أُعرِّفكم

193K 9.7K 4.2K
                                    

شهقت بقوة لأنهض جالسة ملتقطة أنفاسي، نظرت حولي واضعة يدي على صدري فقد كنت على وشك الموت بعقلي الباطن.

يا له من كابوس، حلقي كان جافاً كأنني في الصحراء منذ دهر فسكبت لنفسي بعض الماء لأقوم بشربه دفعة واحدة لألحظ أشعة الشمس المتداخلة بالغرفة بعفوية، إنها تجذبني للجلوس تحتها.

من الغريب أني اِستيقظت قبل موعد الإفطار بساعات على غير العادة.

اِقتربت من نافذتي أراقب من علوّي الشاهق حديقة القصر والغابة التي أمامنا إلى أن سمعت صوت عواء طفيف.

فأمعنت النظر بأولئك الذين يلعبون على هيئة جراء في الحديقة الشاسعة وذلك الذئب الكبير الرمادي بقربهم تارة يراقبهم وطوراً يلعب معهم، لأشعر بغصة تكتم نَفَسي، اِستنشقت الهواء جيداً لأزفره برجفة.

ستة عشرة سنة لم أتمكن من التحول فيها البتة، كأنني لست منهم، حتى أنني ولدت بلا علامة رفيق
فوق كل هذا والداي انتهى أمرهما كبطلان أسطوريان وقفا في مقدمة القطيع ودافعا عنهم ضد الأعداء حتى آخر نَفَس.

كان الألفا السابق يهتم لشأني نوعاً ما، لكنه توفي أيضاً مع بعض من أولاده لنفس السبب ليتولى وريثه الأول هال أمر القصر.

ثلاث سنوات من عمري ضاعت وأنا جالسة في قبة قصر وولف أراقب الأرجاء جيداً، لأنني ضعيفة ولا يمكنني فعل أي شيء، اِستخدموني كمراقبة كي أنذرهم إن رأيت أحد يتعدى على منطقتنا من خلال آلات التصوير أو المراقبة بفضيتاي.

بالرغم من أن عملي يبدأ ليلاً إلا أنني ألازم غرفتي، بسبب بعض الأشخاص الذين بالقصر، فمثلاً جوني فتى يبدو أكبر من عمره ككل الذكور هنا وهو يكرهني منذ أن كنت صغيرة ويضايقني من فترة لأخرى.

ولكن شخص واحد فقط من بين الجميع أبغضه بشكل لا يمكن لأحدهم تصوره.

ڤولكر الوريث السابع لقطيع وولف وبسبب موت بعض من أخوته هو الآن الثاني، ها هو يستمتع بوقته ويفعل ما يحلو له، ومتى ما شعر بالضجر ولم يكن لديه شيء ليفعله يقوم بإزعاجي أو ربما يمكن تسميته تنمّر.

لقد تربينا سوياً في نفس القصر، الألفا والد ڤولكر، وأبي المُحارب المُخلِص للقطيع كانا أفضل الأصدقاء، حتى أن والدته وأمي كاثي كانت علاقتهما جيدة ولكن لم يُقدر لنا نحن الأبناء أن نكون كذلك.

أتذكره عندما كنا صغار، كان مختلف وكنا نلعب سوياً أيضاً لكنه تغير فجأة كأن روح شريرة سكنت جسده، ولا يمكنني الدفاع عن نفسي لأنه يفوقني قوة بكل شيء.

لهذا السبب لم أخرج من غرفتي منذ فترة ما عدا أوقات الطعام فكما يحب الألفا ومن كان قبله نحن نجلس على ثلاث طاولات منقسمين حسب أعمارنا لكثرة الأشخاص في هذه السرايا، في هذا القصر أربعة أجيال من قطيع وولف.

|| ڤولكر ||Where stories live. Discover now