The Devil Wears Gucci 😈 // K...

By theywontknow

291K 14.1K 11.6K

كيونقسو يعتبر كل شيء فوق الخمسين دولار غالي وخاص بالازياء الراقية. ويبدو أن الجميع في وظيفته الجديدة يختلفون... More

CHAPTER ONE
CHAPTER TWO
CHAPTER THREE
CHAPTER FOUR
CHAPTER FIVE
CHAPTER SIX
CHAPTER SEVEN
CHAPTER EIGHT
CHAPTER NINE
CHAPTER TEN
CHAPTER ELEVEN
CHAPTER TWELVE
CHAPTER THIRTEEN
CHAPTER FOURTEEN
CHAPTER FIFTEEN
CHAPTER SIXTEEN
وجهة نظر B.
CHAPTER SEVENTEEN
CHAPTER EIGHTEEN
Back-of-Book (fin.)
The Devil's Black Card // Vol. 2

وجهة نظر المحرر.

13.2K 583 413
By theywontknow

.

.

.

🎞🎞

.

.

.

جونق إن.

كل الأعين كانت عليه عندما دخل المبنى عبر المدخل الأمامي. بدا أن وتيرة الجميع تسارعت, وبدا الجميع فجأة على قيد الحياة—يتحركون بشكل أسرع.

"صباح الخير, سيد كيم," استقبله موظف الاستقبال بلطف, تمامًا كما يفعل كل يوم. أومأ بجفاف في اتجاهه, لا يبقى ولو لثانية واحدة. هناك أكوام من العمل تنتظر الانتهاء منها. لم يكن لديه وقت ليبقى ويحصل على المجاملات والثرثرة عديمة الفائدة. لم يفعل. وبدلًا من ذلك, سارع إلى الحواجز التي وضع فيها موظف الاستقبال بطاقة الدخول حتى يدخل. "أحظى بيوم عظيم, سيد كيم!"

تبعته همسات أخرى من نفس التحية على طول الطريق حتى وصل إلى المصعد. كان هناك طفل صغير هناك—صغير جدًا, ربما عمره 20 على الأكثر. قصير جدًا ليكون عارض. لطيف جدًا ليكون مصمم. متدرب, افترض أثناء دخوله المصعد.

"أوه, أنا آسف, سيد كيم." بدا المتدرب مندهش عندما رآه, يكاد يسقط كل الرسومات التي كان يحملها. ثم انحنى وخرج من المصعد. كل ما قاله بعدها, ربما تمنى له يومًا جيد أيضًا, لم يسمعه لأن أبواب المصعد أغلقت بسرعة, وتنهد جونق إن بينما ينظر إلى ساعته.

10:27

  لم يكن هناك وقت ليضيعه على أي شيء. بدأت قدمه تنقر على أرضية المصعد بفارغ الصبر حتى وصل أخيرًا إلى الطابق الثاني عشر وانزلقت الأبواب لتكشف عن القاعة البيضاء الطويلة بالجدران البيضاء والمكاتب البيضاء. النوافذ الضخمة والأبواب الزجاجية.

فوغ.

مكان طبيعي جدًا, خاصته جدًا, كاد يتنهد—مزيج من السخط والراحة.

مشى إلى الأمام, صوت الكعب البعيد على البلاط الأبيض بدا كالموسيقى الخلفية لحياته اليومية في هذه المرحلة.

دفع الأبواب الزجاجية, ودخل المكتب الأبيض.

"—لذا أخبرته أنني لن أنام معه لأن ذلك عادةً لا أفعله في الموعد الأول—"

"منذ متى؟" سخر سيهون.

"—لكنه عبس وكان لطيف ومثل, ما كان يفترض علي فعله حينها؟ قول لا؟"

شعر بابتسامة ترتفع إلى شفتيه على المشهد المعتاد—بيكهيون مع شعره الأحمر الباهت يجلس على مكتب كيونقسو ويحدّق في تحدٍ نحو سيهون, الذي كانت عيناه مثبتة على شاشة الكمبيوتر. أصابع كيونقسو كانت تنقر على لوحة المفاتيح, يكتب بريد إلكتروني على الأرجح, لمعان مرفوض في عينيه الجميلتين الكبيرتين, بينما يسحب بعض الوثائق من تحت مؤخرة بيكهيون.

فوغ. مكان يشعر وكأنه منزل.

"لا أحد يريد سماع مغامرة الجنس خاصتك أول شيء في الصباح."

حينها انتقلت ثلاثة أزواج من الأعين نحوه. ارتفع سيهون من مقعده على الفور, يسرع لمساعدته على الخروج من سترته. رمش كيونقسو نحوه, ابتسامة صغيرة تظهر على شفتيه, نوع من الابتسامة المتعبة, ابتسامة 'أخيرًا سوف يصمت لأنك هنا'. فهم جونق إن كل شيء بشكل جيد للغاية.

ثم هناك بيكهيون, الذي قفز فقط من المكتب مع حاجبين مرتفعة.

"القليل من الجنس لن يؤذي أحدًا. ثق بي." عقد محرره الأكثر ثقةً ذراعيه. "فوق ذلك, ليس أول شيء في الصباح بالنسبة لنا جميعًا. يبدأ بعضنا يوم العمل عند الساعة التاسعة."

"و بعضنا يبدأ في الساعة السابعة," كانت تمتمة كيونقسو منخفضة, لكن جونق إن سمعها. عيناه توجهت نحو المكتب حيث يجلس مساعده الثاني على المقعد الكبير—لم يكن ينظر نحوهما بينما يواصل كتابة البريد الإلكتروني, تلك البدلة تناسبه بشكل جميل. توم فورد, أليس كذلك؟ بقيت عيناه على الرجل لفترة أطول من اللازم, ابتسامة على شفتيه. كان بيكهيون الذي أخرج ضحكة مسموعة.

جونق إن ضيّق عينيه و تنهد تقريبًا.

"على أي حال, كنت أنتظرك," تحدث بيكهيون في النهاية, يلتقط مجموعة من الأوراق من مكتب كيونقسو, إلى جانب صندوق. ضيّق جونق إن عينيه. "العينات من القماش في بوسان موجودة هنا. هناك الكثير من التصحيحات التي يجب إجراؤها ولا أعتقد أننا نستطيع إدارتها جميعًا في الوقت المحدد. أيضًا, هناك مقال تلقيته ذو سخرية مطلقة من أجل النموذج البدائي."

"حسنًا," أومأ برأسه, طعم حامض يملأ فمه. "سنبدأ على الفور. أي خبر من مدير الممثلة؟"

"كلا," تحدث سيهون بمجرد أن علق معطفه. "لكننا تلقينا مكالمة من مينسوك. لن يكون متاحًا في الأسبوع المقبل بسبب شؤون الأسرة, لذا سيتعين علينا إعادة جدولة جلسة تصويرك من أجل Elle."

لوى جونق إن شفتيه في تفكير لثواني, قبل أن يومئ.

"حسنًا. ادفع اجتماع مجلس الإدارة إلى يوم الجمعة وشاهد ما إذا سيكون مينسوك متوفر اليوم بعد الساعة الرابعة. إذا لا يستطيع القيام بذلك اليوم, فاتصل بـElle وقم بإلغاء الميزة. إذا يمكنه ذلك, اتصل بمصمميّ الأزياء والفنانين التجميليين, فسنحتاجهم. في الاستوديو عند الثانية."

إذا كان لدى سيهون أي شيء لقوله بشأن قراره, فهو لم يتحدث. أخرج الجهاز اللوحي وبدأ في تدوين كل ما قاله.

"اتصل على كريستال وأخبرها أننا سنحتاج إلى صور من جميع العارضين بحلول يوم الأربعاء. نحن نبحث عن وجوه جديدة لحملة الربيع والصيف. تحدث إلى قسم التسويق. اكتشف ما إذا بإمكانهم البدء في العمل على الاتصالات مع الميت قالا. احصل على  تذاكر مرور للصحفيين والمصورين لدينا. ما الذي حدث مع المعارض الفنية؟"

"لا يمكننا أن نأخذ العمل الفني, لكن يمكننا التقاط الصور في متحف Louvre," تحدث كيونقسو, أخيرًا يُبعد نظرة عن الكمبيوتر ويلتقط دفتر بدلًا من ذلك. نظر إلى الأسفل, متردد قليلًا. "هناك الكثير من المتطلبات والشروط, رغم أنني قمت بتجميعها وإرسالها لك, وكذلك القسم القانوني."

"ماذا عن التكاليف؟"

"بالنسبة لطاقم من 50 شخص, سيكون أكثر من 36 ألف دولار, اعتمادًا على المعارض المختلفة التي نريد استخدامها."

جونق إن همهمَ في تفهم.

"جيد جدًا. أرسل الشروط إلى القسم المالي أيضًا, دعنا نرى ما إذا كان بإمكاننا فعلها."

كان على وشك السماح للجميع بالعودة إلى عملهم والمهام المعطاة حديثًا, والدخول إلى مكتبه مع بيكهيون للتحقق من تلك المقالات, لكن كيونقسو قام بتوضيح صوته بهدوء.

"ماذا عن البروفة؟" سأل الرجل, ينظر إليه من تحت رموشه الداكنة. شفتيه الممتلئة كانت متفرّقة وأراد جونق إن إلقاء نظرة عليهم ونسيان أي شيء آخر. لكن العمل مسألة ملحة هنا والآن, لذا كان عليه توضيح صوته وجمع أفكاره قبل أن يجعل من نفسه أحمق. "إذا قمنا بإعادة جدولة التقاط الصور إلى اليوم ودفع اجتماع مجلس الإدارة ليوم الجمعة, فمتى يجب أن نفعل البروفة؟"

كاد جونق إن يلعن بصوت عال. شعر بالتنهيدة ترتفع في صدره و العبوس يظهر على شفتيه.

"هل ظهر الخميس فارغ؟"

"لا," تحدث سيهون بعد حوالي 0.2 ثانية.  "فتح متجر Dior المهم."

'اللعنة'. شدّ فكه, ينظر حول الغرفة ورأسه يؤلمه بالفعل. أشياء كثيرة للقيام بها ووقت قليل جدًا. لو يمكنه تمديد الأسبوع, سيفعل.

توجهت عيناه نحو سيهون أولًا, نحو كيونقسو. أخيرًا, هبطوا على بيكهيون. ولوى شفتيه في تفكير. استمر أقل من ثانيتين.

"حسنًا, إذًا," تحدث, يمد يده ليسحب ربطة العنق التي كانت ضيقة جدًا حول رقبته. "اتركوا البروفة لهذا اليوم. سيهون, سوف تسجل كل ما يحدث هناك وتبلغني في المساء."

"حسنًا, ولكن من سوف—"

"بيكهيون," قاطع جونق إن مساعده ونظر المحرر من وراء نظارته الدائرية. "أنت ستقوم بتجميع الملابس النهائية اليوم في البروفة. سيهون, يمكنك أيضًا تقديم مدخلاتك في غيابي. إذا هناك أية تغييرات لا بد من إجرائها, فسأتصل بك بعد استلام التقرير الليلة."

قول أن بيكهيون بدا مندهش سيكون أمر متفهم. قول أنه من الواضح كان سعيد سيكون حقيقي. كاد يختنق بالمصاصة اللعينة التي كانت بين شفتيه, ابتسامة تمتد ببطء على وجهه.

"وكيونقسو," استدار جونق إن إلى مساعده الثاني, حبيبه. بدا وكأنه كان يتنفس الهواء النقي عندما نظر إلى الرجل الأقصر و تلك الأعين الكبيرة والجميلة وتلك الشفاه الممتلئة التي تخرج ذكريات غير بعيدة. لقد كان ممتن لأن ربطة العنق لم تعد مشدودة حول رقبته. إذا كانت كذلك, لكان وجهه قد أصبح أحمر بالفعل. "ستأتي معي إلى الاستوديو في فترةٍ ما بعد الظهر. كل شيء سيكون سريع جدًا, لذل سأحتاج إلى مساعدتك هناك, لتوجيه فرق الملابس والمكياج."

كان الصمت الذي وقع في المكتب خانق تقريبًا, لكنه كان أيضًا محرَّر. هز رأسه بشكل غائب, غالبًا لنفسه, سعيد تمامًا بالقرارات التي اتخذها. ثم تقدم إلى الأمام, نحو المدخل المقوس لمكتبه. رفع حاجبيه نحو بيكهيون.

"هيا, الآن," أشار نحو الأوراق في ذراع بيكهيون. "ليس لدينا الكثير من الوقت ونحن بحاجة إلى إصلاح ذلك."

.

.

.

🎞🎞

.

.

.

كان هذا التغيير الثالث في الملابس وبدأت جفونه تحترق من التعب, فكلما أغمض عينيه كان من الصعب فتحهما مجددًا ومواجهة كل ومضات الكاميرا والضوء المحترق من المعاكسات التي كانت تعميه.

في كل مرة يتم التقاط صورة, الصافرة ستملأ الصوت وينظر مساعدو مينسوك نحو شاشات أجهزة الكمبيوتر الموجودة على مقاعد وطاولات مختلفة بجوار المصور.

"انظر إلى الكاميرا," تحدث مينسوك ورغم الوميض والحرق, فقد أجبر جونق إن نفسه على النظر, وجهه وجسده مسترخيان, حيث وضع إحدى ساقيه أمام الأخرى, إصبعه موضوع في طوق الحزام. بدأ يدور ببطء, يمد ذراعيه. ثم رفع ذقنه, ونظر إلى الكاميرا.  كانت سلسلة الأصوات التالية عالية—حيث مصراع الكاميرا يومض, والمساعدون ينظرون بين قطع مختلفة من المعدات. بدا صوت مينسوك مكتوم وسط كل هذا الضجيج. "ممتاز!"

وقف جونق إن فقط في زاوية الاستوديو, أمام الخلفية البيضاء, يتحرك بشكل طفيف للغاية, يلقي نظرة على الكاميرا ويترك مينسوك يقوم بسحره. لقد عملوا سويًا لسنوات عديدة حتى الآن—مينسوك يعرفه جيدًا. يعلم متى يلتقط الصورة ويعرف كيف يأخذها. يعرف مقدار رفع الكاميرا خاصته أو مقدار خفض جسده على الأرض, مع إعطاء أعماق مختلفة لكل صورة, يجعل كل لقطة فريدة من نوعها. هذا ما جعله الأفضل, وهذا ما جعله المصور الوحيد الذي يوافق عليه جونق إن.

رفع يده من أجل الوضعيه, أصابعه تلمس خصلات شعره التي تسقط على عينيه, ينظر إلى الكاميرا مرة أخرى. نقر. التفت إلى الجانب, يد تنزلق على وجهه. نقر. وضع إصبعه على شفته السفلية وتنهد. نقر. نقر. أسفل ذقنه وعنقه. نقر. أمسك كمّ قميصه الأبيض, ونظر إلى الأسفل. نقر. استدار على قدميه, قماش قميصه الخفيف يتمايل وراءه. نقر.

ارتفعت عيناه عندما سمع فتح الأبواب الثقيلة للاستوديو. بالتأكيد, كان كيونقسو.

تنفس على رؤية الرجل الأصغر يمشي مع جميع حاملي الكؤوس. وجنتيه باللون الوردي, ربما من الركض كثيرًا, شعره مبعثر و عيناه تتحركان في كل الاتجاهات بينما يمشي, حتى التقيا بجونق إن.

كان ذلك عندما توقف في مكانه وأعطاه نصف ابتسامة, يهزّ أحد حامليّ الكؤوس باحراج. ثم تفاجئ عندما سقطت بضع قطرات من القهوة على يده. كاد جونق إن يقهقه.

كان كيونقسو أحيانًا محرج لدرجة أنه قد يبدو مسلي ومحبب بشكل متساوِ. في الآونة الأخيرة, بالضبط هذا الإحراج, ذلك التحول السلس لسلوكه كلما سكون جونق إن في الجوار—يتحول إلى كرة عصبية صغيرة ومرتبكة—بدأ يبدو ثمين أكثر وأكثر له.  قدّر كل ابتسامة صغيرة على تلك الشفاه الممتلئة, وكل نظرة محرجة سريعة من تلك الأعين الكبيرة.

"دعونا نأخذ استراحة قصيرة," تحدث مينسوك, عيناه جائعتان بالفعل و بشكل مهووس تقريبًا تتبع أكواب القهوة بين ذراعيّ كيونقسو.

شعر جونق إن بالتوتر يختفي من كتفيه, عندما وضع مينسوك كاميرته وكاد يركض إلى حيث يقف كيونقسو, يأخذ واحدة من حامليّ الكؤوس الثقيلة من يديه لجلبها إلى مساعديه.

هو, أيضًا, مشى إلى الأمام. في انتظار الحشد يختفون من أنحاء كيونقسو, جميع الموظفين يأخذون القهوة ويثرثرون, حتى تم ترك كيونقسو واقفًا هناك, مبعثر تقريبًا, مع كوبين في يديه.

"ها أنت ذا," تحدث كيونقسو عندما تفحص مكونات المشروب. "شاي الماتشا المثلج."

"شكرًا لك," تمتم جونق إن, يأخذ الكأس البارد من أصابع كيونقسو, الجلد يملس ضد يد الآخر. نظر كيونقسو إلى التلامس الناعم, عيناه تتسع عندما أمسك جونق إن يده دون اهتمام. أمالَ رأسه. "لنجلس؟"

أومأ كيونقسو, ابتسامة صغيرة ممتنة تتفتح على وجهه الجميل. استدار جونق إن لتفحص الاستوديو. كانوا المصممون يجلسون على الأريكة الصغيرة في زاوية الاستوديو. المقاعد المبعثرة ممتلئة أيضًا—إما من قبل مساعديّ مينسوك أو بواسطة المعدات. لم يكن هناك الكثير من الخيارات.

سحب كيونقسو إلى الخلفية البيضاء, تلك المكعبات الصغيرة والمقاعد المبعثرة من أجل التقاط الصور.

"ها نحن ذا," التقط جونق إن أحد المقاعد, يعرضه على كيونقسو, الذي بدا مذهول بعض الشيء, الجلوس وسط كل تلك الأضواء. جلس على أحد المكعبات وأخذ رشفة من مشروبه.

السائل كان متجمد حين شعر به يتدفق أسفل حنجرته. شعر أنه متيّقظ, كل جسمه يتفاعل مع البرودة. كان منعش.

والمنعش أكثر من ذلك كان تنهيدات كيونقسو الصغيرة المفعمة بالحيوية بينما يرفع يده لمحاولة تصليح شعره.

"الريح في الخارج كانت قوية حقًا," كاد ينتحب, أصابعه تجري عبر شعره. جونق إن ابتسم فقط نحو كوبه. محببّ. بدا كيونقسو أنه استسلم عن شعره بعد ثلاث مسحات أخرى من أصابعه ضد الخصلات المبعثرة, يهز رأسه في هزيمة. "على أي حال, سيهون راسلني. طلب جونميون الحصول على نسخة معدلة من مقال حول تاريخ فوغ...؟"

حبس جونق إن تنهيدته.

"أخبر جونميون بالانتظار, أنا مستعد لذلك ولكني أريد مناقشة ذلك معه بمزيد من التفاصيل. أخبره أننا سنعود إلى المكتب في التاسعة."

"حسنًا," قام كيونقسو بسحب الجهاز اللوحي لكتابة تعليمات جونق إن بسرعة. "يقول سيهون أيضًا أننا لم نتلقَ مطلقًا العناصر التي تمت رعايتها من, اه—... ڤيرماقو."

ابتسم جونق إن الآن, ابتسامة حقيقية تمتد على شفتيه وتترك أسنانه تظهر, يخفض رأسه لإخفائها. ظريف جدًا.

"ڤيراقامو, تقصد," صحح بهدوء, يأخذ رشفة أخرى من الشاي. "نعم, أنا أدرك ذلك. أخبرتني كريستال. قالت إنها اتصلت بهم مرة أخرى, وسوف يرسلونها للعدد القادم. قل لهم أن يواصلوا البروفة دون تلك الأحزمة."

"حسنًا," تمتم كيونقسو, اللون الأحمر يتسلل إلى وجنتيه.

كان هناك شيء مثير للإعجاب تمامًا حول وجه كيونقسو وتعبيره—ألف كلمة يمكن أن تلائم نظرة واحدة فقط. يمكنه نقل ألف مشاعر من خلال تحرك بسيط من حاجبيه أو حركة من شفتيه. تجعيد أنفه. وجهه مثل كتاب مفتوح يقرأه جونق إن طوال الوقت.

"هل هناك أي شيء آخر؟" تساءل بينما يرفع أحد حاجبيه و رمشت عيناه على القهوة التي تستريح على الأرض بجوار ساق كيونقسو. "سيصبح هذا باردًا."

"إنه بارد بالفعل," تنهد كيونقسو, يميل لالتقاط الكأس. "أمريكانو مثلج."

"مقزز," استنشق جونق إن وكان دور كيونقسو في الابتسام وإخفاء تلك الابتسامة عن طريق خفض رأسه.

انخفضت يده مع الشاي, حيث يأخذ الوقت لتقدير وجنتين كيونقسو التي ارتفعت وتجعل عيناه تتحولان إلى نصف القمر عندما ابتسم, يقدّر كيف امتدت شفتيه وبدأت تشبه القلب.

شعر بألم في صدره. جميل جدًا.

"هل أنت—" بدأ لكنه قاطع نفسه. كان على وشك أن يسأل شيء غبي جدًا. بالطبع لم يكن لدى كيونقسو خطط في وقت لاحق. كان من المفترض أن يعودوا إلى المكتب بعد ذلك, لمعالجة كومة أخرى من العمل الذي أصبح أكبر و أكبر في غيابهم. كان سيهون مساعد عظيم لكنه ليس سوبرمان. لا يستطيع إنهاء كل شيء بنفسه. وضّح صوته وقام بتصحيح السؤال. "هل تريد الذهاب إلى مكانٍ ما بعد العمل اليوم؟"

رفع كيونقسو حاجبيه بينما يحتسي مشروبه, عيناه تتحرك إلى الجانب. تبع جونق إن نظراته وابتسم.

"لا تهتم لهم," تحدث, يتجاهل المصممون الذين كانوا ينظرون إليهم بين الحين والآخر. لم يبد كيونقسو مقتنع لأنه لوى شفتيه وأعطاه جونق إن ابتسامة غير متوازنة.

ينسى في بعض الأحيان كم أنهما مختلفان. وليس لأن كيونقسو بدأ يلبس ملابس أنيقة, ليس لأنه أصبح يناسب فوغ أخيرًا, يكوّن صداقات مع مصممين وعارضين. كل هذا لم يكن مهم.

ينسى أحيانًا أن رغم كل ذلك, كيونقسو لا يزال خريج الجامعة الخجول جدًا والمنطوي. لم يكن معتاد على أن يكون في دائرة الضوء, ولم يكن معتاد على أن يكون مركز الحديث. لم يكن معتاد على قيادة نمط الحياة الذي عاشه جونق إن منذ سنوات.

استقام حينها, يرفع يده لتجري من خلال شعره, ينسى تمامًا قبعة Beret الغبية على رأسه مع عدد قليل من الدبابيس. عبس بينما يسحبها من شعره ويقبض القبعة. لم تكن الحملقة التي أرسلها اتجاه المصممين مقصودة تمامًا, لكنها نجحت وتسببت في جعل النساء الثلاث يرفعون أنظارهم في الحال.

كيونقسو, الذي تبع عينيه, تنهد ببساطة أمامه. كانت ابتسامته ملائكية عندما ابتسم, مختلفة تمامًا عن الخطوط الحادة لفكه وحاجبيه. في النهاية, هز رأسه بشكل غائب.

"سيكون الوقت متأخر حقًا عندما ننتهي."

"يمكننا دائمًا العودة إلى منزلي."

كان من الممتع دائمًا رؤية كيونقسو يحمّر عندما يفاجئه بشيءٍ كهذا من العدم. عليه الإعتراف, إنه يفعل ذلك أحيانًا عن قصد لمجرد رؤية كيف سيتوتر الرجل الآخر لبضع لحظات, قبل أن يبعد دهشته. ابتسم جونق إن عندما تجولت أعين كيونقسو حول المكان بأكمله, يتجنب وجهه بينما يومئ برأسه.

"بالتأكيد," كان صوته حاد بعض الشيء, قبل أن يوضّح صوته. "أنت, اه—... لديك موعد قياس في Dior صباح الغد على أي حال, وكان من المفترض أن ألتقي بك هناك."

"سنذهب معًا إذًا. هذا جيد."

حاول جونق إن ألا يشعر بالحماس, ولكن ذلك الحماس انتشر في صدره ببطء. على الأقل لديه شيء يتطلع إليه بعد يوم عمل طويل. على الأقل لديه كيونقسو ليتطلع إليه.

سواء تلك الأعين اللطيفتان تنظران إليه, أو تلك الشفاه الناعمة تضغط ضده. سواء كانت الضحكة العميقة عندما يضحك أو كيف حاجبيه تنعقد بتركيز على ما يقوله جونق إن.

طالما يقضي بعض الوقت معه, سيكون سعيدًا.

رمش, متفاجئ قليلًا, عندما مد كيونقسو يده لسحب القبعة بلطف من أصابعه. ثم رفعها على رأسه وفهم جونق إن نواياه في الوقت المحدد. أخفض رأسه قليلًا, يترك حبيبه يعيد القبعة إلى رأسه. أصابعه اللطيفة, حتى ألطف وأكثر دقة من تلك التي لدى مصففة الشعر, قامت بترتيب شعره تحت القبعة, قبل أن يرفعها أخيرًا على رأسه. شعر بانزلاق الدبابيس أثناء تثبيت كيونقسو لها في مكانها.

لم يهتم حتى كيف بدا, ولم يهتم حتى لو كان شعره مبعثر في كل الاتجاهات.

نظر للأعلى مع نصف ابتسامة. كان كيونقسو يبتسم بالفعل بشكل مشتت, تلك التجاعيد الصغيرة بين حاجبيه بينما ينظر إلى القبعة, في محاولة لإصلاح أي عيوب. ثم انزلقت أصابعه إلى ياقة قميصه الأبيض, يصل إلى الكشكشة المعلقة في الأمام.

نقر.

أخفض كيونقسو يديه فجأة, يرفع رأسه إلى الجانب بسرعة. نظر جونق إن في اتجاه الصوت أيضًا.

مينسوك كان يبتسم وراء كاميرته.

"لا تتوقفان," هذا ما قاله المصور, فجأة يبدو نادم. رمش جونق إن نحو كيونقسو بسرعة. بدا الرجل الأقصر متفاجئ, بدا متوتر والأهم من ذلك كله—بدا غير مرتاح. حاول جونق إن أن يكون متحفظ بقدر استطاعته عندما وضع يده على خاصة كيونقسو في ما كان يأمل أن تكون حركة مهدئة.

"لا, هذا يكفي," تحدث حيم وقف من المكعب وسلم كأسه إلى كيونقسو المنذهل. "ما نزال بحاجة للعودة إلى المكتب بعد هذا, لذا دعونا نستمر. الجميع حصل على استراحتهم بالفعل, أنا أفترض."

رفع حاجبه في تحدي, يتحدى أي شخص أن يقول أي شيء. لم يفعل أحد.

شاهد كيونقسو حين ذهب إلى مؤخرة الغرفة, يتنهد تقريبًا. الأمر أشبه بتخويف طائر صغير بدأ للتو يثق بك. ما الذي سيعطيه لكي يكون كيونقسو أكثر راحة حوله والآخرين, كما يفعل عندما يكونا الاثنان معًا.

كان الاستوديو نشيط فجأة مرة أخرى, المساعدين يركضون ذهابًا وإيابًا لترتيب الأضواء, يهرع المصممون نحوه بأدواتهم. طردهم جونق إن بتلويحة سريعة وهو يمشي إلى مينسوك.

"هي, أنا آسف حقًا," بدأ مينسوك بهدوء, يلقي نظرة باتجاه الزاوية حيث يقف فيها كيونقسو الآن. "لم أعتقد أنه سوف يرتبك لهذه الدرجة."

أومأ جونق إن بتفهم. نظر إلى الكمبيوتر والمعاينة الأخيرة للصورة.

صورة له و لكيونقسو ينظران إلى بعضهما البعض مع تلك الابتسامات المذهلة, يد كيونقسو تمسك كشكش قميصه. لم يدرك مدى قربهم من بعضهم البعض حتى رأى الصورة. لو انحنى قليلًا لكان لمس أنفه خاصة كيونقسو.

ابتسم نحو الصورة. هناك شيء حقيقي بشكل لا يصدق فيها, شيء حميميّ بشكل لا يصدق فيها.

"لا تحذف هذه," جونق إن تحدث لمينسوك بهدوء مع لمحة حادة. "أرسلها لي بمجرد وصولك إلى المنزل."

كانت إيماءة مينسوك متزنة و الابتسامة على شفتيه مدركة.

.

.

.

🎞🎞

.

.

.

فتح جونق إن جفونه, نسيم الصباح البارد يضرب ذراعه.

تنفس بعمق وجلب يده حول أكتاف كيونقسو العارية. وكما توقع, كانت باردة. مد يده إلى الأسفل لسحب البطانية, يغطي كيونقسو ونفسه.

على الرغم من الهواء البارد في الغرفة بسبب النافذة المفتوحة, إلا أنه لم يشعر بهذا الدفء من قبل.

هناك شيء مرعب للغاية عند الاستيقاظ بجوار شخصٍ ما بينما كنت معتاد على أن تكون وحيد. شيء مرعب للغاية في وجود شخص بين ذراعيك, ووجه شخص على مقربة من صدرك العاري أثناء النوم. شيء مرعب للغاية في شمّ رائحة الشامبو خاصتك في شعر شخصٍ آخر.

لكن شيء جميل للغاية حول هذا الموضوع. نظر جونق إن إلى كيونقسو, وكيف كان وجهه مسترخي أثناء نومه. لقد بدا وكأنه ملاك—ملاك يكون خاصته.

نظر حول غرفته الواسعة الفارغة. لقد اعتاد على ذلك—لا شيء سوى الجدران البيضاء اللطيفة والأعمال الفنية باهظة الثمن, النوافذ الكبيرة والأثاث باهظ الثمن. قليل, وفي غاية البساطة.

الآن, مع ذلك, كان أي شيء عدى البساطة. أكثر من ذلك بكثير.

تلك النافذة الكبيرة, التي تكشف عن سول أمام أعينهم مثل أكثر لوحة جميلة في الوجود—لم تعد مجرد نافذة. كانت النافذة التي يجلس فيها هو و كيونقسو على الأرض لساعات مع وجود أكواب الخمر في أيديهم ويتحدثون ويتأملون المنظر.

ذلك الحمام, الحمام الكبير الفارغ الذي يستخدمه عادةً فقط للاستحمام السريع في الصباح—لم يعد مجرد حمام. كان المكان الذي سأله كيونقسو بحذر إذا يمتلك فرشاة أسنان احتياطية. فرشاة الأسنان احتياطية التي الآن بجانب حامل الكأس خاصته.

ذلك السرير, السرير الكبير والمريح الذي ينام فيه فقط بعد يوم متعب من العمل, مجرد قطعة من الأثاث تم شراؤها لخدمة الغرض منه—لم يعد مجرد سرير. كان السرير الذي رأى فيه جميع كيونقسو—طبقات كيونقسو الحقيقية والصادقة. المكان الذي يجعله ملكه فيه, يمتلكه بشفتيه ويعانق جسده المرتعش بإحكام, لا يتركه حتى تشرق الشمس فوق الأفق وتضيء سول ببطء.

كان الأمر مرعب للغاية, أن يأتي شخصٌ ما إلى حياتك ويترك بصماته على كل شيء كنت تعتقد أنه غير مهم من قبل. أن يأتون ويحولون كل شيء رأسًا على عقب.

مرعب جدًا أنه لم يكن يمانع.

لفّ يده حول كيونقسو مرة أخرى ووضع رأسه تحت ذقنه, ينبض قلبه في صدره. نظرت عيناه إلى النافذة الكبيرة وشاهد بينما بدأت أشعة الشمس تداعب المدينة بلمسة لطيفة ودافئة.

الأمر مرعب للغاية, لكنه لن يريد ذلك بطريقةٍ أخرى.

.

.

.

🎞🎞

.

.

.

"يجب أن تجرب أيضًا," تحدث جونق إن بينما ينظر إلى كيونقسو الذي يبدو ضجر ومرهق أثناء انتظاره.

"ماذا؟" نظر كيونقسو من هاتفه نحوه. ابتسم جونق إن فقط.

"بدلة. يجب عليك تجربة واحدة أيضًا."

"صحيح," سخر كيونقسو, ينظر إلى هاتفه. دحرج جونق إن عينيه واستدار إلى الخياط الذي جعله يمد ذراعيه بينما يعلق دبابيس على جانب أعلى البدلة, ويرتبون الأزرار والخط في الجزء الأمامي من الأعلى.

"أعطني ثواني," تحدث إلى الرجل الذي انتهى من تثبيت دبوس وتراجع.

نزل جونق إن من المنصة الصغيرة وسار نحو رف الملابس الكبير البغيض في غرف القياس لدى متجر Dior. تحركت عينيه بين الأدوات المختلفة, الأقمشة المختلفة.

"هل هناك مشكلة, سيد كيم؟" سمع أحد الخياطين الآخرين يسأل. "هل تريد تجربة بدلة أخرى؟"

"ليس أنا," همهمَ, يخرج بدلة صوف من الرفوف, مع بنطال مطابق. كانت سوداء وبسيطة. أنيقة. شيء يمكنه رؤية كيونقسو يرتديها بالتأكيد. "هذه من أجله. اجعلوها على مقاسه."

"ماذا؟!" نظر كيونقسو من هاتفه مرة أخرى, هذه المرة أسرع قليلًا ومتفاجئ من ذي قبل. أعطى جونق إن البدلة للسيدة التي اندفعت نحوه وبدأت في سحب منصة أخرى صغيرة حتى يقف عليها كيونقسو بينما بدأت في سحب الدبابيس وشريط القياس.

"هيا," تحدث جونق إن بينما يبتسم, يعود إلى مكانه ويمد ذراعيه مرة أخرى بينما يواصل الخياط عمله. "انه ممتع."

"كيف جعل شخصٌ ما يضع عليك دبابيس ممتع؟!" عبس كيونقسو وأثار بعض القهقهات الهادئة من جميع أنحاء الغرفة. كانت الشابة المتحمسة تحثه على النهوض من الأريكة, ورغم تردده الظاهر, فقد وقف. ألقى نظرة تجاهه وأومأ جونق إن بتشجيع.

"إنه أمر ممتع حقًا, ثق بي," أصر جونق إن, يشاهد حاجبين كيونقسو ترتفع للحظات, قبل أن يسقط كتفيه وينظر إلى المنصة الصغيرة الفارغة بجانب جونق إن. "افعلها من أجلي؟"

نظر كيونقسو للأعلى على ذلك, متفاجئ وعلى الأرجح مرتبك. لوى شفتيه, تلك الشفاه الممتلئة التي أراد جونق إن تقبيلها بشدة, لكنه لا يستطيع التحرك الآن.

"حسنًا," كيونقسو اندفع للأعلى. وأعطاه نظرة حادة. "لكنك لن تخبر بيكهيون وسيهون بأي شيء عن هذا. لديهم بالفعل ما يكفي من المتعة بينما يسخرون مني."

"يسخرون منك على ماذا؟"

جونق إن لم يقصد أن يبدو مهدد أو حاد كما فعل. رمش حين ضحك كيونقسو بهدوء.

"هي, لا حاجة لقتل أي شخص. إنهم مجرد أصدقاء. وهذا ما يفعلونه الأصدقاء, يسخرون من بعضهم."

رمش جونق إن. ثم هز كتفيه.

"أعتقد ذلك."

وبعد حوالي ساعة, عاد جونق إن أخيرًا إلى ملابسه وانتظر أن ينتهي الخياط من كيونقسو, الذي بدا متردد أكثر وأكثر مع كل ثانية تمر. لا سيما منذ أن جلس جونق إن على الأريكة وبدأ يحدق في وجهه والطريقة التي كان يقف فيها, غير قادر على الحركة.

"أنت حقًا تستمتع بهذا, أليس كذلك؟" سخر كيونقسو في وقتٍ ما, و جونق إن ضحك فقط.

"هي, أخبرتك أنه أمر ممتع."

"ممتع لك."

لكن الأمر كان يستحق كل هذا العناء عندما ابتعد الخياطون عن كيونقسو وتمكن جونق إن في النهاية من رؤيته. البدلة ناسبت جسمه بشكل مثالي—كل منحنى بارز, كل خط حاد. تمسك قماش القميص بصدر كيونقسو تمامًا, ووجد جونق إن نفسه يرمش بسرعة فائقة. لأن من المؤكد أنه مدمن للعمل, و وظيفته مهمة بالنسبة له. إنه متعلق بالمجلة والأزياء. ولكن هناك شيءٌ ما يبعث على السرور في أن يعرف سر لا يعرفه أي شخص آخر—فقط هو يعرف ما وراء تلك الملابس. وللمرة الأولى, لم يكن يهتم بالموضة. لم يهتم بالبدلة. فقط الشخص الذي يرتديها.

"قل شيئًا," ابتسم كيونقسو, ووجهه يبدو محمّر. "هذا مثير للأعصاب."

أومأ جونق إن. حقًا. كان مثير للأعصاب. كيف قطعة من الملابس تجعله يفكر في حياته كلها. الماضي والحاضر والمستقبل.

"تبدو مثل جريمة تمشي," تحدث جونق إن ببساطة, يهز كتفيه. "انها مثالية."

ارتفعت شفتين كيونقسو إلى ابتسامة صغيرة.  نظر إلى البدلة مع هزة بسيطة من أكتافه.

"إنها جميلة, نعم," تمتم بصمت. بعد بضع ثوان, نظر للأعلى. "حسنًا. لقد انتهينا هنا, صحيح؟ دعني أخرج من هذا وأساعدهم على التخلص من جميع الدبابيس ويمكننا أن نغادر."

وقف جونق إن عندما ساعد الخياطين كيونقسو على الخروج من البدلة. ضيّق عيناه عندما وصل الخياط للدبوس الأول.

"لا," احدث ونظرت إليه بتفاجئ. "لا تخرجونهم."

شعر بنظرة كيونقسو الحادة عليه. لمرة واحدة, تجاهلها, يستمر في التحدث إلى الخياطين.

"خذوا المقاسات وأرسلوها مع بدلتي."

"لا!" احتج كيونقسو, يقفز من المنصة قبل أن يتمكن مساعدو الخياطين من فتح القميص. "لا, أنا لا أحتاج بدلة."

"لكنك تبدو جيدًا فيها," تحدث جونق إن, يتجه إلى الخياط. "ضعها على بطاقتي."

"جونق إن!"

"شكرًا," ابتسم نحو الخياط الذي كان يرسل نظرات مشوشة بينه وبين كيونقسو. مشى أخيرًا مع كلتا البدلتين, ونظر جونق إن إلى الرجل المصدوم أمامه.

"لما—... لما فعلت ذلك؟!" تنهد كيونقسو, يستسلم بالفعل.

"لأنك أحببتها," تحدث جونق إن وكيونقسو رفع حاجبيه مع عبوس. هز جونق إن كتفيه. "لأنها تبدو جيدة عليك."

كان كيونقسو لا يزال يعبس بعناد, وضحك جونق إن فقط, مد يده نحو الأكمام الحريرية لقميص Dior الذي كان لا يزال يرتديه الأقصر. سحبه أقرب إليه, أجسادهم تتقابل بحدة.

"لأنني أردت ذلك."

تنهد كيونقسو فقط, لكنه لم يقل أي شيء آخر. لم يكن هناك ما يمكن قوله.

إنه شيء يعرفه الجميع. أيًا كان ما يريده كيم جونق إن, يحصل عليه كيم جونق إن.

"هذا ليس عادل," تحدث كيونقسو في النهاية, عندما كان الاثنان فقط في غرفة القياس. وبدا انه مهزوم, تقريبًا منتحب. "تعطيني هذه الهدايا باهظة الثمن بشكل يبعث على السخرية ولا أستطيع فعل نفس الشيء من أجلك. إنه أمر محبط حقًا."

ضحك جونق إن على ذلك.

ربما, في بعض الأحيان, كان أكثر من رائع أن كيونقسو لم يكن معتاد على عالمه. لأن لا يزال يستطيع رؤية النقاء في الناس, لا يزال يستطيع رؤية الاختلاف في عوالمهم وكان ذلك رائعًا. لا أحد في عالمه قد اشتكى من هدية غالية الثمن. ثم هناك كيونقسو.

"لا تكن سخيفًا," تحدث جونق إن, يرفع يده ليمسك وجه كيونقسو. "لقد أعطيتني بالفعل أكبر هدية يمكنك تقديمها لي."

رمش كيونقسو نحوه, لمعان مشوش في عينيه, ولكن جونق إن ابتسم.

انحنى لضغط شفاههم معًا بدلًا من ذلك, في قبلة ناعمة وبطيئة.

وهذه القبلة جعلت كل شيء بداخله دافئ مرة أخرى.

نعم, لقد أعطى كيونقسو ساعة وبدلة. نعم, بإمكانه الاستمرار في تقديم هدايا غالية الثمن له, يمكنه أن يعطيه أحذية, يمكنه أن يعطيه لابتوب, سيارة, يمكنه أن يعطيه منزل إذا يريد ذلك.

لكن لا شيء يمكنه أن يفوز على ما قدمه كيونقسو له.

هروب من حياته الرمادية والوحيدة.

لون.

أغلق جونق إن عينيه بإحكام, وضغط أجسادهم بشدة وترك جسمه بالكامل يتفاعل مع لمسة كيونقسو وأنفاسه المحاصرة بين شفتيه.

.

.

.

🎞🎞

.

.

.

البار كان صغير وبالنسبة لمكان صغير كهذا وغير معروف, كان مزدحم جدًا.

"إنها ليلة السبت," تحدث كيونقسو بصوت عالي عندما دخلوا لأول مرة, بصوت عالٍ بما يكفي للسماع فوق موسيقى الفرقة الموسيقية المباشرة على المسرح الصغير.

هذا بالتأكيد شيء جديد. الطاولات صغيرة وقريبة من بعضها البعض, لم تكن المقاعد مريحة حقًا. بعض من الكؤوس تمتلك بقع مشكوك فيها, وهناك بعض الرجال المسنين بجوار المشروبات يتحدثون بصوت عالٍ.

ولكنه كان يمتلك سحر مثير للاهتمام إلى حد ما. شعور عادي بعض الشيء. فوضى وصاخب.

أخذ جونق إن رشفة مباشرة من زجاجة البيرة, ينظر حول الأضواء الزخرفية.

كان رائع. لقد أحبّ ذلك.

بدا أصدقاء كيونقسو ينظرون إليه وكأنه عتيق. أعين جونقداي دقيقة بشكل مدهش. و تشانيول ينظر إلى ملابسه كل دقيقة أو نحو ذلك.

في مرحلةٍ ما, بدأ جونق إن يتساءل ما الخطأ معهم. نظر إلى قميصه الأبيض. قال كيونقسو أنه بسيط, صحيح؟ لذا قام بارتداء أول قميص من رالف لورين الذي وجده في خزانة ملابسه دون تفكير كثير. إنهم فقط ذاهبون إلى حانة, بعد كل شيء.

من المثير للدهشة, عندما لم يكن جونق إن في عنصره في حفلة فوغ, وعندما لم تكن ليلة عيد الميلاد, بدا أن هناك صمت محرج للغاية على الطاولة في كل مرة يتشارك فيها الأصدقاء الثلاثة نكتة داخلية ويضحكون. بعد ذلك سوف يصمتون مرة أخرى حتى يتحدث أحدى الأربعة بموضوع عشوائي يمكنهم مناقشته لمدة دقيقتين قبل أن يضحكوا مجددًا ثم يأخذون رشفة من مشروبهم ويحاولون التفكير في شيء آخر للحديث عنه.

ليس الأمر أنه لم يستمتع بوقته مع أصدقاء كيونقسو—لقد فعل. فعل حقًا. فقط ظن أنه موّتر بشكل مدهش. الآن بعدما لم يكن كيونقسو مجرد موظف, والآن بعدما أصبح كيونقسو حبيبه, فقد أراد أن يعجبوا به أصدقاؤه. أراد منهم أن يوافقوا عليه.

لم يخطر بباله ذلك من قبل, لأن كل من حوله معجبون به. كان عليهم أن يُعجبوا به. لكن أصدقاء كيونقسو كانوا مختلفين. لم يكونوا مثل هؤلاء الأشخاص الذين يعملون معه.

"أوه!" تحدث جونق إن بسرعة بمجرد أن حصل على فكرة جديدة. سحب البيرة من شفتيه, ورفع حاجبيه اتجاه تشانيول. "أخبرني بيكهيون أنه يفكر فيك كعارض لماركته, أليس كذلك؟"

"اه, نعم," استند جونقداي, ابتسامة تظهر على شفتيه. "لدينا جيجي حديد التالية هنا."

"أخبرتك أن تتوقف عن قول ذلك," وبخه تشانيول من الجانب. ابتسامة جونقداي توسعت فقط.

"هايدي كلوم التالية."

"لماذا تذكر عارضات أزياء فقط؟"

"لي سونق كيونق التالية!"

ابتسم جونق إن على المزاح الوديّ, يأخذ رشفة أخرى من البيرة بينما تشانيول يدفع جونقداي بقوة, يجلب الضحك العالي.

"لا أرى لما لا," ضحك جونق إن في النهاية, يشير بغموض نحو تشانيول. "لديك البنية, لديك الوجه—"

"توقف الآن," همهمَ كيونقسو بجانبه, يلفّ ذراعًا حول كتفه. "أنا أتذكر أنك تواعدني."

تفاجئ جونق إن لثواني. ربما قد انزلق كثيرًا في وظيفته المعتادة مرة أخرى. جفل وابتسم كيونقسو فقط على تعبيره, يميل ليضغط شفتيهما معًا في قبلة سريعة.

"احصلوا على غرفة," سمع أحدًا يتمتم من الجانب والتعليق جعله يبتسم في القبلة. آخر مرة سمع ذلك كان في المدرسة الثانوية.

"على أي حال," تحدث جونق إن بعد انسحابه أخيرًا من كيونقسو وأومأ نحو تشانيول. "سيكون ممتع حقًا. آمل أن أتمكن من رؤيتك في فوغ بوقتٍ ما."

"شكرًا," ابتسم الرجل طويل القامة—ابتسامة واسعة بشكل مدهش لشخص لديه وجه صغير.

وبعد ذلك أصبحوا صامتين مرة أخرى. الجميع يحتسي مشروباتهم بشكل محرج, حتى قام كيونقسو بنقر كتفه ووقف مع تذمر. رمش جونق إن نحوه.

"سأذهب إلى المرحاض بسرعة," تحدث كيونقسو, وشعر جونق إن بالقشعريرة تجري في عموده الفقري. 'لا لا لا لا. لا تتركني وحيدًا معهم', أراد أن يصرخ, يختنق بالفعل من الهواء المحرج المحيط بطاولتهم. مع ذلك, ابتسم كيونقسو—ذلك الخائن—وبدأ يبتعد. "سأعود حالًا."

كانت أعين جونق إن معلقة على هيئة كيونقسو التي تبتعد في البار الصغير. شعر بأنفاسه تتركه وكتفه يسقط عندما اختفى كيونقسو من مرأى البصر.

عندما استدار, كاد يتراجع ضد مقعده. فجأة, لم يكن الجو المحيط بهم محرجًا, بل كان موّتر. لسببٍ ما, كان جونقداي ينظر إليه مع لمعان شديد الخطورة في عينيه وتشانيول يميل ضد الطاولة, يرفع حاجبيه.

"اسمع," بدأ جونقداي, يضع بيرة على الطاولة ورفع حاجب واحد. "كيونقسو رجل هادئ جدًا وكلما يكون هناك شيء يزعجه, فإنه سيفضل أن يبقيه لنفسه بدلًا من الانفتاح. انه طفل لطيف, حسنًا."

فتح جونق إن فمه, يريد قول شيئًا, دون أن يكون متأكد مما عليه قوله بالضبط. سبقه جونقداي.

"أعرفه منذ أكثر من عشر سنوات, وإذا تعلمت شيئًا واحد, فهو أن قلبه مصنوع من الذهب—"

"—ومن الوقاحة والسخرية," أضاف تشانيول من الجانب, يكسب لنفسه دفعة.

"اصمت," عبس جونقداي, قبل أن يستدير نحوه. هناك نوع من النظرة المتعبة في عينيه, متعبة ولكن قاتلة. "كن لطيفًا معه. هذا ما يستحقه."

"أنا أعلم," تحدث جونق إن بسرعة. إذا كان هناك شيء واحد يعرفه بالتأكيد الآن, فهو أن كيونقسو يستحق كل شيء لطيف. انه شخص جيد. تحركت عيناه من جونقداي إلى تشانيول ثم العودة. لا أحد منهما بدا معجب وكاد يعبس. شعر ببعض السحب في صدره بينما ينظر إلى أصدقاء كيونقسو. من المؤكد أنهم لم يبدوان أقوياء وطوال قامة في آخر مرة التقيا بهما. كان جونق إن متوتر حين تحركت عيناه بين الاثنين مرة أخرى. ما هذا؟ تدّخل أفضل الأصدقاء القهري؟ تنفس ببطء, و أومأ برأسه بشكل غامض. "إنه, اه—... محظوظ بامتلاكه صديقان مثلك—"

"لا تحاول حتى, يا صديقي."

أصبح جونق إن عاجز عن الكلام على السخرية, وذلك جديد. ترك كيم جونق إن عاجز عن الكلام عند رؤية خريجين جامعيين فقط يحدقان فيه بحواجب مرتفعة وابتسامات متكلفة.

أخرج نفس حاد. لا يُصدق. كيونقسو قد قلب عالمه رأسًا على عقب.

راقب هذه الابتسامات المتكلفة تتحول إلى ابتسامات لطيفة وبينما تشانيول وجونقداي استندوا ضد مقاعدهم براحة, شعر بيد تلمس كتفه.

"هل أنتم بخير يا رفاق؟" سأل كيونقسو, نظرة مشبوهة في عينيه بينما يحدق من جونقداي و تشانيول نحوه. شعر جونق إن بأنظار الرجلان الآخرين عليه, التحدي مكتوب على وجوههم.

'اجمع نفسك', انتقد نفسه. 'أنت عارض. تعرف كيف تتصرف'.

حاول أن يبتسم قدر المستطاع دون أن يبدو غريبًا, يرفع يده الحرة ليضعها على أكتاف كيونقسو ويسحبه نحوه, يجعله يميل رأسه على كتفه.

"لم أكن أفضل."

.

.

.

🎞🎞

.

.

.

Continue Reading

You'll Also Like

11.9K 701 4
١٨٨٢ م . ‏حيث يكون اعوجاجُ الخصرِ الفاتن موضوعاً شيق لنحاتٍ للفرنسي . .. - جون ليفانوس . - سُـو ويلز .
63.9K 4.9K 12
في عالم خيالي حيث بيكهيون الجِنيّ يطفو كُلما غُمِر بالمشاعر. مدرسي ، خيالي ، رومانسي.
4.2M 246K 61
أن تُسَجن في عُمرِ الزُهور وِسط أسوارٍ كوَّنها حُبّ مُتمّلك مَنع عَنها الحَياة ..! صَبيَّة في مُقتبلِ العُمر تُطارَد مِن قِبل أقرَبُ الناس اليها أن ت...
509K 11.9K 28
حقوق النشر محفوظة للكاتبة مني مصطفى الاسيوطي.