فلتبتعدوا عن المدينة وصخبها وركزوا على طرف تلك القرية بالقرب من الغابة، هناك رسخ قصر عائلة وولف حتى الآن بصلابة بالرغم من كل الخصامات التي مرت عليه أو حتى اللعنات.
ومنذ بضع سنوات في داخل إحدى غرفه الواسعة، طفلة صغيرة ولدت حيث القمر المكتمل وعواء الذئاب، ليلة مميزة بالنسبة للمستذئبين.
وُضِعَت بين يدي والدتها المدعوة كاثي كأول إبنة لها بعد موت سابقاتها.
جميع نساء القصر سعدن لسماع الخبر أن كاثي وضعت طفلتها بين يديها وهي حية وجرين إليها ليهنئنها على ذلك.
_"أتمنى أن تعيش هذه الطفلة الجميلة أيام سعيدة برفقتك وبرفقة عائلة وولف يا كاثي"
لكن المتحدثة قد رَمَت حجر كلامها بعيداً، بضعة أيام وَلَت وكانت تلك الصغيرة قد فتحت عينيها تماماً.
كانت أعين من الفضة و نأمل أن ترى بهما ما هو ثمين بالحياة.
حينها كان ڤولكر وريث الملك السابع الصغير قد علم بوجود شخص جديد في القصر، ڤولكر اِمتلك أعين خضراء حادة ومخيفة أكثر من باقي إخوته
وولد بعلامة واضحة على عنقه عبارة عن وجه ذئب ذو هلال على جبينه، كان هادئ للغاية ونظرته فارغة ولكنه طبيعي عندما يلعب مع الجراء.
أخذ يراقبها بخلسة من خلف باب الجناح بعينيه المشعّتين فهي مخلوق جديد وقد ظهر فجأة ويريد أن يكتشفها.
بعدما وضعتها والدتها في سريرها أمعنت النظر بها وخلف ذلك حيرة وخوف من المستقبل
لم تكن تلك الطفلة التي تجعل والديها يتمنيان الغفوة، كانت هادئة أيضاً كأنها تستمع للحن ما.
سارت كاثي خارج الغرفة فلمحت ڤولكر الصغير واقف يحدق بعيني الجرو، تبسمت قائلة "إذهب ورحب بسيلڤر أعتقد أنها تريد أن تلعب معك"
خطى للداخل بتردد بينما يراقب حركاتها العشوائية الطفولية، وصل قرب سريرها ليمعن النظر بها.
أدار رأسه للخلف فجأة عندما سمع ضحكات كاثي وكلامها "لمَ أنت خائف إنها طفلة صغيرة لقد كُنتَ مثلها منذ وقت قصير"
أعاد ناظريه عليها فشعر كأن في رأسه شرارة وبرئتاه تتضخمان بشكل غريب كأن أحدهم أصابه بالسحر الأسود، خاف منها تماماً هذه المرة ليترك الغرفة ويهرب بنفور بركضه المترنح.
حينها اِصطدم جسمه الصغير بإمرأة ما ولكنه اِستمر بالركض قبل أن تعتذر منه لذا تجاهلته وأكملت سيرها نحو غرفة كاثي.
تحدثت "الألفا طلب رؤيتك"
عقدت حاجبيها الرفيعين باستغراب لتصعد السلالم إليه بينما تتوقع ما سيقول.
دخلت لمكتبه الكبير ووجدته معطياً لها ظهره يحدق بلوحة الذئب التي خلفه، ميّز رائحتها ليستدير مستطرداً "أهلاً كاثي إجلسي"
جلست تنتظر كلامه وبعد صمت طويل تنهد مغمضاً العينين ليتفوه "إن اِبنتكِ سيلڤر مختلفة... أعتقد أن التاريخ يعيد نفسه"
توقَّعَت منه هذا القول فهو هكذا صريح دائماً، فأجابته بتلقائية واثقة "ما تزال طفلة الأمور كهذه لن تؤثر بها... فقط لا أريدك أن تخبر أحد بشأنها وإلا ستحدث الكوارث"
نهضت باِمتعاض فاِستطرد مقاطعاً رحيلها "كاثي أنا آسف على كلامي، لكنها ستواجه الكثير من المصاعب إن علم أحدهم ما خطبها فمن الأفضل أن تبعديها جيداً عن كل شيء مثير للمشاكل إلى أن يحين الوقت المناسب"
أجابت معطية له ظهرها خاطية للخارج ببطء "طالما أنك لن تخبر أحد فكل شيء سيكون على مايرام لأن صغيرتي سيلڤر ستكون قوية كفاية..."
***★****★***
قديماً قبل مولدي ومولدك بكثير، خِلاف كبير بين السَحَرة والمستذئبين خلَّف بينهم لعنة أبدية، ومن خلالها غُرزت قصة قلب السحر على الساحر في عقول كل من نسليهما...