدا ان ميناري قد جُرحت منه  ما كانَت عليها أن ترفع سقفَ توقعاتها بِمواساته .

الساعة الحادية عشر ليلاً و حتى نهاية اليوم جونغ ان و سيهون لم يتقابلاَ  او بالمعنى الصحيح سيهون كان يتجنبُه ، ليس و كأن نار الغيظ و القهر قد اِنخمدت في قلب البروفيسور بل ما زال يجهزُّ نقاشه الحاد معه و هاهو قد حلّ الليل في شقتهم السرية ينتظره امام الباب تحديدا  

حدثَ و انّ الثمالة قد أخذت حيزا كبيرا على عقله، يفرغُ كامل قهره و السخط  المتراكم في أحشاء قلبه يجعل منه كالوحشِ الثائر ، يريد تحطيم كل شيء .

هاتفه لايغادر قبضة يديهِ بينما يردد الإتصال نحو حوريهِ ، هو يفتقده و يرغبُ به و لكن حوريه لا يستجيبُ و يتجاهل إتصالاتهِ ،

أغلق عيناه و يقبضُ على كوب المشروب بين يديهِ بسخط و نار متأججة في صدرهِ حتى إرتعشتْ يداه

و في دمسِ الظلامِ صورة الثنائي إستولتْ على فكرهِ ،ذاك العناق اللطيف و البريء و القبلةَ الصغيرة 

التفكير في هذا سيفقده عقلهُ ،

أسنانه اصبحت تصطك بعنف لشدة الضغطِ عليهما و بلا تفكير قذف الكوب الزجاجي على الباب بقوةٍ مع صرخة قاهرة زعزعت دواخله و هزّت هدوءه ليتناثر شظايا الزجاجِ على الأرضِ بين صوت لهاثهِ المتسارعْ

البروفيسور سيفقد عقلهُ في هذه الليلة و إذا كان سيهون جاف الرأس فهو حتما سيكسره فالتصرف تحت اثار الثمالة و  زوال العقل قد يظهر بنتيجة و لا يعلمْ انها ستكون نقطة تحول لكلاهما .

تلكَ اللحظة كانت تستقطبُ غضبه المشفوع بعضاتٍ من الغيرة و القلق ،

و في تلكَ اللحظة تبخر ضباب شهوته التي كانت تلفّ نظره و إعتقاداته ،

لقد تبخّر و زال و لم يبقى سوى التملك و الأنانية المخيفة.

الشاحب قد بقيَ على صموده ، يتمدد على سريرهِ تحت لحافه المبطن بمحاولة للنومِ يغلقُ عيناه بشدة و   يعضّ على يديهِ كي يمنع الضعف  من التسلل إلى قلبه و يجعله خاضعا اليهِ ، هاتفه لم يتوقف عن الإتصال من قِبل محبوبهِ

حتى ساعة متأخرة من الليل يعتقد ان جونغ مازال ينتظره في شقتهم السرية تلكَ و كل هذه الأفكار قد بترت من عقله عندما تلقى رسالة منه يسحب هاتفه بيدٍ مرتعشة و نبض قلبه اخذ يتخبطُ بقوة في صدره

' إذا لا تنزل الآن و تأتي إليّ سأتصرف بشيء لا يعجبك '

جُحظتْ عيناه و رُجّت أطرافه و إستقام مصعوقا بينما دبّ الرعب  إلى قلبهٍ و أخذ صدره يرتفع و ينخفض بتسارعٍ ليزحفَ من سريره ركضا حيثُ نافذته المطلة على الشارع و هنا قد شّلت كل أطرافه حين وجده ينتظره و ملامح الغضب كان ظاهرةً على وجهه

مررَ ريق حلقه بصعوبةٍ و ملامحه قد إحمرت بغيظ و كرهٍ لهذا التسلط و الجبروت الذي يتعرض اليهِ ، و لاشيء بيده غير الرضوخِ إليهِ ، هو يكره هذا عندما جونغ لا يسمح له بالتحرر و لا التنفس ،

عضّ على شفتيهِ بيأسٍ و إستياءٍ و الألم اخذ يتفاقم في قلبه مع كل شعور مرهق ، هو لم يعد بإستطاعته التحمل اكثر لهذا تجاهله أغلق النافذة بإحكامٍ و تجاهل تهديده و جرّ قدميهِ الى خارجَ غرفتهِ و لم ينسى اغلاق الباب ليسيرَ بين الرواق المظلم يأخذ وجهته ناحية تلكَ الغرفة الدافئة ،

وقف أمامها و طرق على بابها بأصابعهِ لتظهر له هيئة شقيقته سونمي بملابس نومٍ و يبدو أنها كانت تحظى بحمامٍ منعش

" سيهون !"

" أ_أريد النوم معك"

كان طلبا لم ينتظر رده ليس و كأن سونمي سترفصُ رغبته بل على العكس لقد اظهرت له ابتسامة حلوة بينما تفتحُ ذراعيها كدعوةٍ لإحتضانها ليستجيبَ اليها سيهون يغمر نفسه بين ضؤل جسدها

" أنت لن تكبر أبدا و ستبقى طفلي "

قهقهت بينما تلاطفّ خصلات شعرهِ و من ثم تجره الى السرير

" هيا تقدم و نمْ عندي "

إنبطحت على سفح السرير و ترفع الغطاء عليها ليتقدم  سيهون و يرمي كل جسده على الطرف المجاور من السرير و سونمي تكفلت بتغطيتهِ جيدا و إخترقتْ المساحة التي تفصلهم

سيهون لا يرغب ان يكون مكشوفا و هو في هالة من الحزن لأنه سيضطر للكذب و هو لا يجيد ذلك و تعابيره الخائبة ستفضحه لهذا هربا من ذلك هو اراح رأسه على صدرها و إحتضن خاصرتها بذراعيهِ مهما بالنومِ و هكذا لن يسمح لها برؤية وجهه .

" لا تبدو لي بخيرٍ "

تساءلت سونمي و القلق ظهر بنبرتها بينما نعومة يديها تكفلت بالمسحِ على شعره الأسود الحديث و عندما سكنَ سيهون و لم يجيب استمرت بقولها

" لون شعرك يبدو جيد لقد أحببته"

قهقهت بصوت خفيف

" الآن اشعر و كأنك كبرت فعلا و ستتعقل و تكف عن طيشك "

حاولت إبهاجهِ تتلهف لسماع صوتهِ و لا شيء صادرا منه سوى السكون ، هذا ما كانت تعتقده سونمي هي غافلة عن صراعه المرهق بالقضمِ على شفتيهِ و منع أي ظهورٍ لضعفهِ

حينَ أحس بصمتِ أخته فتح عيناه الذابلة لتقعَ على يدها الموضوعة فوق ذراعيهِ و تحديد عدساته المتذبذبة تمركزت على بريق  ذاك الخاتم الذي يحاوطُ نحالة أصبعها البنصرِ

الخاتم المقدس الذي يشيرُ الى إرتباط قلبها برجلٍ

" هل تحبينه !"

نبرة متخدرة ثقيلة ظهرت متسائلةً ، خانت كفاحه و سيطرت على قوته لتتبخر كالهباء و وجد نفسه كالمختلّ الفاقد لعقله يتساءل حول أمر يدركه جيدا منذُ القدم و لكن سيهون يبدو و كأنه يتلذذ بتعذيب نفسه و إرهاقها

همهمةٍ هي ما ظهرت من فوهة سونمي التي شُردت بسؤالهِ تشهد و تتذكر ذاك الإختلاف الذي طرأ على خطيبها ، جونغ إن لم يكن لطيف البتة و سونمي ظلت تتعذره و تختلق حجج كي تُطفأَ لهيب قلبها أن جونغ إن ليس سوى شخصية باردة يجب عليكِ تحملها و تحسين التعامل مع تقلباتهِ

لم تمرٍ سوى بضعة أشهر على خطوبتهمْ تشعر و كأنها لا تعرفه منذ الأبدِ ، رغم القرابة التي تجمعها و لكن جونغ إن سيظل الرجل الغامض في نظرها

في بادئ الأمر عندَ تقدمه اليها سونمي لم تكن واقعة في حبه و لكن حين عرض عليها علاقة عاطفية هي لم تفكر بالرفض حتى لأن جونغ إن كان رجلُ يضع بصماتِ شموخه أينما ذهب و جزءًا من قلبها قد أحبه

" أجل "

ليس و كأن الشاحب يتلهف لتحدثها  لكن الأمر لا يختلف مع اجابتها الصريحة ، لقد طال صمتها و سيهون اعتقد انها مترددة في اجابتها مع مشاعرها الغير ثابتة و لكن لما هو يختنق في كل مرة يستمع فيها الى هذا الإعتراف

" الحبّ هو كل ما أقدمه لجونغ إن و لكن في بعض الأحيان أشعر و كأنني كنت احظى بكابوس و اتساءل في نفسي هل هذا الشخص هو رجلي المستقبلي "

بالنسبة لسيهزن هو لم يكن إعترافًا بقدر الشعور بنزيف ألم قلبكَ بين ضلوعه ، الرجل الذي تراه حياتك لا تملك اي حقوق تربطك به ، أحلامك المتعلقة به  و المتمحورة حوله سُرقت لغيرك و لكن هي لم تسرق بل مالكها قد باعها لغيرهِ

لقد باعَ مشاعره بأرخصِ ثمنٍ و دهسَ عليهِ كالجثةِ

التفكير بأن شقيقين واقعين لذات الرجل هو أمر اشبه باللهيبُ الذي يحترق في أجوافكَ

احدهم يجاهد لنجاح هذه العلاقة و آخر وقع ضحية بين رغبتهِ الشديدة و نفورهِ منه .

" سونمي اريد النوم "

كان طلب و رجاء يغطي خلفه الكثير من المعاني و اولها هي عدم الرغبة لسماع اي شيء يخصها مع جونغ حتى لو  كانت مواقفَ حميمة أو غيرها .
يريد خزن ذاكرته بلحظاته الثمينة معه التي قضاها طوال  الثلاثِ سنوات ..

*****

 

عندمَا أطلّ الحب في قلبِ الصغير أصبحَ مجنونا هائما بكل ما يخوضه من لحظات حلوة مع رجله و الشخص الذي يحبّ ، منذُ ذاك اليوم الذي حدث بحمامِ غرفته و أرغام جونغ إن على تقبيله سيهون لم يصارع كثيرا بنفوره بل خضعَ ناثرا كل مشاعره التي قام بكبتها لفترة طويلة من خلال تلك القبلة

جونغ إن كان يقوده للجنون بأفعاله و تصرفاتهِ حتى تأثر بالغ التأثر و حسبَ ان جميع الآمه بدأت تضمحل و لاشيء يملئ قلبه سوى الكثير  من الحُب

" لقد إعتقدت اني سأعيش ذليلا في طيات حبي إليك لا اصدق أنك تملكتني و قبلت مشاعري جونع "

ذات يوم صرح الصغير بجزء قليلا من ما يتراكم و ما يكنه في قلبه لهذا الرجل ، يعتليهِ على سريرهِ الخاص و ما يقف حاحزا بين سخونة أجسادهم هي تلك الملابس القطنية الدافئة ،

إبتسم اسمر البشرة و رفع يده يمسح بها و يداعب شحُوب وجنتيه و عيناه لا تفارقُ محاسنة و فتنة ما يحمله

سيهون قد ذاب بين ذراعيهِ و شعر بالحرارة تكتسيهم بسبب هذه النظراتِ ليخفضَ رأسه و يريحُ شفتيهِ على ثخنة محبوبهِ يدعوه لقبلةٍ بها لذة تدفعه الى الجنون و لكن سيهون كبح رغبته لتصبح قبلة حلوة رقيقة بلا أي صراعاتٍ و لا جموح

" لقد وصلت إلى هذا الحد من الجرأة "

النبرة كانت مجهولة المعنى و لكن سيهون كان كفيفًا بأحاسيسه القوية و المندفعة إليه و ما يرسمه من صورة خيالٍ مبهج أنه يعيش قصة حب مع الشخص الذي يحب

" أحبك لأنك السبب "

فاه بجرأةٍ يطلق العنانَ لحبه الراحة تتغلغلُ في تجاويفهِ و هو بين أحضانِ محبوبهِ

" ألا يزعجك فارق السن الذي بيننا "

" ألا تدرك أن نضجك يأخذ حيزا كبيرا من حبي اليكَ !"

قهقهَ المعنيّ و بسرعة منه قلبَ وضعيتهم الحميمةَ ليصبح المعتلِي و المسيطر عليهِ كما يسيطرُ على كل إنشٍ في قلبِ الصغير

" أحبك "

أطلق انفاسَ كلمتهِ على اذنهِ هامسا و يداعبُها بين شفتيهِ ليحاصر جزءا منها بين شفتيهِ و هذه كانت كنقطة إنطلاقٍ كي يثير الصغير الذي أصدر تنهيدة عميقةً و كأنه يستنجدُ انفاسه الضائعة

مالذي يريده من الحياة أكثر مما يمتلكه !

جونغ إن بين ذراعيه و يسكنُ قلبه

جونغ إن هو كلَّ ما يريد

" قلبي يرتجف إلهي "

جفّ حلقه و العرق اصبح يتصبب من جبينه نتيجة ما يحصل الآن ، هم مازال في خطوتهم الأولى لهذه العلاقة الخفية ، هل جونغ ينوي صنع علاقة حميمة معه !

" لقد مرّت  فترةً معقولة لعلاقتنا  تسمح لنا  بالتقدم لخطوة اكبر همم ؟خوض هذا ما رأيك ؟"

عضّ سيهون على شفتيهِ و الابتسامة الخجلة تعلوه ليرفع عيناه اليها يصنعُ تواصلاً بصريا مهلك لقلبهِ حتى تحدث بين ثقلِ نبرتهِ التي اكتست بحةٍ نتيجة همسهِ الخاف

" ليلة حفل التخرجِ سأهبكَ نفسي أعدك "

" و لما إخترت ذاك اليوم تحديدا !"

اراد جونغ ان اللعب معه قليلاً كي يستمتع بذاك الارتباك و الخجل الظّاهر على وجه شاحبهِ

" حينها سأشعر أني كبرتُ قليلاً و املك الأحقية للعيش و التلذذ مع حبيبي "

الخجل و التعابير المربكة التي تُظهر على تراسيمَ الشاحب يُفتتنَ الأسمر و يجعل منه كوحشٍ يرغب بإلتهامهِ و ينقضَّ الآن بلا ندم و لكن جونغ إن لم يصل الى هذا المستوى من الدناءة بالفعل ،

يريد التعامل مع تلك المشاعر الرهيفة و الرقيقة كأثمن شيء يملكه ، قلب سيهون ينبض إليه و هو لا يريدُ شيء سوى الحفاظَ عنه ...و لكن تلك العقدة مازال تأخذ حيزا كبيرا من عقل البروفيسور ،

التلذذ بتعذيبهِ كان شيء يحب رؤيته على الشاحب ، يحب رؤية تعابير الغيرة و الألم على وجهه ، يريد رؤية الحزن الذي يسكن عيناه نتيجة ما يفعله ،

جونغ لا يعلم إن كان ما يفعله مرض او أنهوجزءا من إراحتهِ و إراحة نفسه و تخفيف الكره و الحقد الذي يكنه لعائلة عمه من خلال هذه المشاعر الصادقة التي اكتسبها

يظنّ نفسه بأه قرصانًا ماهرًا بإستطاعتهِ النجاةِ من بينِ المسافرين أجمع حين تواجههم عاصفة كبرى  لا يدركُ أنه غائر في الماء المتهالك لا نجاة منه .

العديد من المواعيد السرية التي جمعتهم و القبلات المسروقة عندَ الإجتماعاتِ و ابرزها كانت حفلة تخرج سيهون

القاعة الكبرى الخاصة بمدرستهِ كانتْ تتزينُ بالبالوناتٍ و مشروباتٍ مصطفةٍ بإنتظامٍ ، ألآف المقاعد المرتبة و تفصلهم مسافة شاسعة عن المنصة التي سيأدون بها الطلابَ كتاب تخرجهم و الإحتفالِ ،

المقاعد أصبحت تمتلأ بالأهالي المدعوين و الإحتشدَ المكان  حتى غُلقت الأبوابِ بعد آخر فردٍ مدعوٍّ ،

سيهون كان بقاعة الإنتظار التوتر يلازمه و نبض قلبه المندفع لم يتوقفْ ، الرعشة تملكت كل اطرافهِ ليسَ خوفا من النتيجة من هذه الناحية هو واثقًا من نجاحه و لكن ما يربكه هي رؤية مجبوبه الذي سيناظره بإفتتانٍ ، ستكون نظرةً فخرٍ و إعتزازٍ ،

هو لم يفكر بردةِ فعل والديهِ و أخته بقدر ما سيظهره محبوبهِ ، و في شروده ذاك هاتفهُ إهتزّ نتيجة إتصال و عند رؤيته للمتصل الدمّ ضخّ بتضاعف و كل شيء به يرجّ

فشل في كبحِ اٍبتسامته و إستقام يأخذ زاوية بعيدة عن حشد الطلابِ و ضجيجهم ليضغط على زرّ الإجابة و كلّه لهفة لسماع صوته

" جونغ "

الإبتسامة تملأهُ

" كيف حالكَ !"

اغلق عيناه بفتورٍ يسمح لنفسه بالعيش و الترغدِ بعمقِ صوته ليردّ بينَ ثمولهِ

" لست بخير أنا متوترٌ جدا "

تحدث بهدوء و نبرة تذمرٍ ليتسبب بقهقهاتِ الطرف الآخر مرددا بكلماتٍ كمواساة له

" لا بأس عزيزي ستتخطى ذلكَ "

" حسنا سأحاول و لكن اريدك ان تعدني بشيء !"

" هممم لا أعدك و الآن مالأمر !"

" جوونغ !!"

تذمر بفقدانِ صبر بينما جونغ كان في أوجّ إستمتاعه من تصرفهِ

" حسنا قل لي "

" لا تنظر لي كثيرا عند أدائي لكتابي"

" هذا صعب "

" انت وعدتني !!"

" انا لم افعل سيهون  "

و هذا اثار غضب الصغير الذي يتصرفُ بدلالٍ ليفصل الخطّ بوجهه يقطع عن نفسه صوت ضحكات جونغ إن العالية مستمتعا بإغاظتهِ.

بعد الحفل و نجاح الصغير سيهون قد تحجج بأنه يملك حفلة عندِ لوكاس و سيقضي ليلته هناكَ ، فهو قد اقسمَ لنفسه بأنّ هذه العلاقة الودية التي تجمعه مع حبيبه لن تبقى بريئة ،

سيخترقُ كل قوانينَ حياتهِ و يسمح لنفسهِ بالغرق في هذه اللذة التي ستجمعه مع رفيقه و مالكَ قلبهِ حتى وجد نفسه امامَ تلك الشقة السرية التي تحمل العديد من اللحظاتِ الثمينة برفقة محبوبهِ  و التي قد إختارها جونغ لممارسة حبهم من قبلات و مداعباتٍ خفيفة تنتهي بتذمر جونغ و إغاضة سيهون ،

سيهون كان اول من وصلَ الى الشقة في الوقت الذي لم يكن بها جونغ إن في الجوارِ  ، هرولَ الى الحمام و بيده ذاك الكيس ليأخذ حماما سريعًا بمعطرِه المفضل _عشب النعنعِ_

" في الواقع إنني مُغفل لأبعد حدودٍ فقدْ أعمتني قدرتكَ على ان تبدو كالطفل "

صوتٌ ثملٌ يغازل ذاك الغُلمانيّ الذي يرتدي قميصًا حريريّ اسود حيثُ يصل طولهِ إلى بداية فخذيهِ  يكشفُ عن جزءٌ كبيرا من شحوب ساقيهِ و نعومتهم ، فالطالب الصغير كان يعرف كيفَ يظهر نصاعةَ بشرتهِ بإنتقاءه لقطعَ ملابسَ سوداء

و كان يعرف كيف يتغنجُ بتحركاتهِ الجريئة و التي ستظهر للمرة الأولى للبروفيسور الغائرِ في عمقِ لذتهِ من شعور يستولِ على غريزتهِ حينَ لمست يداه البارة نحالة خاصرتهِ

يخْترقنَا تلك المسافة المُذنبةِ بذراعي سيهون التي تسللتْ ببطء يمسحُ على طولِ سمك ذراعِ اسمره حتى وصلتْ حيث عنقه الذي قيدهُ بين ذراعيهِ و يقربهُ إليهِ

يصنعُ تلاحماً جسديا عظيمًا بينَ صدورهم و رؤوسهم التي اصبحت تقتربُ و تفصل الثلمة التي بينهماَ و مالبث ان يستجمع أنفاسه و يغلقَ عيناه بخدرٍ حتى أُخترقت المساحة بإنقضاضِ جونغ على شفتيهِ بدايتها قبلة ثائرةً و مسعورةٍ ،

يفرغ بها حجم طاقته التي إستهلكها من صبر و ولعٍ كإنتظارٍ لهذه اللحظة

" ما سأفعله بكَ الليلة سيعتبر كعقابٍ على قتلِي بإنتظارك "

سيهون لم يكن واعٍ لما يحدث بقدرٍ ماكانَ في غمرةٍ من هذه الأحاسيس المجتاحَة ، كل شيء بهِ يرتجف شاعرا بتوقفِ نبضات قلبهِ من هذا التلامس الجريء و الحميم الذي يحصل الآن مع الرجل الذي يحبّ ،

جونغ إن كان مندفعا بقبلاته و لم تكن رحيمةٍ حتى نَجمَ عن إصدارِ أصواتٍ و أنّاتٍ متلذذةٍ من جوفِ سيهون  تلعبُ بأوصالِ الصغير الذي يشعر بساقه ترتجف و ركبتيهِ لم تعد تحمله ،

انفاسه أصبحت تتسارعُ و لا يتنشق شيء غير لهاثِ جونغ الذي يشاركه الرغبة و الإشتهاء ،   تعابيره المنتشية تلكَ اضافت  جنونا و كي يتمسك بذاتهِ و بذرة القوة التي يمتلكها تشبثَ بعنقِ حبيبهِ أكثر و كأنه حبل النجاة إليه و لا يعلم بحركته هذا اضاف جنونا و دهشةً لجونغ إن

و هذا افقده عقله فقدْ سحبهُ إليه بينما يحكمُ العناقَ على كل جسده يُلملمهُ نحوهُ و قبلاتهم تزداد إثارة و تبني الرغبة بداخلهم ،

خطوات الطالب اصبحتْ تتراجعُ حتى شعر بالجدارِ يمنعه من التقدمِ و لكن جونغ إن كان يخترق أي مسافة تفصل اجسادهمْ و مازاد موجة الجنون تتفاقم هو ذاك الإحتكاك الذي صدر بين محرّماتهم

سيهون لا يستره شيء و جونغ قد إختلطت عليهِ الأحاسيس المضطربة  و الضباب أصبحَ يكتسي عقله و لا يشعر بشيء سوى بالنشوة التي تتصاعدُ على جسده ، فقد سمحَ لنفسه بالعيش و التنعمِ بملمسِ سخونة جلده من اسفل القميص لتترنمَ ليلتهم بأناتِ الصغير و تأوهاتِه ،

لهثَ جونغ في قبلتهم ليفصلها بمسافة ضئيلة بينما أنسجة شفتيهم مازالت تحتكّ ليفوه بنبرةٍ خدرةٍ في ظلامِ مرآهِ

"جسدكَ و ما يحمله كالورقَ المصقول أشعر أنني افقد نفسي، و خشية كبيرة تحتل عقلي بأن أتركَ اثراً سلبيا نتيجة جموحي "

سيهون ليس أقل منه تأثيرا بل هو يفوقه بأضعافٍ ، فلديه رغبة شديدة بالبكاءِ مما يحمله قلبه من مشاعر لهذا الرجل و ما يفعله بهِ

تقطيبة حاحبيهِ ظهرتْ على وجهه يغمرُ أصابعه في كثافة شعر محبوبهِ ليردٍ عليهِ بصوتٍ متثاقل يغطيهِ انينه الصادر من حبهِ الجارف نحوه

" أحِبكْ  و أحب ما تفعلهُ بي.....  و أحب كل شي يصدر منك حبيبي ، أرجوك دعني اعيش هذه الموجة الثمينة  برفقتك فلنْ يُخلق من يحتلّ قلبي غيرك "

تلكَ الكلمات قد عبثتْ به و سيهون كان يطفو فوق السحبِ فيما يعيشهُ من جموحِ المشاعر و العاطفة ، جونغ قد اقدم على خطوة اكبر في لمساته و قبلاتهِ حيثُ رأس سيهون قد اندفع متراجعاً حينَ هاجمه جونغ بقبلته الشرسة  حيث أطرق بلسانهِ على  جدرانِ جوفهِ و ينقض عليهِ بإمتصاصٍ عالٍ و تزامنا مع ذلك كفّ يده الباردة اصبحت تنجرف لمحرماتِ حوريّهِ حينَ دهمَ عليها بإحدى اصابعه و هنا انينُ بكاءٍ تغلغلَ على لسان الشاحبِ بين قبلاتِ جونغ اليهِ ،

فكل جزءٍ من جسدهِ مقيدٌ تحتَ مداعباتٍ جريئة من قبل بروفيسورهِ الذي يقدم إليه اثمنَ شيء كان يتلهفُ اليه منذ وقوعه في حبه

و عندَ شعورهِ بعضلةٍ جديدة تخترق جسده  تتلاحمَ مع محرماتِه على نحوٍ عظيمٍ شعر بموجة بحريةٍ جارفة تثور على جدرانِ قلبهِ

" جوو__نغ "

سيهون في هذه اللحظة فقد قوته و سيطرته و سمح لصوتهِ بالخروج على شكلِ صراخٍ عالٍ و نبرة البكاء تلكَ قد راقت للأسمر فلقد كانت إشارة المتعة و النشوة الصاعدة اكثر من كونهِ شعورٌ بالألمِ ،

سيهون كان سيخورُ ارضا بسبب إنهياره مما يحدث و لكن جونغ لن يسمح له لأنه يقيده كليّا و من كل الحوانبِ  و حينئذٍ تسللت كلتا يدي البروفيسو أسفل فخذيهِ و يحمله بحركةٍ سريعه ليستجيب إليه الشاحب عندها حوّطت ساقيهِ خصر محبوبهِ  و هنا تفاقمت صرخاته المكتومة حين أنتهكتْ محرماته للمرة الأولى و من الشخص الذي يحب ،

يتركُ سيلاً من العضاتِ الشرسة على عنق أسمره نتيجة الجحيم الذي يسكنه اسفلاً

********


دمعة تسللتْ على طرفَ عيناهُ تبلل قميصَ شقيقته التي خلدتْ للنومِ بالفعلِ و سيهون فشل في السيطرة على نفسهِ و إستقامَ ليقف امام نافذة غرفة شقيقتهِ لمعرفةِ ما ان كان الأسمر هنا و عندما ازاح قليلا من الستارة لم يجد له أثرا ليخرح تنهيدة لا يعلم ما ان كانت تنهيدة راحة أم خيبة أمل ...بالنهاية هو اعاد ادراحه لحيثُ شقيقته كي يكمل ليلته بين احضانها.


End p3

توقعاتكم و ملاحظاتكم !

تصبحو على خير ♡

Continue Reading

You'll Also Like

2.2M 56K 17
أن تُسَجن في عُمرِ الزُهور وِسط أسوارٍ كوَّنها حُبّ مُتمّلك مَنع عَنها الحَياة ..! صَبيَّة في مُقتبلِ العُمر تُطارَد مِن قِبل أقرَبُ الناس اليها أن ت...
8.1K 458 24
لربما رأيت نهايه حياتي ؟ أو نهايه كل شي ! لكن بالنسبه لي عندما رايتك اردت ان اكون معك واكمل معك ، وأجعلها بدايه البدايه ، و نهايه البدايه ، قبل بداي...
31.5K 2.1K 26
"إن أحببت شخصين في نفس الوقت قم باختيار الثاني لأنك إن كنت حقا تحب الأول لما وقعت في حب الثاني" "ستتعلم يا حبيبي ان هنالك اشياء اهم من الحب " jung w...
103K 7K 22
العنوان؛ Siren Song | أغنية جنية البحر. . . . الوصف ؛ انضم جونق إن إلى سفينة شحن في محاولة لتغيير حياته, فقط لتتم مقاطعة رحلته الأولى بواسطة كيونقسو...