المُحِبّة لجذب الأنظار

Od _Heyv_

31.6K 4.3K 1.8K

am I a pick me girl? إنه مصطلح انشهر في الفترة الأخيرة، هذا الشيء يعني حرفياً، الفتاة التي تحب جعل نفسها محط... Více

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
محطّة ١
محطّة ٢
محطّة ٣
محطّة ٤
محطّة ٥
محطّة ٦
محطّة ٧
محطّة ٨
محطّة ٩
محطّة ١٠
محطّة ١١
محطّة ١٢
محطّة ١٣
محطّة ١٤
محطة ١٥

النهاية ٢٠

901 140 148
Od _Heyv_

من وجهة نظر إليزا:

فتحت عيني على مصراعيهما، كان قماش محشور في فمي ويدي مكبلتين خلف ظهري، المكان مظلم بعض الشيء ويشبه اسطبل أحصنة لكن من الواضح أنه مهجور ومتداعٍ.

كان هناك لغط مرتفع في الخارج حيث البوابة الضخمة مليئة بالثقوب والضوء يتسرب منها مع الغبار، أردت استراق السمع لكن لم أفهم شيء، الحوار يدور بلغة لا أعرفها، حاولت أن أبصق تلك القماشة خارج فمي وعندما نجحت صرخت بهم "يا أوغاد!"

شخص ما من الخارج كان يصرخ، صوته يبدو بعيد، ركزت جيداً لكني فزعت عندما انفتحت البوابة على مصراعيها، كانت هناك الكثير من الوجوه خلفها لكن عيني وقعت على الفور على فير، دخل سريعاً وأغلق خلفه لأصيح به "ماذا تظن نفسك فاعلاً!"

خطى بسرعة نحوي لينحني إلي ويتكلم بخفوت "إهدأي الأمر ليس كما تظنين!"

"لا تدّعي الغباء!"

"أنا آسف لم أرد إخافتك لكن أفراد العصابة سبقوني"

"اللعنة يا فير دعني أغادر في الحال!"

نهض واستطرد بتردد "لا أستطيع، لقد اتفقت مع عصابة أخرى… إنهم أعداء قدماء لخافيير واعتقدت أنهم سوف يساعدوني بالتخلص منه"

كنت في قمة غضبي وصوتي يرتفع أكثر مع كل كلمة أقولها "أهذا هو الحل الذي كنت تخبرني عنه طوال الوقت! ألأجل هذه الخطة السخيفة وبختني ولم تتحدث إلي، بربك ما هذا الغباء! لقد كنت عالق مع عصابة والآن مع اثنين"

صوت فير أخذ يرتفع كذلك "إهدأي! لم تكن لدي طريقة أخرى، لا تقلقي أخي يعرفهم جيداً، كان في حمايتهم خلال فترة هروبه من خافيير"

كززت على أسناني قبل أن أقول "إنزع هذه الحبال عني في الحال!"

"لا أستطيع! ستكونين بخير أعدك بذلك" قال بتسرع ثم اتجه نحو البوابة ليغادر من هناك بينما أنا أصرخ به "فير لا تتركني وحدي هنا! إرجع!" لكنه لم يستمع لي، اتسعت عيني المعلقة في البوابة "ماذا سأفعل الآن! يا إلهي ليساعدني أحد!!"

لم يسمعني أي أحد وبقيت هناك أحاول إرخاء الحبل عن معصمي بأي طريقة، كان الأمر مؤلم فهي مُحكمة الربط، لحسن الحظ قدمي لم تكن مقيدة لذا نهضت أبحث في المكان عن أي شيء حاد لكني أخفضت رأسي فجأة وسقطت عندما سمعت صوت رصاص من الخارج.

كانت فقط رصاصة واحدة، لا أستطيع رؤية ما خلف الجدران لكني واثقة أن أولائك الرجال غادروا من حول الاسطبل لهذا أستطيع صنع بعض الضجة بالبحث.

بينما كنت أتحرك بلا توازن فُتِح الباب الخلفي فجأة ما جعلني أتجمد مكاني، كان ذلك خافيير يركض باِتجاهي، وضع كلتا يديه على وجنتي ليتحدث بقلق وأنفاس مقطوعة "إليزا! هل أنتِ بخير!"

همست وأنا أحرك ذراعي خلفي "خافيير! حررني بسرعة!"

"حسناً إهدأي! أنتِ بأمان الآن"

استدرت حتى ينزع عني الحبال وسرعانما تحررت أمسك يدي حتى يهربني معه لكن فير دخل من الباب الخلفي وكان يحمل سلاح ويشير إلينا "أبعد يديك عنها خافيير!"

تجمدت مكاني واستدرت إليه ببطء شديد، يبدو جاد حقاً ونظراته الغاضبة توشك على حرق المكان، خافيير لم يأخذه بجدية وقال مبتسما "أنت تمزح صحيح؟ أنت لا تستطيع التصويب حتى"

أطلق فير رصاصة خلفنا ما جعلني أنحني وأتمسك بذراع خافيير بخوف، صرخ فير به "هل أبدو كمن لا يستطيع التصويب الآن؟"

حرك رأسه بملل ليتفوّه "أن تجيد التصويب لا يعني أنك تقدر على قتل شخص حقيقي" قال وأخرج مسدسه فجأة وأشهر به على فير ما جعلني أصرخ "توقفا! أرجوكما فقط… لا أستطيع بعد الآن" خانني صوتي في آخر الكلام وسالت دموعي، فير ابتلع ريقه وثبت كلتا يديه على سلاحه "إليزا إبتعدي رجاء!"

مسحت دمعاتي وقلت بإصرار "لن أبتعد! فير ألا تلاحظ أنك تماديت، أنت لست هكذا، هذا ليس مكانك وهذه ليست أفعالك"

"أحياناً أحتاج للتمادي حتى أعيش"

"أنت لا تحتاج ذلك، ضع المسدس أرضاً وغادر!"

"أتمزحين الآن؟"

وضعت يدي على ذراع خافيير قائلة "أنت أيضاً، إرمي سلاحك"

لم يستمعا إلي وخافيير همس "إليزا يجب أن تخرجي من هنا في الحال"

"بل يجب أن تستمعا إلي، لو كنتما تحملان ذرة حُب لي ستفعلان ذلك!" صرخت بهم لكن كل هذا كان بلا فائدة، لم يستمع لي أحد، كانا يقفان بكل استعداد، خافيير يجز على أسنانه، فير لا يحمل سلاحه بالشكل الصحيح أساساً وواضح جداً من سوف يخسر في هذا العراك.

لم تكن لدي أي أفكار جيدة، أنا لا أريد أن يموت أحد، مثل كل مرة جمعت شتات نفسي وقررت التصنع وقول كلام يريدون سماعه.
وضعت يدي على ذراع خافيير الضخمة وضغطت عليها محاولة سحبه بينما أهمس "دعنا نغادر… سوياً"

أنزل رأسه بعض الشيء إلي وهمس "هل تضمنين سلامتك بهذه الفكرة؟"

ابتلعت ريقي وحدقت بعيني فير لأجيب "لا يهمني… أريد أن تخرجني من هنا"

فير صاح بي بتهكم "إليزا لا تتغابي، لا تذهبي معه!"

سقطت دمعاتي مجدداً وحاولت الحفاظ على ثبات صوتي "يجب أن أذهب! يجب أن أدعك تعيش بسلام مع أخيك أتفهم! إياك أن تقحم نفسك بالمشاكل مجدداً، أنا لن أكون موجودة لأخرجك منها بعد الآن"

كانت عزيمة فير تختفي ويده ترتخي ببطء نحو الأسفل "أخبرتك ألا تتصرفي بغباء! دعكِ منه وتعالي إلي!"

نظرت له لآخر مرة بعيوني الدامعة، يبدو خائف وحائر، تلك أول مرة أراه هكذا، لن أصنع منه مجرم فهو لا يليق به إسم كهذا، إنه فير الذي لا يهتم للأنظار ويحاول الوصول لهدفه مهما كانت فرصته معدومة، وأنا سأنقذه من هذا الوضع فسحبت خافيير مجدداً "هيا يجب أن نغادر… أنت لم تكن لترفض طلبي أليس كذلك! يجب أن تثق بي هو لم يكن ليقتل أحد!"

خافيير لم يقتنع بكلامي لكنه أراد قلب الطاولة إلى حديث آخر "هل تخبرينني الآن أنكِ اخترتِني؟"

حركت رأسي بعصبية "أجل!"

نظر إلى فير بشماتة وقال "قوليها بصوت مسموع يا إليزا"

"لقد اخترتك يا خافيير!" صُحت لتتسع عيني فير وترتجف يده، لم أجرؤ على النظر بوجهه لأعانق خافيير وأخفي وجهي في صدره.

ابتسم خافيير وأنزل مسدسه ليضعه خلف ظهره، عندها لاحظت من زاوية ما أنه كان في وضعية الأمان، هو لم يُرِد قتل فير لأنه كان واثق أن ذلك الشاب الذي لا يستطيع بيع الممنوعات لا يستطيع قتل أحد أيضاً، نظر بشماتة في وجه فير ثم وضع يديه على كتفي ليبعدني ويمسح دمعاتي بأصابعه، ابتسم وهمس "أعطني يدك"

تشابكنا الأيدي وغادرنا الاسطبل تحت نظرات فير المتفاجئة، كنت بالكاد أسير على قدمي وأتخيل وجه صديقي الذي تركته خلفي وأتمنى في داخلي لو كنت أستطيع تبرير الأمر له.

سرعانما توارى كل منا عن نظر فير، سقط المسدس من يده ليجثو على ركبتيه ويضع كلتا يديه على وجهه…

خافيير بدأ يمشي باِستعجال في الخارج حتى لا يرانا أفراد العصابة، أدخلني السيارة ثم قاد بسرعة بعيداً.

كنت أراقب النافذة، ذلك الإسطبل يبتعد أكثر وأكثر، لن أتواصل مع فير أبداً مجدداً، هل سيكون بخير يا ترا؟

بينما كان خافيير يقود أمال رأسه نحوي قليلاً ليسأل "ماذا قلتِ عن جعل فير يعيش بسلام؟"

صنعت ابتسامة واعتدلت بجلستي مُجيبة "قلت أشياء يريد أن يسمعها حتى نعيش"

ابتسم كذلك "مثل عادتك يا ليز… لن أترككِ أبداً، لن تضطري على المعاناة مجدداً"

"أثق بك… أُحِبُّك يا خافيير"

أجاب باللغة اللاتينية "إليزا، أنا مفتون بك"
السيارة تقود باِتجاه الشمس وأنا أستمتع بالمنظر، لقد حطمت قلب شخص ونلت قلب آخر…

يا ترا في هذه اللحظة، مع من كنت صادقة بالضبط برأيكم، لقد قلت لكلاهما كلام يحبان سماعه ولكن من الذي يسكن قلبي فعلاً؟ لن تعرفوا أبداً إلا إذا أخبرتكم…

الأمر لم يكن بتلك الصعوبة، احتجت فقط لبعض الوقت. هل تتذكرون اللحظات التي اختليت فيها مع نفسي في المصحة العقلية، من هناك بدأ كل شيء، أعرف أن الجميع سوف يكرهني لو عرفوا، ولكن كانت هذه خطتي من البداية.

أنا تأذيت بسبب رغبتي بجذب الأنظار هذا صحيح ولكن لم تنطفئ هذه الرغبة رغم كل شيء ولهذا قررت تغيير مساري، أخبرتكم من قبل أن الفتاة الحزينة تجذب الأنظار أكثر، حتى أني كسبت استعطاف كل من قرأ قصتي، قلت من قبل أني ممثلة بارعة والآن أثبتُّ ذلك وحصلت على كل الاِهتمام الذي أردته يوماً.

في هذه القصة أنا وصديقاي كنا الأشرار وفير كان البطل الطيب، معاناتي لا تثبت أني شخصية طيبة، أنا فقط أحب أن تكون كل الأضواء علي وقررت البقاء مع الرجل الأقوى حتى لو كان مجرم، خافيير يشبهني، محطم مثليْ، والتواجد معه سوف يُغنيني عن كل الأنظار، كان هو الخيار الأمثل.

فير لم تكن نهايته حزينة لقد وجد أخيه والآن سيعيشان بسلام وسوف يتذكرني كشخصية مُضحّية ولن ينساني طوال عمره أو يفكر للحظة أن كل شيء كان لعبة مني، بينما أنا تعبت ووصلت إلى مبتغاي، والداي أصبحا يقضيان وقت أطول معي، انشهر اسمي في المدرسة الجديدة في وقت قياسي وحصلت على رجل قد يقتل لأجلي. من كان يتوقع أن كل هذا سيتحقق يوماً بمجرّد أن أدعي الرهاب من الرجال والمبالغة بإظهار حزني؟

أخبركم لأول وآخر مرّة، لا تصدقوا أحد عندما لا تضطرون على تكذيبه، قد يكون الشخص ممثل بارع مثلي وينسج خيوط حتى يسحب كل الأشياء التي يريدها منكم، شخص وجهه بريء مثل البطة ودموعه على أطراف عينيه لكنه يخبئ سكين خلفه، كانت معكم…
المُحِبّة لجذب الأنظار.

Pokračovat ve čtení

Mohlo by se ti líbit

81.4K 4.2K 33
تُستّهلْ بدماء و رغبه، بنيران و خوف . نحن المخلوقات ليس لدينا سوي التواري في الظلال؛ سحرة،مصاصي دماء، مستذئبين، جنيات و غيرها من الكثير. متوارين عن...
1.2K 825 7
في مكاناً ما من حيٍ قديم.. هناك متجرٌ صغير جميعُ من يدخلهُ لا يخرجُ منهُ أبداً! - start: 2023. Apr. 13 - End: 2023. Jun. 24
1.2K 186 11
الجميع_أسرة، مدرسة، مجتمع_ يقول أن علينا العمل، الاجتهاد، النجاح، الانجاز، دوامة مهام وتوقعات، لكن من أين نبدأ..!
3.2K 101 10
عندما تبحث في سراديب الغموض واسرار الماضي ستجد مالا تتوقعه!! شي قد يخيفك!! عن ماضي بعيد!! قد يغير حاضرك!! ADALINE