المُحِبّة لجذب الأنظار

By _Heyv_

31.7K 4.3K 1.8K

am I a pick me girl? إنه مصطلح انشهر في الفترة الأخيرة، هذا الشيء يعني حرفياً، الفتاة التي تحب جعل نفسها محط... More

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
النهاية ٢٠
محطّة ١
محطّة ٢
محطّة ٣
محطّة ٤
محطّة ٥
محطّة ٦
محطّة ٧
محطّة ٨
محطّة ٩
محطّة ١٠
محطّة ١١
محطّة ١٢
محطّة ١٣
محطّة ١٤
محطة ١٥

١٤

778 132 42
By _Heyv_

"إليزا!… استيقظي" كانت تحرك مقلتيها عندما سمعت صوت همسات فير، هناك رائحة غريبة جداً في المكان، فتحت عينيها وكانت رؤيتها مشوشة والضوء خافت جداً، هناك رجل جالس على أريكة أمامها وفي حضنه بندقية، بلحظة سريعة اتضحت رؤيتها، الرجل كان نائم وهو جالس.

نظرت حولها حيث كانت في وسط بيت فوضوي ذو نوافذ موصدة بألواح خشبية وضوء الشمس بالكاد يتسرب منها بالإضافة للأصوات الخارجية من أشخاص يتكلمون وأغاني راب مكونة من شتائم وتهديدات، حركت نفسها لكن حبال كانت تقيد كل أطرافها على كرسي، فير كان بجانبها مكبل كذلك وينظر إليها بحدقتيه الضيقتين وكان يملك كدمة زرقاء في خده.

همست بصوتها المهتزّ "ما الذي ورطتني به يا وغد"

ابتلع ريقه وألقى نظرة على الرجل النائم ليهمس "هذا ليس الوقت المناسب! عندما يأتي الجزّار ادّعي أنكِ لا تعرفين شيء ولا تخبريه عن اسمك الحقيقي أبداً"

كان الخوف يرهقها ويسيطر على طبقة صوتها "أنا لا أعرف شيء حقاً! ما الذي يحدث، أخبرني الحقيقة، من هو هذا الجزار"

فير كان يحاول إخفاض صوته قدر المستطاع "هذا لا يخصك، حاولي ألا تقحمي نفسكِ بالأمر، يجب أن تخرجي من هنا… أتعرفين… تظاهري أنكِ نائمة، هؤلاء الناس يحملون دماء في أيديهم وأنا عالق معهم بالفعل لكن أنتِ ليس لكِ شأن بهم ويجب أن تغادري بأي طريقة"

كادت تجادله لكنه همس "صه إنه قادم أغمضي عينيك"
كان صوت خطوات ثقيلة قادم من فوقهما مع طقطقة أرضية الخشب، شخص ما ينزل السلالم ويشعل إضاءة الغرفة، كان رجل ضخم بشعر أسود يرتدي معطف من الجلد وخواتم فضية كثيرة تلمع في أصابعه، لم تستطع رؤية وجهه بوضوح فقد كان ملتفت ويضرب الرجل النائم على رأسه ويوبخه. اكتشفت أن تلك الفضة ليست خواتم بل أداة قتال حديدية يتم وضعها في الأصابع.

استدار إليهما وحدق بإليزا بلا تعابير للحظات، كان يبدو كرجل لاتيني في أواخر العشرين ولديه لحية خفيفة، ضم يديه لصدره وتحدث موجّهاً كلامه إلى فير "ماذا يجب أن أفعل بكما الآن" كانت لديه لكنة قوية، فير بدى معتاد على هذا وتحدث إليه بهدوء "لقد أخطأت هذه المرة، هذه الفتاة لا تنتمي إلى هنا"

"حقاً… مَن تكون؟ حبيبتك؟" قال ثم جلس القرفصاء أمام كرسيها وأمال رأسه وهو يراقب وجهها الخائف وشفاهها المرتجفة.

"مَن أنتِ؟" سألها الجزار لكنها لم تجبه، فير تحدث بلهجة غاضبة "أنا لا أعرفها! يجب أن تدعها تغادر"

"أصمت أنت! أنا أتحدث إليها"

حركت عينيها إلى فير وابتلعت ريقها لتجيب "أنا روز"

أومأ الجزّار ليحرك شفاهه "أنا خافيير، حبيبكِ فير يملك أخ وهذا الأخ لنقُل أنه اختفى مع بضاعتنا التي تساوي ثلاثمئة ألف دولار منذ حوالي شهرين وكان على فير أن يسد ديون أخيه عن طريق البيع لطلاب المدرسة أو مهما يكن لكن هذه المرة اختفت بضاعتنا التي تساوي ألفي دولار ولم يسدد دولار واحد، حالياً أنا مضطر أن أقتله حتى أسترجع حقي منه ومن أخيه، الآن نحن نعرف بعضنا وأصبحتِ واحدة منا تهانئي لكِ"

فير صاح به بغضب "خافيير ما اللعنة التي تفعلها! أخبرتك أني لا أعرفها لتخبرها قصة حياتي!"

نهض وابتسم بسخرية "أعرف التفرقة بين نظرة العاشق والجاهل مثل معرفتي للفرق بين رائحة الحشيش الطازج والعتيق"

بدأ الصراع بينهما وحاولت إليزا أن تفهم العقدة التي خلف ظهرها وتحاول فتحها بينما فير مايزال يتكلم بتهكم رغم أنه لا يملك أي فرصة في هذا الوضع "وإن يكن! لماذا تقحمها في أمورنا الشخصية"

"توقعت ألا تفهم فأنت غبي مثل عادتك، مَن سيدفع ديونك وديون أخيك بعدما أقتلكما مثلاً؟ روزيتا هنا ستعرف بالتأكيد ما عليها فعله وستنجز مهامها على أكمل وجه أفضل منكما، صحيح روزيتا؟" قال الأخيرة بعدما أعطاها نظرة مرعبة لتبتلع ريقها.

"تريد قتلي أقتلني لكن دعها تغادر"

تجاهل فير كلياً واستجوب إليزا "أنتِ! هل لديكِ أي خبرة بالتجارة؟"

لم تعرف ماذا تقول، كان خافيير يضع كفه خلف أذنه منتظراً إجابتها، في أوقات كهذه يجب أن تتمسك بأي حل تعثر عليه، يجب أن تنجو بقوة تمثيلها مجدداً، رفعت رأسها وثبتت فكها قائلة "ليس من مصلحتك أن تتركني هنا"

ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهه "أنتِ لستِ في وضع يسمح لكِ بالتحدث عن المصلحة"

حدّقت في وسط عينيه وقالت بجمود "إذا اختفيت خلال عشر ساعات سوف تبدأ الشرطة بالبحث عني بجدية، وصدقني هم سوف يعثرون علي"

"لا تقولي أنكِ إبنة الرئيس ونحن لا ندري"

لا مبالاته ترخي عزيمتها لكنها لم تملك أي أفكار أفضل "لا، ولكني متهمة بجريمة قتل ابن شخص مهم في الدولة، لهذا أنا تحت مراقبة مشددة، اذا اختفيت لساعات معينة سيظنون أني هربت"
كان فير يحرك رأسه لها بصدمة كأنه يقول "لقد خربتِ كل شيء"

خافيير لم يأخذها بجدية وكان يسخر منها باللغة اللاتينية مع الرجل الجالس على الأريكة، هي لم تستسلم بعد وقالت "أعرف أنك لا تصدقني… ولكن يمكنك العثور على كل هذه المعلومات في الإنترنت بالفعل، إنه لوك إبن السياسي"

"حقاً؟ أتعرفين كيف يبدو شكلكِ الآن؟ هل تعرفين ذلك الكتكوت الأصفر الذي يحمل سكين، يمكنكِ العثور عليه في الإنترنت"

الرجل الذي خلفه على الأريكة رفع له شاشة هاتفه وأضاف "إنها محقة، لوك إبن السياسي تم طعنه منذ أسابيع وتقول التحقيقات أن زملاءه من المدرسة متهمين بهذا"

استدار نحو الرجل وقال رافعاً أحد حاجبيه "مهلاً أليس هذا نفسه لوك الذي يشتري منا الحشيش؟ لماذا أشعر أني أصدق هذه الكذّابة الآن؟"

"أجل هو نفسه! هل تذكر صديقه كيليان الذي يكون معه أغلب الوقت، هو أخبرني الأسبوع الفائت أن فتاة ما طعنت لوك لتنتقم وهو الآن في غيبوبة"

فير تدخل مجدداً "أنا أملك المال" صمتوا جميعاً سرعانما تفوه بهذا الكلام، خافيير التفت إليه "هل تكذب مجدداً يا فير"

حرك رأسه نفياً "ليس هذه المرة… الأمر لا يتعلق بي وحدي الآن، سأجلب المال بأي طريقة… فقط أتركها وشأنها"

حرك عينيه إلى إليزا بملل "ماذا تقولين يا روزيتا؟ هل علي تصديقه؟"

"إذا أردت رؤية أموالك يجب أن تدعنا نرحل من هنا"

"تعجبني هذه الفتاة، تبدو وكأنها تعرف ما تقول على عكسك أنت أيها الكاذب، سأدعك تغادر هذه المرة فقط لأجل روزيتا الخطيرة المتهمة بجريمة قتل، أمنحك يومين" رغم أن كلامه كان مليء بالسخرية إلا أن إليزا تنفست الصعداء أخيراً، الرجل الذي كان يحمل البندقية نهض وحرر يديهما من الحبال بينما خافيير رمى لفير حقيبة خصر صغيرة وأضاف "هذه حتى تساعدك على جمع المال، حتى تعرف كم أنني عادل"

إليزا نهضت بأقصى سرعتها وفتحت باب الشقة لتخرج من هناك بينما تعرج وتنظر حولها بخوف لهذا الشارع العشوائي القذر، هي لا تعرف أين تكون الآن، بعض الناس هنا يجلسون أمام البيوت مع مكبرات الصوت حيث يستمعون لأغاني دنيئة ويحدقون بها بشكل غريب، كلهم يحملون نفس الوشم في أعناقهم وهذا دليل على أنهم من عصابة واحدة، مجموعة أخرى يقومون باِلتقاط صور مع سلاح خطير بكل برود والكثير من الآفات الأخرى من بشر متوحشين.

فير كان ينادي عليها ويلحق بها، وضع يد على كتفها لتدفعه بغضب وتصيح "لا تقترب مني"

"إنتظري سأشرح الأمر!"

توقفت وحادثته بسخط "تشرح ماذا بعد، لقد عانيت ما يكفي والآن كل منا في طريقه"

"ماذا!؟" بالكاد تمكن من إخراج الكلام من حلقه وعينيه الرمادية متسعة.

هي لم تأبه لشأنه بعد الآن، ليس بعد أن فعل بها كل هذا "أجل ألا تسمع! هل كنت تعتقد أني سأصفق لك عندما أكتشف أنك تاجر مخدرات! إياك أن تقترب مني بعد الآن"

بدأ صوته يرتفع كذلك والعيون تلاحقهما "أهذا كل ما تجيدين فعله، الهرب! أنتِ لم تسألي نفسكِ حتى ما الذي فعلته بكل تلك المخدرات حتى خطفونا هكذا، لم تسألي نفسك لماذا اضطررت على فعلها في بادئ الأمر!"

"لا تحاول تبرير موقفك، فعل أمور كهذه ليس لها مبرر، أنت لا تعرف كم من الأشخاص من أعمارنا يموتون بسبب المخدرات، أنت تحمل دم في يديك مثل خافيير تماماً"

"لقد أتلفت البضاعة! لم أبِع أي شيء لأني أعرف هذه الإحصائيات جيداً! صحيح أنا أضرب الرجال وأفعل أمور سيئة جداً لكن لا أستطيع إزهاق روح!"

"هل تسخر مني! ماهذه الحقيبة التي في يدك إذاً!"

شد عليه بين يديه ليستطرد "وماذا أفعل… يدي مكبلتين إنهم لا يتوقفون عن مطاردتي وتهديدي بحياة أخي! إنه آخر ما أملك من عائلتي!"

كانت تنظر إليه بقرف "حياتي مهددة بسببك الآن، أنا في طريقي إلى أقرب قسم للشرطة"

"شرطة؟ سينتهي الأمر بإدانتنا وحدنا وهم سيهربون بجلدهم كالعادة، ألا تفهمين، نحن في شارع ثلاثة عشر، هنا لا تستطيع الشرطة أن تدخل حتى، حتى الأطفال يملكون سلاح في هذا المكان"

أشار إلى مجموعة مراهقين يجلسون فوق سيارة محطمة مليئة بثقوب الرصاص ويدخنون سجائر ملفوفة يدوياً لتزفر أنفاسها بتقزز وتحاول الابتعاد عن هنا قدر المستطاع، لقد تركوا هاتفها معهم، حتى خاصة فير.

هو استمر بالسير خلفها، في النهاية ستطلب مساعدته بالتأكيد لأنها لا تجيد العودة للبيت، إنهم الآن في مدينة مختلفة كلياً، لكن لحسن الحظ عثر على الهواتف في حقيبة الخصر وسلمها هاتفها، هي لا تملك اتصال جيد بالإنترنت لهذا اضطرت أن تتواصل مع فير مجدداً حتى يخرجها من هنا……

Continue Reading

You'll Also Like

1M 66K 33
هيَ وهوَ كانا رفيقين مختلفين عن الآخرين.. شعرت بقبضةٍ حديديةٍ تعصر صدري حتى أصبح صدري يعلو وينخفض بوتيرةٍ غير منتظمةٍ وإرتجفت شفتاي بغير تصديق.. شعر...
23.3K 2.3K 11
- جاري التعديل - [مكتملة] كان جوهان يُعايش أقصى درجات الشقاء لهذا لم يكن حتى يستطيع أن يُمنيّ نفسه بالسعادة، أن يهز رأسه باندماج مع أغنيَّة أو ن...
1.8K 71 8
══════ •『 ♡ 』• ══════ الفصول الجانبية ..✮。 النهاية .. حفل زفاف .. شهر العسل .. أطفال شورى و نورا . من الرواية و ليست من تأليفى ✎ ˊˎ - اسمتعوا ⃝...