Kaisoo || Spotlight-الضَوء ال...

بواسطة Mayamii__

35.3K 2.1K 3K

دو كيونقسُو مُلاكِم , كيم جونق إن طالب في طبِّ الأسنان.. طبيعيٌ حتى هذه النقطة ؟ دو كيونقسو وُلد معدومٌ من أ... المزيد

INTRO
1
2
3-1
*
3-2
3-3
4
5-1
5-2
5-3
6-1
6-2
7-1
7-2
7-3
7-4
7-5
8-1
8-2
8-3
9-1
9-2
10
11
12
13-1
13-2
13-3
14-1
14-2
14-3
15-1
15-2
16-2
16-3

16-1

275 23 160
بواسطة Mayamii__






الطريق كان مظلمٌ جداً , لا أحد من الطلاب يعبر هذا المكان غالباً والجميع على الأرجح إما في مكتبة الجامعة أو في المهجع للدراسة..

أخذ حقيبة ظهره , وازنَ قبعته قبل أن يدفن يديه داخل جيوب سُترته الرياضية ثم مضى أخيراً خارج غرفته , كان يُقفل باب الغرفة قبل أن يتحسس بأحدهم يقفُ خلفهُ مباشرةً .. كيونقسو بقي صامتاً ..

( إنها رائحتك .. )

حدّق بالباب أمامه للحظةٍ قبل أن يقرر أخيراً الإلتفات خلفه ..

" .. "

( أنا أذكرك جيداً .. )

لقد كان جونق إن.

-بلل ريقه-

فقط أمامه , كان يُمكن لكيونقسو أن يضطرب محيطه ..

" مساء-... "

" مالذي تُريده؟ "

لديه تلك الرائحة التي أغمض كيونقسو عيناه للحظةٍ كي يبتلع لغتها الخاصة , ... كيف تكون للروائح والعوالم المختلفة لغةٌ هو شيء , وكيف تُخاطب الروح الخالدة في كيونقسو ... هو شيءٌ آخر.

كان يجوبُ الصحراء المندثرة وسط عينا جونق إن , هبوبها الأخرس ... وصوتُ غنائها الأبكم.

لقد كان للتفاصيل في جونق إن لغة لن يقدر على فهمها غير كيونقسو .. ذلك لأن كيونقسو قد اعتاد على مخاطبة الصمت والصامتين ..

ويفهم جيداً كيف يُترجم العابرين.

أحس بأن حنجرته جافةُ لتتنفس قبل أن يسبقه جونق إن ويهمس مخترقاً ركود الظلام والمحيط من حوله :

" مرحباً .. كـ-كيونقسو. "

" .. "

أراد أن يقول شيئاً ! لقد كان ذلك واضحٌ على تردده في فتح فمه وإغلاقه من جديد و إلهي أنت لن تدري كم كان طرفٌ من كيونقسو يترقبُ أولى الحروف من فمِ الآخر !

" منذ وقتٍ طويل-...!! آه .. أعني .. منذُ زمنٍ نحنُ لم-... "

" مالذي تريده ؟ "

" كيونقسو.. "

" .. "

" أ-أنا .. هل أنت بخير ؟ "

" أتيت لتسألني عمّا إذا كنت بخير؟ "

بدا مُحبطاً , كيونقسو كان يبحث من خلاله عن شيء .. لكن جونق إن استمر بردع ذلك الشيء في كل مرة.

" سألت رفاقك عنك .. لكنك لم تكن موجود , ذهبتُ للكافتريا اليوم .. وانتظرتك وأنت لم تكن موجود هناك أيضاً. "

" .. "

" ذ-ذهبتُ للحانةِ أيضاً ... "

" .. "

بدا في نبرته شيءٌ من الخذلان. " وأنت لم تكن موجوداً ."

" لما تبحث عني ؟ "

" كيونقسو .. "

" .. "

" نحنُ لم نتحدث منذ وقتٍ طويل .. أ-أنا آسف , ربما بالغتُ بعض الشيء لكن-... "

كان يُحاول الوصول إلى شيءٍ ما ..

كيونقسو محلق فيه , عيناه تضيقان على ذلك الإرتباك الذي يُبديه جونق إن أمامه ..

" .. "

رُبما وجودهما معاً خاطئ , ربما ... رُبما آمنةٌ هي المسافةُ إن إبتعدا .. أو ضلّا الطريق واستطعم كلٌ منهما حياته الخاصة.

شيءٌ ما يضيقُ في داخل كيونقسو في كل مرةٍ يرى بها جونق إن أمامه , مثل أن الدُنيا تناديه أن يتخلى عنه .. أو أن ينسحبَ للمرةِ الأولى من أمرٍ لم تبدأ لعبته بعد.

لكنه مُحزن..

وعيناهُ تلمعانِ بشدة .. عندما يُخيل له ذلك الدفء الآمن في صدر الطبيب أمامه , و تلمعُ مرةً أخرى في كل مرةٍ تسترجعُ به غدد اللعابية طعم عرقه.

لكن هناك العديد من المحطات التي يجب على كيونقسو أن يتجاوزها لتكون حياته ملائمة مع حياة جونق إن ..

العديد من المسافات .. والقليل من الوقت.

انخفضت معنوياته أكثر عندما طال الوقت دون أن ينطق جونق إن بكلمةٍ لاحقة , كيونقسو أخفض رأسه لثانيةٍ قبل أن يوازن قبعته ليتظلم على ملامحه أكثر , عندما شرع بالرحيل أحسّ بكتلة أنفاسٍ تقاطعه من جونق إن حيثُ قبض على ذراعه فجأةً يمنعه من المغادرة :

" لحظة .. أنا آسف لكن-.. لحظة وحسب. "

حرّك ذراعه ليبعد يد جونق إن من عليها " مالذي تُريده هل يمكنك فقط أن تختصر الأمر؟ "

" كان الأمر خاطئاً .. مافعلناهُ في تلك الليلـ-... "

تشه ~ ياللسخرية ~

ارتفعت زاوية فمه بضحكةٍ ساخره. " هل تهزأ بي ؟ تظنني لا أعرف ؟ "

" ارجوك اتركني انهي حديثي على الأقل هذه المرة. "

" ومالذي ستُعيد تلاوته ككتابٍ مقدس هذه المرة ؟ "

" أنا لا أريدك أنت تتأذى .. هذا وحسب ~ "

" لست قوياً كفايه لتؤذيني .. "

" أعني .. لقد كُنا بخيرٍ من قبل كيونقسو ~ أنا لم أدخل في تلك الأمور من قبل على الإطلاق . "

" أي أمور ؟ "

" الشرب ! الحصول على وشومٍ هنا وهناك ! أ-أو حتى-... "

" أو حتى النوم مع قذرٍ مثلي .. "

" لم أرمي لقول ذلك ! "

" أنا فهمته .. لا تقلق , أنت لن يتم تخريبك من قِبلي .. ولا تقلق , لن أدعوك للداخل مرةً أخرى. "

" ...~ "

" لقد فهمتك , .. لا تقلق , لست أحاول أذيتك. "

ورباه .. كم كانت تلك أصدق الكلماتِ التي قالها لسان كيونقسو من قبل~

أذية جونق إن ؟ هُراء .. لقد كانت تلك أولى المُحرمات في حياته.. أو رُبما هي قد باتت كذلك منذ فترة.

أومأ كيونقسو برأسه عندما أجابه جونق إن بالصمت , كان ذلك حقاً ما يُحاول أن يوصله لكيونقسو طوال الوقت .. كيونقسو غير مُرحبٍ به في حياة جونق إن .. لا بأس , هو لم يكن يتوقع الكثير على أية حال.~

" إذاً أنا سأرحل.. أعتقد أنت لا تحتاج للبحث عنّي مجدداً. "

" .. "

" ولا للإختباء خلف الباب دون طرقه , ولستَ مُضطراً لإلقاء التحية علي في الطُرقات , ولا لتقديمي لأصحابك اللذين لا يختلفون كثيراً عنك. "

" ..~ "

" أنا ذاهب-.. "

" مهلاً كيونقسو ! "

" ؟؟ "

عرض قبضة يده أمام كيونقسو بهدوء.

" لقد نسيت هذا. "

" ؟؟ "

مالـ-...

هدوء الجو بينهما قد سحب ضحكةً صغيرة من حلق جونق إن للحظة. " لقد فقدتَه .. "

" فقدتُه ؟ "

" قبل أن نأخذك إلى العيادة آخر مرة أنا وميناه.. كان هذا في الطريق. "

" ... "

ضحك من جديد. " لقد فقدت ضرسك .. "

كيونقسو قطّب حاجبيه , لم-.. للـ-لم ينتبه هل هو حقاً قد فقد-...

حرّك لسانه ليتحسس ضرسه في الخلف .. لقد فقده حقاً.

" ولما تحتفظ به؟ "

" أنا أُعيده لك الآن. " قال مُبتسماً.

برفق , كيونقسو مد يده للحصول على ضرسه , يداهما قد تلامست للحظة قبل أن يسحب جونق إن يده سريعاً ..

" هو لك .. "

" شكراً على أمانتك. " قال ساخراً. " أنا لا أفقد الأشياء عادةً. "

" .. "

" أحافظ عليها جيداً .. "

" ..~ "

" لربما قد فقدت ضرسي رغماً عني هذه المرة , لكني لم ( أشعر ) بالأذى. "

" ..~ "

" .. "

" يـ-يمكنك القدوم للعيادة معي ! أ-أنا سأصلح المكان من أجلك ! "

لكن كيونقسو كان بعيدٌ في ذهنه للحظة ..

لو كان لايزال صغيراً , أمه ستقوم بضربه رُبما حتى ينخفض مستوى السكر لديه ليفقد وعيه .. هي لاحقاً ستُخبر والده بأنه قد نام , لا يُمكن لها خسارة مصروفها من اجل إصلاح ضرسه .. هو لم يشكو منه رغم ذلك لولا ان ضلّت خده تنتفخُ كل يوم..

لكنك تُريده أن يصدق ؟ .. لطالما تسائل , كيف سيبدو شعور انتزاع الاشياء من مكانها ؟

والحقيقة ...

" .. "

نظر إلى ضرسه ..

لا شيء.

تنهد. " لم أزر طبيب أسنانٍ يوماً. "

" لكنك تفعله ... "

( للمرة الأولى ) ... ذلك ما كان قد قاله عند اول لقاءٍ بينهما... ( أنا أفعل ذلك للمرةِ الأولى ~ ).

" لا أفعله بعد الآن. "

" كيونق~ "

" .. "

" أنا آسف ~ .. "

" .. "

" أنا آسفٌ حقاً كيونقسو ~.. "

" أرحل في سبيلك يا رجل , لا تُرهق نفسك معي. "

" نحن لا زلنا أصدقاء .. صحيح؟ "

في هذه الليلة .. هو لم يكن يبحث عن صديق.

كيونقسو لم يُجيب , تجاهل الرد على جونق إن هذه المرة .. جونق إن لا يُعطيه ما يُريده , لم يعد جونق إن يعطيه ضحكةً جديدة ..

" شكراً على هذا " رفع قبضته يعني بذلك شُكر جونق إن على الضرس.

" هل أدعوك للعشاء الليلة ! "

" ؟؟ "

" في منزلي ؟ "

" .. "

" ..~ "

" لما فجأة ؟ أنت تدعوني إلى منزلك ؟ "

بلل ريقه. " انا وميناه-... "

ميناه من جديد ...

-كيونقسو قلب عينيه بضجر-

" ميناه ~ "

" ميناه ستصنع العشاء الليلة .. والديّ هناك على حدٍ سواء .. ماذا قلت؟ "

" أنت تدعوني إلى منزلك لمٌقابلة ميناه وعائلتك ؟ "

" ..~ "

كيونقسو نظر للخاتم في اصبع جونق إن .. ولا تسأله كم أراد تحطيمه.

وكم بدا مجنونٌ من فكرة أن ذلك الخاتم .. اكثر قُرباً منه..

" أنت لا تُريد مني أن أقترب منك أكثر , .. إما أن تتراجع .. أو اتركني افعل ذلك بنفسي. "

" ..~ "

" أخبرتك .. أنا لا أحاول أذيتك , لا أسعى لذلك.. "

لكنك تتأذى في كل مرةٍ تقتربُ بها مني .. وهذا مالم أكن أُريده , خلف ظهرك .. أنا سأفكر مرةً بحمايتك~

لكن أمام وجهك .. أنا لا أستطيع حماية نفسي.~

لم يكن يُصغي لحديث جونق إن , كيونقسو قرر الرحيل حقاً .. شبك سماعته داخل أذنيه وبصوتٍ مرتفعٍ كان يُصغي لموسيقاه الغريبة تلك التي أدمنها كثيراً.

هذه الليلة .. كان يتضور جوعاً , يتضور رغبة .. حلقةُ الحياة تستمر بالدورانِ معه مثل أنها تُحب أن تنسدل ستائرها على ذراعيه.

لقد غادر المهجع وهو يدري جونق إن كان يلحق به , كان حتماً يقول شيءٌ ما يرثي بهِ حاله أو ربما هو يعتذر كما يفعل عادةً , خطوات طبيب الأسنان قد توقفت عندما عبر كيونقسو الشارع وقد أمكنه رؤية خطواته عندما اخفض رأسه بخيبةٍ وسار في سبيله , لم يكن يتأذى من جونق إن .. كان فقط ..

-بلل ريقه بإرتعاش-

لا يدري لما لم يقدر على المحافظةِ عليه~

,

الليل شديد الظُلمة كان يجعل من الضوضاء في هذه المنطقة أمراً مستحيلاً , ما كانت هناك من روحٍ غير الموسيقى التي ضلت تُعيد نفسها وتكرر سيرها..

وقف كيونقسو أمام المنزلِ الضخم , جسده الصغير كان يتسع لهذه المساحةُ كلها , عندما نظر للساعةِ في يده ليتفقد الوقت .. كانت العقارب تُشير للـ 2:00 صباحاً.

سحب قفازات يديه المطاطية باللون الأسود قبل أن يُرخيها على القضبان الحديدة للبوابةِ أمامه , لم يكن هناك نظامُ حراسةٍ في المكان .. لذا هو لقد كان ذلك كفيلٌ للتحقق .. بخطواتٍ هادئةٍ جداً لم تشعر الأرض بجسد كيونقسو فوقها .. كان يتسلق الجدران ليقفز أخيراً لساحةِ المنزل ..

من جديد .. لم تشعر بهِ الأرض أبداً.

والموسيقى لا تزال تصدعُ في أذنه.

تحرّك مع تعابير جامده نحو الباب قبل أن يحرك المقبض ويدخل .. ذلك المكان الضخم , كان قصراً خيالياً.

كانت هُناك العديد من التُحف الأثرية والعديد من الصور باهضمة الثمن , مشغل موسيقى كلاسيكي والعديد من الأقراص المدمجه .. مقاعد مخملية , طاولاتُ خشبية صلبة .. سُجادٌ مع تطريزٍ ذهبي وأحواض مياهٍ مليئة بالأسماك الملونه , لم يكن هناك من ضوءٍ يرشده , لانه عندما إلتفت خلفه ..

كانت هُناك مدفئة ,... حيثُ اقترب كيونقسو منها ليصبغ لونها الأحمر على وجهه الشاحب.

لم يدري كم بقي معتكفٌ هناك يراقب أشرطةٍ النار تلاحق بعضها وتتراقص بخفةٍ جنونية تُساير الصوت الموسيقي العذب في أذنيه , حملت عيناه الصورة .. صورةُ النار الهادئة.

كم كانت تُشبهه , وكم كان للنارِ لغة قد وُلد كيونقسو متقناً لها.

فجأة ...

-رفع رأسه قليلاً عن النار .. عيناه البارده لا تتبدل-

توقفت الموسيقى.

" .. "

وأحسّ كيونقسو بهزةِ خوفٍ صغيرةٍ خلفه.

" .. "

.

.

.

.

.

.

" ممـ-.. م-من انت ؟؟~ "

اعتدل في وقوفه , الموسيقى لم تُعد نفسها هذه المرة .. كانت تطلبه الآن أن يًصغي للواقع الذي يُمارس فيه ما يُمارسه. لذا عندما لم يقدر ذلك الصوتُ المنكسر خلفه أن يخترق صخب الهدوء المُحيط في المنزل , كان إحتكاك ثياب كيونقسو ببعضها كفيلٌ بذلك..

-إلتفت .. تعابيره لا تُقرأ , ولعلك تدرك الآن بأنك لن تفهمه .. ولن تقوى على ترجمته-

كانت فتاةٌ صغيرة , تعابير وجهها تقرأ الكثير من الخوف والذعر ! جسدها كان ضعيفٌ نوعاً ما عندما لاحظه كيونقسو للحظة , لم يكن يصدر منها غير اهتزاز انفاسها التي حاولت كثيراً كبحها وعدم البوحِ بها لكن محاولتها باءت فشلاً ..

مرر عيناه .. ساقيها البيضاء كانت مكشوفةٌ أسفل ثياب نومها الورديه , شعرها الأشقر المنسدل كان يُصب كالعسلِ على كتفيها .. وجنتيها توردت خوفاً .. وفي يديها ..

" .. "

" !!!~~"

-توقف ونظر ليديها-

كانت تحمل عصا ضخمه.

.

.

.

.

.

.

.

كيونقي ؟

" ... "

أنت جيدٌ كيونقي .. تلعبُ جيداً وعلاماتك الدراسية جيدة ...

آه ...الذكريات ..~

نحن اخوه !~ أنت أخي و انا أحبك .. أكثر من أي شيءٍ آخر ..~

-اغمض عيناه-

الأصوات .. ~

أنا أحبك كيونقي ~

الماضي .. حياتهُ التي أفناها وسط شباك الماضي ~

كيونقي توقف !!~

نحن اخوه !~

أنت شخصٌ جيد !!~~ أنت لست سيئاً كيونقسو !!!~~~

كان يرى .. كيف أنه غاطسٌ في بركةِ الماضي , يسبحُ لمسافاتٍ طويلة .. يُغرق نفسه ~ كان ينظر لتلك الصور ويُصغي إليها وسط تلك البِركة ~~

كيونقي !!!~~

ويغطس أكثر ~

أنت جيدٌ جداً كيونقي ~

ولا يقدر على العوم ~

لا أحد يراك ~ لكني أفعل ~

يغوص ~ .. تلحقه المياهُ وتخنقه بفيضانها من جديد ~~

بدأت الأصوات تتعالى !!! كان الجميع من ماضيه وصوت أمواج البحرِ يصرخ في داخله !!!~ لقد فُكّت القيود عنه !! والأرض التي حصد ثمارها في داخله قد كانت تُزلز مافي بطنها !! تهوي الأصوات !!! تختفي لتظهر من جديد !!~ صوتُ الأجراس!!~ صوت كرة البيسبول !!~ صوت أمه من الماضي البعيد جداً !!صوت الـ 12 سنةٍ كان يحوم في داخله !! أدرك الآن بأنه لم يكن يعومُ بزورقِ الخلاص أبداً .. فما كان لهُ من زورقٍ غير كل الثواني التي مرّ بها في الـ 12 سنةٍ الماضية ...

عندما فتح عيناه فجأة ..

كيونقي ؟~

" هل أنت رُبما .. "

أنت شخصٌ جيد ~

" تريد اللعب معي ..؟ "

" ممـ-من أ-انت؟؟!!~~~ "

أنت لست سيئاً ~

-عدسة عيناه ترتفع نحو الفتاة ببطء-

" انت تركض ... "

" !!~~~ "

أحبك كيونقسو~~

.

.

.

.

.

" وأنا ألحق بك؟ "

.

.

.

.

.

.

-سقطت العصا أرضاً-

.

.
.
.
.
.
.
.

و لقد كانت تلك هي اللحظة !!!

جسده كان مشحونٌ بالكثير !!!! عندما ارتفع صوتُ الموسيقى في أذنيه كان الصخبُ أخيراً قد أعاده للحياة !!!!! لقد افاقه من موته !!!!! الدُنيا التي غادرها كان يطأ على أرضها من جديد !!!!!!!

جسدهُ الصغير لم يكن بتلك الضخامةِ من قبل !!!!! مثل أنه سحب الحياةَ كلها داخل رئتيه !!!!! هجمت عروقه لتسبق الزمن على ملامحه !!!! عيناه تبرزانِ بجنونٍ كبير تضربان بالحيطانِ من كل جانب عندما ركّزت أخيراً على الجسد المهتز امامها !!!!!!! صوتُ العصا !!!! صوتُ الانفاس المكسوره !!!!! صوت ألسنةِ النيران خلفه !!!!! صوتُ الخطواتِ التي حاولت الهرب بعيداً قبل أن يصطادها بين يديه !!!!!!!

" أبي !!!!!!!! النجده !!!!! ساعدوني !!!!!!!! "

هذا ما يُريده !!!!!!

رباه هذا ما يُشبع جوعه !!!!!! هذا ما يُلحق بتلك النشوةِ لتسبح مثل سمكةٍ صغيرةٍ داخل أنحاء جسده !!!!!!!

شعرُ الفتاةِ كان ملفوفٌ حول يديه !!!!! يعقدهُ بقسوةٍ شديدة قبل أن يرتطمَ جسدها أرضاً لتخضعَ تحتَ قدميه !!!!!

لم يكن يسألها اللعب !!!! لم يكن يسألها ذلك !!!!!! كيونقسو لم يعد يكترثُ للعبِ مع البشرِ بعد الآن !!!!!!!! أراد للموقفِ أن يطول !!!!! لتوسلاتها الشريدة !!!! لتشبثها بقدميه عندما كان يُحاول رفعها !!!!!!! لكنه لم يقدر !!!! تلك الإبتسامةُ الجشعة كانت تفضحه !!!!! لعابه الذي تساقط منه رغماً عنهُ كان يُعجبه !!!! تفتضحه تعابيره الشرهةُ كثيراً !!!!!

" ابي !!!!! ابي ساعدني !!!!!!! "

لم ترمش عيناه ولم تلين !!!! انتقلت عدسته بشكلٍ هستيري ليُحدق بالصورِ أمامه قبل أن يصل في نهايةِ مشواره للشخصِ بالثيابِ العسكريةِ هناك !!!!

فما زاده ذلك غير إعجاباً بالموقف !!!!!!

هل يعجبك ؟؟!!! ههـ-هل تُحب ذلك كيونقسو ؟!!!! هل يتركك ذلك بخير ؟!!!! افعله !!!!!

افعله إذاً !!!!!!

لا تتوقف !!!! لـ-لا تتوقف أبداً !!!!!!

الدماء فيه قد كانت ساخنةٌ جداً !!!!!! ركضت دقاتُ قلبه حتى أوشكت على الهربِ من صدره الصغير الذي بقي يرتفع ويهبط ضاماً وسطه ضحكات شهوانية عاليه !!!!!!

الفتاة تمسّكت بشعرها !!!!! كانت تحاول الخلاص منه !!!!! صراخها الحاد الذي حطّم الجدران لم يكن يًصغى مع كيونقسو أبداً !!!!!! صوت الموسيقى الذي بقي يتردد في ذهنه قد كان كافياً لإنعاشه أكثر !!!!!!!!

يدهُ تتراجع للخلف ليسحب أخيراً ذلك السكينُ الصغيرُ من جيب مؤخرته !!!!! وبينما عيناهُ لا تزال تلهو على منظر الصورةِ أمامه كان يفشل في حمل تلك الضحكاتِ داخله أكثر !!!!!!

يدهُ قد ارتفعت ولم يكن يُطارد شيئاً غير النظرات الطليقة والحرة من تلك الصورة حيثُ أشبع فراغ جسده بالتحديق نحوها !!!!!! وتماشياً مع الموسيقى الصاخبه التي أصغى إليها وقدّس مسيرها !!!!!!

"النجده !!!!!!!"

رفع برأس الفتاةِ نحوه !!!!!

" انبح ... "

" ارجوك اتركني !!!~~~ ا-ااا-اررجوك اتركني !!!!~~~ "

-شد على شعرها أكثر !!!!-

" انبح من أجلي ... "

" أبي !!!!!!! "

"انبح .. "

" ساعدوني !!!!!! "

لم تكن سوى بضعةِ ثوانيٍ قبل أن يبدأ السقف اعلاه يهتزُ إثرَ وقع الخطواتِ منه !!!

هربت من حلقه ضحكةٌ حاره !! " انبح !!! انبح !!!! انبح !!!!!! ... "

" ايميلي !!!!! "

.

.

.

.

.

.

.

.




" أبي !!!!!! "

.....

" أبي ساعدني !!!! ساعدني أرجوك !!!!!!! "

.....

أعطه ... فقط اعطه ما يُريده , أنت لا تحمل درباً للخلاص منه إن جاءك.

لقد أخبرتك ...

أنا سألحق بك .. حتى نهاية الطريق... وسأصافحك.

وعندما انتهي من مصافحتك , أنا سأٌسيقك , سأُنبتك من أجلي .. سأعتني بك جيداً..

وأخيراً ... سأعثر عليك...

وأشتهيك.

" إيميلي !!!!!!! ممـ-مالذي تفعله يا مجنون !!!!!! "

" .. "

" اتركها !!!!! ا-ات-اتركها ودعنا نتحدث جانباً !!!!!! "

" إيميلي !!!!! إيميلي حبيبتي !!!!!! "

آه ..

فـ-في الواقع ...

" كيونقسو هذا خاطئ !!!!! أ-أنت لا تريد فعل ذلك اتركها !!!!! لا شأن لها بذلك اتركها !!!!!!! "

لما ...

.....

" ايميلي !!!!! اتصل بالشرطه !!!!! اتصل بالشرطه !!!!!!! "

" أمي !!!!! ساعديني امي !!!!!! "

لما لا يُمكنه فقط ...

أن يحظى بليلةٍ هادئة ؟ رُبما يمكنه الشُرب قليلاً .. العمل في الحانةِ وتبادل أحاديث خفيفةٍ مع أي عابر ؟ ثم يعود في نهاية المطاف .. يترك لرأسهِ فرصةً أن يسترخي .. وينام ..

فقط ذلك ..

ينامُ بهدوء..

أن يتصدق عليهِ هذا العالم .. كي ينام بهدوء .. لمرةٍ واحدة.

عيناهُ جالت بين الوجوه والصرخاتِ الباكية من ملامح الرجل أمامه وامرأته والطفل في الخلف المتشبث بهما ..

لما انتم أيها البشر ... تؤذونني كثيرً ؟~

وتكرهونني كثيراً؟ رغم أني لم أكن حملاً ثقيلاً في جوفٍ غير جوف أمي ؟~

لما أنتم .. لا تورثوني شيئاً غير الكُره ؟~ و المزيد منه ؟~ حتى نشأت مخذولٌ من نفسي ؟~

لما أنتم لا تُعطوني فرصةً كي أنام بهدوء؟ و تنبذون نومي وتصبون جماحَ غضبكم على فكري ؟~

وتعادوني في الغد لأني لم أختلف ؟ وبقيتُ أشبه الأمس كثيراً ؟ وتصنعون مني نُكتةً كريهة تشمئزُ بها وجوهكم عند تداولها ؟~

لما تنحروني كثيراً أثناء بقائي على قيد الحياة وترفضون أن اصنع لكم المثل ؟~

تسرقون مني الكثير , ومن يومي .. فأنتم تسرقونه كله, وتتركون لي طبقاً من فراغ وتمرغون وجهي في منتصفه كي أتعاطاهُ واتناوله لكنكم في الآن ذاته .. ترفضون مُشاركتي ذلك الطبق؟~

لما لديكم الكثير من الدموع التي لا تذرفونها من اجلي , رُغم أني تأذيتُ كل الأذى منكم حتى فقدتُ قدرتي على الإحساس بكم.

ولما نزعتم مني الشيء الوحيد الذي يتركني حياً ؟

قلبي ...

لما هو .. صغيرٌ في قبضتكم؟.

لما تسخرون من قصتي في كل صباح و تختبئون منها في المساء ؟ .. وتوقدون النيران لحشوها في صدري لكني عندما أطلب منكم مصافحتها تأبون ذلك و تختفون في داخلها سريعاً ...

وتتحولون لرمادٍ برائحةٍ سيئة كما سوء نوياكم , وسوء صنيعكم .

لما أنتم .. تعتقدون سراً بأنكم بشر ؟ بينما أنا .. ترفضون دعوتي بذلك , وتفرغون موائدكم من لحمي ..

لما انا وحدي هنا من يرتكب الجريمة في حقكم بينما ما تصنعونه أنتم هو مجرد مُزحةٍ تتداولها ألسنةُ أطفالكم..

ماهي قيمتي؟.. حين تمنيتُ آخر مرةٍ لو أني لم أولد.. فما هي قيمتي مع أبسط أمنياتي؟~

عيناه البارده كانت مُشتتةٌ بين الملامح المذعورة و نزاع الرجل مع امرأته لمنعها من التقدم نحو كيونقسو , كان أصماً حتى مع صوت الموسيقى المستلذ لمسامعه , عندما لمعت عيناه ودارت حول الوجوه كانت شفتاه تهتزان أخيراً ..

ذلك الصدى الحاد جداً تركه يكشر بملامحه كثيراً !!!!! دون أي فترةٍ تنشد سلاماً كيونقسو رفع يده عاليا !!!!! أسنانه تضغطان ببعضها !!!!!! لعابه يتطاير أعلى الملامح التي سقاها أسفله !!!!!! كان صلباً هذه المرة !!!!!! عروق يديه تبرزان !!!!!!!!! الصراخ المكبوت في جوفه كان ينفخ من وجنتيه !!!!!!! عندما بزرت عيناه واستقرت على الوجه المذعور أسفله كانت بدايته لغرس سلسلةٍ من الطعناتِ الوحشية !!!!!!! غرس بطرفِ السكين داخل جوف عينيها الأولى قبل الثانيه !!!!! عاد ليرفع يده ويبعث بالطعناتِ بشكلس هستيريٍ وجنوني أعلى تلك الملامح البيضاء التي قد فقدت حياتها !!!!!!!!!! واحدة من جديد !!!!!! ومرةً أخرى !!!!! مرةً أخرى !!!!!!

لا تزال مستفيقه !!!!!!

لا تزال تسخر منه !!!!!

تلك الوجوه تضحك عليه !!!!! تنعته بالفشل !!!!!!

لكنه لم يكن فاشلاً !!!!!! لم يكن فاشلاً ولن يترك لأحدٍ أي نصيبٍ من الحياة إن نعته بالفشل قط !!!!!!!!

صُراخ الرجل مع زوجته كان يعلو !!!!!!! بكاء الطفل خلفها ما توقف أبداً !!!!!!!!!

وكما كيونقسو !!!!!! لم تركد يداه عن طعن ملامح الفتاة الصغيرة !!!!!!! كانت تشتمه !!!! كان يمكنه أن يقسم على ذلك لقد سمعها تفعل ذلك !!!!!! لـ-لذا هو فعلها !!!!! مزق فمها !!!!! عاد ليرفع بالسكين ليقطع أنفها !!!!!! يدخل السكين في حنجرتها ليسحبه خارجاً حتى انفجرتُ الدماء منهُ سريعاً !!!!!!! خلع منها رداء الروح !!!!! بصق عليها كثيراً عندما نعتتهُ بالجنون !!!!!!!!! جبينها قد كان محض مساحةٍ فارغةٍ له ليقوم بطعنهِ من جديد !!!!!!

أنتِ المجنونة !!!!!!! أنت من يقوم باللحاقِ بي !!!!!! أنتِ من يحاول جعلي أفقد أعصابي !!!!!!!

أخبرتك أن تتوقفي !!!!! أخبرتك أنا لن أسمح لكِ باللحاقِ بي أكثر !!!!!! لن أسمح لكِ بدخول حياتي أكثر !!!!!!

أنتِ المجنون-...!!!! توقفي !!!!!!! توقفي أنا سأقتلك !!!!! أنا سأنزع صوتك !!!!! سأقتلك !!!!!

سأقتللك !!!!!!!!! سأقتلك سأقتلك سأقتلك !!!!!!!!!!

" ايميلي !!!!!!! ايميلي !!!!!!! توقف عن ذلك أرجوك ايميلي !!!!!!! "

لقد اختفى صوتها !!!!! لقد كان قويٌ كفايه ليُخرسه للأبد !!!!!!

هل كنت تتحداه ؟!!!! ههـ-هل كنت تظن هو لن يفعل ذلك ؟!!!!! السكين الذي غُرس داخل فمها واستقر هناك ليقطع كل جزءٍ يُلاقيه قد أنهى حياتها !!!!!

حياةُ البشرِ ضعيفه !!!!! حياتكم جميعاً ضعيفةُ امامه !!!!!!!

كان ينتشي رائحة الدمِ التي انفجرت على ملامحه !!!!! عندما تدلّى الجسد الهزيل في يده كيونقسو رفعه نحوه !!! رأس الفتاة المذبوحةُ يستقر على كتفه قبل أن يُلاقي ببصره الطمّاعُ جداً صورة العائلةِ المُنهارة أمامه !!!!!

" لا تفعلها !!!! لا تفعلها كيونقسو لا تفعلها !!!!!"

" ايميلي !!!!!! قتلها ذلك المجنون قتلها !!!!! "

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.











" انبح ... "

" كيونقسو !!!! افعل ما تشاء !!!! افعل ما شئت بي لكن لا تؤذها أكثر !!!!! لا تفعل ذلك أرجوك !!!!! "

كان صوته يهربُ مع وتيرةٍ واحدة.

لقد كرر من جديد .. وانت لا تُريده أن يفعل ذلك.

" اركع على ركبتيك , سر ... وانبح. "

" أرجوك أ-ان تتركها !!~~ لن نخبر الشرطة !!!~ لن نفعـ-... "

" اركع على ركبتيك يابن العاهرة .. وانبح. "

جيمس لي...

لقد سرق منهُ الكثير , كان لديه قدرٌ ضئيلٌ من الحياة قبل أن يسلبه منه كثيراً .. ومراراً.

لم يُنقذه بكاء زوجته الهستيري ولا احتضانها لطفلها المفزوع من المنظر , ولا تدل عيون الفتاة الميتةِ بين ذراعيه ..

كان لدى كيونقسو حديثٌ طويل عجزَ عن قوله بشيءٍ غير تناول الأرواح , لقد كانت هي ذاتها الفراغ الذي يطهيه على طبقه كل يوم ..

أنت لم تُنقذني , لقد وعدتني بذلك .. لكنك نكثت بوعدك..

" أنا آسف !!~ أ-أنا آذيتك كثيراً كيونقسو أ-أنا لم أكن شخصاً صالحاً لإنقاذك !!!~ ل-لم أكن شخصاً جيداً لرعايتك وو-وقد وعدتك بالكثير !!~~ و-وعدتك بما تبحثُ عنه لكني لم أقدر ولستُ سوى عاجز عن تقديم المُساعدة لك !!!~~ أ-أنا آسفُ من أجلك كثيراً ككت-كيونقسو للـ-لأنك لم تعش كما أردت وو-وآسفٌ لأني لم أكن خير مُعينٍ لك !!!!~~ أ-أرجوك سامحني !!~~ أ-أنا آسف !!!~~ للـ-لقد أهملتك كثيراً وو-واسألتُ لخلقك كثيراً وو-وانقصتُ منك كثيراً !!~~ أ-أنا لستُ شخصاً صالحاً لأعيش !!!~~ كك-كان يجب أن تأخذني أنا !!! تتـ-تذبح روحي أ-انا !!!! كـ-كان يجب أن تُطلي برسائل خيبتك علي !!!!~~ وو-وتحفر بخيبتك مني ععـ-علي !!!~~ أ-آسف !!!! ككـ-كيونقسو أ-أنا آذيتك كثيراً !!!!~~ أ-أنت لم تفعل خطئاً !!!!~~ للـ-لم-.... "

" سر على رُكبتيك وانبح من أجلي... "

" كيونقسو أأ-أرجوك !!!~~ ععـ-عائلتي-... "

" سر على رُكبتيك وانبح ... انبح .... انبح ...."

لقد انتهى الأمر , كان حُكمه للأمور لا يأخذ مساحةً للإصغاء نحو ما يحيكه الآخرون , لقد كان لديهم دائماً الكلام ذاته ..و الأسف ذاته , سريعٌ هو شعور البشر بالظُلم والخُسران.

لم يُنجد آنذاك جيمس لي أي حدثٍ آخر , لقد اعتادَ كثيرً على الاحتماء خلف تلك القبضةِ التي اشتراها من كيونقسو , لكنها اليوم ... تخنقه.

كان يجهشُ بالبكاء , فمه لم يتوقف عن تكرار ( آسفٍ ) حتى مع انصياعه , ركوعه على ركبتيه .. ثم سيره على الأرض ..

وصوتُ نباحه.

" ... "

صوتُ صراخ الزوجةِ قد اعتلى المكان أكثر في الآن الذي سمعت بهِ زوجها ينبح من أجل كيونقسو , بينما كيونقسو ...

" ... "

بقي يُحدق فقط.

" .. "

هل كان جيمس لي بهذا الضعفِ من قبل ؟ لا.

كيونقسو وحده من كان يصنع الخوف..

كان ينبح .. وصوت نباحه قد خالطه الكثير من البكاء.

كيونقسو حدّق وحسب ...

" هل تشعر بالندم ؟ "

" ..~~ "

" لأنك أنقذتني ذات يوم ؟.. "

" ..~~ "

" حتى الندم , غير مسموحٍ لك أن تسرقه كـ شعورٍ الآن , فكّر معي .. "

" ..~ "

" لو أني تركتك الآن .. وألقيت عليك التحية غداً .. "

" ..~~~ "

" .."

كان في صوتهِ شيءٌ من السُخرية المريرة. " هل ستُقابلني كـ ( إنسان ) ؟ ... "

" ..~~~ " جيمس لي أعتصر عيناه أكثر ~~

" هل ستُلقي علي التحية بوصفي ( إنسان ) ؟ .. "

" ...~~~ "

" هل تشعر بأنك بطريقةٍ ما .. آسفٌ الآن فقط ؟.. يعني لو حدث وقتلتهما أمامك أيضاً فأنت ستشعر بالقدر الوفير جداً من الأسف وحده ؟ "

" ..~~~ "

" ولو أني أعدت عقارب الساعة ليستعيد كل فاقد حياةٍ حياته سواك .. فأنت لن تشعر بالأسف ؟ "

" ..~~~ "

" هل كنت تشعر بالأسف نحوي في الأمس ؟ وما قبله ؟ وما قبلهما ؟ وأبداً ؟ "

" ...~~~ "

" إني أحتضر .. في كل يومٍ أفيق , اتساءل لما لم امُت من احتضاري البارحة ؟.. ولما أعيش رغماً عني إن كان مافي عيشي مسلوبٌ مني ؟ وفي كل ليلةٍ احتضر .. وحتى الآن .. انك لست من يموت , وليس هؤلاء من يموتوا .... "

" ..~~~ "

" انا الوحيدُ هنا من يفعل ذلك , أنا وحدي هنا من يموت في حياته كثيراً. "

" ..~~~ "

" لا بأس ! لما تبكي ؟ ولما تُصارع الأسى في داخلك ؟ إن كان حتميٌ عليك أن ترحل فأنت تستطيع توضيب حقيبةٍ كاملة من الأمور الحسنةِ التي عشتها في دُنياك ... ثم ترحل ... وهي سترحل معك. "

" ...~~~ "

" لكن ماذا عني ؟ ... مالذي سآخذه إن رحلت ؟ ... وعن أي دُنيا أتحدث ؟ "

" ...~~~ "

" إن الدُنيا لن تفتح لي باباً للرحيل دون ثمن ... "

" ..~~~~ "

" والثمنُ الوحيد الذي أدفعه ... هو أنتم. "

" ...~~~~ "

فقط ... مالذي حمله كيونقسو في قلبه الصغير الذي قُيّدت مساحته رغماً عن أنفه؟

عندما كان جيمس لي يعتصر دموعه خارجاً ويستمر بالنباح المُهتز من حنجرته على نحوٍ كم كان يُرثى له , كيونقسو بقي ينظر نحوه... لقد كان صغيرٌ جداً عندما وعده جيمس لي بحياةٍ أفضل , ولأن يخلق فيه تلك المضغة التي تتنفس .. كي يقدر بفضلها ان يتنفس هذا العالم ... له ومن اجله.

" أنا لم أقتلك ... أنت من جعلني أفعل ذلك. "

" ..~~~ "

" وأدري بأنك تصفني الآن بالجنون , وبأبشع الكلمات في داخلك ... "

" ..~~~ "

ضحك ساخراً .. " لكني هنا انتصر و انت تخسر ... وسأقضي على عالمك الذي بنيته أنا لك , و ربما سأقبل اعتذارك الصغير كهديةٍ بسيطة اسلخ بها رأس محبوبتك بين يدي , اقبل رأسها المنزوع عن جسدها كل يوم ... "

" ..~~~~ "

قال ضاحكاً ! " وأعدك .. سأذكرك كثيراً عندما اضاجع رأسها قبل نومي. "

"!!!!~~~~~ "

صوت صياح الزوجة قد كان يعلو !!~~ و حرارةُ البكاءِ التي ضل جيمس لي يُقوم لكبتها وابتلاعها كانت أكبر مما يُحتمل أمام كلمات كيونقسو !!!~~ لقد ضحك على ردود فعلهم !!! كان يعرف تماماً كيف يتأذى البشر سريعاً !!!

لا تقلق ..

هو يفعل تماماً الشيء ذاته الذي يُلاقيه منهم ..

كانت دقائق قصيرة قبل أن يعلو بها صوت البُكاء والنحيبِ أكثر عندما حرك بهِ كيونقسو جسد الفتاةِ الميتةِ ليُرخيها على الأرض !!! يسحبُ حقيبة ظهره ليسحب سكيناً كبيراً منها ودون أي لحظةٍ ينتظر بها أو يبعث برسالةٍ تختمُ الموقف بها !!!!!

" لا !!!!!!! ايميلي !!!!!!! ايميلي ايها المجنون ماذا فعلت !!!!!!!!!!!! "

كان قد فصل رأسها عن جسدها ...

دلّى بالرأسِ من شعرها الأشقر متوسط الطول , ومضى يضحكُ على صُراخ الأم و فقدان جيمس لي عن سيطرته !! كان يستمتع !!!!! كـ-كان يَضحكه الموقف !!!! ههـ-هو لم يكن يفكر بفعل ذذ-ذلك أبداً وو-ولم يكن جاداً ببـ-بشأن مضاجعته لرأسها للـ-لكنه يـ-يتخيل الأمر !!!! وو-وكم سيكون مضحكٌ للـ-لو رآه جيمس لي يفعل ذلك !!!!!!!!

" ألقِ عليها التحية !!!! لما ؟؟!!! لا تُريد الحديث معها ؟!!!! أنت أبٌ سيء !!!!! "

" !!!!!~~ "

" ياه !!! أنتِ أمٌ سيئه على حدٍ سواء !!!! من يترك الباب مفتوحٌ في مثل هذا الوقت !!!! عليكِ إغلاق الأبواب جيداً!!!!! هل أنتي غبية ؟!!!! هل كانت ابنتك أكثر ذكاءً منكِ ؟؟!!!!!! "

كان مضحكاً !!!!!!

للـ-لقد كانوا يُعرضون عن وجه الفتاة الآن !!!! للـ-لكنهم كنوا قق-قد حاولوا انجادها في وقتٍ سابق !!!!! للـ-لقد تخلوا عنها الآن !!!!! اا-الجميع هنا يعيش بطريقةٍ مُزيفة !!!!!! هذا العالم الذي يعيشونَ بهِ مزيفٌ حقاً !!!!!!!!

لم تكن ضحكاته تتوقف !!!!! الجنون الذي هرب منه كان يترك عروقه تصب عرقاً أكثر !!!!! احمّر وجهه !!!!!! الحقيقة في كون هذا العالم زائف ومشاعر البشر زائفةٌ كان تضحكه بقدر ما خلّدت بهِ حرارةُ نيرانٍ عجز عن اخمادها !!!!!!!! حتى جـ-جيمس لي كان يعيش بطريقةٍ مزيفة وبمشاعر مزيفة و-وكان يعده بإعطائه مشاعر مزيفة !!!!!! لا أحد !!!! لا أحد على الإطلاق يستحق العيش !!!!!!

لا أحد يعيش بشكلٍ صادق !!!!!!!!!

إنهم يعبثون !!!!!! هؤلاء اللقطاء يعبثون بحياتهم !!!!!!!!!!

الجنون قد اعتراه فما كان لهُ من رادع !!!!!! ارتطم صوت رأس الفتاة على الأرض عندما أوقعه كيونقسو بقسوةٍ هناك قبل أن تهجم أعصابه على الزوجةِ و الطفل الملتف وسط حضنها !!!!!!! سحب الطفل من حضنها ليُلقي بهِ بجنونٍ نحو النيران قبل أن يهرع ليغرس بالسكين العريض على جانب عُنقها حتى برزت عينيها !!!!!! عند تلك المرحلة ما أمكنه سحب السكين من محله عندما قبضت يدا جيمس لي عليه فجأةً لتدفع بجسد كيونقسو بعيداً !!!!!!! سقط جسده على بُعدٍ من الأرض حيث تداعت بضعةُ كُتبٍ من تلك المكتبةِ الضخمة لتسقط عليه !!!!!!! عندما حاول ازاحتها كان جيمس لي فوقه مباشرةً !!!!!!!! قبضته الضخمة كانت تُسقي ملامح كيونقسو ضرباً عنيفاً !!!!! الرغبةُ بالإنتقام !!!!! حرارةُ النيران التي وُلدت داخل كيونقسو كانت تنتقل لجيمس لي آنذاك !!!!!! ملامحه الغاضبة تلك التي ضاقت ذرعاً كانت تضرب بملامح كيونقسو دون رحمه غير مكترثةٍ لما خلّفه من مذبحةٍ أودت بحياةِ عائلته !!!!!!!! بينما على الناحيةِ الأخرى بقيت زوجته تصارع من أجل أنفاسها كان بكاء الطفل الموجوع هو ما يسود المكان مختلطاً بانفاس كيونقسو و جيمس لي المضطربه !!!!! انقلب ضد جسد كيونقسو !!!!! جسد الشرطي الضخم كان يصارع الجسد ذاته الذي اشتراه ذات يوم !!!!!!! عندما حاول كيونقسو أن ينقلب عليه كان جيمس لي سريعٌ في حركته !!!!!! ثبّت جسد كيونقسو على الأرضِ أكثر !!!!! انهال علي بلكماتٍ قاسية حتى أقسم بها على تحطيم عضلاتِ الآخر !!!!! كانت أنفاسه الحارةُ جداً هي كل ما أمكن لكيونقسو إلتقاطه !!!!!! وفي لحظةٍ ما كان كيونقسو محرومٌ من إلتقاط أيةِ أنفاسٍ أخرى عندما هلّ عليه جيمس لي بجنون وبوجهٍ لا يرى أيةِ خسارة !!!!! أحاط جيمس لي يديه حول نُحر كيونقسو !!!!! بقسوه !!!! بقسوةٍ كان يعتصره !!!!!

" أنا من أعطيتك هذه الأنفاس !!!!! أنا من أنقذك أيها المجنون !!!!!!!! "

كان يخنقه !!!!!! كان قد أقسم لآخر ما تبقى له في هذه الحياة !!!!!! لآخر ما خلّفه لهُ كيونقسو !!!!!! هو ذاهبٌ لقتله !!!!! لنزع روحه !!!!! تلك الروح التي تفاخر بها وتباهى بطُهرها !!!!!!!!! ضغط بيديه أكثر !!!!! يستشيط غضبه في كل مرةٍ يرى بها عينا كيونقسو الجاحظةِ عن محلها !!!!!! والدم الذي بقي لهُ من ابنته !!!!!!!!! رائحةُ الموت كانت كل ما يستحق كيونقسو أن يحصل عليه !!!!!!!

" يا مجنون !!!!! أنا من سيقتلك !!!!!! أنا من سيقتلك !!!!!!!!! أخبرتك ألا تعبث !!!! أخبرتك أن تتوقف وأن تتراجع !!!!!! لكنك تجاوزت الأمر !!!!! لقد آذيت عائلتي أيها المجنون المُعتل !!!!!! أخبرتك أن تتوقف لكنك مافعلت ذلك !!!!!!! أنا سأقتلك !!!!! "

ضربات قلب كيونقسو كان تُصب بجنون نحو أذنيه !!!!! لقد كان يختنق !!!!! كان يختنق بالفعل !!!!! فمه المُرتعش قد ازرقّ بشده !!!!!!!

" هذا صحيح !!!!!! أنت ستموت !!!!! ستتعفن في الجحيم !!!!!! تماماً من حيثُ أتيت أنت ستتعفن هناك !!!!!!! اللعنه عليك دو كيونقسو !!!!! اللعنه عليـ-.....!!!!!!!! "

" !!!!!!!!!! "

!!!!!!!!!

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

-توقف كل شيء-

.

.

.

.

.

.

.

.

وارتخت يداه....

.

.

.

.

.

.

.

.

وبعمقٍ شديد ... شهق أنفاساً متسارعه...

.

.

.

.

.

.

.

.

.

ببطء .. سحب السكين الصغير من معدة الجسد الضخمِ اعلاه ...

.

.

.

.

.

.

.

دفع بالجسدِ الثقيل والضخم بعيداً ليسقط مثل خُردةٍ باليه لا وزن لها جانباً ... محلقَ بالجسد مطولاً ليراه يرتعش ..

يُناضل ..

حتى آخر لحظةٍ .. كان يُناضل..

" ... "

-لهث بصعوبةٍ شديدة قبل أن يُكشر بملامحه ويُرخي يده على عُنقه في محاولةٍ لتبليل حنجرته .. بصعوبةٍ بالغه كان يفعل ذلك.-

أخيراً ...

كل شيءٍ قد فقد صوته ...

.

.

.

.

باستثناء الموسيقى .. لا زالت تُعيد نفسها.

.

.

.

.

صدره كان يهتزُ بحثاُ عن الأنفاسِ قبل أن يسعل لمرةٍ ومرتين ويحمل جسدُه ببطءٍ ويحاول الحفاظ على توازنه ...

بقي يُحدق بجيمس لي , جسده يحتضر ... أنفاسه الأخيره تُسحب منه ..

" ...~ "

-دلّك عُنقه من جديد-

أو هي قد سُحبت بالفعل.

ساد الصمتُ المكان , المعركةُ كانت طويلة .. لكنها لم تكفيه , لم تكفيهِ قطعاً.

راح نحو الأجساد المُتراميةُ بأطرافها ليسحبها بهدوءٍ شديد ويُلقي بها داخل المدفئة حيث يذهبُ رمادهم أجمعُ للسماء عبر المدخنة.

هُنا .. كان يُحدق وحسب نحو تآكل الأجساد وتهافُت الألسنةِ الحارة نحوها , كان يُصغي للصمت الذي أتقنه .. كان يُصغي لصمت الأشياء الذي لاقاه حينها ... لكنه عندما إلتفت للوراء ..

ونظر نحو الجثة المتبقية لجيمس لي ..

فكّر ..

هل النهاياتُ دوما تخلق فينا قدراً جماً من الصمت؟.

ولما تسكتُ الأشياء عن الدوران والحركة .. عندما ترحل؟.

أنت لست سيئاً كيونقي ~..

-بلل ريقه-

آهٍ لو أن الذكريات ترحل .. والماضي يتبدد .. ويعود منسياً غير كائن..

لما اضطر إلى خوض المعارك وشنّ السلاح والرماح , وماكان لزاماً عليهِ أن يُلاقي الصباح ( في كل ليلة ).

برفق .. توجه نحو جثة جيمس لي تلك التي لقيت حتفها بعد مشوارٍ طويل وألقى بها مع عائلته .. وسط النيران.

إنك أنت من يتعفن في الجحيم الآن ..

واصل القراءة

ستعجبك أيضاً

6.8K 742 3
[ adult account ] هو عميد جامعتي الأربعيني ذو الهيبة والوقار ، وأنا طالبة عشرينية وأم لطفل رمى بي القدر بين يديه ، فهل سيحيطني بدفئ حبه أم أنه سيحرق...
20.2K 1.6K 25
ماذا سيفعل الأخ الأكبر إذا تفاجأ بأبيه يطرق باب منزله ومعه فتى بالسابعة عشر من عمره مخبراً إياه أن هذا الفتى أخاه الصغير و يجب عليه الإعتناء به هل س...
18.2K 846 17
_ فتاة لها أحلامها هي وريثة شركة كبيرة من كبرى شركات كوريا تزوجت دون إرادتها من زعيم ورئيس أكبر شركة وعصابة مافيا في البلاد وهذا ما أدى بهما إلى الو...
12.2K 263 1
تيهيونق وصغاره المُشاغبين! - علاقة مُحرمة - بويبوسي - أفكار قد لا تُعجب البعض!