son !

By selsazemiti

104K 6.5K 1.8K

كانت كالنسيم الزائر بالنسبة لي، أنعشت دواخلي و ضمت برودة روحي لتنقل لها دفئها، و من دون سابق إنذار رحلت تاركت... More

01
02
03
04
05
06
07
08
09
10
11
12
13
14
15
16
18
19
20
21
22
23
24
25
27
28
26
29
30
31
فصل توضيحي
32
33
34
35
36
37
38
39
40
فصل إضافي/1/
/2/
/3/
/4/

17

2K 136 38
By selsazemiti

بسم الله

اللهم صل و سلم و بارك على نبينا محمد
.
.
.
.
.

مرحبا أعزائي 💖

الفصل طويل كونه سيكون نهايتا لمرحلة من الرواية و بدئ مرحلة جديدة

أتمنى أن تمنحوه كل الحب
و التشجيع

إستمتعوا 💓

.
.
.
.
.

تلك التخبطات أيسر الصدور
لها معان شتى،
و لطالما كانت دقاتي مرتعبة !

عيناه الدامعة أبصرت تراجع أخته خطوة نحو الخلف مع كف موضوعة على شفتيها المكافحة لشهقات فضحتها لمعة عينيها

هو إعتقد أنها غاضبة منه، تلومه لتركها وحيدة و عدم المكافحة لإنقاضها و لكنها خيبة ظنونه عندما أقبلت تضمه لدفئ صدرها تبكي على كتفه بكل شجن

" تايهيونغ، إعتقدت أنك غادرت الحياة، أنا سعيدة كونك بخير، سعيدة جدا "

هي كافحت لإخراج كلماتها المتقطعة ليبكي من بحضنها كطفل صغير شاعرا بالذنب يتفاقم داخله خانقا لروحه

" أنا آسف لعدم إنقاضك، كنت عاجزا جدا، لم أكن لك الأخ الذي يحميك فرجاءا سامحيني "

أخرج كل ما يضيق بصدره ليتلوه على مسامعها منتحبا، هي شدت عليه بين يديها أكثر من ذي قبل كأنها تخبره أنها الآسفة لتركه وحيدا يصارع للحياة

" لم يكن لك ذنب بما حدث تايهيونغ، كلانا يعلم كم كنا عاجزين عن فعل أي شئ عدى الرضوخ لهم حفاظا على أرواحنا المنهكة فكفاك لوما لنفسك "

حاولت بجهدها جعله يهدأ كون لا يد له فيما حصل معها، مدركة لكونه أضعف من أن ينقضها وحيدا، شاكرتا لوكنه لازال على قيد الحياة

" إشتقت لك جدا "

عبر لها عن مشاعره بكل صدق لتمتم له بإشتياقها المتبادل وسط حظنهم الأخوي

" فلتكف عن البكاء فلم تعد طفلا "

ألقت بكلماتها مدعيتا الغضب من تصرفات أخيها الطفولية بعدما فصلا عناقهما لتتوقف فجأة عن فعل أي شئ و كأنها أدركت شيئا وسط طيات حديثها

" أين، صغيرك ؟"

هي إبتلعت غصتها بعدما سألت عن الطفل الذي ينتمي لأخيها منتظرتا منه جوابا يشفي قلبها السقيم من الفقد

" أسميته جونغكوك، و هو على ما يرام فأنا أعتني به جيدا "

إجابته العفوية إنتهت بقهقهة سعيدة لتشاركه أخته بالضحك كونها إعتقدت للحظة أنها ستسمع ما سيمزق قلبها

.

" هيا يونا، فلتخبريني !"

سألها بمنتهى الفضول فور جلوسه على الطاولة المستديرة التي إحتوت أربعتهم لتدير المعنية عينيها بنفاذ صبر كون أخيها يزعجها من وقت طويل

" حسنا سأتكلم أيها المزعج
الصغير "

أخبرته ساخرتا ليظهر تايهيونغ ملامح الإنزعاج كونه يكره مناداته بالصغير

" ليس بيننا سوى سنتين أيتها العجوز، ثم إنني أصبحت بالثامنة عشر و أمتلك طفلا فلا تناديني بالصغير "

إنفجر ثلاثتهم ضحكا على كلماته المتناقضة ليضم يديه لصدره مدعيا الغضب منهم و عدم رغبته بالحديث معهم

" لا تغضب، سأخبرك بكل شئ "

هي حاولت مسايرته بعدما رأته يمثل الغضب لينظر لها بنفس الفضول الذي كان يعتريه منذ لحظات دافنا غضبه عمق البحر

" عندما أخذوني في ذلك اليوم جعلوني أصعد في سيارة كبيرة تشبه سيارات نقل السجناء، وجدت فيها مجموعة متعددة من الفتيات رفقة جنديين يحرساننا، كان المكان موحشا كما أن رائحة الخوف كانت فواحة في الأجواء، لم نكن نعلم حينها أين سنذهب
و إلى ما سيؤول إليه حالنا "

سكتت للحظات مبتلعتا غصتها لتكمل بصوت مرتجف

" قضينا وقتا طويلا في السير
و ربما أيام لنجد أنفسنا داخل الجهة الجنوبية لشبه الجزيرة، كنا قد مررنا بسهولة عبر الحدود كون أن من يحرسونها كانوا من الخونة الذين يتعاقدون مع العدو، أخذونا إلى مكان دب الرعب في نفوسنا، البشر فيه كانوا مجرد وحوش يرتدون أقنعة الخبث و اللاإنسانية، كل ما يرغبون به هو نيل مصالحهم و الركض وراء الدنيا"

مسحت دمعتها المنزلقة بهدوء تحت أنظار أخيها الباكي و جيمين الذي كان لا يقل عنه بشئ

" علمت حينها أنه ليس سوى مكان لنباع فيه كعبيد، كان يحتوي على الكثير من ضحايا الحرب، نساءا
و رجالا و حتى أطفالا لا يفقهون في حالهم شيئا، وقفت أمام الباقين نبكي حظنا ليتشاجر علينا أولئك الهمجيين و كأننا مجرد سلعة معروضة و ليس بشر ! "

الغصة منعتها من إنهاء الحديث لتجهش بالبكاء أمامهم، جميع الأنظار إتجهت ناحية طاولتهم كونهم كانوا بحالة يرثى لها

تايهيونغ يبكي بصوت مرتفع مواسيا لأخته التي كانت ستضحك على طريقة بكائه لو لم تكن بمثل هذا الموقف

يجاوره جيمين الذي ينظر للمشهد المؤثر أمامه و هو ينتحب كأنه المعني بالموضوع لا يونا

ذلك الشاب الجالس بالجانب الأيمن ليونا و يقابل تايهيونغ كان هادئا بشكل غريب لهم، نظراته جامدة
و وجهه الأبيض الشاحب بلا تعابير تقرأ، عينيه العسلية الناعسة المغطاة بخصلات من شعره بني اللون كانتا تروي ألما أقسم تايهيونغ الفضولي في البحث بشأنها لاحقا !

" لقد تم بيعي لشخص ما، لم أعي كيف و أين و متى و لكنني وجدت نفسي أجر من قبل رجل أصلع سمين إلى سيارة سوداء ذات حجم يدل على غناه، أرغمت على صعودها و إنطلق بنا السائق ناحية المجهول و لكنني لم أكن لأفقد الأمل في النجاة، كنت هادئة جدا في البداية و لكنني عندما سمحت لي الفرصة تشاجرت مع السائق مديرتا مقود السيارة بعشوائة حتى إنتهى بنا الأمر مصتدمين بشجرة "

لازالت دموعها تهطل و هي تروي ألمها، تايهيونغ أطلق شهقة متألمة عندما سمع كلمة حادث و كأنه لا يصدق جلوس أخته بجانبه الآن، هي بخير و بأمان و لكن القلق لازال ينهشه، لازال رعب الفقد يلاحقه قاتلا ما بقي من روحه المتآكلة

" لم أتضرر كثيرا كوني كنت أجلس بالخلف عكس السائق و ذلك الرجل السمين الجالسان بالمقدمة، كان هناك جرح صغير نازف برأسي
و لكنني قاومت كل الآلام راكضتا لأبعد ما يكون عنهما، بقيت أجاهد للهرب حتى غربت الشمس و لم أجد نفسي سوى داخل منطقة مليئة بالمنازل و الحدائق، كانت تدعوا للسلام و الراحة و هذا ما جعلني أبتسم لنجاتي، طرقت إحدى الأبواب دون تفكير كوني قد كنت متعبتا للغاية، متأذيتا
و جائعة، و لحسن حظي كان منزل لي سو، لقد إعتنت عائلته بي
و إعتبروني فردا من عائلتهم حتى يومنا هذا، حينها فقط علمت أن الحياة غير ظالمة، أدركت أنني نجوت من مأساة محتمة و لكنني كنت أبكي شيئا واحدا، كنت أتوجع لبعدي عنكم "

قصتها الموجعة قد إنتهت و معها دموعها قد جفت، تايهيونغ أقبل يضمها بين يديه لتبادله الحضن بهدوء مربتتا على ظهره شاعرتا بالأمان داخل حضن أخيها الأصغر

الساعات قد مرت بسرعة دون شعور، كانوا يتبادلونها في الحديث و الضحك، تايهيونغ أخبر أخته عن كل ما حصل معه أيضا، كلاهما قاسى الألم و لكنهم علموا أن الحياة بقدر ما تأخذ فهي تُعطي،
و بقدر ما تألموا من البعد فقد سعدوا باللقاء

.

شهقة عالية أطلقها جيمين الذي ينظر لساعة هاتفه التي تشير للتاسعة ليلا و لعدد المكالمات التي كادت تفجر هاتفه الموضوع في الحالة الصامتة

" تايهيونغ، ودع الحياة يا
صديقي "

قال جملته بدرامية مبالغة لينظر له البقية بإستفهام حتى إنتفض تايهيونغ من مكانه متسببا في وقوع الكرسي من خلفه

" إلهي، سيقتلوننا حتما"

هو كان شبه مصاب بحالة هلع لتسأله أخته عن ما يجري معهم فيأتيها جواب درامي آخر من جيمين

" أربعة مكالمات من نامجون،
عشر مكالمات من سيوكجين،
رسالتان من يون سو،
رسالة طويلة جدا من نامجون يتوعد فيها بقتلنا،
بالإضافة إلى مكالمة أخرى من رقم مجهول !"

تايهيونغ قد إصفر و هو يسمع كلمات جيمين المختلطة بنبرة باكية، هما متأكدان أن البقية لن يمرروا غيابهم هذا بسلام

" يجب أن تأتيا معنا لكي نوضح لهم الأمر فلا أريد أخذ توبيخ
منهم "

تايهيونغ توسل أخته بنظرات بريئة لتهز رأسها بالإيجاب ضاحكتا لردة فعلهم اللطيفة كما تعتقد

.

يقفان أمام الباب بدون فعل شئ
و خلفهما كل من يونا و لي سو المتعجبين من تصرفاتهما الغريبة

" ألن تطرقوا ؟"

لي سو سألهم بحيرة كون اللذان أمامه متيبسان في مكانهما منذ دقائق عدة

" أنت لا تعرف نظرات نامجون الحارقة و لا محاضراته التأديبة،
لا تعرف سيوكجين و طريقة إستفزازه و لا يونغي الذي إن كان هنا فسيكون كبركان خامد ينتظرنا لينفجر، إضافتا إلى يون سو زوجة هوسوك التي تعتبرنا كأفراد من عائلتها و بالتأكيد ستوبخنا على إقلاقهم "

لي سو قلب عينيه معتقدا أنهما يبالغان ليتقدم طارقا الباب على غفلة منهما ليشهقا معا و يحتميا خلفهما

" تايهيونغ و جيمين، يا عديما المسؤولية أنترككما في المنزل لتعتنيا به فلا نجد لكما أثرا، لقد عدنا على الساعة الرابعة عصرا
و منذ ذلك الحين و نحن ننتظركما و لكن كلاكما طفولي كفاية لعدم طمأنتنا أو حتى التفكير بالسؤال عن حالنا "

نامجون صرخ بهما فور ما فتح الباب متجاهلا الفتاة و الشاب أمامه

" لا تقلق نامجون، أخبرتك سابقا أن هذين الطفلين بخير فقط يلهوان في الأرجاء "

سيوكجين يعلم جيدا بأنهما ينزعجان من تلقيبهما بالطفلين
و لكن هو لن يضيع الفرصة أبدا

" فلتدخلا و سأريكما "

يونغي إكتفى بكلمتين متوعدتين
و هو يدفع الآخران من أمام الباب آمرا الخائفان بالدخول

" ما بهم ؟"

لي سو كان قد علم سبب ردات الفعل الذي أبداها كل من تايهيونغ و جيمين سابقا و كلماته الحائرة جعلت الثلاثة الواقفين عند المدخل ينتبهون له و ليونا

" من أنت ؟
أعتذر إن تسبب هذان المزعجان بأي مشاكل لكما و نعدكم
بالتعويض "

نامجون رمى بكلماته بكل ثقة كونه إعتقد أن اللذان أمامه قد إفتعلا مصيبة ما

" لا، هما لم يفعلا شيئا، لقد كانا معنا طيلة الوقت "

يونا تدخلت في سياق الحديث ليرفع نامجون حاجبه بإستغراب يطلب منها التعريف بنفسها

" أعتذر، أنا يونا، أخت تايهيونغ "

تايهيونغ و جيمين كانا مستعدان لكي يقسما أن فك الثلاثة أمامهم قد لامس الأرض من شدة دهشتهم لما سمعوه

" دعونا ندخل و سنخبركم بكل شئ "

جيمين أخبرهم بلطف داعيا أن يتجاهلوا أمر معاقبتهما بعدما يعلما بسبب تأخرهما ليومؤوا له بالموافقة متجهين للداخل

.

" شكرا لإستضافتي "

يونا كانت تبتسم للآخرين بحب
و هي تودعهم بجانب لي سو بعدما قضيا ساعتان في الحديث
و الشرح و تناول العشاء، كما تعرفا على جونغكوك الذي سعد جدا عندما رأى خالته و كأنه يعلم أنها جزء مهم من عائلة والده

" سأشتاق لك جدا "

تايهيونغ كان يتذمر من فكرة مغادرة أخته السريعة و هو يحمل جونغكوك الذي يبتسم لكل من تقع عيناه عليه

" تايهيونغ، سنلتقي مجددا فأنا لا أبعد عنكم كثيرا فرجاءا بدون تصرفات طفولية "

هي مازحته مما جعله يعبس لتقهقه عليه ثم تودعهم مغادرتا المنزل

" إذا ؟"

نامجون كان لايزال غاضبا من تصرفهما اللامبالي فقد جعلا الجميع يقلقون عليهما

" لقد علمتم السبب فلا توبخونا "

جيمين ترجاه و لكن الآخر كان لازال مصرا على أن يوصل لهما كم قلقوا عليهما

" لقد كدنا نموت من القلق عليكما، كان يجب أن تخبرونا عن طريق الهاتف كأبسط طريقة، الجميع إتصل بكما و لكن يتبين في الأخير أن هاتف تايهيونغ في المنزل
و هاتفك على وضعية الصامت !
لما تملكان هاتفان إن كنتما لا تستعملانهما "

" نحن حقا نعتذر، نعدك بعدم تكرار الأمر فرجاءا هذه المرة فقط "

تايهيونغ كان يبدوا تعبا من كل ماحصل حتى أن صوته كان نعسا
و نامجون قد أشفق على حاله ليسامحهما لاحقين بالبقية لغرفة الجلوس بعدما كانوا أمام باب المنزل

" يونغي، أخبرنا عن تفاصيل ما حصل مع هوسوك "

نامجون طرح سؤاله مستغلا كون هوسوك و يون سو غير موجودان فيبدوا أنهما ذهبا للنوم

" مجرد رصاصة واحدة جعلته هكذا، لقد كنا نخوض الحرب باذلين كل جهدنا في محاولة التخلص من أكبر عدد ممكن من الأعداء و كل شئ كان يسير على مايرام حتى أصابت هوسوك رصاصة مباغتة، لقد لمست جزءا من عموده الفقري و قد كاد أن يموت، بقي شهرا في غيبوبة و عندما إستيقظ لم يستطع تحريك سوى عينه، كان قد أصيب بشلل تام "

هم و لأول مرة كانوا يرون يونغي بتلك الخيبة و اليأس، دموعه قد غلبت إصراره على أبقائها داخل مقلتاه و قبل أن يتحدث أي منهم غادر مسرعا يكمل نحيبه في طريق العودة لمنزله ...

الحزن كان باديا على وجوههم الشاحبة و عيونهم اللامعة و مجددا لم يكن لهم حل سوى الهرب ناحية ملجئهم الوحيد

النوم و السفر ناحية الأحلام حيث يخلوا عالمهم من كل شجن
و يمتلئ بأشخاص يحبونهم !

.
.
.
.
.

الفصل إنتهى💞

أتركوا بصمتكم به أحبتي و أتمنى أن يكون قد نال إستحسانكم

أية أسئلة أو غموض وجدتموه في كامل الفصول يمكنكم تركه بتعليق و سأجيب عليه بكل سرور 💙

رأيكم في الفصل و أحداثه ؟

توقعاتكم للقادم ؟

إبتسمت يوما مخفيتا الأحزان
مدعيتا أن قلبي بسلام
حتى سمعت داخلي صوت إنكسار

رأيكم بعبارة اليوم ؟

💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜

دمتم برعاية الله 💚







Continue Reading

You'll Also Like

108K 10.1K 46
إكتَشَفَ جِيمِين بِأحَد اللَيَالِ حِسَاب مَشهُور عَلَي أحَد مَواقِع التَوَاصُل يَنشُر تَغرِيدَات حَزِينَة عَن حَيَاتِه ومُعَانَاتِه مَع الإكتِئاب. جُ...
259K 3K 23
....
356K 48.7K 61
أسير في حلقة مفرغة , في قبر الأخطاء القديمة، العميق والمؤلم. بدأت من نقطة مظلمة هي الرحم، وأسير نحو نقطة مظلمة أخرى هي القبر، إحدى القوتين تقذفني من...
422K 18.1K 54
(عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة ..... انا ليسى كاتب روائي انا مجرد كاتب يشكل صراعه الداخلي على هيئة حروف ان كنت تبحث عن رواية اسطورية ذات احداث عميقة...