ركضت بأسرع ما لدي حتى ألحق بهؤلاء المجرمين، وخلفي كان يركض الجنود علهم يستطيعون الوصول لهم أيضًا. أردتُ التحول، ولكن أوقفت نفسي في أخر لحظة فأنا لا أريد أن أفقد السيطرة كما في المرة الماضية.
أقتربنا من حدود المملكة الدموية، هذا ما يسميهم شعبي، فهم وحوش لا يهتمون إلا لرغبتهم القوية في سحب دماء جسدك لأخر قطرة تَحُث الأول على الحياة. توقفت مكاني ما ان عبر المجرمين الحد الفاصل، والذي من المفترض أن لا يتجاوزه أي شخص من مملكتي.
في الماضي كانت المملكتان متوحدتان ويعيش المستذئبين ومصاصي الدماء مع بعضهم البعض في علاقة ودية، كانوا ايضًا يتزوجون من بعضهم البعض أيضًا، ولكن بعد ترسيم ملك جديد للمملكتان من المستذئبين، بدأ بعض مصاصي الدماء في الاعتراض على ذلك، فخلال الخمسمائة عام الماضية كان يحكم الشعبان ملك من بني جنسهم، ولأن مصاصي الدماء جنس متكبر بطريقة لا حدود لها، فقد بدأوا في إقامة احتجاجات وطالبوا بتغيير الملك، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، إنما بدأ البعض في مهاجمة الضعفاء من بني جنسي، المستذئبين. ومن حينها قد بدأت حرب ضارية بين الجنسان.
بعد عدة سنوات أُقيمت هدنة بشرط أن يعيش كل من المستذئبين ومصاصي الدماء على حدى، وأن لا تتعدى أحدى المملكتان على الأخرى، ورغم أن الهدنة قد عمت بسلام على الجميع إلا أن هناك بعض المتمردين من الجنسان يختبئون في الجبال على ضفاف نهر الجحيم، وهو عبارة عن حمم بركانية تجري على شكل مياة الأنهار.
أنشأ والدي جيش المقاومة تحت قيادتي، والذي يتصدى ويحارب هؤلاء المتمردين، كما ان مصاصي الدماء لديهم نفس الجيش وقائدهم هو أميرهم زين، أو كما يدعوه البعض في مملكتنا《الأمير المدلل》 أحيانا أصدق ما يقولون.
《قائدة آنابيل، ماذا سنفعل الأن؟"
قاطع أفكاري صوت أحد الجنود وهو يقف بجانبي وعينيه مُركزة على حدود مملكة مصاصي الدماء. أدخلت سيفي في غمده، ثم إلتفت له قائلة بنبرة أمرة:
《أنتظروني هنا》
《ولك....》
لم أنتظر أن أسمع رده لأني إن فعلت سأقطع رأسه لأنه كان سيجادلني فيما أمرته، أعلم أنه مخلص لي كقائدة للجيش وكأميرة للمملكة، ولكن لا أحب أن يعترض أي شخص على أمرًا آمره به خاصتًا إن كنا في موقف كهذا.
دخلت الحدود بخطواط معدومة الصوت حتى لا تشعر بي أذان الوطاويط التي تتمثل في آذان ساكني هذه المملكة، أخذت أبحث عن الهاربين ولكني لم أعثر عليهم. أتجهت عيناني للغابة المظلمة فإبتسمت بجانبية، الأن عرفت أين هم.
في جزء من الثانية كنت أقف بداخل الغابة فبدأت رائحتهم في الظهور، أنطلقت حيث يختبأ الثلاثة، خرج ثلاثتهم قبل أن أصل لهم بثانية وصد أحدهم هجومي بسيفه، بدأت معركة بيني وبينهم، وأصبت أثنان منهم أصابات خطيرة، وقتلت ثالثهم، فهو نفس الشخص الذي هجم على تلك الطفلة وهي تلعب مع والدتها في حديقة منزلهم، طعنت ذلك الشخص مرة أخرى بغضب شديد، فأنا لا أستطيع أن أُخرِج منظر تلك الصغيرة وهي مصابة في كامل جسدها بسبب هؤلاء المتمردين، أتمنى أن يأتي يوم ونقضي عليهم جميعًا.
سمعت صوت شيء يسقط من خلفي فإلتفت سريعًا لأجد أن واحدًا من المصابان كان واقفًا كالصنم وسيفه مرفوع، وقع فجأة لتظهر من خلفه تلك الهيئة الرجولية، لمعت عيناه الدامية تحت ضوء نصف القمر المتربع في السماء، ونظر ليده التي تغطيها الدماء بإشمئزاز، قلبت عيناني وأعدت سيفي لغمده مجددًا.
《يبدو أن ما يقولونه عليك صحيح》
نظر لي وعادت عيناه التي تحمل اللون البني الفاتح لطبيعتها، أخرج منديل، وأخذ يمسح الدماء، ونظر لي بغيظ قائلًا:
《ماذا يقولون ؟!》
《أنك أمير مدلل》
تحولت نظرته لنظرة مظلمة، وبرقت دمويتاه للحظة ثم عادتا لطبيعتهما مرة أخرى، زفر في غضب ثم أخذ يقترب بكل إعزاز وخيلاء، هذا الرجل مصنوع من التكبر وكل الأمراض الوهمية التي تصيب أمثاله.
《لقد أنقذتُ حياتكِ للتو》
وقف أمامي مباشرة بإبتسامة جانبية، وكان على وشك أن يلمس أطراف شعري بيده ولكني صفعتها بعيدًا.
《لا تفرح بنفسك كثيرًا، فأنا لم أكن في موقف يدعوك لإنقاذي من البداية》
نظر للجثة التي سلب منها الحياة، ثم نظر لي نظرة تقول 'حقًا؟!' اخرجت له لساني بغيظ فإبتسم تلك الإبتسامة التي تقلب عالمي رأسًا على عقب.
《هممم.. إذن سأبلغ الملك أنكِ عبرتي الحدود بدون أذن مُسبق》
《أوه لقد أخفتني، أترجاك أن لا تفعل》
سخرت منه، وكنت على وشك العودة والخروج من ذلك المكان، ولكنه أسرع في أمساكي واحاطتي بذراعه حيث كان ظهري مقابلًا لصدره.
《ألم تشتاقي لي؟! لقد كنت غائبًا لمدة طويلة》
رق قلبي له، ورغم أني اشعر بغضب شديد من جهته، إلا أنني لم أبتعد عنه، فأنا حقًا أفتقده، فطوال فترة غيابه وأنا أعد اللحظات في إنتظار رؤيته.
《أنت قلت أنك ستغيب فقط لمدة اربعة أيام، ولكنك أطلت الغياب عند ذلك الملك الغريب، ربما أعجبك المكوث هناك للأبد بسبب أبنته الحمقاء تلك》
شعرت به يبتسم إبتسامة واسعة، فهو يعلم أني أشعر بالغيرة، ففي أحتفال ذكرى أقامة الهدنة العام المنصرم، كانت الكسندرا أميرة مملكة البشر تنظر له كثيرًا نظرات رغبة، حتى أنها عرضت عليه أن يرقص معها، وبالطبع لم أستطع أن أفعل شيئًا لها أمام الجميع، رغم أني كنت أريد أن أقطع جسد تلك الحمقاء بأنيابي.
أدارني زين تجاهه، ولمس وجنتي برقة كعادته، غرقت بداخل نظراته لثوان،ٍ ولكنها بدت لأكثر من ذلك، وأعادني صوته لليابسة.
《بيل؟!》
عاد أنتباهي له، ابتسم بجانبية واعتلت عيناه نظرة أعرفها جيدًا، فهو على وشك أن يعلق بشيء مستفز كعادته.
《لا تقل شيئًا》
ضحك زين وقلبت عيناني، وقررت هذه المرة أن أخرج من هذا المكان حقًا، ويبدو أنه قد قرأ ذلك التعبير على وجهي، فتوقف عن الضحك سريعًا ونظف حلقه قائلًا:
《حسنًا حسنًا، لا تغضبي، أولًا أنا كنت هناك للعمل لا للهو، ثانيًا أنتِ تعرفين أن عيناي قد خُلِقت للنظر لكِ فقط》
وأمسك يدي وقبل ظهرها، ذاب قلبي لكلامه المعسول والذي يرميني دائمًا بين أذرعه شاكرة لوجود شخص مثله في حياتي، ابتسمت ولأن كبريائي لا يرضى أن يتركه يفوز كليًا فضربت صدره بخفة.
《لنذهب للمكان الخاص بنا فأنا لدي الكثير لأخبركِ به، وأيضًا حتى لا يكتشف أحدهم أن الأمير يواعد أميرة المملكة المُعادية سرًا》
ضحكت على طريقته في السخرية من عداء مملكتينا رغم الهدنة، ثم تنهدت في استسلام ووافقت مضطرة، من أخدع! فأنا اريد أن أجلس معه أطول مدة ممكنة.
...
أستيقظت وانا أبتسم، وكنت أشعر شعور جميل وليس له مثيل، اعتدلت جالسة على السرير، ونظرت للمرآة ومازالت الابتسامة تحتل وجهي. وعندما أدركت الواقع من حولي عبست ملامحي، لقد كنت أحلم، تبًا.
النهاية
...
القصة اللي فوق كتبتها عادي كقصة قصيرة وفكرت احاول اكتب قصة حلوة.. والغلاف يكون واوزي.. وفي الاخر احرق دمكم بكلمة حلم دى 😂😂😂😂😂😂😂😭😭😭😭😭 اشمعنا انا اللي يتحرق دمي لوحدي؟!
اصلا بشوف قصص كتير تحفة وجميلة وبندمج فيها الى مالا نهاية.. والغلاف واو.. وفي الاخر تطلع البطلة بتحلم.. اللي هو.. بجد؟! حقن؟! هموووووووووت 😭😭😭😭😭😭😭😭🔪🔪🔪🔪
ليه تجرحوا قلوبنا وتعملوا فينا كدة حرام عليكم.. لاااااااااااااااااااااااااا
نداء الى اصحاب القلوب الرحيمة.. ياجماعة محدش يكتب قصة واوزية وفي الاخر يخلي كل الاحداث تطلع حلم! حرام عليكم احنا كقراء هنموت على ايدكم في يوم من الايام مش كدة ياجماعة 😭😭😭😭😭😭😭😭😭