Lose Control

By xiubob

285K 14.7K 15.4K

الحب قوة جامحة لا تحاول منعه لأنك ستكون فاقداً للسيطرة ستغرق أعمق كلما حاولتَ النجاة فقط تمسك بيدي و سننجوا س... More

CH1
CH2
CH3
CH4
CH5
CH6
CH7
CH8
CH9
CH10
CH11
CH12
CH14
CH14.5
CH15
CH16
CH17
CH18
CH19 -The End-
special part I
Special Part II

CH13

11.5K 602 881
By xiubob





استمتعوا و تجاهلوا الأخطاء إن وُجدت 💛



سأظلُ رغمًا عن العالم أجمَع أقدسكَ و أحميك
ملاكُ قلبي أنت، لا يَحيى قلبي إلا بك
ليَشهد مَن بالسماءِ أنني مُتيمٌ بك
و ليدرك أهلُ الأرض أنني منكَ و لك
ملاكُ قلبي أنت












توقفت الحافلة ليأخذ الفتى أنفاسه بعمقٍ بينما يمسح فوق شعر اخته التي تستلقي على كتفه

"بيري لقد وصلنا"
تحدث بصوتٍ هادئ بجانب أذنها لترفع الفتاة رأسها مبتسمة له لينهض كلاهما

نزلَ كلاهما من الحافلة ليتوقف و هي حاوطته بذراعيها لتضع رأسها فوق صدره

"هل أنتَ خائفٌ اوبا!"
تسائلت حينَ لاحظت ملامح الخوف على وجهه بينما ينظر هنا و هناك بموقف الحافلات ليبتسم ابتسامة خفيفة بينما ينفي لها

"لما لا نذهب!"
هي تسائلت مجددًا لأن بيكهيون يبدوا و كأنه ينتظرُ أحدًا

"نحنُ ننتظر تشانيول اوبا، هو سيأتي من العمل بعد عدة دقائق لنذهب سويًا"
اومأت بابتسامة واسعة لتعيد رأسها إلى صدره مجددًا تعانقه و بيكهيون وجدَ هذا لطيفًا كفاية لجعله يبتسم

تلك الفتاة تتمسك به و كأنه حبل نجاتها الذي أرسله الرب إليها ولا يُنكر كون وجودها ساعده كثيرًا لمواجهة والده فهو فعل كل هذا لأجلها و ها هو يواجه مصيره الذي أجّل مواجهته لسنواتٍ عدة بسبب خوفه أيضًا لأجلها

مر اسبوعٌ آخر منذُ أن اخبرَ تشانيول أنه سيواجه أهلُ تلك المدينة و لكن بكل مرة هو سيتردد بفعل هذا و تشانيول يخبره أن يأخذ الأمور بروية و أن لا يقلق

بيري تخلفت عن مدرستها لاسبوعين كاملين و هذا كثير لذا قرر أن يعودا إلى المنزل و ليحدث ما يحدث

سيواجه تلك المرة أي شخصٍ يتعرض له أو لأُخته فهو ملّ من الاختباء و محاولة الهروب في كل مرة هو لا يستحقُ هذا و بيري أيضًا لا تستحقُ هذا

"آسف هل تأخرت!"
أخرجه من تفكيره هذا الصوت العميق بجانبه ليبتسم حينَ نظرَ إليه فهو يحمل المثلجات بصعوبة لثلاثتهم و ابتسامة تشانيول العميقة حينَ صرخت بيري بسعادة لأجل المثلجات جعلت ابتسامة دافئة تنموا فوقَ شفتيه

أخذت بيري واحدة ليمد تشانيول الأخرى لبيكهيون بابتسامة لطيفة

"شكرًا"
تحدث بيكهيون بهدوءٍ ليجلس ثلاثتهم على أحد المقاعد و تشانيول نظرَ حوله قبلَ أن يطبع قُبلة دافئة فوق وجنته

تمسكَ بيده بينما يبتسم و بيكهيون قهقه بخفة فتلكَ الابتسامة ليست غريبة عليه تشانيول يبتسم بتلك الطريقة فقط حينَ يرغب أن يريه شيئًا كمفاجئة له ليحرك رأسه للجانبين ثم أنزل رأسه ينظر إلى كف تشانيول الموضوع فوق كفه

تلاشت ابتسامته بينما يحدق بكفه لبعض الوقت فتشانيول وضعُ وشمًا جديدًا و لكن تلك المرة بمكانٍ يسهل على الجميع رؤيته

اصبعه الاوسط كان يحمل حرفه و حرف بيكهيون يتوسطهما قلبٌ صغير و بيكهيون نظر إليه بعدم تصديق

"هل جُننت!"
تحدثَ بابتسامة خفيفة هامسًا لينفي تشانيول مبتسمًا

"أنا لستُ مجنونًا أنا فاقدٌ للسيطرة"
قهقه بيكهيون بعدم تصديق ليتمسك بيد تشانيول بكلتا يديه يتفحص هذا جيدًا

"لماذا! لماذا هنا!"
تسائل بينما يضحك ليميل تشانيول إلى أُذنه

"لأضعه بوجه من يعترض طريق حبنا ملاكي"
أطبقَ بيكهيون شفتيه مانعًا ذاته من الضحك ليبتعد تشانيول بينما يبتسم بتوسعٍ يُكمل تناول مثلجاته

حينَ انتهى ثلاثتهم من تناول المثلجات نهضوا حتى يتوجهوا إلى المنزل و بيكهيون بحث بعينيه عن سيارة تشانيول و لكنه لم يجدها

"أين سيارتك!"
تسائل بخوفٍ فهو لا يرغب بدخول هذا السوق فربما يتعرف أحدٌ عليه أو على بيري

"إنها خارجُ السوق ممنوعٌ دخول السيارات هنا"
قضم بيكهيون سفليته ليتنهد و تشانيول تمسكَ بيده يمسدها بهدوء

"لا تقلق لن يحدث شيء"
أومأ بيكهيون بهدوءٍ لتتوسطهم بيري ممسكة بيد كلاً منهما

"هل تحتاجُ شيئًا من هنا!"
تسائل تشانيول حينَ دخلوا إلى السوق و بيكهيون نفى فقط مخفضًا وجهه بينما يسير دون توقف

تشانيول تفهم هذا و عجل بخروجهما من السوق و هو شعرَ براحة بيكهيون بالفعل حينَ تخطوا هذا الازدحام و أصبحوا خارجًا أمام سيارته و هذا جعله يُدرك بالفعل أن الازدحام هو أحد مخاوف بيكهيون

"بيري!"
عادَ بيكهيون لحبس أنفاسه متوقفًا أمام السيارة حينَ سمعَ صوتًا نسائيًا خلفه ينادي بإسم اخته و حسنًا هذا ما كانَ يخشاه

التفتت بيري إلى النداء لتنظر إلى تلك المرأة التي تبدوا بمنتصف العُمر و التي تقترب منهم حتى وقفت أمامها

"عزيزتي هل كلُ شيءٍ بخير!"
تسائلت ببعض التوتر بينما تنظر إلى تشانيول و بيكهيون ليُغلق تشانيول باب السيارة ثم اقتربَ حتى توقف بجانب بيكهيون و بيري

"أجل!"
تحدثت بيري بنبرة متعجبة فلماذا قد تسألها تلك المرأة هذا السؤال

"عزيزتي أنا والدة ماري زميلتك بالمدرسة، و هي تقول أنك مفقودة منذُ اسبوعين"

"مفقودة! أليسَ هذا مصطلحٌ غريب بعض الشيء!"
تحدثَ تشانيول بتساؤل لتنظر إليه المرأة بتوتر

"والديها كذلك مفقودين لذا هي بالطبع مفقودة"
تحدثت المرأة ببعض التوتر بينما تمسح يديها ببعضها

"اعذرني و لكننا لم نتعرف!"
ابتسم تشانيول بتكلفٍ ليمد يده حتى يصافحها و هيَ فعلت المثل

"بارك تشانيول"
تشكلت حلقة دائرية بفمها بينما تومأ بتفهم

"أنتما من منزل بارك! حسنًا أستطيع التنفس الآن"
تحدثت بينما تقهقه ترسل توترها بعيدًا ليبتسم تشانيول لها بخفة

"أنتم جيران بالفعل، هل كنتم تعتنون ببيري أثناء غياب والديها! هذا حقًا لطيف لقد ظن أهلُ المدينة أنها اختفت كوالديها بعدَ عودة تلك اللعنة"

ضحكت و لم يبادلها أحدٌ هذا الضحك لأن بيكهيون أخفضَ وجهه بإحراج و تشانيول أحكم قبضة يده يمنع ذاته من توجيه لكماته إلى فمها حتى تفقد القدرة على التحدث

"ياه! أخي ليسَ لعنة"
تحدثت بيري بينما تحيط خصر بيكهيون بذراعيها، تنظر إلى تلك المرأة بعقدة حاجبيها

تعجبت المرأة أولًا لطريقة تحدثها بوقاحة و ثانيًا لحديثها الذي لم تصدقه

"عزيزتي أنتِ لا تعلمينَ شيئًا ما زلتِ صغيرة لذا لا تتحدثينَ بتلك الأمور"
تحدثت المرأة بابتسامة ودودة و حينَ كانت على وشك أن تمرر يدها فوق شعرها صفعت بيري يدها

"لا تتحدثينَ عن أخي بالسوء"
مرر بيكهيون يده فوق وجنتها بهدوءٍ حتى تصمت

"بيري!"
همسَ بيكهيون مخفضًا وجهه لترفعَ له وجهها بعينين دامعتين و شفتين مرتجفتين فهي على وشك البكاء

"أخبرها اوبا! أخبرها أنكَ لستَ لعنة"
تحدثت ببكاءٍ لتتبدل ملامح تلك المرأة بينما تنظر إلى بيكهيون

أطرافها التي ارتعشت قبضت بها على ملابسها لبعض الوقت بينما تنظر بكل جهة عدى الجهة التي يمكث بها بيكهيون

"أبانا الذي في السماء..."
تمتمت بصوتٍ خافت لتلتفت ببطءٍ فكما يبدوا لهم الآن هي عاجزة عن المشي بسبب ارتعاش جسدها

توقفت حينَ توقف هذا الجسد أمامها يمنعها عن التحرك لتُبقي وجهها منخفضًا بينما تذكر بعض التراتيل و الصلوات بجسدٍ مرتعش حتى توقفت و لكنها لم ترفع رأسها كذلك

"دعني أذهب و لن أخبر أحدًا أقسم"
تحدثت بنبرة مرتعشة تقبض على ثوبها بكفيها

"لن أدعكِ تذهبينَ حتى تنظرين إلي"
تمتمَ بصوتٍ هادئ لتصدر منها شهقة باكية و بعدَ عدة ثوان رفعت وجهها إليه ببطءٍ حتى تلاقت عينيها الباكية مع خاصته

نظرت إليه لبعض الوقت دونَ تحدث
هكذا كان الحال لبضع ثوانٍ حتى تحدثَ بيكهيون

"لا أملكُ حوافرًا و قرونًا هل أبدوا لكِ كشيطانٍ سيدتي!"
تحدثَ بأعينٍ دامعة بينما تنظر المرأة إلى وجهه دونَ تحدث

"ال-الشياطين التي تسكنُ الأرض لا- لا تحملُ مظهرًا سيئًا بل تحملُ مظهرًا رائعًا لتغوي به ال-البشر"
تحدثت بتوترٍ ليقهقه بيكهيون بعدم تصديق

"ترددون ما يكرره الجميع كالبغبغاء، إذًا أنتِ تعترفينَ بأنكِ قبيحة هل أنتِ كذلك!"
تراجعت المرأة خطوة إلى الخلف بخوفٍ لاندفاع بيكهيون إليها

"إن لم تكوني قبيحة فهذا يعني أنكِ شيطانٌ كذلك"
تحدثَ بابتسامة جانبية ثم حركَ رأسه إلى الجانبين فلا فائدة من الحديث مع أهل تلك المدينة هم استبدلوا عقولهم بمؤخراتٍ حينَ ولدوا

تراجع يعود إلى بيري يُقبل وجنتها بلطفٍ ثم نظرَ إلى تلك المرأة المتجمدة بمكانها

"هل لديكِ أطفال؟"
تسائل لتعيد عينيها إليه بينما تومئ بهدوء

"لتصلي شكرًا للرب أنهم وُلدوا ليجدوا والدة مُحبة و والدٌ لا يلقبهم بالشياطين حتى صدق صغار العقول كونهم كذلك"
كانت أعينه دامعة بينما ينظر إليها ليصعد إلى السيارة و تشانيول انطلقَ بها تاركينَ تلكَ المرأة متجمدة بمكانها

خلل تشانيول أصابعه بأصابع بيكهيون الذي يجلس بجانبه ليلتفت بيكهيون إليه

"أحسنتَ عملًا"
تحدثَ بابتسامة مُحبة ليبادله بيكهيون بأخرى شاحبة فجسده ما زال يرتعش من الخوف

حينَ وصلوا إلى المنزل أخرجَ بيكهيون المفاتيح ليضعها بيد بيري التي انطلقت فورًا إلى المنزل تسبقهُ إلى الداخل

وقفَ بيكهيون ينظر إلى تشانيول ثم إلى الحي الخالي من أي شخصٍ سواهما فالجميع قد عادَ لتلك العادة القديمة بجعل صغارهم لا يغادرون المنزل سوى بأوقات المدرسة فقط

"ألن تعطيني مفاتيحًا لمنزلك كذلك! لأنني سأرتادُ إليه كثيرًا"
تحدثَ تشانيول بينما يستندُ بظهره على السيارة أمامه لينفي بيكهيون بابتسامة مائلة

"اقفز من النافذة"
ضحكَ تشانيول ليومأ له ثم سحبَ خصره ليلتصق بيكهيون به

توتر بيكهيون بينما ينظر حوله محاولًا دفع تشانيول عنه بكافة الطُرق فآخر ما يرغب به بالفعل أن يرى أحدهم تشانيول برفقته و بهذا الوضع

"تشانيول!"
موضعَ بيكهيون أصابعه فوق صدره ليحاول دفعه بخفة و لكن تشانيول متشبثٌ به بقوة

"انظر إلي"
تحدثَ بهدوءٍ ليتوقف بيكهيون عن دفعه مخفضًا رأسه يشعر بضربات قلبه تتصاعد

موضع تشانيول أصابعه أسفل ذقنه يرفعه بهدوء و بيكهيون انصاعَ لفعلته يرفع عينيه القلقتين إليه

"أنا بجانبك ملاكي، سيكونُ كل شيءٍ بخير
هل تثقُ بي؟"
أومأ بيكهيون بهدوءٍ ليميل تشانيول برأسه ملتقطًا شفتيه يقبله بهدوء

"أحبك"
همسَ تشانيول أمام شفتيه لتنموا ابتسامة ثملة فوقَ شفتي بيكهيون الذي أوصل شفتيهما مجددًا بابتسامة تعلوا شفتيه ثم ابتعدَ لحاجته إلى الهواء

ابتعدَ بيكهيون خطوتين للخلف قبلَ أن تتصاعد رغبته لتطالب بالمزيد ليضع خصلات شعره خلف أذنيه بخجلٍ و تشانيول راقب تلك الظلال الوردية التي احتلت وجنتي حبيبُه بابتسامة مُحبة

"ماذا ستفعل اليوم!"
تسائل بيكهيون يقطع تلك النظرات التي يوجهها تشانيول إليه لأنه إن استمر بفعل ذلك سينفجر وجهه بسبب خجله

"سأذهب لأبدل ملابسي و ربما أحصل على بعض الوقت برفقة عائلتي لأن والدتي باتت تتذمر كثيرًا ثم بعد ذلك سأهرب من منزلي لأمكث بأحضان حبيبي حتى الصباح"

ابتسمَ بيكهيون ليقترب طابعًا قُبلة رقيقة فوق وجنته ليبتعد

"أراكَ بالمساء إذًا"
سحبَ بيكهيون خطواته إلى المنزل ليلوح إلى تشانيول قبلَ أن يُغلق الباب و تشانيول صعدَ إلى سيارته مجددًا يركنها أمام منزله ثم ترجل منها يتجه إليه

أغلقَ الباب ليأخذ خطواته مرورًا بغرفة المعيشة إلى الأعلى قبل أن يوقفه صوت والدته

التفتَ إلى النداء ليجدها تجلس مع امرأة أخرى و فتاة يافعة ليلعن بداخله إنها المرة الخماسة بالاسبوعين السابقين الذي تفعل فيه والدته ذات الشيء

"تقدم بني"
التفتَ بعينيه إلى هينري و سيهون يجلسان أمام التلفاز بجانب غرفة المعيشة ليضحكان بينما ينظران إليه و تشانيول قلبَ عينيه لسخريتهما

"اجلس تشانيول"
تحدثت والدته ليبتسم تشانيول بتكلف

"ارغب بتبديل ملابسي"
تمسكت والدته بيده لتُجلسه بجانبها

"هل عدت للتو من عملك بني؟"
تسائلت المرأة الأخرى ليبتسم تشانيول لها بينما يومأ بتكلف

"ماذا تعمل؟"
خرجَ صوت ضحك سيهون عاليًا ليضربه هينري بكتفه

"الفيلم... إنه مضحكٌ للغاية"
برر سيهون حينَ نظرَ إليه الجميع ليقهقه تشانيول بينما يحرك رأسه إلى الجانبين

"أعمل بشركة جدي"
أجابَ سؤالها لتبتسم المرأة بخفة

"أنتَ مالكها إذًا"
نفى تشانيول ليمد يده يلتقط قطعة الكعك يضعها بفمه ليعيد ظهره إلى الخلف

"لستُ مالكها سأعيدها إلى جدي قريبًا"
نظرت إليه والدته باستنكارٍ لتقهقه بتوتر بينما تنظر إلى المرأة

"هو يقول هذا لأنني طلبتُ منه هذا قبل فترة
كنتُ أرغب بمغادرة المدينة لهذا طلبتُ منه فقط أن يترك كل شيء و هو لا يرد كلمتي"

ابتسمت المرأة بودٍ لتومأ بتفهم

رفعَ تشانيول عينيه إلى الفتاة التي أخفضت وجهها فورَ أن التقت عينيها بخاصته هو يقسم أنها كانت تتفحصه للتو لماذا تدعي الخجل!

بعد حديثٍ طويل و ممل اقتربت الفتاة من أذن والدتها لتضحك والدتها بخفة ثم نظرت إلى تشانيول

"إنها تقول أنك وسيم لماذا لا تتحدثان!"
ابتسم تشانيول بتصنع ليرفع حاجبيه

"اوه! سيهون وسيم و هينري كذلك"
التفتَ إليه كلاهما بصدمة هل يحاول توريطهما!

"أنا مثلي الجنس"
تحدثَ سيهون ليتبعه هينري
"و أنا كذلك"
نطق بها هينري لتنظر الفتاة إليهما باشمئزاز ثم عادت بعينيها إلى تشانيول بابتسامة

"و-أنا كذلك"
نطقَ بها تشانيول ليلتفت إليه هينري و سيهون مجددًا بصدمة هل هو قالَ هذا حقًا!

عم الصمت بالمكان لتضحك والدة تشانيول

"هوَ جيدٌ بالمزاح هو فقط يجاري أقاربه-"

"لستُ أفعل أمي... هذا ليسَ مُزاحًا"
نظرت والدته إليه بنظرة صارمة ليعود تشانيول بعينيه إلى الفتاة ثم اقترب منها حتى أصبح جالسًا أمامها

مد كفه أمامها ليشير إلى أصابعه و هي تبعته بعينيها

"هذا لكلانا لقد وضعته مسبقًا، هناكَ واحدٌ آخر و لكن لا يمكنني أن أريكِ إياه إنه له فقط"
غمزَ بنهاية حديثه لتتوتر الفتاة ثم نظرت إلى والدتها

"هو جميلٌ للغاية، ولا يدعي الخجل بل يُصبح لطيفًا للغاية حينَ يخجل، جريءٌ للغاية و طائشٌ و يتصرف بطريقة مجنونة و لكن أمامي يصبحُ طفلًا و هذا ما يعجبني به

حينَ تتسلل أشعة الشمس إلى ملامحه المنزعجة تعطيه مظهرًا ملائكيًا لا يُقاوَم
و ضوء القمر لا يُعطيه سوى مظهر النجوم بالسماء هو جميلٌ بكل حالاته
حينَ يضحك، حينَ يبكي، و حينَ يغضب علي كذلك يصبُح مثيرًا للغاية"

"سيدة بارك! ما الذي يتفوه ابنك به؟"
نطقت السيدة بغضبٍ تقاطع حديثه ثم نهضت ليرفع وجهه إليها بابتسامة جانبية

"هوَ- هوَ فقط ليسَ بخير لقد كان يمر بفترة عصيبة مؤخرًا"
لم تستمع المرأة إليها بل سحبت يد ابنتها بالقوة متجهة إلى الخارج

تابع تشانيول والدته التي ذهبت خلفها تحاول شرح الأمر و لكن بلا فائدة ليتنهد بينما يحرك رأسه إلى الجانبين بيأس، يستمع إلى خطوات والدته التي تتقدم بشكلٍ سريع و هو يعلم جيدًا ما التالي و لكنه لا يُبالي

و كما توقع شعر بلسعة قوية جعلت وجهه يلتف للجانب قسرًا لتتمسك والدته مباشرة بياقته بغضب بينما تبكي

"ما الذي فعلتُه لك لتفعل بي هذا!
ما الذي حدثَ لك تشانيول!"
انتحبت باكية بنهاية حديثها ليتنهد تشانيول

حولت عينيها الباكية إلى هينري بغضب

"أنتَ السبب أيها النكرة بسببك هوَ أصبحَ هكذا هل أنتَ سعيدٌ الآن!"

حرك هينري رأسه إلى الجانبين بيأس ثم رفعَ كفيه باستسلامٍ يُنهي هذا النقاش الذي يتكرر كل يوم إلى هذا الحد لينسحب من المكان

"أمي! توقفي عن تعقيد الأمور أرجوكِ
بيكهيون ليسَ-"
تلقى صفعة مجددًا حينَ نطقَ بإسمه ليقضم سفليته بقوة قبل أن يفقد اعصابه ثم نهض بغضبٍ صاعدًا إلى غرفته

"زوجة خالي!"
تحدثَ سيهون حينَ صعد تشانيول لتحول عينيها إليه

"تشانيول ليسَ طفلًا و هذا ما قصدته يومًا حينَ أخبرتك ستصبحينَ امرأة تعيسة إن انقلبَ عليكِ، أنا لا أسخر أقسم تعلمين أنني لستُ كذلك و لكن أنتِ تهولينَ الأمر هو-"
كانَ سيُكمل حديثه لولا أن قاطعته متقدمة إليه بغضب

"توقف عن الحديث، ولا تخبرني أبدًا أنني مخطئة أيها الطفل هل فهمت!
إن لم يتخلى ابني عن تلك اللعنة بإرادته فأنا أعلمُ جيدًا كيفَ أخلصه منها"
ألقت حديثها بغضبٍ لتغادر غرفة المعيشة و سيهون حركَ رأسه بعدم تصديق تلك المرأة مجنونة حقًا

توقف تشانيول أمام المرآة يتفحص هذا الخدش الذي أحدثته أظافر والدته بوجهه بالخطأ

جلسَ على السرير ليتمسك بهاتفه حتى يبعث رسالة لبيكهيون فهو نسي حتى أن يسأله أي واحدة هي نافذته

"مرحبًا!"
أرسلها تشانيول و بعد عدة دقائق أتاهُ الرد

"الأحباء لا يبتدأون حديثهم بمرحبًا أيها الراهب تحدث!"
قهقه تشانيول ليحرك رأسه إلى الجانبين بيأس

"لن آتِ من النافذة فأنت لم تخبرني أي واحدة هي خاصتك، سأتحدث معكَ حينَ أصل لتفتح لي الباب"

"كلا! مِن النافذة"
عقدَ تشانيول حاجبية بتعجب
هوَ لا يعرف أي واحدة له كيفَ سيقفز إليها

"سأغلق أضواء جميع النوافذ بالمنزل عدا نافذتي"
ابتسمَ تشانيول لينهض حتى يُحضر معطفه ثم ألقاه من النافذة ليقفز خلفه

كانَ ينوي أن يمضي بعض الوقت مع عائلته اليوم و لكن بعد ما حدث هوَ لن يستطيع أن يُري والدته وجهه لوقتٍ لا يعلمه فشجارهما تلك المرة لم يكن هينًا إنها المرة الأولى التي تصفعه فيها والدته منذُ ولادته و لكنه تجاهلَ هذا تمامًا

وصلَ إلى منزل بيكهيون ليتنهد فجميع نوافذ المنزل مضاءة ألم يُخبره أنه سيضيء نافذته فقط!

"هناكَ أكثر من نافذة مُضائة!"

أرسلَ هذه ليرسل بيكهيون وجهًا مصدومًا بعد عدة دقائق

"لماذا الآن! بيري لا زالت مستيقظة، انتظر ألم تخبرني ستمضي الوقت برفقة عائلتك و سنلتقي بالمساء!"

"حدثَ تغييرٌ بالخطة هل أغادر!"

"سأفتح لك الباب"
أرسلها بيكهيون ليقلب تشانيول عينيه فهذا ما طلبه من البداية لماذا يعانده إذًا!

بعدَ عدة دقائق كانَ من فتح الباب هي بيري التي عانقته بقوة لتتمسك بيده تسحبه إلى الداخل

"اوبا! لنشاهد هذا سويًا"
جلست بجانب تشانيول على الأريكة تدعوهُ أن يشاهد معها التلفاز

ابتسمَ تشانيول لها ليبحث بعينيه عن بيكهيون حتى التقطه يخرج من المطبخ بقطع الكعك المُحلى و بعض الطحينَ فوق أنفه

قهقه تشانيول حينَ جلسَ بيكهيون بجانبه ليرفع بيكهيون حاجبيه بينما يناول بيري كعكة فهو ظن أن تشانيول يسخر منه لأنه يصنع الكعك لاخته الآن

أخرج تشانيول هاتفه ليلتقط له صورة و هي خرجت مثالية بسبب عبوس بيكهيون ليضع هاتفه بجيبه مجددًا ثم مرر أصبعه فوقَ أنف بيكهيون ليعرضه أمامه و بيكهيون شهقَ ليفتح كاميرا هاتفه حتى يراقب مظهره

ضحكَت بيري و تشانيول تبعها فمظهر بيكهيون كانَ لطيفٌ و مضحك

أزالها بيكهيون ليلتقط قطعة الكعك يقربها إلى ثغر تشانيول الذي ابتسم له بلُطفٍ ثم تمسك بأصابعه يقرب القطعة إلى فمه دون إغلاق عينيه التي تنظر إلى الآخر بحب

ابتسم بيكهيون حينَ قبّل تشانيول أصابعه ليسحبها بهدوءٍ بينما ينظر إلى اخته التي تتابع التلفاز و تتناول الكعك بتركيزٍ تام

"هكذا أفضل"
أشار تشانيول إلى مكان اللوحة التي أزالها بيكهيون ليضع أحد اللوحات التي اشتراها مكانها

"أجل.. ولكنني لا أريد تلك اللوحة أريد لوحة أخرى"
تحدثَ بيكهيون مقتربًا من كتف تشانيول ليضع رأسه فوق كتفه بالقرب من أذنه

"هل نذهب إلى أحد المعارض غدًا!"
تسائلَ تشانيول ليعقد بيكهيون حاجبيه ثم عض أذنه بخفة و تشانيول قهقه بألمٍ لفعلته

"راهبٌ أحمق!"
همسَ بجانب أذنه لينظر تشانيول إليه

"ماذا! ما الذي فعلته!"
تسائل بلطفٍ يراقب عقدة حاجبي بيكهيون

"أريدُ لوحتك"
تحدثَ بعبوسٍ ليحرك تشانيول عينيه

"لا لوحات لدي هل تقصد الرسومات!"
رفعَ بيكهيون إحدى حاجبيه مستنكرًا

"لوحاتك أسفل السرير، أقصد تلك خاصة يوم الكنيسة"
رفع تشانيول حاجبيه له هل يفتش بأغراضه!

"ياه! هذا كانَ خاصًا لماذا قمتَ بفتحه؟"
عقدَ بيكهيون حاجبيه بغضبٍ ليقترب من أذنه حتى يهمس

"خاصًا! مؤخرتي كانت خاصة أيضًا لماذا قمتَ بفتحها؟"
لم يستطع تشانيول كتم ضحكاته ليخفض رأسه بينما يضحك و بيكهيون نهض ليمد يده إلى بيري

"هيا بيري إنه وقت النوم"
عبست بطفولية لتنظر إلى تشانيول حتى تتودد إليه لتجعل شقيقها يوافق على جلوسها قليلًا و لكنه كانَ مشغولًا بالضحك

"اوبا! الفيلم لم ينتهي بعد"
تحدث بعبوسٍ ليرفع بيكهيون حاجبيه و هي تنهدت لتنهض

"تُصبح على خير تشانيول اوبا"
رفع تشانيول وجهه بابتسامة ليردها إليها ثم نظر إلى وجه بيكهيون ليضحك مجددًا و بيكهيون قلبَ عينيه ليتركه و يذهب

حينَ تأخرَ بيكهيون نهض تشانيول يوزع نظراته بهذا المكان، هو يحتاج إلى الكثير من التغييرات حتى يصبح مناسبًا و مريحًا بالنسبة لبيكهيون و هو سيفعل هذا لأجله بالطبع

هو فكرَ أن هذا الركن مناسب لالتقاط بعض الصور لثلاثتهم ليضعها أسفل لوحتهم التي لا يعلم كيفَ رآها بيكهيون حتى

ليسَ و كأنه لم يرغب بأن يريه إياها و لكنه يشعر أنها ما زالت تحتاج إلى بعض التفاصيل يشعر بأنها ليست مُكتملة و ينقصها شيءٌ ما و لكنه يجهل ما هو لهذا لم يعرضها له

أخذَ خطواته بالمنزل ليتجه إلى هذا المكان الذي يمقته بيكهيون كثيرًا ما زالَ يتذكر حديثه عنه ليفكر أنه أكثر مكانٍ يحتاج إلى التغيير بهذا المنزل

نظرَ حوله و حينَ لم يجد أثرًا لبيكهيون أخذَ خطواته إلى الأسفل فوق السلالم التي تؤدي إلى القبو

فتحهُ بهدوءٍ حتى لا يُصدر بابه صوتًا فتلك الأبواب القديمة تصدر أصوات صريرٍ مزعجة و تسائل بنفسه لماذا قامَ هذا الرجل بتغيير كل شبرٍ بالمنزل دونَ الاقتراب إلى هذا المكان!

هوَ مظلمٌ للدرجة التي تجعله لا يرى شيئًا لذا تمسكَ بهاتفه حتى يضيء مجال الرؤية أمامه

اصطدمَ بشيءٍ بالأرض ليسلط الضوء عليه و لم تكن سوى أصفادًا تحملُ بعض الدماء فوقها استطاع رؤية ذلك بوضوح حينَ تمسكَ بها ليتركها فورًا

تنهد حينَ سلط الضوء على الحائط الذي يحتوي على أدوات تثبيت و سوط كذلك هذا الرجل مريضٌ حقًا و هذا المكان كابوسٌ بحق، يالبيكهيون المسكين!

سرقَ انتباهه تلك النقوش على الحائط ليقترب حتى يسلط الضوء عليها

-بيون بيكهيون-
-بيكهيوني ليسَ شيطانًا-

ابتسم تشانيول بخفة ياله من فتىً لطيف قست عليه تلك الغابة التي ولد فيها بلا ذنب

عقد حاجبيه بخفة حينَ وقعت عينيه على أحد النقوش التي صُنعت بخطٍ رثٍ بالطبع يعود لطفولة بيكهيون و هذا كانَ ألطفُ شيء قد يراهُ بحياته

-بيكهيوني يحب فتى الكنيسة-
ابتسمَ تشانيول بتوسعٍ حينَ وقعت عينيه على هذا ليتحسسه بلطف

"و فتى الكنيسة عاشقٌ لبيكهيوني"
تمتم تشانيول بهذا بينما يتحسس ما كتبه بيكهيون على الحائط ثم نهض عائداً إلى الخلف حتى يراه بزاوية بعيدة بعض الشيء و لكن اصطدم بشيءٍ بدأ بالتأرجح خلفه لينتفض بخفه

التفتَ يوجه الضوء إلى ما اصطدم به ليوسع عينيه بينما يعود إلى الخلف بفزع ليصاحب سقوطه سقوط بعض الأشياء التي أصدرت صوتًا عاليًا و هاتفه الذي انطفأ يعيده إلى الظلام

و ما لبث أن سمعَ أصوات الاقدام التي تهرول إليه و صوت بيكهيون يصرخ بإسمه بفزع

"تشانيول!"
نداء بيكهيون الفزِع أوقف صدره الذي يرتفع و ينخفض بفزعٍ ليجيبه بصوتٍ ضعيف

"هل أنتَ هنا؟"
تسائل بيكهيون بصوتٍ مرتجف حينَ دخل إلى القبو

"بيكهيوني!"

"انتظر هناكَ أضواءٌ هنا سأشعلها"
كانت خطوات بيكهيون البطيئة دالة على بحثه عن الأضواء بحذرٍ ليشتعل ضوءٌ خفيف بالمكان و بيكهيون وقعت عينيه سريعًا على هيئة الجالس بالأرض ليركض إليه فورًا حتى يعانقه

"ما الذي جلبك إلى هنا بحق الجحيم تشانيول!"
تسائل باكيًا و حين شعرَ بنبضات قلب تشانيول العنيفة ضد صدره و صمته المخيف ابتعدَ ينظر إلى وجهه الذي لم يزده سوى قلقًا

التفتَ بيكهيون ببطءٍ إلى ما ينظر تشانيول إليه لتتوسع عيناه بصدمة فورًا

فما لم يتوقعه هو رؤية مظهر جثة معلقة لزوجة والده و جسدها المتدلي بالهواء

خارت قواهُ ليجلس على الأرض بينما ينظر إليها بأعينٍ دامعة لوقتٍ طويل و حتى يد تشانيول التي تسللت إلى يده تتمسك بها لم تخرجه من تلك الحالة

"لا!"
تحدث بصوتٍ ضعيف

"لا يمكنكِ أن تموتي هكذا و اللعنة لا يمكن"
هوَ يبدوا و كأنه غائبٌ عن الوعي بينما ينظر إليها بأعينٍ باشرت بذرف الدموع دون أن يرمش حتى

سحبَ يده من يد تشانيول لينهض بخطواتٍ متثاقلة يغادر هذا المكان حتى صعدَ إلى الأعلى ليجلس على الأريكة بينما يغطي ثغره بكفيه

تبعهُ تشانيول ليرفع بيكهيون عينيه الدامعتين إليه بنظراتٍ مُبهمة تحمل القليل من الغضب و الكثير من الخوف

"اذهب"
تحدثَ بيكهيون بنبرة صارمة و قبل أن يتحدث تشانيول نهضَ بيكهيون ليدفعه بقوة لا يعلم حقًا من أينَ اكتسبها و بكل دفعة كانَ يعود تشانيول إلى الخلف حتى اصطدم بباب المنزل

"بيكهيون!"
تحدثَ تشانيول حينَ دفعه بيكهيون إلى خارج المنزل

"ابتعِد عني"
صرخَ به بيكهيون حينَ أصبحا بالحديقة يسحب ذراعه من يد تشانيول بذات القوة

حركَ بيكهيون عينيه ليلاحظ وجود بعض الناس خارجًا إنها المرة الأولى التي يخرج من منزله ليجد أهل الحي موجودين به

خرجَ يتوقف أمامهم فالجميع قد تصنم بمكانه بالفعل لسماع صوت الصراخ القادم من هذا المنزل

"ماذا!"
صرخَ بأعلى صوته لينظر إليه الجميع بذهول

"ألا ترون اللافتة و اللعنة!"
ضربَ بيده فوق اللافتة التي تحمل اسم مالك المنزل

"ما الذي يفعله هذا الأحمق! أينَ تشانيول"
تسائلَ سيهون بجانب أذن هينري فجميع من بالمنزل خرجَ لمشاهدة ما يحدث

"منزل السيد بيون...و هذا أنا لعنتكم أيها الحمقى
هذا أنا بيون بيكهيون"

خرجَ تشانيول لينظر بقلقٍ حوله، ما يحدث ليسَ جيدًا، ليسَ جيدًا أبدًا

حسنًا هو يرغب بأن يعرف الجميع بوجود بيكهيون و لكن ليسَ بتلك الطريقة، ليسَ و هو بتلك الحالة

"ما بالُ الجميع يخرج ليشاهد! ألا تخافون اللعنة!
من ينظر إلى ابن السيد بيون تنتقل إليه لعنته
من يقترب من منزل السيد بيون سيحترق
من ينطق بإسم ابن السيد بيون ستصيبه اللعنة
إنه بيون بيكهيون لتتذكروه جيدًا-"

"بيكهيون..."
تمسك بذراع بيكهيون في محاولة لإيقافه عن التحدث يشاهد الجميع يهمس حوله و لكن بيكهيون دفعه ليرتد إلى الخلف

"ابتعِد"
صرخ بوجهه و لكن صراخه كانَ مبحوحًا و كأن أحدًا يضغطُ على عنقه و يمنعه من إخراج الكلمات له

"تعايشوا مع هذا الشيطان أو اقتلوه و اللعنة"
عادَ للصراخ موجهًا حديثه إليهم مجددًا بينما يبكي بألمٍ و حينَ كرر تشانيول الإمساك بذراعه أوشكَ على دفعه و لكن الآخر كانَ أسرع منه بسحبه إليه

أحاط خصره بإحدى ذراعيه ليحاوط خده بكفه يقرب وجهه و جسده إليه

بجسدٍ مرتعش و أعينٍ تملأها الدموع كانَ ينظر بيكهيون إليه و هوَ لم يكن استمر بالنظر إليه عينيه بينما هم بهذا القرب متجاهلًا الجميع حوله

و ها هو أمام العيون المتوسعة التي تراقبهم يغلق عينيه ليصل شفتيهم بعمق دون تحرك

متجاهلًا للشهقات حوله و حديث أحدهم العالي بقوله
لقد حلت اللعنة على منزل بارك
و تمتمة غيره بـ لقد لُعنوا منذ الأزل
حركَ شفتيه يعمق تلك القُبلة أكثر لا يهمه شيء سوى إرسال الدفئ إلى شفتي حبيبه التي جفت و تجمدت بهذا البرد

دموع الأصغر التي تخللت تلك القُبلة لم تزده سوى رغبة في تعميق تلك القُبلة و ها هوَ يفعل

و حينَ فصلَ تلكَ القُبلة العميقة باشر بوضع القبلات فوق عيني حبيبه المبتلة بأثر دموعه

"توقف ملاكي"
همسَ بها بينما يستند بأنفه ضد وجنة الأصغر الذي لم يتوقف عن البكاء عاجزًا عن النطق بكلمة

"ابتعِد عني تشانيول أرجوك"
تحدثَ بصوتٍ مبحبوح ليقضم تشانيول سفليته بينما ينفي له

"استمِع إليهم جيدًا يقولون أنكَ مصابٌ باللعنة، إنهم محقين تشان"
كرر بيكهيون حديثُ من حولهم ليستمر تشانيول بتحريك رأسه إلى الجانبين بهدوء

"أنا مصابٌ بحبك و حبك ليسَ لعنة
حبك جنة لن تراها قلوبهم الحالكة بالسواد حبيبي"
شهقَ بيكهيون ببكاءٍ ليتحدث مجددًا بنبرة مهتزة

"ابتعِد عني أنا اؤذيكَ تشانيول"
بكى تشانيول كذلك لدموع حبيبُه التي تؤلم قلبه بشدة

"ابتعادي عنكَ هو الأذى الوحيد لي ملاكي أرجوك!"

بضعفٍ ألقى بيكهيون رأسه فوق كتف الآخر باكيًا يُفرغ بكائه ليخلل أصابعه بشعره يشد عليه برفقٍ يواسي بكاء الأكبر

"أنقذني تشانيول"
همسَ بها بصوتٍ ضعيف ليوثق تشانيول عناقه به

"أنا هنا ملاكي لا تقلق"

كانَ الجميع يراقب بذهولٍ ما يحدث، هناك من باشر بإلقاء التراتيل و الصلاة و هناكَ من اندفعَ ليقترح التصرف و التخلص من اللعنة الآن و نهاية حديثهم كانَ عدم التصرف قبل العودة إلى قس المدينة فلربما أذيتهم له تزيد الأمر سوءًا

استمرَ تشانيول بمعانقة بيكهيون أكثر إلى جسده حتى لا يستمع إلى ما يهذي به هؤلاء و قبلَ أن ينتهي حديثهم سحبه تشانيول إلى المنزل مجددًا ليغلق بابه ثم جلسَ على الأريكة يُجلسه بأحضانه كطفلٍ صغير يواسي بكائه

و بعدَ نصف ساعة انتفضَ جسد بيكهيون حينَ سمع صوت الطرق على الباب لينهض تشانيول حتى يرى من خلف هذا الباب

و لم يكن سوى هينري و جده ليسمح لهم بالدخول

جلسَ أربعتهم لبعض الوقت دون تحدثٍ تشانيول يجلس بجانب بيكهيون بينما بتمسك بكلتا يديه و هينري ينظر إلى جده منتظرًا منه أن يتحدث و لكنه يراقبهم فقط

"جدي! أنا و بيكهيون انفصلنا بالفعل و تشانيول يحبه قبل أن افعل أنا حتى، كل ما بالأمر أنه-"
كانَ هينري يحاول تبرير الموقف الصادم الذي حدثَ بالشارع قبل قليل و لكن حينَ نظر جده إليه هو ابتلعَ حديثه

"هل أبدوا لك كأحمق لا يعرفُ شيئًا؟"
تسائل الجد ليَخفض هينري رأسه بينما ينفي بخجل

عادَ الجد بعينيه إلى بيكهيون و تشانيول بنظرة صارمة

"هل هذه هي الطريقة التي تخبرون بها الجميع عن قصة حبكما العظيمة!
هل تعلمون ما سيحدث الآن؟ سيتناقل الجميع حديثًا جديدًا عنوانه ابن السيد بارك مصابٌ باللعنة
و عشر سنواتٍ أخرى حتى تثبتون العكس إن استطعتم"

نظرَ هينري إلى جده بصدمة هل جده كانَ يعرف بشأن علاقتهما!
هل لهذا السبب جعل بيكهيون يمكث مع تشانيول متعمداً!

"جدي.. لقد انفعلَ بيكهيون فقط و-"

"هناك جثة بقبوي"
تحدثَ بيكهيون قاطعًا حديث تشانيول بشرودٍ لينظر إليه الجميع

رفعَ بيكهيون عينيه الدامعتين إلى الجد ينظر إليه لبعض الوقت

"زوجة والدي"
شهقَ هينري ليضع يده فوق ثغره و الجد استمر بالنظر إلى بيكهيون بصدمة

"كيف-كيفَ حدث هذا هل تشارجتما؟"
تسائل خوفًا من ان يكون بيكهيون هوَ من فعل هذا

"كلا! لقد انتحرت بقبوي دونًا عن العالم أجمع"
قهقه بيكهيون بسخرية لأنه يعلم نية تلك المرأة جيدًا لم تستطيع إيذائه بحياتها أكثر فانتقلت إلى الطريقة الأخرى و هي إيذائه بموتها

"إن كانت منتحرة فقط لتُبلغ الشرطة أنتَ متأكدٌ أنها انتحرت أليسَ كذلك!"
تسائلَ هينري ليضحك بيكهيون

"أجل أجل... هذا ما سيحدث
ستأتي الشرطة إلى منزلي ليرى أهل المدينة جثة المرأة التي يظنون أنها مفقودة بينما هي لقيت حتفها داخل منزلي من سيصدق بعد الآن أنني لستُ شيطانًا! يالها من امرأة ذكية"

نهضَ بيكهيون بنهاية حديثه يلتقط مفاتيحُ المنزل ثم التقطَ معطفه

"خذ بيري إلى منزلكم ولا تُخرجها حتى ينتهي هذا الأمر، هينري لتأتي معي"
عقد تشانيول حاجبيه لينهض حتى يتمسك بذراعه

"إلى أينَ ستذهب!"
تنهد بيكهيون ليُبعد قبضة يده عن ذراعه بخفة

"إلى قسم الشرطة"

"إذًا سأرافقك"
تحدثَ بغضبٍ لمحاولات بيكهيون العديدة بإرساله بعيدًا عن ما يحدث

"أنتَ ستظل برفقة بيري و انتهى الأمر تشانيول"
هسهس بيكهيون بغضبٍ يقابل عيني تشانيول المشتعلة كذلك بغضبٍ أكبر

سحبَ تشانيول المفاتيح من يده بالقوة ليلتقط معطفه

"هينري خذ جدي و بيري إلى منزلنا و أرسل إلي الفيديو الذي قمتم بتصويره مسبقًا"

التقطَ مفاتيحَ سيارته كذلك ليسبق بيكهيون الذي تبعه بينما يتذمر بغضبٍ و هو تجاهله ليُكمل طريقة حتى وصلوا إلى السيارة ليوقفه حديثه حينَ أخبره أنه لن يصعد معه

أحكم تشانيول قبضة يده بغضبٍ ثم التفتَ بعقدة حاجبيه إلى بيكهيون الذي ابتلع حديثه يبادله تلك النظرات بتحدي

تقدم تشانيول إليه و بيكهيون عادَ خطوة إلى الخلف بنظراتٍ خائفة ليفاجئ بكف تشانيول يتمسك بذراعه ليسحبه إلى صدره و حسنًا هو لم يتوقع هذا

هو ظن أن تشانيول سيلكمه لعناده و تذمره و لكنه لم يفعل! هو يمسح فوق شعره و ظهره الآن و ينثر قبلاته أعلى رأسه

"توقف عن دفعي هل فهمت!

أنا لن ابتعد و لن اتركك
لا تحاول حمايتي فأنتَ الملاك و أنا الحارسُ هنا
أنا المُطالب بحمايتكَ و ليسَ العكس
سأكونُ هنا لأجلك دائمًا ملاكي ارتمي بينَ ذراعاي و لا تفكر بشيءٍ آخر و توقف عن التفوه بالحماقات
هذا الفم لم يُخلق لتُلقي به الترهات كما تفعل الآن"

ابتعدَ قليلاً ليسحبَ وجه بيكهيون إليه يمتص شفتيه بلينٍ على الرغم من غضبه و هذا جعَل بيكهيون يستسلم لتلك القُبلة

"خُلق هذا الفم لأجعل صاحبه منتشيًا كلما امتصصتُ رحيقه و أشبعته بقبلاتي"
فتحَ بيكهيون عينيه الخدرتين ينظر إلى وجه الآخر المُبتسم بخفة

"اصعد إلى السيارة"
ابتعدَ يفتح باب السيارة لبيكهيون ليقهقه بخفة حينَ بدى بيكهيون كالشخص المُنوم مغناطيسيًا

أغلقَ تشانيول باب بيكهيون ليصعد سريعًا إلى بابه قبل أن يستفيق بيكهيون من مفعول تلك القبلة لينطلق بسيارته

أسندَ بيكهيون رأسه على المقعد بينما ينظر إليه لبعض الوقت ثم مرر أصبعه فوق وجه تشانيول تحديدًا هذا الخدش فهو قد لاحظه للتو

"ما هذا!"
تسائلَ بنبرة هادئة ليلتفت تشانيول إليه لثوانٍ ثم عادَ بعينيه إلى الطريق

"ألا تذكر ما هذا؟ لقد قمتَ بخدش وجهي حينَ كنا نمارس الحب ببيت الجدة"

حينَ لم يجد الرد من بيكهيون التفتَ ينظر إلى وجهه الخالي من التعبير و على الأغلب هو لم يصدقه

"الكذب عارٌ عليكَ أيها الراهب"
قهقه تشانيول ليحرك رأسه إلى الجانبين بيأس لما ما زال يدعوه بالراهب!

تمسكَ بيده ليطبع قُبلة دافئة فوقها

"أحضرت أمي إحداهن لأتزوجها و أنا رفضتها بطريقة وقحة"
قهقه بيكهيون ليعيد رأسه إلى الخلف

"هل رفعتَ لها اصبعك الأوسط!"
ضحكَ تشانيول لأن هذا ما فعله غير أنه لم يرفعه بل أشار إليه فقط

"ليسَ فعليًا و لكن أجل"
شاركه بيكهيون الضحك و تشانيول فكر أن كلاهما مختلان حقًا يبدوان كشخصين ذاهبين إلى نزهة

"لو لم تقابلني هذا اليوم بالكنيسة لكانت حياتك نعيمًا، رجلٌ بنظاراتٍ زجاجية، مثقفٌ و لطيف يعمل بإحدى شركات جده الكبيرة و يكسبُ منها الملايين، يرسمُ بوقت فراغه ما يُمليه عليه خياله، تحبه عائلته و يحبها، و ليسَ رجلٌ يخرجُ بعد منتصف الليل إلى قسم الشرطة حتى يخبرهم بوجود جثة بالقبو ليضعوه بأصفادٍ مع أحدهم كالمجرمين حتى يحققون بالأمر"

تنهدَ تشانيول ليوقف السيارة جانبًا ثم نظر إلى بيكهيون الشارد بملامحه ليقترب حتى ينزع عنه حزام الأمان ثم ابتعدَ يربت فوق فخديه

رفعَ بيكهيون حاجبيه ليُغلق تشانيول عينيه و يفتحها بلطفٍ يحثه على القدوم و هوَ وضعَ ابتسامة مائلة فوق شفتيه ليفعل ما طلبه منه

جلسَ بحجر الأكبر الذي مسحَ بإبهاميه فوق خديه ثم ابتعد يضع إحدى كفيه بمؤخرة رأسه يقربه إلى كتفه

"لو لم أقابلكَ هذا اليوم بالكنيسة لكنتُ أكثر الرجال تعاسة على وجه الأرض
رجلٌ تحركه عائلته كيفما تشاء، آلة تعمل لإسعاد الآخرين متجاهلة سعادتها

لو لم أقابلكَ هذا اليوم بالكنيسة لما أصبحتُ سعيدًا بيكهيون فسعادتي أنت
أخبرني كيفَ تتوقع أن أرسم بوقت فراغي دون إلهامي! أنا أستلهم الفن من جمال عينيك
يسعدني أن تُقيَد يدي بالأصفاد بجانب يدك فهذا ليسَ شيئًا جديدًا
لقد قيدتَ مشاعري و قلبي قبلًا فخذ يدي كذلك"

قهقه بيكهيون ليُبعد تشانيول رأسه عن كتفه ثم كوب وجنتيه بكفيه مبتسمًا له بتوسع و بيكهيون ضحكَ بقلة حيلة لحماقة الأكبر

"حبنا أبدي صنعه الرب، و ما صنعه الرب...!"
أنهى تشانيول حديثه بتساؤل منتظرًا أن يُكمل الآخر الذي قضم سفليته بعينين دامعتين

"لا يُفسده البشر"
تحدثَ بيكهيون بصوتٍ مهزوز ليطبع تشانيول قُبلة عميقة فوق شفتيه

"تمامًا ملاكي لن يُفسده بشرٌ أبدًا
تلكَ المرأة التي ترغب بإيذائك حية و ميتة هي بشر
من يرفض علاقتنا هم بشر
أهلُ المدينة هم بشر
والدكَ بشر و كل من يحمل قلبك خوفًا من إيذائه لنا هم بشر"

"م-ماذا لو من أراد أن يفرقنا هو الرب ذاته تشانيول!"
قرب بيكهيون وجهه أكثر منه يتنفس هوائه عن قُرب

"لم يجمعنا ليفرقنا ملاكي
حبنا مقدسٌ و الرب لا يضع شيءٌ مقدسٌ ليمحيه"

"و رب الذي أنبتَ حبكَ بقلبي من العدم لن يؤذيكَ أحدٌ و أنا بجانبك، ثق بي ملاكي"








-يُتبع-

-هاي لوز كنترول قربت تنتهي باي :(

-أي توقعات؟











أراكم قريبًا كونوا بخير 🖤

Continue Reading

You'll Also Like

180K 11.4K 31
حينما يقوم راقص التعري الصغير بمرافقة الرئيس بارك للمرة الاولى Chanbaek Mpreg
70.8K 4K 28
'أُريِد أخراجَ كُل هَذا التَعب الذِي يسَكن جسدِي عن طريِق البكَاء الصَراخ بمَكان مرتَفع،لكن لمّ يِحدث هَذا أبداً فقْط أذهَب لتَلك الغرفةَ المُعتمةَ ا...
554K 1.3K 14
طبيب نسا متخصص في الطب الجنسي... يتعرض للابتزاز بسبب فضائحه الجنسيه ... فيطلب الاستعانة من اصدقاؤه المقربين ... فهل يستطيع الخروج من المأزق ؟؟ تابعوا...
50.2K 516 3
يقال ان فقدان الذاكرة مرضاً و ابتلائا للنفس ، لكن أحيانا يكون النسيان نعمة فيما يتعلق الامر بماضٍ أليم و متعب متصلاً بحَاضرٍ و صدفة غريبة تجمعهما مجد...