تنفسي ثقيلٌ للغاية
وثقلٌ علي لن ينزاح
رغم أنني تناولت دوائي
لكن وضع فراغي يزداد سوءاً
حتى رسومات جيمين أهملتها
مشاهدة التلفاز لم تعد تجذب إهتمامي
فقدت رغبتي حتى برؤية والدتي وجين
لذا انزوي بعيداً عنهم في غرفتي
وإن تركتها
هم السبب
فهم يجروني خارجاً
جين يُعاني مني
شهادات الطب التي نالها وخبرته
لم تجدي نفعاً معي
لا يوجد بي أي خطب
أنا أعلم جيداً هذا
الخطب يكمن فيه
جزء الجيم
وجيم نفسه
فتحتُ النافذة لتجديد الهواء
لعلي أهدأ قليلاً
"هذا لا يُجدي نفعاً"
شعوري الفارغ يجعلني جثة على قيد الحياة
نصُل شفرةٍ حادة
أضعهُ على يدي
رؤية دمي يتدفق
ذكرني بألوانٍ مُتناقضة
وبنفسي الضائعة
و جيمين
فجيمين
ثم جيمين
الأحمر جيمين
وجيمين أزرقٌ محمرٌ ممزق بين ثنايا الحديد
لستُ مجنوناً
فعلتُ هذا لأني أريد الشعور
على الأقل علي الشعور بالألم
رغم أن جين أخبرني
بأن علي المحاربة
بأن لا أدع الإكتئاب يُسيطر علي
لكن لاقوة لي
لذا الإكتئاب صديقي
.........
الألوان الفسفورية
الملطخة على الجدران
وجناحي الأسود الوحيد مستقيم
كنتُ ألهث
أنا خائف
ظهر صوت من خلفي
إلتفت خلفي كان هناك
"أنا رأيتك أخيراً
بشكلٍ واضح أيضاً
جيمً "
الجيم ذو نصفين
نصف إمرأة ونصف رجل
جمالُ إمرأة يكمن فيه وفي الوقت ذاته جحيم رجل
شعرٌ أشعث له
يرتدي قميصاً أسود
مكتوبٌ عليه جيم بالأحمر
لهُ أعينٌ كالقط
قطع تأملي إياه متحدثاً لي
"تُريد رؤيته؟
جزء الجيم؟"
حياتي مُهدمة
"تقصدُ عديمُ اللغة؟
أجل أريدُ رؤيته"
ضحك الجيم
"هكذا إذاً أسميته؟
لكَ ذلك لكن هُناك شرط
تقيأ ذنوبك"
أنهى الجيم حديثه
ليسقط جناحي الوحيد جانبي
وأسقط بجانبه
أخذ كُل شيء يدور
ورأسي على وشك الإنفجار ألماً
وتقيأت
لكنهُ لم يكن طعاماً
كانت ألواناً فسفورية
أمسكت يساري بقوة
رفعت عيناي للجيم كان هناك بجانبه لديه جناحٌ واحدٌ مثلي لكن لم يكن أسوداً كخاصتي
كان أبيض اللون
نصفي أنت هنا أخيراً
كنتَ مألوفاٌ من أول مرة
و أجهشت باكياً
"جيمين يا عديم اللغة
تعال وعانقني"
تقدم يجثو إلي
لكني بادرت بعناقه بقوة
"جيمين أنا أبكي أخيراً"
ربت على ظهري
"لأن مشاعرك لدي
لأني نصفك
حين نكون معاً هنا
تصبح طبيعياً"
اللاوعي جميل صادق
السقوط الأجمل
.......
هل لدى ديسمبر
هفواتٌ كأكتوبر؟
ديسمبرٌ حزين؟
إنهُ منبوذ
لكونه الأخير
باردٌ وحيد
يناير ذات يوم أخبرهُ بتعالي
أنهُ الأول
أنهُ الجمال والإعتدال
أنهُ بدايةٌ جميلة
بينما ديسمبر النهاية المقيتة
صقيعٌ بارد
أعيادٌ لا قيمة لها
أنا ديسمبر
حتى وإن كنتُ سبتمبر
أخفضُ اجفاني للأسفل أُحدق ُبالزينة الملقاة أرضاً
الكريسماس
الأول دون والدي
والثاني عشر دون جيمين
جين و والدتي يدعون السعادة
عيدٌ بلا لون
"على جيمين أن يكون معنا"
والدتي بكت
وجين زمجر علي وترك المنزل
لكنها الحقيقة؟
الحقيقة في زاوية العالم الأخرى
أن ديسمبر ذو ثلاثين يوماً نكرة
استصغر نفسه
لذا الأمر بذاته كان خطأ منه
.........
طالما أنني أراه
فهذا مريح
"جيمين
هل تعيش جيداً؟"
ضحك بينما يقوم بالخربشة بقوة على الأرض بأظافرة
"لا وجود للحياة هنا"
هل يقصد زوايا الحياة والعالم؟
"زاويتنا حادة
أخي الأصغر"
"تظن ذلك؟
رغم أننا نقبع بوسط انحناء الجيم
الذي لا زاوية لهُ أساساً"
أظن هذا بقوة
لأن الحاد مؤلم
وهذا ما نؤول إليه دائماً
.........
لففتُ وشاحي جيداً حول عنقي أرجو الدفء
أبحث عن جين
بعد إصرارٍ من أمي
الثلج الأبيض يُداس
كل أبيضٍ نقيٍ يُدنس؟
توقعتُ وجوده بالمنتزه القريب
الذي اعتدنا على اللعب فيه حين كنا صغاراً
كان يجلس على الأرجوحة بلا تعابير
وقفتُ أمامه
"والدتي تريد منك العودة
هي قلقة"
ربت على الأرجوحة بجانبه
"أجلس قليلاً "
امتثلتُ لطلبه
ليتحدث
"أعتذر على غضبي عليك "
صمتُ
لأني لم أعلم بماذا أرد
"تتذكر
عند آخر مرة لعبنا بها هنا؟"
جِلتُ بنظري حول المكان
"لعبنا الشرطة واللصوص
أنا وأنت وجيمين
هوسوك ويونغي أيضاً
لكن الأمر إنتهى ببكاء جيمين
لأنك أخبرته أنهُ صغير و ضعيف ليكون شرطي
يالسخافتك"
ضحك ضحكة صاخبة
ليعيد سؤالهُ المعتاد بينما دخان تسرب من فاهه لبرودة الجو
"ألا تريد أن تسأل كوك؟"
تنهدت
"لم تصرفت هكذا مع جيمين بذلك اليوم؟
عاملته بجفاوة فجأة؟ "
"أردت أن أثبت وجودي
أنا الأخ الأكبر
علي أن اتنمر على أخوتي الأصغر
لكن الدور فسد
حين بدأ جيمين بالبكاء
احتضنتهُ على الفور"
وضع يداه على وجهه
لم أتوقع أن سؤالاً كهذا سيبكيه
"أكره هذا للغاية جونغكوك
أنا أخٌ سيء لا يحمي إخوته كما يجب"
على جين أن يرى الحياة ملونة
تشعُ جيداً
عكسي
أنا الفاقد
المنهار
المحبب للجيم الجافي
المسلوب
"جونغكوك ما رأيك
بزيارة بلدية جوني
لأجل جيمين؟ "
........
"جونغكوك
أنا جناحك الآخر"
تحدث أزرق العينين يستقيم
"لكنه أبيض اللون عكس خاصتي؟"
"لأن نصفك نقي والآخر مخيف"
لأنني لم امتلكه سوى بضع سنوات
........
"هل علينا فِعلُ ذلك حقاً؟"
تحدثت أجلس في المقعد الخلفي للسيارة أربط حزام الأمان
بينما جين يتولى القيادة و والدتي بجانبه
"ألا ترغبُ بذلك؟"
عاتبتني أمي
أسندت رأسي على النافذة
"لكن الثلج يتساقط والجو بارد"
طوال الطريق المؤدي من ليون إلى جوني
كانت تحمل ثلثٌ من الذكريات المغبرة
تذكرتُ أيضاً
والدي الذي كان يقود و والدتي بجانبه
ونحن الثلاثة في الخلف
نتشاجر على من يجلس بجانب النافذة
"أتذكرين يا أمي
حين حضرنا مع عائلة السيد مين و جونغ "
تحدث جين يمسك المقود بيدٍ واحدة
لتقهقه والدتي
متانسية بعض المقاطع الغير مستحبة
قام جين بتشغيل بعض الموسيقى الهادئة
هذا سيساعدني على النوم
إلى الهروب الهادئ
.......
لم نجد سوى ذلك الفندق
الفندق الذي أقمنا به بيوم عيد ميلاد جيمين
إِدعت والدتي الجهل
وجين قال أنهُ لم يجد غيره
أعتقد أنه شعر بالحنين فحسب
وضعتُ الحقائب أرضاً
وجين تولى إقفال الباب
بينما أمي تتجول تتفقد المكان
"جين"
إنتكست أُناجيه بضعف
الألم قد عاد
........
"جيمين
أتتعمد فعل هذا؟"
بحر عينيه يتلاشى رويداً رويداً
"الجيم يحفُنا جونغكوك
كل ما حولك جيم
أنت من يتعمد فعل هذا بنفسك "
عندما اكتساني الرمادي
لم أُبالي
لكني أحترقُ الآن
هذا المكان يُعطيني كل المشاعر
حتى السيئة والفارغة
........
الحرارة تزداد بجسدي
و ألمٌ فضيع
حتى فقدتُ القدرة على نطق حرف
جين و والدتي يجلسون بجانبي
بينما كل أنظاري تتوجهُ للسقف
"أتود العودة لليون؟
لا بأس إن أردت ذلك"
هززت رأسي نافياً
ليس العودة الآن
علي رؤية جيمين
........
أستيقظت
وشعرتُ بدوارٍ فضيع
نتيجة عدم تناولي أي شيء
ومرضي بالأمس
هاتفي الذي يستمرُ بالرنين هو سبب أستيقاظي
رقم هاتفي جديد
فمن يستمر بإزعاجي هكذا
"مرحباً "
بصوتي المبحوح
"إبن جيون الأوسط
هل صحتك جيدة؟"
قطبتُ حاجبي و أبعدتُ الهاتف عن أُذني
أُمعنَ النظر في الرقم
"الرقم كوري"
أعدت الهاتف لأذني
"ذات الجفن الأيسر المميز؟
أهذا أنتِ؟"
ضحكت بصخب
"إلهي عرفتني بسرعة"
تنهدت
"لأنك الفتاة الوحيدة التي تستمر بإزعاجي"
هدأ صوتها
"أخبرني جين بالأمس
كيف تشعرُ الآن ؟ "
"بخير"
إمتلأ صوتها فجأة بالنشاط
"أنتظرني قليلاً
سأُنهي إمتحاناتي وسآتي مع الرفاق لليون"
أغلقت الخط
.......
ارتديت معطفي البني
أستعد للخروج
استوقفتني أمي
"أين تذهب؟"
"سأتجول قليلاً"
أحياء جوني
حيثُ كُسرت أنا ذات يوم
حيثُ سُلبت
كيف لي نسيانها
كنت متوجهاً لمن سلب بأكمله
لكنه
استوقفني بصدمة
تلك الشامة على خده
بشرتهُ الشاحبة
وعيناه الرمادية
شعرة المائل للون البني
"ڤي ؟"
.
.
.
.
.
ذو الإثنى عشر ربيعاً يتوسط الغرفة
يستمرُ بالنظر للحائط
كأنه ملجأٌ له
بعد ليالٍ حمراء
امتلأت بالماء المالح المنساب
"جين
طعم دماء جيمين
لا تزال على لساني"
الأسود ليس سيئاً
لكن دمجه مع الأحمر
يجلب المرض
إنتهى أمره
حينما حبس نفسه بين ثنايا عقله
يغرق كالأعمى بين ذكرياتٍ تالفة
.
.
.
.
.
.
اللامُفرداتية|نِصفُ جسد:
8
_____________
ملاحظة:
1_الألم المزمن و الإكتئاب من أعراض اللامفرداتية.
...........
انتقالهم لليون
حفز عودة الجيم
وصار ياخذه الاوعي
لكن وجوده في جوني؟
عرفتوا تتخيلوا شكل جيم؟
و جونغكوك بجناح أسود واحد؟
وجيمين بجناح أبيض واحد؟
المكان الي يلتقوا فيه بلونين أسود و أبيض وملطخ بألوان فسفورية؟:)
تحليل؟
دمتم بخير♥