غُربة روح

By Coldsnow5

83.7K 6.4K 8.8K

آمال بمُستقبل مُزهر تم سلبه من حياتهم بليلة مُظلمة إختفى حتى نور القمر منها ! تم وئد أحلامهم قبل رؤيتها للنو... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد و العشرين
الفصل الثاني و العشرين
الفصل الثالث و العشرين
الفصل الرابع و العشرين
الفصل الخامس و العشرين
الفصل السادس و العشرين
الفصل السابع و العشرين
الفصل الثامن و العشرين

الفصل الثاني عشر

3.9K 292 353
By Coldsnow5

الأيام تجري و كأنها بسباق ما ، حُلم تتسائل بأعماقك أأنا عشت هذا ؟ أم ما كان سوى حُلم مُرهق ؟

سواء كانت تلك الأيام مُزهرة أم قاحلة جميعها ستُطوى بطريقة ما و ستجد نفسك واقفاً بشكل من الأشكال ، بأسلوبك القديم أو آخر جديد ، بملامحك ذاتها أم بأخرى أنت ستمضي ، بل جميعنا سنمضي حتى تحين لحظة النهاية ...

و كما يقال لكل خط نهاية ، بداية جديدة !...

****

خطواته كانت باهتة مُتذمرة ! لما عليه هو الإتجاه للمشفى دون غيره للاطمئنان على العضو الجديد ؟!

لما ليس هوشي من يذهب ؟ أو حتى رفيقه راي ؟ هو شتم و مجدداً ذاك القائد لفريقهم بينما كان قد وجد نفسه يجلس قرب إحدى الأشجار بالساحة المطلة على غرفة الاستراحة ينتظر ربما مغادرة إيساو الواقف بها !

و قبل أن يُلاحظ هو كان يُراقبه بينما يسند جسده للحائط رغم أن الأكبر كان فقط يتحدث بالهاتف و بيده تلك السيجارة المُزعجة ، لا يعلم كم دقيقة مرت و هو يحاول تشجيع نفسه للسير للأمام ، ليذهب و يتحدث معه .

يعتذر ربما ؟ أو حتى يُزعجه كالعادة لكن و قبل أن يعلم كان إيساو قد سار و غادر لمكان آخر مما جعله يتنهد بنوع من التعب و يبدأ بالسير هو الآخر لحيث مهمته الأساسية ربما و هي الاطمئنان على الفرد الجديد بالفريق ! ..

هذه المهمة كانت مُنذ الصباح الباكر حيث يُفترض به أن يقضي اليوم بِالمشفى بِرفقته ، إلا أنه و فور وصوله صُدم بتواجد إيساو الذي يفترض أن مهمته إنتهت و بشكل مؤقت هو سيعود لمنزله صحيح ؟

لذا قضى الوقت مُتهرباً من رؤيته دون حتى إظهار نفسه لهيروشي مُتجاهلاً مهمته و كل شيء آخر  .

خطواته توقفت مُجدداً عندما لمح مشهد ما حاز على كل حواسه و تركيزه ، هنالك أمامه كان يقف طفل ما بدى بِالسادسة من العُمر بشعر فضي قصير و عينان بلون السماء الصافي بملامح شبه حادة بينما ينظر إلى فتى آخر امتلك ذات الصفات إلا أن ملامحه كانت مترددة و أقل حدة يجلس على كرسي متحرك و يده مُتشبثة بيد أخاه بقوة شديدة و كأنه خائف من كل شيء .!

بصره ثُبت عليهما بمشاعر متفاوتة بينما ذاكرته عرضت له تلك المقاطع التي رآها لهما ، هو صُدم لتواجدهما هنا أولاً و شعر بالضيق بل ربما الغضب لحال الثاني .

إلا أن ذلك ما منعه من مُراقبتهما مطلقاً لاسيما عندما ابتسم الواقف للأصغر يهتف بمرح تمكن تاماكي من سماعه :" لا داعي لأن تقلق ! هي فقط عدة دقائق و أكون هنا معك موافق ؟ سأحضر العصير و أعود فوراً "

هو أنهى عبارته و التف ليُغادر دون التركيز بعينا توأمه التي اتسعت برعب شديد بل إلتمعت بفضل تلك الدموع المُتجمعة بهما ، هو حدق بكل شيء بخوف قبل أن تتشبث يداه بالمقعد و كأن حياته تعتمد عليه ، عيناه هو أغمضهما و بدى كما لو أنه يود البقاء بهذه الوضعية حتى عودة شقيقه !؟

رغبة عارمة بالاقتراب منه تملكته ، هو أراد و بكل ما يملك إبعاد ذاك الخوف منه ! تمنى لو أنه قادر على تهدئة جسده المُرتجف لكن بأي حق أو صفة ؟ على الأغلب الصغير سيخشاه و ربما يزيد رُعبه أكثر فأكثر لذا مراقبته من موقعه الحالي أفضل ربما ؟

إلا أن أفكاره تلك قد انتفضت فجأة لينهض جسده و شعور بالرعب انتابه و هو يرى ذلك المقعد يتحرك للخلف بقوة إثر دفع بعض الأطفال الغير متعمد له أثناء لعبهم ، يمكنه الشعور برعب الطفل الجالس عليه خاصة و هو يوشك على السقوط بالمسبح الذي لم يره الصغير بسبب اغلاقه الشديد لعيناه .

و هو وجد نفسه يمد بيده ليمسك بالصغير من خصره يرفعه عن المقعد و يحمله بين يديه !

هي كانت مجرد ثوان معدودة لم يتدارك أي منهما ما حدث بها للآن ، يوجي بدأ بفتح عيناه ببطء و ازداد شحوبه عندما أدرك أن من يُمسك به هو شخص غريب بالكامل عنه لذا حاول دفعه بيداه ليتركه و قد انهمرت الدموع من عيناه .

و تاماكي تدارك حركة يدا الصغير بصعوبة فهو إن قيدهما سيزيد رُعبه أكثر فقط لذا نطق بنوع من الارتباك رغم محاولته لجعله يطمأن :" لا داعي للخوف صغيري ، أنت كنت ستسقط بالبركة هنا لو لم أُمسك بك حسناً ؟ لكنك الآن بأمان ! "

هو استمع لكلمات تاماكي بحذر و عيناه التقطت مقعده الطافي فوق المياه ، مقاومته قلت لكن دموعه لم تختفي بل أدار رأسه بالأرجاء باحثاً عن توأمه أو شخص يعرفه على الأقل ، و عندما لم يجد هو أخفض رأسه بنوع من الاستسلام مما دفع الأكبر ليجثو يضع الصغير على إحدى قدميه ، واضعاً القدم الأخرى أسفل جسده ليجبر الطفل على النظر إليه !

لم يكن يعلم ما يفعله حقاً هو فقط أراد إرسال الاطمئنان للطفل لذا نطق بابتسامة هادئة :" اسمي هو تاماكي و أنا طالب بجامعة عسكرية ! و يمكنك القول أنني أعرف والدك جيداً موافق ؟ "

و جملته الثانية جعلت يوجي يحدق به بأعين مُتفحصة ، هو لا يبدوا كشخص يود إيذائه ، ليس مُخيفاً و لا يمتلك تلك الابتسامة المرعبة التي امتلكها من قتل أمه ، لذا هو أومأ له يتشبث بقميصه بإحدى يداه و الأخرى مسحت دموعه .

و تاماكي راقبه بابتسامة لطيفة يساعده على مسح دموعه ، هو بدى له لطيفاً بشكل كبير رغم أنه بالعادة لا يجيد التعامل مع الأطفال مُطلقاً لكن لا يبدوا أن هذا الصغير شيء يصعب التعامل معه ؟

و قبل أن ينطق و لو بحرف واحد اتسعت عيناه و شهق بألم عندما اصطدم شيء ما برأسه تلاه مباشرة هتاف طفل ما :" ماذا فعلت له ؟ لما أنت جعلته يبكي أيها البغيظ ! "

عينا تاماكي حدقت بعلبة العصير التي ألقاها التوأم الأكبر عليه قبل أن يكز على أسنانه ينطق سريعاً بحنق و هو يعتدل بوقفته بينما الأصغر لازال بين يديه :" البغيظ ها ؟ أترغب أن تعلم يا عزيزي الصغير كيف قد يتصرف شخص بغيظ بالعادة لأنني مُستعد أن أعلمك "

كتف ياما يديه يبتسم بنوع من السخرية بينما يخرج لسانه له قبل ان ينطق بتحدٍ :" تفضل و دعني أرى ! و أولاً اترك أخي فوراً و إلا ... "

هو كاد أن يكمل تهديده لولا يد تاماكي التي شدت على أذنه ينطق بشر :" و إلا ماذا أيها الوقح ؟ "

العبوس طغى على المعني الذي رفض إظهار أنه تألم من إمساكه لأذنه هكذا و قبل أن يتصرف أي منهما شعر تاماكي بدموع الأصغر بين يديه و الذي أمسك بقميصه بقوة يشده عله يلفت أنظاره له ؟

هو لم يكن شخصاً سيئاً قبل قليل إذاً ربما هو غضب فقط من شقيقه و الاعتذار سيجعله يتوقف عن إيذائه ؟

تلك الحركة جعلت تاماكي يعض على شفتيه خاصة لرؤيته لتلك الدموع و الخوف الذي عاد مُجدداً لينطق بابتسامة هادئة بعد أن أخذ عدة أنفاس:" حسناً ، أنا آسف موافق ؟ لقد تركته و شأنه لأجلك لذا لا تبكي يا صغيري ، كل شيء بخير فلا تخف "

العبوس سيطر على وجه ياما الذي نطق بتجهم مقترباً من أخاه يمسك بيده :" انا بخير ! هذا الطويل لن يتمكن من إيذائي و إن رغب بهذا "

و شهقة صدرت من فم تاماكي و هو يستعد للإجابة لولا تلك اليد التي امتدت تُبعثر شعر الصغير بينما ينطق صاحبها بابتسامة هادئة :" ياما منذ متى و نحن نعامل من هو أكبر سناً هكذا ؟ بل و شخص ساعد شقيقك ألا ترى أنها قلة تهذيب ! "

و تلك الحدة و القوة التي امتلكها الصغير قبل ثوان فقط اختفت بشكل تام حيث حدق بوالده بسعادة ليحتضنه بقوة شديدة بينما الأصغر مد يديه لوالده الذي حمله بدلاً من تاماكي يُعانقه هو الآخر بقوة .

راقب تاماكي ذلك بهدوء بينما يحدق بهم قليلاً بنوع من الهدوء ، هو يفكر بِالهرب و بذات الوقت قدماه ترفض التحرك و لو لخطوة واحدة !

و إيساو أبعد بصره قليلاً عن الصغيران لينطق بخفة :" شكراً لك سيد شينيا لمُساعدته !"

قطب المعني حاجباه سريعاً بنوع من الانزعاج و هو يتحرك و أخيراً ينطق بشكل بدى للأكبر طفولياً :" لست بحاجة إلى شكرك ! لا تظن أنني فعلت هذا لأجلك أيضاً بل هو لأن الصغيران لطيفان فحسب "

هو اختتم جملته و قد ابتعد عنهم سريعاً حيث ظهر من الخلف شيندو و الذي أحضر كرسي متحرك يضع الصغير به عن والده ينطق بنبرة هادئة :" ذلك الفتى بجدية لديه مشكلة ما بالتعبير عن نفسه ! كان عليكم إرساله لطبيب نفسي "

رمقه إيساو سريعاً يعقد حاجبيه بتهديد :" إن كان على أحدهم الذهاب لطبيب نفسي فهو أنا للتأكد فقط حول لما أرافقك للآن ؟ "

  ضحكة ما صدرت من المعني بينما انخفض الأول لصغاره بابتسامة هادئة أبوية :" إذاً أين يود صغيراي تناول طعامهم اليوم ؟ "

*****
و بالعاصمة جلست على مقعدها الفاخر تضع قدماً فوق الأخرى بينما تمسك بيده القلم حيث كانت تضربه بالطاولة مراراً مُصدرة صوت هادئ قد يعتبره الكثيرون إزعاجاً إلا أنها كانت على عكسهم تراه سبباً يجعلها تركز أكثر بما تفكر به !

ملامحها كانت هادئة بينما مُقلتيها ذات اللون الأزرق حدقتا بما أمامها بشرود , تلك الفتاتين تزعجانها حقاً بل تصرفهما بالذهاب لتداشي و الشكوى تجعلها تشعر بالمزيد من الغيظ ! هي لم تفعل أي شيء بعد , ماذا كانتا لتفعلان لو أنها قامت بما هو أكثر ؟

ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتيها و هي تنطق :" بجدية أكاد أكره نفسي لأنني فتاة و أنتمي لذات الجنس معهن ! هذا فظيع من عدة نواحي ! "

و تلك الابتسامة اتسعت بينما تكمل بسخرية :" مهلاً تذكرت أنا أكره الفتيات بأي حال ! أغلبهن على الأقل , من يحتاج لفتاة لطيفة قد تبكي لأجل كسر أحد أظافرها أو بسبب إرتداء فتاة أخرى ذات الفستان بحفل ما ؟ "

وضعت رأسها على المكتب أمامها بينما تذكر أنها بآخر مرة نطقت بهذا أمام شقيقها الأكبر أراد أن يرسلها لطبيب نفسي ! هو قلق أن التنمر الذي تعرضت له بطفولتها هو السبب , حسناً هي ترى ربما أن هنالك وجهة نظر بهذا إلا أنه تجاهل أن من تنمر عليها كانوا فتيات و فتية !

أي لا تمتلك عقدة بسبب ذلك بل حياتها بالقرية هو من كون ذلك ؟ بالنهاية هي كبرت بينما تساعد بالشتاء بتقطيع الخشب , قطع مسافة طويلة ما بين المنزل و السوق لإحضار ما يحتاجه المنزل دون سيارة فارهة أو عربة ما , إعتمدت على ذاتها بكل شيء مما جعلها تدرك أن كل ما عاشته بحياتها بالمدينة مجرد هراء و حماقة .

الاهتمام بالمظاهر أمر فظيع و هو موجود بكلا المكانين قطعاً لكن لن توازي القرية مطلقاً غرور أهل المدينة تحديداً بمنطقة لا يسكنها إلا من يمتلك الملايين بحسابه , أو من يحاول الوصول لهم بشكل مثير للسخرية .

و بالنهاية هي تنهدت بتعب تعيد التحديق بالصورة أمامها , مقابلة زواج مدبرة من قبل أسرتها و أبناء أحد الأسر الثرية علهما يقبلان و تتحد الشركتين معاً , بالطبع هي لا تزال طالبة جامعية و هو كذلك لا إن قبل كلاهما ستكون مجرد خطبة حتى تخرجهما , لكن و ككل مرة هي بدأت تخطط كيف عليها جعله يرفضها ؟

ليست معترضة على الطريقة فبالنهاية هي تعلم أنها ستجبر يوماً ما على ذلك , فقط هي لا تود الإسراع بالدخول رسمياً يعالم البالغين , لاتزال راغبة بالعبث أكثر , الأمل الذي بقلبها لازال متواجداً لذا عليها تأجيل كل شيء قدر الإمكان فمن يعلم قد يتحقق حلمها الذي لا تكاد تضع رأسها على وسادتها حتى يبدأ بالتسلل لها راسماُ ابتسامة على شقتيها و سعادة غامرة بقلبها .

و مجدداً هي نفضت هذه الأفكار من عقلها قبل أن تبتسم بنوع من الشقاوة :" لنرى لدي فكرة ستجعل المسكين يبدل رأيه سريعاً حول مدى لطف الفتيات على يد كامي يوري ! "

*****

هو و أخيراً قرر الإتجاه لغرفة هيروشي لاسيما أن الساعة قد قاربت من الخامسة مساءاً ! و حقاً لو علمت الإدارة أنه بقي يتسكع هنا و هناك هرباً من مواجهة إيساو لكان الحبس الإنفرادي أقل مشاكله !

توقفت خطواته عند باب الغرفة حيث قطب حاجبيه بسبب تلك الضحكات الصادرة منها , و هنا هو أدرك أنه ربما وقع بالمشكلة و انتهى الأمر ؟ لذا فتح الباب بنوع من البطئ غير المقصود يطل برأسه فقط محدقا بالمتواجدين و ما إن فعل حتى وصوله صوت هوشي الذي نطق بضحكة :" أنظروا من لدينا هنا ! تاماكي شينيا بحد ذاته قد قرر الظهور ! ما بك لا أحد هنا سوانا و للأن لا أفكر بإرسال تقرير حول مخالفتك للأوامر مقابل أن تخبرني أين كنت منذ  الصباح ؟"

و بتلك الجملة تنهد المعني براحة ليستقر بالداخل و قد أغلق الباب متقدماً منهم حيث أنظار الجميع إتجهت إليه ليجيب بملل :" و لما علي أن أخبرك بأي شيء ؟ إذهب و أخبرهم إن رغبت سيد تداشي ! "

هو بعدها حدق بذلك الجالس على الفراش لينحتي :" إسمي هو تاماكي شينيا , كان يفترض أن أكون مرافقاً لك اليوم لكن و بسبب تواجد ذلك المحقق البغيظ لم أقترب أعتذر لهذا "

و هيروشي رمش عدة مرات بحيرة فإيساو بدى له أبعد ما يكون عن تلك الصفة التي أطلقها عليه تواً رغم هذا هو ابتسم له بخفة :" لا داعي للقلق سيد شينيا , ليس بالأمر الكبير حقاً "

و ناوكي تقدم يحيط تاماكي بذارعه يهتف :" إذاً قلت أنك هربت من المحقق ؟ يوماً ما قد تجد إسمك بجوار إسمه بمهمة ما فماذا ستفعل ؟ هل ستقوم بتركه وحده ؟ "

و تاماكي أجابه سريعاً :" و من قال أنني سأبقى بمسلك القانون هذا ! لن أعمل معه قطعاً "

و تلك العبارة جعلت أنظار الجميع تتجه له بدهشة بينما هوشي بحيرة ! لم يخبره تاماكي يوماً حول لما هو يود الإنضمام للجيش , هو أيضاً لم يجب على أسئلته تلك عندما سأله من سيرث الشركة إذاَ ؟ و هذا دفعه للابتسام بشر ينطق :" إذاً رفيق طفولتي يخفي الأسرار عني ! يا له من أمر مذهل لفعله أهلاً بعودتك للقائمة يا عزيزي "

عبس تاما قليلاً و هو يهمس بأذن هوشي :" أخبرني عن سر موافقتك لتلك الخطبة و بقائك معها و أنا سأخبرك بالمقابل بما افكر به ما رأيك ؟ "

أبعده هوشي عنه يبتسم بمكر :" يا رفاق هو مصمم على البقاء بالقائمة لا شأن لي ! ساتومي أنتي مُستعدة لهذا ؟ "

و المعنية ادت التحية العسكرية تنطق سريعاً بلا ذرة تردد واحدة :" تحت أمرك سيدي و كلما كان المستوى أعلى كان المرح أشد "

ضحكة ما انبثقت من ناوكي و هو يضع يده على كتف تاماكي :" هل رأيت لما كان عليك أن لا تزعج ساتو عزيزي ؟! "

هو كاد أن يجيبه عندما نهضت سايا تنطق بنوع من الخفة و شيء من العِتاب :" أنتم هنا بالمشفى ! و بغرفة شخص مريض أيضاً لا يسمح لنا حقاً بإصدار الضجيج يا رفاق "

و الجميع التفت لها سريعاً ، هي يمكنها أن تتخلى عن خجلها و توترها بلحظات كهذه دائماً ، مُنذ أول يوم لها هنا هي قالت أنها ترغب بأن تكون ممرضة لكن و لعدة أسباب رفضت أن تُفصح عنها وجدت نفسها بهذه الجامعة إلا أنها رفضت التخلي عما ترغب به !

حتى أنها قررت بأنه بعد تخرجها ستتجه لكلية التمريض و بهذا قد تعمل كممرضة بالجيش ، بل حتى قد تذهب لبلدان أخرى بتلك المشفيات المتنقلة بحالات الطوارئ رغم خطورتها .

هي كانت أول مرة تتحدث بها عن أحلامها و لوهلة تمكن الجميع من رؤية شخصية لطيفة و لكنها تمتلك قوة من نوع ما حيث ما استسلمت بل فكرت بالانضمام لأماكن لا أحد يقبل خوضها بسبب خطورتها بابتسامة فقط لأنها قد تنقذ أحداً يوماً ما .

و التفكير بهذا جعل هوشي يشرد بأفكاره لعدة دقائق قبل أن يرمش فور ملاحظته أن الجميع قد أحتفظ بصمته حقاً ليضحك بهدوء بينما كان أول من كسر الصمت هو هيروشي الذي نطق :" شكراً لك يا آنسة ! لكنني بخير "

و هي نظرت له سريعاً تجيبه بنوع من الهدوء الذي كان ليكون خجلاً لو أنها هنا تتحدث عن أمر آخر إلا الصحة ربما :" لا بالطبع ! تلك الرصاصة ليست مزحة و أنت عليك أن ترتاح ، ثم أساساً يفترض بزيارتنا لك أن تكون لتتعرف علينا لا لنبقى لوقت طويل "

هو ابتسم لها بنوع من الامتنان يومأ إيجاباً قبل أن يحول بصره لرفيقه الصامت منذ قدومهم ، هو لم ينطق و لو بحرف واحد حتى أن ملامحه مرهقة نوعاً ما و هذا يقلقه لكن لا يمكنه دفعه للحديث بتواجد الجميع فهو أكثر من يعلم أنه سيتجاهله أيضاً على الأغلب .

و هوشي ابتسم بينما ينطق فور ملاحظته لذلك :" إذاً سايا مُحقة نحن تأخرنا بالفعل ! راي أنت عليك إجراء بعض الفحوصات للتأكد من صحتك أولاً و إنشاء ملف صحي لك ثانياً لذا قد تبقى الليلة هنا لكن لا تنسى التدريبات بالمعسكر تبدأ عند الخامسة فجراً و أنت عليك حضورها "

و كما توقع لم يُعطه المعني سوى نظرة ما هادئة بدى بها واضحاً أن لا شيء يعجبه حقاً بل لا رغبة لديه و حسناً هو يعلم أنه لم يتأقلم على شيء !.

لذا غادر بهدوء و قد منع أي من رفاقه الحديث أو الاعتراض حيث قرر العودة للمُخيم هو و البقية .

و بجهة أخرى أدار هيروشي بصره لرفيقه الجالس بجواره يضع يده على رأسه بينما ينطق بهدوء :" راي ما الأمر ؟ "

و المعني شد على يديه بقوة قبل أن يضع رأسه على الفراش بجوار رفيقه هنالك الكثير مما يؤلمه و يزعجه فكيف يفترض أن يبدأ بالإجابة ؟!

لا شيء يساعده على التأقلم بذلك المكان ببساطة ؟! نظرات الطلاب بل و حتى المعلمين الجائعة لإذلاله ، أم عليه الحديث عن جسده الضعيف ؟ كم عام أمضاه حبيساً لشقة ما ؟ دون أن يتحرك إلا من غرفة لأخرى ؟

لا يمتلك أي لياقة جسدية بسبب ذلك هذا إن تجاهل كونه هزيل أساساً فهو بالكاد كان يتناول القليل بسبب إصرار هيرو ، و الآن هو يدفع ثمن هذا حيث لا يمكنه أن يجاري أي أحد بالمعسكر مهما تدرب وحده .

أجل ربما لم يمضي على تواجده سوى يومين لكن هو يشعر بالعجز فقط !

أفكاره تم قطعها فور شعوره بيد رفيقه توضع على رأسه مجددا بينما نطق صاحبها محاولاً تبديد تلك الغيمة :" راي ، أتذكر عندما استيقظت ؟ أنت قلت لي أن هنالك بديل لنا عن دخول السجن لكنه صعب أيضاً ، أياً كان ما تتعرض له من ضغوط كان من الممكن أن تكون أسوء ، ثم أنت ذكي بحق ! ستجد طريقتك الخاصة بالتأقلم ، ستفعل أنا أثق بهذا "

و المعني عض على شفتيه فلن يقبل بانهمار دموعه هذا كافٍ بجدية لها ، رغم ذلك هو نطق بنبرة مُستاءة أقرب للضعف :" لكن الذكاء ليس كل شيء ! هيرو أنا فقط لا أستطيع مواجهة أحد ، لم أكن يوماً ما أساساً شخص اجتماعي بل ربما كنت بالكاد أغادر قوقعتي الخاصة عندما وجدت نفسي بالعصابة لأعود لما كنت عليه بل بشكل أكثر سوءاً ، لا أستطيع التعامل معهم ، أنا فقط لا يمكنني لكن بالطبع لن يهتم أحد هناك أنت لم ترى نظراتهم حتى عندما أفشل "

تنفس الأكبر بعمق و هو يجبر الأصغر على رفع رأسه ليتحدث بنوع من الطمأنينة :" لكنك ستتعلم ! أنظر أنا لم أقل لك أن هذا سيكون خلال يومان ، فأنت قد تحتاج لشهر أو أكثر و للمساعدة و التي سأقدمها لك فور إنضمامي لك بالخارج و قد سمعت أنني بعد يومين سأخرج ، و أنت قطعاً يمكنك الصمود ليومين وحدك صحيح ؟ "

و معلومة كتلك جعلته يبتسم بنوع من الهدوء و الاطمئنان ، مغادرته تعني أن الخطر زال تماماً و هذا يسعده حقاً و أيضاً هو سيكون دعم معنوي مذهل هناك بل قد يوقفه عن ارتكاب الحماقات إن فكر بها .

رؤية تلك الابتسامة جعلت هيرو يرسم واحدة مثلها بينما ينطق بمرح :" ثم قائد الفريق شخص جيد فأنا أظن أنني قابلته بالماضي ! "

و تلك الجملة أجبرت راي على رفع بصره له بحيرة و شيء من الاستنكار يعرفه ؟ لكن كيف و أين ؟

و هيرو فقط وضع يده على شفتيه يضحك :" سأخبرك بذلك لاحقاً بأي حال لكن لم أكن قد انضممت للعصابة وقتها ، حسناً للحق لقائه هو و توأمه بذلك الجبل سرع عملية إمساكهم بي "

و الأصغر أعاد رأسه للفراش حيث كتف يداه يضع وجهه عليهما ينطق بصوت مكتوم :" توأمه ؟! و قلت أنه أسرع بعملية الامساك بك إذاً لما تراه جيداً ؟ "

هيروشي أسند ظهره للخلف يغمض عيناه عله يوقف تسلل تلك الذكرى لعقله :" ببساطة لأنه لم يكن ذنب أي منهما ! و أنظر انا حقاً لا أريد الحديث عن ذلك بالوقت الراهن موافق ؟ يوماً ما قطعاً سأخبرك بكل شيء "

أومأ راي له دون رفع رأسه حتى ليغلق ذاك الموضوع الذي جعل الأجواء ثقيلة بنفس كل منهما و بأسباب مختلفة تماماً ، حيث حتى راي كاد ينسى سبب كل ذلك الاكتئاب الذي كان به !.

****
خُصلات شعرها ذات لون البُن إنسابت بشكل لطيف حول وجهها بينما كانت تجلس على فراشها ترتدي ثياب للنوم وردية اللون رُسم عليها بعض الورود الصغيرة و أمامها تناثرت العديد من الدفاتر المُخصصة للرسم و التلوين مع ابتسامة لطيفة تنبثق من عيناها الزرقاوتين .

هي كانت غارقة تماماً بما تفعله ! كل تركيزها قامت بصبه على ما تقوم برسمه الآن ، هي لطالما عشقت ذلك ، الرسم و التلوين و منها قررت أنها إما ستغدو مصممة أزياء أو مصممة ديكور داخلي !

لكن موضوع رسمها اليوم كانت صورة من ذاكرتها بعيدة كل البُعد عن حلمها ذاك ، تلك الرسمة لم تكن خربشات طفولية حقاً فهي تعلمت على يد أفضل المعلمين و لازالت !.

و إحدى الواجبات الموجهة كانت أن ترسم مقطع من ذاكرتها يشترط به تواجد أشخاص ، و هي تقلصت ابتسامتها فور أن انتهت .

هي صورة لا يفترض أن تسمح لأحد برؤيتها ليس أمها على الأغلب ، هناك حيث انعكست على الورقة صورة لمرأة تحمل بيدها طفلة صغيرة تمد يداها لمن أمامها حيث وقف شاب هو الوحيد الذي بانت ملامحه !

هو كان يبتسم بلطف و عيناه احتوت على الكثير من الدفء و الحنان بينما يده وضعت على خُصلات شعر تلك الطفلة ، و إيزومي حقاً تعترف أنها لم ترسم يوماً شيء أكثر إتقاناً من وجهه و تفاصيله .

تلك الصورة قد تكون كل ما تبقى لها من ذكريات معه ، بل توثق آخر ذكرى له هنا ، تدرك أنها يوماً ما امتلكت أخ مذهل آخر شديد الدفء !

لكن أيمكنها الحديث عنه أو حتى السؤال ؟ و لمن قد تفعل ؟  والدتها التي ستبكي فوراً ؟ أم شقيقها الذي قد يمرض مجدداً بسبب ذلك ؟ و والدها فقط أكثر إرهاقاً من أن تحدثه بموضوع كهذا و إن كان جزء منها يدرك أنه سيجيب على أسئلتها عنه .

بالنهاية هي نهضت و قد بدأت بترتيب الفوضى و أول ما أخفته كانت لوحتها تلك .!

*****

يوم جديد بدأ حاملاً بين طياته مغامرات جديدة للبعض و روتين قاتل متكرر للآخر ! الأمل لجزء آخر و مآساة ما لآخرين ، تماماً كما يفترض بعجلة الحياة أن تكون ! .

لم تكن الغيوم تنذر على تساقط الأمطار و إن احتفظ الجو ببرودته بالعاصمة ، و هذا ما جعل العديد من الأسر تخرج للتنزه لاسيما أنه يوم عطلة .

و من بين الجموع هي كانت تسير بكل وقار ، يفترض أن توصلها سيارة ما للمكان المناسب حيث ستلتقي من اختارته أسرتها لأجلها !

جدياً هي تشفق عليه لذا ربما سترى إن كان شخص عاقل و لطيف سيفهم وحده كيف ينسحب أو ستُجبره ببساطة .

توقفت خطواتها أمام ذلك المطعم لأصحاب الطبقة العُليا فأشخاص من الطبقة المتوسطة قد ينهي راتب شهر كامل إن أراد تناول الطعام به !.

و بجدية ليست هي من مُحبي هذه الأماكن لكن عليها الغوص مع طبقتها فقط ، لذا عادت للسير للداخل بينما كانت ترتدي فستان باللون الأزرق يصل لما بعد ركبتيها بقليل مع حزام فضي لامع بِالمنتصف ، مجوهراتها رغم نعومتها إلا أنها كانت باهضة بالفعل .

خُصلات شعرها ذات لون البُنفسج رفعت قليلاً للأعلى بينما انسدلت خصلة بشكل ناعم على جانب وجهها ، بيدها حقيبة فضية اللون ، و صوت كعبها عاد يطرق بالأرض ، و مجدداً هي تتسائل حول لما للآن تستمع لكلام وصيفتها ؟!

حقاً أهي مقابلة أم أنها ذاهبة للزواج منه ؟! تنهدت بملل قبل أن تقرر و أخيراً أن تبعد ملامحها هذه عن وجهها تنطق بنبرة هادئة مع ابتسامة لطيفة للنادل الذي استقبلها :" لدي حجز هنا باسم اسرة لوثر ! "

انحنى المعني لها بخفة قبل أن ينطق بنوع من الاحترام و هو يسير أمامها :" بالطبع تفضلي معي سيدتي ! وريث أسرة لوثر وصل بالفعل قبلك بعدة دقائق "

و هي بداخلها علقت :" قبل دقائق فقط ! ماذا كان ليحدث لو لم أتأخر لأجل الحديث مع أخي أولاً ؟ كنت بجدية لأترك الموعد بحجة أنه تأخر على فتاة وحدها "

و رغم أنها ما نطقت بهذا الا ان ابتسامتها اصبحت ساخرة فهي يمكنها أن تتحول لفتاة مدللة أيضاً متى ما رغبت إن كان هذا يعني أنها ستصل لهدفها لاحقاً .

بالنهاية توقفت خطواتها أمام طاولة موجودة بالشرفة بالطابق الأول تطل على حديقة لطيفة حقاً و التي كانت مليئة بأزهار الشتاء ، هي انحنت بخفة لشريكها بهذه المقابلة كما فعل هو !

قبل أن ينطق بنوع من الخفة :" إذاً لابد أنك الآنسة يوري كامي ! اسمي رغم إدراكي أنك تعرفينه جيداً هو لوثر ليكس "

أعطاها خلال حديثه اشارة لتجلس ! و هي نفذت بينما اتسعت ابتسامتها و التي ما أدرك من هو أمامها أنها فقط تحذير أولي له .

و فور جلوسه هو الآخر أردف بينما يضع إحدى قدميه على الأخرى يظهر ساعة يده الثمينة ذات الماركة المشهورة :" آنسة يوري أظنك تعلمين أنني نصف ياباني لأن أمي فرنسية الأصل ! و بأي حال تدركين تماماً أن أسرة لوثير تكاد تصل لذات الثروة التي تمتلكها أسرة تداشي بعد أن تغلبنا على إيرادات شينيا من قبلهم بفعل مشروعنا الجديد بفرنسا ! "

و المعنية حدقت به بنوع من الحيرة فلما يخبرها بهذا حتى ؟ أهي بلقاء صحفي معه ؟ و هو بالمقابل ضحك ليكمل بينما يُعيد خُصلات شعره ذات اللون الفضي للخلف :" أعلم أنك تتسائلين حول لما أخبرك بهذا لكن ببساطة أنا اوضح لك كم أنتي محظوظة حقاً بتواجدك هنا ! "

و هي فتحت فمها قليلاً قبل أن تهمس بنوع من الشر :" إنتهى الأمر ! اي نوع من المختلين هو هذا ؟ " 

قطب ليكس حاجبيه و هو يميل برأسه ينطق :" هل قلتي شيئاً ؟ "

ابتسامة خافتة ارتسمت على شفتيها و هي تجيبه سريعاً :" لا مطلقاً ، إذاً أعلم أن السيد و السيدة لوثر يديران الشركة و أفرعها معاً و هذا لطيف حقاً ! هل تقوم بالذهاب لمساعدتهم أم ماذا تفعل او كيف تقضي وقتك ؟ "

هو أجابها بينما ينطق بعد أن ضحك قليلاً :" هما يعملان معاً ما حاجتهما لي ؟ ثم أنا شاب ببداية حياتي الجامعية ! أقضي وقتي بالسفر مع الرفاق أو الدراسة أو قضاء الوقت معا فقط بأماكن مختلفة "

و هي علقت بنوع من السخرية غير الملحوظة :" كالنوادي الليلة ؟ "

آمال برأسه بينما نطق سريعاً بابتسامة :" هي مكان للترفيه عن النفس ! نذهب للشرب و الرقص ثم العودة للمنزل ببساطة و كما تعلمين بعض تلك الأماكن راقية ! لا تخبريني انك لم تزوري إحداها من قبل ؟ "

و هي حدقت به بحاجب مرفوع ليردف :" مُستحيل ! سآخذك لواحد لاحقاً "

و المعنية بعثرت بصرها بالأرجاء ، حسنا رغم أنه يستفزها بشكل تام إلا أنه صادق حقاً و تدرك ربما و بشكل غير مباشر أنه شخص به بذرة خير لكنها صغيرة تقريباً مع كل هذا التعالي بشخصيته !

و بالطبع هو لا شيء مقارنة بأسرته ، لذا الصمت حل لاسيما عندما وضع الطعام أمامهم لينطق سريعاً فور ملاحظته لدهشتها :" لقد اخترت الأصناف بنفسي قبل وصولك لذا يمكنك شكري لاحقاً ! "

و هي رسمت ملامح على وجهها و كأنها تقول ' بجدية أأنا كنت أفكر تواً بإلغاء مفاجئتي لأجله ؟ يالها من حماقة ! "

لذا هي ببساطة بدأت بتناول الطعام بعد أن أنهت كتابة رسالة ما بهاتفها ، و كالعادة إحدى طقوس الأثرياء يمنع الحديث على المائدة لذا الصمت فقط حلق بالأرجاء .

****
ضحكة صاخبة نوعاً ما صدرت من بين شفتيها تنطق بمرح :" حقاً نامي ؟ ابن أسرة أوشيدا ؟ هي أسرة من المستوى الثالث ثم ليس وريثها الأول بل الثاني ! "

و المعنية حدقت بها من طرف عينها حيث كانت كلاهما تسيران قرب الشاطئ بينما أيديهما متشابكة لتنطق الصغرى بخفة :" حسناً أجل ! انظري هو شاب لطيف و ينوي أن يؤسس عمل خاص به كما أنني أثق أنه إن اتصلت عليه يوماً فهو سيجيب ! "

و الأخرى وصلتها رسالة شقيقتها تماماً لتجيب سريعاً :" ألن تتوقفي عن الاعتراض ؟ تعلمين أنني لا أهتم بكل هذا ! أريد ببساطة فقط أن أعيش بسعادة دون القلق من الغد "

تنفست نامي بعمق قبل أن تمسك بيد شقيقتها الأخرى و تقف أمامها لا بجوارها :" نانامي ، أنا أعلم أننا مررنا بفترة فظيعة بالسابق أعني حتى أنا فكرت أنه علي الالتصاق بأكثر وريث ثري يتقدم لي لكن ... "

هي صمتت ليظهر شيء من القلق بعيناها :" أنتي و هوشي كل منكما يعيش بعالم آخر ! و هو يريد أن يصبح محقق أي سيتخلى عن شركة والده ، و يوماً ما سيجد فتاة يحبها حقاً و ينتهي المطاف بك تبكين بمنزلنا القديم و بالطبع سأكون برفقتك لكن لما تصلين لهذا !؟ "

عقدت الصغرى حاجبيها قليلاً تنطق بضيق :" و هل الأمر لعبة ما ؟ لا يمكنه حقاً فقط التخلي عني لأنه وجد فتاة ما هذا ..."

قاطعتها الكبرى بنوع من الحدة :" هذا لا شيء ! لا تنسي أننا لسنا أسرة ثرية حقاً من سيقف ضده ؟ ثم أنتي بحد ذاتك قد تقعين بحب أحدهم و تذهبين معه ببساطة لأنك مجنونة حسناً ؟ أعدك هذه آخر مرة سأتدخل انا بها لكن على الأقل حاولي التقرب منه و إن فشل ذلك فقط أعيدي التفكير بقرارك لا تتهوري انظري لأي حد يمكنك الاقتراب منه ثم فكري هل أنا يمكنني عيش حياتي هكذا للأبد معه ؟ "

و هي حدقت بشقيقتها قليلاً قبل أن تنطق بخفة تستبدل الموضوع :" فهمت ، و الآن كيف ستخبرين أبي ؟ "

آمالت برأسها و هي تعود للوقوف بجوارها تكملان السير :" لن اخبره الآن بالطبع ! رأيي عن الفتى مجرد ثانوي ، و أخبرتك فقط لأنك شقيقتي التوأم لكن ليس أمام الجميع "

****
تلك الوجبة الصامتة انتهت ليُغادر كلاهما المطعم حيث وقفت سيارة ليموزين فارهة بانتظارهما لينطق هو :" بالطبع أسرة يوري تمتلك المال لشراء مثلها صحيح ؟ لكنني رغبت بالقدوم بها اليوم فهي المُفضلة لدي ! "

ابتسمت بخفة بينما تنطق بلطف :" أجل محق هي مذهلة و مريحة ! فقط أنظر لقد أرسل لي أحد الخدم رسالة أن حيواني الأليف يشعر بالاضطراب لذا سيحضره الآن لذا هل تمانع لو سمحت له بإحضاره الان إلى هنا ؟ "

آمال رأسه بحيرة قبل أن يتحدث بهدوء :" أجل لا مشكلة بالطبع ! أعتقد "

و هي أعطته تلك الابتسامة اللطيفة مجدداً تحدق بالأرجاء حتى وصل أحد الخدم و بيده قفص لا يظهر ما خلفه كخاصة القطط الصغيرة عند أخذها للطبيب البيطري تقريباً .

هي شكرت الخادم الذي انحنى لها ثم صعدت بالسيارة مقابلة لليكس تنطق بضحكة ما :" آسفة حقاً إن رأيت أنه تصرف وقح مني ! لكن تعلم أنني عشت بالقرية لفترة ؟ لم أكن بوقتها مُعتادة على أي شيء هناك حتى وجدته ! هو بات صديق دربي منذ ذلك اليوم "

و المعني أومأ إيجاباً بينما ينطق بنبرة هادئة و قد تنفس بعمق محاولا اظهار تفهمه فهو بجدية اعترض على هذه الفتاة لتذكره ذلك الوقت بالمدرسة الابتدائية هو تواجد لكنه ببساطة لم يتدخل لأنه ليس بطلاً !

لكن بعد رؤيتها هي باتت جميلة حقاً و تبدوا الآن ملائمة لتقف بجواره رغم أن شيء بداخله يخبره أنه فظيع بسبب هذه الأفكار !.

لذا و لإبعاد أفكاره قبل تدخل ضميره حتى هو حاول رؤية ما بداخل ذلك القفص لاسيما عندما لم يستمع لأي مواء ، هو ظن أنها قطة لطيفة ربما ؟

لكن هذا تبدل إذاً ربما أرنب ؟ نوع نادر من الهامستر ؟ فبأي حال ماذا يمكن أن يطرأ بعقله غير ذلك ؟

و هي لاحظت نظراته تلك لتبتسم و كأنها حازت على ما تريده حقاً تنطق بهدوء :" ترغب برؤيته عن قرب ؟ "

و هو أومأ بلا اهتمام فعلي يمد يده لأخذ القفص ليحدق من خلاله ، و هي ما كانت سوى عدة ثوان حتى شهق برعب بينما يرى تلك الأعين التي تحدق به و ذلك اللسان الرفيع الذي تخرجه كل ثانية مع صوتها الذي يشبه الحفيف و فقط هي كانت ضخمة حيث التفت حول نفسها و على ما يبدوا اعتبرت شهقته تلك اعلان حرب لانها بدأت تضرب القفص برأسها مما دفعه ليلقيه أرضاً !

هو رفع قدميه لمقعده بينما هتف بفزع :" هل أنتي مجنونة هي واحدة من أخطر الأفاعي بالعالم ! فقط كيف تبقينها قربك ؟ أخرجيها حالاً من هنا الآن "

بالطبع السائق أوقف سيارته على جانب الطريق بينما أظهرت كامي الغضب بعيناها الزرقاء الداكنة :" أنا المجنونة أم أنت ؟ كيف لك فعل هذا به ؟ و أنا هي التي شرحت لك أنه أنقذني من الوحدة ! على أبي حقاً أن يغير معايير إختياره للرجال ! "

أجابها ليكس بحدة :" بجدية  !؟ أنا علي أن أطلب منهم البحث لي عن فتاة ! "

قلبت كامي عيناها بسخرية و هي تمسك بالقفص :" مضحك للغاية سيد لوثر جبان ! هذا ما كان ينقص يومي بالفعل "

بالنهاية هي غادرت السيارة التي انطلقت مُسرعة و ما إن ابتعدت عن مرآى بصرها حتى بدأت بالضحك و هي ترفع القفص تحدق بما به :" شكراً لتمثيلك معي أننا أصدقاء و الآن دعينا نعيدك لمحل الحيوانات عزيزتي "

و بهذا هي سارت و مزاجها كان قد تحسن بشكل ملحوظ بما أن الرفض لن يكون من جهتها بل منه هو ! ، و على الأغلب لن يذكر شيء عن الأفعى لئلا يبدوا جبان أحمق لذا كل شيء سار بسلام تام بفضل خطتها هذه ، و الأخرق لم يعلم أنه تم نزع مصدر السم من هذه الأفعى أي هي غير مؤذية البتة ، ان تجاهلت قطعاً مظهرها المخيف !

لكن هذا إنجاز آخر عليها أن تفخر به فرغم أنها ارتعبت أولا إلا أنها كتمت ذلك الخوف و بشكل كامل لذا ستذهب لتناول الحلوى المفضلة لها كمكافأة !.

*****
جالس كما هي عادته أمام البحيرة يحدق بها بينما جسده ينبض بألم !

يشعر أن عظامه محطمة بالكامل بسبب تلك التدريبات و فوق ذلك كله هو حاز على عقاب ما لأنه عجز عن أداء التمرين بالوقت المناسب !.

أغلق عيناه قليلاً مفكرا بأنه لا مجال للنجاح حقاً به ، هو لنصف ساعة و يفترض بهم تجاوز عدة عقبات ابتداءاً من الركض رغم العوائق على الأرض ثم أن يحبو بالطين و فوقه تلك الحبال التي تجعل الأمر أسوء ، ثم تسلق حبل آخر و القفز للطرف الاخر حيث يوجد تمرين هو لم يصل له !

لما ؟ لأنه ببساطة سقط عدة مرات ، هو لم يفهم كيف لهم التسلق هكذا بينما و بسبب ذلك الطين هو كان ينزلق !

أخفض رأسه بينما يضعه بين يديه فهو وعد هيروشي بالصمود لكنه حقاً لا يعلم ما عليه فعله ! جسده مخدر بالكامل و لا أحد يبالي بهذا هو أشبه بطفل يتعلم السير حديثاً لكنهم يطالبونه بالركض فجأة دون تعثر أو سيعاقب .

و عقابه هنا كان الركض حول المنطقة بالمعسكر مرتين ! و كأن صوت ضحكات البقية عندما كان يسقط لم تكفه فهو رآى و سمع سخريتهم لأنه آخر من انتهى من تلك العقوبة ، بما فيهم الأساتذة !..

أول ما يسمعه منهم هو عبارة ما مثل ' و تسمي نفسك فرداً من تلك العصابة ؟ '

من قال أنه يتفاخر بهذا أساساً ؟ كل ما يجعله يصمد هو خروج رفيقه غداً لأن لياقته مذهلة يمكنه أن يعلمه بهدوء ؟ هو تلميذ جيد فقط لا أحد يمكنه النجاح من ثلاثة أيام صحيح ؟

تنهد بتعب تام و هو يحاول النهوض بصعوبة إلا أنه ما كاد أن يفعل هذا حتى شهق تزامناً مع تلك الركلة التي وجهت لقدميه حيث سقط مجدداً يحدق بالخلف بنوع من الحدة !

و الذي ركله تقدم يبتسم بسخرية بينما ينطق :" ماذا أيها الفأر ؟ نظراتك و ضعفك لا يتوافقان جيداً فأنت عليك أن تظهر الخوف ! "

و المعني شد على يده بقوة دون إجابة ، هو توقع هذا بالنهاية ، محاولات التنمر هذه أمر كان يدرك أنه سيتعرض له لكن ليس و هو عاجز عن الرد كالآن ، جسده محطم أساساً و ليس بحاجة للمزيد حقاً لكن من أمامه يرون أنها فرصة مذهلة !

و هذا الصمت أزعج الثلاثة الواقفين أمامه حيث تقدم الثاني يمسك به من خُصلاته الأمامية ينطق بحدة :" ألم تسمع ما قاله !؟ لكن أتعلم لا يهم فأنت سواء توسلت لنا أم لا ستكون النتيجة واحدة أيها الحثالة ! نحن نجتهد بالدراسة و نبتعد عن عادات الشباب الطائش فقط ليتم قبولنا بجامعة كهذه و أنت كل ما فعلته هو ارتكاب عدة جرائم ثم بدل السجن أتيت إلى هنا ! "

هو أنهى عبارته ليقوم بركله بمعدته بقوة حيث شهق الأصغر بينهم بقوة و كأن الهواء نفذ برئتيه بينما يحني جسده للأمام يغمض عيناه بقوة و يعض على شفتيه ، لا قوة لديه للقتال و لا حتى للحديث !

جسدياً و نفسياً هو فقط عاجز لذا ما تمكن من مقاومة تلك الضربات التي بدأت تنهال عليه منهم بل ربما جزء بداخله تمنى أن يقتلوه أيضاً عن طريق الخطأ أو العمد لا يهمه حقاً .

هو رفض إصدار أي صوت يدل على ألمه بل و بطريقة ما حافظ على دموعه بمقلتيه ، متوعداً أنه سو...

و ما قاطع أفكاره سوى ذلك الصوت الذي هدر به صاحبه بغضب تام :" ماذا تظنون أنكم تفعلون يا هؤلاء !؟ "

هو بعدها تقدم يمسك بأحدهم من يده بقوة كبيرة يهتف مجدداً :" أظنني قلت مرة أن الاقتراب من أعضاء فريقي يعني أنك و بشكل مباشر تتحداني أنا ! "

هو اختتم جملته يشد على يد ذاك المتنمر بشكل أكبر و الذي نطق بحدة :" هو مجرد مجرم لا مكان له بيننا ! عليه أن يدرك هذا تماماً "

هوشي ابتسم بشر ينطق :" حقاً ؟ "

و فور نطقه بها هو أفلته يلقي به على الآخر حيث هجم كلاهما لتحرير رفيقهم لذا هو أرسله لأحدهما بقوة أدت لسقوطهما ثم انخفض يتجنب ضربة الآخر و يركله على ركبتيه قبل أن يجره بجوار رفيقاه بلحظة ظهور بقية فريقه حيث شهق تاماكي و هو يرى ذلك البريق العدواني بمقلتي هوشي و الذي وضع قدمه فوق صدر أحدهم :" و الآن أخبر كل من ترى أنه قد يكرر حركتك الغبية هذه أن نهايتهم ستكون مذهلة بشكل لا يمكن لعقولكم هذه استيعابه و الجلد الذي تعرض له من اعتدى على شو سيكون لا شيء أمام ما سأفعله "

تاماكي ركض يبعد رفيقه عنهم بينما ناوكي و سايا تقدما لمساعدة راي للنهوض و الأخير قبل بتلك المساعدة فقط ليمسك بطرف معطف قائده ينطق :" توقف الآن ! لم أطلب مساعدتك بأي حال "

و هذا جعل هوشي يستدير سريعاً مُحدقاً به و هذا جعل الثلاثة يهربون و فور حدوث ذلك راي أبعد نفسه عنهم ليلتف و يغادر !

إلا أن هوشي أمسك معصمه ينطق باستياء بينما عيناه ما هدأت :" أنظر لكل تلك الجروح أنت ستأتي معي فوراً لغرفة التمريض "

أغمض المعني عيناه بألم قبل أن ينفض يده عنه ينطق ببرود :" لا أريد ، أخبرتك من الأفضل لك أن لا تتدخل بما لا يعنيك "

شد هوشي على يده هو الآخر ليمسك به من ياقة قميصه يقربه إليه :" أعطني سبباً واحداً يمنعني من إجبارك و الآن على الذهاب فأنا هو قائد هذه الفرقة و أنت يفترض بك الاستماع للأوا..."

تلك النظرة التي قابلته جعلته يصمت تماماً ، فمن أمامه حدق به بنوع من الضعف قبل أن ينطق بنبرة ساكنة تماماً :" لأنك إن فعلتها الآن و أجبرتني على طاعتك بوقت ضعفي فأنا أقسم لك أنني سأبعدك و لو بالقوة لاحقاً أتفهم ؟ "

و لسبب جهله هو تركه و التف بجسده معطيا اياه ظهره و بهذا أكمل راي خطواته البطيئة باتجاه خيمته حيث و فور وصوله اتجه إلى إحدى الزوايا يجلس بها محدقاً بما تحتويه بشرود تام و دموعه كانت تسير بلا أي مقاومة و لا حتى صوت ! ...

هو فقط يحاول إدراك سبب واحد يجعله يحافظ على حياته ، أولئك الحمقى محقين تماماً ، هو فقط مجرم ، لن يكون له مكان آخر مهما حدث إذاً لما القتال ؟

هذا إن كان يستمر بتجاهل فكرة أن العصابة لن تتركهما وحدهما مهما حدث !

كل شيء محطم حقاً ، عالمه محطم و لا يعلم أيفترض به التفاؤل و ابعاد كل هذا اليأس أم أنه سيُحلق للأعلى ثم فجأة يسقط بشكل مؤلم ؟

و عند البحيرة قطب تاماكي حاجباه دون أن ينطق فغضب رفيقه غير مبرر ! أجل كون راي بفريقهم يعني أنهم سيقدمون له الحماية لكن عيناه بتلك اللحظة حملت عاصفة و ليس غضب للدفاع فقط !

ناوكي نطق أولا موجهاً حديثه للقائد :" على أحد تضميد جراحه ! تعلم أنه بفترة تدريب ، نحن طلاب بعامنا الثاني هو لازال جديداً على هذه الأجواء ! أتذكرون عندما كنا بالعام الأول كانت التدريبات هذه منفصلة و فقط كنا نأخذ يوم راحة بأول شهر بكل أسبوع لأنهم قالوا أن أجسادنا لن تعتاد بسهولة على كل هذا دفعة واحدة "

ساتومي أكملت عنه :" و هم قطعاً لن يهمهم معرفة إن كانت لياقته جيدة أم لا فبالنهاية هم يرونه تماماً كالمتنمرين قبل قليل ، دمية جديدة "

تاماكي تقدم أيضاً يقف بجواره و هو ينطق :" و أياً كان الأمر لا يمكنك الاندفاع بتلك الطريقة هوشي "

و المعني التف يبعثر شعره بينما أخذ عدة أنفاس عميقة قبل أن ينطق :" انا آسف لكن تاما جدتي نقلت للمشفى ، أنا فقط غاضب أساساً ثم رأيت ذلك لذا لم أتمالك أعصابي موافق ؟ بأي حال أظن عودوا للمساعدة بالغداء و سأحاول الحديث مع راي مرة أخيرة "

هو أنهى عبارته ليسير بالفعل باتجاه الخيمة التي تواجد بها العضو الجديد متسائلاً أسيقبل يد العون منه أم أنه سيبقى منغلقاً هكذا للأبد ؟!

~ نهاية الفصل ~

أي توقعات للقادم ؟!

بالنسبة لمن يسأل عن يوشي فحقا لا تتوقعوا مني أي اجابة ! عليكم بالصبر أو فقط التوقع حتى تظهر الحقيقة ! ...

و كالعادة اعتذر على التأخير ...

Continue Reading

You'll Also Like

MIDNIGHT By ✨

Mystery / Thriller

478K 20.3K 28
[ S E X U A L C O N T E N T ] هـو الـذي بـنـظـرة مـنـهُ يـخـلـع مـنـي عـقـلـي و يـلـبـسـنـي شـفـتـيـه ، هـو الـذي يـعـرف كـيـف يـلامـس انـوثـتـي بـ...
992K 35.9K 49
تقدمت عليه واني احس الخوف والرعب احتل كل جسدي وقلبي أحسه توقف واني اشوفه جالس گدامي مثني رجله وخال عليه ايده والايد الثاني ماسك رأسه متوجع قربت عليه...
1.1M 84.5K 60
تم تغير اسم الرواية من مجنوني الأنباري الى سجين الحب من بين الناس جميعاً، وفي شدة العتمه التي كانت في قلبي عندما غَدُرتُ من الحبيبه والصديق، ولم اعُد...
29.8M 1.5M 75
لا تقلق ولا تخاف انها فترة وجيزة وستنتهي ، لحظات دامية حافلة بالأجرام شَيطان على هَيئةً بَشرية يَستاطُ بَالحياة كَانهُ يَستاطُ فَـ البريةَ مَكارً ل...