Appearances

By Galadriel-s

158K 7.1K 5.1K

في الحقيقة أنا لا أعلم كيف أبدأ، و لا حتى درجة الغباء التي بلغتُها، لأفعل شيئًا صبيانيّا كهذا، منذ أن دخلتي ب... More

تغيّر القدر!
العودة من الصفر
قوانين جديدة
ذلك الجانب منه
استكشاف الحياة
أنا هنا!
أخاف عليك!
حياة أخرى
بين الماضي و الحاضر
تقلبات جوية
عودة الماضي
خفايا
ظلال سوداء
حيرة
كابوس
ذكريات
حقائق
الحياة
حياة مختلفة
ثمن الحرية
لعبة الشطرنج!
نزول القناع
تضحية في سبيل الحب !
النهاية

ذات العيون الخضراء، سون هي!

40.4K 980 316
By Galadriel-s

‏قبل كلّ شيء، أهلا و سهلا فيكم معي مرّة أخرى و مع رواية جديدة ، أتمنى أن تكون رحلتكم معي عبر هذه الصفحات ممتعة 💜
      —————
أترككم لتستمتعوا بها، و لا تنسوا أن تعطوها كلّ الحب♥️
——————————-
لا تنسوا الضغط على ⭐️
———————————————————

في ذلك المطار و بيوم عاصف، كانت  تقبع تلك المجموعة من الفتيات، خمسة بالضبط ! جالسين بانتظار وقت التسجيل من أجل تلك الرحلة التي يَتُقنَ لها و التي ينتظرنها منذ شهرين بالضبط ، فتيات تتراوح أعمارهم ما بين ‏العشرين  و الخامس و العشرون ، كانت مين سون هي تتوسط تلك الجماعة، فتاة بالثالث و العشرون من عمرها ، جمال بسيط و معتدل نوعا ما ، بشوشة و ربّما قليلا متعجرفة ، سرّها هو عيناها الخضراوتان مما جعلها تختلف بهذه النقطة عن باقي صديقاتها الكوريات!

كانت سون هي تحكي قصصها بينما الكل يُنصت لها باهتمام، تلك كانت قوّتها، فهي بامكانها جمع الحضور و الانتباه بكلّ سهولة نتيجة عفويّتها و الكاريزما التي تتمتّع بهما منذ صغرها ، فهي تملك جانبًا أرستقراطيّا رغمًا أنّ عائلتها من مكانة إجتماعية متوسطة ، تلك الفتاة قررت أن تكون ككتاب مفتوح كلّ يوم يُذهلك بكمية الألغاز المتواجدة به، حكاية من دون نهاية تشدّ أنفاسك من دون أن تعرف السبب من وراء ذلك، ذكاؤها لا يمزح تمامًا كتلك الطاقة الإيجابية التي تنبعث منها!

قاطع شغفها بما تحكيه صوت أنثوي منبعث من مكبر الصوت:" كلّ الرحلات نحو تايلاندا قد ألغيت بسبب العاصفة، أردّد ، كل الرحلات باتجاه تايلاندا قد ألغيت، يرجى الإتجاه نحو مكتب الإستعلامات للمزيد من التفاصيل"، نظرات متبادلة بين تلك الجماعة الأنثويّة ، ما سمعنه قبل قليل قد عكّر ملامحهنّ بعد أن دخلن بجوّ محفّز و مرح، على ما يبدو الرّحلة تخصّهن عن قرب أو عن بعد، نفخت سون هي بين شفتيها بعد أن قطبت حاجبيها مردفتا: " يا بنات هيّا بنا نحو مكتب الإستعلامات ، لربما نجد حلًا لهذه المصيبة!"، اندفعت نحو الأمام متبوعة عن قرب بجماعتها، بعض الأمتار ، و ها هنّ يصلن أمام المكتب،أخذت  ليز تنظر إلى روزي التي دحرجت نظراتها نحو سولي و التي بدورها نقلت مقلتيها نحو مي جين ، تلك الأخيرة إكتفت بتثبيت نظراتها على من يرونها كبطلتهنّ ، أجل الكل ينظر الآن إلى سون هي ، و التي سرعان ما استوعبت المكيدة التي وقعت بها، قلبت ملامحها القلقة لأخرى عابسة، أبرزت شفتيها بعد أن قطبت حاجبيها لتُشرف على الكلام بنبرة يغلب عليها نوع من التملل:" حسنا حسنا سأسألهم أنا، ما من داع لنظرات القطط هذه!".

تقدّمت بكلّ ثقة، طرقت الباب قبل أنّ تدلف المكتب، "مرحبا آنستي ، هل لي بمساعدتك" ، أردف ذلك الشاب الذي يتوسط المكتب بكل إحترام، تقدمت سون هي بخطوة و ما لفت إنتباهها هو الكاريزما التي يتمتّع بها ذلك الشخص الذي يتوسط المكتب، لكنّها سُرعان ما قلبت ملامحها لأخرى جادة لتسأل بكلّ لباقة :" أجل، لو سمحت، لقد تمّ إعلان حضر كل الرحلات نحو تايلاندا، أنا و صديقاتي كنا سنذهب للإسترخاء هناك لبعض الوقت، و الآن تراودنا بعض الأسئلة، أقصد هل تمّ حضر الرحلات لليوم فقط أو لباقي الأسبوع، في هذه الحالة مالذي سيحدث بحجزنا؟ تذاكر الطائرة و حجز النزل هناك! هل شركة الطيران ستتحمل مسؤولية كل ذلك؟ "

أجابها ذلك الذي تلقى كل تلك الأسئلة المتسلسلة بابتسامة إحترافية:" آسف آنستي، لا يمكننا التنبؤ بما يمكنه الحدوث للأيام المقبلة، يمكنني فقط أن أؤكد لكِ خبر إلغاء رحلات اليوم نحو تايلاندا!"
إقتربت منه سون هي لتجلس بالكرسي الذي يقابله لتتكلّم بدورها بكلّ لباقة على طريقتها الخاصة :" سيدي، إن لم أتلقى الجواب على أسئلتي من شخص كفوء و محب لعمله مثلك من أين لي بالجواب إذا!؟ ألا يمكنك و لو بالقليل مساعدتي لأفهم كيف يجدر بي التعامل مع هذا الوضع!؟ سيخيب أمل خمسة أشخاص، إن لم أتلقى الإستفسارات التي ننتظرها! أرجوك سيدي فلتبذل جهدك لإعطائي بعض الحلول، كل فتاة من اللّواتي تراهنّ بالخارج بما فيهنّ أنا، إشتغلن كثيراً طول السنة الدراسية، إضافة إلى مساعدة أهالينا لجمعِ ما يكفي من المال لأجل هذا السّفر، و أغلبهن تُعدّ هذه الرحلة أوّلُ تجربة لهنّ، فكيف لي أنّ أخرج من هذا المكتب من دون جواب إيجابي!؟"، بتلك اللّحظة إلتبست سون هي ملامح اللّطافة التي تُجيدُها لإخضاع من يُقابلها لإرادتها، و ذلك حتى لو كان حديثها كافيا لجعل ذلك المسكين يبحث عن حلول بحاسوبه، لكن هل قلتُ المسكين!؟

في الحقيقة ذلك الموظف ليس عاديّا أبدًا ، طبعه، نظراته و طريقة كلامه تبدو غريبة بعض الشيء ، ملابسه أيضًا يبدو عليها الثراء ، كلّ شيء به مدروس بطريقة دقيقة ، شعره الرمادي ، ملامح حادة و مثيرة نوعا ما، و جسم متناسق لحدّ ما! متأكّدة أنّه لو أراد لَوُظِّف كعارض أو كممثل بأشهر الأفلام الكورية، لكنّه بالنسبة لسون هي لن يكون أكثر من موظف طيران كونه يترأس ذلك المكتب البسيط.

باشر ذلك الشخص بضغط بعض الأزرار على حاسوبه و ها هو يرفع رأسه نحوها قائلا:" هل يمكنني الحصول على تذاكر الطائرة الخاصة بكم!؟"، سرعان ما قدمتها له سون هي ببعض الأمل الذي شق طريقا نحو ملامحها، أكمل حينها الموظّف:" حسنا ، من المفترض أن لا أفعل مثل هذا النوع من التدخل، لأنه في حالة كوارث طبيعية ما من حلّ ممكن، الكلّ يخسر مصاريف تذكرته و رحلته، و لكن بعد سماع قصّتك أنتِ و صديقاتك لا يمكنني سوى ....." قاطع كلامه دخول موظف آخر بدى على وجهه ملامح الذهول فور رؤيته لذلك الذي يقابل سون هي، قدّم إحترامه مردفا:" سيّد بارك هل لي بخدمتك!؟"

قطبت سون هي حاجبها مستغربة من الوضع لتقول عاليا ما يجول بداخلها:" و لماذا موظف ينادي زميله بسيّدي! ألستم بزملاء!؟" ، بحلق بها ذلك الذي دخل لتوّه ، بطريقة مُصرّة و كأنّه يطالب بصمتها، لتكمل:" ماذا، مالذي يجري، و لما هكذا نظرات!؟" ، إبتسم المدعو بالسيد بارك لكتلة العفوية التي تُقابله، إستقام من مكانه بإتجاه ذلك الموظف بعد أن عدّل بدلته الرمادية،  قائلا:" لا بأس بذلك، فلتعتني بهذه الآنسة، أريدك أن تسجّلها هي و صديقاتها بأول رحلة مفتوحة نحو تايلاندا، و ليكن بالدرجة الأولى، إنّها زبونة خاصة، و هي لا تدين لنا بأي مصاريف إضافية!"
إنحنى له الموظف مرة أخرى مردفاً:" حسنا سيدي أمرك!"، صُدمت سون هي لما تسمعه أذناها، درجة أولى و بأول رحلة مفتوحة نحو تايلاندا، هي لا تفهم بالضبط ما يحدث، و للأسف لم تتمكن حتى من الإستفسار، فتلك اللحظات التي إستغرقتها لترتيب أفكارها كانت كافية لمُغادرة المدعو بالسيد بارك!

" آنستي!" ، صوت الموظف أخرجها من حسرتها لتسأله بدورها :" أنا لا أفهم شيئًا، من كان يقابلني ليس بموظّف هنا!؟"
أجابها:" السيد بارك، يكون مدير شركة الطيران! لا أعلم مالذي كان يفعله هنا و لكن أوامره تنفّذ من دون نقاش، آنستي.......!" ، قاطعه خروج سون هي ركضا، و ها هي تنادي على ذلك الرجل الفخم الذي رحل منذ ثواني:" سيد بارك انتظر أرجوك!" ، صوتها المتعالي جعله يتوقّف ، لحقت عليه تلك الصغيرة، توقفت عنده و هي تتنفس الصعداء، كلّمها بلباقة:" هل من مشكلة آنسة سون هي، ألم يعجبك عرضي!؟"
أجابته بنبرة محرجة:" لا بل العكس، عرضك أكبر مما كنت أتوقع، لا يمكنني قبول تذاكر بالدرجة الأولى ذلك كثير بالنسبة لي!"
إبتسامة أخرى تسببت بها للسيد بارك الذي سرعان ما أجابها:" هذه أوّل مرّة أسمع بها هكذا جواب على هكذا عرض! و لأقول الصراحة هذا ما جعلني أعرض ذلك عليكي! إنسانة عفوية تذكّرينني بشخص أحببته في الماضي، شخص افتقدته، ذكرى رسخت بقلبي و لا تريد مفارقتي ، أنتِ تُشبهينها، لذا فلنقل أنّ إحيائك لتلك الذكرى بداخلي يعوّض المال الذي سيجعلكنّ تسافرن بالدرجة الأولى! و إن لا زال ذلك يثير استياءكِ، فلتقبلي بعشاء برفقتي لتعويضي!؟"

صدمة مزدوجة لتلك التي أرادت فقط أن تستعيد تذاكر رحلتها لا أقل و لا أكثر، إحمرّت وجنتاها طأطأت رأسها لتتحدّث:" شكرا لك سيدي، لكنّني سأكتفي بتذاكر من الدرجة الثانية، هذا كل ما أطلبه، شكرا على كل شيء، وداعًا!"، كانت سترحل عندما أوقفها نداءه:" آنسة سون هي!"، إلتفتت ليكمل قائلا:" لكن لم تجيبي على دعوتي! أو أنّكِ مرتبطة بأحدٍ ما؟"

أجابته بكلّ إحترام:" قلبي مِلكٌ لغيري، آسفة سيد بارك!"، طأطأ ذلك الأخير رأسه بخيبة أمل لكنّه سرعان ما رفعه مع إبتسامة خفيفة بينما يُقدّم لها بطاقته:" للأسف لقد سُبقتُ بخطوة! على كلّ تفضلي بطاقتي فلتتصلي بي إن احتجتي لأي مساعدة، أو رُبّما إن غيّرتي رأيك!"، لم ينتظر جوابها، وضع البطاقة بيدها ، التفت للجهة المعاكسة و قاد مساره بعيدا عنها مرفوقا بمساعده....
بعض الخطوات بعيدًا عنها ، تكلّم ليتقدّم بطلب غريب قائلا لمساعده:" هل يمكنك الإستفسار على معلومات تلك الآنسة!؟ "
أجابه المساعد جونغ :" حسنا سيدي ، سأجمع كل ما يمكن من معلومات عنها، لكن هل لي بمعرفة لماذا هذا الإهتمام المفاجئ ، لم يسبق لي و أن رأيتك تسأل عن فتاة أيّا كان جمالها أو مكانتها!؟"
السيد جونغ  ليس كأيّ مساعد آخر، بالنسبة للسيد بارك هو يده اليمنى، صديقه و مساعده، و لهذا يمكنه طرح هكذا أسئلة، أجابه ذلك الشهم بعد أن رسم إبتسامة مميّزة، إبتسامة ليست بالغريبة على السيد جونغ، ليُجيبه:" إنّها فقط تذكّرني بشخص عرفته بالماضي، أريد ربّما التقرّب أكثر منها، من يعلم لعلّني اُعجبتُ بها أو....!"
لحظات أخذها جونغ للتفكير و فجأة تغيرت ملامحه و كأن شيئا خطر بباله ليتحدّث عاليًا:" هل يمكن..." ، قاطعه السيد بارك قائلا: "لا أريد سماع شيء تافه من تحت لسانك، فلتبحث بالموضوع فقط!"
تعكّر مزاج ذلك المساعد، عبس بملامحه ليتحدّث بلكنة متملّلة :" حسنا حسنا، فليكن كما تريد سيد بارك!"
ليكملا طريقهما نحو مرأب السيارات و يباشرا بالمغادرة كل نحو وجهته...

في ذلك الحين ، أخذت سون هي تنظر بتلك البطاقة بغرابة، حرّكت رأسها بعشوائية لتطرد تلك الأفكار من عقلها، فما حدث معها ليس بالشيء البسيط أبدا، و لكن كما قلتُ لكم تلك الفتاة بطبيعتها و بعيدًا عن شكلها المتواضع، تملك موهبة بسلبِ الإنتباه و لربما القلوب ! إستجمعت شتاتها لترجع بخطواتها نحو المكتب بغرض أخذ تذاكرها:" آسفة على خروجي المفاجيء ، و الآن هل لي بأخذ حجزي!؟"
أجابها الموظف:" أجل آنستي، الرحلة ستكون بالأسبوع المُقبل و بالدرجة الأولى كما أمر السيد بارك!"، أجابته بلباقة:" أرجو المعذرة، و لكن هل يمكنك جعلها من الدرجة الثانية!؟"
إستغرب الموظف من طلبها مردفا:" لكن السيد بارك أمر بغيرِ ذلك، هو تخطى كل القواعد لجعلكن تستمتعن برحلة رفاهية، فالرحلات التي تُلغى بسبب كوارث طبيعية لا يمكنُ أن تُسترجع تكاليفها! و هو مع ذلك أمرني بتعويضك"
قاطعته مردفتا:" أعلم أنّ ذلك كان أمرًا، لكنّني أريد فقط تذاكر من الدرجة الثانية، أرجو أن تفهم ذلك!"، أجابها بكلّ لباقة:" حسنا آنستي فليكن كما تريدين!" بعض الإجراءات و ها هو يُسلّمها التذاكر الجديدة، قدّمت سون هي إحترامها له، شكرته و غادرت المكتب .....

بالخارج كان الكلّ ينتظر كلماتها بأنفاس محبوسة ، كل ما حدث ، كان أمام أعينهم ، لمّا كانت تتكلّم مع السيد بارك و تشرح له الوضع، لمّا دخل الموظف ، لمّا خرجت صديقتهم ركضا نحو ذلك المجهول، و لمّا رجعت للمكتب! تساؤلاتهم كانت تنتظر فقط أوّل كلماتها، و هذا ما بادرت إليه بعد بعض  اللّحظات  من التشويق، لتلوح لهم بتلك التذاكر و الإبتسامة تشقّ وجهها البشوش متبوعة ببعض الكلمات: " سوف نذهب لتايلاندا رغما عن كلّ الظروف !"
ركض الكلّ نحوها، إبتسامات ، قهقهات صرخات! تلك كانت طريقتهن للإحتفال بذلك الخبر! بتلك الحرب توقّفت ليز قائلتا:" سونييا، لم تحكي لنا ما قصّة ذلك الوسيم الذي لحقتِه منذ قليل!"، إحمرّت سون هي ، حاولت المراوغة:" هيّا بنا سنتأخر على آخر حافلة للرجوع نحو المدينة! "
ابتسمت روزي و ليز بتوافق مع باقي البنات ، من المؤكّد أنّ سون هي لن تنفذ من التحقيقات حتى لو اضطررن الإنتظار لبعض الوقت حتى يتحصّلن على الأجوبة....
الحافلة أخذت الأولوية أمام الإستفسارات ، خرجن بسرعة لكي لا تفوتهم آخر رحلة، و بمجرّد أن صعدن، حوصرت سون هي من شتى النواحي، حتّى روت فضولهم بسردها للقصة كاملة! تلقت طبعا بعض الإنتقادات و الشتائم العفوية من صديقاتها خصوصا لما عرفن أنّها رفضت الدرجة الأولى، و تلاشى الحديث مع الوقت و بدخول الحافلة للمدينة ؛ بدأ عدد المتواجدين معها يقلّ بمرور المحطات إلى أن وجدت سون هي نفسها وحيدة برفقة مي جين و التي تعتبر أعزّ صديقة لها ...

أمام آخر محطة بالقرب من بيتهما، نزلتا لتباشرا بالمشي، لاحظت مي جين شرود صديقتها لتسألها:" سون هي، هل لازلتي غاضبة من حبيب قلبك! ألم تتصالحا بعد!؟"، تنفّست سون هي بضيق لتجيبها:" أنا حقّا لا أفهمه، هو حتّى لم يتصل بي مع العلم أنني كنت سأسافر لأسبوعين! أنا حقّا أكره أن نتشاجر، لأنّه مغرور و دائما ما يُماطل بالإعتذار، لكنّني لن أتّصل به هذه المرّة عليه أن يستوعب خطأه و يعتذر بنفسه!"

ابتسمت مي جين بخفة ، هي تعرف صديقتها أكثر من أي أحد كما تعلم عن حبّها الأعمى، مما جعلها تقول:" سون هييا! كفاك حماقة، لقد ظلمتِه بالفعل و هذا ما ولّد ردّة فعله التي جعلت منكِ تستائين منه! هيا إتصلي به قبل أن تتوقفي عن التنفس، تعلمين جيدا أنّه لا يمكنك العيش من دونه، هيا!"
أجابتها سون هي بعناد:" لن أفعل!"، ضحكة خفيفة أخرجتها مي جين قبل أن تنحرف عن مسار صديقتها باتجاه بيتها قائلتا :" حسنا كما تريدين ، و لكنني أراهن أنكِ لن تقضي الليلة قبل أن تتصلي به ! وداعا سونيييييا أراك غدا!"، أجابتها سون هي بتملل مع نوع من السخرية:" تششششش! وداعا يا مجنونة! أراك غدا".
واصلت مشيها نحو بيتها بينما تتعارك مع إرادتها بالطريق، و ها هو قلبها يُعلن إنتصاره مؤيّدا لرأي صديقتها مي جين! سون هي الآن تحمل هاتفها بعد أن إتصلت بمعشوقها......##......##.....< إنّ مراسلكم غائب أو خارج مجال التغطية، يرجى ترك رسالة بعد الصافرة>
فصلت الخط و هي تشتم نفسها أمام إرادتها المتلاشية حول من إمتلك قلبها! أخذت تكلم نفسها:" ذلك الأحمق يتجاهل إتصالاتي حتى ، أحمق!؟ واااااو ، سون هييا كيف تقولين هذا عن حبّك؟ ! لا ، لكنه فعلًا أحمق مجنون!! ااااااه إنّه يجعلني أفقد صوابي! من بين كل الرجال لِما كان علي إختياره!! كارثة إنها حقا كارثة عارمة بحياتي! على كلّ سأعوّض عن كلّ هذا بمُجرّد أن أصل للبيت، لا بدّ أنّ أبي ينتظرني بفارغ الصبر بعد أن إتصلتُ به، و لا بدّ أنّ أمّي قد حضّرت لي البعض من أكلي المفضل، فهي تفعل ذلك كلّما شعرتُ بخيبة أمل! "

تفكير فوضوي، ذلك جانب آخر من شخصيتها تلك، يظهر بحالات خاصة، و هي الإجهاد، الحرج أو لمّا تواجه المشاكل، سون هي بتلك المواقف تُصبح فوضية نوعا ما و ربّما تقلل من إحترام من يقابلها، لكن ذلك يكون ببعض الأحيان فقط!

ها هي الآن تلمح بيتها على بعد بعض الأمتار، بيت متواضع و بسيط أرضي من دون طوابق إضافية، محاط بشباك خشبي أبيض يُظهر جزءا من حديقته الصغيرة، أمالت سون هي وجهها باستغراب قبل أن تتلفّظ: " غريب! لما الأضواء مغلوقة!؟ هل من الممكن أنهما نائمان ! لكن كيف ينامان قبل أن يطمئنا علي!"، نظرت ساعتها إنّها الحادية عشرة و نصف ، الوقت متأخّر فعلا! أكملت بالمشي مع البعض من خيبة الأمل، فكلّ ما كانت بحاجته بتلك اللحظة ، بعد تلك المشقة بالمطار و بعد حبيبها الذي يتجاهلها، هو حظن دافيء من والديها ، ها هي الآن أمام الباب الثانوي، كانت ستفتح حين توقّفت لوهلة، لقد إقشعرّ بدنها للحظة، سون هي شعرت بنسمة قارسة تلفح جسدها، نسمة من النوع الذي يدبّ القلق بقلبك...
يتبع🌹✌🏻
————————————-
1- ما رأيكم بشخصية سون هي !؟ و هل تملكون جانبا منها؟

2- مالذي جعل السيد بارك يعاملها بتلك الطريقة؟ و لما يريد البحث أكثر عن خلفيّتها؟

3- مالذي ينتظر سون هي ببيت والديها!؟

4- جزء أعجبكم!؟

5- جزء لم يعجبكم؟!

6- توقعاتكم الجزء القادم؟

Continue Reading

You'll Also Like

24K 1.2K 7
ديفيان أنطوني لا ترىٰ الحب إلا وحشاً وهي تعشق ترويض الوحوش.. سيدة المدينه وإمرأة الليالي الحمراء، تظهر في الظلام وتختفي عند خيوط الشمس، إمرأة لم تنح...
352 62 8
" هل يستَطيع الحُب حقاً أن يتخَطى كُل العوائِق ، حتى الزَمن ؟ " ...
1.1K 106 7
لقد كانت تشعر بالإثارة والفضول تجاه ردود فعله البارده، حيث كانت تعرف أنها تثير فيه مشاعر متناقضة. على الرغم من أن كان الخوف يملآ قلبها، إلا أنها كانت...
2.9M 199K 22
{مكتملة} "إن لم تستطيعي رؤيتي.. فاشعري بي"