......
إستيقظ على صوت هاتفه يرن، أجاب بدون معرفة المتصل
_ السلام عليكم..
_ و عليكم السلام.. كيف حالك..؟
_ بخير.. معذرة من أنت !؟
_ خالد يا عبقري..
_ ههه أجل أسف لم أقرأ من المتصل لقد إستيقظت للتو
_ أو بالأحرى أنا من أيقظتك...
_ صحيح ههه
_ إذن ماذا كنت تفعل أمس ؟!
_ كنت أذاكر ، أسبوعان تبقيا من يوم الإمتحان ، هل ذاكرت أمس ؟؟!
_ ليس الآن يا صديقي.. أمس كنت أجرب لعبة الكرة الجديدة إنها رائعة عليك تجربتها
_ هذا هو خالد، هو و الدراسة لا يلتقيان
_ ههه إنه أنا .... لم لا نلتقي في المقهى مساء
_ أرجوك أريد أن أزيل عني مراجعة الرياضيات
_ هيايا صديقي كم أنت ممل .. هل ستضرك إستراحة صغيرة
_ حسنا حسنا سأتي ...
_ إذن أراك قريبا .. إلى اللقاء
أقفل الخط و قام للإغتسال و التوضؤ، إرتدى ملابسه و ذهب إلى المطبخ ليتناول الفطور
_ أبي ذهب إلى عمله صحيح؟؟!
_ أجل باكرا ...
تنهد و جلس ليتناول الفطور، عند إنتهاءه إتجه نحو الأريكة المجاورة للتلفاز، فجأة سمع صوت إرتطام ما
_ ما هذا.. من هنالك !!؟؟
_ لا.. لا شيء بني يبدو أن أحد صناديقي قد وقع ... لا بأس أكمل مشاهدة التلفاز
و هرولة نحو الغرفة
تفاجئت بوجود زوجها تحت السرير لا فوقه و بصعوبة شديدة أعادته إلى مكانه لكن قال جملة جرحتها و مزقتها إربا إربا
_ لا تتركي يدي مريم... و غط في نوم عميق
فاطمة محتارة من أمرها تريد أن تصفعه أن توقظه ليشرح لها من مريم ، من أحمد ، ما الذي سيفعله، إكتدست الأفكار في رأسها فإنهارت على الأرض تبكي
_ صبرا يا ربي
بعد إخراج كل مالديها في قلبها على شكل دموع إستجمعت قوتها و نزلت إلى إبنها لكي لا تثير الشبهة
_ أمي سأخرج قليلا ..
_ حسنا.. لكن لا تتأخر عن العشاء .. قالتها وهي نازلة الدرج
ذهب إلى المقهى التي يرتادها نادرا مع أصدقاءه
_ السلام عليكم
_ أهلا صديقي كيف حالك؟! .... رد خالد مصافحا ياسين
_ مرحبا أخي ... قال عمر مصافحا يده
_ بخير و أنتم
_ أيضا الحمد الله
_ مهلا أنا أشعر بالجوع لما لا نطلب شيء نأكله
_ ههه حسنا يا سيد خالد لك ما طلبت
_ مرحى ههه لكن على حسابك ..
_ماذا لم نتفق على هذا!!
_ لا تتعاركا أطلبا ما شئتما أنا سوف أدفع
_ يالك من كريم عمر
في المنزل
ذهبت فاطمة إلى غرفتها لتطمئن على زوجها فوجدته مستيقظا ينوي الذهاب مجددا
_ إلى أين أنت ذاهب
_ و ماشأنك بي و متى كنت تسألينني هل أخرج أم لا
_ أسأل لأنني زوجتك و دور الزوجة أن تسأل زوجها أين سيذهب
_ يا فرحتي هل هناك ما تضيفين؟؟
_ من مريم؟؟
فجأة تغيرت ملامحه إلى صدمة كأنه تذكر شيئا ما
_ إبتعدي عني ..
و دفعها فلم تتمالك نفسها و أمسكت يده و هي تبكي
_ لم كل يوم تأتي متأخرا بتلك الحالة و لم لا تذهب إلى عملك و من أحمد ومريم اللذان تهتهت بهم .. هيا قل لي أنا لم أعد أحتمل ....
صفعها بقوة حتى إرتسمت يده على وجهها، وغادر صافعا الباب و راءه، و إرتمت على السرير باكية
دردش الأصدقاء حول مواضيع مختلفة و أحس ياسين براحة كبيرة بوجود أقرب الناس إليه
خرجوا ليسيروا قليلا في الشارع، حين كانوا يضحكون لاحظوا ضجيجا و صراخا في محل المشروبات ، دخلوا إليه و ذهل ياسين مما رآه
_ أجل .. ربحتكم للمرة الألف ...
دهش عندما رأى والده هنالك و أيضا بحالة قميصه النصف مفتوح و شعره المبعتر، يترنح من هنا و هناك من منضره تستنتج أنه قد أكثر في الشرب
_ ما الذي يفعله هناك؟؟!## .... قال ياسين غاضبا
_ مهلا يا صديقي لا تتسرع حتى نتأكد...
_ هل تمزح معي أنظر إنه هو بلا شك
و جاء عنده محمد و يكاد أن يسقط على الأرض
_ ما الذي تفعله هنا هنا بحق الجحيم؟!!؟###
_ أه ... ولدي .. تعال قربي و إشرب لك كأسا ..
قدم له الكأس فرماه ياسين حتى تكسر
_ ما هذا هل أنت أب تعطي لإبنك هذه الأشياء.. وهذه حالة الأباء
_ و ما الذي فيها ...
غادر المحل يشيض غضبا... دخل المنزل و إتجه نحو غرفته صافعا الباب و راءه ، إستغربت فاطمة من تصرفه، و من ثم جاء محمد
_ أيها الغبي.... لما تركت الحفلة....
_ يا إلهي... لا ما الذي فعلته.. لماذا لماذا!؟؟
_ ما بك يا مرأة؟؟
_ طوال الشهر و أنا أخبئ هذا الموضوع على إبنك و فجأة جئت و دمرت كل شيء.. ما الذي تريد الوصول إليه.. تكلم ##!!!
_ أريد أن أنام ...
_ ما الذي سأفعله الآن أنا متأكدة أنه سيكون غاضبا جدا ، لقد تعبت منك و من أفعالك ....!!
_ حسنا.. سأطلقك إذا تعبتي مني و من أفعالي..
_ ماذا ؟؟!##
_ أريد أن أنام هيا إبتعدي من أمامي
طوال الأسبوعان و ياسين يتجاهل والده ، عندما يتذكر منظره في تلك الليل يزيد غضبه و بؤسه، معظم الوقت يقضيه في المذاكرة أما الإستراحة فيقضيها مع أصدقاءه، محمد غائب طوال اليوم ،و يرجع في الليل بنفس الحالة و فاطمة تقضي يومها بين البحت عنه و بين البكاء أو الشرود أمام النافدة مع إحتساء القهوة ...
إنه يوم الإمتحان النهائي، إستيقظ، و إستحم و توضئ و صلى و دعا ربه أن يعينه،نزل لكي يتناول فطوره، وجد أمه قد أعدت الفطور
_ تفضل.. لقد أعددت لك وجبة الفطور المفضلة لديك البيض مع اللحم المقدد و عصير الليمون الطازج...
_ حسنا
و شرع في الأكل
_ إذا كنت تريد أن تسأل عن والدك إنه نائم
_ ومن قال لكي أريد أن أسأل عنه .. و بالطبع نائم بسبب الفوضى الذي أدرمها أمس...
_ إنه والدك مهما يفعل...
_ لم يكن يحسسني بأنه أبي دائما شديد معي منذ صغري ، الأطفال يلعبون و أنا أتدرب تداريب لا أعلم ما حاجة لها لحد الأن و أيضا شربه للكحول المتكرر..و تقولي لي بأنه أبي؟؟!!#
قام دون أن يدع لها الفرصة في الرد
مرت أيام الإمتحان صعبة قليلا
_ أه .. و أخيرا إنتهينا .. أستطيع أن أتنفس قليلا
_ حقا خالد هل هذا صعب جدا
_ نعم يا صديقي لم أذاكر بجدية هكذا في حياتي
_ بفضلك بالطبع ياسين ... قال عمر
_ لا يا عمر بل هو من تلقاء نفسه أما أنا فنصحته فقط
_ و الأن سنسافر يا ترى
_ حقا ما تقول ... رددا معا
_ أسف يا صديقي لكن أريد أن أستريح
_ حتى تعلم هل نجحت أم لا
_ تم سأعزمكما على حفلتي
_ لن تتغير أبدا
_ هذا أنا
ضحك الأصدقاء ناسين مايحدث في هذه الدنيا
عاد إلى منزله مطالبا ببعض الراحة فوجد أمه و أباه يتشاجران، لقد إعتاد على هذا الأمر ففي الأونة الأخيرة أصبحا شديدا العصبية و التوتر
هرب إلى غرفته و أقفل الباب ووضع الوسادة على أدنيه لكي لا يسمع صراخ والديه
في الغرفة المجاورة...
_ من هي مريم التي تتمتم بها لقد إكتفيت منك؟؟##
_ ليس لكي شئن بها ##
_ أه بالطبع هي عشيقتك..
كاد أن يصفعها لولا أوقفتها بيدها
_ لم أعد أخاف منك بعد الآن ستخبرني بكل شيء، من تلك المرأة و من أحمد و لماذا طردت من عملك...
أمسك يدها من الجهة الأخرى و قال بعصبية: _ أصمتي لقد إكتفيت من صراخك و لومك لا شأن لكي بي و أبدا لن أقول لكي من هم .. هل فهمتي..
وهب مغادرا و أردف
_ لقد كنت مخطئا حين ظننتك مثلها و تزوجتك...
مر الأسبوع على ياسين كئيب متوتر بفعل نتيجة المرتقبة و بكاء أمه طوال اليوم و ذكرها لجملته الأخيرة قبل أن يختفي
جلس أمام والدته مشفقا على حالها
_ ما الذي يجري يا أمي.. أرجوك قولي لي ..
لا ترد بل تنظر نحو الفراغ
_ لن تتكلمي ... حسنا
حين أراد المغادرة تكلمت و هي تنظر إلى الفراغ
************************************ نهاية البارت
●كيف كان هل اعجبكم ؟
●هل ابكاكم؟
● هل اتر بكم؟