THE JUGGLER || المتلاعب (قيد...

Oleh J0J0_JIMMY

26.8K 1.9K 11.8K

"....أحصلُ عليكَ وقتما أريد" تم نشر اسم المتلاعب 2019/8/16 للقراء الجدد نصيحة : لا تحرقوا على أنفسكم لكي تستم... Lebih Banyak

《 Carry me home 》
□■ |شيزوفرينيا من نوعٍ آخر| ■□
■ نهاية المقدمة ■
■▪ ذات الظل ▪■
□□□■ إنحصار أفكار ■□□□
| صراع خفي |
■●|غفلة|●■
《♤ مَلِكَة ♤》
《زلة !!》
|° الرصاصة الثالثة °|
| بهدوء |
الأغلفة
● Target 1 ●
●■ Joussef Vitaly ■●
<Click>
Unknown !!!!!!
《 Those Days 》
. |Done| .
|وانقلب السحر|
|Satan face|
|الفرصة الأخيرة للقراء|
- فوضى -
[Master Of Games]
[MEETING 1]
[MEETING 2]
[رقم ثلاثة ، أربعة ، وربما عشرة]
|●Adam the 1st (1)●|
●<shattter>●
BRH | (أسود وملتهب (1
BRH | (2) أسود وملتهب
||قرائي الأعزاء||

< حصار الأفعى >

600 52 637
Oleh J0J0_JIMMY

سعيدة بكم قرائي الأعزاء وبتعليقاتكم المذهلة وتوقعاتكم الرائعة ..

كلما توقعتم أمراً صحيحاً سأرد ب ☑️
وهكذا سأرى من أكثر من يجمع هذه العالامات ..

ملاحظة : أنا أكسل من أن أراجع البارت فأخبروني إن أخطأت ..

قراءة ممتعة ❤

فلنبدأ ..

_______________________________

قبل أن تواجه عدوك
اقتل مخاوفك أولاً ..

فإن كنت تخاف أن يقتلك .. 
فاقتل خوفك من الموت .

وإن كنت تخاف أن ينهب مالك ..
فاقتل خوفك من الفقر .

وإن كنت تخاف أن يؤذي أحبتك ..
فاقتل خوفك من الفقد .

أقتل خوفك لتقتله ..

# جوزيف_فيتالي (منقذ الطفل)

______________________________

# إيملي

لا زلت قابعة في المشفى فوق السرير جالسة ،، تتدلى قدماي الحافيتان من فوق حتى بعدٍ قليل من الأرض ..

كنت قد بدلت ثيابي بأخرى بيضاء أكثر راحة واتساعاً يتعدى طولها ركبتاي بقليل ،، وجمعت شعري إلى فوق لعله يبدو أكثر ترتيباً ..

هزيلة أرتجف ،، أنتظر قدوم إياد حتى ينهي إجراءات خروجي .. ثبت عيناي على باب الغرفة أنتظر أن يحضر وينتشلني من هنا ..

يتصل آخر محلولٍ بذراعي ،، لم يتبقى على نفاذه الكثير من الوقت .. ثم بعدها سأغادر هذا المشفى الكئيب ..

أما عن حالي ،، فقد بددت غضبي ..

وأُخمدت نيراني لأغدو جمرة ، عابسة ، قبيحة .. لم أنظر في المرآة لأحكم ،، لكنني رأيت وجه إياد الشاحب من الصدمة ،، وكأنه يتحاشى النظر مباشرة إلي ..

إياد ..

تعيسة أنا يا إياد ..
أعلمْ أن جماليَ الذي كنت تشيد به ،، قد بهت .. وأن ثقتك بي قد تحللت ،، مات حلمي قبل أن يولد .. وتبدل الأمن داخلي برجفات خوفٍ وقلق ..

إياد ..

أحتاج إلى وجودك قربي ..

أعرف أنّي سيئة لأني لم أخبرك بحملي .. وكأما تقصدت إلصاق العار بي وتلفيق التهمة بطهارتي ،، وكأني تعمدت كسرك من الداخل فقط لأنني ..

خِفت ..

خِفت أن تتغير معي ..
خِفت أن تغضب ، تزجر وتهجر ..

تركتُ الأمور حتى سارت على هذا النحو الشنيع ،، أعلم أنّي أخطأت في حق نفسي وحقك .. وأعلم أن ما بيننا لم يعد كما كان ..

فلا تدعي أن كل شيءٍ بخير ..

دخلتَ الغرفة تصطنع شبه ابتسامة على وجهك الجميل .. تتجه نحوي ،، وطوال الوقت كنت تتحدث بنبرة خشنة وآمرة مع جميع اللمرضات والموظفين .. لكن عندما حدثتني قلت بلطف " هيا حبيبتي "

لم يكن المحلول قد انتقل إليَّ بالكامل بعد .. وعندما أدركتَ ذلك مكثتَ ،، وألقيتَ بجسدك العملاق على الكرسي المجاور ..

لم أنطق بكلمة ،، وتجنبت مواجهة نظراتك ..
كنت تحدق بي ورأيتَ توَرِّد حدود حاجبيْ ، عيناي وطرف أنفي إثر بكائي المتواصل ..

وضعتَ حينها كفك على عمودي الفقري فرفعت رأسي نحوك لأبصر الرجاء في عينيك ..
" هلا تبتسمين من أجلي ؟ "

أشحت بوجهي جانباً ،، لتسيل دموعٌ لا إرادية ،، تعبر خدي حتى حدود وجهي .. وتسقط .

وتتابع السقوط بصمتٍ جعلَ خشونتك تلين أمامي .. فتَحوَّل وجهُك بسرعة رهيبة إلى حممٍ تذيب قناعك الجليدي ..

شهقتُ متوجعةً " سامحني .. كان عليَّ أن أخبرك ،، لكن صدقني أنا لم أرتكب أي خطيئة ول- "

سارعتَ في إسكاتي واضعاً إصبعك على شفتي ..
كانت نبرتك حنونة جداً عندما قلت " لا يهمني أي شيء ،، ما حدث قد حدث .. كل ما يهمني أنكِ أمامي الآن على قيد الحياة أنا من يجب عليه الإعتذار ،،
كيف لم أكن بقربكِ وأناِ تتألمين .. "

إنقطع صوتك فجأة ،، فرفعتُ بصري إليك ..
أتعرف ماذا رأيت ؟!

لقد رأيتك ..

رأيت جوهرك المتوهج ..

كان دمعك متشبثاً بعينيك .. قد زادهما حزنك فتنة .. وكان شاربك البني يغطي شفتك العليا دون السفلى ،، لكنني استطعت رؤية الرعشة التي تملكتهما .. عابستان نحو الأسفل ..

لكنك كسرتها بابتسامة كانت ،، من أجمل ما رأيت ..

أعتقد أن الأسى قد تملكك بالكامل .. لقد ارتخت مفاصلك وشعرتُ بحطامك ،، حتى أنك سارعت فأخفيتَ وجهك فوراً في عناقٍ جميل لم أشهد في صدقه مثيل ..

لقد انجذبت بقوة إلى حضنك الصلب ..
كان قاسيَ الملمس ولكن قلبك قفز بين ضلوعي فبتُّ أردد في صمت ..

^ إياد يعني السكن ..
إياد يعني القوة ، الحضن ، العضد ، السند ..
إياد يعني الجبل الحصين
معقل القوة ..

هذا معنى اسمه ..
وهذا هو إياد . ^

ابتسمتُ فور أن تركتني ،، كما تطلبت مني ..

مسحتَ دمعكَ قبل أن ترتخي جفونك الحمراء فتسقطه ،، كنت تبتسم برضاً حينها وسحبت منديلا لتنظف أنفك .. قد عاد العبوس المخيف إلى وجهك مجدداً ..

وقع بصري على كيس المحلول قد نفذ ..
وقفت وحاولت نزع الخرطوم المتصل بي على عجل .. لقد عادت إليَّ حيويتي وشعرت أنني أود القفز والغناء بصوتٍ عالٍ ..

الحياة اندفعت وملأتني من جديد ..
رأيتني وضحكتَ " مستعجلة !! "
ابتسمت لتجاعيدك الثلاثينية " اشتقت إليكم "
حضرت الممرضة بسرعة ،، أمسكت يدي وثبتتها بقوة .. تنتزع ما اتصل بها ..

أحان وقت الذهاب ؟!

أجل .

____________________________

□▪□▪□▪□▪□▪□▪□▪□▪□▪□▪□▪□▪□▪□

صوتُ ارتطام المعدات ،، تارةً بالطاولة وتارةً بشيءٍ آخر .. فوضى على المكتب المقابل للنافذة ،، تلقي أشعة الصباح نفسها على كومة الخردة هذه لعلها تصبح أكثر وضوحاً ..

توَّلد الفضول في عينين زرقاوتين ،، لم يخلع بعد ثياب نومه البيضاء .. ومنذ حوالي الساعة والنصف لم يتحرك من مقعده ..

ورغم إعاقة الجبيرة لحركة رأسه ،، إلاّ أنه أصر على نزع الهيكل الخارجي من الكاميرا ثم فحص الداخلي
منها في رحلة مبهمة لإكتشاف التلف وإصلاحه ربما ..

كان في غاية التركيز ،، حتى أنه لم يأبه لإقتحام شقيقه الغرفة فجأة يصرخ بلوم ..
" جدي متعب وأنت هنا ؟!!!!! "

لم يجبه وظلَّ يدير بعض البراغي الغائرة في كتلة الأسلاك والشرائح الإلكترونية .. لقد غلبه العجز لكنه لم يستسلم ،، ربما يُخَيّل إليه أن الأمر أشبه بالطب الذي يمارسه .. لكنه بعيدٌ كل البعد !!

إنه يتخيلها .. يتخيل تلك اللحظة التي يرى فيها ذلك المتلاعب وكيف يتلاعب هكذا أينما يشاء ويريد .. سيرى ما الذي مر بقربه وخطف اللحظة بتلك الخفة كالشيطان كان يطفو ..

تنهد مروان بعد أن انتظر من شقيقه ردة فعل فاقترب أكثر " تامر ،، جدي م .. " وقعت مقلتاه على تلك التب احتالت خردة " هل أهذه كاميرا ؟!! "

همهم تامر " أجل " وأكمل العبث بأسلاكها الداخلية
تحتار يداه بين أزرق وأحمر وأخضر وشرائح إلكترونة بلا معنى !!

وقف مروان جانبه وأقحم رأسه وأنفه ..
" ما الذي تريد فعله ؟! "

همهم تامر مجددا بتجاهل " أحاول معرفة ما ....التقطته قبل أن تنكسر "

" هذا سهلٌ جداً ،، كلُّ ما عليك هو انتزاع شريحة الذاكرة منها "

ترك تامر كل ما بيده ونظر إلى شقيقه بتعجب علا صوته " ماذاااا ؟! "

أخذ مروان يتحدث بثقة ..
" إذهب لرؤية جدي وأنا سأخرج شريحة الذاكرة "

قام تامر من فوره " حسناً " توجه نحو الباب
" خمس دقائق وأعود "

أسرع تامر في الخروج ..

^ في تلك اللحظة شبكت أصابعي ومددتها حتى سمعت صوت الطقطة ..

تنفست بهدوء ملتقطاً مِفك البراغي ،، سأجعل شقيقي فخوراً بي ،، إنه يعتمد عليْ ويشعر بقدري ..

من حسن الحظ أنا أعرف هذا النوع من الكاميرات جيداً ،، هناكَ ذلك الجزء تحت العدسة من الداخل .. عادة ما توضع فيه شريحة إلكترونية تحفظ كل ما رأته الكاميرا ..

لففت البراغي عدة مرات حتى أخرجتها ،، وبدأت القطع تتفكك أكثر عن بعضها البعض ..

كان المنظر في غاية الفوضى والتعقيد ،، لكن لم يصعب عليَّ أبداً استخراج ..

هذه - ممسكاً الشريحة بين إصبعيْه - وحالاً وقفت واتجهت نحو غرفة جدي في فخرٍ نافخاً صدري ..

ابتسمت كالأبله ،، وعبرت فوق السجاد الثخين ..
هناك في هذا الطابق جناحان يحويان غرفً عدة ..

الجناح الأيمن به غرفة الجد وإيملي وغرفٌ أخرى مغلقة ..

يفصله عن الجناح الأيسر درج خشبي ذو درابزين عتيق يصدر صوتاً حال صعودك او نزولك عليه .. ثم يبدأ الجناح الأيسر بالمكتب الخاص الجد ..

إنه مختلف عن ذلك الذي في الأسفل ،، ففي هذا المكتب كل الملفات والوثائق الهامة جداً كما أخبرني والدي .. بابه خشبي السطح لكن مدرع من الداخل يستحيل ان يخترقه شيء !!

ثم غرفة ابي و غرفتنا ..

عبرت قرب مكتب الجد وعلمت أن هذه الكاميرا مأخوذة من هناك !! فمن المفترض أن قرب باب المكتب كاميرتان ،، واحدة موجهة نحونا أي نحو اليمين ...

والأخرى نحو اليسار .. حيث غرفة إيملي والجد !!

اليمنى هي المنزوعة ..

نظرت إلى شريحة الذاكرة في قلب يدي ثم تسالت عما يدور ؟!!

وانتابني فضولٌ لرؤية ما سجلته خلال تلك الأيام المعدودة .. ولمَ قد يود شقيقي فعل ما يفعله ؟!!

اقتربت من السلَّم نظرت إلى أسفل السلم ..
ثم تراجعت لألقي نظراتي إلى آخر الجناح الأيمن ،، ثم الأيسر ..

لا أحد ..
جيد .

عدت من فوري مسرعاً إلى غرفتي لأقفز فوق سريري وأستقر متربعاً عليه ،، مددت يدي إلى حقيبة حاسبي الشخصي وأخرجته ..

رفعت شاشته وضغطت زر التشغيل ..

لم تكف رجلي عن هز نفسها من فرط التوتر ،، وعيناي كانتا تلقيان نظرة إلى الباب كل دقيقة لتتأكد من خلو المكان ..

وعندما استتب الأمن والسكون وشعرت بالإسترخاء ،، رأيت (سطح المكتب) على الحاسب أمامي ينعكس على زرقة عيني ..

إنها فرصتي .

وضعت الذاكرة في ناقل لها ،، وأدخلت رأسها في فتحة الحاسب الصغيرة المستطيلة .. أنظر إلى أسفل الشاشة واضعاً يدي على قلبي في رجاء ..

أرتقب حتى تظهر جملة ..

< تم إلحاق القرص القابل للنقل >

ألقيت نظرة سريعة نحو الباب ..
مجدداً لا أحد ..

ثم أدرت وجهي مرة أخرى إلى الحاسوب ،، أحرك الفأرة لتفتح ملفات الحاسب ..

ضغط ضغطة مزدوجة على (القرص القابل للنقل) ألا وهي تلك الذاكرة .. لتفتح لي ملفات عديدة جداً مسجلة باليوم ..

كل عشرة أيام تقوم هذه الذاكرة بمحو نفسها تلقائياً ،، وها هي آخر عشرة أيام ..

أنزلت الفأرة إلى يوم أمس ..
وقت المشاهدة ،، ٢٤ ساعة ..

ضغطت ضغطتين ليظهر لي اليوم من بدايته .. ها أنا أطرق باب الحمام ،، وأدخل بعد تامر ..

أعود لغرفة النوم وتامر يذهب للفطور ..
لا أحد في البهو ..

الصورة ثابتة والبهو فارغ يمتد السجاد المزخرف على أرضيته وترتفع جدرانه ذات اللوحات الزيتية ..

وها أنا ذا أراني أغلق الباب لأن محمد معي ،، ثم والدي يدخل ..

تثائبت ..
قلبت في المقاطع ولا يوجد أي شيء ..

الساعة 4:00
5:30 pm
6:43 pm
7:09 pm
8:21 pm

وضعت يدي على خدي حتى كادت لعابي تسيل من شدة الملل .. الصور واضحة الردهة هادئة لا شيء جديد .

10:36 pm
11:00 pm
12:40 am

12:40 am !!!

لمحت عيناي الكاميرا قد تم تغيير زاوتيها !!
لا لم تتغير ،، بل تحركت بعض الشيء ..

كانت تنقل صورة للجناح الأيسر ليلاً لكنها لم تكن ليلية ،، فكانت الصورة سيئة يستحيل رؤية أي شيءٍ تقريباً ،، هناك ضوئين خافتين جداً فقط مضائين !!

همست " يال الغباء .. "

لكن خطوطاً بيضاء أفقية بدأت تشوش الكاميرا بشكلٍ متعمد بعد تحركها مجدداً !!

إنها فعلة فاعل ،، إنها تتحرك فجأة حركة ضئيلة قد لا تلاحظ حتى .. والخطوط البيضاء تقل وتزيد وتقل وتزيد .. حتى عادت الصورة واضحة بلا أي خ-

وقف شعر رأسي وانتشرت القشعريرة في جسدي ،، بحق الإله ما هذا الذي تحرك في قلب الظلام !!!

أعدت اللقطة 12:50 .. ( قبل اتصال إياد بتامر )

فدبت في نفسي رعشة أقوى من سابقتها حتى كدت أقفز وأهرب من نفسي حبواً !!

هل سُحِرت عيناي أم أن المنزل ...
مسكون !!!

رأيتُ جسداً أسود وُلِدَ من الظلام وعاد إليه !!
لم يظهر في الكاميرات سوى ٤ ثوانٍ بالعدد ..

أوقفت الصورة ..
إنه شيطان .

نظرت إلى بريق العينين .. ماهذا ؟!!

أخذت لعينيه لقطة شاشة سريعة ،، وحفظتها في أحد ملفاتي .. ولكي لا يفزعني أخي بدخوله سأخرج الذاكرة بسرعة وأعيدها ..

وبالفعل فعلت ذلك ،، سحبتها بقوة من حاسوبي ووضعتها فوق الطاولة ..

جلست أرخي ظهري على وسادة السرير والحاسوب على فخذي يصدر حرارته .. فتحت الصورة بنفس حجم الشاشة ،، والآن سأدخلها في أحد برامج تعديل الصور ،، وما أكثرها عندي ..

ضغطت ضغطتين لتصبح في قلب ذاك البرنامج ومحاطة بالأدوات والتعديلات ..

أنا أرى عينيه بوضوح ينظر إلى جانبه الأيسر .. وليست عينا انسان بل دائرتين لامعتين !!

أنزلت السهم إلى الأسفل ،، إنها تعديلات الإضاءة .. وضغطت على ..

إنارة .

أصبحت .. مفزعة .

ما هذا ؟!!!
من .. ك كيف ؟!

هل هو مخلوقٌ فضائي بحق الجحيم ماا هذا ؟!!
وإن كان بشراً فلم يرتدي هذا الزي ال ..

بسرعة خارقة تحركت يداي لألتقط هاتفي الذكي ،، وأنقل إليه الصورة ..

نجح النقل ☑️

حركت اصبعي على شاشة هاتفي ..
إرسال إلى (محمد)

تحميل ..

" لقد وثقت بك .. "
صراااخ !!

قمت من مكاني حالاً وأغلقت الحاسوب بفزع ،، ألتفت خلفي ..

تنهدت بحمد ،، الكلام ليس موجهاً لي ..

ولكن أيقعل أن أذناي سمعتا صراخ
^ تامر ^ الذي لا يحرك ساكناً ؟!!

" كيف لم تفكر لحظة واحدة فيما قلت ؟!!! لما فعلت ذلك ؟!! لما
لما
لما "

ومع كل ^ لما ^ يقولها ،، يكسر شيئاً ويوقع آخر !!

إنطلقت من مكاني نحو الجناح الأيمن حيث غرفةجدي وإيملي ،، ومصدر الشجار ..

فرأيت تامر ووالدي يقفان مقابل بعضهما ،، وجه أخي الرزين تحول إلى ثوران بركاني !!

أما والدي فاحتفظ بلون وجهه ،، يمسك مقبض باب غرفة جدي النصف مفتوح ،، يتحدث بصوت منخفض محاولاً كبح جماح غضب تامر ..

ماذا يجري ؟!!

" أرجوك اهدأ تامر "

" كيف ؟! كيف أهدأ انظر م ما الذي فعلته ؟!
لقد ألحقت الضرر بجدي وبي وبإيملي وإياد والجميع أنت أناني ..

لا أصدق أنك بهذه الأنانية !!!
ما هدفك ؟!!

وأنا ..ما عساي أقول لإياد الآن ؟! قال لي ألا أخبر أحداً كيف سأواجهه ؟!! "

تبدلت ملامح والدي واحتال شيطاناً مريداً يشتعل لهيبه " إياد إياد .. كل ما يهمك هو ... إياد ؟!!! وأنا والدك ال- "

سحب جدي الباب فاتحاً إياه بقوة ،، وخرج إليهما بنظرة ساخطة وملامح مهمومة " ما الذي يحدث هنا ؟!!! شجارٌ في بيتي ؟!!! ألا يكفيكما ما عرفته عن ابنت- "

" جدي " اقترب منه تامر كثيراً وهمس بتحذير مشيراً بسبابته " سأقطع لسان أي أحد يتحدث عن عمتي بسوء في هذا المنزل حتى لو كنت انت ذاتك .

إنها بريئة ..
وأنت لا تستمع سوى لعقلك المريض وحديث والدي الحقود ..
أتظنني لم أسمع ما دار بينكما من حديث ؟!!! "

التفت نحو والدي بحقدٍ مرير " أتحثه على التبرؤ منها ؟!! " صرخ في وجهه فجأة وانفجرت دموعه
" ألا تعلم أنها فقدت رحمها إثر الحادث ؟!!!!! وتريد أن تفقدها اسمك وكل شيء .. بل وتفكر في التخلص منها .. اتصدق ما نقطت به ؟!! "

انبثقت عينا الجد وهرب لون وجهه من الصدمة .. ربما مما سمع أو مما يرى الآن ..

فأخي تامر .. الشاب الرزين العاقل ،، ذو التسع والعشرين ربيعا .. انفجر بالبكاء كطفل !!

احمر وجهه بشدة وابتل بالدموع صارخاً .. يحرك يديه بانفعال " انتم الكبار متحجرو العقول والقلوب ... حتى لو كانت قد ارتكبت خطيئة ،، ما الذي أعطاكم تشريعاً للتخلص منها أو طردها من المنزل أو حتى منعها من الميراث ؟!!

هل دينكم أمركم بذلك ؟!!
هل صلواتكم جعلتكم قساة القلوب هكذا ؟!!
ولمَ عندما يفعلها شابٌ منها تتجاهلون الأمر كأنه لم يحدث ؟!! لما ؟!! "

سالت دموعه بكثرة واغرورق وجهه يشهق بينما جدي يشير نحوه بعصاه " أنت مناهض لحقوق المرأة إذاً ،، أيها العاق اللعين "

تضايق والدي وهز رأسه باعتراض " أ .. أرجوك أبي ليس هكذا إنه فقط غاضب " ثم نظر نحو تامر
" إذهب إلى غرفتك أنت تحتاج إلى الراحة "

رأيت والدي يهتز في مكانه من فرط الأسى وهو يشير له بالذهاب ،، قد أطفأ جدي حنقه وحدق بغضب في تامر وفي صورته التي رسمها تامر له ..

ثم استدار أخي إلى غرفتنا ..
حينها صرخ الجد وهو يرتعش بغضبٍ شديد
" أحضروا لي إياد مراد وابني فاروق حالاً "

أنزل والدي رأسه " أمرك أبي "

وأنا ركضت خلف شقيقي ..
" تامر م .. ماذا تفعل ؟! "

مسح دموعه بطرف سترته وارتدى قميصاً ازرق بنفسجي وأقرب بنطالٍ إلى يده .. ثم أحضر حقيبة فارغة ،، وبدأ برمي الثياب في حقيبته قائلاً " لن أبقى هنا لحظة واحدة "

ظهر والدي فجأة ووقف والدي على عتبة الباب
" تامر كن عاقلاً ولا تغادر المنزل "

لم يجبه ..
وأكمل يحشر ثيابه في حقيبته ..
قلت بأحرف مهزوزة " إلى إ لى أين ستذهب ؟! أنت لا ت تعرف شيئاً هنا أ أرجوك اهدأ "

أغلق سحاب حقيبته ،، قد اختطف شريحة الذاكرة من فوق الطاولة وأقحمها في جيب بنطاله .. ثم ذهب من فوره ..

لم يردعه تحذير والدي أو وقوفه في وجهه يرجوه أن يهدئ من روعه .. بل ظلَّ يصر على السير قدماً .. تاركاً إيانا خلف ظهره حتى نهاية الجناح ..

وعندما وطأت قدماه أول درجة من السلم الخشيي صرخ الجد " إلزم المنزل " متوجهاً صوبه بغضب
" هذا أمر "

وقف تامر لوهلة وحدق في جدي بكل جرئة ..
" إعلم أولاً ما يجري في بيتك .. ثم ألقِ الأوامر "

" اللعنة عليك أيها الوقح " صرخ بها جدي وأكمل قد جُنَّ جنونه " ماذا فعلت يا إلهي لكي ترزقني بأبناء ناكرين وأحفاد عاقين وابنة عاهرة " تفل باتجاه تامر " سحقاً لك "

جميعنا صُدِمنا بأقدام مجمدة مذهولين من الموقف .. يستدير جدي بعد تلك الجمل إلى غرفته يغلق بابه بقوة ..

وما إن التفت والدي إلى تامر ،، حتى رمق نظرته المميتة يقول " هل أنت سعيدٌ الآن يا أبي ؟! "

أومأ والدي ب (لا) .. ثم اقترب من تامر وأخذ منه الحقيبة " يمكنك الخروج لتروح عن نفسك فقط .. لكنك ستعود ،، عدني بذلك من أجل أن تبتسم والدتك .. "

ترك تامر حقيبته ونزل على الدرج بخطوات سريعة .

_______________________________


" اللعنة على هذه الجبيرة "

تعيقه في نظرته وحركته وتبطؤ مشيته .. ليقرر فور خروجه من بوابة المنزل أن يذهب إلى المشفى حالاً وينزعها هناك ،، فبهذا الشكل لن يستطيع فعل أيِّ شيء ..

شيء ؟!!

🎞 Feed back 🎞

" .. لا بأس إن كانت الكاميرا مكسورة ،، أنت فقط أحضرها إلى الشارع رقم 56 إنه قريبٌ منكم ..

هناك يوجد متجرٌ لبيع البضائع ،، ستدخل وتتجه إلى قسم الألبان ... عند تلك الثلاجة العملاقة ،، وحينها اتصل بي .. "

ثم خالجه شعور أنه مراقب منذ البداية ..
فأنهى المكالمة بقول " حسناً إلى اللقاء "
وأغلق الخط ..

__________________________


تلك كانت بعض الجمل التي مررها تامر إلى سمعه فجر اليوم ...

وها هو يرفع كفه مشيراً " تاكسي .. "

توقفت أمامه أحد سيارات الأجرة ،، ودخل فوراً إلى المقعد الخلفي " إلى أقرب مشفى "

___________________________________
◽◾◽◾◽◾◽◾◽◾◽◾◽◾

في مكانٍ آخر ليس بالبعيد عنه ..

إنه منزل إياد مراد ،، الواقع بالقرب من منزل الجد على بعدِ شارعين ليسا بذلك الطول ..

هو دائماً مليء بالحركة والحيوية ...
ولأن ابن أمه يعشق الطعام ،، فالموقد في هذا البيت دائم الإشتعال .. تُلهي والدته نفسها في المطبخ بين حينٍ وآخر ،، هي لا تحب ذلك الجهد الذي تبذله أمام الموقد ..

لكنها تعشق تعبيرات وجهه فور تذوقه لطعامها الطيب ..

كانت منشغلة اليدين بعقلٍ لا واعي ،، يعيد الأسئلة مرة بعد مرة ..

أجل يا أعزائي ،، أفراد العائلة ليسو عمياناً .. فقد لاحظ الكل أن هناك سلسلة من الأحداث المأساوية تتتابع وكأن القدر قرر أن ينهش لحمهم فيلقمهم مصيبة تلوَ أخرى ..

لم تعد تطمئن لشيء ..
لقد عاد هوسها بابنها أقوى وأقوى ،، فتتصل به .. ثم لا تلبث من الوقت سوى القليل حتى تعاود الإتصال مرة أخرى ..

" فرياااال "
نادت وهي تمزج الخليط بالملعقة الخشبية ،، يمتلئ المطبخ بروائح عديدة من ثوم وبصل ولحم شهي .. ورغم صوتها العالي المزعج ،، تظاهرت فريال أنها لم تسمعها ..

ويا ليتها لم تتظاهر ..
خرجت الأم من جحيم المطبخ ،، تضع يديها على خصرها ممسكةً الملعقة الخشبية مرتديةً المئزر الأبيض ..

" لقد ناديتك ... فريال "

لم تنظر إليها وتابعت مشاهدة التلفاز قائلة ..
" متى كان هذا ؟! أنا لم أسمعكِ "

اتجهت والدتها نحو مقبس التلفاز وسحبته بقوة لينطفئ ضوءه وكل الألوان تتبدل بالأسود ..
" ربما هذا الهراء هو سبب صممك "

قفزت فريال بسخط على الأريكة ..
" لاااااااا لا لااا كنت أريد معرفة ما ستفعله جورا عندما تعلم ال "

" فلتفدكِ هذه المسلسلات الهندية .. " مدت يدها إليها " أين هاتفي اتصلي بشقيقكِ واطمئني عليه "

" لما لا تتصلين أنتِ أليس ابنكِ وحدك ؟!! "

أخذت والدتها شهيقاً طويلاً ،، وهمت بالصراخ لولا دخول إياد المفاجئ إلى المنزل ..

يدير المفتاح في الباب ويدخل بهدوء " مرحباً .... تفضلي ايمي دعيني أساعدكِ " أسند إيملي عليه فقد بدا عليها الإرهاق ..

تهلل وجه والدته فور رؤيتهما ،، وهرولت نحوهما مستبشرة تحمد الله ،، فيخرج أفراد الأسرة من غرفهم الأشبه بالجحور المظلمة على صوت السيدة آمال وحمدها ..

لم تكن وجوههم البنفسجية السقيمة على ما يرام ..
فهايدي منتفخة العينين من البكاء .. والسيدة هنَّا والدة إيملي لا تكاد تقوى على السير ..

آدم ينزل كالفرس ينزل الدرج بثلاث قفزات ليسارع في مساعدة اخته ،، أما محمد .. فنائم في غرفته كعادته ..

ولا ننسى ذلك العجوز الشاب ،، الذي تثائب مراراً وتكراراً واضعاً رداء النوم ،، يمشي بخُفَّيه عابراً الصالة ..

ستعلم فور رؤيته أن إياد أخذ منه اتساع عينيه رمشة رمشة ،، لكن محمد امتلك سحنة وجهه وشكل ذقنه المحدد ..

إنه السيد مراد والد إياد ..
" الحمد لله على سلامتكِ يا آنسة إيملي "

ابتسمت في وجهه برفق ثم ..

وقعت !!

ولولا يدا آدم وإياد لكانت تأذت !!

أسرع إياد ملقياً يد آدم بعيداً عن جسدها المتهاوي مصرِّحاً " لن تستطيع حملها "

ثم أقحم يده اليمين تحت ركتيها واليسار تحت ظهرها ،، وحملها صاعداً بها إلى غرفته ،، تتبعه هايدي بدورق الماء البارد ..

يُوَسَّع مدخل باب غرفته عبر فتح بابها أكثر بطرف قدمه ،، ينظر إلى رأسها على ذراعه تردد بحدة ..
" أنا بخير أتركني "

وضعها على سريره وبين وسائده .. تقوم هايدي بالجلوس قربها ،، ورشِّ قطراتٍ من الماء البارد على وجهها .. فتهمس إيملي لهما " إنه هبوط فقط .. بسيط "

ثم أكملت بجدية " اخرجو الآن .. لا أريد رؤية أحد أخبرهم بذلك "

تعجب إياد " الجميع ينتظر رؤتكِ بلهفة إيمي لا تكوني عنيدة سي- "

كررت ما قالته بحزم " قلت .. لا أريد رؤية أحد "

تنهد إياد يهم بالرحيل ،، وأشار برأسه إلى أختها حتى تهدئ الجمع الصاخب أمام غرفتها ،، يتفهم شعورها جيداً .. لقد زاد التوتر فأفقدها وعيها .. كيف ستكون إجاباتها عن استفساراتهم ؟!

كم من القلق سببت لهم ؟!

وكيف هي نظرة الجميع لها ؟!

كل تلك الأمور تدعو للتقيؤ بالفعل .. هي تشعر بأن أعين الكل حولها تلمع في الظلام ،، تحدق بها وتعلو أصواتهم المتداخلة من تساؤلات إلى لوم .. بل وتتلمسها أيديهم تفتشها !!

^ الجميع يتسائل ..
الجميع في قلق ،، حيرة ..
الجميع ينتظر مني تفسيراً لما حدث .. ^

طبعت شقيقتها قبلة رطبة على خدهما واختتمتها بابتسامة " كوني بخير .. أرجوكِ ،، وإذا احتجتِ لشيءٍ نادني "

ثم تراجعت إلى باب الغرفة ..

أغلقت الأضواء وكانت آخر من يغادر المكان .. فصكَّت الباب بهدوء تاركةً إياها تغرق في العتمة وحيدة مع مخاوفها السوداوية ..

ومن يهتم ؟!!

بالتأكيد آدم يهتم ،، فإعراضه عن المشاركة في أيِّ موقف عاطفي لا يدل سوى على صراعه الكبير لإخفاء كم هو عاطفي ..

ربما ..

لكنه فضَّل تعليق صليبه متساوي الأضلع على الحائط ليتدلى من سلساله المتصل به ،، ذهبي كثير الزخرف ،، متوسط الحجم .. كل ضلعٍ فيه بحجم قبضة اليد أو أصغر .. لا يمكن لأي مسيحي الجزم أنه مسيحيْ !!

رغم أنه جثى أمامه على ركبتيه ،، يجمع كفيه معاً برجاء مغمضاً اجفانه .. يتمتم بصلواتٍ غير مسموعة لكن بعض الكلمات التي تسربت منه كانت ..
" ... إحمِ إيميلي وأبعد عنها كل سوء ... "

همهم وكثرت همهماته وهمساته قد استغرق في الخشوع ،، حتى أصبح جوُّ الغرفة مشحوناً بنوعٍ من الولاء والرجاء !!

وبعد أن ردد ما ردد ،، وقف وحدقت زرقة عينيه المنيرة بصليبه الغريب .. نظراتٌ خائرة ،، عينان مرهقتان ..

يطبق شفتيه معاً وكأنه يحاول عدم البوح بشيءٍ ما يخالج صدره .. لقد-

" آدم " دخل عليه فجأة ،، ورغم دخوله المفاجئ المفزع التفت إليه آدم بحركة رزينة ونظرات تساؤل ..

" أنا ذاهبٌ إلى جدي إنه يطلبني واللعنة أنا لم أنم لكنه كان في غاية السخط ... لقد أخبره أحدهم بأمر شقيقتك "

تزلزل جسده " ماذا ؟!!! "

ترك إياد موقعه قرب الباب يتغلغل أكثر داخل الغرفة وجلس على سرير آدم ..

تسائل آدم بشيءٍ من الحنق " ألم تخبر تامر ألا يخبر أحداً .. لكنه فعل على ما يبدو "

" لقد رأيته يرجو والده ألا يخبر جده في الهاتف " أكمل حديثه يقلب في هاتفه " ها هو تامر يتصل .. أنت جهز نفسك وتعالَ معي فأنت شقيقها وتعرف كل ما حدث معها .. "

خرج إياد من حجرة آدم تاركاً إياه خلفه ..
" ما الأمر ،، تامر ؟! أ- "

كان يسير في طريقه وقال باستعجال " إياد أرسل لي موقع ذاك الدكان ،، لقد حصلت على ذاكرة الكاميرا "

ابتسم إياد برضى " حسناً سأرسله لك "
وأغلق الخط ..

_____________________________

يسير في الطرقات محدقاً في هاتفه ،، لا تعلم قدماه إلى أين تقوده ،، يرى نفسه على شاشة هاتفه نقطة تتحرك على الخريطة ..

" هل أتجه إلى يميني أم يساري ؟! "

كاد يصطدم بالمارة ،، والجدران التي وكأنها تظهر في طريقه فجأة .. يسارع ويسارع حتى يرى ذلك الدكان هناك على أحد جوانب الطريق ..

ابتسم وكأنه وجد كنزاً " أجل هذا هو اسمه "

تجاوز درجات السلم الرخامي نحو الأعلى ،، ودفع الباب الزجاجي .. حيث عدد لا بأس به من الناس عند أرفف البضائع يتفحصونها .. وفتياتٌ صغيرات ،، شابات وعجزة ،، وآخرون قرب الخزنة يدفعون المال ..

لقد بدى الجميع وكأنهم تركوا ما بأيديهم وحدقوا به في صورة بطيئة مخيفة بينما يسير .. ربما تبدَّى له ذلك المشهد من فرط توتره ،، فسار بين البضائع بضيق صدرٍ ونفس ..

إلى آخر الممر هناك قرب الثلاجات العملاقة الملتحمة على طول الحائط ،، ذات أرفف عديدة تحتوي على الحليب ومشتقاته ..

وقف هناك ،، وأعْلم إياد بوصوله ،، فأرسل إليه إياد أن ينتظر حتى يأتيه أحدهم !!!
أخبره عن رجلٍ بسماتٍ معينة وأخبره باسمه !!
" فإذا رأيته فأعطه تلك الشريحة "

انتظر واقفاً لدقيقتين ،، يمر به من يمر ويعطيه نصيباً من التحديق المُوتِّر .. إحداهن هناك واضعةً يدها أمام فمها .. تخفي ابتسامتها العريضة همست " إنظري إنه أجنبي "

إلتفت نحوها ليرى شابة ترتدي حجاباً أبيض ،، بوجهٍ بشوش وتقويم أسنان .. أنزل بصره بخجل وتوتر ..
ففهمت الفتاتان أنه يفهمهما ،، لذا اختبأتا بخجل وراء أحد الأرفف بعيداً ..

تنهد ورفع رأسه يبحث عن ذلك الرجل ،، بعينيه فقط دون أن يحرك ساكناً .. ليقترب منه رجلٌ عريض ..

ضخم ..

أسمر ..

ذو نبوبٍ على وجهه ..

يخفي يديه في جيب معطفه الشتوي الكبير .. ويتوجه نحوه مباشرةً " أنتَ تامر أيمن ابن خال إياد مراد ؟ " بصوتٍ خشن مرعد ..

أومأ له " أجل أنا هو " أدخل يده في جيبه ليخرج شريحة الذاكرة .. لكن أولاً ألقى عليه السؤال ..
" ما اسمك ؟ "

نظر إليه الرجل عابساً يمد إليه يده ..





" أدعى قيصر "

أعطاه تامر الذاكرة ،، فأخذها دون نطق كلمة ... ورحل .

يعيد قيصر ذلك اليوم في ذاكرته ..

^ عندما وقف بإهمال لجملتي قائلاً ..
" والآن هل انتهت الأسئلة ؟! "

بغيظٍ شديد أجبت " أجل "

مدَّ يده ..

وأغلق التسجيل الصوتي !!

" والآن دوري أيها المحقق " حطَّ مكانه مجدداَ وثبَّت مقلتاه فيْ " أنا ضحيته الأولى لذا ،، ثق بي .. وستحصل عليه ،، لأنه سيعمل على قلب موازين الأمن وإثارة الرعب "

ثم بدأ بسرد قصة ،، عن جزء من ثروة تقدر ب ١٠٠ مليون دولار شهرياً !!! وسم .. وامرأة واختطاف وكاميرات .. الكمُّ هائل من المعلومات التي اخبرني بها أجبرني على العمل معه ،، ومع الوقت أصبح هو يدي اليمنى ..

" فلنتفق أن تتخذ من أهلك حلفاء ،، لاجتذاب ذلك السفاح إلى القفص ،، ولكن مهما بلغت ثقتك بهم ،، فإياك أن تخبرهم أن شرطة عمَّان في ظهرك ،، فللجدران آذان وعيون .. "

وها نحن قد أفجعنتنا الحادثة الثالثة ،،
الإجهاض .. ولا زلت أفكر في الغرض منها .. ربما تشويه سمعة العائلة !!

بعدها أحطنا المنزلين بحراسة سرية وكاميرات مراقبة ،، ورغم أننا لم نشهد أي حسيس الليلة الفائتة ،، إلَّا أن بالأمس أخبرنا إياد أن مجزرة جديدة كادت على وشك الوقوع .

" نحن نحتاج إلى فخ يا إياد "

" لقد تمَّ بالفعل نصب فخ له ،، أنت فقط راقب المنزلين والكاميرات لنعرف كيف يتسلل .. "

تعجبت واستوقفته " ما هو ذلك الفخ ؟! "

ابتسم " أنا "

وقتها علمت ،، أنني يجب أن أترك كل ما أمامي وخلفي ،، وأن أركض خلف هذه القضية ولو حبواً ..

لما ؟!!

إنها مكسبٌ عظيم لي ولإسمي وللدولة ..
فهناك السيد أوس صاحب مصانع فولاذ وحديد عملاقة .. وتاجر سيارات يمتلك أكبر المعارض هنا ..

والسيد فاروق يحتكر تجارة المواد الغذائية وبعض الأقمشة على نطاق واسع في عمَّان ..

أما زوج السيدة سلمى ،، السيد حسن والذي يحتل مركزاً مرموقاً في القوات المسلحة ..

وأخيراً قاضي قضاة عمَّان السيد هشام عم السيد أوس .. لنستنتج أن هذا السفاح يتقصد سمعة العائلة ،، والتي ستخِل في ثقة الشعب بنا ..

أو أنه يريد فناء هذه العائلة ،، لنفقد عدة مصانع ويختل القضاء و يعم الرعب في صفوف القواة المسلحة ..

لأن هذا السفاح يستمتع وهو يقتل . ^

_______________________________

حسناً ..

إنها ضربة قوية جداً منك يا إياد ،، حقاً ..
فبينما ذلك السفاح يلعب ويتسلل ،، يتجول ويقتل .. لا يعلم أن عمَّان بأكمالها ضده تلتف حوله كالأفعى !!!

لكن لا تفرط في ثقتك بنفسك ..

فذلك السفاح الذي تواجهه يخفي لك من الألاعيب ما سيقلب موازين الأرض والسماء ..

إنه فقط ،، ينتظر اللحظة المناسبة لخطف روحك .

□•□●■•●□•●□•□■•□■•●•□●•□□•


يسيران بشيءٍ من الهرولة نحو مكتب الجد في الدور الأول ،، أحدهم كثيف الشعر واللحية .. والآخر بلا شعرٍ ولا لحية ..

آدم وإياد الذي غلب الإرهاق والنعاس عينيه ..إنه بحاجة إلى نومٍ طويلٍ يعيد له حيويته التي سُلِبت به خلال هذين اليومين العصيبين ..

"

سنفضح أحدهم اليوم يا آدم .. "

أومأ آدم برأسه موافقاً ،، يسبق إياد ويقتحم الباب ليرى والده العجوز جالساً على مكتبه ،، مصدوماً لرؤيته !!

يحني أيمن ظهره متكئاً على سطح المكتب مقترباً من والده ..

" يبدو أنني قاطعت حديثكما " قالها بتحدي
ورفع صوته " سَيكون فناء هذه العائلة على يدي أيمن ووساوسه لك .. "

ابتسم أيمن واعتدل واقفاً ..
" أنظر يا أبي من جاء .. المسيحي " وبدأ يقهقه
فظهر إياد بوجهٍ ناعس يقتحم حديثهما ..

" جدي .. أوقف كل هذا الهراء أنت كبيرنا ويجب أن تعرف كل ما جرى وما يجري في هذا المنزل ال .. ال .." تثائب " أكاد أموت من النعاس "

إلتفت الجد نحو عيني إياد الحمراوتين .. بكاد يهوي من التعب ،، مخمورٌ يبدو عليه أو أسوأ ..

" هلا تأجل الموضوع ليوم الجمعة المقبل ؟! غدا الثلاثاء ثم الأربعاء والخميس و- "

" لاااا " ضرب بيده الطاولة بعنف أيقظت غفوة إياد " يجب أن أعلم ماذا يجري في منزلي وحالاً "

تنهد إياد بحنق وأدار عينيه .. عاد عدة خطواتٍ للخلف وألقى بجسده على الأريكة " حسناً أنا غير قادرٍ على الكلام .. تحدث بالنيابة عني إيليوت "

رمق آدم أيمن بنظرات اخترقت صدره كالرماح ..
" بداية " أشار لأيمن برأسه " يجب أن يلقى ابنك جزائه بسبب كذبته .. فقد أخبر إياد أنه قد تم تسميمه ذاك اليوم "

صرخ الجد " ماذاا ؟!! "

ارتعد أيمن وحاول تمالك نفسه بالجلوس على الكرسي وقبض قبضته ...

تابع آدم " لقد أحضر تامر وثيقة تثبت أن إياد في ذاك الوقت تم تسميمه بمادة تثير خفقان القلب .. "

" أهذا صحيح ؟!! " تسائل الجد ناظراً إلى أيمن .. فتلعثم أيمن " أأ .. لم أكن أعلم "

" يمكنك التحقيق في الأمر بنفس- "

قاطعهم الجد " سيرى ذلك الأهوج ما جزاء من يحاول إشعال فتنة في منزلي "

________________________________

■°■°■°■°■°■°■°■°■°■°■°■

يفتح هاتفه فور استيقاظه ليجد خمس رسائل !!

محمد ..
هل أنت هنا ؟!
انظر ماذا التقطت كاميرات المراقبة خاصتنا ..

انقطعت أنفاس محمد وبدأ يضحك بشكلٍ هستيري ..
وأجابه

أتمزح معي ؟!!

...

إهتز هاتف مروان معلناً عن استلام رسالة محمد ..
لكنه لم ينتبه ..

فكل تركيزه كان منصباً على تفكيك ..

الكاميرا ..

الثانية كما أمره والده ..

والتي سجلت الشخص الذي أغلق باب غرفة إيملي ثم فتحه أثناء الحادث !!

_________________________
- يتبع -

ما هو ذاك القناع الذي في الصورة ؟

ما توقعاتكم بالنسبة لهوية السفاح ؟

هل ستنجح خطة إياد ؟
أم أن هناك مفاجأة تنتظره ؟

● أخبروني جميع ملاحظاتكم على الرواية ،، متى أنشر والسرد وطول البارت وكل شيء ..


ملاحظة مهمة : تذكروا أن المتلاعب منفصم ،، صحيح أنه يستطيع تبديل الشخصيات بإرادته لكن كل شخصية لا تعرف ماذا فعلت الأخرى !!

فكأن ذاكرته يتم محوها ربما يرتكب جريمة ثم ينسى كيف حدثت تماماً !!

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

337K 20.5K 24
( BOOK 1 ) 《سأقلـبُ العـالم رأسـًا علـى عقِـب، فـقط للوُصـول إليـكي، مـُون》 مُنتهية ~ Started 08 / 04 / 2018 Finished 28 / 08 / 2018
57.4K 2.3K 28
( مالذي تريدينه تحديدا حتى تتوقفي عن الظهور لي ) زفرت بتعب ثم نظرت حولها قليلا ومع وقوع بصرها على الأمطار الغزيرة في الخارج عادت للنظر بسرعة إلى ال...
5M 106K 58
داخل أعماقِ قصص الهويْ،،دائمآ ما تكون البداياتِ أفضل وألطف،،بعدها يبدأ الشغف بالتلاشي رويدآ رويداْ،،حتي يصبح الأمر عادي،،وبقصتي مع زوجي وحبيبي لم يكن...
1.1M 59.9K 22
ومضة كبرياء قديم لكنها حزينة كئيبة تليق برجل عجوز مولع بالكتب.... فتاة عادية تنتقل لعالم آخر عن طريق الصدفة و تحديدا لمملكة المستذئبين لتجد نفسها رفي...