The Devil Wears Gucci 😈 // K...

By theywontknow

291K 14.1K 11.6K

كيونقسو يعتبر كل شيء فوق الخمسين دولار غالي وخاص بالازياء الراقية. ويبدو أن الجميع في وظيفته الجديدة يختلفون... More

CHAPTER ONE
CHAPTER TWO
CHAPTER THREE
CHAPTER FOUR
CHAPTER FIVE
CHAPTER SIX
CHAPTER SEVEN
CHAPTER NINE
CHAPTER TEN
CHAPTER ELEVEN
CHAPTER TWELVE
CHAPTER THIRTEEN
CHAPTER FOURTEEN
وجهة نظر المحرر.
CHAPTER FIFTEEN
CHAPTER SIXTEEN
وجهة نظر B.
CHAPTER SEVENTEEN
CHAPTER EIGHTEEN
Back-of-Book (fin.)
The Devil's Black Card // Vol. 2

CHAPTER EIGHT

14.2K 802 986
By theywontknow

اتمنى كل وحده تقرأ تترك تعليق مارح يضرها شيء🥺

.

.

.

🎞🎞

.

.

.

كان كيونقسو في مزاج جيد عندما استيقظ الساعة 6 صباحًا ذلك اليوم للاستعداد للعمل.

كان يومًا جيد, وافترض أنه يملك سبب لارتداء ذلك القميص الرائع بشكل بغيض الذي أعطاه إياه بيكهيون قبل بضعة أسابيع, لأن على ما يبدو أنهم انتهوا من استخدامه بعد بعض الصور و لا يزال لديه الشجاعة لتجربته. ارتدى معه بنطال جينز ضيق وتلك الأحذية الجديدة التي اشتراها لنفسه في عيد الميلاد. كان قلبه لا يزال متألم, هذه أول مرة يشتري فيها أحذية بأكثر من 200 دولار لنفسه. افترض أنه يستحق كل هذا العناء. انها تبدو جيدة.

لقد بدا جيدًا.

كانت الرحلة في المترو إلى المكتب هادئة بشكل غير عادي. عادةً, سيهون سيتصل به حوالي ألف مرة للتأكد من أنه سيأتي وللتأكد من أنه لم ينسَ أيًا من مئات المهام الروتينية.

لكن اليوم كان جيدًا, رغم الثلج وحقيقة أنه اضطر إلى دفن أنفه في وشاحه لإبقائه دافئًا, كان جيد.

مضن خمس دقائق فقط قبل الساعة السابعة عندما هرب من المصعد وما زال سيهون لم يتصل به. ولا حتى مرة. زحف القلق داخل كيونقسو بينما سارع في الممرات البيضاء لفوغ.

عقد حاجبيه عندما رأى بعض الأشخاص في المكتب بالفعل. كان وجه سيهون أحمر بشكل غير طبيعي بينما ينفخ بالون. سولقي بجواره, تقوم بربطهم. ويندي و بيكهيون يستندون على مكتبه.

بإمكان كيونقسو الشعور بالتذمر قبل أن يفتح الباب حتى.

تساءل ما الفكرة التي أتت لجونق إن الآن حتى يجعل كل هؤلاء الناس مشغولين للغاية في هذا الصباح الباكر. تساءل عما إذا عليه نفخ البالونات مع سيهون. سيكون ذلك سيئًا. إنه سيء في نفخ البالونات.

تنهد قبل أن يدخل المكتب أخيرًا بصمت.

قبل أن يسأل عما يحدث, قام سيهون بإدارة رأسه بسرعة—ردة فعل معتادة. ربما كان يتوقع جونق إن. إنه يفعل دائمًا.

بدا سيهون متفاجئ برؤيته واقف هناك, لأنه نسي البالون بين شفتيه. فتح فمه وطار البالون مع صوت صفير.

"أنت هنا بالفعل؟" سأل سيهون, يجذب انتباه الآخرين.

"اللعنة," بيكهيون هسهس, يحرك جسده بالأرجاء كالأحمق. كان كيونقسو يسمع همسات ثم رأى ابتسامة ويندي المتوترة.

عقد حواجبه.

"ما الذي يجري هنا؟"

بعدها تحرك بيكهيون أخيرًا من مكتبه. أحضر كعكة صغيرة أمامه مع شمعتين. الثالثة, ويندي لا تزال تكافح معها.

"عيد ميلاد سعيد!"

رمش كيونقسو على مشاهدة ابتسامة بيكهيون المتحمسة والكعكة الصغيرة في يديه مع ثلاثة شموع تعمل الآن. ويندي تبتسم بجانبه أيضًا, تصرخ بـ'عيد ميلاد سعيد' بصوت عالٍ.

تجمد دماغ كيونقسو.

لم يكن يتوقع هذا. من بين جميع الناس في العالم, لم يتوقع من زملائه أن يقوموا بذلك من أجله.

تحركت عيناه من زاوية واحدة إلى الأخرى. من ويندي و بيكهيون يمسكان بالكعكة الصغيرة, إلى ابتسامة سولقي وتلويحها له مع بالون و سيهون يمسك بحنجرته ويتنفس بقوة, بالكاد ينجح في الابتسام. كان وجهه لا يزال أحمر.

الدفء الذي بدأ ينتشر داخله كان فوق الخيال. بدأ يشعر بالتوتر, حيث استوعب دماغه أخيرًا—كل هذا.

"أوه—" أخرج نفسًت.

راقب أعين بيكهيون تضيق قليلًا.

"إنه لا يستجيب. لماذا لا يستجيب؟" تحدث بيكهيون. "إنه اليوم, أليس كذلك؟ لم نخطئ باليوم؟"

رمش كيونقسو بسرعة, قبل أن يهز رأسه.

"لا! لا, إنه كذلك. أنا—... فقط مرتبك." ضحك كيونقسو بهدوء. "لم أكن أتوقع أي شيء."

تحوّل وجه بيكهيون سريعًا إلى ابتسامة منتصرة, بينما أشار ذقنه نحو الكعكة.

"حسنًا, هيا إذًا. الأمنية لن تصنع نفسها."

أخرج كيونقسو نفسًا مذهول, حين أخذ بضع خطوات للأمام, يمسك بصندوق الكرتون الذي يدعم الكعكة.

شعر بالحماس, وكان سعيدًا. اليوم لم يكن جيدًا فقط, بل رائعًا.

لم يستشعر شيئًا سوى الحب في نظراته الخاصة عندما نظر إلى زملائه في العمل, إلى أصدقائه.

هتفت ويندي بصوت عال عندما نفخ الشموع, وكانت أول من قفز وعانقه. انحنت سولقي بخجل و كيونقسو صافحها بلطف وشكرها.

"سأذهب لأحصل على سكين وأطباق," أعلنت ويندي وتبعتها سولقي.

"حسنًا إذًا," همهم بيكهيون, يدفع كيس ضد صدر كيونقسو. "عيد ميلاد سعيد. من الأفضل أن ترتدي هذا."

نظر كيونقسو نحو الكيس البلاستيكي بفضول, يرى قماش من الأبيض والأسود.

"ما هذا؟"

"فقط بعض العناصر من مجموعتي الجديدة," تحدث المصمم مع تلويحة لا مبالية, يعود إلى مكتبه. الآن فقط رأى كيونقسو الزجاجات. "لم تخرج بعد. المجموعة, أقصد. لذا لا تتردد في الشعور بالاطمئنان."

قهقه كيونقسو وهز رأسه. لف أصابعه بإحكام حول الهدية.

"شكرًا لك, بيك."

شعر كيونقسو بنقرة صغيرة على جانبه حين كان ينزع معطفه.

التفت لينظر إلى سيهون يعطيه حقيبة مع شريطة أنيقة فوقها. كان نوعًا ما يتجنب عينيه.

"هاك," تحدث المساعد الأول بشكل أنيق. "عيد ميلاد سعيد."

كيونقسو بالكاد منع الابتسامة. نظر نحو الحزمة بدلًا من ذلك. سيهون هز كتفيه.

"لا شيء مميز," تحدث. "لكنني تذكرت كيف ظهرت بحقيبتك القديمة أول مرة التقينا فيها, لذا اعتقدت أنني سأحضر لك حقيبة جديدة. واحدة جيدة."

كيونقسو سخر تقريبًا. تقريبًا. تعليقات ساخرة. لقد تعلم محبة ذلك عن سيهون فوق كل شيء.

فوق ذلك, بغض النظر عما قاله الشاب, التصرفات تتحدث بصوت أعلى. لقد تذكر شيئًا مهم عن كيونقسو, و فكر في إعطائه هدية ذات معنى. كان هذا لطيفًا منه.

امتنع كيونقسو عن بعثرت شعره, لأنه مصفف بالكامل وسيخاطر بفقدان ذراعه إذا فعل ذلك. مع ذلك, مد يده ليربت على كتف سهون.

"شكرًا لك. حقًا."

عادوا ويندي وسولقي بعد ذلك مع بعض الأطباق وسكين وشوك مختلفة وأكواب بلاستيكية. صرخ بيكهيون بحماس, يمسك الأكواب وينقلهم إلى مكتب كيونقسو حيث تصطف تلك الزجاجات الملونة.

بدأ في مزج الأشياء وراقب كيونقسو الكوكتيل بعناية, يتساءل كيف لدى بيكهيون الكثير من الطاقة.

جعلوا كيونقسو يقطع الكعك, وهذا ما فعله. انتهى به الأمر مع كريمة على أنفه و ويندي تضحك بجانبه. نجى سيهون من ويندي حين بدأت الكريمة المخفوقة بالسقوط على وجوه الناس.

"ها أنت ذا," تسلل بيكهيون, يضع أحد الكؤوس البلاستيكية أمام وجه كيونقسو. "اعتبر هذا هو المهر, مقابل رقم صديقك اللطيف."

سخر كيونقسو.

"لا أملك أصدقاء لطيفون."

"عذرًا, أنا صديقك وأنا لطيف واللعنة." بيكهيون دحرج عينيه, يرمي ذراعه على كتفه. "أنت تعرف من أتحدث عنه. طويل القامة, عضلات. وجه لطيف. أيدي الكبيرة. مثل, كبيرة حقًا."

عبس كيونقسو عندما خرج من قبضة بيكهيون.

"حسنًا, أولًامقزز. ثانيًا, اسمه تشانيول. وثالثًا, قضيت ليلة رأس السنة بأكملها تلعق وجهه ولم تفكر في طلب رقمه؟"

بيكهيون ابتسم ابتسامة عريضة.

"كنت مشغول جدًا في لعق وجهه للتفكير في مثل هذه الأمور التافهة."

أخذ كيونقسو الكأس البلاستيكي من يد بيكهيون.

"سأقابله الليلة. سأسأله إذا لا بأس معه بذلك." هز كيونقسو كتفيه, يعطي بيكهيون نظرة متفحصة. "أو يمكنك الانضمام إلينا, إذا كنت تريد ذلك. ويمكنك سؤاله بنفسك."

ابتسامة بيكهيون المتكلفة كانت منتصرة.

"عظيم."

أمضى كيونقسو معظم صباحه مع أصدقائه في المكتب, يتناول كعكة مقطوعة بشكل سيء ويشرب ببطء. يتجاهل تمامًا جهاز الكمبيوتر خاصته.

'لا بأس', قال سيهون بوقت سابق, حين استمر كيونقسو في إرسال نظراته إلى مكتبه, 'لقد أتيت في وقت مبكر اليوم. أجبت على جميع رسائل البريد الإلكتروني. نحن بخير'.

لذلك سمح لنفسه بالاسترخاء التام لمرة واحدة, يستمتع بوقته مع أصدقائه. كان اليوم يومه—مركز اهتمام كل هؤلاء الأشخاص الذين ظن أنهم متغطرسين ومتكبرين في البداية. الآن, مع ذلك, لم يكن بإمكانه تصديق أنه كان يظن ذلك في المقام الأول. ليس عندما عرف كيف أنهم حريصين ومكرّسين حياتهم لعملهم, كيف عزمهم وطموحهم.

ليس عندما عرف أنه أصبح واحدًا منهم.

بدا أن الوقت يمر بينما يتحدثون ويستمتعون بأنفسهم.

لا أحد لاحظ الأسهم على الساعة, ولم يلاحظ أحد أن الشمس تشرق أعلى وأعلى في السماء.

لا أحد يبدو أنه لاحظ كيف فُتح بها الباب خلفهم.

ليس حتى قاطع ضحكهم سعال هادئ جدًا.

تفاجئ كيونقسو, يستدير ليواجه جونق إن وكيف ينظر إلى الجميع بحواجب مرتفعة قليلًا.

لم يكن يبدو معجب بذلك. ولا حتى قليلًا. آخر شيء كان يتوقعه, على الأرجح, هو رؤية موظفيه مهملين إلى حدٍ كبير هكذا.

"أرى أن اليوم بالفعل يوم فعّال للغاية." تحدث جونق إن, صوته هادئ مع تعبير غير قابل للقراءة.

شعر كيونقسو بكتلة في حنجرته وقلبه نبض بألم في صدره بينما يلوي شفتيه.

نظر رئيسه إلى كل واحد منهم ببطء, نظرة قياسية قبل أن يلقي نظرة على الطاولة مع نصف كعكة عليها وكؤوس وزجاجات ملونة فوق, ما كان كيونقسو يأمل بإخلاص ألا تكون ورقة عمل.

"أفترض أنكم انتهيتوا من كل العمل اليوم إذًا," تحدث جونق إن حينها بهدوء, ينزع معطفه من كتفيه ويضعه على مكتب كيونقسو. رفع حاجبه على كل أحدٍ منهم. "سيكون هذا العذر الوحيد الصحيح للشرب في الساعة 9."

تصلب كيونقسو تمامًا في مكانه. بدا سيهون شاحب, متوتر تمامًا, لأنه حاول إخفاء كأسه خلف حامل قلم الرصاص.

كان بيكهيون أول من تحرك. يأخذ كأسًا ورقي.

"استرخي, حسنًا؟" تحدث المصمم حين أعطى الكأس لجونق إن. "على عكسي, هؤلاء مارغريتا ڤيرجن, بلا كحول."

* بيك تلاعب بالكلمات > ڤيرجن: أعذر، على عكسه.

ألقى كيونقسو نظرة جانبية على بيكهيون, يسمع سخرية ويندي غير المتفاجئة. جونق إن ضيّق عينيه, لكنه أخذ الكأس من أصابع بيكهيون على أي حال. نظر إلى الكوكتيل بشكل مثير للريبة, قبل أن ينظر إليهم مرة أخرى.

"ما سبب كل هذا الاحتفال؟"

"عيد ميلاد كيونقسو, بالطبع!" أجاب بيكهيون في نبرة تجعل الأمر وكأنه واضح جدًا.

توقفت أنفاس كيونقسو عندما ركزت أعين جونق إن عليه فورًا, شيء يتلألأ في تلك الأعين غير المقروءة. شفتيه تفرقت لفترة وجيزة في تفاجئ. رمش عدة مرات قبل أن يضع لسانه على شفتيه, يجمع نفسه.

شعر كيونقسو بالارتياح في صدره عندما تحدث بيكهيون مرة أخرى, يد تلتف حول كتفيه. لم يعتقد أنه يستطيع التعامل مع تحديق جونق إن أكثر. ليس الآن. ليس بعد الآن.

"قررنا إلقاء حفلة صغيرة مفاجئة. لقد كان يعمل بجد, لذلك أردنا فعل شيئًا. ومع عيد ميلاده, كانت مجرد فرصة مثالية." ابتسم بيكهيون. "وأحصل على فرصة لعرض مهاراتي المذهلة كالساقي."

"المكتب ليس المكان المناسب لعرض تلك المهارات."

"أوه, اصمت, يا مفسد المتعة," ضيّق بيكهيون عينيه بمزاح نحو جونق إن الذي ما يزال جادّ. "جرب المارغريتا أولًا ثم تحدث."

"أنا لن أقوم بـ—"

"قلت, جربها." أصر بيكهيون, المزاح يختفي من صوته. لم يتمكن كيونقسو من تحديد ذلك بدقة, ولكن هناك شيء أكثر قسوة في نظرته. "انسى العمل واستمتع بالحياة للحظة, حسنًا؟"

حدق بيكهيون في جونق إن حينها, عيناه جديّة بشكل مفاجئ, شفتيه في خط رفيع بينما ينظر إلى أعين جونق إن الثاقبة.

ثم, لمفاجأة كيونقسو, نظر جونق إن بعيدًا أولًا. زفر ورمش بسرعة.

"حسنًا," تحدث في النهاية, يوّضح صوته. امسكت أصابعه بالكأس البلاستيكي وكاد الكوكتيل ينسكب تقريبًا. التفت إلى كيونقسو حينها, بعض الشيء يتجنب عينيه حين تحدث. "عيد ميلاد سعيد."

فتح كيونقسو فمه ليشكره, لكنه لم يصدر صوت. بدلًا من ذلك, قرر الايماء مرة واحدة. ثم مرة أخرى, من أجل التهذيب.

جرى لسان جونق إن فوق شفته السفلية مجددًا, ببطء, في تفكير. بدا بيكهيون أكثر استرخاء الآن. كانت ويندي تبتسم مثل الملاك, تحاول رفع الجو.

"إذًا, لقد قرأت مقابلتك في Esquire," تحدثت, تحرك كأسها نحو جونق إن. "أنا متأكدة من أنهم قاموا بتحريرها, رغم ذلك. بعض الأشياء هناك لا تبدو مثلك."

"هل علينا فعل 'السيطرة على الضرر'؟" سأل سيهون فورًا, يستقيم ويجمع نفسه. "يمكنني الاتصال بالمحامين."

أعين كيونقسو تحركت من سيهون إلى جونق إن.

كان رئيسه ينظر إليه, مع نفس اللمعان في عينيه, خلف الضباب غير المقروء الذي لم يترك كيونقسو يدخل على أي أفكار جونق إن.

هز رأسه في النهاية.

"لا," تحدث. "لا, لا بأس."

"لكن إذا—"

"قلت لا بأس, سيهون." تحدث جونق إن, يجبر نفسه على الابتسام. أخذ بضع رشفات من شراب بيكهيون قبل أن يضعه على المكتب ويومئ برأسه. "يمكنني التعامل مع ذلك بنفسي. لا تقلق بشأن ذلك. ليس اليوم."

فتح كيونقسو فمه بخفة عندما رأى جونق إن يقترب من مكتبه حيث وضع المعطف هناك في وقت مبكر, كيف قام بالتقاطه. أحضره إلى خزانة الملابس في الزاوية, وعلقه هناك بنفسه.

بدأ يرفع أكمام قميصه وهو في طريقه إلى المدخل المقوس نحو مكتبه.

"سولقي," تحدث جونق إن إلى الفتاة التي استقامت على الفور. "يمكنك المرور بخزانة الملابس بعدما تنتهون يا رفاق من هنا, منذ إنكِ بالفعل في المبنى. أخبرتني كريستال أن أزيائك من أجل جلسة التصوير خاصتك الأسبوع المقبل قد وصلت, يمكنكِ تجربتها ومعرفة ما إذا يجب إصلاح أي شيء."

"حسنًا!" تحدثت باستعداد في نفس الوقت الذي سمع كيونقسو فيه تنهيدة بيكهيون. رآه يهز رأسه في خيبة أمل عندما وضع جونق إن يده على الحائط ونظر إليهم مرة أخرى.

"إذا اتصل أي أحد, قوموا بإعادة توجيههم إلى مكتبي."

"على الأقل تعال وتناول بعض الكعك, أيها الأحمق."

رمش كيونقسو بسرعة في تفاجئ على إهانة بيكهيون المباشرة. شفتين جونق إن ارتفعت في نصف ابتسامة متكلفة.

تحركت عيناه نحو كيونقسو بسرعة حينها, مستمتعة و—هل ذلك تلميح على الأسف؟—اعتذاريّة.

"ربما لاحقًا."

زفر كيونقسو عندما اختفى جونق إن وراء المدخل المقوس وترك الأربعة منهم بمفردهم في المكاتب. نظر إلى مشروبه وتنهد, ممتن لمحادثات ويندي المبهجة التي أبقته منشغل.

المكتب أصبح فارغ لاحقًا, عندما تم ترك كيونقسو و سيهون وحدهما مع أطباق قذرة, بالونات متقلصة وعدم وجود رسائل بريد إلكتروني ومكالمات للرد عليهم.

لم يخرج جونق إن لتناول الكعك طوال اليوم, ويبدو أن تنهدات كيونقسو تزايدت أكثر في كل مرة ينظر فيها نحو المدخل المقوس ويبقى فارغًا.

.

.

.

🎞🎞

.

.

.

كان اليوم بطيء وممل بعد ذلك, لم يجرؤ هو وسيهون على الابتعاد عن مكاتبهم—ليس عندما يعرفون أن رئيسهم لا يزال في مكتبه, يعمل. مر بعض الزملاء الآخرين من الإدارات الأخرى وتمنوا له عيد ميلاد سعيد. شكرهم كيونقسو مع عقل غائب تمامًا, عينيه تتحركان نحو المدخل المقوس غير البعيد عنهما.

كان ذلك عندما بدأت الشمس تغرب, وسقطت أكتاف كيونقسو أكثر, عندما ظهر جونق إن أخيرًا عند المدخل, يبدو مثالي تمامًا كما كان قبل ساعات مع شعره المبعثر وزوايا وجهه الحادة ومنحنيات شفتيه الناعمة. ترك كيونقسو نفس مرتعش لم يعلم حتى أنه كان يحبسه, و استقام في مقعده.

رفع جونق إن يده ليجري أصابعه من خلال شعره, يبعثره أكثر وبطريقةٍ ما يبدو أفضل. أكمامه لا تزال مرفوعة وعندما نظر كيونقسو عن كثب, رأى هالات سوداء تحت أعين الرجل—بالكاد مرئية, ولكن موجودة.

"لقد تأخر الوقت," تحدث جونق إن, صوته هو الشيء الوحيد الذي يُسمع في المكتب الهادئ, عينيه تتحرك من سيهون و نحوه. "أنت على الأرجح تمتلك خطط الليلة, صحيح؟"

لوى كيونقسو شفتيه, عينيه تنظر نحو الساعة. تشانيول و جونقداي سيكونان في انتظاره بوقت قريب بما يكفي.

تعبير جونق إن كان يعرف, و أومأ برأسه.

"يمكنك أن تذهب إذًا." تحدث, صوته متعب بعض الشيء. "كلاكما."

"لكن—"

"لا بأس , سيهون. سأتدبر الأمر."

نظر كيونقسو نحو المساعد الأول—تبادلوا نظرة غير مؤكدة للغاية, مربكة قبل أن يتنفس كيونقسو مرة أخرى.

"هل أنت واثق؟"

"أجل," ابتسم جونق إن, أخيرًا, للمرة الأولى اليوم ولم يكن كيونقسو يريد الشعور بكل هذا الارتياح الذي يغمر صدره, لكنه فعل. ابتسم جونق إن, وبطريقةٍ ما, كل شيء كان أفضل فجأة. "اذهب واستمتع."

وجد كيونقسو صعوبة في تكوين رد جيد لبضع ثوان, رأسه ينحني في شيء يشبه الإيماءة.

"شكرًا لك."

لمعت عينا جونق إن بشيءٍ ما, بينما ينظر إليه مرة أخيرة قبل أن يستقيم.

"لا تنسى, غدًا سنعمل حتى الساعة 4 فقط."

كان قلب كيونقسو يرفرف في صدره مجددًا, ولم يستطع فعل أي شيء سوى حبس الابتسامة التي هددت بالازدهار على شفتيه.

راقب جونق إن وهو يستدير, ظهره جميل وأنيق مثل كل شيء آخر عنه. لوّح بيده قبل أن يعود إلى مكتبه.

"اذهبا الآن. سأراكم غدًا."

بعد ذلك, كان هو سيهون في الغرفة فقط, مع نبضات قلب كيونقسو السريعة بشكل غير مريح في صدره. لأنه, ربما, جونق إن يهتم حقًا, خلف ذلك القناع الصلب والعالي. خلف قناع القوة والسلطة, التأثير والنفوذ, كان مجرد رجل.

رجل جيد.

حرك كيونقسو عينيه نحو سيهون. كان المساعد الأول ينظر إليه بحواجب مرتفعة قليلًا.

'دعنا نذهب', همس إليه وكيونقسو أومأ.

تشانيول وجونقداي سينتظرونه قريبًا, و لا يزال يتعين عليه الخروج وسحب بيكهيون من مكتبه.

دفع مقعده للخلف ووقف أخيرًا, يلقي نظرة أخيرة باتجاه المدخل المقوس.

غدًا.

شفتيه ارتفعت على الفكرة, الترقب, الخوف, والحماس المطلق الذي ملأ جسده بالكامل.

.

.

.

🎞🎞
.

.

.

كيونقسو يمكنه رؤية أنفاسه في الهواء. كان الطقس باردًا.

دفع يديه بشكل أعمق في جيوب معطفه الخفيف, يحاول الحصول على بعض الدفء على الأقل. بعض مظاهر الدفء. هذا ما يستحقه لارتدائه شيء كهذا. فقط من أجل المظهر الجيد إنه يتجمد الآن.

كتفيه متوترة وهو يتحرك من قدم واحدة إلى أخرى, يتجول من أجل التدفئة.

وانتظر.

كانت زحمة المرور في الشارع كثيفة, هناك الكثير من الناس على الأرصفة. عشرات الأشخاص يمشون ويخرجون من المبنى الطويل اللامع خلفه.

يقف أمامه, يقف أمام مقر فوغ هكذا, بمفرده—لا شيء سوى إنسان أمام تلك القوة والنفوذ الهائل—شعر بالخوف. رغم أنه يقضي معظم وقته في هذا المبنى, إلا أنه ما زال يتفاجئ في كل مرة يراه.

كان محظوظ. محظوظ أن تتاح له فرصة كهذه.

ضربة قوية من الرياح في وجهه جعلته يرتجف. لم يعد بإمكانه الشعور بطرف أنفه بعد الآن. ألقى نظرة سريعة نحو الساعة فوق المدخل.

04:42.

سيهون قد ذهب منذ فترة طويلة, في اللحظة التي أتت الساعة فيها أربعة. يمتلك خطط مع أصدقائه, ولأول مرة على مر العصور. لم يستطع كيونقسو لومه على انتهاز الفرصة فورًا.

كان جونق إن بالفعل متأخر اثنى عشر دقيقة. تنهد كيونقسو. لم يكن وقت طويل, لكن الشتاء قاسي, الرياح—لا ترحم, البرودة—متجمدة.

ملأ الارتياح المطلق جسده بالكامل في غضون ثانية عندما رأى سيارة SUV سوداء مع نوافذ داكنة تأتي من الزاوية.

الراحة والحماس, الترقب.

القلق أيضًا. الخوف. الضغط العصبي.

تنفس بعمق حين توقفت السيارة في مكانها الصحيح أمام مدخل المبنى. مباشرةً أمامه.

فُتح الباب, وخرج جونق إن بثقة. مع اتزان وأناقة.

لو كانت فوغ, بمبناها المثير للإعجاب والآلاف الموظفين, مملكة, فجونق إن سيكون ملكها. الملك ينظر إليه الآن, الرياح القاسية تهب شعره. رغم ذلك, ارتفعت شفتيه في ابتسامة صغيرة.

أنفاس كيونقسو توقفت. لم يستطع إيقاف ذلك. لن يستطيع أبدًا.

"لقد تأخرت," قال جونق إن. "آسف. كان عليّ الاعتناء بشيءٍ ما قبل مجيئي."

لقد كانت تضحية كافية لجونق إن أن يفرغ نصف يوم عمله. نصف يوم عملهم, حقًا. هذا بالفعل أكثر من أي شيء يتوقعه كيونقسو. هز رأسه.

"لا بأس."

"هل تم تسوية كل شيء في الطابق العلوي؟" سأل جونق إن, يرفع حاجبه وكيونقسو أومأ.

"تم الرد على جميع رسائل البريد الإلكتروني, كل شيء ليوم غد جاهز. تم تحديد موعد مع سوهو في 10:00 يوم الجمعة و—"

"كلمة 'نعم' بسيطة كانت تكفي," قاطعه جونق إن بابتسامة, يفتح باب السيارة على نطاق أوسع. "هيا, الجو بارد هنا. يبدو أنك متجمد."

قلب كيونقسو ضغط في صدره حين أخذ خطوات قليلة إلى الأمام, أقرب إلى جونق إن وباب السيارة الذي يمسكه رئيسه. أخذ نفس عميق عندما دخل السيارة, المقاعد الجلدية المألوفة مريحة مثلما كانت في المرة الأخيرة.

فقط عندما دخل جونق إن إلى السيارة من بعده وكانا الاثنان لوحدهما في الخلف, أدرك كيونقسو ما يفعله وكيف أنه ليس مستعدًا لذلك.

عندما جلس جونق إن بالقرب منه, شعره جامح من الريح وتلك الأعين العميقة التي تحدق بداخله, تلك الشفتين الممتلئتين متفرقة, تبدو ناعمة وجذابة—عندما أدرك كيونقسو ذلك أمام جونق إن, شعر أنه صغير جدًا. مرتبك من كل تلك القوة والجمال.

كالقروي المعجب, بعيد جدًا عن مستوى شخص مناسب ليكون مع الملك.

مع ذلك, كان جونق إن ينظر إليه مع تلك الابتسامة المريحة على شفتيه—نظرة مليئة بالفضول والاهتمام.

نظرة مختلفة جدًا عن التي يراها كيونقسو يوميًا في مبنى فوغ. شيء جديد جدًا.

كان جونق إن ينظر إليه كما لو كانا متساويين.

وربما, هنا والآن, كانوا كذلك.

ابتسم كيونقسو, يسترخي في المقعد, حيث انطلق محرك السيارة بهدوء, وبدأوا في التحرك في شوارع سول المزدحمة.

.

.

.

🎞🎞

.

.

.

لم يشاهد كيونقسو مسرحيات الباليه سوى عدة مرات في حياته—مسارح محلية ذات مقاعد ضيقة وصغيرة. هذا المسرح, مع ذلك, كان برّاق. القاعة التي يمشون فيها مثيرة للإعجاب—جميعها من المخمل الأحمر والزخارف الذهبية والديكورات. بدا الأمر وكأنه مكان من فيلم. المقاعد التي اشتراها جونق إن مذهلة. كانت مجرد أرقام ورسائل على تذاكر كيونقسو في البداية, لكن عندما ساروا داخل المسرح الجميل, أدرك كيونقسو أنهم لم يكونوا مجرد مقاعد. كان لديهم مقاعد كالصندوق.

غرفة لشخصين فقط, بعيدة عن بقية الجمهور. عيناه توسعوا في اعجاب عندما تأمل المشهد من ذلك المكان في المسرح.

و تلك فقط كانت أول مفاجأة بين الكثير والكثير منها.

لم يكن كيونقسو يعرف شيئًا عن الباليه, لكن عندما خفّت الأضواء وأُضيئت الأضواء على المسرح, عندما بدأت المسرحية فعليًا—لم يكن بإمكانه النظر بعيدًا حقًا. ليس للحظة واحدة.

كان غارق, منخرط في كثافة الرقص وتعقيده, بساطته وجماله. يأخذ أنفاسه بعض الشيء.

كاد ينسى أن جونق إن يقف بجانبه. رئيسه, أيضًا, لا يزال مسترخي عندما بدأ الراقصون في الظهور على المسرح. هو, أيضًا, بدأ يراقب باهتمام, مع بريق من الحنين في عينيه.

يلقي نظرة سريعة عليه من وقتٍ لآخر, فقط لرؤية ذلك الوجه المثالي مضاء جزئيًا من مصابيح المسرح, مخفي جزئيًا في الظلال. هذا الوجه—كان أيضًا يأخذ أنفاسه.

كل شيء عن الباليه مثالي—الموسيقى الرقص, والتمثيل. شعر كيونقسو بألم في وجهه على الابتسامة التي لم يستطع إخفاءها, يشعر بيديه تمسكان ذراعين الصندوق عندما ظهر الأطفال على المسرح, يرتدون ملابس الفئران بينما بدأوا في الأداء مع الباليه. سمع قهقهة جونق إن الخفيفة والعاطفية بجانبه. لم يكن يعلم ما إذا كانت المسرحية التي تدفئ قلبه أم الصوت الهادئ لقهقهة جونق إن.

أصبحت الموسيقى قوية وتوقفت أنفاس كيونقسو عندما طعنت كسارة البندق ملك الفيران. حين تم إفراغ المسرح وبدلاً من ذلك, اشتغل لحن أكثر هدوءًا. حين راقصين الباليه بدأوا يرقصون مع فساتين بيضاء رائعة. رقاقات الثلج.

اضطر كيونقسو أن يرمش عدة مرات, عندما سقطت الستارة وعادت الأنوار مجددًا, حيث بدأوا الناس في المقاعد الموجودة أسفلهم يصدرون ضجيجًا.

"Entr'acte," تحدث جونق إن واستدار كيونقسو للنظر إليه. كان رئيسه يحدق به بالفعل, ابتسامة صغيرة على وجهه. قلب كيونقسو نبض بقوة.

* "استراحة,"

الفرنسية. من بين كل الأشياء التي يمكنه فعلها جونق إن, بدأ يتحدث الفرنسية بينما يبدو مظهره هكذا.

وجه مثالي, شعر مصفف, قميص بسيط مدسوس بعناية في بنطال مستقيم. بالأحرى ملابس بسيطة, لكنها أنيقة وجميلة المظهر. لم يكن لدى كيونقسو شك في أنها سلسلة أخرى من أسماء الماركات.

"أمامنا عشرين دقيقة قبل الفصل الثاني," تحدث جونق إن حين نظر إليه مجددًا. "هل ترغب في البقاء هنا أم تريد الخروج؟"

"أنا—... لا أعرف. هل تريد الذهاب للخارج؟ نستطيع الذهاب."

نظر جونق إن للأسفل, وجنتيه ترتفع من ابتسامته. هز رأسه بخفة شديدة, لكن كيونقسو لم يفوتها.

"لقد سألتك, كيونقسو. ما الذي تريد فعله؟"

أخرج كيونقسو تنفس مرتعش, عينيه تتحرك نحو المسرح. لديهم عشرين دقيقة, ثم خمسون دقيقة أخرى من الفصل الثاني. عضّ داخل وجنته, قبل أن يعيد نظره في اتجاه جونق إن.

"الحمام," تمتم كيونقسو بهدوء حين قام جونق إن برفع حاجبة. "أحتاج الذهاب إلى الحمام."

"حسنًا," تحدث جونق إن, يقف أخيرًا من مقعده الواسع. "لنذهب."

كان من الصعب الهروب من القاعة. الجميع في عجلة—أشخاص يهرعون إلى مطعم الوجبات الخفيفة, بينما آخرون يهرعون إلى الحمام. كان بعضهم يسحب الولاعات والسجائر من جيوبهم, يسارعون إلى مقدمة المبنى للتدخين قبل بدء الفصل الثاني.

"سوف أنتظرك هنا," تحدث جونق إن, يستند ضد عمود في الردهة. شعر كيونقسو بالحرارة تزحف ببطء إلى وجنتيه بينما أومأ. سارع نحو الحمام.

لحسن الحظ, الطابور في حمام الرجال لم يكن طويل مثل حمام النساء. سارع, لا يزال يشعر بقلبه يقفز في صدره, كل ذلك الإدراك الذي يضربه مرة واحدة.

إنه لوحده مع جونق إن.

لوحده مع جونق إن, يشاهدون الباليه.

كان وحيد مع جونق إن, هم فقط, دون عمل. فقط كل هذا الجمال.

سرعان ما غسل يديه, وألقى نظرة على المرآة و ضحك على نفسه. لقد بدا مرتبك ومرعوب كما يشعر.

أجبر كيونقسو نفسه على الاسترخاء.

فقط شخصين بالغين, يشاهدون الباليه, ويقضون وقتًا ممتع.

أجبر نفسه على التنفس بهدوء, حيث جرى بيده من خلال شعره, يحاول إصلاحه بسرعة قبل العودة.

جونق إن كان ينتظره. وكان يبتسم.

وبدا مظهره, مثالي جدًا.

لكن بالطبع, سخر كيونقسو حين مسح يديه ضد مقدمة قميصه, كانوا في المسرح. من المفترض أن يرتدي الناس هكذا في هذه الأماكن.

لم يكن بسببه.

لم يكن بسببه.

فقط شخصين بالغين, يشاهدون الباليه, ويقضون بعض الوقت معًا بمفردهم.

نظر كيونقسو إلى المرآة مرة أخرى, يحدق في عينيه.

اللعنة.

هذا يبدو مثل الموعد بشكل غريب.

عض داخل وجنتيه بقسوة, يجبر نفسه على الاسترخاء مرة أخرى.

'لا تكن سخيفًا, كيونقسو', وبخ نفسه داخليًا, يجري يديه ضد قميصه مرة أخرى, 'لا تكن أحمق'.

استقام, يعطي نفسه نظرة قاسية نحو المرآة. لم يستطع جعل نفسه يبدو أفضل.

ثم أسرع بالخروج. لا يريد إبقاء جونق إن ينتظر.

توقف في خطوته عندما رأى جونق إن مجددًا, يقف بجانب ذلك العمود وظهره ضده. مع ذلك, كان أكثر شخص جميل في الغرفة.

مثالي, أنيق على حذائه ذو الكعب المنخفض, يشبه الملوك في الجزء الداخلي الغنيّ من المسرح.

ملك ليس فقط في فوغ. إنه يحمل هذه القوة بداخله أينما يذهب.

"آسف," تحدث كيونقسو بمجرد وصوله إلى جونق إن. استدار رئيسه. "كان هناك طابور."

"لا تقلق," أجاب جونق إن, يمد يده ليعطي كيونقسو كأس نبيذ. أخذه كيونقسو بتردد من يده, ذهنه يدور. كان هذا كثيرًا. كل هذا كثير. كل هذه الروعة كثيرة جدًا بالنسبة لشخص مثله. الباليه والنبيذ و جونق إن.

رفع كيونقسو الكأس بسرعة نحو شفتيه, يحاول تجاهل الصمت المحرج بينهما. يحاول تجاهل حقيقة أن جونق إن يحدق به.

كان النبيذ حلو. يملك طعم الفواكه, ولمحة من التوت.

"إذًا," بدأ كيونقسو, يتعب من تجنب أعين جونق إن. نظر إليه بتردد وحاول جعل قلبه يسترخي عند التحديق نحو المجرات في أعماق عينا جونق إن. "قلت أن كسارة البندق هي مسرحية الباليه المفضلة لديك. لماذا؟"

ابتسم جونق إن. كاد يتذمر كيونقسو عندما قام أيضًا برفع الكأس نحو شفتيه ليشرب من نبيذه. أراد النظر إلى تلك الابتسامة لفترة أطول.

"إنها أول مسرحية رأيتها على الإطلاق," تحدث رئيسه بينما يميل ضد العمود. "لقد أحضرني والدايّ لرؤيتها. كنت مجرد طفل في ذلك الوقت."

افترض كيونقسو أنه كان شعور لطيف.

"إنها مسرحية باليه للأطفال," تابع جونق إن, يهز كتفيه. "أو على الأقل هذا ما يقوله الناس. الفئران, الجنود, رجال بسكويت الزنجبيل, وأرض الحلوى وكل شيء آخر, إنها مخصصة للأطفال. لكن حين كبرت, بدأت أسأل نفسي, لماذا لا يُسمح بالحلم إلا للأطفال؟"

لم يرد كيونقسو على ذلك, وابتسم جونق إن بعد قليل, يرتشف من كأسه مرة أخرى.

"الحلم للجميع. هذه الباليه أيضًا, إنها للجميع. تجلب السعادة للناس. هذا السبب في أنها المفضلة لديّ."

كان هناك صمت لفترة, بينما فكر كيونقسو في هذه الكلمات.

جونق إن محق. الحلم للجميع.

ربما يحلم الأطفال بأراضي الحلوى ومحاربي الفئران, ربما يحلمون بالألعاب تصبح حقيقية, ربما يحلمون برقاقات الثلج ترقص.

لكن البالغين, أيضًا, يحلمون.

عادت أعين كيونقسو إلى جونق إن وكيف يسترخي بسلام بالقرب منه, نظرة مرتاحة على وجهه.

نعم. يحلمون الكبار, أيضًا.

"ماذا عنك؟" سأل جونق إن, يخرجه من أفكاره, نظرة متفائلة في عينيه. "هل أعجبتك المسرحية؟"

لم يكن كيونقسو بحاجة إلى التفكير في إجابته. هز رأسه.

"أحببتها."

ابتسامة جونق إن كانت صادقة, ربما مرتاحة, حيث رفع النبيذ نحو شفتيه مجددًا.

.

.

.

🎞🎞

.

.

.

خلال الفصل الثاني من العرض, كان كل ما يستطيع كيونقسو التفكير به هو جونق إن.

كل ما يمكنه رؤيته هو طفل صغير مع شفتين جونق إن الممتلئة وعينان كبيرتان, يميل إلى الأمام في مقعده و قدميه تتدلى في الهواء. طفل صغير يراقب باعجاب بينما يطفو الراقصون على المسرح, بينما القصة تُكشف.

كل ما يمكنه رؤيته هو طفل شاب, جونق إن الشاب, يقع في حب ما يشاهده ويحلم به.

في النهاية تحركت عيناه إلى جونق إن مرة أخرى, البالغ, ولم يرَ شيئًا مختلف للغاية. كان بالغ, و رائع كثيرًا في ذلك, يحقق الكثير في وقت مبكر من حياته.

مع ذلك عيناه لا تزالان تلمعان بسحر, ولا يزال يحلم.

ربما لم تكن تلك الملابس الرائعة أو الوجه الوسيم, ربما لم تكن الكلمات الجميلة التي يتحدث بها أو الطريقة التي يحمل نفسه فيها, كلا. لم يكن ذلك.

كانت تلك البراءة الطفولية في عينيه وشرارة الطموح والعزم, ذلك الجزء الخفي من جونق إن الذي لم يره كيونقسو سوى مرات قليلة من قبل—الجزء اللطيف والحساس منه, الجزء الذي يحلم فيه.

هذا ما يجعله أكثر مثالية.

.

.

.

🎞🎞

.

.

.

كان الهواء الشتوي باردًا, حيث كانوا يسيرون باتجاه السيارة. كانت خطوات كيونقسو مترددة, ولم يكن يعلم ما إذا من المفترض أن يتبعه.

فتح جونق إن باب السيارة حينها, يبقيه مفتوحًا حين استدار لينظر إليه.

"لم تأكل بعد, أليس كذلك؟" سأل رئيسه, وشاح معلق على كتفيه, يتحرك مع الرياح الشتوية. هز كيونقسو رأسه. "هيا بنا لتناول العشاء, إذًا؟"

'لا تكن أحمق, كيونقسو. لا تكن أحمق'.

لا شيء من هذا القبيل.

"أجل, بالطبع."

وعندما قال جونق إن أنهم سيتناولون العشاء, تخيل كيونقسو مطعم صغير, ربما حتى احدى مطاعم الوجبات السريعة. كان هذا محتمل منذ أن منتصف الليل يقترب.

ما لم يتوقعه هو توقف سيارة SUV السوداء أمام مكان كهذا.

بدا الاسم مألوف بشكل غامض, و متأكد جدًا أنه اتصل بهم من قبل للحجز من أجل جونق إن وبعض زملائه. مكان مكلّف للغاية, على الأرجح, مكان باهظ كثيرًا بمظهره.

لم يدرك كيونقسو أنه تصلب في مكانه حتى استدار جونق إن بشكل جانبي للنظر إليه, ينتظره تحت أنوار المدخل الرئيسي.

أبعد كيونقسو صدمته, وتقدم إلى الأمام, يمشي بعد جونق إن عند دخوله المطعم. كانت الموسيقى هادئة.

"مساء الخير, سيدي," استقبلهم رجل في منتصف العمر يرتدي بدلة غالية.

تقدم جونق إن إلى الأمام.

"لدي حجز," تحدث و رمش كيونقسو في تفاجئ. "كيم جونق إن."

بالطبع, الجميع يعرف كيم جونق إن. ظهر الإدراك على وجه الرجل, حين أشار لشخص بالاقتراب فورًا. قبل أن يعرف كيونقسو ذلك, كانت هناك سيدة تساعده على نزع معطفه.

"بالطبع, سيدي, اتبعني."

لم يعتقد كيونقسو أنه سيذهب إلى مكان كهذا في حياته. كان مبهور تمامًا مثلما فعل في المسرح. قادهم الرجل للأمام نحو الطاولات, يتخطى كل الطاولات الفارغة حتى وصل إلى الجزء الخلفي من المطعم.

قادهم من خلال باب ورمش كيونقسو بغباء مرة أخرى.

طاولة واحدة فقط.

طاولة واحدة في الغرفة بأكملها. أريكة على الجانب, طاولة أصغر للمشروبات. هناك تصميمات أنيقة على السقف, والضوء منتشر في جميع أنحاء الغرفة.

كان رأس كيونقسو يدور.

غرفة طعام خاصة.

الباليه.

و جونق إن. جميع جونق إن. جميعه, معه. فقط معه.

شعر بضيق في التنفس, لأن الرجل الذي كان يرتدي بدلة غالية سحب المقعد من أجله وانتظر منه الجلوس قبل أن يسلمه القائمة ويختفي ببطء من الغرفة.

شعر كيونقسو أنه جاهل تمامًا حين فتح القائمة. عاجز عن الكلام تمامًا.

هذا احدى تلك الأماكن التي لا تضع أسعار في القائمة.

"أطباق الدجاج هنا جيدة جدًا," تحدث جونق إن ليكسر الصمت وكيونقسو نظر إليه. رئيسه لم يكن حتى ينظر إلى القائمة, يبتسم قليلًا. "لكن, قد أكون متحيزًا. فأنا احب الدجاج."

"لا يمكنني حتى قراءة نصف هذه الأشياء," استسلم كيونقسو وتنهد. لم يستطع فهم كل تلك الأسماء الأجنبية من الأطباق التي لم يسمع بها من قبل طوال حياته.

ابتسم جونق إن مرة أخرى, بريق في عينيه. هز كتفيه بأناقة.

"يمكنني أن أطلب لك."

شيءٌ حيال هذا بدا محمس لكيونقسو. وخاص أيضًا. شعر بوجنتيه تحمّران بسرعة, حيث هز رأسه.

"ما هو طعامك المفضل؟" سأل جونق إن, ربما فقط يريد إجراء محادثة, ربما يريد معرفة ما يطلبه. كيونقسو لم يكن يعلم. تنهد.

"لا أعرف, لا أعتقد أن لدي طعام مفضل. أنا آكل كل شيء."

"حتى براعم بروكسل؟"

جعد كيونقسو وجهه وجونق إن قهقه بخفة.

"ماذا عن الكمأ؟"

كاد كيونقسو يضيق عينيه. أخرج نفسًا, يشعر بالاحراج أكثر من أي شيء.

لكن جونق إن يعرفه. جونق إن يعرف من هو—يعلم أنه ليس شيئًا مميز, يعرف ذلك.

"لا أعرف إذا لاحظت ذلك," تحدث كيونقسو, الخفّة في صوته. "لكنني ذلك النوع من الأشخاص الذين يحبون ماكدونالدز. لم أجرب الكمأة من قبل."

"ما الذي تقوله," تمتم جونق إن, أصابعه تنقر على الطاولة. "الجميع يحب ماكدونالدز."

شك كيونقسو في ذلك. بدا جونق إن وكأنه شخص لم يسبق له أنه تناول ماكدونالدز أو أي سلسلة غذائية أخرى من هذا القبيل. كان كيونقسو سيقول إنه يفوّت الحياة الجميلة, لكن هل يفوّتها حقًا؟ هل يفوّتها, بينما هذا النوع من المطاعم يكون مكانه المفضل؟

"حسنًا, عليك أن تجرب الكمأ يومًا ما." تحدث جونق إن, لا تزال أصابعه تنقر على الطاولة وتشتت انتباه كيونقسو عن نظرته الشديدة. "لكن ليس هنا والآن. إنه ليس الموسم المناسب لهم الآن."

كيونقسو لم يكن يعرف حتى أن الكمأ يمتلك موسم. لم يكن متأكد حتى مئة بالمئة ما هو الكمأ اللعين.

جاء النادل بعد ذلك, وطلب جونق إن لهم. بدا الأمر كما لو كان يتحدث لغة أخرى, بينما كيونقسو يومئ فقط ويحدق بغباء.

"—وزجاجة من كايس باسي دي جيانفرانكو سولديرا. 2006."

شيءٌ في صدر كيونقسو ومعدته رفرف.

كان هناك شيء مثير جدًا حول هذا. شيء مثير جدًا عن الرجل الذي يبدو واثق ويعرف الهراء.

أو ربما كان مجرد جونق إن.

"هل هذا كل شيء, سيدي؟"

"هذا كل شيء."

تبعت أعين كيونقسو خلف النادل الذي خرج من الغرفة بهدوء وتركهم لوحدهم مرة أخرى. كان قلبه يعمل بجد اليوم. قد بدأ يصبح مرهق من كل الرفرفة في صدره.

"اه!" تحمس جونق إن وكيونقسو رمش في تفاجئ عندما رآه يمد يده إلى الخلف ليحصل على شيء من حقيبته. "كدت أنسى."

تفرقت شفتين كيونقسو عندما وضع جونق إن شيء على الطاولة.

"كان عيد ميلادك بالأمس. لقد أحضرت لك شيئًا صغير."

شعر كيونقسو بأن كل عملية دماغية داخل رأسه توقفت فورًا حين حدق بالصندوق المخملي أمامه.

"أردت الإعتذار أيضًا." تحدث جونق إن ونظر كيونقسو نحوه. كان رئيسه ينظر إليه باعتذار. "لو كنت أعرف, ما كنت لأصعّب العمل عليك. يبدو أنني أفسدت عيد ميلادك. أردت تعويض الأمر لك."

"لهذا السبب جلبتني إلى هذا المكان؟"

شيءٌ ما أشرق في أعين جونق إن, يبتسم ببطء وغموض.

"كلا."

أخرج كيونقسو نفس مرتعش.

جونق إن لم يفسد عيد ميلاده. على الاطلاق. بطريقته الخاصة, حاول إظهار بعض اللطف حتى. يحمل كل عبء العمل بنفسه. بطريقته الخاصة, بذل قصارى جهده.

لكن هذا؟

نظر كيونقسو إلى الصندوق المخملي مرة أخرى, نبضات قلبه تتسارع مجددًا.

كان هذا كثيرًا.

"يجب أن تتوقف عن إعطائي هدايا," تحدث كيونقسو بهدوء, خائف جدًا من لمس الصندوق, خائف جدًا من فتحه. نظر إلى رئيسه الذي بدا مستمتع بشكل غريب.

كان على الأرجح سيجيب, لولا قدوم النادل مع كؤوس النبيذ وزجاجة نبيذ رائعة المظهر في يديه. سكب النبيذ لهم, يترك الزجاجة على جانب الطاولة, في كومة من الجليد. حاول كيونقسو التركيز على السائل الأحمر الياقوتي في كأسه لصرف انتباهه حتى أصبحوا وحدهم في الغرفة مرة أخرى.

"لا أعلم," تحدث كيونقسو بهدوء, نبرة صوته مرتعشة و رمش. "إنه عيد ميلادك غدًا, أليس كذلك؟ لم أحضر لك شيئًا."

"لا تكن سخيفًا," تحدث جونق إن بسخرية, ابتسامة باهتة على شفتيه بينما يتقدم إلى الأمام, أصبعه يدور على حافة كأسه. "لقد دعوتني بالفعل إلى الباليه."

أعطاه كيونقسو نظرة وابتسم جونق إن على نطاق واسع بمزاح. شعر كيونقسو بالرغبة في صفعه.

"ألن تفتحها؟"

"لا أريد ذلك," انتحب كيونقسو تقريبًا وشاهد ابتسامة جونق إن تتسع فقط. "لأنني أعلم أنه سيكون شيئًا باهظ لدرجة لا يمكنني سداده أبدًا."

"لهذا السبب تسمى هدية," أشار جونق إن, يرفع احدى حاجبيه. "لا يتعين عليك تسديدها."

حدق كيونقسو بالصندوق في حذر. جرت أصابعه أسفل جانبه. ليّنة تحت لمسته.

"هيا," شجعه جونق إن, الترقب في عينيه.

أخذ كيونقسو نفس عميق قبل أن يسحب الصندوق أخيرًا نحو يديه ويفتحه. تمنى لو أنه لم يفعل ذلك.

كانت ساعة. ساعة فضيه, شاشة سوداء, شريط فضيّ. الكثير من الأسهم والدوائر. تعرّف على التاج الذهبي.

زفر, العالم من حوله يدور بينما يهز رأسه.

"كلا," تحدث, يفقد الاتصال بين دماغه وفمه في هذه المرحلة. "لا. لا, لا يمكنني قبولها."

"إنها هدية," تحدث جونق إن, غير متفاجئ.

"إنها ساعة رولكس, جونق إن," تحدث كيونقسو, النبرة المتفاجئة و المرتبكة في صوته. "هذا—... هذا—..."

"إنها هدية," كرر جونق إن, نفس هدوءه من قبل. عيناه تلمعان بينما يميل ضد كرسيه. "لن أستعيدها."

"لكن—"

"يمكنك فعل ما تريد معها, لكنني لن أستعيدها. تخلص منها, إذا تريد," رفع جونق إن حاجبيه وهز كتفيه. "رغم أنني أعترف أنها ستكون خسارة."

"أنت مجنون," تنهد كيونقسو, عينيه تعود إلى الساعة.

"ربما أنا, كذلك," تحدث بهدوء, ابتسامة صغيرة تلعب على شفتيه.

احتاج كيونقسو إلى لحظات قليلة لجمع أفكاره. لم يستطع تصديق هذا. أيًا من هذا. أغلق الصندوق و وضع يده فوقه.

شعر بجفاف فمه بينما ينظر إلى جونق إن مجددًا.

"شكرًا لك. حقًا."

بدا جونق إن أنه يقدّر ردة الفعل هذه أكثر, لأن وجهه أشرق أكثر وأومأ برأسه.

"على الرحب والسعة."

"إذًا," وضّح كيونقسو صوته, يحاول تغيير الموضوع. "عيد ميلادك. أي خطط كبيرة لذلك؟"

"ممم, ليس تمامًا." دار جونق إن أصبعه حول الكأس مجددًا وهز رأسه. "الطريقة الجيدة لعيد ميلاد جيد هي التوقعات المنخفضة. سأكون سعيدًا بما يكفي إذا لم أضطر إلى التعامل مع الثعابين المزيفة الذين يزعجوني طوال اليوم لأمنيات عيد الميلاد الغبية حيث لا يقصدونها حقًا."

لوى كيونقسو شفتيه.

ربما يمكنه الاتصال بسيهون, ربما يمكنهم القيام بشيء صغير لكونق إن. شيءٌ مثل الحفلة الصغيرة التي فعلوها أمس.

مع ذلك, هذا جونق إن. لا يعلم ما إذا ذلك مناسب أم لا.

نظر إلى رئيسه بفضول. عيد الميلاد, عيد ميلاده. لماذا تبدو أسعد أيام السنة وحيدة ومرهقة جدًا له؟ هذا بعض الشيء مأساوي.

"هل تريد مني إعادة جدولة مواعيدك؟" سأل كيونقسو بهدوء, "يمكنني إلغاء بعض من—"

"كيونقسو," قاطعه جونق إن بضحكة. ضحكة صادقة وهادئة تقول اسمه حين تحدث جونق إن. بدا جميل هكذا, اسمه. "لا حديث عن العمل. لا تفسد المساء."

"آسف," أعتذر فورًا. ضحك جونق إن قليلًا مرة أخرى, لكن كيونقسو شعر بعدم الارتياح. لم يكن عادلًا. لم يكن عادلًا. غير عادل, أنه حصل على كل شيء و جونق إن يبقى بلا شيء. حسنًا, بشكل مجازي. "هل هناك أي شيء تريده إذًا, لعيد ميلادك؟"

نظر جونق إن إليه مجددًا, لفترة أطول هذه المرة, تعبير مدروس على وجهه. بدا مفتون.

"لا أريد هدايا," تحدث بصوت أكثر هدوءًا بعض الشيء وأكثر هدوءًا من قبل. "ولكن هناك شيء يمكنك أن تعطيني إياه."

رمش كيونقسو بسرعة, يميل فورًا في مقعده.

"ما هو؟"

"إجابة."

لوى كيونقسو شفتيه, حاجبيه ترتفع.

"إجابة؟ إجابة على ماذا؟"

بدا جونق إن متردد, وحتى متوتر بينما كان ينظر إليه. هذه بالتأكيد أول مرة يراه كيونقسو هكذا—القائد القوي من أي وقتٍ مضى, رئيسه, العارض والمصمم, المحرر, المشهور.

"في الشهر الماضي, كيونقسو, منذ أن ذهبنا إلى الصين," كان جونق إن يستند على الطاولة, يقترب منه. "منذ ذهابنا إلى الصين, شعرت ببعض—... السحب المعين. شيءٌ معين. ثم في عشية رأس السنة الجديدة قبّلنا بعضنا, كيونقسو. قبلتك, وقبلتني, أعرف ذلك. أنا متأكد من ذلك."

شعر كيونقسو بشيء يزحف نحو صدره عند ذكر ذلك, يشعر أن تنفسه يصبح غير منتظم.

"هل كان ذلك بسبب الكحول فقط, أو أردت تقبيلي حقًا؟" سأل جونق إن, يرفع حاجبيه بترقب. "لأنني أعلم أنني أردت تقبيلك."

هناك لحظات قليلة من الصمت التي شعر كيونقسو بأنها قرون, يتصلب في مقعده. انحنى جونق إن على الطاولة, أقرب أكثر.

"أنا معجب بك, كيونقسو. واحتاج معرفة... أريد معرفة ما إذا أنت معجب بيّ أيضًا أو أنني أتخيل هذا."

كيونقسو واثق تمامًا من أن العالم لم يعد موجودًا. ذلك الوقت والمكان يحاولون استهلاكه, يدمرونه. كان متأكد من أنهما كانا يتمنيان ذلك, لأن نظرة جونق إن المستفسرة كانت تحرقه بجانب الفرط الذي يشعر به في الداخل.

أراد جونق إن تقبيله.

جونق إن معجب به.

تفرقت شفتين كيونقسو عندما أصبحت أنفاسه ثقيلة.

"أنا لست—... هذا—" تمتم كيونقسو, فجأة يجد صعوبة بالغة في التحدث بشكل متماسك. أغلق عينيه وهز رأسه. لم يدرك أنه يرتجف. "هذا ليس صحيحًا. أنت رئيسي."

"انسى ذلك للحظة." قاطعه جونق إن على الفور تقريبًا, يهز رأسه ويمد يديه. منع نفسه على مضض من إمساك يديّ كيونقسو. "انسى كل ذلك. انسى كوني رئيسك, أنسى رئيس التحرير الأحمق ذاك, أنسى كل شيء وأخبرني كيف تشعر تجاهي. أنا فقط."

شعر وكأنها مقامرة. مقامرة قاسية ومبهجة.

حدق كيونقسو في جونق إن لبضع لحظات, يأخذ وقته في تجميع أفكاره الخاصة. جونق إن لم يكن يستعجله, كان ينتظر الإجابه بصمت.

استمع كيونقسو إليه للحظات عندها.

حاول نسيان كل شيء.

نسي رئيسه, نسي المجلة. نسي الصين, عملهم, و كل شيء. نسي عشية رأس السنة الجديدة, الباليه. الساعة اللعينة.

كل شيء. حاول استخلاص نفسه من ذلك وينظر فقط إلى الرجل الذي يكون كيم جونق إن.

شاب وسيم, لطيف, ذكي وطموح. شاب, تلمع عينيه بينما يراقب الباليه والذي تبدو ضحكته حقيقية وعميقة, أحمق أحيانًا. شاب, ابتسامته تضيء وجهه بالكامل.

شاب لا يعرف الكثير عنه.

شاب يريد معرفة المزيد عنه.

أخذ كيونقسو بضع لحظات ليجمع شجاعته ويمد يده حتى يضعها فوق خاصة جونق إن. بشرته ناعمة ودافئة تحت أطرافه.

"أنا معجب برئيس التحرير الأحمق ذاك," ابتسم كيونقسو, يشعر بالحرارة في وجنتيه, لكنه لم يمانع ذلك. أضاء وجه جونق إن عندما ضغط كيونقسو على يده بخفة وانحنى أقرب. "وأنا معجب بك."

ابتسامة جونق إن كانت جميلة عندما ابتسم. مد يده ليقبض على كأس النبيذ خاصته, يرفعه قليلًا فوق الطاولة ويميل باتجاه كيونقسو. انتظر منه نقر كأسه.

"إلى أفضل عيد ميلاد على الإطلاق," تحدث جونق أن بهدوء, صوته يبدو أكثر سعادة قد سمعه كيونقسو من قبل. ابتسم.

"إنه ليس عيد ميلادك بعد."

"إنه كذلك, في الواقع."

نظر كيونقسو نحو الساعة المعلقة على الحائط.

12:03.

شعر كيونقسو بشفتيه تتشكل في ابتسامة صغيرة. قام بتمرير كأسه للأمام أيضًا, حتى خرج صوت اصطدام في الغرفة الهادئة.

"عيد ميلاد سعيد."

ابتسم جونق إن حين رفع كلاهما الكؤوس نحو شفتيهما, يد تتحرك أسفل خاصته لتعقد أصابعهما بخفة على الطاولة.

أخفى كيونقسو ابتسامته خلف الكأس.

.

.

.

🎞🎞

.

.

.

Continue Reading

You'll Also Like

63.9K 4.9K 12
في عالم خيالي حيث بيكهيون الجِنيّ يطفو كُلما غُمِر بالمشاعر. مدرسي ، خيالي ، رومانسي.
40.1K 2.5K 8
١٨٧٥م .. عندما يكون حاكم فرنسا تشانيول لويس مولعًا بالفن . ليشارك بحفلات الشعر مختبئ خلف قناعًا ما. ‏ في ليلة هادئة اقيمت امسية تضم شعرًا و رقصً...
4K 452 20
العَالَم مَليءٌ بِالأسَاطير .. سَمِعنَا عَنهَا منذُ الصِغرِ، مِنهَا مَا صدقنَاهُ و مِنهَا ما لَم نُصدِق مِنهُ حرفًا بسببِ خوفنَا مِن أن تكونَ حقيقةً...
596K 32K 32
جوكر ؛ الجانب المظلم من العالم مهووس بالممنوعات يعيش بالجانب المظلم من العالم والاسوء حصل عندما وقع بحب ذلك الفتى، الذي يعيش بالجانب المشرق من العالم