قصة || أروع مكان في العالم ؟!

By tofy701

1.5K 215 595

لكل منا مكانه المفضل و الذي يعتبره الأروع في العالم .. و لكل منا سبب في اختياره لهذا المكان. نشرت في يوم الس... More

# المقدمة #
# الجزء الأول #
# الجزء الثاني #
# الجزء الثالث #
# الخاتمة #

# الجزء الرابع #

162 34 127
By tofy701

أروع مكان في العالم ؟!

٤

مضت عدة أيام و انهت ميرا أعمالها فاستلمت مرتباتها و قد كانت في قمة السعادة ... أخذت تعد ما معها من المال ثم وضعته في محفظتها و انطلقت نحو شقته ... و قبل أن تكمل مسيرها مرت بإحدى المتاجر فاشترت الوجبات الخفيفة لها و له.

حين وصولها للشقة قرعت الجرس منتظرة أن يفتح الباب الذي أصلحه قبل عدة أيام ... و ما هي سوى لحظات حتى فتح الباب لها ... فاحتضنته و هي تقول بسعادة : لقد حصلت على المال !

قال لها بسعادة : أحقا ما تقولينه ؟

حركت رأسها إيجابا ... و حين سألها عن المبلغ أخبرته به و قد كان مناسبا لشراء الكاميرا ... فأدخلها لمنزله و طلب منها الانتظار إلى أن يبدل ثيابه ثم يذهبان معا لشرائها.

وافقت و جلست في الصالة بانتظاره ... و بما أنها تشعر بالعطش فقد قررت الذهاب و شرب الماء.

تركت حقيبتها و الوجبات الخفيفة في الصالة ثم شربت الماء ... في تلك الأثناء خرج هو من غرفته فقال باستغراب : أين أنت ؟

خرجت من المطبخ و قالت بمرح : هنا !!

ثم سارت بسرعة باتجاه حقيبتها فحملتها ثم سارا معا وخرجا من الشقة و أغلقا الباب خلفهما ... بدأ كلاهما بالسير نحو المحل و قد كانت هي سعيدة جدا و تتحدث بفرح طوال الطريق ... بينما ظل هو ينظر إليها في هدوء و قد ارتسمت على وجهه ابتسامة بسيطة ... و ما هي سوى لحظات حتى وصلا للمتجر.

اختار هو كاميرا بالمواصفات التي يريدها ... و حين قدمها البائع له شعر بسعادة لا يمكن أن تضاهيها أي سعادة في هذا الكون ...

أخيرا حصل على الكاميرا !!

أدخل يده في جيب بنطاله لكنه تذكر أنه لم يأخذ المال منها ... فنظر نحوها و قال : أعطيني المال.

ضحكت بخفة ثم قالت : لقد نسيت ذلك فعلا.

ففتحت حقيبتها لتأخذ المحفظة لكنها لم تجدها ... ظلت تبحث و تبحث عن المحفظة لكن لا أثر لها ... فرفعت نظرها نحوه و الدموع متجمعة في عينيها.

نظر إليها باستغراب و قال ببرود : ماذا هناك ؟

أجابت في حزن : لا أثر للمحفظة !

قال بعدم تصديق : أنت ... تمزحين بلا شك !!

حركت رأسها نفيا ... و فجأة تذكرت المتجر الذي ذهبت إليه ... و تذكرت أنها تركت المحفظة على طاولة المحاسب ... فقالت له بسرعة : لقد نسيتها في المتجر !!

قال بقلق : من الجيد أنك تذكرت مكانها !

فنظر للبائع ثم طلب منه أن ينتظرهما ريثما يذهبان و يحضران النقود ... و بالفعل ذهبا بسرعة للمتجر الذي ذهبت إليه قبل قدومها لشقته ... و سألا البائع إذا ما كان قد رأى المحفظة على طاولته أم لا ... إلا أنه أنكر رؤيته للمحفظة تماما ... حاولا معه لكنه أخبرهما أنه لم يرى شيئا و إذا ما تمادى في مشاكلهما و اتهاماتهما فسيبلغ مركز الشرطة عن اتهامهما الباطل له.

في النهاية اضطر كليهما للخروج من المتجر ... فقال بانزعاج : تبا لك كان عليك أن تكوني أكثر حذرا !

أراد أن يكمل توبيخه لها لكن منعته تلك الدموع التي أخذت تنساب على وجنتيها ... فسكت و لم يستطع أن يقول أي شيء ... فهو غاضب منها بالفعل ... بسبب حماقتها ضاعت النقود و ضاعت كاميراته التي و على ما يبدو لا أمل في شرائها.

أشاح برأسه عنها و هم بالمغادرة لكنها احتضنته و هي تقول بصوتها الباكي : لا تغضب ... أعدك أنني سأعمل مرة أخرى فقط لأعوضك عما فعلته لك ... أرجوك لا تغضب مني !

أراد أن يدفعها و يكمل سيره لكن قلبه لم يطاوعه ... فقد كانت لطيفة معه طوال الوقت ... صحيح أنها و كالحمقاء أضاعت المال لكنها لم تقصد فعل ذلك بلا شك.

زفر في قلة حيلة و أبعدها عنه ثم استدار و مسح دموعها و هو يقول بحزن : لا داعي للاعتذار ... أدرك أنك حمقاء و عديمة المسؤولية لذا لن أعاتبك ... كما أنك تعبت في الحصول على المال لذا لا داعي للعمل ... سأعمل أنا و سأحاول الحصول على المال ... هيا توقفي عن البكاء !

ظن أنها ستتوقف عن البكاء بعد كلماته تلك لكنها و على العكس ازدادت بكاء ... فأخذ يحاول تهدئتها : صدقا لا داعي للبكاء ... لأكون صريحا معك لم أعد أرغب في شرائها ... صدقا ليس المال كل شيء ... أنت أهم بالنسبة لي !!

قالت من بين دموعها : و أنت أيضا أهم من كل شيء.

فاحتضنها ثم قال بمرح مصطنع : أعلم هذا ... لذا توقفي عن البكاء.

ثم أمسك بيدها و اقترح عليها العودة لمنزله ... لم ترفض طلبه فسارا معا ... و رغم أنها هدأت لكنها لم تتوقف عن ذرف الدموع ... فقال في نفسه بضجر : تبا من عليه البكاء في هذه الحالة أنا أم هي ؟ ... أنا حقا لا استطيع أن أصدق الفتيات ... مدللات و كثيرات البكاء و رغم ذلك لا أقوى على أن أراها و هي تبكي ... ما هذه الحماقة التي تحدث هنا ؟

وصل كلاهما لمنزله ... فجلسا على الأريكة ... و حين جلوسه أحس بشيء ما ... ابتعد قليلا ثم نظر لما جلس عليه ليجدها محفظة انثوية.

قال لها باستغراب مشيرا نحو المحفظة : أهذه هي محفظتك ؟

نظرت إلى ما في يده بعدم تصديق ثم أخذت المحفظة و فتحتها لتجد بها النقود كاملة ... فقالت له بسعادة : إنها هي ... و لكن أين عثرت عليها !

أشار لها على الأريكة دون أن ينطق بشيء ... فجأة تذكرت أنها فعلا لم تنسى المحفظة و إنما وضعتها في حقيبتها التي لم تغلقها ... و حين قدومها لمنزله تركت الحقيبة فوق الأريكة بشكل مهمل ... و بيبدو أنها سقطت في تلك الأثناء ... و حين حملت الحقيبة معها كانت المحفظة قد سقطت بالفعل.

اخذت تبكي من السعادة ثم احتضنته و هي تقول : كم أنا سعيدة !! ... سنستطيع شراء الكاميرا الآن !

فاحتضنها و هو يضحك بخفة ثم قال لها : أنت فعلا عديمة المسؤولية.

بعدها بمدة عادا لمحل بيع الأجهزة و اشتريا الكاميرا التي يريدها ... ثم أخذا يتمشيان معا و يمرحان معا و يلتقطان الصور ... و قد ذهبا للأماكن التي وجد أنها ملائمة للتصوير و للمسابقة ... و في النهاية وصلا لتلك الحديقة الجبلية و تحديدا في المكان ذاته الذي أسقط منه الكاميرا.

كانت الشمس على وشك الغروب ... فقالت له في مرح : أود أن ألتقط صورة للغروب ... أرجووك !

ابتسم بخفة و قال : لا بأس ... ما دمت تريدين ذلك.

فأعطاها الكاميرا ... وجهتها نحو الغروب لتلتقط ذلك المنظر البديع ... لكن طريقتها في إمساك الكاميرا خاطئة ... فأتى من خلفها ثم أخذ يريها طريقة الإمساك بها.

كانت تشعر بالخجل بسبب قربه منها و كذلك يده التي كانت تمسك بيدها على الكاميرا لكنها حاولت أن لا ترتبك كما قال. 

و أخيرا التقطت الصورة ... فرفعت رأسها للأعلى ثم قالت بسعادة : التقطتها !!

وضع ذقنه على كتفها ثم فتح لها على الصورة في الكاميرا و قال : هذه هي الصورة التي التقطتها.

قالت بنبرتها السابقة يخالطها شيء من الخجل : كم هي جميلة.

كانت البطارية على وشك النفاد ... فأغلق الكاميرا ثم احاط ذراعه حولها دون أن يقول شيئا ... شاهد كلاهما غروب الشمس ... بعدها عاد كل منهما لمنزله و قد كانت تشعر بالسعادة الشديدة.

#####

اشترك إروين في المسابقة ... مضت الأيام و أعلن اسم الفائز ... كانت ميرا تترقب صدور المجلة التي تعرض المسابقة و التي ستعرض اسم الفائز ... و كانت واثقة فعلا من فوزه بالمركز الأول ... و حين أمسكت بالمجلة و فتحت الصفحة المحددة صدمت كثيرا مما قرأته.

لم يكن هو الفائز بالمركز الأول ... شعرت بالحزن الشديد و قررت الذهاب لزيارته ... و بالفعل خرجت من منزلها بسرعة متجهة نحو شقته ... و هناك قرعت الجرس عدة مرات حتى فتح لها الباب و قد بدى حزينا ... فقالت له في حزن شديد : أعلم أنك لم تفز بالمركز الأول و لكن ...

احتضنها دون أن يقول شيئا ... ثم همس في أذنها و هو يقول : لقد توظفت !

نظرت إليه باستغراب بينما اعتلت وجهه ملامح السعادة ... ظلت تنظر إليه مستفسرة فتابع و هو يقول : لم أفز بالمركز الأول لكنني فزت بالثاني ... و بما أن أحد لجنة الحكام أعجب كثيرا بالصورة و التعليق فقد أراد فعلا أن أفوز ... لذا قام بتوظيفي في الشركة معهم.

احتضنته و هي تقول : مبارك لك !

ابتسم دون أن يقول شيئا ... فابتعدت عنه ثم قالت باستغراب : صحيح ... أنت قلت لي أنك ستريني الصورة التي اشتركت بها بعد ظهور النتائج ... هيا إذن أريني هي !!

أدخلها للداخل و هو يقول : إنها معروضة في المجلة ... كم أنت حمقاء لكي لا تريها !!

ثم فتح لها على المركز للثاني حيث الصورة و التعليق اللذان شارك بهما ... و لم تكن الصورة التي شارك بها سوى الصورة التي التقطاها معا ... و كان التعليق أسفلها هو :

" أروع مكان في العالم هو أن تكون برفقة من تحب ... قد لا يكون المكان الذي أذهب إليه رائعا أو مدهشا ... لكن برفقة من أحب سيكون هو الأجمل بلا شك ... أينما ذهبت و أينما بحثت لن أجد مكانا أروع من وجود من أحبه إلى جواري ♡"

لسبب ما شعرت أن الكلام موجه لها ... فتوردت وجنتيها بالكامل و لم تعرف ما تقوله ... و حين سألها عن رأيها بما كتبه قالت له بابتسامة : كلامك غاية في الجمال ... لقد لامس قلبي و بشدة.

ابتسم دون أن يقول شيئا ... مضت الأيام و تحسنت حال إروين المعيشية كثيرا ... بالنسبة لميرا فقد انشغلت بدراستها فلم تستطع مقابلته خصوصا و أنه منشغل بعمله كثيرا ... و كونها في السنة الأخيرة من الثانوية منعها من ذلك.

و بعد تخرجها أخبرها والدها عن وجود خطيب لها ... شعرت بوخز في قلبها فهي تشعر بأنها تحب إروين لكن والدها أصر عليها و على رؤيته على الأقل.

أتى اليوم الذي سيأتي فيه الخطيب ... كانت تجلس في غرفتها وحدها بحزن ... فسمعت طرق الباب أتبعه صوت والدتها التي تقول : تعالي بسرعة يا عزيزتي ... لقد أتى الشاب الوسيم.

رغم عدم رغبتها في مقابلته لكنها أرغمت نفسها على الذهاب و رؤيته ... و حين دخولها للصالة وجدت والدها يجلس على الأريكة و يقابله شخص لم يكن غريبا عليها ... فقال لها الوالد معرفا به : هذا هو إروين ... في العشرين من عمره.

فنهض من على الأريكة ثم قال لها بابتسامة : تشرفت بمعرفتك.

و دون وعي منها تحركت قدماها نحوه و هي تقول : أ أنت هو ... من أتى لخطبتي ؟؟

حرك رأسه إيجابا ثم انحنى و أمسك بيدها و هو يقول : أتقبلين الزواج بي ؟

تساقطت دموعها بسعادة و قالت له بابتسامة : بالطبع أقبل ...

سعد الوالدين كثيرا بموافقتها فقد بدت رافضة له و بشدة ... بعدها بمدة أقيم حفل الزفاف بمناسبة زواجها ... و قد شعر كلاهما أنهما أسعد زوجين في الكون.

#####

النهاية

آمل أن تكون القصة قد نالت إعجابكم 🤗❤️

Continue Reading

You'll Also Like

52.2K 4.2K 25
ماذا لو أن حياتك التي تعيشها ليست حياتك الحقيقية؟ ماذا لو أن الأشخاص الذين عرفتهم طوال حياتك ليسوا الذين من المفترض أن تعرفهم أو تتعامل معهم؟ ماذا ل...
12-STP By .::Save::.

Science Fiction

7.2K 556 24
بعد مرور عشر سنوات من افتراق الاثنى عشر.. تبدأ أوراق القضية بالعودة مجددًا ويبدأ أطرافها بالتحرك قليلاً.. بطل الجزء الثاني "بيتا" طالب متفوق في الكل...
1.2K 267 10
بسم الله الرحمان الرحيم حينما تصطدم الحقيقة بالتزيف ، ويختلط الواقع بالخيال ... ويصبح الإدراك مستحيلا خيط رقيق يربط بين هذا وذاك ... فأين المفر ؟ إ...
424 123 7
هل من الصحيح ان فعل الشر غير صحيح ؟ ام من الخطأ ان الشر غير خطأ؟ يُقال بأن الشر و الخير كالأبيض و الأسود متوازيان ،لا يلتقيان لكنّهما يلتقيان في ال...