اسألي عني الليالي

البارت ٩

الــبــارت الــتــاســع..........

دارتني وحبابة ارتاحيت وياها.. البصرة شبه هجرتها.. اكثر الوكت ببغداد بحجة الكلية والشغل.. رجعت بيوم من الدوام العصر.. وانه دااتمشى للبيت اسمع صوت صياح نسوان من بيتي ..

مشيت سريع للبيت واشوف هدى تكتل بشذى.. كمت اضرب خماس بسداس.. هذا حلم علم.. شجابها وشمعلمها هذا بيتي وهاي مرتي..
اجت يمي وحچت بضحكة وعصبية : ها متزوج.. الف مبروك..
محيي : دمشي طلعي بره لا اشگج بالنص هسه..
كمشتها من زندها وأعت بيها بره الباب هي مچلبة بمكانها ماتنعت.. ضربها راشدي فريت راسها فر وعطت بوجهها : لو مرتي انتي چا نومتج مستشفى وماذبحج وحگ لا اله الا الله.. امشي روحي للگوااا.. مالج..
دفعتها بره.. رجعت كمشت ايدي.. جريتها منها..
هدى : محيي اني اطلگت واخذوا مني جهالي..
محيي : وانه ياهو بهالحچي..
هدى : مالي غيرك يحميني.. فدوة حتلو بس تعقد عليه ميخالف..
محيي : انگلعي من وجهي لاتخليني ارتكب جريمة بهيج وحدة مثلج.. هم صوچي حبيتج وانطيتج اكبر من قيمتج.. بيوم الطلعتي من داري وحمايتي المفروض وين ما الاگيج اخلي چيلة براسج ولا تبقين عايشة..
دفعتها وسديت الباب بوجهها..

وره ما فرخت الدجاجة اجتني.. طبيت جوه غسلت وجهي.. اجت شذى انطتني خاولي..
شذى : منو هاي محيي..
محيي : ختولي عوفيها..
شذى : لا احجي حباب.. ماردت اسألها خاف تحجيلي شي جذب..
محيي : طليقتي هاي.. كبل فترة شفتها وعدها بت صبية هسه جايتني تريد أردها خاطر تنستر.. شفتيني شگتلها..
شذى : زين تسوي.. مو مال احترام..
محيي : اي رحم الله والديج.. خوما سوتلج شي..
شذى : لا ماسوت.. ام فلاح (جوارينا) جانت يمي ماخلتها تعتدي عليه..
محيي : اي هاهيه چا.. صبيلي اكل جوعان..
شذى : حاضر هسه..

مرت تلث أيام بهالحدود وانه كاعد دااتفرج ع التلفزيون بالليل اجت شذى جايبة صينية بيها فواكه وعصير.. كعدت يمي وبحلكها حچاية مبينة..
محيي : تردين تحجين شي..
شذى : شلون عرفت..
محيي : مبين.. احچي شعندج..
شذى : هو اني حامل..
بست راسها وباركتلها.. بقيت يمها يومين بعدين رحت للبصرة.. اول ما نزلت من السيارة اجت دنوة تركض وشعرها گرافيص.. حضنتها وشلتها..
دنوة : شنو جبتني (جبتلي)..
محيي : جبتلج بقلاوة من هاي التحبيها..
ضحكت وباستني.. طبيت جوه كعدت .. شهلاء اجتني گالبة الچينكو.. خلت كلاص الماي وراحت ماادري وين.. بقيت كاعد نص ساعة وصعدت فوك سبحت وبدلت..
طبيت للغرفة لكيتها كاعدة.. كالت : اريد اروح لأهلي شنو هاي حابسني هنا..
محيي : ماصار شهر من وليتي.. شني هي بغداد والكوت تره بعيدة البصرة لاتضلين تورورين خوش.. تره جاي من سفر ومالي خلك..
شهلاء : اي انت مالك خلك دائما.. شوف اخوك حامد شلونه.. بس ابنه الچبير خريج معهد تقني.. يعني يشتغل ويا الدكاترة موهيج.. ومرتاح هو وعائلته.. خوما مثلنا..
خزرتها وجريتها من زندها : وانتي شمعلمج بكل هالحچي..
شهلاء : اعرف.. عمتي تحجيلي..
محيي : لمن تشوفين مرته شون مداريته وآدمية عود قارني بيناتنا.. انتي أول فترة بيج خير بعدين خرطتي ولعبتي روحي.. چم مرة اجيت صالحتج واگلج بوية نبدي من جديد.. انه عصبي تحمليني.. هسه منو الغلطان لاتخليني أمسلت..
شهلاء : شقصدك اني حيوانة..
محيي : والله لمن چويتي دنوة بفخذها مااعتبرج لا حيوانة ولا آدمية.. لأن حتى الحيوانة تخاف على جهالها.. بس انتي شني صنفج ماادري..
كامت تصيح وتحچي سوالف تعبانة.. طلعت ورگعت الباب : خايبة دروحي نعلعلا شرفه اليبقى مگابل چهرتج الزفرة..

اخذت دنوة ورحت طلعت ليغاد اتمشى بالحلال.. مللتني.. لو تبقى علي مااجي للبصرة ولا اتگربلها بس لخاطر دنوة اكول هسه اروح وتختلي بيها على راحتها.. الواحد يأمن على جهاله يم مرته.. هاي شني ماادري يعي عجزت عنها.. انسانة تحب العرايك والمشاكل..

مشت الأيام وشذى جابت توم بنات.. سميتهن سما ورزان.. ببداية سنة الـ90 اجن.. بقيت ببغداد لحدما طلع الأربعين مالتهن.. جبت كلشي تحتاجه وأحسن هدوم.. فرحان بيهن حتلو چانن بنات.. المهم هذني يسندن ظهر دنوة وهي همات تسندهن والأيام طويلة الله أعلم شمضموملهن..

مرت فترة وصارت حرب الكويت.. لبست عسكرية لأول مرة بحياتي.. قاسم ولواء راحوا للمستشفى العسكرية مثل لمن صارت الحرب الايرانية وانه وكاظم وفيصل لبسنا.. يومين وانتهت الحرب لصالحنا.. انه وكاظم بالاحتياط فوك الأربعين بس فيصل خطر.. تصوب برجله وانقل لبغداد.. خابرنا مناك كال زين وكاعد بالشقة وي قاسم..
طبيت سبحت ونزلت لكيت ابوي مجمع الكل ومتانيني..
شامخ : والله بوية تبهذلنا.. كلساع داخلين بحرب عبالك رايحين سفرة..
الحجية غادة : يعني شني حجي..
شامخ : نرجع لبغداد بين ما تنفض.. صرصروا غريضاتكم..
محيي : شطلعت هاي بوية.. خلنا كاعدين هسه هي موتة لو موتين..
شامخ : الروح عزيزة مايتفرط بيها..
سكتنا وطاوعنا قراره.. صعدت فوك وشهلاء وياي.. لملمت الهدوم واشوف دنوة كاعدة ليغاد بالركن خايفة.. اجيت يمها شلتها.. چلبت بقميصي..
محيي : شبيج بابا..  شو خاف مصخنة..
شهلاء : دعوفها ميطبها عرج.. چنها صل..
محيي : لصمي حلكج لا الطج هسه اكسر سنونج بحلگج..
خليت ايدي على رگبتها صايرة نار.. نزلت جوه واخذتها لصيدلية ماكو طبيب مفتح هسه.. انطتني خافض حرارة ودوة للبلاعيم.. رديت للبيت انطيتها منه وكاعد وياها لحدما طر الفجر يله نامت جنازة.. كمت بدلت وشهلاء همات بدلت.. نزلنا الجنط ودنوة على ايدي ماكعدت خفت عليها.. صعدت السيارة وسالم وعصام وياي.. الباقين وي كاظم وابوي.. كلهم شبوا وكبار.. اصغر شي بنات فيصل وابنه مواليده 83

وصلنا لبيتنا بالمنصور.. بس طبينا ماطلعنا بعد.. الناس كامت تحجي على ضربة بوش وبغداد حتدمر.. هواي ناس طلعت لغير محافظات.. انه همات خفت الصراحة.. اجيت على ابوي احاچي..
محيي : بوية سمعت بالوضع.. شني نبقى هنا.. عود ردنا نطلع من خوف البصرة ادورنا طبينا لبغداد.. بعد اسوأ..
شامخ : الله الحافظ.. تدري بيه مااريد بشر يمن علي بشي.. هسه وين نروح ماعدنا گرابة بغير محافظة.. خلنا كاعدين بدارنا والله كريم بوية..
ضليت احاچي ماقبل نطلع.. طاوعته وقبلت..

بس حالنا ببغداد أرحم من البصرة.. خصوصا بسنة الـ91 بعد ما صارت الانتفاضة الشعبانية.. ابوي يعاينلي وچنه يكول : شفت لو ماطلعين چا رحنا بيها واحنا لا بيها ولا عليها..
الناس انثردت وصارت هوسة للستار.. لحد الشهر الرابع شوي هفتت الانتفاضة وبدت ترجع الأمور لطبيعتها بس صار الحصار.. اسوأ فترة مرت ع العراقيين بشكل عام والطبقة الفقيرة بشكل خاص.. ابوي بالشهر السادس كال نرجع للبصرة بعد.. لململنا غراضنا ورجعنا..

كامت ناس تجي فقرة ماعدهم على ابوي ينطيهم طحين صفر.. ياهو عده منه هذا بس الطاك والزنكين.. زيت وبعد شغلات تخص الأكل والعيشة.. احنا شعدنا هدوم نخليها على صفحة وكل شهر لو شهرين تمر علينا عائلة من العوائل المتعففة تاخذهن وتروح.. ومشى الحال بهالشكل..

بهالفترة فصلت شراكتي من صاحبي بمحل الحلويات.. كمت اشتغل بمكتب عقاري كمهندس.. اسوي خرايط للبيوت واوكف وي العمال لمن يدگون القالب واخذ فلوس.. كل شهر اكمش بيتين والمبلغ بذاك الحساب.. لمن الوادم ماعدها تاكل انه عندي خير من الله.. موبخيل وايدي طلقة انطي دائما دفعة بلى.. كل شهر اطلع مبلغ من الأحصله انطي لعائلة متعففة ويامكثرهن.. ماديا مرتاح بس معنويا ابدا ماكو راحة.. شهلاء تعبتني.. تأذي دنوة.. شخصيتها صارت صفر وتحت الصفر همات.. بس واحد يتگرب عليها عبالها حيكتلها رأسا تخلي ايدها على وجهها.. هي تاخذ رزايلي الها حجة وتزعل ببيت اهلها واروح اجيبها.. دورات ابوها جيبها.. ماعدها كرامة.. لمن دنوة صار عمرها ستة لاحظت تغير بتصرفات شهلاء.. تكمش التلفون الأرضي تخابر ومن أجي كبل تسده وتعوفني وتروح.. شكيت بيها وانه منا شكاك من وره هدى.. الى أن فديوم اجيت من الشغل متأخر بالليل.. يم باب الاستقبال واسمع صوتها تضحك والضحكة لراس الفرع.. بس شافتني ارتبكت وسدته.. اجيت كمشتها من شعرها..
محيي : صارلج فترة ماعاجبتني.. اذا عندج نية تصيرين گح... مثل هدى كليلي.. انتن النسوان الخلاگين الله مايذبچن بس على محيي..
شهلاء : حتى اذا خنتك عذري ويايه..
محيي : دتعاي من انعل ابوج لابو حتى الجابج علي..
صعدتها فوك سحل شبعتها كتل.. هي فد صلفة ماكو تكها سودنتني.. مستحيل اكو هيج مرة.. كمت منها رأسا كامت تعدل بشعرها وتخزرني.. : بسيطة محيي..

عفتها ورحت نمت بالاستقبال.. كعدت الصبح على عيطة دنوة.. طفرت من مكاني عليها واشوف وجهها غادي ازرك وهي غاصة بالبچي.. شلتها بالعجل واغسللها يله شهكت وطلعت الغصة.. شبگتني حيل وضامة راسها.. خليتها يم ابتسام ورحت لشهلاء اشوفها تبرد بأظافيرها وعادي ولا يمها.. صحت بيها خرستها..
محيي : لمي هدومج وروحي لبيت اهلج لا والله اخلي طلقة براسج هسه واعدمج على ايدي..
شهلاء : واني شعليه.. غير تردني ابقى علمود بنتك..
تقدمت عليها دااكتلها واجه ابوي وكف بوجهي : اتركها لاطگها..
محيي : لاتدخل بوية ارجوك.. هاي مالها صداد..
ضل واكف يمها لحدما راح وركعتها راشدي طاحت بالكع.. عفتها وصعدت فوك اخذت فلوس والسويچ بعدين طلعت لبغداد..

چا طلگتها بس ماعندي دليل عليها يثبت ان هي تخابر بالليل وتتمضحك.. انه ليش هيج معلعل والله طكت روحي.. هدى شردت مني ولكيتها متزوجة ومخلفة.. هسه هاي شهلاء.. كرهت النسوان لعبت روحي منهن.. كل وحدة اشوفها انفر منها بس شذى وبناتي احبهن.. هي مؤدبة وحبابة يعني صدك ارتاح لمن اشوفها مطمن من ناحيتها بس اكو شكوك لا ارادية..

مرت عشر أيام وانه كاعد بالبيت دك التلفون.. راحت شالته شذى..
عاينتلي وعاكدة حواجبها : كاظم يريدك..
كمت واخذته منها.. كال : وينك انت ميعود..
محيي : بالبيت وين اروح..
كاظم : مرتك طالعة من البيت ومگلوبة بيها السيارة.. هسه هي بالمستشفى يمك ببغداد..
محيي : چذب.. دنوة وينها.. منو اخذها..
كاظم : انمار السايق ماخذها.. دنوة يمنا بالبيت ماندري بيها لمن طالعة..
سديته ورحت لبست بالعجل وطلعت من ودي اطير بالسيارة بس اريد اوصل للمستشفى.. لمن وصلت لكيت الدنيا مگلوبة وسيارة ابوي واكفة بره.. طبيت بالعجل لكيتهم واكفين بالردهة بس ماكو أحد من اهلها..
شامخ : همزين اجيت.. المرة ماندري شجاريلها..
محيي : بوية شون تطلع چا انتم وين.. اكو وحدة تطلع ومايدرون بيها.. حتى الله مايقبل..
شامخ : شمعلمنا.. خابرونا من المستشفى كالوا فلانة مسوية حادث بعد هسه هي بالعمليات خنشوف شحيصير.. لاتتسرع..
محيي : انمار وينه..
شامخ : بعده بالبنج مافايق.. هسه يفيق وادخل حاچي..

سكتت بس واكف على نار.. اجوا امها وابوها.. وره نص ساعة طلع الطبيب رحت حاچيته..
محيي : شونها دكتور..
- : البقاء بحياتك.. انطتك عمرها.. صار عدها نزيف وماكدرنا نوكفه..
عاينتله ومصدوم.. حتى ماجاوبته..

امها لمن عرفت رأسا سكرها هبط وتخربطت.. صارت هوسة بس كلها مو ببالي.. دماغي مشوش دااحس بوشة بس.. بعدني مامستوعب الاحداث هاي شبالعجل هيج صار.. طالعة وحيدها وماتت بحادث.. دنوة شون.. اهلها شگللهم.. دخت وبس الله يعرف بالدوخة والوهم هذا شنو تأثيره علي..

طبيت شفتها ودموعي نزلت لا اراديا.. بس وجهها مبين.. ماتذكرت منها بهاللحظات بس الزين.. تذكرت الأيام الجانت بيها حبابة وتعاملني بالحسنى.. طلعت منها ورحت للغرفة الموجود بيها أنمار.. هذا السايق مالنا.. يعني اذا راد أحد يروح لبغداد لو لأي مكان نخابره يجينا.. طبيت لكيته كاعد وبكامل قواه العقلية..
كعدت يمه : الحمدلله ع السلامة..
انمار : الله يسلمك استادي..
محيي : احجيلي كلشي ولاتماطل.. شون تطلع بلاية علمي..
انمار : مااعرف شي خوية.. هي خابرتني كالت اريد اروح لبغداد ابوي متوفي وانه اجيت اخذتها على لاهيتي..
محيي : ابوها موجود هيانه يسمع حسك..
وجهه صوفر وارتبك.. عطت بي : احجي الصدك لاتخليني اتصرف غير تصرف..
انمار : احچيلك بس لاتخلي احد يعرف..  هي كلتلي هالشكل والله لمن رادت تطلع وانه اخذتها ماكلت لا.. كلت خطية ابوها متوفي.. الطريق كله هي تحجي ضدك الله شاهد وانه مااجاوبها اكول معليه.. لمن وصلت بغداد كالت وديني للـ .... (وذكرلي اسم المنطقة) نفسها الكاعد بيها اخوك ابو رائد.. الدنيا ظلمة وماشفت جدامي.. اندعمت باللوري موزين طلعت عايش..
كمت على حيلي جريته من زياگه : خاف شفتني زمال وماافتهم عبالك تمشيها علي.. لا تره انعل ابوك لابو اذا چذبت علي.. المرة ماتت لاتحجي زور حرام عليك..
انمار : عمي وداعة جهالي مدااچذب عليك وهذا كل الصار.. مستعد احلفلك وعندي دليل..
فكيت عيني متفاجئ.. : دليليش.. شون بله..
انمار : عندي مسجل صوت وسجلتلها..
محيي : هسه تكوم على حيلك تجيبليا..

ماكدر يكوم.. كتله : وين خليته انه اروح اجيبه..
انمار : عمي الله يخليك لاتسويلي مشاكل..
محيي : احجي ولاتضل تهذري.. وينه..
انمار : بالسيارت بالچكمچة خليته..

عفته ورحت لمركز الشرطة سألت عن سيارة متعرضة لحادث.. كتلهم الولد سايق عدنا وهذا التقرير الطبي خاف عبالهم جاي من بره.. انطيتهيا بعدين دخلني شفتها.. دورت بالچکمچة لكيت المسجل هيج صغير وبي شريط ينحط بالراديو وينسمع.. اخذته خليته بجيبي ورحت كعدت بسيارتي.. خليته واسمع صوتها..
شهلاء هي وتبجي : هذا حامد.. شبي عايش عيشة تخبل.. خوما اني.. حايرلي بس ينطيني فلوس واكل عبالك حيوانة.. مو بس حامد.. حتى قاسم وفيصل شون عيشتهم تجنن..
انمار : ولو تدخل مني اختي بس منو عنده فلوس هسه وهيج تحچين.. عبالك سهلة..
شهلاء : ليش هو الزواج بس فلوس.. الله يرحم والديك انت تعرف شي واني اعرف شي..
ضلت تحجي أمور باطلة بحگي.. تكول يكتل بته ويشمرها علي ودورات يجي سكران يقفل الباب علينا يومين بدون اكل.. اجيت املخها هي وميتة ماتحملت شكد البشر نكار..
بالأخير گللها : وصلنا بغداد خوية وين تردين..
وصدك كايلتله أخذني لمنطقة ابو رائد..  طفيت السيارة ونزلت صاير نار.. والله من دنعل شرفج لابو حتى شرف ابو رائد ياساقطة..

طبيت للمستشفى واريد افضحها.. فوك الموت خزي.. شسويلج.. لو ذابحج وخلصان منج احسن.. انه جنت حاس بس ماردت اتسرع مثل ابوي خاف تطلع حوبتها بدنوة وتكوم تكرهني مثل حامد شون يكره ابوي..
اجاني ابوي : هذا انمار طفر.. شني صاير شي..
محيي : ليش اكو شي ماصاير..
حجيتله كلشي وحجيت لأمي وأمها وابوها.. بس ماكتلهم رايحة لحامد.. اريد اتأكد بطريقتي يله احجي.. خواني والباقين مانطيتهم علم.. هم فشلة مرتي رايحة لأخوي وتحمد بي وبعيشته بعدين ماتت بالدرب.. لا وفوك هذا عندي دليل.. ابوها فشل صار هلكدوته.. وره ساعة كالوا الجنازة جاهزة.. اخذتها ورحت دفنتها بالنجف.. مستحسف بيها حفنة التراب هاي تصير ستر الها.. بس مجبور..   خلصت الدفنة ورجعت للبيت نصبت الفاتحة بس كل مشاعر ماعندي.. أذيتها بالبداية لچن ردت اعوضها ماقبلت.. شنو ذنبي.. طول الفاتحة ساكت ماجبت سيرتها بس گلبي اهجسه حينفجر من كثر الصدمات والنسوان الفاجرة هذني الي الله سلطهن على محيي الأغم.. خلصت تلث أيام صعدت فوك سبحت وأول ماطلعت صارت دنوة بوجهي وعيونها مدمعة.. نزلت عليها صرت بمستواها.. بس عايت بعيونها شفت شهلاء الصغيرة.. تشبه طبعها وحسها وطريقة كلامها.. كلشي يشبه امها..
كمشت ايدي وبچت : ماما وين..
محيي : سافرت ختولي.. انه موجود.. بابا انتي شفتيها ذاك اليوم طلعت بالليل..
خلت ايدها على حلگها بخوف وتحرك راسها يعني لا.. شكيت بالسالفة.. اخذتها من ايدها ورحت للغرفة.. وكفتها جدامي : احجيلي وبلاية چذب خوش بوية..
دنوة : والله مااعرف شي..
محيي : لاتحلفين.. تعرفين شي هي حچتلج..
دنوة : اي اي كلتلي.. كالت حنوح (حروح) بعيد ومااجي ولا اريد اشوفج اكنهج (اكرهج) انتي وابوج وكلشي ثاني بعدين راحت..

كامت تبچي وتشهك اختنكت.. شبگتها واطمنها انه وياها مااعوفها.. اووف يابة شون بيه.. حتى خيالي مااصدگه بعد.. نزلت خليتها يم ابتسام وأمنت عليها بعدين الفجر طلعت لبغداد.. اريد اشوف حامد شمسوي ابراي..

حامد .......

بمرور شهور قليلة وتوقف اطلاق النار وانتهت الحرب.. رجعت للبيت رأسا ذبيت البدلة.. حلم علم اخلص من العسكرية والخوف والتوتر.. اجه رائد من بره بالليل حضني وعيونه تلمع..
رائد : يابة فضت وراحت..
حامد : اي الف الحمدلله يابة اني ابوك شفتني شكيت بيوم..
رائد : لا يابو.. چلمتك سيف اعلى رگبتك على كولتهم..
حامد : هههههه.. اي والله وانت صادگ..

مشت السنة بهدوء وعبالك الحياة دترجع لطبيعتها بس لاتخلو من الجو المعرقل.. اني بطريقي اروح للمحل واباوع ع البيوت اكول هسه كل بيت خسرله عزيز بهالحرب.. الله يبرد الگلوب..  رائد بالسنة اللخ تخرج ورحت بحفلة تخرجه.. لبس زي التخرج والشفقة.. شواربه ولحيته محددات وشعره سرح طويل يرجعه ليوره مثلي.. يشبهني طبق الأصل.. وگفوا واجه مصور اخذلهم صورة.. بعدين شمروا الشفقات.. هو يباوع ومبتسم.. بعدين اجه اخذ الصورة وبقينا مدة ورجعنا.. كام يجي ويايه للشغل اكثر الأيام بس اني اريده يقدم فايله ويتعين.. مااريده يتعود ع الشغل الحر خصوصا شهادته حلوة ولا يستهان بها.. قررت احاچي..
حامد : يابة ماناوي تقدم فايلك بلكت تتعين..
رائد : البالي غير عن البالك يابة.. هسه بس اخلص الخدمة ست شهور والله كريم..
حامد : شنو البالك.. لتسوي شي بدون علمي..
رائد : لا ان شاء الله تكون على دراية بكلشي..
حامد : خنشوف..
مر اسبوع وراها التحق بالخدمة الالزامية بس ايدي على گلبي.. لو اخسر شكو شي عندي ولا اخسر رائد.. ابني وعزوتي ومتأمل بي كل خير اكثر من محمد..

رجعت من الشغل بالباب واسمع سارة ترزل بمحمد.. اول ما طبيت راح ختل بالركن.. عمره دعش سنة بالـ89..
حامد : ها شمسوي لك..
سارة : هسه هذا ابن حامد واخو رائد.. شو مدااصدك..
حامد : شبي.. شو تعال هنا احاچيك..
محمد : لا مااجي.. تريد تكتلني..
حامد : بله اليسمع يكول مسويك مكفخة وين ماد ايدي عليكم..
سارة : جان كعدنا كعدة شكبرها لوما ربك ساتر وطلعت بالصدفة اصيحه.. شايل طابوگة وصاعد ع السياج يريد ابن كريم يجي علمود يضربه بيها.. همزين اني افتقدته كلت وينه هذا واخلاص تبچي علي تريده يلعب وياها اثاري هو محضرله كمين..
حامد : لا يا ارعن.. بله ميت الولد.. شكو عليك انت.. اني ابتلي..
رحت يمه جريت إذنه.. خنس هو ويعتذر لا بابا مااعيدها والله.. كتله : يله خنشوفك صدك متعيدها.. انت دواك رائد.. خوش تخاف منه..
محمد : هو انتو متحبوني.. تحبون رائد ورحتوا للحفلة مالته وعفتوني..
حامد : هههههههه.. لعد شلون.. اخلي يروح وحده.. غير احنا اهله ولك.. لا كلكم احبكم بابا لتفكر هيج بس مثل هيجي تصرف غلط ومامقبول.. سواء جان منك او من رائد او اخلاص.. مفهووم..
محمد : حاضر..
حامد : عفية.. يله روح جيبلي ماي..

راح ويفرك بإذنه.. احسن لازم يتعلم.. هواي يسوي مشاكل واني اتخبل منها.. طالع على عمه الله يسلمه.. ردت اخلص من الرس مالهم ادور اجاني بإبني.. مشت الأيام وخلصت الخدمة الالزامية.. ارتاحيت من يمي.. ابد ماارغب العسكرية ولا كلشي يخص الجيش والشرطة.. هلكد ما دخلت توقيفات وشفت ضباط وجنود.. خصوصا بالحرب..  اجاني رائد مخفف شعره ولحيته شايلها..
رائد : يابة اني حقدم ع الكلية العسكرية.. ردت انطيك علم..
حامد : ها يابة خاف حلمان.. منو يخليك..
رائد : تدري بيه من لمن جنت صغير احب البس البدلة والنجمة تصير على چتفي.. بعد شكو ياعيني.. هسه رأسا انقبل عندي شهادة زينة..
حامد : لا ماكو.. اكعد واسكت.. كتلك قدم ع التعيين ماكتلك روح عسكرية..
رائد : مااريد اكسر كلمتك وتدري بيه ماأعرب على كلامك بس الا هالشغلة اسويها لازم.. سويت الردته انت وأمي وقدمت معهد.. هسه اجه دوري..
حامد : بابا شمحببك بالعسكرية.. كلها شرب وعربدة.. بس چم واحد زين.. اكعد لتخليني اصير عصبي.. بلكت صارلك شي.. المن انطي وجهي اني.. هاي بس يكلولي ابنك شهيد.. شمستفاد..
سكت ماحچه بعد..بس ادري بي ديفكر بالموضوع بعده.. سارة لمن عرفت كلبت الدنيا.. محد قابل بس هو عنودي الى درجة.. خاصة اذا جانت الشغلة تخصه..

للشهر التاسع تقريبا انفتح التقديم.. اني ماادري كلشي.. اشوفه يمي ميروح لغير مكان.. بالشغل يروح قبلي.. لهناك ورجع للبيت مزين شعره صفر وبس شوارب.. جايب جنطة ودخل رأسا ماحچه ويانا..
سارة شهكت وخلت ايدها على گلبها : هذا قدم عسكرية صخام بعيني..
حامد : صبري لتخبصيني..
عفتها ورحتله للغرفة.. اندارلي وكله هدوء وثبات..
رائد : تفضل يابة..
حامد : ليش هيج شعرك ولحيتك ليش شايلها..
رائد : قدمت ع الكلية العسكرية الاولى جيش مو شرطة وانقبلت.. كالوا لازم تزين شعرك ولحيتك وزينتهن شنو غلط..
حامد : طبعا غلط وكل السويته غلط.. ليش تخليني ماارضا عليك وتتعثر بحياتك..
رائد : لا متسويها ادري بيك.. يايابة دفكر بيه.. اني رايدها وحابها لتوكف بطريقي..
ضليت احچي ويجاوبني.. مارضيت بس تقبلت أمر الواقع.. ميصير ينسحب ادور يسووله شي.. سارة كامت تبچي خبصتنا.. مانمت الليل كله هي تبچي عبالك رايح للجبهة.. بعد يالله هستوه حيداوم بالكلية.. كعدت الصبح لكيته مبدل ديروح.. طلعت وراه دااودعه..
باس راسي : ارضا عني قبل لا اطلع..
حامد : راضي عليك وانت گدها ان شاء الله..
ابتسم وراح..  مر اليوم واليوم الوراه لحدما تقبلنا الموضوع.. والضابط قبل يگرگ منو بكده.. مع ذلك متهمني السمعة.. عندي ابني يسوى الدنيا ومالمت..

بيوم توني داافوت للبيت وهو اجه ويايه بالصدفة.. وجهه شاحب وضعفان.. بس جسمه صايرتله تقاسيم وچتافه بارزة.. صاير اطول مني هاي عود اني الطويل.. سلم عليه وطبينا.. تغدينا ووره الغدة كعدت وياه احاچي..
حامد : بابا متأكد بعدك تريد تكمل.. شوف شصاير بيك..
رائد : اي متأكد.. ماكو شي هسه اتعود.. كلها چم سنة واخلص..
حامد : هو انت ينحچي وياك.. هاهيه براحتك..
ضحك وسكت..

بسنة التسعين صارت حرب الكويت.. لبست عسكرية ضمن الجيش الشعبي.. ماصارلي شي الحمدلله وطلعت منها سالم.. رجعت للبيت واسمع الناس تكول بغداد حتنهجم.. بعد محد يدخلها.. هواي ناس طلعت منها.. بقيت بيها ماطلعت.. ماجنت متخيل الوضع حيوصل لهالدرجة.. وهيج بالليل نايمين وفزينا على صوت قصف قوي رجفنا عبالي السگف حيوكع علينا.. صدك من أرعب اللحظات بحياتي.. شلت اخلاص ومحمد كعد رحنا بالاستقبال صاير بالچعب.. حتلو يوكع البيت هنا ميوصل.. بقينا لحد الصبح.. الجو بارد يگرص.. الهول فارغ مابي بس مدات حتى مامخليله زولية لأن محد يدخله.. گومت الجهال راحوا لغرفتهم واني بدلت دااطلع..
اجت سارة : وين رايح.. ليصيرلك شي فدوة..
حامد : لا لتخافين.. خليچ هنا يم الجهال هسه اجي..
خليت وطلعت.. الصار هو العملية العسكرية سموها عاصفة الصحراء.. الجو كله تراب وبي ريحة دخان وكبريت.. شفت عوائل دتطلع كلت لازم اطلع بعد مترهم ابقى واني صاحب عائلة خوما عزابي واكول شكو عليه.. بس وين اروح هو هذا السؤال..  خليت ورجعت للبيت صحت لسارة واجت..
سارة : ها شكو ماكو بره..
حامد : كلشي اكو.. لازم نطلع.. بس وين نروح..
سارة : كلت لأمي وكالت روحوا لبيت خالج بالنجف..
حامد : وزين الوضع هناك..
سارة : تكول اي زين..
حامد : خوش هاهيه نروح شنسوي..
سارة : ورائد شلون..
حامد : يكعد قسم داخلي خوما اخلي يروح ويجي ميصير خو ماسويت شي بهالحالة..
سارة : هاهيه لعد..

لمينا ملابسنا ورحت لرائد انطيته خبر ورحنا بليلة ظلمة.. يمكن اكثر من هالقصف يصير شمدرينا.. وصلنا الصبح لبيت خال سارة.. استقبلونا وماقصروا.. بقيت عدهم شهر.. صحيح مطمن بس بالي على ابني.. موسهلة اعوفه واروح بس ادري لو اگله عوف الكلية هالشهر وتعال ميقبل.. وراها اني كاعد بالحديقة مالهم واندكت الباب.. منو .. ابو سامي.. استغربت شمدلي علينا.. سلمت علي وطبينا جوه.. بعد سلام وكلام..
ابو سامي : همزين لكيتك.. هاي وينك يمعود..
حامد : غير خفت على عائلتي واجيت.. شلونها بغداد..
ابو سامي : والله صافية ليضل بالك.. هو اني صار فترة ابحوش وراك كلت لازم اوصل اله.. بغداد صفت اذا تريد ترجع ارجع ولتتردد..
حامد : ها اكيدة يعني..
ابو سامي : افااا.. اخو خيتك اني..
حامد : متقصر.. لعد هاهيه حرجع واشوف..
بات عندي وثاني يوم طلع.. اني همات لململنا غراضنا وطلعنا بمرور يومين.. وبدت فترة الحصار.. العراق من الـ79 لحد هالسنة يطلع من إعصار ويدخل بالثاني.. بعدنا ماخلصنا من حرب ايران اجت حرب الكويت والقصف وضربة بوش.. ادور هسه الحصار.. بس اني الحمدلله عندي وعايش من شغل المحل ووارد الدوانم..

بسنة الـ92 الصبح من وكت كلش.. تقريبا بالستة ونص.. كعدت على صوت الباب تندك بقوة.. حتى من القوة مالتها كلت بس لا حرب الثانية وجايين ياخذوني للخدمة.. بقيتهم جوه وطلعت.. مااحس غير بوكس اجه على فچي.. ادحدحت للكاع ماادري منو.. رفعت راسي واشوف محيي.. كمت على حيلي كمشته من قميصه..
حامد : شعندك جاي لا وفوكاها تضرب..
محيي : شعندك وي مرتي.. هاااا لك تخون اخوك ياساقط زاني مابي حظ..
صفنت علي : شدتحجي.. شسوي بمرتك..
محيي : هو انه صوچي.. المفروض اذبحكم ثنينكم انت وياها..  عت ايدي وخله ايده على راسه ويضغط علي : لك راسي بالطيانة صار.. بالسيااان.. من وراكم انت وهاي مشعولة اللشة لا بارك الله بيها عساها بنار جهنم..
حامد : يمعود شدتحجي.. شبيها مرتك..
محيي : شوف احجيلك.. بس قسما بذات الله اذا چذبت علي بحچاية وحدة هذا المسدس بالسيارة افرغه براسك..
حامد : شو جايني لبيتي وتهدد بيه واني كلشي ماادري.. عمي اعرفكم تعرفوني.. صار سنين لا شايفكم ولا شايفيني.. شنو هسه صرت اخوك..
ضل يحجي ويصيح.. استحيت من الجوارين فدخلته جوه.. كعد وحچالي على شهلاء شون جاية من البصرة وتحجي بيه وتجيب سيرتي آخر فترة..
محيي : عندك شي وياها.. اذا چذبت تطلع برائد مو بيك..
حامد : يابة تحجي صدك انت.. ابني مشورب بطولي اكعد أدور نسوان تالي عمري.. لا وفوكاها مرة اخوية.. عوذة شهالحچي..
مشيت وياه للسيارة شغل التسجيل وسمعته كله.. كشت روحي.. شنو من مرة هاي.. صدك چنها صل مينخاف عليها وتسوي الميتسوى.. طبينا جوه واني بعمري ماحالف قرآن بس علمود هالشغلة طبيته وحلفت بكل كلمة بي..
محيي : هي ماتت بعد وانه ماگتلهم هي رايدة تروح لحامد.. هم كلت خطية ابنه شكبره ادور يتفشل جدامه..
حامد : شنو حضرتك ممصدك كلامي وعبالك عندي شي وياها..
محيي : عندك ولا ماعندك هذا الحلفان يطلعلك اذا جنت دتجذب والله كريم.. حيضل هالموضوع بيناتنا لأن بي خزي الي والك..

حاچيته وأمتصيت غضبه بعدين راح.. استغربت تصرفه.. محيي يسكت ويتصرف بعقلانية.. صدك العمر اله حوبة.. ضل هالموضوع ببالي.. شتريد مني هاي.. يمها عليها اني رجال ماشي بصف الحايط.. للغريبة ماابصبص.. ادور على مرة اخوية الماشايفها بس مرة وحدة بالصدفة.. ماادري شلون يفكر هالبشر.. ماتت وراح سرها وياها..
اجت سارة تعاينلي وادري بيها واثقة بيه ثقة تامة.. كعدت يمي وكمشت ايدي..
سارة : انت ماسويتها لمن جنت شاب.. هسه تسويها يعني.. مااصدك..
حامد : لا يابة شسوي.. شبيه تخبلت..  بعدين تعاي جاي شنو جنت شاب.. قابل هسه شايب شبيه بوية بعدني بحيلي تره ها..
سارة : لا والله شايب..
حامد : اربعة واربعين سنة سوتني شايب.. يابة خلف الله عليج..
سارة : ههههههههه.. لا عيني بعدك شباب شبيك ميصير نشاقه..
حامد : يصير طبعا يصير.. شعندي غيرج..
بقت تضحك واني اباوعلها عبالك ذاك اليوم لمن خطبتها وجانت مستحية.. ماحسينا..

مرت فترة قصيرة واني بالمحل ديعاملني واحد يريد يسوي غرفة اجه شاب صغير..
كال : عمو ابو رائد..
حامد : تفضل عمو شعندك..
- : الحجي ابو كاظم رايدك.. كال اني والده..
حامد : هسه جاي..
كملت وياه بالعجل ورحت لأبوية بمحله.. كعدت واجه..
شامخ : اريد اگلك شغلة..
حامد : تفضل..
شامخ : الدوانم المسجلة بإسمك احترگت..
فكيت عيني وكمت برجفة : جذب.. صدك تحجي.. شحرگها هاي..
شامخ : ماادري مستغرب.. الفلاليح يكولون طاح عتاد من طيارة عسكرية واشتعلت..
ضليت كاعد وياه واحاچي بس گلبي ناغزني.. همزين الله جان موسم حصاد وماصار شهر من خلصوا الحصاد.. يعني الضرر أقل.. مع ذلك انقهرت متت قهر.. رجعت للبيت الهوى ضاق عليه واختنگت عبالك الغرفة دتصغر والقفص الصدري يحضن گلبي بقسوة.. ماردت اكعد سارة.. رحت لرائد عنده عطلة.. كعدته..
رائد : شبيك يابة سلامتك..
حامد : ماادري يابة مختنك مدااتنفس..
كام على حيله لبس وأخذ السويچ ورحنا للمستشفى.. گلبي يدك سريع وجسمي نحل حيل.. بين ما وصلنا اخذني الدكتور خلالي اوكسجين رأسا وقاسلي الضغط كال صاعد.. خلالي مغذي وانطاني ابرة وراح بره يحجي ويا رائد ماادري شحچوا بعدين اجه..

ماحجيت لحدما اجه الدكتور قاسلي الضغط مرة لخ..
- : الحمدلله طلعت منها حجي.. دير بالك مرة اللخ..
حامد : ليش شصار..
- : ضغطك صاعد حيل.. 24 صاير العالي.. انت متضايق متكدر تنام..
حامد : اي ماكدرت..
- : اي لهالسبب.. هسه انطيتك ابرة يحتاجلك سوائل وينزل تدريجيا.. اذا تحب ابقى هنا علمود نراقبه اذا يصعد لو ينزل لأن ضغطك مخفي..
رائد : لا دكتور مشكور.. عندي جهاز بالبيت وانتبهله..
- : على راحتكم..

انطانا الدكتور ورقة خروج وطلعت.. رجعت للبيت سارة ضال بالها ومتوترة عليه.. حاولت ماأبينلها هلكد وبديت اخذ سوائل لحدما ارتاحيت وجه الفجر.. رائد قاسليا طلع نازل شوية.. نمت وثاني يوم العصر هم رجع صعد.. رحت لدكتور اخصائي كال ممنوع الانفعال والتوتر لأن انفعالي.. انطاني ادوية تنظمه لمدة شهر وارجعله يكشف عليه..
بالطريق رائد كال : شبيك يابة صاير شي..
حامد : صاير اي صاير.. بس راح بعد..
رائد : احجيلي اذا تحب مو ابنك..
حامد : الدوانم محترگة والحبوب الزارعيها تلفت هسه.. جبتها بذاك السعر..
رائد : لا اله الا الله.. هاي شحرگها.. من هالشي ضغط صاعد..
حامد : موزين ما انجلطت.. والله مقهور..
رائد : الله يساعدك يابة بس دير بالك على صحتك.. العوض على الله..
حامد : الله كريم..

مرت الأيام وصحتي تحسنت الحمدلله.. بس بقيت مستمر ع العلاج.. چلب بيه الضغط بس احتمال فد فد عشر سنين أو اقل يصير قلب.. تركت الموضوع ومنتظم بالاكل وغيرها..  رائد تخرج.. بس فرحته بهالتخرج ولا شي مقارنة بالفرحة هذيج.. هو حاب العسكرية ورايدها.. رحت اني وسارة.. شفته ببدلة القيافة صدك لايگتله.. عبالك مكانه هنا.. سارة خلتله نجمة الملازم.. باسها من راسها وحضنها.. يسعدني ان ابني يكون هيج طموح ويحقق حلمه حتلو چان تحت أي ظرف..

محمد كبر وكبرت وياه مشاكله.. مامتعود ع المشاكل لأن رائد هادئ بطفولته ومراهقته وهسه بشبابه.. هذا محمد بلوة.. كل يوم جايني متعارك ويا جماعة وتعال بوس عمك وبوس خالك واعتذر.. بس الناس قبل متدور فصول خصوصا احنا مثل الأهل واحد يعرف الثاني فتصير هالشغلات بين الابناء.. مع ذلك احجي وياه وانبهه بس يرجع عيدها ولا چن حجيت وگلت.. خلص متوسطة ودخل اعدادية ولا زال.. تركته كتله انت تحمل نتيجة افعالك.. اجاني للمحل خايف..
عرفته من عيونه متعارك : گول شعندك..
محمد : ماعندي شي يابة..
حامد : ويامن متعارك..
محمد : هذا ابن حمدي الكلب ابن الكلب.. ساقط ولا عنده اخلاق.. شلون كتلته كتله غسل ولبس بعد فنه يفتح حلگه ويكول شي..
حامد : هاي عود كلت مااتعارك بعد مو.. عفية بالسبع..
محمد : لا يابة مو رحت لبيتهم وكتله لأبوه هو نغزني واني رجال اتعارك فكتلته يعني مو بدون سبب..
حامد : رجال صرت..  روح بابا لتضوجني عندي شغل..
ضحك وراح.. يابوية هلكني شنو هذا شسويله ماادري..

مرت فترة ورائد كام يدخل دورات قنص ومظلات يعني هيج أمور تخص الجيش وعنده مواقف بطولية.. اجاه وسامين فخر.. كل وسام يقلص من مدة الترفيع ست شهور.. يجي للبيت لابس البدلة العسكرية والبيرية وصوت حذاءه مسموع.. مبين ضابط فات.. صار عمره خمسة وعشرين ردته يتزوج ماقبل.. كال ماببالي هسه.. عفته على راحته..

فديوم اني وبالبيت اندكت الباب عليه.. كال ابو سامي طالبك بالبيت.. استغربت شعجب.. بدلت ورحتله.. لكيته طريح الفراش ومعلگيله مغذي بالكوة يحجي.. كعدت يمه..
حامد : سلامتك حجي.. كالوا طلبتني..
ابو سامي : اي يابة ردتك والظاهر هاي آخر أيامي..
حامد : الك طولة العمر لتكول هيج..
ابو سامي : كلنا بشر وكلنا نموت ابو رائد بس عندي الك حاجة.. اذا متت وربك أخذ امانته فالمحل كله الك وبإسمك.. محاللك ومواهبك..
حامد : لا حجي شنو هالحچي.. حصتك من بعدك تصير لأولادك..
ابو سامي : لا بوية.. ولدي عدهم والحمدلله كلهم موظفين وهذا المحل سويته الي ونفعني بالأدوية والاطباء مااحتاجيت منهم.. هسه جهزت ورقة نقل الملك ويصير بإسمك بعد انت براحتك تريد تبقي هيج لو تسوي غير مشروع..
ماعارضته بعد.. هو منا تعبان فمااريد أتعبه.. كتبلي تخويل بنقل الملك بإسمي.. هو ماطول شهر وتوفى.. حزنت علي حيل.. عشرة عمر اني وياه ووگفلي خلاني اوكف على رجليه وتصير بيدي فلوس..

بعد وفاته اخذت فترة حداد وماسويت شي.. الى أن عدت اربع شهور وبعت البضاعة كلها.. بنيت قاطع بنص المحل انقسم ثنين.. سويت واحد انشائية والثاني غذائية.. الغذائية اني كعدت بي وجبتله بضاعة زينة بعد هاي شغلتي القديمة أعرفلها.. محل الانشائية سديته لحدما أشوف واحد يكعد بي لأن وحدي مااكدر..
اجه رائد جان ديسبح كعد يمي : يابة ليش ما اكعد اني بي.. مو احسن..
حامد : وين عندك مجال..
رائد : لا عندي وين اروح انزل 15 يوم بس صافن..
حامد : متأكد.. اني قفلته حتى ماجايبله شغلات..
رائد : اي خليها عليه اني اسوي وارتبه.. عود انت على راحتك افتحه كل يومين هيج لمن اني بالواجب..
حامد : هاهيه التريده يصيرلك..
عاد صدك وراها هو جابله بضاعة ورتبه يكعد بي بوكت اجازته ومحمد بوكت دوامته.. بس مااضغط عليهم لأن مامحتاجين بس اريد محمد يتعود ع الشغل وتنشد ايده مو خرگة..

محيي .......

رحت لحامد وتعاركت وياه.. من نظراته وردة فعله مبين مايعرف شي صدك ولا عنده علاقة بيها.. ماتت وأخذت سرها وياها.. بس مكانها وجرحها هذا بعمري ماانساه.. أذتني بس راحت لدار حگها بعد.. مااريد ادخل بخطيتها.. رجعت للبصرة بالليل ورحت كعدت ع الشط محد اكو.. الطريق يصوفر ولا نسمة بشر بس صوت الماي يلاعبه الهوى..  جريت نفس طويل وزفرته بتعب.. جسمي رجف من أثره.. بچيت بحرگة وحاضن راسي بإديه.. تعبان ماادري وين ارتاح.. ليش كل الأعاشرها تطلع مو آدمية.. شمسوي بدنياي..

بقيت هواي كاعد لحدما تعبت ورجعت للبيت.. صعدت فوك لكيت دنوة نايمة نفس نومة شهلاء.. نفضت الافكار وتگربت منها شبگتها وفتحت إديها خليتهن على راسي ماادري ارتاحيت.. هيج إدين طفلة صغيرة تنحط على راسي حسيتها مرهم ع الجرح.. نمت براحة.. كعدت الصبح شفتها جايبتلي ماي وتحاول تغطيني وتعثر بالغطى.. صحتلها استحت مني.. اجتني تتمشى على كيفها.. كعدتها بحضني..
محيي : شونج بابا.. دتاكلين زين ابوي..
دنوة : زينة ومشتاقتلك عفتوني انت وماما..
محيي : لا لاتخافين انه وياج مااعوفج..
باستني ونزلت من حضني جابت الكلاص انطتنيا..

مرت فترة ورحت سجلتها بالمدرسة.. اشوفها يوم عن يوم تكبر عبالك شهلاء دتكبر.. كمت مااعاين عليها.. مااكدر.. اخاف تصير مثل أمها.. خايف الدنيا بكبرها صايرة هلكدوتها بعيني.. الشك انزرع بداخلي بسبب تجربة قديمة الي هي هدى وتثبت بتفكيري واركاني بسبب شهلاء وكلامها الباطل بحگي وحگ عشرتنا وأيامنا..  صرت أقسي عليها بس اريد أوضحلها ماتغلط غلطة أمها.. كرهت النسوان بس شذى وبناتي منها احسهن عالم ثاني وارتاح لمن ادخل للبيت.. اشوفهن يلعبن لو يكتبن دروسهن كأي بت بهالدنيا هيج عمرها.. الا دنوة اشوفها شرانية وشهلاء بمكرها وخباثتها محطوطة جدامي.. چن الله مايريدني انسى دگرتها وبقاها جدام عيني بس بهيئة بتها..  مشت أيامي اكثرها ببغداد.. كل شهر اجي چم يوم واروح.. اشوف ابوي مداريها وابتسام همات.. هي تلبسها وتحضرلها هدومها لمن تطلع للمدرسة وابوي العصرية لازم ياخذها يمشيها ع الشط يحبها يموت عليها.. يكول چنها سناء.. هاي بتي الصغيرة..

بيوم انه وبالبيت بالبصرة اندكت الباب.. طلعت افتحها صاروا أم شهلاء وابوها بوجهي..
محيي : خير شرايدين..
ابو شهلاء : يابة رايدينك بشغلة.. شنو نبقى واكفين هنا..
محيي : اي مالكم مكان يمي..
انه ودااحجي وياهم طلع ابوي.. ماقبل يبقون بره فاتوا وضيفتهم بس كاعد على نار.. مااريد شي من شهلاء..
شامخ : تفضلوا بوية شطالبين..
ام شهلاء : ابو كاظم ندري بيك حقاني.. البنية لازم أهل امها يشوفوها صحيح لو لا.. بغض النظر عن امها..
شامخ : صحيح..
ام شهلاء : نريد دنوة نشوفها وتشوفنا وتجيبوها علينا حتلو بالسنة مرة.. وقطع الأرحام حرام شيخ وانت أعرف بهالشي..
محيي : لا بتي ماتوصلكم حجية.. تردونها تطلع مثل امها..
ابو شهلاء : مدنطلب شي عظيم.. مجرد نشوفها لأن تبقى من ريحة المرحومة..
بقوا يحجون يردون يشوفونها وانه رافض.. بعدين قبلت اذا مرة كل فترة ماتأثر وانه اخذها واجيبها بيدي.. شافوني وافقت وراها راحوا..

دنوة خلصت ابتدائية رادت تكمل متوسطة ماقبلت وتعارك وي ابوي كتله اذا كملت دراسة اذبحها.. صيحت وحچيت.. كتلتها كتلها بطلي مارضت وعاندت..
محيي : خلها تكمل.. بس تتخرج من السادس ابطلها ماعندي كليات خوووش..
شامخ : هسه ختكمل متوسطة شمالك انت.. هاي مو أخيتك سناء.. دراسة وتخرج بعد شكو مانعها لبتك ليش..
محيي : بتي وبكيفي.. لاتنسى هاي بت شهلاء.. يعني بت العاااار.. لاتخليني افتح دفاتر عتيگة بوية انه روحي بخشمي وحگ لا اله الا الله..
انطيت فلوس لابتسام راحت اشترتلها هدوم وغراض للمدرسة.. صحيح اضوج منها بس لمن تتمرض اتسودن.. عسى ما اخذها للگمر بس تصير زينة.. لمن تطلب مني هدوم لو اكل همات مااقصر وانطيها شتريد.. بس من توصل للمدرسة والقرطاسية لا هنا بحث آخر..

مشت الأيام هادئة.. كلشي هادئ وساكن.. بديت أتعود ع الحياة هاي وكلشي بيها.. مااطيق البيت وخصوصا غرفتي.. طلعت الأثاث بعته والهدوم انطيتها للفقرة.. مال شهلاء من يوم وفاتها محطوطات بمكانهن لأن مااجي بالغرفة تاركها.. بس هسه تفرغتلها.. انطيتهن.. اشتريت غرفة جديدة وكعدت جوه.. الغرفة هاي صارت لسرور ونواة..

حامد بعدها علاقته بينا منتهية بس ابوي كام يطلب رائد بهواي أمور ويجي لبيتنا.. انه أدروش لمن يجي.. ارزلها لدنوة وادخلها لغرفتها اقفل الباب عليها لحدما يطلع يله اخليها تطلع.. مااحبه ولا اطيقه اتسودن منه.. اتخيله هذاك العمره 18 ويريد دنوة تجي تحضنه ام السنتين فماخليتهم يلتقون نهائيا.. هو همات يفوت بهدوء ويطلع بالهدوء نفسه..
كلشي جان صامت لحدما صارت انتفاضة العراق بالبصرة بسنة الـ99.. كعدنا بالشهر الثاني على صوت الناس تبچي ابنهم مستشهد.. ابوي ماقبل نشارك لا وي طرف الشيعة ولا وي السنة.. بقينا بالبيت بس متوترين وخايفين.. هواي ناس راحت بهالمعمعة والجهة المغايرة للحكم.. استمرت لحد نهاية الشهر الثاني.. ابوي گال شكلها حتبقى اكثر.. أخذنا الحيطة واكو ناس اجت علينا من المدينة بقوا عدنا بمضيفنا.. الديرة بعيدة عن المركز فمايوصلنا شي من ناحيتهم.. مع ذلك انه ما أمنت.. اخذت دنوة وولد قاسم ولو كلهم كبار ورحت لبغداد.. فتحت البيت وكعدنا بي.. بعدين بدوا يجون ابوي وأمي وخواني.. ملينا من التهجير.. كل فترة تصير فتالة والبصرة طايحة بيها عبالك هي العاصمة.. تأذينا بين ما خلصت الانتفاضة.. ولدنا ضاعت عليهم تلث شهور دوام.. لحد الشهر الرابع انتهت ووگف اطلاق النار.. بدينا نرجع واستقرينا على أمل مانرجه نتهجول مرة اللخ..

مشت السنة على خير.. رجعت اكعد بالفصول والكعدات بس بطلت اتعارك.. كبرت ولحيتي طك بيها الشيب.. اعاين على روحي بالمراية انقهر.. ضاع عمري بتجارب فاشلة أثرت على نفسيتي وتفكيري بس اكول الك بيها إرادة ربي.. لواء بنى بيت ببغداد وانتقل لهناك.. صار عنده قصي وعامر وورود الصغيرة.. بقينا انه وقاسم وولده.. البيت مايفرغ من الخطاطير بحيث ماحسينا بالفرق..  فيصل أول فترة ويانا بعدين بنى بيت يبعد عنا قطعتين متروكات.. صار عنده يونس ونور وزينب.. ساعدته بالبناء وسويتله خريطة مرتبة ووكفت وي العمال لمن دگوا القالب.. غيرت موقع شغلي كمت اشتغل ببغداد وفيصل همات شغله ببغداد..

الى أن انه وفيصل بايت يم لواء عساس باچر نرجع.. وبالليل بالشهر الرابع مانحس غير الجامة مالت المطبخ طاحت صارت كحل.. التحفيات تحلحلت من مكانها لحدما طاحت.. صوت قوي فضيع هز كل ذرة صمود بداخل المواطن العراقي الي شاف انواع العذاب والتعب والتوتر من الـ79 لحد هالسنة.. بقينا مصفصفين واحد يعاين ع اللاخ ماندري شنو هالصوت.. هدأ وبقى بس الدوي مالته.. صوت رمي وطلقات..
محيي : ابقوا هنا لاتطلعون..
فيصل : وين رايح يمعود.. مدتسمع الرمي..
محيي : اصبر انت..
عفتهم وطلعت ماانكر خايف بس لازم أعرف شكو.. اشوف الناس طالعة بالشارع ونازعة قمصانها.. منهم يصيح يكول : راح الظالم.. راح الچان حاكرنا..هسه امريكا ادللنا دلال..
الثاني يگله : يسواك ع الأقل جان عدنا هيبة..
الآراء تضاربت وماكو صح بينهم ثنيهم لأن الطرفين عدهم سلبيات وايجابيات.. طبيت للبيت وبقى صوت القصف والرمي لحدما طر الفجر.. التلفزيون انكطعت اشارته والتلفون هماتين.. اريد اخابر ابوي ماكو مااكدر.. بقينا محبوسين بالبيت لحد ثاني يوم طلعت بحجة اجيب صمون واشوف الدبابات الأمريكية بكل مكان.. الجو مو صاحي وتراب قوي.. الچياسة مطشرة بالگيعان والبشر يمشي منصي راسه بس الأمريكان رافعين روسهم چنه وطنهم مو وطننا.. تمشيت وصلت لمصرف الرشيد واشوف السلابة طالعين وشايلين هبدة فلوس.. اجه واحد لاخ تعارك وياهم راد ياخذ الفلوس وماقبلوا ينطوهيا كام خله طلقة براسه واخذهن منه صاير بيهن دم.. الوادم كامت تاكل بلحوم بعض ويصيحون حنعيش وناكل أكل براسه خير.. انه بس اشتريت ورجعت بالعجل.. بقينا ببغداد عشر أيام بهالحدود.. الطريق مسدود والبصرة متدمرة دمار.. وراها صفت الأوضاع شوي.. طلعت الصبح رحت لشذى والبنات خايفات خطية.. وديتها لبيت أهلها هي والبنات وقفلت بيبا البيت ورجعت للبصرة..

حامد .......

مرت أيام وأم سارة توفت.. صار عدها نسيان شديد بحيث نستها آخر فترة.. راحت لدار حقها وأكيد هناك حترتاح اكثر من هالدنيا.. بقت فترة حزنانة عليها بعدها فكت واني وياها ماتركتها.. روحي من الدنيا شيوجعها يوجعني ضعف..  لحد الـ98 گبت العيطة.. شكو.. محمد ضارب ابن حمدي بلايس براسه.. تخبلت اني.. رحتله بنفسي أخذته للمستشفى خيطوله راسه ست خياطات.. قميصه متدمر.. كله دم والدگم طافرة مال واحد جاره منه.. اخذته ورجعت للبيت.. اعتذرت منهم..
ابو حمدي : ابو رائد انت جارنا ونعزك على راسنا.. بس بعد لو انت تشيل لو احنا.. ابنك هالمرة ضرب ابني ببلايس مرة اللخ يخلي طلقة براسه.. ماادري شنو عداوته وياه..
حامد : حقكم عليه يابة.. شباب ويغلطون.. مسحوها بيه..
ابو حمدي : لا يابو انت صفحتك بيضة عدنا.. بس ابنك كله اسو بأسود..
ضليت كاعد عدهم اعتذرت مافاد.. رجعت للبيت رزلته اجيب اضربه راشدي ونزلت ايدي.. : بعدين تگلي تحب رائد.. هو رائد لو مثلك جان سويت هيج واكثر.. بس اني انطيتك عين وانت متستاهل..
محمد : اهووو يابة هسه شكو شسويت..
حامد : هاااا لك الك عين تكول هيج.. دمشي من جدامي انعل ابوك لابو حتى الخلفك..
دفعته لغرفته ورجعت احاجي سارة.. بمرور فترة قصيرة اندكت الباب عليه.. رحت فتحتها.. جماعة من الجيش.. حاچيتهم ردت اشوفهم وين يوصلون..
- : حجي ابنك ملازم اول رائد حامد مو..
حامد : اي نعم تفضلوا..
- : هو ضابط كفوء ونيشانه بالمكان.. ماطوله هيج نريد أخوه وياه اكيد حيطلع مثله..
حامد : لا ابني ديدرس لغات سيدي مامفكر بالجيش.. بس رائد جان يريد يصير ضابط ومامنعته..

بقى يحاجيني عباله حيقنعني وانطي ابني عسكرية.. شبيه تخبلت.. هو رائد وگلبي يجمر علي لمن يروح للدوام.. عاد محمد لا مستحيل.. وهذول اذا رادوا واحد يلطشون.. قررت ابيع البيت واسكن بالبصرة.. ماردت ابقى بهاي البؤرة والمنطقة نفسها.. رحت لدلال اجه شاف البيت كال كذا مبلغ يسوى.. وراها نزلت للبصرة دورت على بيت مناسب بمنطقة هادئة بس انطي فرق مبلغ بسيط.. هستوني كملت معاملة نقل الأملاك وهالمعمعة وسمعت بالانتفاضة بالبصرة.. جريت بوش وبقيت بمكاني ماشلت الى أن هدأت الأوضاع وراها بديت أنقل بالغراض ونزلت للبيت الجديد.. رائد يداوم بتكريت المسافة بعيدة.. اول فترة يجي يخلص الاجازة نايم من تعب السفر والدوام بعدين كتله بوية شعندك هيج موازي روحك.. بات ببيت خالك وثاي يوم تعال عود.. گام يسوي هيج وارتاح ع الوضع هذا..

محمد يدرس لغات فارسي واخلاص تخرجت من السادس بالـ99.. رادت لغات كتلها شيعجبج قدمي مااقيدج.. قدمت لغات ألماني وطلع قبولها.. هي ومحمد يرحون سوه ويرجعون واني وياهم علمود المحل.. رائد صاحب مسؤولية ماترك المحل ومواضب علي.. عمره طخ التلاثين وميقبل اخطبله.. ميكول ليش الى أن فديوم طبيت لغرفته واني مو طبعي افتش بغراض أحد خصوصا ولدي.. بس لكيت البيرية مالته ع الچرباية وبنصها صورة.. شلتها وشفتها دنوة بت محيي.. بعدها صغيرة شحب منها.. ماردت اسأله خاف أحرجه تركته على راحته ومنتبه علي لمن سارة ترجع من بيت أهلي وتسولف عليها هو يضل يسمعلها لحدما تخلص ويروح .. عرفته يحبها والمحبة من الله..

مرت أيام مابيها شي يستحق الذكر.. رائد متفوق على أقرانه برتبته.. خصوصا لمن صارت الانتفاضة بالبصرة هو شارك بيها وعنده مواقف بطولية كثيرة خلته يترقى لرتبة رائد بسنة 2003 بدايتها.. بعدها هو جان بالواجب وصار السقوط.. اخلاص ومحمد ببغداد ورائد بتكريت.. ولدي كلهم مو يمي.. ضغطي صعد وگلبي يدك سريع.. الاتصالات مكطوعة مااكدر اخابر.. ثاني يوم العصر رحت للدكتور فصحني كال تضخم بالقلب وانطاني ابرة تنظم الضغط.. الظروف فرضت المرض عليه واني ذاك الضخم والي صحتي ميكسرها اقوى ظروف واقوى موقف.. بس العمر كسر بيه.. مرت عشر أيام وراها رجعوا محمد واخلاص خليتهم بالبيت بعد ماطلعوا.. بقيت اتاني ايام وليالي بس اريد تندك بابي ويجيني رائد.. لحدما الصبح كعدت دااروح اجيب ريوگ توني فتحت الباب وصار بوجهي.. ماصدكت والدمعة بطرف عيني.. لابس دشداشة وكل سلاح وشي يخص العسكرية مذبوب عنه.. حضني وبچى بصوت أول مرة اشوفه هيج.. طبينا جوه وغسل وجهه..
حامد : سلامتك يابة ضل بالي عليك..
رائد : لو ميت ولا شايف الشفته يابة.. ذبيت الرتبة تعبت عليها ذبيتها..
سكت بس مقهور مبين القهر بعيونه.. الجيش إنحل وكل ضابط يلزموه الامريكان يذبحوه.. الروح عزيزة فنازعين العسكري وراجعين بالدشاديش..

هاي الفترة هي بداية نهاية سطوة العراق وهيبته.. كلشي انتهى وبدت حكاية ومعاناة ابناءنا وممكن تكون أقل تعب وعبء من عدنا وممكن لا.. الحياة ناعور واحنا الماي الي يلاعب خشبها.. نصعد وننزل.. نتألم ونفرح .. بالأخير كلنا حلم ونحس على نفسنا وصلنا لعمر الخمسين فما فوق ......

يتبـــــــــــــــع................