العِبءْ

By MinJinju

105K 5.5K 3K

[مُتوقفة]. جميعُ الأعضاءِ يعلمونَ أنّ هناكَ خطبًا ما في العضوِ الأكبر سوكجين، لكنّهم لم يعلموا ما هو. بظنّهم... More

Burden
Ch. 1
Ch. 2
Ch. 3
Ch. 4
Ch. 5
Ch. 6
Ch. 7
Ch. 8
Ch. 9
Ch. 10
Ch. 11
Ch. 12
Ch. 13
Ch. 14
Ch. 15
Ch. 17
Ch. 18
Ch. 19
Ch. 20
Note 1
Ch. 21
Ch. 22
Ch. 23
Ch. 24
مرحبًا!

Ch. 16

2.5K 205 98
By MinJinju

"سوكجين هيونغ!"

دوّى صوتُ جيمين في كاملِ المسكن، و لعنَ نفسهُ في داخلهِ بسببِ صُراخهِ الذي أرعبَ سوكجين أكثر. سقطَ الأكبرُ على ركبتيهِ بصوتٍ عالٍ، يداهُ قابضتانِ على صدرهِ و أنفاسهُ أصبحتْ غير منتظمة.

جلسَ الأصغرُ على ركبتيهِ أمامَ الهيونغ خاصتهِ في لمحةِ بصر، الخوفُ يندفعُ في دمهِ و هو ينظرُ إلى الفتى أمامه.

"هيونغ، سوكجيني هيونغ" حاولَ جيمين مُناداته، مُحاولًا أن يبدوَ صوتهُ هادئًا بينما يملأُ الذعرُ عقله.

"جيمين-اه، ما الخطب؟" هرعَ نامجون إلى الممرّ، جالسًا على ركبتيهِ على الجانبِ الأيمنِ للهيونغ.

"ل-لا أعلم. ك-كنتُ أمشي خ-خارجًا من غُرفتي و ر-رأيتُه يقعُ ف-فجأةً" تلعثمَ جيمين، و عيناهُ تتسعانِ في قلقٍ و صدمة.

"لا بأس، إنّها نوبةُ ذعرٍ أُخرى" جلسَ يونغي على ركبتيهِ على الجانبِ الآخرِ من سوكجين، و كان ذلك عندما أدركَ جيمين أنّ هوسوك و والديّ سوكجين كانوا واقفينَ على بُعدِ بضعةِ أقدامٍ منهم. الوالدانِ كانا مصدوميْنِ لرؤيةِ ولدهما في تلك الحالة.

تأوّه سوكجين، و ابيضّتْ مفاصلُ أصابعِ يدهِ عندما اشتدّتْ قبضتهُ على صدرهِ، مُحاولًا بصعوبةٍ أن يتنفّسَ دونَ إحراقِ صدرهِ.

"جونغوك" تحدّث نامجون، و ركضَ جيمين فورًا لإحضارِ الماكني.

"هيونغ، هيونغي... لا بأس" أخذَ نامجون مكانَ جيمين أمامَ الهيونغ، واضعًا يديهِ بلُطفٍ على أكتافِه. آلمهُ قلبهُ لرؤيةِ المنظرِ أمامه، مُحاولًا إيجادِ أي سببٍ مُحتمل قد جعلَ سوكجين يقعُ في نوبةِ ذعر. لكنّه ما لبثَ أن نحّى ذاك الخاطرَ جانبًا، فتهدئةُ الهيونغ أكثرُ أهمية.

"هيونغ، سوكجيني هيونغ، لا بأس. أنتَ بخير، و لا شيءَ سيُؤذيك. نحنُ هنا، أنتَ لستَ وحيدًا" تحدّث نامجون ببُطءٍ و رقّة، حانيًا رأسهُ ليقتربَ أكثر، أنفاسُ سوكجين تُلامِسُ وجهه، "هل تستطيعُ التنفسَ من أجلي، هيونغ؟ سأُساعِدُك. لا بأس، لا شيءَ من أفكاركَ السيئةِ حقيقيٌّ".

أتى جونغوك راكضًا إليهم، و جلسَ على الجانبِ الآخرِ من سوكجين لكن ليس قريبًا جدًا، مُحافظًا على مسافةٍ كي لا يشعرَ سوكجين أنّه مُحاصرٌ جدًا.

أخذَ نامجون إحدى يديّ سوكجين بصعوبةٍ قليلًا، و وضعها على صدرِه، "هل تشعرُ بذلك، هيونغ؟ أنتَ تستطيعُ الإحساسَ بها عندما أتنفّس، صحيح؟ الآن، اتبعني، حسنًا؟"

شهقَ نامجون، استطاعَ سوكجين الشعورَ بها على كفّهِ و حاولَ بكلّ جهدهِ أنّ يتبعها. لقد كان يشعرُ كأنّ شظايا زجاجٍ تخدشُ و تُمزّقُ رئتيهِ في كلّ مرةٍ يُحاولُ فيها أن يتنفّس. لكن بالنسبةِ لنامجون، فقد استطاعَ أن يشعرَ أنّ الهيونغ خاصته قد بدأ باتباعهِ. أمسكَ نفسَهُ لبضعِ ثوانٍ، ثمّ زفرَ، مُتأكدًا أن يستغرقَ بذلك وقتًا أطول كي يتسنّى لسوكجين اتباعه.

تأوّه سوكجين، رئتيهِ كانتا تشتعلان. مُلاحظًا أنّ الهيونغ يُحاولُ بكلّ جهدهِ، نظرَ نامجون إلى جونغوك، يسألهُ المساعدةَ بصمتٍ، و فهمَ الماكني ذلك في جزءٍ من الثانية. مُقتربًا منه، وضعَ يدهُ على كتفِ سوكجين، و انحنى حتى كانت شفتاهُ على بعدِ بضعِ سنتيميتراتٍ من أُذنِ سوكجين.

"لا تُفكر في أي شيء، لا تقل أي شيء، و لا حتى كلمة، فقط امنحني ابتسامة،" صوتُ جونغوك الشجيّ غنّى الأغنيةَ أبطأَ من الأصل، و كانتْ تتدفّقُ في عقلِ سوكجين. مدّ الأكبرُ يدهُ بيأسٍ مُحاولًا الوصولَ إلى جونغوك، و وضعَ الماكني يدهُ بلُطفٍ على يدِ سوكجين المفتوحة، قلبُه ينقبضُ بألمٍ لرؤيةِ كيفَ يتشبّثُ بهِ سوكجين.

"لا زلتُ لا أُصدّق ذلك، كلّهُ يبدو كالحُلم، لا تُحاول أن تختفي،" غنّى جونغكوك في أُذنِ الهيونغ بصوتٍ رقيقٍ، و مليءٍ بالقلقِ الذي كان يُحاولُ بصعوبةٍ إخفاءَه. ضغطَ نامجون كفّ الهيونغ على صدرهِ أكثر، و بدأ بالشهيقِ مجددًا.

"هل هذا صحيح؟ هل هذا صحيح؟ أنت، أنت، أنتَ جميلٌ جدًا لدرجةِ أنّي خائف."

مُتمسكًا بيأسٍ بصوتِ الأصغرِ الرقيق، تبعَ سوكجين أنفاسَ نامجون، شهقَ لأربعةِ ثوانٍ، أمسكَ أنفاسهُ لثلاثةِ ثوانٍ، ثمّ زفرَ لأربعةِ ثوانٍ أُخرى.

"غير حقيقيّ، غير حقيقيّ، أنت، أنت، أنت،" درسَ جونغوك وجهَ الأكبر، و لاحظَ أنّه قد أخذَ يتبع أنفاسَ نامجون أسهلَ من بضعِ ثوانٍ مضتْ. "هل ستبقى بجانبي؟ هل ستَعِدُني؟ إن أفلتُّ يدك، ستطيرُ بعيدًا و تتحطّم، أنا خائف، خائفٌ من ذلك".

الدفءُ في يديهِ قد عادَ مجددًا، مُرخيًا قبضتهُ الشديدة على يدِ جونغوك قليلًا، لكنّها كانتْ كافيةً لجعلِ الأصغرِ يعلم أنّ سوكجين قد بدأ بالتحسّن.

"هل ستوقِفُ الزمن، إن مرّت هذهِ اللحظة، كما لو أنّها لم تحدث من قبل، أنا خائف، خائفٌ من فقدانك" انتهتْ الأغنية، تلاشى صوتُ جونغوك ببُطء، مع الأكبرِ الذي استطاعَ أخيرًا التحكّم بأنفاسهِ.

ظهرَ كأسُ ماءٍ فجأةً أمام نامجون، و أخذهُ ناظرًا نحو المُعطي، الذي تبيّن أنّه تايهيونغ. ابتسمَ شاكرًا، قبل إحضارِ الكأسِ نحو شفتيّ سوكجين. قبلها الأخيرُ بامتنانٍ، شاربًا الماءَ بصوتٍ عالٍ، و متنهدًا عندما رطّبتِ المياهُ حلقَهُ الجافّ. وضعَ نامجون الكأسَ بجانبهِ، و مسحَ وجهَ الهيونغ المتعرّقَ بكُمّ قميصهِ.

"هل أنتَ بخيرٍ الآن، هيونغ؟" سألهُ نامجون، مُبتسمًا عندما فتحَ سوكجين عينيهِ و نظرَ مباشرةً إلى عينيّ القائد، مُومِئًا برأسهِ بلُطف.

"لنأخذكَ الآن إلى السرير، هل يُمكننا؟" سأل نامجون مجددًا، مُمَرِّرًا يدهُ أعلى و أسفل ذراعيّ سوكجين، أومأ الأخيرُ، سامحًا لنامجون و هوسوك أن يُساعداهُ على النهوض.

"جيني الصغير."

أطرقَ سوكجين برأسهِ نحو مصدرِ الصوت، مُتفاجئًا. لم يُدرك أنّ والديهِ كانا هناك أيضًا.

"عزيزي، هل أنتَ بخير؟" اقتربتْ أمّه منه، و احتضنتهُ بلطفٍ قدرَ الإمكان. أخذَ البقيةُ بضعَ خطواتٍ للخلفِ، لإعطائهما بعضَ المساحة.

"يا إلهي، أنا آسفةٌ لإنّي لم أستطعْ مساعدتكَ."

"لا بأس، أمّي،" قال سوكجين بصوتٍ أجشّ، ساحبًا نفسهُ من عناقِ والدتهِ بطفٍ قدرَ الإمكان، مانحًا إياها ابتسامةً صغيرة.

بطريقةٍ ما، لاحظَ تايهيونغ أنّ هناكَ شيئًا مختلفًا في طريقةِ تعاملِ سوكجين مع والديهِ. الهيونغ خاصّته لم يكن الشخصَ الذي ينسحبُ من عناقِ والدته. نكزَ القائد، رافعًا حاجبيهِ نحو سوكجين، و مُشيرًا بإصبعهِ نحو غرفةِ سوكجين.

"أمّي، سنقومُ بمساعدتهِ للذهابِ إلى النوم، لا بدّ أنّه لا يملكُ أيّ طاقةٍ الآن" اقتربَ نامجون منهما بأدبٍ، مانحًا المرأةَ ابتسامةً رقيقة. نظرتْ الأخيرةُ له لعدّةِ ثوانٍ، قبل أن تُعيدَ النظرَ إلى سوكجين.

"نمْ جيدًا، عزيزي. سأعودُ في الصباح" قالتْ والدتهُ، و أومأَ سوكجين برأسهِ دون كلام.

وضعَ نامجون يديهِ على كتفِ سوكجين، مُرشدًا إياهُ نحو غرفتهِ، و تبعهُ خطّ الماكني. بقيَ هوسوك و يونغي مع الوالديْنِ، و مشيا معهما نحو البابِ الأماميّ بعد تلقّي "سنقومُ بالحديثِ عن هذا لاحقًا" من والدِ سوكجين.

رفعَ تايهيونغ الغطاءَ من أجلِ الهيونغ، مُبتسمًا برقّةٍ عندما تمدّدَ الأخيرُ على السرير. وضعَ جيمين كوبَ ماءٍ على الطاولةِ بجانبِ السرير، بينما اكتفى جونغوك بالوقوفِ بمحاذاةِ الباب، و هو يُشاهدُ قائدهُ يُساعدُ الهيونغ خاصته.

"سأبقى هنا حتى يعودَ يونغي هيونغ" أخبرهم جيمين، و أومأ البقيةُ قبل أن يتمنّوا لسوكجين ليلةً سعيدةً. لوّحَ جونغوك بيدهِ بلُطفٍ نحو الهيونغ مُحاولًا جعلهُ يبتسم، ليبتسمَ باتساعٍ عندما ضحكَ سوكجين على تصرّفهِ.

بينما هم يمشونَ في الممرّ، أمسكَ تايهيونغ ذراعَ القائد، لافتًا انتباههُ و انتباهَ جونغوك.

"ما الأمر، تاي؟" أدارَ نامجون رأسه، و كادَ حاجباهُ أن يلتصقا ببعضهما عندما لاحظَ الوجهَ الجديّ للعضوِ المَرِح.

"أظنّ أنّني أعلم" أخبرهُ تايهيونغ، ناظرًا إلى غرفةِ الهيونغ قبل أن تلتقي عيناهُ بخاصتيّ نامجون، "السببَ وراءَ نوبةِ الذعر التي أصابتْ الهيونغ."

أدارَ نامجون جسدهُ ليواجه تايهيونغ، مانحًا إياهُ كاملَ انتباههِ. أخذها تايهيونغ كإشارةٍ له للبدء، "لقد بدا مُتردّدًا لاحتضانِ والدتهِ قبل قليل، و رأيتهُ قد توتّر عندما أخبرتهُ والدتهُ أنها ستعودُ في صباحِ الغدّ."

رفعَ نامجون حاجبهُ في مفاجأةٍ. هل سمعهم سوكجين و هم يتحدثونَ في غرفةِ الجلوس؟

"إذًا أنتَ تظنّ أنّ الأمرَ متعلّقٌ بوالديهِ؟" سألهُ نامجون، و أومأ الأصغر. سعلَ جونغوك، مُفاجئًا إياهم.

"لاحظتُ ذلك أيضًا،" اعترفَ جونغوك، حاكًّا أنفهُ. تنهّد نامجون و أومأ.

"حسنًا، شكرًا لكم يا رفاق،" ابتسمَ نامجون لهُما، قبل ملاحظةِ بقيةِ فتيانِ الراب اللذانِ كانا يمشيانِ باتجاههم، "هل غادرا؟"

أومأ يونغي، و حكّ وجههُ، "لا يعجبني الأمر، نامجون."

"لا يُعجبكَ ماذا، هيونغ؟"

تأفأفَ يونغي و بعثرَ شعرهُ في انزعاج، "أعتقدُ أنّ سوكجين هيونغ سمعنا" تنهّد يونغي، "أعتقدُ أنّه خائفٌ من أنّ عليهِ العيشَ مع والديهِ."

"سنُناقشُ الأمر في صباحِ الغدّ،" طلبَ نامجون، لقد كانَ متفاجئًا حقًا من فكرةِ يونغي، "دعونا فقط ننام."

بشكلٍ مفاجئ، فقد وافقَ البقيةُ و عادوا إلى غُرفهم، و لم يتحدثوا في المشكلةِ التي انبثقتْ للتوّ. لكن لا أحدَ منهم نامَ بشكلٍ جيدٍ في تلك الليلة، متضمنًا ذلك جيمين الذي بقيَ إلى جانبِ سوكجين حتى سقطَ الأخيرُ في نومهِ. لم يستطيعوا النومَ بسببِ صورةِ سوكجين خلال نوبةِ الذعر السابقة، و السببِ وراءها، و لم يستطعْ جيمين النوم لإنّه كان مصدومًا بعد شهودِ سوكجين في تلك الحالة، و لم يستطيع سوكجين النوم جيدًا لإنّه لم يُرد تركَ إخوتهِ.

_ _ _

"كيفَ تشعر، هيونغ؟"

استدارَ سوكجين، و ابتسمَ نحو هوسوك، قبل أن يعودَ مرةً أخرى لإعدادِ الفطور، "أفضل كثيرًا. أنا بخيرٍ الآن."

"هل أنتَ متأكد؟" سألهُ هوسوك مجددًا، واقفًا إلى جانبِ الهيونغِ خاصتهِ.

"أجل. لمَ لا تساعدني؟" عرضَ عليهِ سوكجين، و وافقَ فتى الراب على الفور، متناولًا مئزرًا آخر ليرتديهِ.

عمِلا في صمتٍ، و كان هذا غيرَ معتادٍ قليلًا للعضوِ الصاخبِ، هوسوك. لكنّ سوكجين لم يسأل عن السبب. لقد كان شاكرًا في داخلهِ أنّ هوسوك لم يصنع أي جلبةٍ كالمعتاد، فقط همهمةٌ عفوية كانتْ تغادرُ شفتيّهِ باستمرارٍ و هو يطبخ.

سارَ صباحُهم طبيعيًا كالمعتادِ، رغمَ أنّهم لم يستطيعوا التوقفَ عن التفكيرِ في الليلةِ الماضية، و أحسّ سوكجين أنّهم يريدونَ قولَ شيءٍ ما لكنّهم ينتظرونَ اللحظةَ المناسبة.

عادَ والداهُ حوالي الظهيرة، و استطاعَ البقيةُ الشعورَ بتوتّرِ سوكجين عندما سمعَ صوتَ والديهِ حينَ فتحَ لهما هوسوك البابَ. لكنّهم يعملونَ أنّ من الأفضلِ عدم ذكرِ ذلك، ليس قبل أنّ يتأكدوا أنّ سوكجين حقًا متضايقٌ من والديهِ.

"سوكجيني، كيف تشعر؟" حيّتهُ والدتهُ، مُحتضنةً ولدها الأصغر بقوّة.

همهمَ سوكجين، "أنا بخيرٍ الآن، أمّي، لا تقلقي."

"لقد أخفتنا، عزيزي،" قالتْ والدتهُ، محرّرةً إياهُ من العناق، و محدقةً بسوكجين بعينينِ مليئتيْنِ بالاهتمام، "ماذا حدث؟"

أغلقَ سوكجين فمهُ بإحكامٍ. لقد أرادَ حقًا أن يعلمَ والداه، لكنّه لم يستطعْ. تكوينُ جملةٍ كان مهمةً صعبةً في تلكَ اللحظة، و كلّ ما استطاعَ فعلهُ هو الابتسامُ بدفءٍ نحو والدتهِ.

"هل نستطيع التحدّث؟ معكم جميعًا،" قال والدهُ من الخلف، لافتًا انتباهَ الجميع. لم يتجرّأ أحدٌ على إصدارِ أيّ صوت، فاكتفوا بالإيماءِ و الجلوسِ على الأرائك. جلسَ سوكجين بين يونغي و نامجون، جلسَ هوسوك بجانبِ يونغي، بينما خطّ الماكني جلسوا على المقاعدِ التي أخذوها من طاولةِ الطعام. لم يتجرّأ أيٌ منهم على ملاقاةِ أعينِ الوالدينِ اللذانِ جلسا على الأريكةِ الأخرى، إمّا كانوا يُشغلونَ أيديهم باللعبِ بحافّةِ قمصانِهم، أو فقط يُحدّقون في الأرض، منتظرينَ مصيرهم.

"سنتكلّم بشكلٍ مباشر،" قال الرجلُ في بدايةً، "سنأخذُ سوكجين إلى المنزل."

صمتْ.

أغلقَ سوكجين عينيهِ بإحكامٍ و أخفضَ رأسهُ أكثر. لم يُرِد المغادرة، لقد أرادَ أن يبقى مع أعضاءِ فرقتهِ. وجودهم يُقلّل العبءَ في روحهِ التالفةِ قليلًا، وجودُهم يُشعِرهُ أنّهم يستطيعونَ فهمهُ، منذُ أنّهم جميعًا يتشاركونَ نفس المشكلاتِ كـ"آيدول"، إمّا بسببِ جداولِ الأعمال، أو حياةِ "الآيدول" الشخصية.

لم يعلم فتيانُ الرابِ الثلاثة ماذا يقولون. لقد علموا أنّهم لن يفوزوا أبدًا على أمرِ الوالدينِ، بالحُكمِ على الحديثِ السابقِ الذي حصل. لقد أرادواه حقًا أن يبقى، لكن لم يجرأ أيٌ منهم على قولِ أيّ شيء. أرادَ نامجون بشدةٍ أن يقف و يمنعَ الهيونغ خاصتهُ أن يُفلتَ من قبضتهم، لكنّه لم يستطعْ. لقد علمَ أنّ القرارَ بيدِ سوكجين، و لقد أرادَ بشدةٍ أن يسألَ الهيونغ عن قرارهِ، لكنّه لم يستطعْ. لم يُرد أن يُشوّشَهُ أكثر.

"سأنتظرُ في السيارة، والدتكَ ستساعدكَ على حزمِ أمتعتك،" نهضَ الأبُ و مشى نحو البابِ الأماميّ.

تنهّد البقيةُ في داخلهم، و هم يشعرونَ بالإحباطِ كما لم يشعروا من قبل.

لقد انتهى الأمر، فكّروا. دموعُ جيمين كانتْ تُهدّدُ بالسقوط، شعرَ جونغوك بالفراغ، عضّ تايهيونغ شفتهُ السفلى بقوّة، شفاهُ نامجون شكّلت خطًّا ضيقًا، عبسَ يونغي بانزعاجٍ، و تململَ هوسوك بأصابعهِ و هو يشعرُ بالكآبةِ قد بدأت تتدفّقُ داخله.

"لا."

أدارَ الجميعُ رؤوسهم نحو الفتى الأكبر، و وجدوهُ ينظرُ نحو الأرض، وجههُ عابسٌ بعُمق، "سأبقى."

نظرَ والدهُ نحو في مفاجأةٍ، ثمّ ارتسمَ الرفضُ على وجههِ، "ستذهبُ معنا."

"لا،" نظرَ سوكجين للأعلى، صوتُهُ صارمٌ كما لم يكن من قبل، "أريدُ البقاء."

"سوكجين-"

"لا أُريد تركهم."

"سيكونونَ بخير، جميعهم بالغون،" حاولتْ والدتهُ إيجادَ سبب. هزّ سوكجين رأسه، ناظرًا بحدّةٍ في عينيّ والدتهِ.

"أريد البقاء،" أمرَ سوكجين.

"سوكجين، يجبُ عليك الاستماعُ لنا. أنتَ لستَ في حالةٍ جيدة، نحنُ نعلم ما الأفضلُ لك. أنتَ ستأتي معنا، و ستستطيعُ التركيزَ على العلاجِ عندما لا تملكُ أي جدول أعمال،" صوتُ والدهِ كان صارمًا، آمِرًا، يبيّنُ بوضوحٍ أنّه لا يُريد أيّ نقاش.

"أبي-"

"سوكجين، يجبُ عليكَ الاستماعُ لنا! نحنُ والداك! نحنُ نعرفُ ما الأفضلُ لك!"

"أنا أعلمُ ما الأفضلُ لي! و أنا أريدُ البقاء!"

"أنتَ تعرفُ ما الأفضل لك؟ إذًا لم أردتَ أن تستسلمَ لكآبتكَ و حياتكَ و أردتَ قتلَ نفسك؟ هل تُخبرني أنّه كان القرار الأفضل لك؟!"

شهقَ سوكجين في صدمةٍ. لم يستطعْ تصديقَ أنّ والدهُ الحكيم و الرائِع قد رمى عليهِ كلماتٍ كهذه.

"لقد كان واضحًا أنّك لم تعلم كيفَ تتعاملُ مع مشاكلكَ. هذهِ هي، ستذهبُ معنا. لا أقبلُ أيّ رفض."

حدّق به سوكجين بعينينِ مُتسِعتينِ، كلّ الكلماتِ التي يعرفها حلّقتْ خارجَ النافذة. حدّق الأعضاءُ في والدهِ مصدومين، و الغضبُ يندفعُ في دمائِهم.

"اجلبْ أمتعتكَ. الآن."

"إنّه سيبقى."

قال يونغي من مكانهِ بجانبِ الهيونغ خاصتهِ، عيناهُ تلمعانِ في غضبٍ، مفاصلُ أصابعهِ ابيضّتْ و هو يحاولُ أن يبقى هادئًا.

"يونغي-"

"أنتَ الشخصُ الذي قال أنّه ليس في حالةٍ جيدة، أنتَ الشخصُ الذي قال أنّك تريدهُ أنت يتعافى بسرعة. لذا عليكَ الاستماعُ له، كي يتعافى بسرعة. ما فعلتهُ قد جعلَ الأمرَ أصعبَ عليه. إنّه مرتاحٌ أكثر هنا، و راحتهُ في رقم واحد في الأولوياتِ بالنسبةِ له ليتعافى بسرعة. إنّها ليست مجرّد حمّى أو إصابةٌ جسدية، إنّها شيءٌ أكثر جديّة. لا تدفعوهُ لعملِ شيء يُوتّرهُ أكثر، و يجعل الأمور أصعبَ بالنسبةِ له كي يتعافى بسرعة. احترموا قرارهُ إن كنتم تريدونه أن يكونَ بخير."

صمتَ البقيةُ عندما تكلّم يونغي عن أفكارهِ. شعرَ الأخير بالراحةِ لإنّه على الأقلّ فعلَ شيئًا. لقد أرادَ أن يُثبتَ أنهم يهتمّون لأمرهِ أكثر من أيّ شيء، و أرادَ أن يفهمَ والدا سوكجين أنّ ما مرّ به سوكجين ليس بسيطًا. والدا يونغي بالفعلِ خذلاه، رغم أنّهم يفهمانهِ الآن، لكنّ الأمر تطلّب سِنينًا. لم يُرد أن يمرّ سوكجين بالشيءِ نفسه، لقد أراد له الأفضل أكثر من أيّ شيء.

"يونغي هيونغ محقٌّ، أبي" قال نامجون، و قد استطاعَ أخيرًا استجماعَ شجاعتهِ ليقفَ من أجلِ الهيونغ خاصتهِ، "نحنُ نعدكَ أنّنا سنحميهِ بكلّ قوّتنا. لقد فعلَ سوكجين هيونغ الكثيرَ من أجلنا، لذا دعنا نفعل الأمر ذاتهُ من أجله. نحنُ نعدكَ ألّا يحدث شيءٌ كهذا ثانيةً."

صمتْ. لا أحدَ تجرّأَ على الحديثِ أكثر بينما نظرَ الوالدانِ لهما واحدًا تلو الآخر. استطاعَ سوكجين الإحساسَ بالخوفِ يزحفُ في جسدهِ، و قامَ دون وعيٍ بإمساكِ يدِ نامجون. ضغطَ القائدُ عليها في المقابلِ، يُخبره بصمتٍ أنّ الأمور ستكونُ على ما يرام، و أنّهم سيكونونَ هناك دائمًا من أجلهِ.

"أبي،" ناداهُ سوكجين في تردّدٍ، "أرجوك."

نظرَ إليهِ والدهُ، و تمنّى سوكجين لو أنّه يختفي كي لا يتعاملَ مع هذا النوعِ من الأمور. ربما أن يذهبَ للأبد، لذا لن يضيعَ أحدٌ وقته بالقلقِ و التفكيرِ بشأنهِ.

"عزيزي،" تجمّد الأعضاءُ عندما تحدثتِ المرأةُ مناديةً زوجها، "الأطفالُ مُحِقّون."

ابتسمَ سوكجين بامتنانٍ نحو والدتهِ.

"أنا أعلمُ أنه من الصعبِ تركُ ولدِنا هنا و نحنُ نعلم أنّه ليس في وضعٍ جيد، لكنّنا لا نريدُ مضايقتهُ أكثر، صحيح؟" صوتُ والدتهِ كان متهزًّا، و علمَ سوكجين أنّها تحاولُ بكلّ جهدها أنّ تظهرَ قويةً لإقناعِ زوجها، "سنقومُ بزيارتهِ كلّ أسبوع، أو ربما كلّ يومين أو ثلاثةِ أيام."

أراد سوكجين حقًا أن يُهاجم والدتهُ بعناقٍ كبير، لكنه لم يستطعْ. فوالِدهُ لا زال يُحدّق له، ثمّ تنهّد.

"سأُفكّر بالأمر،" قال والدُه، "سنعودُ إلى هنا عندما نُقرّر."

و بهذا، غادرَ والده. تنهّد سوكجين في ارتياحٍ و ذهبَ لاحتضانِ والدتهِ بقوّة. صمتَ الأعضاءُ بينما احتضنَ الاثنانِ بعضهما، أكتافُهما تهتزّ في بكاءٍ صامتٍ.

"عِدني أنّك ستكونُ بخير. أخبرنا بكلّ شيءٍ من الآن و صاعدًا، لا تخفي أيّ شيءٍ عنا مجددًا، صغيري،" صوتُ والدتهِ كان مُهدِّئًا للغاية.

انتحبَ سوكجين، "أنا آسفٌ، أميّ."

"لا بأس. أنا أعلمُ أنّ الأمرَ صعبٌ عليك، و أنا أعلمُ أنّك لم تُرِد إقلاقنا. لكن تلكَ وظيفتنا، صغيري. القلقُ عليك وظيفتنا، و نحنُ لا نمانعُ ذلك،" شدّتِ والدتهُ العِناق، "لا تشعر أبدًا بالأسفِ لجعلنا نقلق. إنّها وظيفتنا، و نحنُ علينا التعامل معها."

أطلقَ سوكجين ضحكةً بين دموعهِ و أومأَ، "حسنًا".

"حسنًا" أفلتتْ والدتهُ العِناق، واضعةً كفّيها على وجنتيْ ابنِها، "سأُحاول إقناعَ والدِكَ، حسنًا؟"

"حسنًا،" أومأ سوكجين، مانحًا إياها عناقًا أخيرًا قبل السماحِ لها بجمعِ أشياءِها و النهوض.

"أيها الأولاد، سأغادر الآن. أرجو أن تعتنوا جيدًا بابني،" قالتْ والدتهُ، مُبتسمةً بدفءٍ نحو الأعضاء.

"سنفعل، أمّي، لا حاجةَ أن تقلقي."

"إنّه في مأمنٍ معنا، أمّي."

"سنحتفظُ بهِ في دفءٍ و حبّ."

"سيكونُ بخير."

ابتسامةُ الوالدةِ اتسعتْ و لوّحتْ بيدها لهم، قبل تقبيلِ ولدها على وجنتهِ و جبهتهِ، ثمّ مشتْ نحو البابِ الأماميّ. فتحَ سوكجين البابَ من أجلها، و قبّلَ خدّها قبل أن يلوّحَ بيدهِ بشكلٍ لطيفٍ و ابتسامةٍ مُطمئِنةٍ.

صوتُ إغلاقِ البابِ الأماميّ كان الشيء الوحيدَ المسموعَ، قبل أن تقتربَ منه عدّةُ أصواتِ خطواتِ أقدامٍ، ثمّ توقّفتْ في الممرّ. استدارَ سوكجين، و أعطاهم ابتسامةً دافئة.

"شكرًا لكم، يا رفاق."

نظرَ الأعضاءُ له و ابتسموا بدفءٍ نحوه.

لقد علمَ أنّ المشكلةَ لم تحلَّ بعد. لقد علمَ أنّه سيكونُ من الصعبِ إقناعُ والدهِ. لكن طالما لم يقوموا بأخذهِ من دفءِ إخوتهِ بعد، فإنّه يستطيعُ أن يكونَ مرتاحًا قليلًا لبعضِ الوقت.

Continue Reading

You'll Also Like

729K 5.2K 26
رواية عشق على حد السيف بقلم // زينب مصطفى
415K 20.8K 30
[مُكتملة] "لأني لا أريده...!،هو ليس المقدر لي!أرجوك ساعدني،ل.لطفاً..؟" بدأت في: ١/٥/٢٠٢٢ وانتهت في ٣/٩/٢٠٢٢ رواية لتايكوك. المُهيمن : جيون. تحوي على...
31.2K 1.6K 55
ينتحر سونغمين بألقاء نفسه و ابنه على سكة الحديد ، ولكن يولد من جديد كـطفل لحبيبه السابق بانغ تشان المستحقات 🏅 Top one in جونغان Top one in ليكس Top...
241K 5.9K 32
❝ إذا زوَجـتُك لا تُمـتِعُك يا اخَـي ، انا سـأفَعل ❞ بـارك بيـكهيون. أحـببُت اخـي حُـباً مُـحرم قـذراً بِـه مـن الدنـاسَه والنجـاسه والقـذاره كـماً...