غضب العاشق

By wadiha1983

20.8K 255 3

غضب العاشق - اليزابيث غراهام ينتظر الانسان شيئاً مبهماً غريباً في داخله ... وفجأة تلتمع شرارة في العيون... More

دعوة لم تتم
كذبه بيضاء ... اسودت...
امور تحدث سريعاً
انتظرتك منذ الازل
لأنها تشبه الأم
الهمسة الحاسمة
مشاعر متناقضة
ما طعم الحياة بلا حب ؟
حقيقة كالحلم
عتمة الذاكرة

وتألق القلب

1.9K 32 0
By wadiha1983

  لاح نور خفيف من وراء الستائر عندما فتحت لورا عينيها 
وانحنت خوانيتا الجالسة في كرسي قرب السرير , نحو الوجه الذي بدأ يستعيد لونه  فابتسمت لورا قليلا وانفجرت الخادمة بالبكاء وقالت وهي تتمسك بذراعها الممددة على الغطاء:
-آه سنيورا  ما كان ينبغي ان اسمح لهذا الرجل بالدخول  آه, لو أدركت ان بأمكانه أن يؤذيك! سامحيني يا سنيورا
تمتمت لورا بصوت مرتجف :
- لست مخطئة يا خوانيتا في كل حال , لم يقصد برانت ايذائي ما.....ما قاله لي اعاد الي الذاكرة بصورة صاعقة  وانفجر رأسي  هذا كل ما حدث 
ضغطت خوانيتا بيديها على صدغيها ونظرت الى لورا بخوف وقالت :
- سيغضب السنيور  دييغو مني كثيرا , سيقول لي انني ..
قاطعتها لورا قائلة:
- لا تخافي ياخوانيتا  سأقول ان برانت دخل بالقوة أوه ,هل تمكنت من الأتصال بزوجي ؟
- نعم سينيورا  تقريبا لم اتمكن من التحدث اليه شخصيا  تركت له رسالة مع مدير الفندق الذي كان عليه ان يتصل به عند السنيور فرانشيسكا بوردي حيث كان معها في زيارة عمل 
زيارة عمل صورة ممزقة نصف منسية برقت فجأة في مخيلة لورا  وتذكرت وجه دييغو الأسمر المنحني فوق وجه فرانشيسكا الملئ بالدموع لم يكن من الصعب تخيل نوعية الأعمال التي يقوم بها دييغو مع هذه الأرملة الشابة السمراء
قالت لورا كاذبة :
- انني بحاجة الى النوم الآن 
- اخاف ان اتركك , يا سنيورا  ان السنيور دييغو 
- انا في حالة جيدة يا خوانيتا  لاتقلقي علي انني بحاجة الى قليل من الراحة 
- الاتريدين شيئا ما  يا سنيورا ؟
- لا , شكرا  لا اريد ان يزعجني احد
لكنها لم تتوقف عن التفكير كانت تستعيد الذكريات , الواحدة بعد الأخرى  كل حوادث حياتها الماضية تعود شيئا فشيئا الى مكانها  وعندما تذكرت موت والدها في السجن المكسيكي  بدأت الدموع تنهمر من عينيها  هل اعتقاله هو السبب الرئيسي لموته ؟ لم تنس لورا العشاء الذي تناولته برفقته في مطعم الميرادور في ذلك المساء لاحظت ملامح وجهه المشدود كان قد فقد حيويته العادية "انني اتساءل ما أذا كان قلبي يتحمل هذا النوع من الأنفعال " هذا ما قاله لها وهما يشاهدان الغطاسين يقفزون من اعالي الصخور  لقد اعتبرت هذا التعليق بمثابة مزحة  هل كان دان حينذاك مصابا بمرض القلب  



فجاء السجن ليعقد له الأمور وتذكرت لورا وجهه الرمادي الشاحب خلال زياراتها العديدة له في السجن  كانت تعتبر ذلك ناتجا عن الجو المشحون داخل الزنزانة وابتعاده عن الشمس , والهواء , والحرية  وبرغم كل الاهتمام الذي كان يوليه دييغو لعمه , لم ينجح في إعطاءه الحرية التي كان يرغب فيها قبل أي شيء آخر
وأخذت الأفكار تعود باتجاه دييغو  إلى يوم الحادث الى الشاطئ كيف نسيت تلك اللحظات السعيدة مع دييغو ؟ راحت تتذكر دييغو منحنيا فوقها يداعبها بحنان فائق 
كل شيء يعود الآن الى ذاكرتها في دقة تامة جاعلا إياها مرهقة ومتلاشية  في تلك المرحلة كانت تعرف أن زواجهما كان مهددا  فقد قبل دييغو فكرة فسخ الزواج ثم فرانشيسكا , المرأة , السمراء , الجذابة , ظهرت في المشهد بصورة مباغتة لماذا تعلق دييغو بهذه المرأة الأمريكية المتحررة وهو الذي يتمتع بعقلية مكسيكية متعصبة؟
لكن حصل ما حصل على الشاطئ وعرف دييغو أنها كذبت عليه ليلة عرسهما تاركة إياه يعتقد أنها وبرانت كانا عاشقين
فجأة شعرت بانتفاضة في كل أنحاء جسمها  في ذلك النهار عندما كانت على الشاطئ  قبل الحادث كان دييغو يعرف تماما إن والدها مات وإذا كان قد عاد باكرا من مكسيكو فذلك لأنه تلقى مكالمة هاتفية من رئيس شرطة أكابولكو  لماذا أحبها في هذا النهار بالذات؟ كان والدها قد مات  ولا شيء يمنع فسخ الزواج فكان حرا بأن يتزوج فرانشيسكا عندما يتم فسخ الزواج هل لأنه فاجأ غييرمو معها أحس برغبة عنيفة في أن يجعلها زوجته في الحال مهما كان الأمر كانت تصرفه وقحا وهو يعرف إن والدها مات 
نهضت من السرير وأسرعت إلى خزانتها  وبسرعة أخرجت حقيبتها الجلدية الحمراء وراحت تضع حاجياتها وهي تفكر بعصبية واضطراب  أين تستطيع الذهاب في اكابلوكو من دون أن يكتشف دييغو مكانها ويعيدها الى الفيلا ؟ إن الندم جعله يعتني بها عناية كبيرة منذ الحادث  وهي تفهم الآن لماذا كان ينتظر بصبر أن تستعيد ذاكرتها بصورة طبيعية ربما كانا يأمل بألا تشفى تماما في كل حال ألا يتمتع دييغو بحياة ذهبية؟ لديه زوجة وديعة ومطيعة مدفونة في فيلا جاسينتا  وعشيقة ملتهبة في مكسيكو ؟
أقفلت حقيبتها و نظرت إلى حقيبة يدها لديها من المال ما يكفي لأن تمضي بضعة أيام في فندق من الدرجة الثانية قبل أن تستقل الطائرة الى لوس أنجلوس  إنها لا تريد مغادرة اكابلوكو قبل أن تعرف إين دفنو والدها  كانت أمنيته أن يدفن قرب زوجته وستحاول أن تنقل جثمانه إلى مدافن لوس أنجلوس حيث ترقد والدتها
هل ما زال برانت هنا في اكابلوكو ؟ ربما , لكنه ينزل ولا شك في أحد الفنادق الفخمة التي تحيط الخليج ولا مجال لــ لورا لأن تذهب للبحث عنه هناك حيث يمكن لدييغو أن يكتشفها بسهولة,لا من الأفضل أن تنزل في فندق متواضع يقع على أحد التلال البعيدة عن الشاطئ  وهناك يمكنها أن تمضي وقتها من دون أن يلاحظ أحد وجودها  لم تجد أية صعوبة في صف السيارة في المطار والمرور بين مجموعة كبيرة من السياح الآتين من مكسيكو لكن الأمور تعقدت فجأة عندما لمحت شبح دييغو الذي كان يرتدي بذلة رمادية شاهدته يرفع يده ليوقف سيارة أجرة ثم يدخل إليها وينظر في تقلص أمامه  إنه يستحق ما يحصل له الآن  ماذا اخبر فرانشيسكا ؟ عندما قرأ رسالتها لا شك إنه كان يبين ذراعي هذه المرأة السمراء 
- سنيورا 
توقفت سيارة تاكسي أمامها
- أين تذهبين ؟
- إني أبحث عن فندق صغير في حيي أكابلوكو القديم
قاد السائق التلال العالية وتوقف أمام بناء مؤلف من 4 طوابق  وقال:
- إنه فندق روزاريو  سأسأل اذا كان ثمة غرفة فارغة  هل تريدين غرفة بسرير واحد ؟
- نعم ولبضعة ايام فقط
دخل السائق الى الفندق وفهمت لورا انها ستدفع مبلغا ضخما للحصول على هذه الغرفة وأن السائق سيقبض عمولة 
هزت كتفيها في استياء وقالت ان هذه الأمور ليست مهمة في الوقت الحاضر  المهم هو ان تبتعد عن دييغو الذي لن يخطر في باله انها تقيم في مثل هذا المكان  كما انه اذا رأي سيارته في المطار سيفكر في الحال انها استقلت الطائرة الى كاليفورنيا ولن يفكر في البحث عنها في مدينة الحمامات 
ظهر السائق أخيرا :
- هناك غرفة واحدة  يا سنيورا وسعرها مرتفع 
احمرت لورا غضبا عندما عرفت القيمة المتوجب عليها ان تدفعها  ان شقتها الصغيرة في بانوراما تكلف السعر نفسه لكن ليس امامها خيار آخر  اومأت اليه موافقة  وهبطت من سيارة التاكسي بينما اخرج السائق حقيبتها من الصندوق  رائحة العفن تتصاعد من البهو  ولدى دخولها انحنى صاحب الفندق السمين وابتسم لدى توقيعها على السجل  فقد وقعت باسم والدتها قبل الزواج : بربارة فوريس 
صعدت الى الغرفة في الطابق الثاني  انها صغيرة جدا وفيها مروحة بطيئه  ومغسلة قديمة ومقعدان من القش وخزانة على بابها ستائر باهته تستعمل في الوقت نفسه كمنضدة للزينة  وفي احدى الزوايا سرير عريض من الحديد المقشر 
قالت لورا في قرف :
- - انها غالية الثمن نسبة الى ماتحتويه من اشياء غير مريحة 
فقال صاحب الفندق وهو ينظر اليها في ارتباك ويتأمل ملابسها الأنيقة :
- انه الموسم يا سنيورا ثم انك لم تحجزي من قبل 
- نعم اعرف  لن ابقى هنا مدة طويلة 
- سأرسل لك حقيبتك بأسرع ما يمكن 
قبل ان يجلب لها الخادم الحقيبة  لاحظت لورا ان السرير يطلق صريرا قويا وان المروحة تجلب هواء رطبا رائحته كريهة 
عندما اصبحت لورا وحدها  تمددت على السرير وهي تتصبب عرقا وثيابها تلتصق بجسدها  كانت تحدق بشفرات المروحة ربما كان من الافضل لو انها ذهبت لتبحث عن برانت لتستدين منه المال لتستأجر غرفة تليق بها  لكن ربما اضطر لأن يطرح عليها اسئلة محرجة  وربما اقنعها بمنطقه مؤكدا لها ان دييغو لم يعد له حقوق عليها ما دام ارغمها على ان تتزوجه ابتزازا 
اغمضت عينيها كيلا ترى هذه الغرفة الحقيرة .

نعم  قانونيا  ربما لم يعد لدييغو أي حق عليها لكنها تشعر بأنه يمتلكها جسدا وروحا ,لايمكنها ابدا ان تمنح رجلا آخر هذا الحب الممزوج بالشغف 

أيقظها دوي الرعد من نوم عميق  ارتعشت ثم نهضت خائفة لوجودها في هذه الغرفة الحقيرة المظلمة من جديد سمعت طرقات على الباب فتقدمت وهمست بصوت يرتجف وهي تشعل النور :
- من ,من هنا ؟
- - دييغو 
- ألقت نظرة خاطفة الى الغرفة آملة ان تجد وسيلة للهرب حينذاك شاهدت حشرات صغيرة تسرع بالأنسحاب من السقف وجدران الغرفة وتختبئ في ثقوب الخشب والجص 
ارتعبت لهذا المنظر وصرخت بأعلى صوتها  وفي الحال سمعت ضربة قوية وصوت الخشب المتحطم 
دخل دييغو من الباب وسألها :
- لورا حبيبتي , ماذا جرى ؟
- فأشارت لورا باصبعها الى الحشرات ذات القرون الطويلة المنتشرة هنا وهناك 
- جذبها نحوه واخفى وجهها بصدره وقال بصوت هادئ وهو يداعب شعرها :
- - هذا لاشئ  ياحبيبتي  هذه الحشرات الصغيرة غير مؤذية 
هدهدها لحظة ليهدئ من خوفها , ثم ابعدها عنه بلطف وسألها :
- هل انت مطمئنة الآن ؟
- اشارت له برأسها ايجابا
- سألها وهو يشير الى حقيبتها الحمراء :
- أهذا كل ما لديك من امتعه ؟
- نعم  لم اكن احتاج الى اكثر من هذا 
حمل الحقيبة وقال :
- تعالي 
كان صاحب الفندق ينتظرهما في المدخل فقال :
- اني آسف ياسنيور راميرز  لم اكن اعرف ان السنيورا هي زوجتك
- كيف تجرأت على تأجير مثل هذا الكوخ القذر! أحب ان اعرف كم طلبت أجرة لمثل هذا المأجور ؟
أطلعت لورا دييغو على المبلغ الذي دفعته فحدج دييغو صاحب الفندق بغضب وقال :
- عليك أعادة ثلاثة ارباع المبلغ الذي قبضته  في الحال والباقي يكفي لتصليح الباب الذي خلعته الآن  انك تفقد سمعتك بطريقة ذليلة 
راح الرجل يعتذرشارحا وضعه ولما أعاد المبلغ  اخذ دييغو لورا بذراعها وخرجا معا الى الشارع حيث تنتظرهما سيارة المرسيدس 
صعدا الى السيارة وأقلع بها دييغو سالكا اتجاه وسط اكابلوكو  ران صمت ثقيل  أخيرا سألته لورا بصوت خفيض من دون ان تجرؤ على النظر اليه:
- كيف توصلت الى اكتشاف مكان وجودي ؟
- لم يكن ذلك سحرا  صحيح انك تركت السيارة في المطار لتوهميني أنك غادرت البلاد  ولكنني لم انخدع بذلك  اني اعرفك جيدا وأعرف انك لن تغادري أكابلوكو قبل ان تعرفي أين دفن والدك  لقد بحثت عنك في كل فنادق المدينة ابتداء من الفنادق الفخمة  ولما وصلت الى هنا , قرأت اسم والدتك على سجلات فندق روزاريو 
- اسم والدتي ؟ كيف عرفت ان هذا الأسم هو اسم زالدتي ؟ لم اذكره امامك أبدأ 
- قرأته على مقبرتها عندما كانوا يدفنون والدك الى جانبها 
أطلقت زفرة ممزقة 
- لورا حبيبتي , هل تذكرين كل شئ ؟
همست بعدما أزاحت وجهها عنه حتى لايرى الدموع في عينيها :
- نعم
ثم أضافت بصوت متقلب :
- اني سعيدة لأن والدي دفن قرب والدتي ,شكرا على ذلك
سألها بحيوية :
- لماذا تشكرينني على هذا فقط ؟ الم افعل كل ما بوسعي لأعالجك وأهتم بك بعد الحادث الذي افقدك الذاكرة ؟
أطلقت ضحكة صفراء وقالت :
- حتى اليوم لم اكن اصدق المثل الذي يقول " ان الجهل هو سلام الحياة " لم تقل لي شيئا يا دييغو ولم تعلمني بموت والدي  ولا اذكر ما تبقى من احداث عندما يجهل المرء سوء حظه  فلا يتألم من ذلك أليس هذا صحيحا؟
قاطعها بلهجة ساخطة :
- كفى يالورا ! سنستأنف هذا الحديث في المنزل 
المنزل ؟ اين منزلها ؟ انها لاتذكر شيئا عن فيلا جاسينتا ولا عن مسكنها الفخم في مكسيكو قبل وفاة والدها كان منزلها الحقيقي هو يخته  فماذا حل باليخت ؟  

  وما ان وصلت السيارة الى مدخل فيلا جاسينتا حتى تذكرت لورا فجأة خوانيتا وكارلوس ماذا يقولان عن اختفائها ؟ هل هما على علم بالحادث الذي حصل بينها وبين غييرمو مباشرة قبل الحادث ؟ ربما نعم , لأنها منذ ذلك الحين لم تعد تسمع عنه شيئا 
استقبلتهما جوانيتا الشاحبة اللون قلقا  وفي صوت خافت حيتهما ثم سألت دييغو ماذا يريد ان يتعشى ؟
- أحضري لنا شيئا سنتناول العشاء في الصالون الصغير 
شعرت لورا انها على وشك الانهيار عندما تركها دييغو في الغرفة الكبيرة التي لم تكن تتصور انها ستراها مرة اخرى ولكنها بعدما اخذت حماما فاترا شعرت بالأسترخاء والأرتياح

كانت جالسة أمام منضدة الزينة تسرح شعرها الأشقر عندما دخل دييغو الى الغرفة  كان يبدو شديد السمرة بقميصة الحريري الأبيض وبنطلونه الأزرق الفاتح  وشعره الأسود السميك الرطب مملسا الى الوراء  ولدى رؤية زوجته في قميصها الحريري الأخضر , لمع بريق في عينيه الداكنتين
- عندما تصبحين مستعدة  سنتوجه الى الصالون الصغير لنتحدث في امور كثيرة
قالت وهي تلقي نظرة أخيرة الى المرآة قبل ان تنهض :

- هل أنت متأكد من ذلك  كان يبدو لي أن الأمور واضحة بيننا لقد مات والدي  ولم يعد هناك مبرر لاستمرار زواجنا  لقد وعدتني بأن تعيد لي حريتي 
قال دييغو :
- إن زواجنا هو الآن أمرا واقع, يا حبيبتي  لم يعد بإمكاننا الرجوع الى الوراء
لم تتمكن من إخفاء توترها فابتعدت وأزاحت الستائر عن النافذة ونظرت إلى الليل والقمر الذي كان بدرا
- لا شك أن هنأك مجالا لفسخ الزواج
انتفضت لدى شعورها بيدي دييغو تربتان على كتفيها  فلم تسمع صوت خطواته وسألها:
- لماذا ؟لماذا تحبين ان تعذبينني؟ ألا يمكننا أن نعيش سعيدين؟ ألم نختبر معا الفرح في تقاسم الحب؟ تذكري يا حبيبتي على الشاطئ كنت تريديني كما كنت أريدك اعترفي بذلك يا لورا  كوني مخلصة وصادقة مع نفسك
نظرت إليه ثم اغمضت عينيها  هل بإمكانها أن تنسى ما حدث معها في ذلك اليوم على الشاطئ تحت شجرة جوز الهند؟
همس دييغو في أذنيها وهو يعانقها :
- لم تستطيعي يوم ذاك ان تخفي حقيقة أحاسيسك
ومرة أخرى راحت تشعر بالذوبان لدى ملامساتة البارعة  وراحت هي بدورها تلامس عنقه ثم حملها بين ذراعيه ووضعها على السرير  حاولت أن تقاوم لكن بدون جدوى لكنها قامت بجهد كبير للتخلص من قبضة دييغو وعناقه ووقفت وهي تنظر إليه في احتقار وقالت :
- كيف تجرؤ على ملامستي ؟ ادخر ملامستك البارعة لفرانشيسكا لأنها بلا شك تقدرها
- لا افهم مادخل فرانسيسكا في الموضوع ؟
ضحكت لورا بسخرية وقالت:
- ربما نسيت يا دييغو , لكنني مازلت أذكر كل شيء, أذكر الليلة التي أمضيتها معها بعدما شاهدتكما متعانقين  كما أنك كنت وقحا للغاية اذ أنك ما ان خرجت من سرير عشيقتك حتى لحقت بي مصرا على القيام بواجباتك الزوجية برغم أن كنت تعرف تماما أن والدي ميت على بعد مسافة قصيرة من هنا انت رجل كريه وفظ
صرخ دييغو , شاحب اللون :
- لا , هذا غير صحيح , أعترف بأنني ربما كنت عنيفا ذلك اليوم على الشاطئ لكنني   أقسم لك بأنني لم أكن أعرف أن والدك مات 
- هذا مستحيل لقد اتصلت بي رئيس شرطة أكابلوكو في اليوم الذي كنت على موعد مع وزير العدل  قال لي أن والدي ذهب اعتقدت أن ,ان, اعتقدت إنهم نقلوه الى مكسيكو  إلى محاكمته بسرعة لقدأعطيت الشرطي رقم هاتفك في المنزل وفي المكتب حتى يتمكن من الاتصال بك
اقترب دييغو منها وضع يديه على كتفيها:
- لم أتلق أية مكالمة  ربما لأني كنت حينذاك في الطائرة  لقد أخبرني وزير العدل أنهم ألقوا القبض على الرجلين الذين استأجرا اليخت من والدك وهذان الرجلان اثبتا براءته وجئت بسرعة لأخبرك بالأمر
- تريد أن تقول أن السلطات كانت أطلقت سراح والدي؟
- نعم  لم اعرف أنه مات إلا بعد الحادث الذي تعرضت له يا لورا هل بإمكانك الأعتقاد لحظة واحدة إنه بوسعي أن أجعلك امرأتي بالفعل لو كنت على علم بوفاة والدك؟
- كنت اعتقد أنك كنت تريد أن تربح على الجهتين فرانشيسكا في مكسيكو , وانا هنا 
قال مستغربا وهو يحك رقبته :
- يا الهي لو عشت 100000 سنة فلن اتوصل إلى معرفة كيف يعمل دماغ المرأة؟ لكنني في ذلك اليوم كنت أحبك كثيرا ولا يمكن لأحد أن يمنعني من التعبير عن حبي الم تشعري بذلك؟ هل في إمكاني التعبير عن حبي لو كان ثمة امرأة أخرى في حياتي ؟ أنا لا أتظاهر بالحب انا أحبك حقا وانا مجنون بحبك منذ اليوم الأول الذي التقيتك فيه كيف تستطيعين التفكير أن هناك امرأة أخرى؟
- ليس هذا صعبا الم ارك تعانق فرانشيسكا ؟
- هل تغارين منها يا حبيبتي ؟
- نعم اكتشفت تلك الليلة بالذات انني أحبك  انتظرتك بحرارة وبلهفة لكن بدلا من أن تعود إلي رأيتك تذهب معها
- آه يا حبيبتي !
وبسرعة أقترب منها وأخذها بين ذراعيه وجذبها الى السرير 
- تعالي دعيني أشرح لك ما حدث
وضع دييغو ذراعه حول خصرها وقال :
- عندما كنت صغيرا كانت فرانشيسكا تصغرني بسنتين فقط وكنا مخطوبين وأهلنا احبو هذه العلاقة  لكن القدر كانا مختلفا تعرفت فرانشيسكا الى انطوان وأحبته وتزوجته بينما كنت أحلم بالمرأة التي ستصبح يوما ما زوجتي ورفيقة حياتي 
أطلق زفرة عميقة ثم تابع يقول:
- مات انطوان وعادت فرانشيسكا الى مكسيكو حيث بدأت أعمال زوجها تنهار فطلبت مني أن أساعدها  وهذا العناق الذي حصل بيننا هو عناق الأخوة صحيح أنني رافقتها تلك الليلة إلى منزلها لكني لم أبقي مدة طويلة أمضيت الليل كله اقاوم رغبتي في اللحاق بك
- آه 
- لو جئت كما وعدتك به ياحبيبتي لكنت أصبحت ليلتها زوجتي  لكني كنت أخشى مجابهة كرهك  كيف لي أن أعرف أن عواطفك نحوي تغيرت؟
- في كل حال لم تكن تريد امرأة أحبت أحدا قبلك زوجة لك ليلة عرسنا تركتني بعدما اعتقدت أني كنت عشيقة برانت 
هز دييغو رأسه وقال :
- في الحقيقة لست متشبثا تماما بهذا الموقف يمكنني أن أقر بعض التصرفات ولكنك عندما لفظت في تلك اللحظة الحاسمة اسم برانت , تأكدت تماما أنك ما أحببتني ولهذا السبب وعدتك بأن اعيد لك حريتك عندما يخرج والدك من السجن ثم..
- ثم ماذا ؟
- بعد الحادث الذي وقع لك  قلت ورددت مرارا أنك تحبينني وانك تريدينني  لكنني لم أكن قادرا على ان البي رغباتك كما حصل بيننا على الشاطئ لقد اجبرتك على أن تستسلمي لي 
وبطرف اصابعها , لمست لورا شفتي دييغو وقالت :
- إذا كانت ذاكرتي سليمة فإنني أذكر أنني تجاوبت معك  في ذلك اليوم على الشاطئ صحيح أنك كنت تحبني منذ البداية؟
- لم اكف عن التفكير فيك منذ اليوم الأول أنت أغلى شيء عندي في العالم  أنت امرأة أحلامي إلى الأبد لا يمكنني أن أعيش من دونك
- حتى وان لم أكن في مستوى والدتك؟
- والدتي ؟ ما دخل والدتي بالأمر؟
- تعتقد كونسويلو أنك أسير حبك لوالدتك وهي تعتقد بأنك تزوجتني فقط لإنني أشبهها 
- هذا خطأ إنها تتحدث على هواها لتجعلك تغارين  كانت تأمل دائما بأنني سأتزوجها بعد وفاة أخي, زواجي منك أغضبها
- آه , دييغو لقد ارتحت الآن لم أكن أعرف
وضعت لورا رأسها على كتف زوجها وأضافت في خجل:
- هل تغفر لي لأنني شككت فيك؟
- وأنا أيضا يا حبيبتي أعترف بأنني أتحمل بعض المسئولية
- ما علينا إلا أن نبدء من جديد
- وأن نعوض الوقت الضائع وألا ننتظر دقيقه واحدة
قالت خوانيتا:
- سنيور , سنيورا , العشاء جاهز 
قال دييغو قبل أن يعانق لورا:
- حافظي عليه ساخنا
ثم قال للورا :
- انا جائع اليك يا حبي  

Continue Reading

You'll Also Like

1.2M 29K 45
When young Diovanna is framed for something she didn't do and is sent off to a "boarding school" she feels abandoned and betrayed. But one thing was...
3.6M 151K 61
The story of Abeer Singh Rathore and Chandni Sharma continue.............. when Destiny bond two strangers in holy bond accidentally ❣️ Cover credit...
1.8M 105K 40
"You all must have heard that a ray of light is definitely visible in the darkness which takes us towards light. But what if instead of light the dev...
3.2M 262K 96
RANKED #1 CUTE #1 COMEDY-ROMANCE #2 YOUNG ADULT #2 BOLLYWOOD #2 LOVE AT FIRST SIGHT #3 PASSION #7 COMEDY-DRAMA #9 LOVE P.S - Do let me know if you...