Lose Control

By xiubob

278K 14.5K 15.4K

الحب قوة جامحة لا تحاول منعه لأنك ستكون فاقداً للسيطرة ستغرق أعمق كلما حاولتَ النجاة فقط تمسك بيدي و سننجوا س... More

CH1
CH2
CH3
CH4
CH5
CH6
CH7
CH8
CH9
CH10
CH11
CH12
CH13
CH14
CH14.5
CH16
CH17
CH18
CH19 -The End-
special part I
Special Part II

CH15

10.5K 609 702
By xiubob


استمتعوا و تجاهلوا الأخطاء إن وُجدت💛

ملحوظة: التواريخ مهمتها في هذا البارت إنها تبينلكم المدة ركزوا فيها



















يومًا ما كنتُ هذا الفتى الذي يرسمُ الجمود بملامحه
يدّعي القوة و يُخبر الجميع أن لا قلبَ لديه
إن كنتَ شيطانًا فتصرف على هذا النحو، هذا ما أخبرتُ به ذاتي القوية دائمًا
و لكنني لستُ كذلك.. لستُ قويًا كفاية لأواجه هذا العالم
هذا العالم يكرهني و يمقتني بلا سبب لا زلتُ بأعينهم شيطانًا و سأظلُ كذلك
عزيزي و حارسُ ملاكك أنتَ بارك تشانيول...
أخبرتكَ يومًا أنني أخشى النيران و لكنها لا تتوقف عن إحراقي، لقد كنتُ محقًا
و كأنهم يبحثون عن أكثر الطرق إيذاءًا لي حتى يدمرون قلبي بها
تلك المرة أنا لم أخشى أن تمسني النيران أو أن أُحرَق بها حيًا حتى
أنا فقط خشيتُ على تلك النيران التي ستُضرَم بقلبك إذا رحلتُ أنا بهذه الطريقة
هذا العالم لا يملُك قلبًا يشابه قلبكَ، و لا يملكُ عينيكَ التي تراني بتلك الطريقة
حتى أجنحة الملائكة التي أعطيتني إياها لم تغير تلك الحقيقة، لن يراني الجميع أبدًا كما تراني أنت
لن ينظر أحدهم أبدًا بعيناي ليبتسم لي كما فعلتَ أنتَ
لن يعبر أحدهم النهر و النيران لأجلي مثلك
إن كنتُ أقاوم لأعيش حتى الآن فهو فقط لأجلك.



١ من نوڤمبر




فتحَ تشانيول عينيه بتلك الغرفة التي يمكثُ بها وحيدًا ليجد فقط تلك الممرضة التي تتحرك حوله لتفزع حينَ تمسكَ هو بيدها فجأة

"بيكهيون! أينَ بيكهيون؟"
نطق بذعرٍ يحاول النهوض لتضع كفيها فوق منكبيه

"يجب أن ترتاح سيدي لقد فقدتَ وعيك حينَ وصلتَ إلى هنا أرجوك-"

"أينَ الفتى الذي أحضرتُه إلى هُنا؟"
أعادَ حديثه مجددًا هي بالطبع لا تعرف من هو بيكهيون

"قريبك برفقته لقد وضعوه بالغرفة المجاورة لك-"
لم ينتظر تشانيول أن تُكمل حديثها حتى هو فقط أزال هذا المحلول من يده لينهض فورًا و حينَ وصلَ إلى الباب و قبلَ أن يخرج استمعَ إلى حديث سيهون الموجه إلى والدته

"لن أدعكِ ترينه زوجة خالي، هل تظنين أن لكِ الحق بهذا حتى!"
هذا ما تحدثَ به سيهون يوقفه عن التحرك، هل والدته كانت سببًا بما حدث!

"ابتعِد عن طريقي هل ستعلمني حقوقي أيها الطفل!"
تحدثت بغضبٍ واضح فسيهون يمنعها من رؤية تشانيول

"هل هذا ما قصدتيه بقولك إن لم يتخلى ابني عن تلك اللعنة فسأخلصه منها بطريقتي؟"
قضمَ تشانيول سفليته بأعينٍ دامعة آملًا أن تنفي والدته حديث سيهون الموجه إليها

"هو ابني و سأفعل أي شيء لأحميه هل فهمت!"
إذًا هي فعلت! هي كانت سببًا بما حدث!

فُتح الباب ليبتعد سيهون الذي كان يتوقف أمامه يراقب أعين تشانيول التي تنظر إلى والدته بخيبة دون تحدث ليتخطاها و هي ابتلعت حديثها لتلك النظرات التي صوبها ابنها إليها للتو

أشار سيهون إلى الغرفة المجاورة ليبتلع تشانيول متجهًا إليها ترتعش يده التي تتمسك بمقبض الباب

فتحَ بابها لينهض هينري الذي كانَ يتخذ مقعدًا بجانب بيكهيون يُفسح المجال إلى تشانيول حتى يقترب منه

بخطواتٍ بطيئة اقترب من سريره الذي يستلقي فوقه بلا حراك، تُغطي تلك الاهداب السميكة عينيه بينما يغلقها باستسلام بنومه العميق..هذا النوم الذي يجعله لا يعي شيئًا مِن ما حوله أبدًا

لا يُغطي جسده سوى هذا الغطاء الذي وُضع فوقه بينما أكتافه العارية و الظاهرة من الغطاء تحوي بعض الحروق

هوَ يخشى النيران يخشى رؤيتها من بعيد فكيفَ حينَ كانت تحيطُ به من كل جانب!

قضمَ تشانيول سفليته يشعر بماء عينيه يتدفق ليهوى ساقطًا على ركبتيه يضع رأسه على سرير بيكهيون يكتم صوت بكائه ضده

"آسف..أنا آسفٌ ملاكي"
خرجَ حديثه بصوتٍ مبحوح بينما يتمسك بيد الأصغر يضع شفتيه فوقها مستمرًا بالبكاء

تنهدَ هينري ليترك له بعض المساحة متجهًا إلى الخارج يقابل والدة تشانيول التي تقف متسمرة بمكانها تشاهد هيئة ابنها الذي يبكي بلا توقف

متى استطاع التعلق بالفتى بهذه الطريقة حتى!

قطعَ هينري تلك النظرات بإغلاقه للباب بينما ينظر إليها بحقدٍ لتواجه عينيه

"أتمنى أن تغادري بهدوء، لا تُسببي له المزيد من الألم يكفي ما هو به الآن"

أدمعت عينيها ليتجه سيهون إليها يخبرها بأنه سيوصلها ثم تمسك بذراعها لتنقاد إلى تحركاته

بعدَ مرور الوقت عادَ هينري إلى الداخل ليجد تشانيول جالسًا على الكرسي بجانب بيكهيون، يعبث بخصلات شعره يُبعدها عن جبهته بينما يستند بذقنه قريبًا من رأسه يشاهده عن قرب

"جدي كانَ هنا ووالدك كذلك لقد رحلا لان جدي لم يتحمل البقاء هنا كثيرًا، هم أخذوا بيري برفقتهم"
تحدثَ هينري يخلق حديثًا بينهما و لكنه لم يلقى ردًا من الآخر إلا بعدَ مرور عدة دقائق

"متى سوف يستيقظ!"
تحدثَ بهدوءٍ مستمرًا بما يفعله ليتنهد هينري

"لا أعلم قال الطبيب أنه قد تأذى بفعل الدخان الناتج عن الحريق لذا سيبقى نائمًا لبعض الوقت"

"تلك الحروق بجسده؛ هل ستترك أثرًا! هو يكره الندوب كثيرًا"
ابتسمَ هينري بخفة لينفي له

"قال الطبيب أنه ابتعد عن النيران بشكلٍ جيد، لم تكن حروقه عميقة ستزول مع الوقت"
أومأ تشانيول بملامحٍ خالية ليربت هينري فوقَ كتفه

"عُد إلى المنزل و نل قسطًا من الراحة أنتَ مُتعبٌ كذلك سأظل برفقته"
نفى تشانيول بهدوء ليوثق تمسكه بيد الأصغر

"لن أرحل حتى يرافقني، سنرحلُ بعيدًا لم أعد أريد البقاء هنا، حينَ يفيقُ سأعتذرُ منه كثيرًا، سأعتذرُ منه نيابة عن عقول أهل المدينة أجمع
سآخذه بعيدًا حيثُ سيراهُ الجميع كشخصٍ طبيعي حيثُ يتمكن الجميع من النظر إلى عينيه دونَ تردد، حيثُ استيقظُ صباحًا لرؤية عينيه و أستمعُ إلى تذمره طوال النهار بأرجاء المنزل، و حيثُ أتمكن من إضافة هيئته الجميلة و المُقدسة إلى لوحاتي التي ستملأ أرجاء منزلنا و التي هي له فقط
سآخذه بعيدًا حيثُ يمكنني أن أحبه دون قلق"

ربت هينري فوق ظهره بقلة حيلة ليجلس على الأريكة المقابلة يراقب عيني تشانيول التي تبعته بتساؤل

"سأنتظرُ حتى الصباح ثم سأغادر بعدها، سأنام إن أردتَ أن أضع سدادات الأذن كذلك حتى تتمكن من إشباعه بحديثك الدبق سأفعل"

"شكرًا"
ابتسمَ تشانيول بامتنانٍ له ليبادله هينري ابتسامته ثم استلقى فوق الأريكة يتنهد بعمق

يُفكر كيف كانت علاقتهما سابقًا و كم كانت نفسه التي تحمل الضغائن بلا سببٍ تُسبب له التعاسة و الألم فقط بينما كانَ بإمكانه أن يشعر بتلك الراحة التي تداهمه الآن منذُ زمنٍ بعيد

..

استيقظَ كلاهما بالصباح على صوت الباب الذي فُتحَ ليحييهما الطبيب ثم اقتربَ من بيكهيون حتى يفحصه

"مَن منكما هوَ بارك تشانيول؟"
تسائل ليتقدم تشانيول إليه

"إن الشرطة بالخارج، و هم يسألون عنكَ"
أومأ تشانيول له و حينَ دخل سيهون طلبَ منه هينري البقاء مع بيكهيون ليذهب هو برفقة تشانيول

كانَ المحقق يقف خارجًا ليصافح تشانيول حينَ خرجَ ثم دعاهما للتحدث بالخارج

"أنا آسفٌ بشأن ما حدث"
تحدثَ لوكاس مشيرًا إلى تلك الحادثة

"أنا مستعدٌ للتحقيقات؛ بيكهيون ليسَ بحالة صحية جيدة قد تسمح له بالتحدث لذا-"

"أنا لم آتِ لأحقق معكَ تشانيول"
قاطعه لينظر هينري و تشانيول إلى بعضهما بتعجب
هوَ بالطبع لم يترك عمله بقسم الشرطة حتى يأتي ليطمأن عليهما

"لماذا إذًا سيدي؟"
تسائل هينري لينظر إليه لوكاس ثم إلى تشانيول

"لقد أُغلقت القضية بالفعل"
رفعَ تشانيول حاجبيه باستنكار، أي قضية تلك التي أغلقت؟ لم يمر يومين على حدوثها إضافة إلى أن محل الجريمة قد تم إحراقه و هذا يجعل موقفهم صعبًا بإيجاد القاتل فالأدلة قد أصحبت رمادًا

"كيف!"

"والدُ بيكهيون، لقد أتى اليوم و اعترفَ بكونه خلفَ ما حدث، حينَ سألناهُ كذلك عن ما رواهُ بيكهيون بشأن حياتهم السابقة و إيذائه له و لأخته هو لم يُنكر هذا لذا تم إغلاق القضية اليوم"

هل هذا يعني أن لا عقبة بطريقهم بعد الآن!
زوجة والده و ذهبت إلى الجحيم، والده و اعترف بخطأه و ها هو سيُعاقب على ما فعله، أهل المدينة و سيُرسله بعيدًا عنهم

هذا ما فكر تشانيول به...
لم يتبقى سوى استيقاظ بيكهيون
بيكهيون لا يستحقُ سوى السعادة الأبدية التي اقسم على منحها له و ليذهب العالم إلى الجحيم

فتحَ تشانيول باب الغرفة التي يمكثُ بها بيكهيون ليعقد حاجبيه حينَ ارتطمَ به أحدٌ من الخلف لحظة دخوله بينما ينتحبُ خلف باقة الورد ليضعها جانبًا ثم اقتربَ من بيكهيون

"بيكهيوني، اللعنة عليكَ لماذا لم تتحدث معي!"
استطاعَ تشانيول أخيرًا رؤية وجهه ليتنهد بينما يشاهده

"إن كُنتَ تواجه المشاكل لماذا لا تتحدث معي! لماذا تستمر بإخفاء أمورك عني أيها اللعين!"
رفعَ تشانيول حاجبيه فانتحاب الآخر كانَ مزعجٌ للغاية هو يكاد يُقسم إن كانَ بيكهيون يسمعه لركله خارجًا

"آسفٌ حبيبي درامي بعض الشيء"
توقف سيهون بجانبه بينما يرتشف العصير بالماصة يشاهد تلك الدراما التي يفتعلها حبيبُه الأسمر أمامه ليلتفت كاي إليه حينَ أصدر صوت الماصة ما يدل على انتهاء العصير للقطرة الأخيرة

"هل انتهيت!"
تسائل سيهون لينفي كاي بينما يمسح فوق وجنتي بيكهيون

"ذراعيه قد تأذيا..كتفه كذلك إلهي!
أنا صديقٌ سيء.. آسفٌ بيكهيون"

قهقه هينري بخفة ليدخل حتى صفع مؤخرة رأسه بخفة ثم جلسَ على الأريكة يُقابل عبوسه

"توقف عن النحيب و ابتعد عنه اقسم أنه سيستيقظ حالًا ليلعنك ثم يعود مجددًا"

تقدم تشانيول الذي كانَ يقف مكتوف الأيدي يشاهد انتحاب صديق بيكهيون الذي بعثر خصلات شعره لتغطي عينه، بيكهيون ينزعجُ من هذا لذا هو تقدم ليزيلها ثم طبعَ قُبلة بوجنته

ومضَ كاي بتوترٍ ليعيد عينيه إلى هينري الذي كانَ يشاهد هذا و بتعجبٍ أعادَ عينيه إلى تشانيول

"ماذا بك!"
تسائل سيهون لهيئته المريبة تلك ليضحك كاي بتوتر ثم نهضَ يقلد تشانيول الذي حبسَ ضحكته

"نحنُ الأصدقاء نفعلُ هذا كثيرًا"
ضحكَ هينري ليواليه تشانيول فكاي بدى أحمقًا للغاية، هل ما زال يظن أن هينري حبيبه و تشانيول هو فقط صديقُه!

"لا تُقبله مجددًا"
وجه تشانيول سبابته إليه ليجلس على الأريكة تاركًا الآخر يراقب استهزاء الجميع بما فعله بينما هو لا زال لم يفهم شيئًا

بعد مرور الوقت أقنع سيهون تشانيول أن يذهب إلى المنزل حتى يُبدل ملابسه و كذلك حتى يتحدث مع بيري فهي تبكي منذُ الأمس و ترفض التحدث مع أحد سوى أخيها

حينَ دخلَ إلى المنزل اتجه إلى غرفة المعيشة ليجد عمته تجلس بجانب الفتاة بيدها بعض الطعام تطلب منها أن تتناوله

"عزيزتي أخيكِ سيكون غاضبًا إن علِم بامتناعك عن الطعام لتتناولي شيئًا"
نفت الفتاة بعبوسٍ بينما تُبعد يدها بخفة و حينَ رفعت وجهها قابلت هيئة تشانيول أمامها لتتسع عينيها الدامعتين

نهضت سريعًا بينما تبكي لتركض إليه و تشانيول أخفض ذاته لتطوق عنقه بذراعيها بقوة

أقامَ ظهره ليحملها بينما يمسح فوقَ شعرها حتى يهدئ شهقاتها ضد عنقه

"اوبا لن يتركني صحيح؟"
تحدثت بشهقة باكية ليهمهم تشانيول يراقب عمته التي ابتسمت له

"اوبا يحبك كثيرًا بيري، هو لن يتركك أبدًا صغيرتي"
وثقت عناقها به ثم ابعدت وجهها قليلًا لتنظر إليه

"أريدُ رؤيته"
ابتسم تشانيول بخفة يعيد خصلات شعرها بإحدى كفيه خلف أذنها

"أنهِ هذا الطعام بيد عمتي إذًا قبل أن أبدل ملابسي، إن انتهيتُ و لم تفعلي قبلي سأغادر دون اصطحابك لرؤيته"
أنزلها ليقهقه حينَ ركضت سريعًا إلى عمته تفتح لها ثغرها حتى تضع الطعام بفمها

التفتَ لتتلاشى ابتسامته تلك حينَ وجدَ والدته تراقبه ثم ابتلعت بينما تعبث بأصابعها بتوترٍ تقترب منه

أحكمَ قبضة يده بغضبٍ حينَ أصبحت أمامه تمامًا و حينَ فتحت ثغرها لتتحدث تخطاها بخطواتٍ سريعة ليذهب إلى غرفته

أوصدَ الباب حينَ دخل ليسحب إحدى الحقائب يضعها فوق سريره ليضع بها ملابسه ثم أخذَ من بينها ما سيرتديه الآن ليضعه على السرير ساحبًا قميصه إلى الأعلى ليتجه إلى الحمام

حينَ انتهى ارتدى بنطاله جلس على السرير يتمسك بمرهم الحروق يضعه فوق المناطق التي تأذت بجسده هي لم تكن كثيرة و لكن عليه فعل ذلك حتى لا تترك أثرًا

وضعَ الحقيبة جانبًا يتركها جاهزة حتى يفيق بيكهيون ثم ارتدى كنزته الصوفية ليفتح الباب

نزلَ ليضحك حينَ حشرت بيري الملعقة الأخيرة بفمها الممتلئ قبل أن تبتلع حتى لتشير له بيدها أنها انتهت

"تشانيول! أريد التحدث معك"
تحدثت والدته بجانبه بينما تمسك ذراعه بخفة

"هيا بيري"
لم ينظر تشانيول إليها حتى ليشير إلى الفتاة بأن تنهض

"تشانيول!"
تحدثت مجددًا لينفض تشانيول ذراعه الذي تتمسك به ثم سحب الفتاة لتوقفه يد والدته مجددًا

"لتستمع إلي تشانيول، لا تتصرف مع والدتك بهذا الشكل-"
تلكَ المرة هوَ نفضَ ذراعها بقوة لينظر إليها بغضب ثم انتقل بعينيه إلى والده و جده الّلذين وصلا للتو

"ابتعدي عني"
هسهس بحديثٍ غاضب من بين أسنانه فهو لا يرغب بالصراخ حتى لا يُخيف الفتاة المتشبثة بيده

"تشانيول استمع إلي"

صرخت به ليتبادل تشانيول معها نظرات الغضب
هل يحقُ لها الصراخ حتى! هل يحقُ لها أن تأمره!
كيفَ لها أن تظهر بوجهه حتى بعد أن كادت تُفقده روحه و محبوبه!

أخرجَ تشانيول مفاتيح سيارته ليضعها بيد بيري بينما يبتسم لها بهدوءٍ يرغب بإبعادها عن هذا المكان حتى لا ترى هذا الجانب منه

"بيري عزيزتي! تعرفين سيارتي أليس كذلك؟"
أومأت الفتاة سريعًا ليمسد تشانيول وجنتها

"انتظريني بها إذًا لن أتأخر"
أومأت الفتاة بابتسامة متسعة لتركض إلى الخارج و ما إن غابت عن عينيه حتى اختفت تلك الابتسامة لينظر إلى والدته

"لم أكن أعلم أن الأمر سيصل إلى هذا الحد، لم أطلب من أحدٍ أن يقتله كنتُ أرغب بأن أخلصكَ من هذا فقط، كنتُ أرغب باستعادة ابني المطيع و المُحب لوالدته و ليسَ هذا الشخص الذي أنتَ عليه الآن بسببه، ألا ترى نفسك تشانيول!"

تحدثت باكية ليقضم تشانيول سفليته بنفاذ صبر
هي لا زالت تريده مطيعًا لا يعصي أوامرها
ترغب باستعادة آلتها التي تحركها كيفما تشاء

"بلى! أنا أرى نفسي جيدًا
أرى نفسي أمي و ما كنتُ عليه قبلًا لم تكن نفسي
بل كانت نفسك التي تلبست جسدي
نفسك التي تأمر بما تريد و جسدي الذي يخبرها سمعًا و طاعة، و حينَ أرى نفسي حقًا تسألينني إن كنتُ لا أفعل!"

أخفضت عينيها متابعة بكائها
مَن أمامها الآن هوَ طفلها الذي لم تسمع منه كلمة 'لا' طوال حياتها
من أمامها و يوجه إليها تلك النظرات الغاضبة هوَ طفلها الذي لم تكن تعكس عيناهُ لها يومًا سوى المحبة

"أطِع والدتك لمرة أخيرة و جرب أن تبتعد عنه"
قهقه بسخرية يرفع رأسه إلى الأعلى يمنع دموعه من التساقط، هي ما زالت تجادله حقًا بشأن بيكهيون!

"أنتِ بلا قلبٍ أمي، أقسمُ أنكِ بلا قلب"
رفعت عينيها حينَ كانَ صوت الآخر مهتزًا و هو بالفعل كوب وجهه ليجلس على الأريكة تتسلل منه شهقة باكية

"كيفَ لكِ أن تفعلينَ هذا! أنا أموتُ بدونه
كيفَ تجرؤين على احراق قلبي بتلكَ الطريقة!
ذاتَ يومٍ أعميتِ عيناي عنه حتى لا أراه، و حينَ لم أعد أراهُ بعيناي بل بقلبي هممتِ بإحراق قلبي عليه
أمدركة أنتِ لكمّ الكره الذي أحمله لكِ الآن!"

بأعينٍ حائرة و مصدومة كانت تنظر إليه
الكره! هل هذا ما يشعر به نحوها الآن
هل ابنها الوحيد بات يكرهها لأنها و كما تظن تحاول حمايته!

"سيبتعد أمي، سيبتعد
و لكن ليس وحده...
أنا أيضًا سأبتعد"

حركت رأسها تنفي باكية حينَ فهمت ما يشير إليه
هو يرغب بالابتعاد عنها!

"سأبتعد عن القلوب المشابهة لكِ
تلك القلوب الحالكة بالسواد و التي لا يناسبها وجودُ ملاكٌ طاهر مثله بينكم
ملاكٌ دنستموه بحديثكم الجاهل و القذر مثلكم"

"كانت والدته تعيش بينكم
ألم تفكري يومًا إن كانت على قيد الحياة كيفَ كنتِ ستتمكنين من النظر إلى وجهها بفعلتك تلك!
ألم يُنبهك عقلك يومًا أنكِ انقدتِ لحديث رجلٍ خائن لزوجته و معذبٌ لأطفاله و يحمل من الصفات السيئة ما يؤهله ليكون شيطانًا!"

نهضَ حتى أصبح أمامها لترفع عينيها الباكية إليه

"لطالما أخذتِني إلى الكنيسة أمي لأتعلم شيئًا من القسيسين و الرُهبان
هم قالوا أن النفوس السيئة تتبعُ الشياطين
هنيئًا لكِ أمي أنتِ أسوأ نفسٍ رأيتها بحياتي، أنتِ أسوأ من الشياطين حتى"

تستحقُ ما يُلقيه فمه الآن من حديثٍ كالسم
هوَ ألقى حديثه بوجهها ليُظهر احترامه لجده ووالده ثم همّ بالخروج من هذا المكان يتركها بين ضميرها و ألمها علّ أحدهما يعيد عقلها إليها

قامَ بمسح وجهه قبلَ أن يتجه إلى السيارة يتنهد بقوة ليبتسم إلى الفتاة فور صعوده و هي بادلته تلك الابتسامة

وضعت يدها فوق يده ليلتفت إليها و هي ابتسمت بلطفٍ لتغلق عينيها و تفتحها بطريقة لطيفة ليبادلها تشانيول ابتسامتها بأعينٍ دامعة ثم اقتربَ يطبع قبلة بوجنتها، تلك الفتاة مُراعية للغاية على الرغم من صغر سنها

ما إن وصلَ كلاهما حتى ركضت إلى سرير أخيها بابتسامة متسعة و لكنها عبست فورًا حينَ لم يفتح بيكهيون عينيه

نظرت إلى تشانيول ليقترب مكوبًا وجنتيها يمسح فوقها بهدوء

"هو نائم و لكنه يسمعك تحدثي إليه إذا أردتِ سأجلسُ هنا فقط"

نهضَ سيهون و هينري يخبراهُ بذهابهما ليودعهما تشانيول ثم عادَ إلى الأريكة يجلس فوقها ممثلًا عدم الاستماع إلى حديث الفتاة و لكنه كان كذلك بالفعل حتى يُخبر بيكهيون به حينَ يستيقظ

"تشانيول اوبا! هل هو يسمعني حقًا!"
تسائلت حينَ أنهت حديثها معه لينظر تشانيول إليها مومئًا بابتسامة

"متى سيستيقظ!"
تنهد تشانيول ليفتح لها ذراعيه حتى تأتي و تستلقي بجانبه و هي ابتسمت لتتجه إليه تنزع حذائها ليستقبلها تشانيول بحضنه

قربها إلى صدره ليمسح فوقَ شعرها
هوَ لا يعلم إجابة سؤالها لذا لا يرغب بإعطائها إجابة كاذبة، بيري فتاة ذكية و إن فعل هي لن تصدقه بشيءٍ فيما بعد

رفعت رأسها تنظر إليه تنتظر إجابة لسؤالها و هوَ تنهد لينظر إلى بيكهيون

"هل يمكننا الاعتناء به حتى يستيقظ!
إن فعلنا فهو سيستيقظ بشكلٍ أسرع"
ابتسمت الفتاة لتومأ له ثم التفتت برأسها إلى بيكهيون

"استيقظ سريعًا بيكهيوني اوبا، بيري ستنام الآن"
تثائبت بنهاية حديثها لتغمر وجهها بصدر تشانيول الذي قهقه بخفة، من أين لكلاهما هذا الكم من اللطافة الذي يدعوا إلى الانتحاب و معانقتهما بشدة!




















١٥ من نوڤمبر




ها أنا ذا أراقبكَ فحسب...
آملًا أن تتحرك أجفانك قليلًا و إن لم تستيقظ
يومًا بعد يوم أخسر نفسي ببطء
أنا بحاجة رؤية تلك الابتسامة تُزين وجنتيكَ مجددًا
بحاجة أن تبكي لتسألني أن أعانقك لأخفف عنك
أحتاجُ أن تُقبلني بعمقٍ ثم تنثر قبلاتك المتفرقة بأنحاء وجهي كمواساة لي
لتواسي قلبي الذي يشتاقُ إليكَ كثيرًا عاجزًا عن فعل شيء
حينَ اختفيتَ عن أنظاري ذاتَ يومٍ بتُ كالمجنون أركض هنا و هناك حتى أجدك
أنتَ أمامي الآن و لكنك غير موجود أخبرني كيفَ أجدك!
أخبرني كيفَ أواسي ذاتي التي تفتقدك كثيرًا بيكهيون!

بشرودٍ جلستُ بأحد المقاهي المجاورة للمشفى أنتظر وصول جدي الذي أعطاني موعدًا و ها أنا انتظره

مذاق القهوة يُذكرني بمذاق شفتي حبيبي و ملاكي كما سجائره كذلك، لذا أجل أنا قد أدمنتُ كلاهما خلال الاسبوعين الماضيين

صوت الاجراس المعلقة على الباب أخرجتني من شرودي لانهض سريعًا ساحبًا الكرسي المقابل لي ثم انحنيتُ لجدي باحترام

"اجلس بني"
طلبَ مني لاقابله بجلوسي ثم حركتُ عيناي بالأرجاء ابحث عن النادل ليأخذ طلب جدي

"كيفَ حالك تشانيول!"
حالي! و كيفَ سيكونُ حالي بغيابه!
لا أستطيع أن ألقي ابتسامة بشوشة و كلماتٍ كاذبة مُدعيًا أنني بخير

بيكهيون غائبٌ عن الوعي منذُ اسبوعين كاملين
كيفَ لي أن أكونُ بخير!

"لا بأس عزيزي، هوَ سيكونُ بخير"
ألقى حديثه المواسي لي لأقضم سفليتي بنهمٍ مانعًا ذاتي من البكاء بينما أومأ له

كم أنا شخصٌ ضعيف!
اتضحَ لي أنني كذلك، و أن بيكهيون يفوقني قوة بمئات المرات و هذا ما يُعطيني بعض الأمل أنه سيتخطى هذا و ينهض عن ما قريب

"جدي! أنا أرغبُ بترك العمل"
تحدثتُ ليبتسم لي بخفة، أعلم أنه ليسَ وقت التحدث عن العمل و لكنني أشعر بالذنب كذلك تجاه عمل جدي الذي كلفني به بينما أنا أتركه بلا اهتمامٍ ليعطيه لأحدهم على الأقل حتى يهتم به

"لا بأس بني لا تُفكر كثيرًا بالعمل، ليتحسن بيكهيون أولًا"

"لم أعد أريد العمل بالشركة جدي، أنا أقولُ هذا حتى لا أخرب ما قمتَ ببنائه طوال هذه السنوات"
أومأ لي بتفهمٍ ليمسد يدي الموضوعة فوق الطاولة

"ما الذي أخبركَ الطبيب به؟"
سألني لابتسم بتكلفٍ بينما أمسح بينَ حاجباي

"أخبرني أنه بحاجة إلى بعض الوقت لأن الأمر ليسَ متعلقًا بالحريق فحسب، الضغط النفسي الذي تعرضَ له بالآونة الأخيرة ليسَ هينًا و هذا سيجعل استفاقته أصعب ما يكون، ربما يستغرقُ الأمر شهر، عدة شهور، ربما سنة أو أكثر"

أكره ذلك، أكرهُ ذلك كثيرًا
أكرهُ كوني عاجزٌ أمام ما يحدث له أمامي
أكرهُ أنني شخصٌ بائسٌ دونه لا رغبة لي بالعيش حتى و إمضاء أيامي بشكلٍ طبيعي بينما هو غير موجودٌ بها

"لا تفقد الأمل بني، هذا الفتى قويٌ كالجبال
لن يحدث له شيءٌ أنا على يقينٍ بهذا"

لهذا السبب أحضرتُكَ جدي
أنتَ الشخص الوحيد الذي يعطيني جُرعة الأمل تلك كلما فقدتها
كلما شعرتُ أنه سيبقى هكذا إلى الأبد يستمع فقط دونَ تحدثٍ أو نظر

"جدي.. أريدُ مساعدتك بشيءٍ ما"
طلبتُ منه بخجلٍ فأنا لم أعد صغيرًا لأركض إليه كلما احتجتُ شيئًا و لكن ما أريده لا يمكنني أن أنفذه وحدي

"أخبرني عزيزي"

"أنا- أرغبُ بفتح مرسمي الخاص
أخبرتُك أنني سأتخلى عن عملي بالشركة
هذا لأنني بتُ أفعل ما أرغب به، ربما قد يبدوا هذا أنانيًا للغاية لكنك أخبرتني قبلًا-"
كنتُ سأكمل حديثي لولا أن قاطعني مبتسمًا

"أن تفعل ما ترغب به و أنني سأكونُ سعيدًا حينَ أراكَ تفعل ما ترغب به، و أنا قصدتُ هذا بالفعل"
أحيانًا حقًا أشعر أن جدي ليسَ شخصٌ طبيعي مثلنا هل كانَ على علمٍ أنني ذاتَ يومٍ سأُعرض عن عملي بالشركة لأنني أحب الرسم!

"اختر الموقع الذي ترغب أن تُنشئ مرسمكَ به و سيكون جاهزًا بأقرب وقت"
كم أنا ممتنٌ له، تعددت اسباب امتناني له و ما زالت تزداد مع مرور الوقت... كم أحبك جدي

"بشأن الشركة! أنا آسف أعلم أنك كنتَ ترغب أن يديرها أحد أحفادك بالفعل"
ابتسمَ بوسعٍ ليتنهد ثم ربتَ فوق يدي مجددًا

"يديرها أحد أحفادي بالفعل، هينري قد عرضَ علي مؤخرًا أن يديرها حتى تُصبحُ أنتَ بحالة جيدة ألم يُخبرك!"
هينري يُساعدُ العائلة! و من بين كل العائلة هو يساعدني أنا! إلهي هل أنا أحلم!

"سأعرضُ عليه الأمر إن رفضَ فلا بأس كنتُ الجد الروحي لكثير من المتدربين بالشركة لدي أحفادٌ بعدد شعر رأسك"

ضحكَ لأبادله كذلك ليتناوب كلانا الحديث عن أشياءٍ عدة حتى يُخرجني من هذا الجو كما يفعل كلما التقينا

انتهيتُ مع جدي لأصعد مجددًا إلى غرفة بيكهيون
كانَ الطبيب يُعاين وضعه لأقف بصمتٍ أراقبه حتى انتهى ليتقدم إلي حتى يُصافحني

"هل من تقدم!"
تسائلتُ و أنا أعرف إجابته بالفعل
سيخبرني الصبر، الصبر سيد بارك

"الصبر، الصبر سيد بارك عليكَ أن تتحلى بالصبر فقط"
ألم أقُل أنه سيفعل!

"الحروق بجسده ستذهب قبل أن يستعيد وعيه حتى هذا جيد حتى لا تؤلمه حينَ يفيق"
تحدث يراقب الممرضة التي تضع له مرهمًا للحروق فوق تلك المناطق المتأذية بجسده

أومأتُ له بابتسامة خفيفة ليذهب هوَ ثم تبعته الممرضة حينَ انتهت تتركنا بالغرفة

اقتربتُ منه لآقف بجانبه أُخفض طولي لأمد أصابعي أزيحُ تلك الخصلات عن جبهته أراقب ملامحه الجميلة عن قُرب ثم اقتربتُ ألصق شفتاي بخاصته بقُبلة سطحية طويلة لأبتعد حينَ شعرتُ أنني سأُرفقها بملوحة دموعي بعد ثوانٍ قليلة

"اشتقتُ إليك ملاكي"
ألقيتُ حديثي بصوتٍ ضعيف حتى أجلسُ بجانبه ثم قبلتُ ظاهر كفه الذي قبضتُ عليه برقة

"قالَ الطبيب أنكَ ربما تسمعني لهذا أنا أزعجكَ بحديثي كثيرًا، كنتُ أخبر بيري بهذا في البداية حتى تشعر بتحسن و كنتُ أستمع لحديثها في حال أنك لم تسمعه

في حال أردتَ الاطمئنان عليها أنا أخذتها إلى الجدة، تلك التي تزعم أنها صديقة جدي أشعر أنهما كانا عشيقين سابقًا، هل ستضربني حينَ أخبركَ بهذا! هي في مقام جدتك أليسَ كذلك!

آه على كلٍ... هينري أصبح لطيفٌ للغاية
أرغب بمعانقته و لكنني لن أفعل، إلهي هذا محرجٌ حقًا
هو يتولى عمل جدي الآن حتى لا يؤثر غيابي على أحد ثم أشعر بالذنب فيما بعد، هو حقًا لطيف

كاي... هذا كاي صديقك إنه معتوهٌ للغاية
لماذا يُقبلك بوجودي حتى بعد معرفته أنني حبيبك!
سأركله بالمرة المُقبلة خارج المشفى إن لم تمنعه عن تقبيلك، كنتُ لأتعجب إن حصلَ على حبيبٍ آخر سوى سيهون كلاهما معتوهان حقًا"

تنهدتُ بعمقٍ بينما أقضم سفليتي
لم أعتد أن أفتح بابًا للحديث هوَ دائمًا من كانَ يفعل
يُخبرني أن ملابسي رائعة، يسألني عن العطر الذي أستخدمه، يخبرني تحدث عن نفسك، يخبرني أنني وسيمٌ اليوم، و يستمر بالحديث الذي لا أجرؤ على مقاطعته بينما أتأمل شفتيه لأختمه بتقبيلي له

"استيقِظ ملاكي، حارسكَ ضعيفٌ بدونك
وطنكَ بلا معنى بغيابك، يحتاجُ إلى لجوئك و مكوثك بينَ ذراعيه، يحتاجُ أن يتنعّم جسده بدفئك فيلقى قلبه السلام الذي يفتقده...أنا أحتاجُ إليكَ بيكهيون"





٣٠ من نوڤمبر





بائسٌ ووحيد... هذا أنا بدونه
هوَ لا يعلم كيفَ امضي تلك الأيام في غيابه
مؤلمٌ هو شعور فقدانه بينما هوَ أمامي، مؤلمٌ هوَ كوني أجهل مصيره
أنتظر أن يشفيه الوقت الذي أدمنتُ النظر إليه مؤخرًا أكثر من أي شيء آخر
أحاول مواصلة حياتي بينما هوَ طريحُ الفراش و أحاول تمضية الوقت حتى لا أجلس بجانبه أبكي و أنتحب لهذا الشعور

و لكنني في النهاية سأعودُ إليه
مرسمي الذي ابتعته لا أظن أنه ذو فائدة الآن
فأنا سأحضر لوحاتي كل يومٍ و أجلس بجانبه أفرغ طاقتي بها
ألم أخبرهُ يومًا أنني أستلهمُ فني من جمال عينيه!
لماذا لا يفتحُ عينيه إذًا حتى أستطيع مواصلة عملي و حياتي!
إلهي!... سيءٌ جدًا هذا الشعور و أتمنى لو ينتهي قريبًا فما عدتُ قادرٌ على تحمله وحدي




١ من ديسمبر



"الجو باردٌ للغاية أنتَ لا تشعر بالبرد اوبا أليسَ كذلك!"
تسائلت بيري لألتفتُ إليها بينما أقف بجوار زُجاج الغرفة أراقب تساقط الثلوج

اقتربت مني تناولني وشاحي لأبتسمُ لها بدفءٍ أمسح فوق وجنتها بإبهامي لتنكمش فيدي كانت باردة بالنسبة لوجهها

"آسف"
أعدتُ تدفئة يدي لأكوب وجنتيها بها بينما تضحك ثم عانقتني ليقطع حديثنا سيهون الذي دخلَ إلى الغرفة بينما يرتجف

"أكرهُ ديسمبر أكره ديسمبر"
هوَ صاح بجملته الثانية ثم اقتربَ يسكب له بعض الشاي الدافئ

"هيا عزيزي إنه دورك لقد تلقيتُ من العذاب اليوم ما يكفيني، لا تحلم أن أذهب لأحضر لكَ لوحاتك من مرسمك اذهب و أحضرها بنفسك و أوصل بيري إلى منزل جدتها"

ألقى حديثه سريعًا بنبرة مهتزة بينما يجلس على الأريكة يضم ساقيه إلى صدره بينما يوثق الوشاح حول عنقه و يتمسك بكوب الشاي يتغزل به و كأنه عشيقته، حسنًا أنا كنتُ سأفعل هذا دونَ أن يطلب هل يتوقعه أن أرسله إلى البرد مجددًا بهيئته تلك!

ارتديتُ معطفي لأناول بيري معطفها كذلك ثم اقتربتُ ألقي نظرة أخيرة عليه قبل ذهابي

إنه أول تساقط للثلج كنتُ آمل أن يكون بينَ ذراعاي به، كدتُ أبكي بينما أشاهده من النافذة

إلى متى! إلى متى سيتألم قلبي بكل وقتٍ أرغب أن نتبادل القبلات و الهمسات به و لكني بالنهاية أنظر إلى جفنه المُثقَل و جسده الذي لا يتحرك

بكل مرة سأغادر هذا المكان سيؤلمني قلبي كثيرًا خشية أن يستيقظ و أنا لستُ بجانبه
أخبرته بهذا، أخبرته أنني لن أسامح نفسي إن كنتُ بعيدًا في اللحظة التي تُلاقي عسليتيه النور مجددًا
بكل مرة سأعودُ على عجلة من أمري حتى لا أفوت تلك اللحظة

هل يحبني الرب إلى تلك الدرجة التي تجعله يتقبل صلاتي كل مرة بأن لا يستيقظ حتى أعود! ألا يمكنه أن يخيب ظني لمرة واحدة حتى!

أوصلتُ بيري إلى منزل الجدة لتدعوني لشرب الشاي الدافئ و لكني رفضتُ هذا بأدبٍ أرغب بإنهاء كل شيء سريعًا حتى أعودُ إلى بيكهيون

دخلتُ إلى مرسمي أتنهد بينما أشاهد كم اللوحات التي رسمتها و غلفتها بالشهر الماضي، أخذتُ واحدة لأسحب تلك التي كانت بسيارتي أضعها داخل المرسم بعد أن غلفتها

كنتُ على وشك الصعود إلى السيارة مجددًا ليوقفني صوت هاتفي و لكني تكاسلتُ لإخراج يدي من جيب معطفي لأصعد أولًا إلى السيارة

"سيهون! هل من خطب!"
تسائلت بنبرة مرتجفة بينما أستنشق
أعلم ما سيطلبه سيهون بكل الأحوال سيخبرني أن أحضر له الكعك بطريقي

"أينَ أنتَ تشان!"
اختصرَ إسمي إذًا هو يريدُ شيئًا، هذا الطفل

"سأحضر لك الكعك هل من شيءٍ آخر!"

"أيها الأحمق أي كعك أنا أخبرك-"
هو سكتَ فجأة لأنظر إلى هاتفي.. ظننتُ أن شحنه قد نفذ و لكنه كان يعمل

"مرحبًا!"

"اوه! أنا أخبرك أن هينري هنا لتُحضر له الكعك كذلك أحضر ما يكفي"
قهقهتُ بينما أحرك رأسي إلى الجانبين لأوافقه ثم حركتُ السيارة إلى أقرب متجر للكعك هنا

أحضرتُ خمسة من الكعك المُحلى فسيهون وحده سيأكل أربعة، هينري ليسَ من محبي الكعك و لكنه سيتناول واحدة ليرضي معدته، و أنا لم أعد أتناول الحلوى منذُ مدة قصيرة

فتحتُ الباب استقبل دفئ هذا الغرفة الذي أحتاجه لينتقل سيهون إلي سريعًا يأخذ الكعك من يدي ثم تركني و ذهب ظننته سيساعدني بخلع وشاحي أو معطفي أو حتى يتمسك باللوحة التي أحملها على الأقل

ضحكتُ بخفة لأحرك رأسي للجانبين ثم وضعتُ اللوحة جانبًا لأخلع معطفي ووشاحي

"كيفَ يجري عملك؟"
سألت هينري حيثُ أنه وافق على طلب جدي بتولي مهمة الاعتناء بالشركة

"جيد... مملٌ و لكن جيد"
أعلم...أعلم شعوره جيدًا لهذا ابتسمتُ له بوسع

"هيونغ لنغادر"
تحدث سيهون بعد أن أخرج كعكتان يضعهما فوق الطاولة يشير إلى هينري حتى ينهض

"لماذا ستغادر الآن! انتظر حتى الصباح حتى تتمكن من الرؤية جيدًا أثناء القيادة بهذا الجو"
نفى سريعًا بينما يجمع الثلاث كعكات الأخريات و لتوي لاحظتُ أنه يرتدي المعطف هو نوى المغادرة قبل مجيئي بالفعل

"هيا هينري سأفوت حلقة مسلسلي المفضل"
لا فائدة منه حقًا إنه مجرد طفل أقسم

نهضَ هينري بقلة حيلة يرتدي معطفه لأحرك رأسي إلى الجانبين بيأس

"حسنًا خذ ما تبقى من الكعك معك أنا لن أتناوله"
تذمرتُ لأنه كانَ على عجلة من أمره يساعد هينري بارتداء معطفه حتى ينتهي سريعًا

"سيهون!"
ناديته بتذمرٍ حينَ فتحَ الباب ليركض إلى الخارج

"خذهم أنتَ هينري"
تحدثتُ لأنهض عن الأريكة و قبل أن أصل إلى الكعك تمسكَ بذراعي لألتفتُ إليه

ابتسمَ لي بخفة لأتعجب ما باله ينظر إلي هكذا و كأننا سنتبادل قُبلة ما بعد ثوانٍ!

طوقَ عنقي بذراعيه ليقربني إليه بعناقٍ عجيب
أجل بالطبع هو عجيب نحنُ لم نتعانق طوال الخمس و عشرين سنة من عمري سابقًا

"ياه! ماذا أصابك؟"
تسائلت ليضحك بينما يصفعني بخفة بمؤخرة رأسي

"كُن عاطفيًا لدقيقتين و بادلني العناق"
عقدتُ حاجباي بخفة لأرفع كفاي أضعهما فوقَ ظهره دون توثيق العناق هو وحده من يتشبث بي ما زلتُ أرى ما يحدث ثامن عجائب الدنيا السبع

ابتعدَ لينظر إلي بينما يضحك لهيئتي المتعجبة تلك
ثم صفعَ كتفي ليتخطاني

"أراكَ لاحقًا أيها الراهب"
تمتمَ بينما يغادر الغرفة لأستوعب بعد ذهابه أنه لم يأخذ الكعك.. هل كانَ يلهيني حتى لا يأخذ الكعك!

تنهدتُ لأنظر إلى بيكهيون الذي ينام بهدوءٍ يناسب هدوء تلك الغرفة، كيفَ له أن يبقى هادئًا مع تلك الضجة التي كنا نصنعها قبل قليل!

اقتربتُ إليه أدفئ يداي قبل أن أضعهما فوقَ وجنتيه أجعلها تبرز إلى الخارج لأقبلها قبلاتٍ رطبة هادئة

انتقلت إلى شفتيه كذلك أتذوقها بقبلة غير متبادلة كما اعتدتُ طوال الشهر الماضي

أنا متعطشٌ له للغاية، لم تعد تكفيني تلك النقرات السطحية الخفيفة التي أوزعها عليه
أريدُ الشعور به، أريده أن يبادر بتقبيلي و نُعلن حربًا لذيذة لنقرر من سيسيطر و من سيفقد تلك السيطرة

تنهدتُ أمام شفتيه لأبتعد أرتب لوحتي أمام النافذة حتى أرسل هذا الشعور السيء بعيدًا

كعادتي كلما شعرت باليأس و الرغبة في البكاء سألجأ إلى تفريغ شعوري بلوحاتي و تلك المرة أدرتُ ظهري إلى بيكهيون لأنني سأسقطتُ باكيًا إن استمررتُ بمراقبته

باشرتُ بتحريك فرشاتي أجسد تساقط ثلوج ديسمبر البارد كمشاعري تمامًا

لم أُريد أن تحمل لوحتي ذات البرود الذي أعيشُ به لذا أضفتُ إليها الدفئ الذي تستحقه

و ما كانَ هذا الدفئ سوى ما أفتقده و هو الحب
كنتُ أرغب أن أعطيه هذا العناق الخلفي الذي جسدته بلوحتي لأقيه من هذا البرد

أقبل عنقه و أقرب جسده أكثر إلى أضلعي حتى يختفي جسده الضئيل داخل هذا العناق

أغلقتُ عيناي سامحًا لتلك الدموع المتطفلة بالتمرد على خداي بهدوء

إلى أي مدى سيخدعني خيالي الذي يُهيأ لي تقبيله لعنقي و عناقه الخلفي الذي تمنيتُ أن أمنحه إياه، ما إن أفتح عيناي سيختفي كل هذا لذا أنا لن أفعل

"أرجوك"
انتحبتُ ببكائي ولا أعلم لماذا أرجوه حتى
هل أرجوه أن يستمر بنثر قبلاته التي تسبب لي تلكَ القشعريرة بجسدي و إن كانت وهمية!
أم أرجوه أن يستمر بمنحي هذا الدفئ الذي ينتجه التحام جسده الصغير بعرض جسدي
أم أرجوه أن لا يختفي و يذهب هباءًا مع الريح حينَ أفتح عيناي فأنا أصبحُ حينها أكثر ضعفًا و تحطيمًا

"أحبك... أنا أحبك كثيرًا"
سكنتُ ببكائي للحظات إنها المرة الأولى التي يكرمني خيالي فيها بصوته

رفعتُ كفي الذي يرتعشُ بخوف
أجل أنا خائف
خائفٌ أن ألمسه فيذهب
خائفٌ أن يزول شعوري به الآن

شعرتُ بضربات قلبي تتسارع حينَ لامستُ ذراعه الذي يحيطُ بي و قبضتُ عليه بالفعل ولا زال هنا

"ملاكك هنا حبيبي ألا ترغب برؤيته!"
استمعتُ إلى نبرة صوته العذبة بجانب أذني لأقبض على ذراعه بينما أفتحُ عيناي ببطء

يالحماقتي و أنا أفكر أنه بتلك الطريقة لن يختفي إن فتحتُ عيني و إن كانَ سرابًا هل يتمسكُ أحدهم بالسراب!

و لكنني فعلت! أنا أتمسك به هل يُعقل أنه ليسَ سرابًا؟

فتحتُ عيناي ببطءٍ و لا زلتُ أتمسك به هل أنا بحلم إذًا!
مرر كفه الرقيق فوقَ وجنتي لأشهق ببكاءٍ مُخفضًا عيناي

"لا تذهب... أرجوك"
ها أنا أرجوه أن لا يذهب و أن لا يؤلم قلبي أكثر

"لن أذهب إلى أي مكان"
تحدث يُقبل عنقي مجددًا لأرفع وجهي إلى الزجاج الذي يواجهني، إلهي أنا أرى انعكاسه الملتصق بي فيه حقًا!

نهضتُ لتنفصل شفتاه عن عنقي و لا زلتُ اتشبث بكفه الذي يفصل بين كونه حقيقة أو سرابًا لألتفت ببطء حتى انظر إليه

ابتسمَ لي ملئ خديه بينما يرفع عيناه التي تلمع ببكاءٍ حتى ينظر إلي ثم مد كفه الحرة يمسح بها تلك الدموع التي تمردت على وجنتاي بغزارة على الرغم من ملامحي الثابتة

"قبّلني"
هوَ طلبَ و كأنه يعلم أن تلك هي الطريقة الوحيدة التي ستجعلني أؤمن بوجوده هنا الآن، و لكنني خائف لا أرغب بالاستيقاظ الآن لا أرغب بخسارة رؤية تلك الابتسامة المُشعة التي يوجهها إلي

ارتفعَ على أطرافه يلصق صدره ضد صدري ثم أمال رأسه يقترب من شفتاي ينفث هوائه الساخن أمامها أولًا

"ملاكك هنا حقًا"
همسَ أمام شفتاي قبل أن يصل شفاهنا بقُبلة عميقة يُحرك شفتيه بها بنهمٍ دونَ مبادلة مني ليُقحم لسانه إلى ثغري يُرغمني على مجاراته لأكوب و جنتيه أمتص لسانه و استشعر امتزاج لعابه بخاصتي

كل شيءٍ حقيقي! صوت انفصال قبلاتنا و لزوجتها حينَ اتصالها و ذراعي الذي يحيط ملمس جسده و حرارة أجسادنا كله حقيقي

هو هنا حقًا أنا لا أحلم، أنا لا أتخيل...






-يُتبع-

-بكيتكم ولا لسه؟؟

- و ربي هذا البارت أخذ مني وقت و دموع و مشاعر أخذ كل شي كل شي

-أحداث البارت كانت مملة؟ دائمًا عندي هذا الشعور مدري ليش




-خلاص أزعجتكم أراكم قريبًا كونوا بخير أحبكم🖤

Continue Reading

You'll Also Like

335K 20.2K 31
- سلامًا لقلبي المفتون بك كنت لك سيدًا وكنت لي خادمًا فلا أعلم كيف تغيرت الأدوار فأصبحت لك خادمًا وانت لروحي سيدًا ~ - مُكتملة
306K 15.5K 26
‏أمير كوريا الجنوبية بارك تشانيول يتم دعوته لإحياء حفل خيري ضخم في ملعب كوريا و بالصدفة يلتقي بالأيدول الحلو كالسكر بيون بيكهيون أحد المُختارين للغنا...
714K 40.7K 48
الفقر لم يكون العائق بل المشاعر المتناقضه هي من أرهقتني تشانيول لا يهواني لطالما تلمسني كواجب لزوجه بلا عواطف عشنا بسقف واحد . - "لا تُناديني بإسم عش...
95.1K 4.7K 40
فتى مبتسم الثغر خفيف الظل نقي الروح يقع بشباك الحب المسمومه "أنت نقيٌ لا تصلح لهذا العالم لا يجب ان تتواجد بعالمي" "لكنك عالمي". -satan