أين زوجُك لن يظهر اليوم أيضاً؟
رفيق جنغكوك تحدث وهو يرتشف من فنجان الشاي الذي قدمه أحد خدم جنغكوك له
وعيناه كانت تجول في أنحاء المنزل الكبير تبحث عن ذاك الفتى الذي لم يره الا مره واحده في الزِفاف
إنهُ نائم يونقي
جونغكوك القى بنظره ليونقي من تحت نظارته المُستديره وعاد لينظر للورق بين يديه بهدوء
أنها مرتي الرابعة لزيارتكم بعدما تزوجت وأنا لم يصدف لي رؤية جيون تايهيونق حتى الآن
أوه دعني أُخمن جنغكوك هل هذه غيرةً منك؟
تأفف جنغكوك وابعد نظارته عن عيناه وبات ينظُر لإبتسامات السُخريه التي يُلقيها رفيقه له
أنتَ فقط تأتي في أوقاتٍ خاطئة دوماً
وهو همس بهدوء يكمل خلعُ نظاراته ويدعكُ مابين حاجبيه ويبدوا أن الصُداع قد قرر أن يمضي بعضاً من الوقت داخل رأسِه
يونقي أشاحَ عيناه بنظرةٍ جانبيه وإبتسامةٍ لم تخلو من ذلك أيضاً
ومن الواضح لجُنغكوك أن يونقي لم يقتنع بكذبته هذه ،هو ليس مُهتماً بأنهُ سيبدوا كاذِباً في وجه رفيقه لكنهُ كانَ مُهتماً بتايهيونق أكثر ومما سيتبعه من حديث لو علمَ يونقي أن زوجُه لم يخرج من غرفته يوماً منذُ الزفاف
مظهرُ الفتى الحزين الذي كانَ بالأعلى
وأفعالُه التي بدأ جنغكوك يفهمُ ما من جُرمٍ خلفها
هو أقسم أنه لن يدعى أحداً يرى زوجه بهذه الحاله سواءٌ أكان يعنيه الآخر أو لا يعنيه
إنهُ لمِن المؤلم لقلبه أن يرى أحداً بذلك الحال
يراهُ دوماً دون فعل أي شيء له
كم من الوقت مضى وهو يُحاوِل مُساندة زوجه والتخفيفِ عنه ؟
والأمرُ كان دوماً ينتهي بعودتِه لسرير خائباً يحملُ خدوشٌ في يديه ووجهه بسبب زوجه الذي يستمر بأذيته دون أن يشعُر كلما تقرب منه
حسناً جنغكوك سأرحلُ الآن
ذو البشره الشاحبه جداً نطق آخر كلماته بينما أستقامَ يُصافح صديقه ويُعانقه
إذاً لا تُطِل بغيابك كثيراً في اليابان
وكأني أود البقاء بها
هو إبتسم بسُخريه بينما جنغكوك فهمَ أن العمل هو ما سيُجبر صديقه للمكوثِ طويلاً في اليابان
ورُبما لسنينَ عديده أيضاً.
تنهد جُنغكوك بعد رحيل يونقي بتوترٍ وراحت قدماه تأخذه نحو الأعلى حتى أصبحَ أمام باب غرفَة زوجه التي يبدُر منها الهدوء والسكون
هو أخذ نفساً عميقاً ثم زفره وبات يطرقُ طرقاً خفيفاً الباب أمامه وكما المُعتاد تايهيونق لم يستجِب له
لذا هو دخل بخطواتِه ينظر لتايهيونق المُمدد على السرير يتكور حولَ نفسه وعيناه تحمِل كُماً كبيراً من الدموع
تايهيونق دعنا نخرُج ونتناول طعام العشاء سوياً ؟
تحدث جنغكوك بنبره مُنخفِضه بعد تأمُلِه الطويل لزوجه الساكن والذي إرتعش فوراً حينما شعر بوجود أحدٍ ما حوله
هو إرتد جالِساً للخلف سريعاً ناحية قمَة السرير
واضعاً كفيه يُخفي بها وجهه بينما بدأ يهتزُ لبُكاءِه الصامت
تايهيونق أ
لم أفعل لك شيءٌ أبي أنا آسف
آسف آسف
لم يُكمل جنغكوك حديثه حتى بدأ الآخر يرفع صوته عالياً ويتأسف للواقِف أمامه دونما أن يُميز إذا كان والدُه أم شخصٌ آخر
جنغكوك تقدم بينما قلبُه كان يؤلمه لمنظر زوجه
والذي ماعادَ يُطيقُ صبراً لرؤيته بحالته المرثيه هذه ، هو وضع يده على رأسِ زوجه
ولم يكُن مُهتماً ما إذا كان سيخدُش تايهيونق يده في هذه اللحظه ويُبعده عنه
هو أراد أن ينظُر في عُيون الفتى الذي يعيشُ معه لأشهر
لشخص الذي بشكلٍ غريب لم يجعله يهتمُ لأموره الخاصة ويجعلُه يضعُ كل إهتماماته به وحده
فقط لهذه المره أُنظر لعيناي أنا جنغكوك
أرجوك تايهيونق
لا أعلمُ مابي لكن لا أودُك أن تكون بحالٍ كهذه
أُريدك مُشعاً كالنجوم
جنغكوك كان يتحدث بينما يده تمسحُ على شعر تايهيونق الحريري بخفه و الآخر كان يبكي وحسب
تايهيونقاه
فقط لبعض الوقت دعني سماؤك وكُن النجوم التي تسكُنُنِي
أنظُر لعيناي
دع النُجوم ترى سماؤها
ألم يحِن وقتُ لُقياهما؟
وبينما إرتسمت إبتسامة جنغكوك
الهادئه تايهيونق رفع رأسه وبات يُحاوِل النظر لِصَوت الغريب الذي سمعه أخيراً
لكن غُرته الطويله لم تسمح له بالنظر في عيناي جنغكوك الهاديء أمامه.
•••
كان صباح يومٍ مُنعش رُبما
لكنه لم يكُن كذلك بالتأكيد لتايهيونق الذي
أمسى ليلته خارجَ المنزل وعادَ سكيراً فجر هذا اليوم
في بداية الأمر هو إعتقد أنه لا بأس وغفى بنومٍ عميق على أريكة المدخل
إلا أنه إستيقظ بعد نومٍ لساعاتٍ قليله على عيون زوجه الحاده والغاضبه والتي يستطيعُ تايهيونق الآن أن يقرأ ما بها من غضب
مالعنتُك ماذا تفعل
تايهيونق رفع صوته عالياً على جنغكوك حينما أمسكه من عُضُدِه فجأه ورفعه من الأريكة بغضب
يُلصقه على الجدار خلفه
هووضعَ يده اليُمنى فوراً على فم تايهيونق يُغلقه واليسرى مازالت تشدُ عضده
إن أستقذرت بالحديث مره أُخرى سأتأكد حتماً من قطعِ لسانك
قطب تايهيونق عيناه بغضبٍ شديد كذلك
رافِعاً يديه يدفعُ صدر الآخر عنه لكن جنغكوك كانَ ثابِتاً لا يتحرك أبداً
من أنتَ لتفعل ذلك عليك الّعنه
هو صرخ فوراً في وجه زوجه وقد أشعل الفتيل لغضبه في هذه اللحظه
وما كان على غضبه أن يفعل إلا أن يصفع تايهيونق بقوه ويشعثه من شعره بقوةٍ أكبركذلك
تايهيونق في هذه اللحظه تأوه بألمٍ خافت يُحاوِل أن يُخبيء صوته عن الذي أصبحَ وحشاً في غمضةِ عين وبغرابه له
هل كلماتُه بالأمس هي من فعلت ذلك؟
هو فكر لكن أفكارُه سارت بعيداً حينما شعر وكأن رأسه سيُقلع من مكانه بسبب زوجه
أنا من؟
جنغكوك سخر بضحكه هادئه رُغم بركانه الذي يُريد أن يخرُج كامِلاً الان بينما سحبَ زوجه ناحية غُرفة نومه يرمي به أرضاً
أنا جيون جنغكوك يعلمُ الجميع من أكون جيداً
لا تجعلني أُخبرك أنتَ أيضا من أكون بشكلٍ أعمق
أنت لست إلا ملعونٌ مُحتال
لا أُريد أن أعلم ماهيتُك بال..
جنغكوك مُجدداً صفعَ تايهيونق وقاطع حديثُه
كان يُحاوِل أن يمسك بيداه وأن لا ينقض ويُري تايهيونق غضبه الحقيقي ،هو مُشوش الآن
مشاعره تجعله يكونُ حذِراً جداً على زوجه
وهذا لم يسبِق له أن يحدُث مع أيٍ من كان
لما أنت غاضب وكيف تجرؤ بالأصل على ضربي!
تايهيونق بغضب شديد دفع جنغكوك بكامل قوته ناحية الباب الذي كان خلفه
وأخذ يتنفس بسرعه وتعب
ذكرياتُه الآن تشوشه بوقتٍ خاطيء
إن حدث مُجدداً وخرجت من باب هذا المنزِل اليوم ستندم تايهيونق
جنغكوك قال كلِماته وهو يشدُ قبضة يده يُكافِح رغبته في مواجهة تايهيونق الذي يقفُ أمامه
يكبحُ مشاعِره هو الآخر ببرود ملامِحُه،
جنغكوك يعلم جيداً أن تايهيونق ليس بتلك القوه
وان تايهيونق مازال مُتأثِراً مما حدث له منذ الطفولة مع والده
هو يعلم لكنه لم يستطع كبح مشاعره وتخيُلاته عنه
فكر طولَ المساء به رُغم أنه وضعَ جُرحاً جديداً في قلبه ،وظل يتصِل ويتصل وتايهيونق لم يُجِبه أبداً وانتهى به الأمر أن يُغلق الهاتف ليتجاهل زوجه بالكامل
وعدا ذلك جنغكوك قررالتساهُل
مع زوجه الصغير وتركه لوقتٍ غيرَ معلوم
لكن الحال إنتهى به غافياً ينتظرُ تايهيونق الذي لم يأتي حتى صباح اليوم الآخر سكيراً تفوح رائحتُه
جنغكوك كان غاضِباً منه غاضبٌ بشده
ولم يكن بإستطاعته حتى التحكم بغضبه في ذلك الوقت
لكنه الآن يجلس خارج المنزل نادِماً على ما فعله
لحبيب قلبِه ونادِماً على عودتِه كذلك
فضّل أن يبقى بعيداً عنه على أن يجرح قلبه بأفعاله التي لم يعتقد يوماً أنه سيفعلُها
•••
مساءاً كان جنغكوك لتو عائِداً من عملِه
يحملُ في صدره ثِقلاً كبيراً مما جرى اليوم مع زوجه وبالرُغم من ذلك هو كان مُتلهفاً لرؤية تايهيونق ومُلاقاتِه للإعتذارِ منه
وهو جلبَ هديةً للآخر كذلك.
إستقل جنغكوك المصعد وصولاً لجناح غرف النوم وفوراً خرج ناحية غرفة نوم زوجه يتحمحم
ويطرُق بابه بهدوء ولكن ما من إستجابه
طرق مُجدداً ومجدداً ولكن الهدوء كان يصدُر من غرفته وحسب وهذا شيءٌ عجيب من تايهيونق هو لطالما يجعل الموسيقى تعمل في غرفته ويصدحُ صداها في الرِواق
هو فكر أيُعقل أنهُ نائم؟
لكن لا تايهيونق من المُستحيل أن ينام في وقتٍ مبكر على الأقل سيبقى لوقتٍ يتعدى الثالثة صباحاً
لكن ...
هل تايهيونق تمرَد وخرج من المنزِل عاقاً زوجَه؟
وهل هذا الشِجار سينتهي الآن أم أن تايهيونق سيجعل حياته صعبه مُجدداً من هذه اللحظه؟