العِبءْ

By MinJinju

105K 5.5K 3K

[مُتوقفة]. جميعُ الأعضاءِ يعلمونَ أنّ هناكَ خطبًا ما في العضوِ الأكبر سوكجين، لكنّهم لم يعلموا ما هو. بظنّهم... More

Burden
Ch. 1
Ch. 2
Ch. 3
Ch. 4
Ch. 5
Ch. 6
Ch. 7
Ch. 8
Ch. 9
Ch. 10
Ch. 11
Ch. 12
Ch. 13
Ch. 14
Ch. 15
Ch. 16
Ch. 17
Ch. 18
Ch. 20
Note 1
Ch. 21
Ch. 22
Ch. 23
Ch. 24
مرحبًا!

Ch. 19

2.7K 174 144
By MinJinju

حدّقَ الفتى الشاحبُ في السقفِ، بعقلٍ مفتوحٍ باتّساع، يخونُ جسدهُ الذي يصرخُ من أجلِ بعضِ الراحة. لم يعرف لمَ كان هكذا نحو الأكبرِ، تجاهلهُ و تصرّفَ ببرودٍ اتجاهه. شعرَ كأنّه يخونُ قلبهُ، و كلماتهُ الخاصّة التي قالها لنامجون.

"يجبُ علينا إعادتهُ."

كيفَ بحقّ الجحيمِ سيُعيدُ الأكبرَ إن تعاملَ معه بصمتٍ هكذا؟

تأفأفَ بصوتٍ عالٍ و ركلَ الغطاءَ قبلَ أن ينهض، ناظرًا إلى سريرِ هيونغهِ الخالي. هو دائمًا ما يجدُ الأمرَ غريبًا و صعبًا عندما ينامُ دونَ سوكجين، حتى عندما يكونُ في غرفةِ نومهِ الخاصّة في مدينتهِ الأصلية. لقد اعتادَ أن يعودَ إلى المنزلِ و يجدَ سوكجين نائمًا بالفعلِ في سريره. تذكّر كم كان نومُ هيونغهِ خفيفًا، لا يهمّ كم هو هادئ عندما يدخلُ الغرفةَ بعد ليلةٍ طويلةٍ في الاستديو خاصتهِ، فـسوكجين دائمًا ما يستيقظُ و يُرحّبُ به بابتسامتهِ الناعسة.

ابتسمَ عندما تذكّر أحد الماكني الذي أتى للهيونغ. لقد كانتْ كالعادةِ لدى خط الماكني أن يأتوا إلى سوكجين في كلّ مرةٍ يرونَ كابوسًا، و وجدَ سوكجين ذلك لطيفًا، حتى يونغي، لكن بالطبعِ لم يُظهِر ذلك للهيونغ. في كلّ مرةٍ يأتي فيها أحدهم، لم يكن سوكجين يسألهم أيّ شيء، فقط يسمحُ للأصغرِ أن يدخلَ تحتَ غطاءهِ ثمّ يبتلعهُ بعناقٍ كبير، و كان باستطاعةِ يونغي أن يرى أن من يأتي لسوكجين بسببِ كابوسٍ يغطّ في النومِ أسرعَ من الضوء، داخلَ حضنِ الأكبر.

دلّك فتى الرابِ وجههُ في إحباطٍ. لقد كان يلعنُ نفسهُ في داخلهِ لإنّ لديهِ صعوبةً في إظهارِ مشاعرهِ الحقيقية. لقد كرهَ نفسهُ لإنّه منحَ هيونغهُ كتفًا باردًا بدل الاقترابِ منه.

لكنّه لم يستطعْ التوقفَ عن السؤال. لمَ اختارَ سوكجين الرحيلَ بدل البقاءِ معهم؟ ألمْ يُلاحِظ أنّه قد بدأ بالتحسّن؟ رغمَ أنّ يونغي لم يكن مُتأكّدًا إن كان أعضاءُ فرقتهِ أحد الأسبابِ أم لا، لكنّ الأمرَ كان واضحًا أنّ سوكجين كان يتعافلا تدريجيًّا و هو معهم. لقد بدأ الأكبرُ بإخبارهم عن مشاعرهِ، صعوباتهِ و معاناتهِ. لكن لمَ اختارَ الرحيل؟ لقد ظنّ يونغي أنّ الأكبر قد بدأ بالفعلِ يفهمُ حقيقةَ أنّه ليسَ عبئًا عليهم و أنّه لن يكون كذلك أبدًا.

تنهّد، قبل أن يسقطَ للخلفِ على وسادتهِ و يسحبَ غطاءهُ إلى أعلى كتفيهِ. لقد كان يأملُ أن تُعطيهم معجزةٌ بعض الإرشادِ عن كيف يجعلونَ سوكجين يُدرك أنّه ليس عبئًا، و أن يُعيدوهُ للمنزل.

_ _ _

"هيونغ؟ هل ستأتي في الغد؟ سنقومُ بالاحتفالِ بالجوائز و انتهاءِ الألبوم!" اقتربَ نامجون منه عندما كانوا قد أنهوا للتوّ آخرَ أداءٍ لـ'I Need U'. نظرَ سوكجين إليه، قبل أن يبتسمَ و يهزّ رأسه.

"أنا آسف جون-اه، لكن لديّ بالفعلِ خططٌ مع والديّ،" أخبرهُ. حاولَ نامجون عدم إظهارِ خيبةِ أملهِ، مانحًا هيونغهُ أفضل ابتسامةٍ يمكن أن يُظهرها.

"لا مشكلة، هيونغ، فقط لا تنسى زيارتنا كلّ فترة" ردّ نامجون، مُتلقّيًا إيماءةً من الأكبر. أومأ، راضيًا، قبل أن يُغادرَ نحو السيارةِ التي كانت تنتظرهُ.

الألبومُ الحاليّ انتهى، مما يعني أن لديهم أسبوعانِ من الراحة قبل أن يبدأوا بالتحضيرِ للألبومِ القادم. لوّح سوكجين لسيارتهم، مُقهقِهًا عندما رأى جيمين و تايهيونغ يصنعانِ وجوهًا مضحكةً له و يضحكان، قبل اختفائهم من مرأى سوكجين.

التفَّ الأعضاءُ نحو نامجون عندما غادرت سيارتهم منطقةَ المبنى و هزّ نامجون رأسه، و هو يعلمُ بالفعلِ ما يودّونَ سؤاله.

"هو بالفعلِ يملكُ خططًا" أخبرهم نامجون. ليسمعَ التنهيداتِ من أفواهِ البقيّة.

"أنا أفتقدُ الخروجَ برفقتهِ" قال جيمين، مستندًِا للخلفِ على مقعدهِ و ساحبًا جاكيتهُ لأعلى.

"أنا أيضًا" وافقَهُ نامجون، مُستندًا على مقعدهِ أيضًا و ناظرًا للخارجِ من النافذة.

"لقد تركَ المسكن منذُ شهرٍ،" أضافَ هوسوك، جاذِبًا ركبتيهِ إلى صدرهِ، "لا زالَ الإحساسُ غريبًا."

"هل فشلنا في إعادتهِ؟" سألَ تايهيونغ أعضاءَ فرقتهِ الذين نظروا إليهِ جميعًا، يعكِسونَ ملامحهُ الحزينة.

"ربما،" قال يونغي بعد صمتٍ طويل، مُتنهّدًا قبل أن يسحبَ قبّعتهُ لتغطّي وجههُ، و ينحني للخلفِ على مقعدهِ.

"ربما نعم،" أضافَ نامجون، و هو يبدو مُحطّمًا، "والداهُ أخبرانني أنّ سوكجين هيونغ لم تُصبهُ أيّ نوبةِ ذعرٍ أبدًا، و هذا جيد."

"لكن ماذا لو أصابتهُ نوبةُ ذعرٍ بينما والداهُ ليْسا هناك؟" سؤال جونغكوك نبَّهَهُم و جعلَ نُعاسَ يونغي يذهبُ على الفور. جلسوا جميعًا دونَ ارتياحٍ و هم يفكّرونَ بالهيونغ خاصتهم يُعاني من نوبةِ ذعرٍ وحدَه.

"لكن.. حسنًا.. هذا.. جيد، صحيح؟ أعني، امم.." حاولَ نامجون إيجادَ كلمةٍ لتهدئةِ أصدقائهِ، "أعني، امم.. هذا يعني.. أنّه يستطيعُ التعاملَ معها، صحيح؟ مما يعني أنّه.. يتحسّن، صحيح؟"

لم يقُل أيّ منهم شيئًا. جميعُهم كانوا يُحاولونَ استيعابَ كلماتِ نامجون، مُتأمّلينَ أنّ يكونَ ما قالهُ قائدهم للتوّ صحيحًا.

"لو أنّه.. لو أنّه يعيشُ معنا، سيكونُ من الأسهلِ له أن.. أن يُصابَ بنوبةِ ذعر، صحيح؟ يعني... امم... أنا لا أعلم ما أتكلّم عنه" صمتَ نامجون كالبقيّةِ، مُحدّقًا للأسفلِ في حضنهِ و مُغمِضًا عينيهِ مع نفسٍ عميق.

مُفكّرينَ حولَ أسوأِ مشهدٍ قد يحدث، أن يُصابَ الهيونغ خاصتهم بنوبةِ ذعرٍ وحده، بينما ينظرونَ إلى قائدهم اليائس جعلَ إيجابيّتهم تهبطُ لأسفلَ تحتَ الصفر. نامجون فقد بالفعلِ قدرتهُ على التفكير بإيجابية، و هوسوك، أملُهم اليوميّ، لم يكن يظهر أنّه أفضل أيضًا. تلكَ الأفكارُ و المشهدُ حولهُ كانا أيضًا يُدمّرانِ مُحاولاتِ هوسوك بالتفكيرِ بإيجابيّة، و كان يستطيعُ الشعورَ بذلك الإحساسِ غير المستقرّ لاكتئابهِ الذي بدأ يتصاعد.

عمّ الصمتُ السيارةَ بعد ذلك. رأسُ نامجون كان لا يزالُ يتدلّى للأسفلِ، هوسوك يقضمُ أظافرهُ في توتّرٍ، يونغي يُحاولُ النومَ لإبعادِ قلقهِ، جيمين لا يستطيعُ الاكتفاءَ بالجلوس، تايهيونغ يعضّ شفتيهِ و يُحاولُ محوَ أفكارهِ السلبيّةِ بالنظرِ للخارجِ و جونغكوك يُحاولُ نسيانَ كلّ شيءٍ لفترةٍ باللعبِ عل هاتفهِ.

سمعَ سيجين كلّ شيء. لقد كانَ قَلِقًا جدًا على العضوِ الأكبر. لقد توجّبَ عليهِ مرافقةُ سوكجين في كلّ مرةٍ يخرجُ فيها لجدولٍ خاصّ، منذُ مغادرتهِ المسكن، و كان باستطاعتهِ رؤيةُ الحزنِ ظاهرًا على ملامحِ العضوِ الأكبر. إنّه يعلمُ أنّ سوكجين قد أدركَ أنّ قرارهُ لم يكن صائِبًا، لكنّه لم يُرِد أن يسأله. إنّه يعلمُ أنّ بقيةَ الأعضاءِ دائمًا ما يُحاولونَ لإعادتهِ، لذا هو لم يرغبْ في إرباكِ سوكجين أكثر مما هو عليه.

وصلوا إلى المسكن، مُتفاجئينَ عندما استيقظَ يونغي و فتحَ البابَ بعُنفٍ قبل أن يترجّلَ من السيارة.

"وااه، هدّئ روعكَ هيونغ!"

"اخرس، أيها المُزعج!"

كانَ البقيةُ مصدومينَ من انفجارِ يونغي المُفاجِئ، خصوصًا أنّ جونغكوك كان الشخصَ الذي أخبرَ يونغي أن يهدأ.

"أنا فقط كنتُ أُذكّركَ حتى لا تحطّمَ الباب" أخبرهُ جونغكوك بلُطفٍ. توقفَ يونغي عن المسيرِ و نظرَ للخلفِ، مُحملِقًا بهِ ببرود.

"أنا لستُ نامجون الذي يُحطّم كلّ شيء."

"ياه! ما الذي-"

"اخرس!"

"ياه! ما الخطبُ بك، هيونغ؟"

"ما الخطبُ بي؟!" صرخَ يونغي على جونغكوك الذي كان يسأله، "هل تُريدُ أن تعرفَ ما الخطبُ بي؟! حقًّا؟! حسنًا، لمَ لا تُغلقُ فمكَ اللعينَ؟! و لمَ كان عليكَ قول ذلك الهُراء؟!"

"ماذا؟ ما الذي قُلتُه؟! لقد كنتُ أحاولُ فقط تهدئتَكَ!"

"فقط اخرس!" صاحَ يونغي ثمّ اتجهَ داخلَ المبنى. تجمّدَ جونغكوك، مُحدّقًا في هيونغهِ في صدمة. لم يعلمْ ما الخطأُ الذي اقترفهُ، كلّ ما كان يُحاول فعلهُ هو فقط تهدئةُ هيونغهِ منذُ أنّ السائقَ خاصتهم كان يبدو قلِقًا من أن يكونَ بابُ السيارةِ قد تحطّم.

وقفَ سيجين بجانبهِ، واضِعًا ذراعيهِ على الأصغرِ ثمّ تنهّد، "لا بأس كوك، إنّه فقط مُتعب."

أومأ جونغكوك برأسهِ بعدَ أن أفاقَ من صدمتهِ. بقيةُ الأعضاءِ كانوا لا يزالونَ يقفونَ خلفَ الاثنينِ، لا زالوا مُتفاجئينَ من انفجارِ يونغي و غاضبينَ قليلًا لإنّ جونغكوك لم يرتكب أيّ خطأ.

قادَ سيجين جونغوكَ إلى داخلِ المبنى، و توقفَ عندما وصلَ الردهة. استدارَ الأكبرُ مُبتسمًا نحو الفتيةِ بدفءٍ.

"حسنًا، احظوا بعطلةٍ جيدةٍ يا رفاق، أراكم بعد أسبوعيْن" أخبرهم. حنى الجميعُ رؤوسهم نحو مُديرِ أعمالهم، مُتمنّيينَ له عطلةً سعيدةً أيضًا ثمّ لوّحوا له عندما مشى خارجًا.

استدارَ نامجون و نظرَ إلى أعضاءِ فرقتهِ حالما اختفى سيجين من أمامِ أنظارهم، "دعونا فقط ننام. فـلدينا احتفالٌ غدًا!"

ابتسمَ الأعضاءُ قليلًا على محاولاتهِ لتغييرِ مزاجهم. وضعَ تايهيونغ ذراعيهِ على جونغكوك قبل أن يتّجها نحو المصعد، مُحاوِلًا تهدئةَ الأصغرِ الذي كان يرتجفُ قليلًا مع اقترابِهم أكثر من المسكن.

_ _ _

حدّقَ يونغي في السقفِ، سامحًا لدموعهِ بالسقوطِ بصمتٍ. حكّ أنفهُ بعُنفٍ، أسنانهُ تحفرُ أعمقَ في شفتهِ السفلى و كان باستطاعتهِ الشعورَ بالطعمِ المعدنيّ للدم. كان باستطاعتهِ سماعُ بقيةِ الأعضاءِ يفعلونَ شيئًا ما خارجًا، حتى أنّ جيمين حاولَ سؤالهُ إن كان يُريد بعضَ الطعامِ للعشاءِ أو لا، لكنّ يونغي صرخَ عليهِ أن يتركهُ وحدَه.

"ماذا لو أنّ سوكجين هيونغ تعرّضَ لنوبةِ ذعرٍ بينما هما ليْسا هناك؟"

رنّتْ هذهِ الكلماتُ في رأسهِ، ترتدُّ على كلّ خليةٍ في عقلهِ و لم يستطعْ التخلصَ منها.

"ماذا لو أنّ سوكجين هيونغ تعرّضَ لنوبةِ ذعرٍ بينما هما ليْسا هناك؟"

"ماذا لو أنّ سوكجين هيونغ تعرّضَ لنوبةِ ذعرٍ بينما هما ليْسا هناك؟"

"ماذا لو أنّ سوكجين هيونغ تعرّضَ لنوبةِ ذعرٍ بينما هما-"

"اخرس!"

صرخَ يونغي ثمّ نهضَ، راميًا وسادةً نحو الحائطِ الذي يُقابله، ثمّ أدركَ أنّها وسادةُ سوكجين و أنّه كان مُستلقيًا على سريرِ سوكجين. صرخَ بقوةٍ أكبر، مُلقيًا جسدهُ مجددًا على السرير، مُستديرًا ليستلقي على معدتهِ ثمّ دفنَ وجههُ في وسادةٍ أخرى.

بكى بشدّةٍ، و اهتزّ السريرُ من شهقاتهِ القوية. كانت الكلماتُ تعلُو و تعلُو داخلَ رأسهِ حتى أصبحت صياحًا، و صرخَ يونغي مجددًا، مُحاوِلًا منعها.

لقد اكتفى. كان يُحاولُ طيلةَ الشهرِ الماضي أن يُوقفَ أفكارهُ السلبيةَ عن هيونغهِ الأكبر، مُحاولًا إقناعَ نفسهِ أنّ هيونغهُ قد بدأ بالتحسّن. لكنّه لم يستطعْ أن يتوقفَ عن التفكيرِ بأسوأ مشهدٍ مُحتَمَلٍ حدوثه. كـعبوةِ صودا كانت ترتجُّ بعنفٍ قبلَ فتحِ غطاءِها; انفجرتْ مشاعرُ يونغي بعد كلماتِ جونغوك السابقة.

لم يستطعْ التخلّصَ من الأفكارِ السلبيةِ داخلَ عقله. لم يستطعْ إيقافَ عقلهِ عن ابتكارِ أسوأ المشاهدِ لهيونغهِ و هو يُعاني من نوبةِ ذعرٍ وحيدًا. لم يستطعْ التوقفَ عن البكاء، لم يستطعْ إمساكَ قلبهِ من التحطّمِ أكثر، لم يستطعْ التحكّمَ في رئتيهِ حتى يتنفسَ بشكلٍ طبيعيّ، لم يستطعْ إيقافَ جسدهِ من الارتجاف.

لم يستطعْ إيقافَ الذنبِ الذي ينمو داخلهُ لفتحهِ بابَ السيارةِ بعُنفٍ و الصراخِ على الماكني دون إعطاءهِ أيّ توضيح. لم يستطعْ إيقافَ ألمَ الشوقِ لهيونغهِ. لم يستطعْ إيقافَ كلّ شيء. لقد فقد التحكّمَ في كلّ شيء.

"هيونغ! يا إلهي."

شعورُ هوسوك كان في محلّه. لقد ظنّ أن عقلهُ كان مُتعبًا جدًا عندما سمعَ صوتًا ضعيفًا لأحدٍ ما يبكي، ثمّ صرخةُ يونغي التي دوّتْ في كلّ المسكن. هوسوك كان الأولَ الذي ركضَ داخلَ غرفةِ هيونغهِ عندما سمعَ صراخهُ.

جلسَ على ركبتيهِ بجانبِ السريرِ، مُواجِهًا هيونغهُ الذي كان وجههُ مدفونًا داخلَ الوسادةِ و يبكي بحُرقة. أتى بقيةُ الأعضاءِ و أحاطوهُما، سائلينَ نفسَ السؤالِ، تقريبًا في نفسِ الوقت.

"فـ-فقط اخرسوا!" صاحَ يونغي، "ا-اتركوني و-وحيدًا!"

لم يعرِفْ أيّ واحدٍ منهم كيفَ يُواجهُ هذا الجانبَ من يونغي. كان الأخيرُ غالبًا ما يصبحُ هادئًا عندما يحزنُ أو يُوتِّرهُ شيءٌ ما، لكنّ الوضعَ مختلفٌ الآن، و لم يكن لديهم أدنى فكرة. إن أبكى شيءٌ ما يونغي، خصوصًا بحُرقةٍ هكذا، فلا بدّ أن يكونَ شيئًا جدّيًا جدًا، و أنّ يونغي قد أمسكهُ داخلَ نفسهِ لوقتٍ طويل.

نظرَ هوسوك إلى الأعضاءِ واحدًا تلوَ الآخر، قبل أن تستقرّ عيناهُ على نامجون الذي كان جالسًا بجانبهِ. كانتْ شفتا القائدِ تُشكّلانِ خطًّا ضيّقًا، و كان يبدو ضائِعًا. جلسَ جيمين مُقابلهُ على حافةِ سريرِ سوكجين، ناظرًا إلى هوسوك و نامجون قبل أن ينظرَ بعجزٍ نحو تايهيونغ الذي كان واقفًا بجانبهِ، شابِكًا ذراعيهِ أعلى صدرهِ، و يبدو مُتوتّرًا و ضائِعًا.

"هيونغي؟" تكلّم جونغكوك من وراءِ هوسوك، جاهزًا لتلقّي صراخِ هيونغه، لكنّ الردّ الوحيدَ الذي تلقّاهُ هو شهقاتُ يونغي و بكاؤه.

"هيونغي، هل هو بسببي؟" سألَ جونغوك مجددًا بلُطفٍ، مُقرفِصًا، و واضعًا رأسهُ بجانبِ هوسوك على السرير، شاعِرًا باهتزازِ السريرِ من نحيبِ هيونغهِ.

"يُمكنكَ الإيماءُ إن كانتْ الإجابةُ نعم، و هزّ رأسكَ إن كانتْ لا" قال جونغوك قبل أن يسألَ السؤالَ ذاتهُ مجددًا، "هل هو بسببِ ما فعلتُ سابقًا؟"

عمّ الصمتُ الغرفةَ لبضعِ دقائقَ حتى كادوا يُفوِّتونَ إيماءةَ يونغي. تنهّدَ جونغوك. في الحقيقةِ هو لا يعلمُ ما الخطأ الذي ارتكبهُ، لكن الذنبَ بدأ باصطيادهِ.

هدأَ بُكاءُ يونغي بعد بضعِ دقائقَ. وضعَ هوسوك يدهُ على ظهرِ يونغي و بدأ برسمِ دوائرَ صغيرة، مُحاوِلًا إعادةَ تنفّسِ هيونغهِ للوضعِ الطبيعيّ. كانَ الصمتُ حولهم أشبهَ بالصممِ لولا شهقاتُ يونغي و فُواقُه.

رفعَ يونغي رأسهُ و وضعَ أعلى رأسهِ على الوسادة، مُحاوِلًا التركيزَ على يدِ هوسوك على ظهرهِ، مُحاولًا إرجاعَ تنفسهِ للوضعِ الطبيعيّ. نقرَ جيمين بلُطفٍ على يدِ يونغي ببضعةِ مناديلَ ناعمة ليأخذها الأخيرُ على الفور و يمسحَ أنفه. استدارَ للاستلقاءِ على ظهرهِ و تحطّمتْ قلوبُ البقيةِ مباشرةً بعد رؤيةِ منظرِ الوجهِ المصبوغِ بالدموع، الخدّانِ الحمراوانِ مع الأنفِ المُحمَرّ، و العينانِ المنفوختانِ اللتانِ تُحدّقانِ بفراغٍ نحو السقف. تنفّسَ يونغي بعُمقٍ من أنفهِ و زفرَ الهواءَ من فمهِ. أعادَ الكرّةَ بضعةَ مراتٍ قبل إغلاقِ عينيهِ و إطلاقِ نفسٍ طويل.

"آسِف" تمتمَ، جاذِبًا ذراعيهِ للأعلى لإخفاءِ عينيه.

"لا بأس، هيونغ" أخبرهُ جيمين برقّةٍ، مُربِّتًا على كتفِ هيونغهِ.

دفعَ هوسوك نفسهُ لأعلى و جلسَ بجانبِ يونغي، "هل تودُّ إخبارنا الآن؟"

بقيَ يونغي صامتًا لبضعِ ثوانٍ، جاعِلًا البقيةَ يظنّونَ أنّه قد غَفا، لكنّه تكلّمَ أخيرًا، "لقد كان فقط.. امم.. لقد تذكرتُ كلماتِ جونغكوك."

أخفضَ جونغكوك رأسهُ، موجةٌ من الذنبِ أتتْ أخيرًا لتُحطّمهُ.

"لقد كنتُ فقط أفكّر... ماذا لو.. ماذا لو كانتْ كلماتُ جونغكوك صحيحة؟ ماذا لو... ماذا لو عانى سوكجين هيونغ من نوبةِ ذعرٍ.. و-وحيدًا؟" قال بصوتٍ مُهتزٍّ ليفهمَ البقيةُ أخيرًا.

"هيونغ، أنا آسف، لم أقصِد مُضايقتك" قالجونغكوك، بنصفِ همسٍ. لا جرأةَ لديهِ للنظرِ لأعلى.

سحبَ يونغي ذراعيهِ عن عينيهِ و أومأ نحو الأصغر، "لا بأس، و أعتذرُ للصراخِ عليك."

"أستحقُّها" تمتمَ جونغكوك. نهضَ يونغي و سحبَ جونغكوك ليجلسَ بجانبهِ، قبل وضعِ ذراعيهِ على كتفِ الأصغر.

"لا بأس" قال مجددًا، ناظِرًا نحو الأصغر الذي كان لا زالَ يتجنّبُ نظراتهِ. أومأجونغكوك برأسهِ ببطء.

"ماذا لو قُمنا بزيارتهِ غدًا قبل الاحتفال؟ سأقومُ بسؤالِ والديهِ عن المكانِ الذي سيذهبونَ إليه، و سنحظى بمحادثةٍ سريعةٍ معه هناك" قال نامجون. أومأ البقيةُ بحزنٍ، و لا يزالونَ مصدومينَ قليلًا من تصرّفِ يونغي غير الاعتياديّ.

"دعونا ننام" نهضَ هوسوك من سريرِ سوكجين متبوعًا بالبقيّةِ عداجونغكوك.

"هل يُمكنني البقاءُ هنا لبعضِ الوقت؟" سألَ جونغوك الأعضاءَ، و لا زالَ ينظرُ للأسفل.

"سأودّ أن أحظى ببعضِ الرفقةِ، هل تُمانِعون؟" نظرَ يونغي إلى نامجون، زميلُجونغكوك في الغرفة.

"لا بأس" أومأ نامجون، قبل أن يخرجَ من غرفةِ الأكبر. اقتربَ تايهيونغ منه و نكزهُ.

"سأنامُ معك الليلة، هيونغ" عرضَ تايهيونغ، و ابتسمَ نامجون و هو يوُمِئُ برأسه، سعيدًا أنّه سيحظى ببعضِ الرفقة. تمنّى هوسوك و جيمين ليلةً سعيدةً للبقيةِ قبل أن يذهبا لغرفتهما المشتركة، بينما دخلَ تايهيونغ إلى غرفةِ نامجون و قفزَ على سريرِجونغكوك، غيرَ مُحمّلٍ نفسهُ عناءَ فعلِ الروتينِ الليليّ خاصّتهُ أو جلبَ هاتفهِ من غرفته. لقد كان مُرهَقًا.

"ليلة سعيدة، جوني هيونغ" قال، مُبتسمًا نحو نامجون قبل أن يُطفِئ الأخيرُ الضوء.

"ليلة سعيدة، تاي-تاي" ردّ عليهِ بابتسامتهِ ذات الغمازات، ثمّ أطفأ الضوء.

_ _ _


"ماذا تعنينَ بذلك، أمّي؟"

قطّبَ نامجون حاجبيهِ. ألمْ يُخبرهم سوكجين أنّ لديهِ خططًا مع والديه؟ لكن لمَ أخبرتهُ والدتهُ أنّها في مكانِ عملها؟ هل كذبَ سوكجين عليهم؟

"ليسَ لدينا أيّ جداولٍ اليوم، جوني، أنا جادّة. لو كان لدينا، لكان سوكجين قد استيقظَ باكرًا و ذكّرنا، أو سألنا عنه في اليومِ السابق. و أنا لا أتذكّر أنّنا خطّطنا لأي شيءٍ اليوم."

عضّ نامجون شفتهُ السفلى، شعورٌ بعدمِ الراحةِ بدأ يجتاحُ جسده. حدّقَ في حائطِ الممرّ المُقابلِ له، و هو ينقرُ بأصابعهِ على فخذهِ.

"لكن... سوكجين هيونغ أخبرنا أنّ لديهِ خططًا معكما اليوم" حاولَ نامجون مجددًا. ربما نسيَ الوالِدانِ ذلك، أو ربما كان السببُ في عدمِ تذكيرِ سوكجين لهما أنّ خططهم ستكونُ في المساء.

"أنا جادّة، نامجون-اه، لمَ لا تسأل سوكجين إن كنتَ غير مقتنعٍ بعد؟"

تنهّد نامجون، و بدأ القلقُ بالعبثِ في داخلهِ، و يبتلعُ ريقهُ بصعوبة، "هل قابلتُما سوكجين هيونغ هذا الصباح؟"

"لم نفعل. لقد قمنا بتفقدهِ فقط و كان لا يزالُ نائمًا عندما خرجنا."

أومأ نامجون، ثمّ أدركَ أنّ والدةَ سوكجين لا تستطيعُ رؤيتهُ، "شكرًا لكِ، أمّي، ربما سأزورهُ لبعضِ الوقت."

"بالطبع، لكن لا تصنعوا أيّ فوضى،" قهقهتْ الوالدةُ من على الجهةِ الأخرى من المكالمة.

قهقهَ نامجون على تحذيرها اللّعوبِ لكن الجديّ، "حسنًا أمّي، شكرًا لكِ."

"على الرحبِ و السعة. أنتَ تعلم مكانَ المفتاحِ الاحتياطيّ، صحيح؟"

"أجل أمّي."

"حسنًا، إلى اللقاء، نامجون-اه."

"إلى اللقاء، أمي."

تنهّد نامجون، مُحدِّقًا في هاتفه، بينما تغيّرت الشاشةُ لتُظهِرَ الشاشةَ الرئيسيةَ، ناظِرًا إلى وجهِ سوكجين على الخلفية. لقد كانتْ صورةً جماعية لهم عندما تلقّوا أول جائزةٍ لأغنيتهم I Need U و جميعُهم يبدونَ سعيدين، حتى أنّ الدموعَ قد تجمّعتْ في عينيّ جيمين.

تنهّدَ مرةً أخرى و عادتْ عيناهُ مجددًا إلى وجهِ سوكجين ذو الابتسامةِ الكبيرةِ التي تُظهِرُ أسنانه و تُخفي عينيه. تلاعبتْ ابتسامةٌ حزينةٌ على وجهِ نامجون، ثمّ أطلقَ ضحكةً صغيرةً حزينة بعدما أدركَ كم أخفتْ تلكَ الابتسامةُ خلفها. أحيانًا، هو ينسى كلّ الأشياءِ التي مرّ بها سوكجين عندما ينظرُ إلى خلفيةِ هاتفه. ابتسامةُ سوكجين كانت تُبلي حسنًا في إخفاءِ الظلامِ خلفها، و كان قلبهُ يحترقُ في كلّ مرةٍ يتذكّر ذلك.

دخلَ جيمين الممرّ حالما سمعَ أنّ نامجون قد أنهى المكالمةَ، ثمّ رفعَ حاجبه، "أينَ هُم، هيونغ؟"

تجاهلهُ نامجون و مشى داخِلًا غرفةَ الجلوس، مكانَ تجمّعِ البقية. نظرَ جميعُهم إليه، مُنتظرين إجابةً منه، و لم يشعُر أيّ أحدٍ بأنّ هناكَ خطبًا ما.

"إنّه في المنزل" قال نامجون، و كان باستطاعتهِ رؤيةُ علاماتِ السؤالِ تتطايرُ فوقَ رؤوسِ البقية، "سوكجين هيونغ كان يكذب. إنّهم لا يملكونَ أيّ خططٍ اليوم."

جميعُهم أبدوا ردّاتِ فعلٍ مصدومةٍ، بشكلٍ مُختلف. شرقَ جونغكوك في حليبِ الموزِ خاصته، رفعَ جيمين حاجبيهِ بسرعةٍ، اتّسعتْ عينا هوسوك، أمالَ يونغي رأسهُ إلى الجانبِ و ضيّقَ عينيه، أمّا تايهيونغ، فقد جلسَ باستقامةٍ على الأريكةِ، بعدما طارَ نعاسهُ بعيدًا.

"يجبُ علينا زيارتهُ" أخبرهم نامجون، مُحاولًا السيطرةَ على التوتّر الذي بدأ يعتصرهُ. أومأ البقيةُ دون قولِ أي شيء، ثمّ عادوا إلى غُرَفِهم لتجميعِ الأشياء التي سيُحضِرونها، بينما فتحَ نامجون قفلَ هاتفهِ مُحدّقًا في وجهِ سوكجين على الشاشة.

"كُن بخيرٍ، أرجوك، هيونغ" همسَ، مُربِّتًا بلُطفٍ على الشاشةِ فوقَ وجهِ سوكجين قبل إغلاقِ هاتفهِ و الذهابِ إلى غرفتهِ لجلبِ محفظتهِ. التقى بالبقيةِ على البابِ الأماميّ و أومأ نحو يونغي الذي كان يلعبُ بمفتاحِ سيارته.

"لنذهب" أخبرهم يونغي، فاتِحًا البابَ، ثمّ خرجَ متبوعًا بالبقيّة.


Continue Reading

You'll Also Like

259K 8.4K 9
كانوا خمس أولاد إستطاعوا النجاة حتى مع ندوبهم الكثيرة لهذا ظنهم الجميع شياطيناً.. حتى أنا روبين ديميرو الفتاة الَّتي كان من المفترض أن تكون حياتها ه...
2.3M 78.6K 21
أن تُسَجن في عُمرِ الزُهور وِسط أسوارٍ كوَّنها حُبّ مُتمّلك مَنع عَنها الحَياة ..! صَبيَّة في مُقتبلِ العُمر تُطارَد مِن قِبل أقرَبُ الناس اليها أن ت...
241K 9.2K 27
[ ADULT CONTENT ]. _ كنت سعيدة انني سأكمل دراستي وأدخل الجامعة حتى تلقيت صدمة غيرت كل مخططاتي. _ _ العد العكسي لنهاية حياتكِ قد بدأ.. احذري. _ _...