غُربة روح

By Coldsnow5

84.9K 6.4K 8.8K

آمال بمُستقبل مُزهر تم سلبه من حياتهم بليلة مُظلمة إختفى حتى نور القمر منها ! تم وئد أحلامهم قبل رؤيتها للنو... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد و العشرين
الفصل الثاني و العشرين
الفصل الثالث و العشرين
الفصل الرابع و العشرين
الفصل الخامس و العشرين
الفصل السادس و العشرين
الفصل السابع و العشرين
الفصل الثامن و العشرين

الفصل الخامس عشر

1.2K 139 254
By Coldsnow5

√√√√√√√√√

ما استطعت تقبل فكرة موتك ، أحتاج أن أعيش طويلاً جداً ، ربما مئات الأعوام فقط لأتمكن من نطق اسمك أو أن أروي قصة عنك دون أن تنهمر أدمعي ! ..

دون أن أشعر بانقباض قلبي ، كيف يمكن للذكريات الثمينة أن تكون هي السبب بابتلاع روحي ببطء ؟

كيف أمكنك ترك كل هذه الندوب خلفك ؟ لا بل كيف تجرأ على الرحيل دون مُقدمات ! و بِلا أن يعترف قلبي بموتك ..

√√√√√√√√√√

الظلام كان طاغياً بكل أحكامه على المكان ، برودة الجو و الصمت كانا منسجمان بشكل تام معه ، كسيمفونية مكونة من ثلاثة مقاطع لا تصلح إلا بعزف كل أركانها معاً ..

نسمات الهواء الباردة كانت تُبعثر خُصلاته الشقراء بينما ثيابه التي يرتديها ما كانت كافية لردع تلك القشعريرة التي تهاجمه بين فنية و أخرى رفقة الهواء ..

و رغم كونه قادر على الشعور بكل هذا إلا أن شعور ما لديه يُخبره بوجود أمر خاطئ ، هنالك تفاصيل غير صحيحة بالمكان !

لا هو ألم يغفو بالغابة ذاتها التي اتجه لها هروباً من سماعه لتتة حديث هيروشي ؟ إذاً كيف بات مُستلقياً أمام البحيرة ؟

لم ينهض أو يحرك جسده حتى لكنه التف إلى يمينه حيث شعر بوجود شخص ما بقربه و عيناه اتسعت بشدة حينها !

شيء من الشحوب بان عليه فوراً لرؤيته ، زائره المُعتاد كان جالساً بِقُربه مُقلتيه كانتا تُحدقان بالبحيرة بسكون كبير ..

لكن على خلاف العادة هو ما كان مُخيفاً و لا مليئاً بالدماء ، نظراته ساكنة بشكل كبير لكن عيناه ليست ميتة ..

بدى له حزين ؟! و هذا آلم كل ذرة نابضة بقلبه لما هو حزين ؟! أيتألم بعيداً عنه ؟!

هُناك من يزعجه ؟! أم أنه سبب ألمه الرئيسي ؟! دموعه انهمرت بلا إرادة منه قبل أن يشهق بألم محاولاً إفراغ ما بصدره لكن أهذا ممكن حتى ؟

و عينا ذاك الشاب ذو الخامسة عشرة التفت لتقابل ملامح الأكبر الباكية لتمتد يده تُبعثر تلك الخُصلات الشقراء يميل بجسده باتجاه الأكبر الذي توقفت دموعه عنوة مُحدقاً بتصرفات زائره الغريبة :" ألم تكتفي حقاً من ذرف هذه الدموع ؟ هذا كافٍ حقاً هوشي بجدية توقف "

كلماته تلك بدت للأكبر لغة مجهولة الهوية ! حيث قطب حاجباه بالكثير من عدم الفهم قبل أن يرفع يده ليُمسك إحدى خُصلات الأصغر بخفة :" أخي ؟ "

و هنا عينا الأصغر اتسعت بدهشة لوهلة قبل أن تُحال ملامحه لأخرى دافئة و لطيفة تماماً كما ابتسامته :" هذا غريب لم تقم بطردي اليوم ! أو ربما لأنني بِلا دماء هذه المرة ؟ "

_ :" آسف حقاً فقط لا تحزن ! لا تكرهني أتوسل إليك "

ابتسامة الآخر اتسعت بينما عاد لبعثرة شعره بخفة قبل أن ينهض من مكانه يسير مُبتعداً :" لن أحزن إن أنت لم تفعل هوشي "

كلماته تلك بقي صداها يتردد بالاجواء فجسده اختفى حقاً و من خلفه كانت عينا هوشي متسعة و بِشدة ثوان فقط هي ما مرت عندما جسده انتفض من مكانه ليشهق كمن كان غارقاً بعرض البحر و نجى فجأة !

لكن أي نجاة هي هذه التي تُعيده لواقعه ؟! حدق بالأشجار الطويلة التي تحيط به قبل أن يبتسم رغم دموعه المنهمرة و صدى آخر جملة لازال يرن بأذنه !

_ :" ليتك تعلم أن رؤيتك حتى لو بالأحلام أو الكوابيس هي ما يبقيني حياً ! ليتني أعيش بالمكان الذي أنت به ! إن ما كنت حياً أتمنى أن لا تطول حياتي لأتبعك أنت فقط يمكنك معرفة هذا صحيح ؟ أينما كان مكانك يا أخي "

هو أطلق نفساً عميقاً عدة مرات قبل أن يمسح دموعه و ينهض لكنه ما كاد يسير عدة خطوات حتى توقف فور رؤيته لتاماكي النائم تحت احدى الأشجار !

عيناه اتسعت قليلاً قبل أن ينخفض ليجلس مُقابلاً له يتأمله ، فقط لو لم يكن رفيق طفولته هذا معه كيف كانت أيامه لتمضي ؟! أوليس محظوظاً حقاً لوجوده بحياته ؟

يده امتدت بنية إيقاظه إلا أن عيناه التقطت ندبة باللون الأزرق بالقرب من عنقه ، بدى له أنها مخفية بعناية بثيابه لكن وضعية نومه الغير مريحة كشفت عنها ...

عيناه انقلبت لبحر هائج فجأة و ذاكرته تعرض له الكثير من الماضي ، لكن أولم يخبره أن كل شيء بات بخير ؟؟

أهو يكذب عليه حقاً ؟ أيعتني به دون أن يسمح له بالتواجد قربه ؟

هذا يغضبه بشدة لكن الآن ليس الوقت الملائم ربما ؟ لذا هو بعثر خُصلاته الفضية ينطق بنوع من السكون :" تاماكي ! هيا انهض ستُصاب بالزكام إن نمت بالعراء هكذا ".

وعي المعني بدأ يعود له مُذ ملامسة يد هوشي لخُصلاته لذا هو فتح مُقلتيه ذات لون العسل الصافي يحدق برفيقه بنظرة مُتفحصة ؟

ابتسامة هادئة ظهرت على ملامح القائد الذي وقف ينطق :" أنا بخير ! هيا قف الآن و دعنا نذهب للنوم بالخيمة "

عبست ملامحه بينما يتابع :" لازالت عقوبة الأعمال الشاقة لم تنتهي بعد ! من يعلم إن كان الشخص الذي سنذهب للعمل لديه غداً لطيف كالعم الذي قدمنا له يد العون اليوم "

أردف بشر من فوره بينما وقف تاماكي يحدق به بحاجب مرفوع :" سأنتقم أقسم ؟ من يظنون أنفسهم لجعل تداشي هوشي يقوم بأعمال سخيفة كهذه ! لو لم يكن الرجل طيباً لجعلته يندم لذا يستحسن أن لا نواجه خلال اليومين القادمين شخص مختل عقلياً و إلا .. ! "

هو صمت بينما تثائب رفيقه بملل :" ألست من حاول التصرف بشكل بطولي عزيزي ؟ هذا هو الثمن ! "

شهقة مرتفعة صدرت من هوشي الذي حدق به :" أنت الآن تتحدث تماماّ مثل ذاك المُستجد الوقح ! "

ابتسامة مليئة بالشر ارتسمت على مُحياه و هو يسير للأمام :" آوه لا وقاحته تعدت لسانه السليط فقط بل هو بات بالدرجة الخاصة من المقالب خاصتي ! لنرى كيف سيكرر إلقائه الدهان علي "

و هنا شهقة صدرت من تاماكي تبعتها عدة ضحكات منه :" هو فعل ماذا ؟ تداشي هوشي أخشى أن أيام أمجادك قد ولت حقاً "

عاد المعني ليحيط بعنق رفيقه بِشدة :" كلمة أخرى عزيزي و عظامك هي ما ستتحسر عليه ! "

ذاك التهديد ما أوقف ضحكات رفيقه حقاً ، و تلك الليلة بهذا أعلنت نهايتها !

الاطمئنان عاد لقلب تاماكي برؤية هوشي بخير فهو توقع أن تنتكس حالته و بِشدة بسبب ما جرى ، تخيل أنه سيصحو مرعوباً أو باكياً و ربما كما الأيام الأولى من تلك الأيام العصيبة صارخاً دون وعي ...

لكن عدم تحقق أي من هذا يجعله حقاً مُمتن فهو و إن لم يكن لهيروشي أي ذنب كان لينقض عليه حينها فقط لتسبب بانتكاسة القائد ..

و ربما ما لم يُدركه وقتها أن ما منعه من الانهيار حقاً لم يكن سوى ذاك الحُلم الدافء فهل هو بداية تحسن له أم انتكاسة أخرى من نوع جديد ؟؟

ΠΠΠΠΠΠΠΠΠΠ

_ :" لا يزال مُبكراً إلتحاقك بالتدريبات العسكرية ستحتاج لأسبوع آخر قد أن نبدأ بتدريبات تعيد اللياقة لجسدك ثم بعدها تنضم لبقية زملائك بالفريق "

أنهى الطبيب عبارته تلك بعد أن قام بتغيير الضماد و الإطلاع على مدى تحسن الجرح الذي خلفته تلك الرصاصة بظهره ، و أحد المسؤولين عن المعسكر أومئ إيجاباً فهم عليهم معرفة حالة الوافد الجديد و متى يمكنه الألتحاق بالتدريبات خاصتهم ..

أسبوع قادم لن يشارك به بالتمارين ثم عليهم جعل أحد الأطباء ممن يعيدون تأهيل الجسد تدريبه فالأمر ما كان مزحة ..

و بِالخارج كانت فرق العام الثاني قد بدأت تدريباتها قبل طلوع أول خيط من الشمس حتى بوسط الأجواء الباردة و التي تنذر بهبوب عاصفة ثلجية ...

بالعادة التدريبات الصباحية تكون تمارين للإحماء كالجري أو تمارين الضغط و غيرها مما يهدف لتحريك ربما كل عضلة من سباتها !

الهواء كان يداعب خُصلاتهم أثناء التدريبات بينما قطرات العرق ما كانت تجد لنفسها مكان بين طيات هذه البرودة مما كان يدفعها للإندثار خلال دقائق فقط من ظهورها ...

أحد المُدربين وقف يحدق بِساعته التي أشارت للتاسعة صباحاً تماماً لينطق بصوته الجهوري :" توقف ! "

كلمة واحدة هي ما احتاجها ليعود كل فرد ليقف بصف مستقيم واحد بِشكل سريع ..

خطوات راي كانت مُرهقة بشدة بينما يعود للسير ليقف بآخر الصف ! و رغم أنه حقاً ما تأخر على العودة لمكانه إلا أن المُدرب نطق بنوع من الاستياء :" راي ! بِحقك أنت تسير كما لو أن هنالك شاحنة قد انقلبت بك تواً و اليوم لم يبدأ بعد حتى أخشى أن فرقتك ستتأثر بهذا الأداء و يخصم من نقاطها ! "

هو كان قد أخفض رأسه بِبساطة إلا أنه شهق فور سماعه لآخر عبارة ، لما على الفرقة أن يخصم بها عدة نقاط بسببه ؟

هو حقاً يبذل كل ما بِوسعه و لازال يسير للآن رغم أن جسده يطالبه بالسقوط و فوراً ، الآن ألن يحقد البقية عليه ؟

هم يعملون بِجد و هو يأتي ليتسبب لهم بهذا ! ، أطلق عدة أنفاس يحاول تهدئة نفسه فليس و كأنه قصد حقاً ..

_ " انصراف ! "

العديد من الطلبة تنهدوا فور اختفاء المدرب عن أبصارهم و أخيراً !

هو وقت حُر الآن لتناول الأفطار ثم يتم إستئناف التدريبات الأخرى التي لن يحضر لها هوشي و راي بِفضل العقوبة ..

راي ما رفع رأسه حتى بل فقط سار بذات خطواته المُنهكة و أنفاسه المتقطعة إلى حيث خيمته و رفيقه ..

و من خلفه نطق ناوكي بعبوس بسيط :" هذا المدرب سيء ما مشكلته حقاً !؟ "

بصر ساتومي كان معلقاً على الوافد الجديد قبل أن تحدق بقائد الفرقة الذي كان هو الآخر يراقب تلك الخطوات بكل هدوء ..

_ :" هُم ليسوا عادلين للحق ! نحن بِعامنا الثاني هنا لذا أجسادنا مُعتادة على هذه التدريبات كما أننا قبلها كنا نعيش بظروف جيدة لكن من يعلم حقاً أي شيء عن راي "

كلماتها تلك جعلت بصر الفريق يرتكز عليها قبل أن تخفض سايا بصرها و هي تنطق :" و نحن لا فكرة لنا أساساً عن صحته الجسدية أو النفسية .. "

أغلق هوشي عيناه بهدوء فعلى الأقل فرقته لا تُلقي باللوم على راي و هذا جيد حقاً ، تماماً كما توقع منهم !

لكن المُشكلة على ما يبدوا متواجدة لدى راي وحده و هو ما عليهم علاجه ..

و بِداخل الخيمة جلس أرضاً يُريح جسده قليلاً بينما بصره تعلق بالأرضية بشرود مُطلق ، هو ليس بخير بل ينهار بشكل تدريجي ، مُرهق حقاً من كل شيء و الأمر ليس بيده ..

أولاً تم عقابه بقسوة ثم عاش مغامرة الهروب تلك و إصابة هيروشي و بعدها صُعق حتى فقد وعيه ، الكدمات التي كانت تغطي جسده لم يختفي حتى ألمها بعد و رغم هذا تعرض للضرب مُجدداً على يد المتنمرين ..

ثُم ؟ هو يخوض منذ أربع أيام بتدريبات تجعل كل ذرة بِجسده تؤلمه حد الموت حيث يعاني عندما يُريد الحركة أو النهوض و الجلوس ...

و بالأمس عمل بالمزرعة و الآن هذا ، حرفياً هو مُنهك بِشدة و المشكلة أن اليوم كما قال المُدرب لازال ببدايته فحسب ! ..

أنين خافت صدر من بين شفتيه دفع هيروشي للتحديق به بقلق :" راي ! هل تتألم ؟ تأذيت ؟ "

هو أنهى عبارته بنهوضه عن الفراش الذي وضع له مُراعاة لحالته الصحية ليجثوا أمام رفيقه الذي همس بصوت مسموع :" بل أنا مللت هيرو ! يبدوا أنني سأستمر بِجلب المصائب لكل من أعرفه بحياتي "

العبوس طغى على داكن الشعر لكن صوت هوشي هو ما آتى رداً على تلك الكلمات :" أنت فقط تجلب المصائب لنفسك بتفكيرك هذا ! "

و كلا الرفيقان رفع رأسه من فوره ليجدوا أن قائد الفرقة و بقية أعضائها متواجدين حيث حملت كل من سايا و ساتومي حافظات الطعام بينما كان ناوكي و شو يفرشان الارضية بالفعل للجلوس ؟!

أي منهم لم يأخذ الإذن حقاً لكن تلك التصرفات جعلت هيروشي يبتسم بشكل لطيف بينما عبست ملامح راي و ازداد استنكاره اضعافاً !

القائد سار حتى وقف أمامه مباشرة :" يفترض أنك شخص ذكي راي ! أي تدرك تماماً أن المنطق هو ما يفرض نفسه علينا نحن لسنا أبطال خارقين ! و إن كنت مُستاء بسبب النقاط التي خسرناها اليوم فعليك الإسراع و الاندماج معنا لتعويضها ، اثق بأنك ستكون عون كبير لنا فأنا رأيت بعض مخططاتك "

لم يبدوا الاقتناع على ملامح الشاب بل بدى راغباً بإنهاء الحديث بالكامل ! إلا أن تاماكي نطق بسخرية فجأة :" آوه تعني كتخطيطه لتغريقك بالدهان بالأمس "

و هنا عدة شهقات مختلفة المصدر ظهرت قبل أن ينفجر الجميع بالضحك و راي اتسعت عيناه يحدق بتاماكي و هوشي قبل أن يضحك هو الآخر على ملامح الثاني المصدومة ...

هيروشي كرر بحيرة :" الدهان ؟ "

و راي قطع ضحكته يعبس بخفة :" هو من ألقى علي أولاً الطين ! "

تلك الحيرة ازدادت بنظرات هيروشي قبل أن يضحك هو :" و هل أنتما طفلين حتى !!؟ "

هوشي جلس أولاً ينطق بشر :" آوه لا تعلم بعد ما هي التصرفات الطفولية عزيزي هيروشي لكنك ستراها بعيناك بينما تنفذ على تاما العزيز "

و المعني قلب عيناه بملل مُطلق و هو يتحدث :" لما أنت غاضب من الحقيقة فقط ؟! "

ابتسامة هوشي التالية أجبرت الخوف على الظهور بمقلتي الآخر إلا أنه سرعان ما ابتلع توتره و تجاهل الأمر برمته فهو معتاد بالفعل على تصرفات رفيقه !

و بهذا عاد الحديث مُجدداً لعدة مواضيع مختلفة حتى انقضى موعد الإفطار و الراحة ليتفرق الجمع مُجدداً

هوشي و راي اتجه كِلاهما إلى إحدى المناجم كما نصت الأوامر عليهما لعقابهما باليوم الثاني ..

هيروشي بقي بخيمته حيث لازال عليه التعافي بينما أنطلق البقية لتتمة التدريبات ..

¥¥¥¥¥¥¥¥¥

الصمت كان مُطبقاً بينما هي كانت تجلس بكل هدوء و تركيز تعدل على الأوراق التي وصلت لها تواً ...

عيناها كانت منغمسة بما تقوم بِفعله و ابتسامة لطيفة زينت ملامحها بعيدة عن تلك الابتسامة التي تضعها عادة خارج المنزل ..

هي إرتدت بيجامة باللون الأسود و التي تواجد على جانبيها خطوط بلون البُنفسج الخلاب لتنسجم خُصلاتها معها بشكل جميل حقاً ! لا أحد كان يعتقد أنها ستنجح أو تجهتد لتكون وريثة لأسرة يوري ..

مُنذ البداية هو ما كان طموحها أساساً ، لم تكن تعرف ما تريده ، كانت أكثر ضعفاً من التفكير و إتخاذ قرار واحد بنفسها !

حتى آتى ذاك اليوم الذي وقف هو به أمامها يُبعد المتنمرين عنها ..

أهي حمقاء لأنها اتخذت ذات الطريق الذي أراد هو أن يسلكه علها تصل له ؟

و لكن و قبل أن تتقاطع طُرقهما حتى اختفى بلحظة واحدة ..

تنهدت تُبعد تِلك الأفكار عنها فهي لا فائدة منها بأي حال من الأحوال و ما حدث لا يُمكن تغييره !

¥¥¥¥¥¥¥¥

الأحلام دائماً ما تكون مُضيئة ، لطيفة تُبعثر دفء مشاعرنا مُستثيرة إياها تشعها بالكثير من الأمل !

الأمل ؟ هي كلمة البعض اعتبرها الوجه الآخر لكلمة الأحلام ! و آخرون اعتبروها حبل النجاة الذي يُبقيهم على قيد الحياة هي هذه الكلمة و كُل مشتقاتها و أوصافها ..

غداً يوم جديد و مشرق ؟ لعل الأيام تمضي ليأتي الحُلم المُنتظر ! الأماني المدفونة بأعمق نقطة بقلبه ..

لكن أهذه هي الحياة الواقعية ؟! أهذا ما يدفعه للبقاء على قيد الحياة ؟ الغد المُشرق و الدافء ؟

لا ، هو لا يمتلك هذا الأمل و ربما لا يعترف به حتى ! راغب بالموت و بِشدة ، كم يتمنى لو أن أحدهم ينجح بقتله و إنهاء حياته التي لم و لن تتحسن مهما حدث ..

و أي نوع مختلف ينتظر قاتل مثله ؟ دموعه كانت تنهمر على وجنتيه بينما مُقلتيه ذات لون الزُمرد النقي تحدقان بالأمام بشرو تام !

واقف هو تحت المياه التي تركها تنساب بحرية على خُصلاته و ثيابه و سائر جسده لتختلط بقطرات دموعه الملوثة ..

أجل كل ما به ملوث حد الموت ، عُنقه كانت قد تلونت بعدة ألوان مُشيرة و بوضوح إلى محاولة القتل التي تعرض لها ، ابتسامة مريرة ارتسمت على شفتيه بل هي محاولة للدفاع عن النفس فحسب ..

أوليس هو من اقتحم منزل الرجل لقتله ؟! إذاً هو القاتل فكيف يعتبر محاولة إيقاف انفاسه عن العمل و كتمها للأبد محاولة قتل ؟

لما لم يسمح له بإرساله للجحيم ؟ ببساطة لأنه مراقب دائماً ، إن هو ما قاوم بكل قواه و بِشكل جدي للنجاة فلن يكون وحده من سيدفع الثمن !

أوليس هذا سبب بقائه على قيد الحياة حتى الآن ؟ فهنالك من سيدفع ثمن موته حتى ! لكن لما ؟ ماذا فعل لتختاره الحياة للوقوف على هذا المُنحدر المؤلم ؟!

تلك الدموع الصامتة تحولت لشهقات مؤلمة بينما يجلس على الأرضية يضم جسده لنفسه بقوة دون إغلاقه للماء المنهمر ، فقط ليت هنالك شخص واحد فقط يمكنه حمل القليل معه فهذا أكثر مما يمكن له احتماله ، طاقته توشك على الانتهاء حقاً لا بل هي نفذت منذ زمن لكنه رغم هذا لازال يقف ...

يدوس على نفسه و جراحه لحماية من يُحب ، لا ينتظر أي مقابل حقاً و لا يرغب إلا بسعادتهم و عيشهم بعيداً عن عالمه الملوث لكن ..

_ :" مؤلم يا إلهي أقسم أنه يؤلم ! "

أجل هو يشعر بأن قلبه ينفجر فبالنهاية لازال بشر ، قلبه ما تحجر رغم كل شيء و يود وجود و لو شخص واحد رفقته .. فقط واحد ليخفف عنه هذا الحمل و يربت على كتفه بابتسامة دافئة أو واثقة ؟

%%%%%%

السخرية ارتسمت على ملامحه بالكامل و هو يحدق بالمنجم حوله :" مذهل ! لم أكن أعلم أنه لازال هناك من يعمل بالمناجم حتى اليوم ! "

هو اتسعت ابتسامته تلك بينما يُردف :" و فقط جدياً أيظنون أن الزمن الاستعباد لازال متواجداً ؟ "

بصر راي انتقل للآخر بنوع من الهدوء قبل أن يُغلق عيناه ، هو ليس بخير حقاً لكنه لن يسمح لجسده بالسقوط أمام أي احد !

كافٍ حقاً كمية الضعف التي اظهرها طوال الفترة الماضية ، عليه التماسك ربما ؟ و القتال حتى ليعود للوقوف بشكل سليم ..

معركته هي هذه و قطعاً لن تكون بهذه السهولة ! جسده بأسره مُحطم و مشاعره متضاربة لدرجة كبيرة لذا فقط هو ما كان بمزاج ملائم حتى ليرد على كلام القائد أمامه او التفكير به ..

بل اتبع الرجل المسؤول عن المكان بهدوء مُطلق حيث أرشدهم لطريقة العمل و السلامة أولاً و بدى من كلماته أنه لن يتساهل حقاً معهما بل و ربما مستعد لإعطاء الجامعة تقرير سيء عن كِلاهما بحال تسببا بالمتاعب أو لم يعملا بشكل جيد !

بطريقة ما مثل هذه التصرفات جعلت هوشي يبتسم بشر أولاً قبل أن يبدأ بأداء العمل بكل نشاط حقيقي و الذي مازال متواجداً بجسده منذ ذاك الحلم من الأمس ..

لأول مرة منذ ظهوره بأحلامه لم يكن لطيفاً هكذا معه قط ! لطالما كان يأتي يلومه و يخبره أنه السبب بنسيانه ، يحدق به بِعتاب و حزن و ربما خيبة أمل عظيمة لكن ألم يكن حزين بالأمس ؟

لما ؟! ماذا يُحزنه ؟ هو عليه الحديث مع هيروشي مجدداً و هذه المرة سيجعله يكمل حديثه كله دون مقاطعته !

إن كان توأمه على قيد الحياة سيجده و لو بات يعيش بالجحيم ذاته ، يُقسم بهذا و إن كان قد رحل ...

إن رحل ؟!! ..

عيناه اتسعت فجأة عندما وضع راي يده على كتفه ينظر له بنوع من القلق ، فهو كان يعمل بنشاط حقيقي و فجأة دموعه انهمرت !

_ :" ما الأمر أيها القائد ؟ أأنت بخير ؟ "

صوته كان مُهتزاً بينما رأسه مُنخفض بحيث أخفى ملامحه تماماً عندما أجاب بضعف :" لا أستطيع ! أقسم لا يمكنني تقبل تلك الفكرة بأنه ما عاد هنا لا يمكن فقط "

ملامح الآخر حملت الكثير من التردد و الحيرة ، بينما شيء من التعاطف بان بعيناه يبدوا أنه مازال يفكر بما قاله له هيروشي بالأمس !

بالسابق هو أيضاً ألم يسمع أولئك المتنمرين يلقبون من أمامه بالمختل نفسياً ؟! أحقاً هو مُصاب بشيء ما ؟ أم أن لحظات الضعف التي قد تظهر فجأة كالآن عليه جعلت البقية يلقبونه بهذا ؟...

الأهم هو أهذا وقت التفكير بكل هذه السخافات ؟! لكن بما عليه إجابته أيضاً ؟ لا توجد إجابة شافية لدى أي أحد على الأغلب !

لذا هو فقط ربت على كتفه ينطق بنبرة هادئة ظهر بها شيء من الدفء :" لا تفكر حقاً بالأمر ! أعلم أن الأمر صعب على الأغلب لكن دع الأيام تأخذ مجراها فلا أحد منا يعرف ما تخبئه له الحياة "

عاد لعمله بعد جملته هذه التي رآى أنها عديمة الفائدة تماماً بينما غرق هو بِبحر مُختلف من العواصف ، لا تزال الحياة هائجة و تلقي به من موجة إلى أُخرى بينما يصارع للبقاء ، لما ؟!

لا يعلم حقاً يُدرك أن هذه الحرية إن صح إطلاق هذا المُصطلح عليها مؤقتة فحسب ، و حبال العصابة تلتف حول عنقه و رفيقه ببطء شديد ..

من قال أنهم نجحوا بالهرب ؟! لابد أنهم بِحاجة لمُعجزة ما للنجاة ، لن تتركهم الشرطة و لن تتركهم العصابة فقط بأي ورطة وقعوا بها لا يعلم و كأن لعبة لشد الحبل ستبدأ و ربما هم سيكونون ضحيتها ..

استرق بضع نظرات لمن معه ليجده قد عاد للعمل بملامح هادئة نوعاً ما ، حسناً هذا أفضل صحيح ؟!

بالنهاية بعض الجروح لا يُمكن شفائها مُطلقاً ، أغلق عيناه بنوع من الألم و بدأ بالسعال بقوة متوسطة ، غُبار الحجارة بدأ يؤلمه كما أنه بالفعل مُتعب بِشدة و وجهه شحب تماماً ..

يشعر بجسده ينهار و رأسه يزداد ثقله تدريجياً ...

_ :" هوشي "

هو همس بها بنوع من التعب ليلفت إنتباه الآخر الذي شهق فور رؤية تلك الملامح الشاحبة لكنه و قبل أن ينطق و لو بحرف واحد اتسعت عيناه و مد يداه ليمسك بجسد الآخر الذي انهار أرضاً ..

_:" راي ؟ ما اللعنة التي تحدث معك ؟ "

هو حدق حوله طالباً الإذن و المُساعدة لنقل راي للمشفى حيث تم استدعاء سيارة اسعاف لنقله للمشفى ..

\\\ يتبع \\\

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ❤

أنا ربما اكثر منكم حماسة لعودة الأحداث الجديدة !

آرائكم و توقعاتكم و ردودكم كانت تساعدني دائماً .. و للحق نقاش اثنتان منكم حول ريو و راي و من الأقرب ليكون يوشي منهما و تحليل الشخصيات جعلني و أخيراً أقرر لما و كيف سأكشف لكم السؤال الذي حيركم جميعاً  ...

و الذي بالمناسبة اقترب حقاً ربما خمس فصول أو اقل ...

لذا حقاً لا تبخلوا علي بالمزيد من هذه النقاشات و الافكار و آرائكم جميعاً ❤❤

قراءة ممتعة لكم 🌹🌹

Continue Reading

You'll Also Like

63.1K 3.2K 15
شاعر وخيال بيوم يروح لديرت جده ويلتقي بلصقاره ووحش ال عوضه وتبدأ الأحداث
4.2M 163K 70
🔹أنا لها شمس🔹 دوائر مُفرغة،بتُ أشعرُ أني تائهة داخل دوائر مُغلقة الإحْكَام حيثُ لا مَفَرّ ولا إِدْبَار،كلما سعيتُ وحاولت البُزُغُ منها والنأيُ بحال...
474K 38.2K 42
قصة مقتبسه من الواقع تكتب بنسيج وخيال الكاتب تروي تفاصيل غامضة تحدث في بلاد النهرين
132K 4.1K 37
الروايه مُستمره بالانستا و جميع التشبيهات بالانستا حسابي : jiji_x900 📍الروايه محفوظه من قِبل الهيئة السعودية للملكية الفكرية ، النقل او الأقتباس يُع...