• في منزل السيد ليي •
• يوم الجمعة •
٤:٤٥ مساءً .
كَان تايونق بِرفقَة أصدقائِه يوتا و دويونق قَبل أن يَتّصل بِه والِدُه لِيَطلِب مِنه المَجِيء إلَى مَنزِلِه .
الآن هُو يَجلِس عَلى الكرسِي فِي طَرف طَاوِلة الطّعَام الأيمَن ، و يُقابِله وَالدُه فِي الجِهَة الأخرَى بَينمَا كَلِيهمَا مُرتَدِين بِدلةٍ رَسمِيّة .
" هَذا هُو السيّد بارك ، حَدّثتَك عَنه قَليلًا فِي السّابِق "
تَحدّث وَالِد تايونق مُشِيرًا إلى الرّجل القَابِع عَلى يَمينِه ، لِيَنظُر لَه تايونق ويَنحنِي لَه قلِيلًا .
" هَذِه إبنَتِي جوي ، لطَالمَا أرَادَت التعَرّف عَلِيك "
تَحدّث السيّد بارك مُشِيرًا إلى إبنَتِه القَابِعَة أمَامه ، لِتَنحنِي هِي قَلِيلًا بدَورِهَا بِإبتِسَامة مُتكَلّفَة تِجَاه تايونق .
فِي هَذِه اللّحظَة خَمّن تايونق سَبب إتّصَال والِدُه بِه و لِمَا طَلب رؤيَتِه ، لِيَظهُر الإنزِعَاج عَلى مَلامحِه عَلى الفَور و يُبعِد نَظرَه عَنهُم .
" سَيّد بارك ، تنَاول هَذِه السّلطَة لقَد حضّرتهَا بِنَفسِي "
تَحدّثت والِدَة تايونق بإبتِسَامة بَينمَا تُشَدّد عَلى أحرُف إسم السَيّد بارك ، لِيَبتسِم بِإمتعَاض و يُومِئ ، ليَبدأ اللّذِين عَلى الطّاوِلة بتنَاول العشَاء .
كَانت عَائلَة تايونق صَغِيرة ، تتكَوّن مِنه و مِن والِدته و والِدِه ، بَينمَا لَم يَحضُر مِن عَائِلة السيّد بارك سِوَاه و إبنَتِه .
كَان تايونق فِي الوَاقِع يَعبَثّ بِطَبقِه بَدلًا مِن الأكِل ، لَقَد أصبَح مِزَاجِه سيّئًا بَعد أن إتّضَحَت نَوايَا لَه نوَايَا السيّد بارك و وَالِدُه .
بَينمَا السَيّد بارك كَان يتبَادل أطرَاف الحَدِيث مَع وَالِد تايونق ، حَمحَم قَلِيلًا قَبل أن يتحَدّث .
" إذًا تايونق ، ألَا تُفَكّر فِي أن تَتَوَظّف ؟، أن تَستقِر و تُكَوّن عَائِلَة خَاصّة بِك ؟"
سَعلت إبنَتِه بِخَفّة عِند سمَاعِهَا لِحَدِيث وَالِدهَا ،
لِيَنظُر تايونق نَحوَهَا و يعُود بِنَظرِه إلَى وَالِدهَا لِيُجِيبه .
" مَازِلتُ يَافِعًا "
أجَابة بِنَبرَةٍ بَارِدَة و نَظرَة تَعكِس نَبرتِه .
قَهقَه السَيّد بارك لِيَعُود لِيَتحدّث مُجدّدًا .
" أنت فِي الـ٢٤ بِالفعل الآن ، بِالإضَافة إنّنِي أملِك وَظِيفَةٍ شَاغِرة لَك ، إن كُنت تَفهَم ما أقصِد "
" بارك "
نَطَق بِهَا وَالِد تايونق بِنَبرةٍ مُهَدّدَة قَلِيلًا .
فِي هَذِه الأثنَاء كَان تايونق يُمسِك بِهَاتِفِة أسفَل الطّاوِلة يُرَاسِل أوّل شَخص خَطَر عَلى بَالِه لِيَطلِب مِنه أن يَأتِي و يَصطَحِبه ، جايهيون .
" لِمَا هَل إشتكَى إلِيك العَجُوز ليي ؟، هَل تذَمّر إلَيك مِنّي ؟"
تَحدّث تايونق وهُو يُعِيد الهَاتِف إلى جَيبِه بَعد أن أخبَره جايهيون بِأنّه فِي طَرِيقِه .
" تايونق ألفَاظَك !"
وبّخته وَالِدَته بَينمَا تُحَاول الحِفَاظ عَلى صَوتِهَا مُنخَفِضًا .
بَينمَا وَالِد تايونق كَان يَنظُر لَه بِحِدّة ، وِإبنِه لَم يُبعِد عَينَيه عَنه أيضًا .
كَذلِك إبنَة السَيّد بارك جوي ، كَانت تَنظُر لِوَالِدهَا بِتَوسّل أن يَرحَلَا قَبل وقُوع الكَارِثَة اللّتِي عَلى وَشَك الحُدوث .
تَجَاهَل نَظَرَاتهَا والِدهَا لِيُجِيب عَلى سُؤَال تايونق .
" هُو فَقَط أخبَرنِي بِأنّه يُرِيد تَوظِيفك و .."
" إذًا أخبِره بِأنّنِي لا أحتَاج وَظِيفَتك و لَا أحتَاج مُسَاعدَة أحَدهِم أيضًا ، أنَا أجِيد الإعتنَاء بِنَفسِي و تَدبِير أمُورِي بالفِعل "
قَاطَعَ حَدِيثه تايونق بَينمَا لا يَزَال عَلى تَوَاصل بَصَرِي حَادّ مَع وَالِدُه .
" تايونق الأمْر لَيس كمَا تَتصَوّر "
تَحدّثت وَالِدَة تايونق لِيُقَاطعها تايونق هِي الأخرَى و يُوَجّه نَظرَه نَحوَهَا .
" هَل قُلتِي بِأنّك أنتِي مَن أعدَدتِي السّلطَة بِنَفسِك ؟"
تَسَاءل لِيَغرِس شَوكَتِه فِي السّلطَة أمَامه و كَأنّ شَيئًا لَم يَكُن ، بَينمَا يَهُزّ قدَمَه أسفَل الطّاوِلة بِتَوتّر يَنتَظِر رِسَالة مِن جايهيون عَلى أحَرّ مِن الجّمر .
عَادُوا إلَى تنَاوُل الطّعَام بِهدُوء مُرِيب ، قَبل أن يَقطَعُه وَالِدُه .
" تَعلَم بِأنّنِي دَائِم الإطّلَاع عَلى الأخبَار "
تَوَقّف تايونق عَن الأكِل بَينمَا يُغلِق عَينَيه و يَأخُذ نَفَسًا عَمِيقًا .
" تَعنِي بِأن شَائعَات أن إبنَك شَاذّ حَقِيقِيّة ؟"
تَحدّث السَيّد بارك مُوَجّهًا حَدِيثِه إلى وَالِد تايونق بِنَبرَة مُترَدّده .
فِي هَذِه اللّحظَة إهتَزّ هَاتِف تايونق فِي جَيبِه مُعلِنًا وصُول رِسَالة جَدِيدَه ، خَمّن بِأنّهَا مِن جايهيون ، لِيَصفَع يَدَه عَلى الطّاوِلَة بِقُوّة مُخَلّفًا إنكِسَار سَاعَتِه و سُقُوطِهَا بَعِيدًا عَنه .
جَفَلت وَالِدَته والسَيّد بارك و إبنَتِه جوي مِن قُوّة صَفعَتِه و الصّوت اللّذِي دَوى بَعدَهَا بَينمَا وَالِده لَم تَرفّ عَينَاه حَتّى .
كَان تايونق مُصَوّبًا نَظرَه تِجَاه السَيّد بارك ، قَبل أن يَقِف و يَذهَب مُسرِعًا خَارِجًا مِن المَنزِل مُتجَاهِلًا نِدَاء وَالدَتَه خَلفَه دُون التّفُوّه بِحَرف .
بَينمَا يَمشِي مُسرِعًا لِلخَارِج لحِق بِه وَالدُه لِيُمسِك بِكَتفِه .
" تايونق إستَمِع لِي "
نَظَر لَه تايونق والإنزِعَاج بَادِيًا عَلى مَلامِحِه ، لِيستَأنِف والِدُه بِنَبرَة هَادِئة .
" أنتَ تَعلَم تمَامًا بِأنّنِي لَن أجرُؤ أبَدًا عَلى إرغَامِك عَلى فعلِ أمرٍ أنتَ لا تُرِيدُه صَحِيح ؟"
أومَئ تايونق لِيُكمِل والِدُه .
" السَيّد بارك طلَب مِنّي أن يُقَابِلك بِحُجّة أنّه يُرِيد تَوظِيفَك لَدِيه ، لَم أكُنّ أعلَم بِأنّ هَذِه هِي نَوَاياه الحَقِيقِيّة لِذَلك وَافَقت ، كُنت سَأرُدّ عَلِيه لَكِنّك قَاطَعتَنِي بِرَدّك الفَظّ لِذَلِك تَركتَك تُكمِل حَدِيثك و تُوَضّح لَه مَا تَشعُر بِه حَقًّا "
نَظَر تايونق بِذُهُول نَحو وَالِدُه ، هُو أسَاء فِهم وَالِدُه كُليًّا و أساء التّصرّف أيضًا ، هُو مَيّت لَا شَكّ فِي ذَلِك ، أو هَذا مَا فكّر بِه .
" تَعنِي أنت لَم تَكُن مُدَبّرًا لِكُلّ هَذا ؟.."
" تايونق أنتَ إبنِي الوَحِيد لَن أخسَرك فِي سَبِيل تِجَارة أو عَمل ، أيضًا أنتَ بَالِغ و لَستَ فَاقِدٌ لِعَقلِك أو مَجنُون لِكَي أتحَكّم بِحيَاتِك وأخبِرُك كَيف تَتَصرّف ، أنتَ بِالفِعل تُمَيّز بِين الصّوَاب و الخَطَأ ، أنَا أثِق بِك و أدعَمك فِي خِيارَاتِك مَا دُمت سَعِيدًا و مُرتَاحًا ، و الآن أغرُب عَن وَجهِي لَدِيّ أمُور يَجِب أن أتعَامل مَعهَا ، بِجَانِب إنّ رَفِيقك هُنَا بِالفِعل "
قَاطَع وَالِد تايونق حَدِيثه لِيُشِير فِي آخِر كَلامِه إلى الخَلف لِيَلتَف تايونق و يَرى جايهيون بِدَاخِل سَيّارتِه يَعبَث بِهَاتِفِه .
أرَاد تايونق شُكُر وَالِدُه و الإعتِذَار بِشِدّة ولَكِنّه قَد دَخَل إلى مَنزِلِه بِالفِعل .
تَنَهّد بَينمَا يَشُقّ طَرِيقِه إلَى سَيّارة جايهيون .
" إذًا ، مَا الأمر ؟"
تَساءَل جايهيون بَعد أن تَرَك هَاتِفَه مِن يَدِه .
" خُذنِي بَعِيدًا و حَسب "
تَنَفّس تايونق بَينمَا يُخَلّل أصَابِعه فِي شَعرِه و يُعِيده لِلخَلف .
" لَك مَا تُرِيد "
أدَار جايهيون عَجَلة القِيَادة لِيبتعِد عَن مَنزِل السيد ليي .
بَعد مُدّة مِن قِيَادَة جايهيون لاحَظ إهتِزَاز قَدَم تايونق و نَظَره مِن خِلَال النّافِذَة بِشرُود .
مَسَح عَلى فَخذِه قَبل أن يتحَدّث .
" هَل كُلّ شَيءٍ بِخَير ؟"
أشَاح تايونق بِنَظرِه عَن النّافِذَة لِيَنظُر نحوَ جايهيون .
" أعتَقِدُ ذَلِك ، مَا رأيَك أن نَذهَب إلَى كُوخِك ، بِرفقَة أصدِقَائنَا ، تَعلَم مَضَت فَترَة منذُ أن خَرجنَا جَمِيعًا بِرفقَة بَعض "
" إن كَان هَذَا مَا تُرِيده فأنَا لَا أمَانِع "
أجَابه جايهيون بَينمَا يَدِه لا تَزَال مُستَقِرّة عَلى فَخِذ تايونق .
أومَئ تايونق بَينمَا يُعِيد نَظَره إلى النّافِذة .
" لَكِنّك لَن تَذهَب إلَى هُنَاك بِالبَدلَة صَحِيح ؟"
تَسَاءل جايهيون بِشَبَح إبتسَامة عَلى شَفَتيه .
" أوه تَبًّا لَقَد نَسِيت أمرَ البَدلَة "
تَحدّث تايونق وهُو يَنظُر إلى بَدلَتِه .
ضَحِك جايهيون قَلِيلًا قَبل أن يَقُول .
" لَا تَقلَق يُوجَد لدَيّ بَعض الثّيَاب فِي الكُوخ "
" يالَك مِن سَخِيف "
تحَدّث تايونق وهُو يَنظُر بِإنزِعَاج إلى جايهيون اللّذِي إرتفَعَت صَوت ضِحكَاتِه أكثَر بَعد رَدّة فِعل تايونق هَذِه .
###
مرحبًا ، اتمنى نال اعجابكم الجزء ،
رأيكم ؟، توقعاتكم أيضًا ؟.
ارجو ان تقدمو بعض الحب و الدعم للروايه 💞💞.
وداعًا .